شربل بعيني شاعر بالعاميّة والفصحى ـ من أصل لبناني يعيش في سيدني ـ أستراليا ـ منذ عقود. ولا كلمة فيه إلاّ وهي مسجّلة.. ولا أعرف شخصيّاً شاعراً أو أديباً من وثّق حياته في حياته كما فعل إبن مجدليّا ـ شمال لبنان ـ الشاعر شربل بعيني.
وأخيراً صدرت له، ودفعة واحدة، “10 كتب” من القطع الوسط، ولا يقلّ حجم أحدها عن 330 صفحة، بعنوان “شربل بعيني.. بأقلامهم” تضمّ كلّ ما كُتِب في الشاعر، ومن الذين كتبوا ـ وهم كثر ـ الشاعر محمّد مهدي الجواهري، الشاعر نزار قبّاني، الشاعر عبد الوهّاب البيّاتي، د. رفعت السعيد، الشاعر محمّد الشرفي..
أمّا الأستاذ الذي جمع ووضّب وطبع عبر السنوات تحت عنوان “شربل بعيني .. بأقلامهم” هو الراحل الأستاذ كلارك بعيني إبن عمّة الشاعر شربل بعيني الذي بدوره جمع ما صدر أخيراً في “سِفر” من 10 أجزاء.
وفي ما يلي بأقلام الحبّ والضوء:
1 ـ “يا شربل ماذا فعلت بأخيك؟ أما كفاك كلّ الشوق القديم، والحبّ المعتّق مثل نبيذ يزداد حلاوة كلّما مضى عليه الزمن؟. أما كفاك كلّ ما كان، فتجدّد الشوق وتفجّر أشجار الحب وتجعلني مصلوباً بين فكيّ كسّارة البندق أشتاق إليكم وأعشق سيدني؟. “وما حبّ الديار شغفن قلبي \ ولكن حبّ من سكن الديار”. وأتمسّك بمعركتي في مصر كطوق نجاة، وأظلّ معلّقاً بين الشوق والطموح، العشق للأصدقاء والعشق للوطن، وأنت تضع الملح القاسي في الجرح الدامي، فكفاك كفاك يا متعب”.
ـ الكاتب والمناضل المصري د. رفعت السعيد.
2ـ “شربل بعيني أحبّ الشِعر بإخلاص فأحبّه الشعراء بإخلاص. شاعرغنّى وجدانه كلمة فأرقص الأرواح وأبكى الملوك. كتب بالفصحى وبالعاميّة فأغنى بذهب الكلام، وعشقته حكايات ما قبل النوم، وكاغاه جمال هدوء المهد شربل بعيني بإختصار شاعر الشعراء فيه وله ومنه أقول: يا شعر خلّي بالشعر عيني \ تنقل من جنينه على جنينه \ شربل قطف عنقود وجدانو \ من كرم الله والعنب زيني \ وصارالحلم يدلف ع حيطانو \ حكايات رجح مجدها العينه \ ووقف بوجّ الموت انسانو \ تاصار شعرو عالعمر دينه \ شربك بعيني الشِعر خيطانو \ وما انفكّ الاّ بشربل بعيني”.
ـ الشاعر السوري اياد قحوش.
3 “بدك الجنّه؟ \ فوت \ وبالشعر غنّي \ بيروت.. \ صوره .. تذكرك عنّي \ فيها الشعر مجنون .. \ جني \ وفز من حفة الفانوس .. \ يا بيروت \ قال تمني .. \ وشو بدّك بعد تتمني؟ \ إنتي سما للشعر يا بيروت .. \ وشربل بعيني \ متل “بطرس” صار \ حامل مفاتيح هالجنّه”.
ـ الشاعر الزجلي اللبناني جون رعد.
4 “شربل بعيني ذَوْق عا حلّو \ للنثر هوّي وللشِعر كلّو \ همّو الكبير يخلّد الشعّار \ انشالله اللي متلو كبار لا يقلّو \ عندي انسمى من خيرة الشطّار \ الما بيفهموه من الدني يفلّو \ تعوّدت دقلّو بكلّ نهار \ انصدفتْ شي يوم نسيت إني دقّ \ الهاتف بيقللي قوم دقلّو”.
ـ صاحب “الديوان الملكي” الشاعر عصام ملكي.
5 ـ “أهتمُّ لحديثه واستمتعُ في الجلوس معه منذ أن عرفته إلى يومنا هذا، فقد أدركتُه على خلقٍ كبير، ثاقب الرّأي، مستنير الرؤية، ضليع اللغة، لبق الحديث، صحيح اللسان، لا ينطق إلّا في خير الناس. عاش ما مضى من حياته بضمير مستقيم، فكان ولم يزل نظيف اليد، عفيف الكلمة، رافضًا بيع كلمته أو تأجير قلمه.. ولم يكن يومًا متواجدًا في سوق بائعي الضمائر ومزوّري الحقائق. يقرأ في كلّ الاتجهات من يسارها إلى يمينها، عميق الإيمان، يدبّ على الأرض ليوزّع إيثارًا من ثقافته وروحانيّته على الوجوه الناظرة. ومَن منّا لا ينشرح صدره حين يُلاقي حكيمًا شيّبَه الكبر وبيّضَ شَعرَه بهذه الخصال الحميدة؟. أوَليس الكثير منّا يخلع عنه عبء الحياة حينما يكون أمام هكذا نموذج ترتاح إليه النفس وتهدأ باحاديثه. هو طرازٌ فريدٌ من الناس، له وفرة مذهلة في العطاء، ضحكته تتّسع للجميع، محبته تحتضن الجميع أيضًا، يقرن الأقوال بالاعمال، يجزلُ العطاء في تخفٍ واتضاع، فيما هو يحضّ الناس على شكر الله ـ أب الجميع ومصدر كلّ عطاء وبركة ـ كما عهدتُ فيه يدًا بيضاء ممدودة لمصافحة الصغير والكبير ومساعدة الغريب والقريب.. مؤمنًا بالإنسان على تنوّعه، يحبّ الناس ويعشق الخير لهم.
ـ الأديب الأب يوسف الجزراوي.
6 “بالواقع أن شربل بعيني، في كلّ ما كتب، كان ثائراً شجاعاً، داعياً الى التغيير، وتجاوز العقليات السائدة والتقاليد الجامدة. ففي الغزل الإباحي اضطرّ بعض النقّاد الى الإستعانة بمار شربل مخلوف على شربل بعيني، وفي الشعر الوطني كان غرباله لا يرحم زعيماً ولا مسؤولاً ولا اقطاعيّاً، وفي شعره الصوفي ثار على رجال الدّين ممّن حوّلوا العبادة الى مهنة للارتزاق والتعيّش.. وثار على الأساطير والخرافات الدينية التي مسخت الإنسان المؤمن وقوّضت إمكاناته وقدراته على الإقلاع والتحرّر.
ـ الكاتب اللبناني ميشال حديّد.
وللشاعر شربل أن يفرد جناحيه بعد في عالم الكلمة الشاعريّة والتألّق الكثير والمتكاثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق