سيدة انتظار/ رحال لحسيني


تجلس وحيدة وسطهم. 

رجال يتناوبون على كراسي مثبتة في زاوية فضاء ضيق لوكالة بنكية في الشارع الرئيسي.

المستخدم يبتسم ويواصل عمله دون اكتراث بما يحدث بعيدا عنه. تركيزه على الزبون الذي أمامه. 

يتفادى السقوط في خطأ ما قد يكلفه كثيرا.

 من كان قبله هنا تعرض لموقف صعب نتيجة عدم التركيز، وجد نفسه متهما بين عشية وضحاها.

متلاعبون في كل المهن تقريبا جعلوا من وقوع أخطاء محتملة جدا شبهة، وحتى دونها،.. 

ومشكوك في أصحابها.

* * *

الساعة تشير إلى منتصف النهار. 

الوصول إلى "الصندوق" يتم بالدور.

عون الأمن الخاص يرشد الملتحقين لوضع بطائقهم الوطنية خلف بعضها.

لم تنتبه لذلك قبل اليوم، لم تعلم أن جهاز سحب ترتيب الأدوار معطل أو غير متوفر تماما. 

أغلب معاملاتها كانت تتم بمساعدة مستخدم لا يوجد الآن.

لم تستسغ طول الانتظار.

وقفت في مكانها لثوان، فارهة الطول بالمقارنة مع فتيات أو سيدات مثلها، مكتنزة قليلا.

وضعت نظارات شمسية فوق رأسها وهمت بالانصراف.

أعناق تشرئب لمتابعتها. 

وشوشت لحارس الأمن بلطف شديد.

ينحني ويهز رأسه موافقا على شيء ما.

يبدو سعيدا جدا.

قدمها الأولى خارج فضاء البنك، ريح خفيفة تداعب أطراف تنورتها الحمراء الطويلة.

أنفاس اضطربت وحركات شبه خفية للبعض.

***

الصمت يعم المكان من جديد.

لم يتقدم أحد لملإ مقعدها الشاغر. 

ربما توقع أو تمنى الواقفون عودتها بسرعة، أو حاصرت مخيلاتهم نظرات الآخرين لهم.

- رذاذ... رذاذ

ربما هذا اسمها،، يناديه البنكي مرتين. 


أغلب الزبناء ينظرون في اتجاه واحد.

إنها هي "رذاذ"... 

تدخل في الوقت المناسب!


إلاّ أن تكونوا هم/ شوقي مسلماني

 


"أن تدخل لعبة السلطة وأن يبدأ إغراؤها وإغواؤها ـ دلالها، تمنّعها، ثمّ إمّا إتّهامك بالتحرّش الجنسي أو أن تعقد القران".. وزلغوطة، وبالبنين والبنات والدولارات.. وجميع العملات. 

**

القرامطة، إذا باشروا عملاً، كانوا، عوض: "بإسم الله الرحمن الرحيم"، يقولون: "بإسم العمل والأمل". 

**

ثقافةُ الموت من أجل الحياة عقيدةُ كلّ جيش وطني سليم في العالم، ولا بدّ أن تكون العلاقة وطيدة بين الجيش والشعب. الروح الناشئة عن حبّ التضحيّة مثالها "الفادي" ذاته.. وليست وجهة نظر.  

**

"جوقات الزجل تتقاتل كما الديكة على المنبر، وبعد إنتهاء الحفلة أو الجولة يقصدون أقرب مطعم، يتعشّون ويتقاسمون الأرباح". خي! هكذا السياسة، تتغيّر الجوقات وشعّارها بمرور السنين أو الزمن ويظلّ المنبر.. ويا جبل لا تهزّك ريح". 

**

كلّ شيء في لبنان تصنيع خارجي وتركيب داخلي، من الخفير، قال الصحافي والإعلامي والكاتب اللبناني سامي كليب، إلى الأمير.   

** 

الزبائنيّة ماذا تعني؟. تعني أن "يسرق أحدهم خدمات الدولة المتوفّرة للجميع ويوزّع منها على محاسيبه" ـ أتباعه ـ ليكون هو الدولة والدولة هو.  

**

أمّنا الحنون، قال الشاعر والإعلامي حبيب يونس، فرنسا العظمى، تبيعنا، للأسف وللحقيقة، ببرميل نفط.  

**

الطائفيّة كانت في دستور لبنان ـ 1943 ـ عـُرفاً، وبعد عقود، وبعد حرب أهليّة ـ 1975 ـ استمرّت 15 سنة ـ صار العرف: إتّفاق الطائف ـ 1989 ـ تقريباً نصّاً. وكان نصر بن سيّار ـ قبل 1300 سنة ـ قد حذّر: "أرى تحت الرماد وميضَ جمرٍ ويوشكُ أن يكون له ضرام". 

**

ضدّ الحرب ولكن لا يخشاها. 

**

إنهاك المجتمع، هذا هو الهدف.. بمشاكل تموينية، أمنيّة، إجتماعيّة، طائفيّة، مذهبيّة، قبليّة، عشائريّة، تخريب المؤسسات الإقتصادية، الصناعيّة والزراعية، تدمير البنى التحتيّة.. العسكريّة.. ودعم كلّ توجّه إنفصاليّ يزعزع وحدة البلد. وهذا هو شأن الإمبريالي في البلاد المصابة بداء السيطرة الإمبرياليّة. وأنت ماذا خطوتك؟ أو إلى أين من هنا؟. 

**

لا تقتصر مظالم رأس المال على شعوب "العالم الثالث" ـ نهباً للثروات وإغراقاً بالديون وإهلاكاً بالجهل، بالأمراض والجوع ـ إنّما تتعدّى إلى مجتمعات رأس المال ذاته ولو للإلهاء عنه، حيث أصحاب المليارات، وفيما تقع الطبقات الأدنى تباعاً فرائس للأزمات الدوريّة الملازمة للرأسماليّة تبرز على السطح دمامل عنصريّة بغيضة سمتها التخلّف، فتعتدي على مواطنيها بالهويّة المختلفين ديناً أو لوناً.. إلخ ـ إجهاض إحتقانات إيجابيّة لئلاّ تصيب مصّاصي الدماء سلبيّة.. ولكن حتماً لن يكون ذلك إلى ما لا نهاية. 

**

بدِّلوا جلودكم، هذا شأنكم، إنّما رجاءً لا تسيئوا إلى دماء الذين نزفوا في سبيل الأرض والإنسان. لو تتصدّقون بتغيير إسمكم أيضاً فتكون فرصة عادلة لنقول: أنتم أنتم إلاّ أن تكونوا هم. 

Shawkimoselmani1957@gmail.com



رغبة حمراء وقصص أخرى قصيرة جدّا /حسن سالمي



رغبة حمراء

    اللّيل يبلغ الهزيع... وكعادتي أسبح وحيدا في الفضاء الأزرق... فجأة ظهرت على الشّاشة نافذة حمراء صغيرة... أطفأتها... تردّد صوت لا أدري مصدره:

"هل تحبّ...؟"

    وعادت النّافذة الحمراء تتألّق بشدّة وصوت مجهول: "تحبّ الدّم؟"

تراجعت إلى الوراء فزعا لكنّني وجدتني مشدودا إلى المقعد... وشعرت بجسدي يشتعل وفي زاوية بعيدة من أعماقي كانت رغبة في القتل تكبر سريعا...


دمية في بيتي

    لا أدري من قذفها في بيتي... رميتها في حاوية الزّبالة وتأكّدت من أنّها حُملت الى المصبّ... ومع ذلك تفاجأت بوجودها في السّرداب. خُيّل إليّ أنّ نظراتها ازدادت حدّة وأنّ شعر اللّحية والشّارب أخذ بالنموّ... لم أنفر من شيء كما نفرت منها...

    لكن لسبب غامض ما زلت أعثر عليها في سردابي رغم محاولات التخلّص منها... كلّ مرّة تزداد طولا، وتزداد لحيتها شُعثًا، ونظراتها حِدّة، ورايَتها سوادًا على سوادها...


نوبيرا*

    كعادتنا لا بدّ أن نجتاز الجبل حتّى نبلغ القرية من أقرب سبيل... مساء ذلك اليوم كان باردا وغائما وأحيانا كانت السّماء ترشح قليلا... عندما بلغت السّفح وأطرافي تكاد تتجمّد فوجئت بيد بضّة تمتدّ إلي.. جذبتني بقوّة. وقبل أن أستوي واقفا كانت نظراتي تستقرّ على وجه أملس مخيف...

    حين بلغت القرية لم أدر لماذا يفرّ النّاس لمرآي... حتّى أهلي فرّوا من أمامي... نظرت في المرآة فوجدت وجهي أملسَ بلا ملامح...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نوبيرا: كائن أسطوري في الثقافة اليابانيّة.

Matsue*

    ثمّة سرّ غامض يكتنف تلك القلعة وأكنافها. عندما اقتربت منها شعرت برغبة ملحّة في الرّقص... وشيئا فشيئا فقدتُ السيطرة على جسدي فتلاحقت أنفاسي وأدركني التّعب ولم أستطع التوقّف... 

    حين سقطت مغشيا عليّ وابتلعني سديم بعيد، رأيتها في صورة لم أر أجمل منها رغم أمارات الرّعب الجامدة على وجهها... جسّت عظامي عظما عظما... سمعتها تهمس:

أنا ساكنة القلعة... اخترتكِ رفيقة جديدة!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Matsue* مدينة تقع بمحافظة شيماني اليابانية يعتقد أنّ بها قلعة مبنية بعظام البشر وتقول الأسطورة بأنّها مسكونة بروح راقصة جميلة. قُتِلت غيلة لتكون عظامها لبِنَاتُ بِناءٍ في تلك القلعة.


مأساة التهجير في قطة فوق صفيح ساخن/ زياد جيوسي


    لعل العنوان "قطة فوق صفيح ساخن" أول ما يلفت النظر بهذه الرواية والتي هي الأولى للكاتب مراد سارة والصادرة عن جفرا ناشرون وموزعون في مئة وثلاثون صفحة من القطع المتوسط، بالطبعة الثانية 2022م والتي أشار الكاتب أنها "مزيدة ومنقحة" وإن لم تخني الذاكرة فالطبعة الأولى صدرت عن دار نشر أخرى وتمت اعادة الطباعة بعد ان أنشأ المؤلف جفرا ناشرون وموزعون في عمَّان عاصمة الأردن، ومن تصميم الغلاف يمكننا أن نعرف حول ماذا تدور الرواية ونعرف معنى العنوان، فالغلاف الأمامي ويمتد الى الغلاف الخلفي عبارة عن مشاهد متداخلة لأطفال ونساء في أزقة مخيم يضم النازحين واللاجئين الفلسطينيين باللون الموحد القريب من لون الأرض، وتتصدر الغلاف صورة امرأة فلسطينية ترتدي الثوب المطرز وتضع على رأسها الشال الأبيض، وواضح أنها تمثل المعاناة فالألم على وجهها ومعاناة الأعوام، والثوب قديم يؤكد على الفقر والمعاناة، بينما الغلاف الأخير حمل صورة ملونة للكاتب وفقرات تتحدث عن الرواية.

   يلاحظ أن الكاتب كتب اهداء مطول من 434 كلمة لخص فكرة الكتاب والحياة في مخيم حطين للنازحين واللاجئين النازحين والذي تم انشاؤه بعد هزيمة حزيران 1967م والذي اعتاد الناس على تسميته مخيم شنلر نسبة لقربه من معهد شنلر والذي أخذ اسمه نسبة للقس يوحنا لودفك شنلر والمعهد مسجل وقفا خيريا في الاردن منذ وضع حجر الأساس عام 1959، وقد أرفق بالرواية عدد من الصور للمخيم بالأبيض والأسود، كي يرافق ذائقة القراءة مع الذائقة البصرية، ويحيل أحداث الرواية من خيال الكاتب لواقع المخيم، كما وضع تحت عنوان "البداية" وعلى صفحتين حالة وصفية ليوم من حياة النزوح في الغرفة اليتيمة ذات السقف من الصفيح وأخبار عن غارة لطيران الاحتلال واستشهاد عدد من الفلسطينيين، حيث بتلك اللحظة "وُلِدَت قطةٌ فوق صفيحٍ ساخنٍ"، فكان العنوان للرواية والمسرح الذي تبدأ منه الأحداث.

من بداية الرواية نلاحظ أن الكاتب أنسن الهرة وجعلها الشخصية الرئيس في الكتاب وأعاد لذاكرتي كتاب كليلة ودمنة الذي كان على لسان الحيوانات، وبالتالي أصبحت القطة راوية الحكاية بعد أن تمردت على مراد وأخذت منه دور الراوي حيث أورد الكاتب على لسان القطة قولها: "أريد أن أحملَ معاناةَ لاجئةٍ شُرّدتْ وتقطّعتْ بها السُبُل حتى سكنتْ مركزَ توزيعِ المؤنِ، أشقّ طريقَ الحروفِ وحيدةً دون أن يكون (لمراد) دور في نبش أحداثِ النهاية."، وإن سمحت له أن يتحدث في بعض المواقع التي لا يمكن للهرة أن تتحدث عنها، كما حديث مراد عن السينما والقراءة، والقطة أصبحت وكأنها لاجئة حقيقية من المخيم، تروي حكايات الناس وتفكر وتقول: "من الذي يحبُّ الحزنَ ويقدّس العذابَ غير أمريكا وإسرائيل؟!" وتوجه النصائح بالكتابة للكاتب بإسمه وكأنها تخاطب صديقا.

الهرة التي دللها مراد سارة بلقب هرهورة والتي فقأت عينها بسقوط مخرز الغجرية موزة عليها والتي رمزت اليها القطة أنها دولة الكيان المغتصب للوطن من خلال قولها: "والأممُ تبارِك لموزةَ استعمارَها وغضِّ البصر عنها"،  فالهرة كانت تمثل المراقب لمعاناة المخيم وتنقل الأحداث بدون تدخل فيها، فلو كان الراوي بشرا فلم يكن بالامكان أن يراقب فقط ولا يتدخل، وكون الهرة أصبحت بعين واحدة فقد أصبحت ترى المعاناة في كل بيت تتسلل اليه وتروي بعض من حكاياته، ترويها برؤية عين واحدة تنقل الواقع كما هو، لذا نجدها تروي حكايات شخوص الرواية بتجرد وبدون مؤثرات ولكنها تسقط بين الحين والآخر بهدوء وجهات نظر سياسية أو اجتماعية، فالكتاب بأكمله يروي حكايات المخيم وشخوصه ومعاناتهم والفقر والحالة الإجتماعية وكما ورد بالرواية: "في المخيّم الكلُّ ينظرُ إليكَ بنظراتٍ موجعة، تحدثّك بسكينةِ الألم عن انسحاقِ القلوبِ داخلَ الصدورِ المظلمةِ، أجسادٌ لا تستطيعُ أن تخفي نحولَها وقد حاولتْ مراراً أن تنفصل عن الموت الذي كان ملاصقاً لكآبتهم، ليالٍ سوداء سلبت من الوجوه ما جمعتَه في الأيام البيضاء، وطمستْ بالنكبة بشاشتهم".

من الشخصيات الثانوية المهمة بالسرد شهلا التي تعيش بغرفة قذرة وكذلك أبو هاشم يسكن بجوار مركز توزيع المؤن ويعمل حلاقا وتاجرا ولا يأخذ أجرة الحلاقة من الفقراء ويرفض أن يشتري أرض قرب المخيم وينتظر أن يعود لقريته المحتلة، وهذه اشارة لمسألتين وهما التمسك بحق العودة ورفض فكرة أن يكون هناك وطن بديل، وأيضا وداد زوجة الشهيد التي تدعو الله ان يحفظ اطفالها من الجوع ويرحمها من ذل السؤال، والتي تهتم بها شهلا حين تجدها خرجت بالبرد لتبحث عن لقمة خبز لأطفالها، وأيضا وصف حالة اجتماعية نجد بسمة ويوسف وحكاية حب رغم كل ظروف المخيم، وحين يمسك والدها رسالة منه معها ينتقل بأسرته الى مخيم البقعة ليبعدها عن يوسف، و سعاد من سكان المخيم تمثل اللذة المصطنعة في العلاقة مع زوجها في بيوت تفتقد الخصوصية لتلاصقها، إضافة لعشرات الأسماء التي حفلت بها الرواية بحيث يشعر القارئ أن الكاتب لم يترك شخصا من المخيم له حكاية ولو بسيطة الا أورد اسمه ومنها على سبييل المثال لا الحصر موزة الغجرية وأبو ابراهيم البهلول والحاج المصري حلاق المخيم وأبو خضر بائع الكاز وأم عبد الله الداية وأبو عثمان مجبر الكسور ودنيا الطباخة في مخيم الوكالة وأبو ناصر الذي كسر أقفال بيت المؤن لصالح الجياع وكان يحرضهم على الثورة ويخطب بهم:"هم اليومَ كالخراف ونحنُ الذئاب فما عليكم  إلا أن تذهبوا إليهم وتسترجعوا أرضكم"، وهذه النماذج التي اخترتها من ضمن العشرات من الأسماء توضح كيف يتحول المخيم من شتات اللاجئين والنازحين إلى مجتمع متكامل. إضافة للإشارة للمستنقع الذي عرف بإسم "بركة البيبسي والحديث عنه بالقول: "وجلبتْ البعوضَ والحشراتِ القاتلِةِ وهوايةَ الموتِ السريعِ بدونِ تذاكرَ عبورٍ إلى السماءِ أو حواجزَ تحرِمُ القتيلَ ركوب الماء" .

   الكاتب استخدم حكايات أسطورية من التراث مثل حكايات ابو رجل مسلوخة وغيرها، وأما قصة قط مخبز جبل الجوفة الذي كان من الجن فهي قصة تتكرر في مناطق مختلفة وقد استمعت لها أنها جرت في مدينة نابلس بجوار المقبرة من شاعر من نابلس وسكانها بنفس الكلمات وسياق آخر، وفي الجانب الاجتماعي نجد الكاتب أشار للتكاتف الاجتماعي رغم الفقر فهم يهبون للنجدة ومد يد العون لإعادة بناء سقف الحاجة خضرة وجدار بيت أبو أسامة، وفي المقابل أشار الكاتب لسلوكيات اجتماعية شاذة كحادثتي اغتصاب وهيبة المشلولة وحرق أم العبد التي كانت تجمع المال لترسل زوجها السكير والذي لم يعرف الدين يوما للحج، فيلفها بالبطانية ويحرقها وهو في لحظات غياب للعقل بسبب الخمر، فتموت هي ويسجن زوجها ويرسل الأطفال الى مبرة أم الحسين للأيتام.

   وجهات نظر سياسية تسللت كعبارات في ثنايا الكتاب حيث انتقد الفصائل الفلسطينية بعبارة "لدرجةِ أنَّ الثلجَّ لم يتماسك، وأعلن الانفصالَ كحال كلِّ الكتائبِ والحركاتِ الثوريّةِ الفلسطينيةِ"، كما هاجم منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية بقوله: "تأخرَ البريدُ القادمُ من السماءِ وسرقَتْ منظمةُ التحريرِ كُلَّ الهباتِ والعطايا، ولم يتجرأَ أحدٌ على (رشيدة مهران) و(أم ناصر) ، وبقيت (أم حسين) تحتسبُ إلى الله حتى فقدتْ لقمةَ الخبز"، وهذه الانتقادات السياسية تكررت في الكتاب ما بين المباشرة والايماء.

   كما تكرر الإنتقاد للهيئة التي أنشأتها الأمم المتحدة تحت مسمى هيئة اغاثة وتشغيل اللاجئين والمتعارف عليها باختصار حروف البدء في كلماتها باللغة الانجليزية "أونروا"، ومن هذه الانتقادت على سبيل المثال العبارة التالية: "أعمدةٍ تعودُ للخيمةِ التي صُرِفتْ بدلَ فاقدٍ لوطن ، واعتبرتها (الإونروا) حقاً مشروعاً لكلِّ لاجئٍ بغضّ النظرِ عن فلسطينِ ."، وأشار لاغتصاب فلسطين والوضع الذي أصبح عليه المهجرين إلى المخيم بإستخدام إسم وهيبة المشلولة والتي جرى اغتصابها فيقول "جسدٌ تبادلَ على نهشِهِ الإنسانُ والقوارضُ بعد مصيبةٍ حلّت عليها باغتصابها وفلسطين."، كما أشار لذلك بعبارة قوية وتحمل دلالات بالقول: ""الفقرَ كان كبيراً، وهذا هو سلاحُ إسرائيل..  الفقرُ ما يميت شرفَ المرأة، ويحيي شهوتَها"، كما كان هناك تساؤل مهم على لسان الهرة الراوية للحكاية وهي تشير فيها إلى دولة الإحتلال بالقول: "هل أشنُّ حرباً غير متكافئة على (موزه) والعالم يقبع تحتَ الظلم والاستعمار؟".

   ونجد أن الرواية في محتواها العام تعتمد على رواية حكايات المخيم واستخدام نماذج كثيرة فيها من سكان المخيم، وتروي حكايات وحكايات بحيث نجد أحيانا أن الحكايات منفصلة عن بعضها ولا يربطها ببعضها سوى أنها حكايات الناس بالمخيم، بحيث أنه لو جرى شطب بعض الحكايات التي كانت عناوين الفصول فلن يتأثر السرد الروائي ولن يشعر القارئ أنه قد نقص شيء من الكتاب، ويلاحظ أن الكاتب لجأ أحيانا لاستخدام اللهجة المحكية لإضفاء طابع مختلف على الرواية، لكن من وجهة نظري لا أحب الخلط بين الفصحى والعامية وأشعر أنه أسلوب يضعف الرواية أو القصة، إضافة أن الكاتب خرج عن مفهوم الرواية بشكلها التقليدي وخرج عن المألوف فيها، فروايته سرد لحكايات وافتقدت التصاعد من البداية للوصول إلى نقطة التأزم للوصول الى النهاية سواء كانت نهاية مفتوحة أو مغلقة، وكانت النهاية المفتوحة بعد الحكايات عبارة عن وجهات نظر وإشارات مختلفة وخاصة الإشارات السياسية، وعدم انهاء الكتاب بنهاية مغلقة تسجل لصالح الكاتب فحكاية المخيم مكان الإقامة الإجبارية تبقى قائمة ومستمرة حتى العودة للوطن.

 وافتقدت الرواية الحبكة القصصية التي تحتوي على السرد والحوار والمناجاة وإن حافظ على التعليق برأي الكاتب، وإن حافظ على المكان والزمان كفضاء للرواية اضافة للشخصيات الرئيسة وهي الهرة ومراد إضافة للشخصيات الثانوية والتي تختلف وتتباين بدورها في الرواية بين ثانوية رئيسة وثانوية عابرة، وحافظ الكاتب على الأبعاد الاجتماعية والسياسية ووحدة الفكرة في روايته بصور بسيطة أحيانا وصور عميقة في أحيان أخرى.

وأنهي الحديث بعبارة وردت في الرواية على لسان الرواية تلخص الفكرة بالقول: "هل تسمعُ السماءُ مَنْ وقف أمامها متظلماً شاكياً ..؟".


نعم، أنوي التبرّع للنضال ضدّ التعذيب في إسرائيل/ ترجمة ب. حسيب شحادة



כן, אני רוצה לתרום למאבק בעינויים בישראל

جامعة هلسنكي


صديقاتي وأصدقائي الأعزّاء ،

إنّها حالة طارئة. أعلنتِ الحكومة اليمينيّة المتطرّفة عن كِفاحها ضدّ حقوق الإنسان في إسرائيل وضدّ المنظّمات التي تعمل على حمايتها، وذلك من خلال الخطاب التحريضيّ والمبادرات التشريعيّة المناهضة للديمقراطيّة. لذلك اِنطلقنا هذا الصباح بحملة تجنيد خاصّة ترمي إلى تعزيز عمل لجنة مناهضة التعذيب في إسرائيل، في النضال من أجل إسرائيل خالية من التعذيب وحماية حقوق الإنسان. إنّنا نتوجّه في نطاق الحملة، إلى أنصارنا وشركائنا في إسرائيل وفي العالم للتبرّع بأيّ مبلغ كان لمساعدتنا في الوصول إلى الهدف وهو جمع 150,000 شيكل خلال الأسبوع المقبل.

نعم ، أَنوي أن أساهم في محاربة التعذيب في إسرائيل.

تحارب اللجنة ضدّ أنواع التعذيب في إسرائيل منذ العام 1990: انتهاك كرامة الإنسان والجسد والروح من قِبل الأجهزة الأمنيّة، وذلك من خلال ممارسة التعذيب والإذلال والمعاملة القاسية واللاإنسانيّة والعنف. الإنجاز الدراماتيكيّ الذي حقّقناه بإصدار الحُكم في الإجراء المعروف باسم "محكمة العدل العُليا للتعذيب"، والذي يحظُر استخدامَ سلسلة من أساليب التحقيق والتعذيب، وينصّ على أنّ الشاباك/جهاز الأمن العام الإسرائيليّ- لا يملِك صلاحيّة لاستخدام الاستجواب ذي الأساليب العنيفة، وقد أعاد تعريف ما المسموح به وما المحظور - وتمّ وضعُ خطٍّ أحمرَ واضح، بالنسبة للأجهزة الأمنيّة أيضا.

لكن منذ ذلك الحين وحتّى اليوم، النضال مستمرّ، لأنّ التعذيب الذي يُمارَس تحتَ رعاية الدولة قد تضاءل بالفعل، لكنّه لم يختفِ فِعلاً. في غُضون هذه العُقود الثلاثة، رافقْنا عدّة مئات من الملفّات والقضايا، وقدّمنا شكاوى واستئنافاتٍ حولَ حوادث التعذيب، وتقدّمنا بالتماسات إلى المحاكم في قضيّة الضحايا الذين تمّ إغلاق شكواهم، أو في مسائلَ مبدئيّة مثل سياسة الحبْس في إسرائيل، تسترّ ضبّاط الشرطة على مقتل المواطنين وسياسة الإحباطات المركّزة، إلخ.

بكلّ ما يخصّ تصرّف الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل، فإنّ تحقيقَ العدالة وتصحيح ما جرى للضحايا أمر صعب ومعقّد من نواحٍ كثيرة جدًّا، ويكون الجواب أحيانًا غيرَ متوفِّر في النظام القانونيّ؛ ولهذا السبب، أضفنا إلى الدعم القانونيّ، العمل على الساحة العامّة أيضًا لتعزيز السياسات وتصحيح المظالم ووضعها على جدول الأعمال: الترويج لمشاريع قوانين لحظر التعذيب وحظر استخدام الاعترافات المنتزَعة تحت الضغوط، وتحسين ظروف السجناء، إجراء تغيير جذريّ بصدد عمل قِسم التحقيق في الشرطة/ماحَش (המחלקה לחקירת שוטרים - قسم تحقيق الشرطة) إلخ.  وفي المقابل يجب كبح القوانين الخطيرة والمدمّرة، مثل محاولة إعادة عقوبة الإعدام وإخضاع الشرطة لرَِقابة وزير الأمن الداخليّ.

**

الصوْمُ  حسنٌ للصحّة

قصّة مسعودة ابنة  عزّات إسماعيل الستريّ 1936-2004

Fasting is Good for Health

A Story by Mas˓ūda, Daughter of Shafīq al-Sutri 1936-2004

בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון 2021, כרך ב’ עמ’ 494–497.


”طبيب“ أمِ الأصحّ - قصّاب

شتّانَ بين ما كان في الماضي وما يحدث اليوم. ها نحن، عند سماعنا سُعالًا قليلًا لمولود جديد، سُرعان ما نكون على أهبّة الاستعداد، نستدعي حالًا أفضلَ طبيب متاح، فيُجري للطفل سلسلة مطوّلة من الفحوصات، يسجّل الأدوية المناسبة، وينتهي الأمر بسلام حتّى السعال القادم.

لو كان في الماضي علاج كهذا، وتوفّرت لنا الإمكانيّات، لما كانت وفَيات الأطفال كثيرة. هل يجِب أن أروي لك، كم كان عدد الأطفال الذين فقدناهم، نحن أمّهات الطائفة السامريّة الصغيرة، إلى أن حظينا ببنين وبنات معافين؟ آنذاك لم تكن الإمكانيّات كما هي اليوم، المال لم يكن متوفّرًا، والطبيب ما كان دائمًا طبيبا. ربّما تسميته قصّابًا في مسلخ تكون أكثرَ ملائمة له. اِتّكلنا على الله، إلّا أنّه كان قد أوضح لنا، أنّ مساعدتَه مضمونة لمن يساعد نفسَه فقط.

طبيب يهوديّ للخلاص

هذا يذكّرني بقصّةِ بنت عمّي رمزيّة، ابنة صبري إسماعيل الدنفيّ. كانت وحيدتَه، إذ توفّي كلُّ إخوتها في طفولتهم بسبب انعدام العلاج الملائم. ابنة وحيدة، كانت بمثابة بؤبؤ عينه وعين زوجته العمّة، شمسة حلمي الشلبيّ. إنّهما غَمراها بحبّهما الجمّ، وراقبا كلّ تغيير بصحّتها. لقد عهِد والدُنا عزّات إلينا، أختي وديعة وأنا، بالحِفاظ عليها وتلبية كلّ ما تحتاج إليه. كونها ابنةً وحيدة، غدت مدلّلةَ عمِّها الكبير، أبينا عزّات. اِهتمّ بها بلا انقطاع، وأحيانًا كثيرة أغدق عليها هدايا صغيرة.   

ذات يوم مرِضت رمزيّة، وكلّ الأطبّاء، والأصحّ تسميتهم بالغِربان أو القصّابين، الذين استدعاهم أبوها، لم ينجحوا في خَفْض درجة حرارتها العالية. بدأتِ الطفلة بالغرق أمامَ ناظريْنا المرعوبين. هل سيضرب القدر المريرُ عمَّنا صبري وعمّتنا شمسة من جديد؟ تهامسنا بوَجَل شديد.

قرّر أبي نقل الطفلة على جناح السرعة إلى تل أبيب، بعد فشل أطبّاء نابلس. كان أبي وإخوتُه قد سكنوا في تل أبيب لبضع سنوات، قبل أن طفقوا عائدين للسكن في نابلس. وفي تل أبيب، تعرّفوا على أحد أمهر الأطبّاء إنّه، على ما أذكر، الدكتور روزنبرغ.

حرارتها كانت عالية جدًّا، وجهها أخذ يسودّ، حمَلها والدي بين يديه المحبّتين، في وقفة يوم الغفران ورافقه والداها المهمومان المتألّمان. فحصها الطبيب مليًّا وقال إنّ وضعَها صعبٌ، سجّل اسم الدواء المناسب. قال لأبي: هي لن تتعافى إن لم تحرِص على تناولها هذا الدواء مع كأس ماء، كلَّ أربع ساعات.

ولكن يا دكتور، صاح أبي، هذا المساء يوم الغفران، هل من الممكن أن تبدأ بتناول الدواء غدًا مساءً؟ أجُننتَ، ردّ الطبيب بصوت عالٍ، إنّنا نتكلّم عن طفلة! حقًّا، لقد سمِعت عنكم أيّها السامريّون، بأنّ أطفالكم يصومون صومًا كاملًا، ولكن اسلكوا كما ترون، أمامنا من جهة واحدة، حالة خطر الموت. إن لم تأخذِ الدواء في المواعيد المعيّنة فإنّها ستموت.

صومُ يوم الغُفْران شافٍ

اِرتعب أبي وعمّي عند سماعهما قولَ الطبيب. حمل أبي رمزيّة بذراعيه، وكان كلّ جسمها ما زال ملتهبًا بالحرارة. عادوا إلى نابلس، وحتّى حلول المساء، كانت رمزيّة قد تمكّنت من ابتلاع الدواء ثلاث مرّات. والدنا استدعاني أنا وأختي وحذّرنا بألّا نغض الطرف عن رمزيّة طوالَ يوم الغفران، وأوصانا بحضنها وتدليلها وألّا ننزلها عن أيدينا ولو لهُنيهة. كلّ اهتمامنا يجب أن يكون منصبًّا عليها طيلةَ يوم الصوم. 

اِتّخذ أبي قرارًا بأن يتّكلَ على الله تبارك اسمه، بعد أن قام بكل المطلوب من أجل شفائها. وقد وافق عمّي صبري على قرار والدي القاضي بصوم رمزيّة بنته الوحيدة، وبؤبؤ عينه، يوم الغفران كاملا. بالنسبة له، كان الله الأوّلَ وشقيقه الأكبر عزات الثاني.

قضينا صومًا صعبًا جدًّا حقًّا مع رمزيّة، وهي بحِضْني ابنتي عمّها. من حين لآخرَ، كان أبي يعود من الكنيس ليطمئنّ عليها. كان يحملها، يرفعها عاليًا بحذر، يمنحها ابتسامته المشرقة ويتطلّع لابتسامتها، إلا أنّ الطفلة لم تقو على القيام بردّ فعل، بالرغم من أنّ عناقات أبي لها قد أحسنت لها. يا الله، كم وددنا، أنا وأختي، بأن تتغلّب رمزيّة على مرضها وعلى الصوم معًا، مع أنّنا تعجّبنا كيف سيقوم بذلك جسمُها الضئيل. 

اُنظروا أيّة أعجوبة، كلّما مرّت ساعات الصوم، أخذت حالة رمزيّة بالتحسّن، علت الحُمرة خدّيها بدلًا من اللون الأسود، وفي زيارة أبي الأخيرة قُبيلَ انتهاء الصوم، بدأت حتّى تبتسم. توقّف بكاؤها تمامًا وشعرنا أنّ حرارة جسمها عادت طبيعية. 

عند الاتّكال على الله

في الوجبة الفاخرة بعد الصوم، التهمت رمزيّة كلَّ ما قُدّم لها، وطلبت بصوت عالٍ جدًّا المزيد والمزيد، ولولا خوف أبي على صحّتها لناولها عن طيب خاطر كلَّ ما طلبت. أصدرت رمزيّة أصواتَ فرح، وبدا أنّها قد تعافت كلّيًّا من مرضها. لم يثق والدي بتشخيصه وتشخيص والديها وأقاربها. في اليوم التالي ليوم الغفران، استأجر سيّارة أجرة في مركز نابلس وسافرنا كلّنا لتل أبيب، إلى الدكتور روزنبرغ ثانية. بالكاد تمكّن الطبيب منِ انتزاع رمزيّة من ذراعي والدي المحبّتين. فحصها وهَمْهَم برضًا تامّ. 

”إنّك ترى ماذا يحدُث عندما تقومون بتعليمات الطبيب؟“ قال دكتور روزنبرغ مبتسمًا ابتسامة عريضة، ونظارتاه تلمعان- الطفلة شُفيت تمامًا. 

أبي وعمّي صبري، اِبتسما دون أن ينطِقا ببنْت شفة. نظر الطبيب إليهما بحَيرة - لماذا تبتسمان، أقلتُ ما يُضحكُ؟ بدأ أبي وعمّي بالضحك، وعندما يضحك أبي، فضحكه كان يجرّنا كلنا للضحك. لم يدرِ الطبيب ما يقول.

”إسأل أخي صبري“- قال أبي للدكتور روزنبرغ - ”هل خالفتْ هذه الطفلة فرائضَ الله بأيّ شكل منَ الأشكال؟“

رمزيّة انضمّت هي للضحك العامّ أيضا. الدكتور روزنبرغ فقط لم يضحك. رافَقَنا إلى الباب وهو يُتمتم لنفسه ويدُسّ إصبعه بأسفل جبينه - ”أنتمُ السامريّون معتوهون تمامًا، معتوهون تماما“.

”لسْنا مجانين“ - سخِر منه أبي - ”ولكنّنا نؤمنُ بالله الطيّب الشافي من كلّ مرض، والمؤمن يلقى أجرَه، ها نحن جميعًا أبناء وبنات الله إلهنا.“

**

مقتطفات من أحكام وعادات - اِسألِ الراب -ضاد-


في ما يلي، ترجمة من العبريّة بتصرّف لمُقْتطفات من أسئلة، يطرحُها المهتمّون من رجال ونساء، على الراب وإجاباته عليها. وهذه النصوص مُتاحة على الشابكة في الموقع المثْبَت أدناه. في بعض الحالات، أضفتُ بعض العبارات التوضيحيّة داخل القوسين []. أسماء السائلين أو السائلات غير مذكورة، أمّا أسماء المُجيبين فمذكورة. يبدو أن مثل هذه الخِدمة الاستشاريّة، يمكن الحصول عليها هاتفيًّا أيضًا.

س. هل يجوز الاستماعُ لموسيقى شعوب أُخرى؟ على سبيل المثال موسيقى هنديّة؟ شكرًا سلفًا.

ج. هذا جائز في الشريعة اليهوديّة ولكن من المفضّل الامتناع عن ذلك لأنّ في الأُغنية أحاسيس المطرب ومن الطبيعيّ أنّ مطرب الأغيار يُدخل فيها مشاعرَ مرغوب عنها.

بالتوفيق،

پِنْحاس هليڤي


س. تحيّة، وددتُ أن أعرِف هل هنالك أيّ ضير في ألعاب الحاسوب وهل هي جائزة بحسب الشريعة اليهوديّة؟

ج. تحيّة وبعد،

لا مشكلةَ في ذلك في اليهوديّة ولكن هناك من يدّعي أنّ الأمر ضارٌّ للتفكير والتركيز.

تحيّاتي،

بنيامين شموئيلي


س. سمِعت أنَّ الجلوس والرِّجل على الأُخرى في الكنيس ممنوع لقداسة المكان، بودّي أن أعرف ما سبب ذلك أهنالك في الشريعة اليهوديّة، الهالاخاه، حظْر واضح لذلك أم أنّ الأمر بمثابة عادة شاعت بين الناس؟ أشكركم على عملكم المقدّس وإلى الأمام.

ج. سلام وبركة، ورد في المِنضدة المُعدّة، شُلْحان عَروخ، أنّ الجلوس في الكنيس ينبغي أن ينُمّ عنِ الاحترام والآداب المرعيّة ولكن لا ذِكر صريحًا لحالة الجلوس والرِّجل على الأُخرى.

تحيّاتي،

بنيامين شموئيلي


س. هل عند دراسة التوراة، الچماراه إلخ. يجِب الوقوف أمِ الجلوس؟ جزيل الشكر.

ج. سلام وبركة، تجوز الدراسة بحسب الرغبة وبموجب ما يكون الأنجع للتركيز.

تحيّاتي،

بنيامين شموئيلي


س. أيجوز للجدّ الاستماع لحفيدته وهي تغنّي؟ شكرًا جزيلا.

ج. تحيّة طيّبة، يجوز، زبرور هالاخاه جزء 5 ص. 37.

تحيّاتي،

هيليل مايرز


س. سلام عليك يا حضرة الراب، قرأنا اليوم في درس التوراة أنّ هناك أمورًا تسبِّب النسيان مثل تناول الكثير من الزيتون وهل تناول الزيت يقوّي الذاكرة؟ جزيل الشكر على كلّ شيء.

ج. تحيّة طيّبة، نعم، زيت الزيتون نافع جدًّا للذاكرة وجرت عادة تناول الزيتون مغموسًا بزيته وذلك لمنع النسيان؛ وهنالك من يعتقد أنّ زيتون اليوم المصنّع لا خَشية فيه للنسيان.

لا ذكر لاسم الراب المجيب

س. هل ينبغي التخوّف من شتائم الناس؟

ج. حضرة السائل، بناءً على ما أذكره:

1) ورد في المصادر بنحو جليّ أنّ في كلّ كلام قوّة كبيرة.

2) يكتسب الكلام العاديّ قوّة إضافيّة عندما يقال بتفكير قويّ وبإحساس قويّ.

3) كلام الغير أو مسبّته قد يُلحق الضرر إذا كان المقصود ذا نقص معيّن أو عيب في سلوكه أو في خصاله.

وعليه إذا كان المشتوم من قِبل إنسان ”فارغ“ في الشارع وهو لم يقم بأيّ عمل سيّء فلا سبب لأخذ الأمر بجديّة؛ ولكن إذا كان المشتوم من قبل أُناس آخرين أو أولاده لأنّه، على ما يظهر، قد أساء إليهم أو تصرّف معهم بلا وجه حقّ، فلا بدّ من الإصلاح. جوهر تصحيح أو إصلاح الشتيمة يتمثّل بطلب المغفرة والعفو عن الشاتم حتّى ولو كان ولدا، وفي الوقت ذاته مراضاته. كما يوجد أيضًا نصّ لإبطال الشتائم يُتلى في مساء رأس السنة بحضرة ثلاثة رجال بعد القيام بالنذور، إلا أنّ ذلك يساعد من تلك اللحظة فصاعدا. آمُل أن يتمّ الأمر على أفضل نحوٍ قبل موعد رأس السنة وتحظون من الآن فصاعدًا بعلاقات إيجابيّة ومثمرة للجميع.

تحيّاتي،

راب ناحوم


س. تحيّة لك يا حضرة الراب، أبي توفِّي قبل بضعة شهور وأنا ساكن معه، في المطبخ ما زال الكرسيّ الذي كان يجلس عليه موجودًا وكذلك الأريكة التي كان يستلقي عليها، أيجوز لي من حيث الهالاخاه/الشريعةُ الجلوس على هذا الكرسي؟

ج. سلام وبركة، يجوز شرعيّا.

بالتوفيق،

بنيامين شموئيلي


س. سلام، أريد أن أعرف هل تجوز الكتابة على كتاب الصلوات/السيدور بقلم رصاص لكي أتعرّف جيّدًا عليه، مع جزيل الشكر والتبريكات.

ج. سلام وبركة، جائز.

بنيامين شموئيلي


س. تحيّة لك حضرة الراب! أريد أن أسأل ماذا أعمل بصحيفة عاديّة فيها رُكن نوبة الأسبوع، أيجبُ إلقاءُ تلك الورقة في الچنيزاه/مكان لحفظ مواد مقدّسة، أم أنّه من الممكن إلقاء الصحيفة في القُمامة حتّى ولو كان اسم الجلالة 

مذكورًا فيها؟ شكرًا سلفًا وأتمنّى لك يومًا طيّبا.


ج. ناشرو الصحيفة يُضلّون الكثيرين بنشرهم خليطًا من كلام التوراة وموادَّ عاديّة. ولذلك يجب نزع تلك الورقة وحفظها في المكان المعدّ لذلك. لا يُعتبر كلّ تفسير لنوبة الأسبوع بمثابة كلام توراتيّ يجب حفظه، هنالك تفاسير كفر ولا قداسة فيها لنوبة الأسبوع في الصحافة غير الدينيّة.

بالتوفيق،

مِنَشِه يِسْرائيل


س. هل يجوز وَفق اليهوديّة استخدامُ الليزر لنزع الشَّعر؟ شكرا.

ج. تحيّة طيّبة، بالنسبة للنساء هذا جائز، أمّا للرجال فهذا ممنوع لأنّ من طبيعة المرأة إزالة الشعر وينظر في سفر التثنية 22: 5.

تحيّاتي،

هيليل مايرز


س. سلام يا حضرة الراب، نِمتُ ولوح من الشوكلاتة في الجيب، أيجوز تناوله أم أنّه تدنّس؟ شكرا.

ج. سلام، يجوز تناولُه.

صحتين،

مِنَشِه يِسْرائيل

س. تحيّة طيّبة، أيجوز لعروس في عامها الأوّل الذهاب لقبور الصدّيقين؟

ج. جائز.

تحيّاتي،

هيليل مايرز


س. هل يمكن الخروج لإجازة في سنة حِداد؟

ج. سلام وبركة، جائز بدون خَشية،

تحيّاتي،

بنيامين شموئيلي


س. قتلُ روح أو حبْسها في السبت ممنوعان. إذن ما يمكن فعلُه عند ظهور الكثير من النمل على الشايش في السبت، وهذا قد يؤثّر سلبًا على وجبة السبت؟

ج. حضرة السائلة، حقًّا قتل النمل في السبت محظور. إذا كان النمل على طاولة في الخارج أو على الشرفة فينبغي نقل الطعام وتناوله في الداخل. وإذا كان النمل في داخل المنزل فلا بدّ من الحذر والحرص على رشّ مناسب قبل السبت أو بعده.

تحيّاتي،

راڤ مناحم


س. أيجوز لامرأة مصافحة الأغيار/غير اليهود؟

ج. لا يجوز، سِفر حسيديم علامة تترص.

 تحيّاتي،

هيليل مايرز


س. أسمع دائمًا جُمَلًا مثل: من يسوّد وجه صديقه لا نصيبَ له في الآخرة؛ من لا يُكرم والديه لا نصيبَ له في الآخرة، وعليه إذا كانت الآخرة هكذا فلا أملَ لي فيها منذ زمن طويل، أهذا صحيح؟

ج. سلام وبركة، ما قيل هو عمّن يقوم بذلك بشكل عاديّ. وقد ورد في الكتب أنّ المقصود ليس إضاعة كلّ حياته بل ذلك الجزء من الروح قد أصيب في ذلك اليوم. 

تحيّة السبت، سلام السبت

بنيامين شموئيلي


س. سلام وبركة، من الواضح أن اليهوديّ الذي ينظر إلى واحدة من الأغيار/غير اليهوديّات يُؤذي نفسَه ولا شكّ في ذلك. ولكن غير اليهوديّة غير مجبورة بالسير بتواضع لئلّا يقع اليهود في الفخّ. من المفروغ منه أنّه إذا قامت بذلك عَمدًا للإيقاع به فهي لا مَحالةَ ستُعاقَب. إنّ تواضع اليهوديّة، ابنة إسرائيل، ليس من أجل الرجُل بل، وفي المقام الأوّل، من أجلها هي. اُنظري المحاضرة على الرابط:

 https://www.hidabroot.org/video/59024

بالتوفيق،

بنيامين شموئيلي


س. أيجوز أن نصلّي واليدان في الجيْبين؟

ج. تحيّة طيّبة، لا يجوز، لأنّ ذلك لا ينُمّ عن احترام لله تبارك، اُنظرِ المنضدة المُعدّة، طريق الحياة/أورح حاييم علامة 91 بند 5، ومِشْناه بِروراه.

تحيّاتي،

هيليل مايرز


س. سلام وبركة، هلِ اللفظة ”يهوديّ“ التي نستعملها في الوقت الراهن أصلها من سِبط يِهوذا؟ إذن كلّ يهوديّتنا اليوم غير سارية المفعول بالنسبة لكلّ من يتحدّر من قبيلة أخرى؟ وإلّا فمن أين أتت الكلمة ”يهوديّ“؟ 

ج. سلام وبركة.  كما شُرِح في الچمارا الاسم يهوديّ معناه:

أ. كل من لا يؤمن بالوثنيّة ويعترف بوجود الخالق فهو يهوديّ.

ب. على اسم سِبط يهوذا وفيه كان الملوك باسمهم وأطلق على كلّ بني إسرائيل الاسم ”يهود “ تحت حكم بني داؤود  من سِبط يهوذا

https://www.hidabroot.org/%D7%93%D7%95%D7%93-%D7%94%D7%9E%D7%9C%D7%9A

تحيّاتي،

بنيامين شموئيلي


س. هل يجوز وصلُ الهاتف النقّال بجهاز الشحن قُبيل دخول السبت  ليتمّ شحنه خلال السبت؟ جزيل الشكر.

ج. تحيّة طيّبة، جائز، إذ ورد في المِنْضَدة المُعدّة علامة رنب بند أ بأنّ الإنسان غيرُ مطالب بوقف أدواته في السبت.

تحيّاتي،

هيليل مايرز


وقت الرحيل/ قمر منى



سأرحل حينما تغيب الشمس

ويعترض طريقي القمر

سأرحل حينما أعانق النجوم وأسامرها فيما يؤلمني...

ساكتب قصتي على ثرى القدس 

وأمضي بين ضلوع الوطن

سأكتب ما لا يُكتب

أنثر روايتي وأنظم شعري

قبل أن يعفو عليها الزمن !

زماني لا يشبه تفاصيلي...

فتارة أشعر أنّي شيء آخر...

وتارة تراني بين وحوش كاسرة

عجبي من قلب لا يعتبر 

 الطريق الطويل...

  ماتع،  لكنّه غريب...

وإن قصر الطريق؛ فهو أجمل...

 لكنّه غير مشبع بالعبر...

 ربّما الغد سيأخذ بيدي إلى أعالي السماء 

أمّا العهد ففي ذا الزمان يبقى على حال

والوعود الفارغة فُقَعَات

 مصيرها الهلاك !

 أحسب  الكون يحثّ الخطى 

نحو  قاضٍ ومحكمة عادلة

حيث  وفاء وأوفياء...

بُرْء  وأبرياء...  

 هناك زهرة تحمل عطر القدس 

وهناك جروح ستفنى ! 

 هناك أقلام تنهض ، ورسائل تنبعث

هناك ستكون الغيوم بيضاء نقية

ستكون النفوس صالحة للحياة

سيزهر في القدس شيء  ما 

لم  يخطر على بال...

 ولادات كثيرة بديعة مناظر تدهش... 

سيُبهرك ما لا يُكرّره التاريخ...

ما لا تشهده  حضارة...

 في أروقة معابدها يعيش بحّارا..

 لا يعلم  عند أيّ ميناء يتوقف ! 

اشهد ما لم تشهد من قبل...  

وتوقف حينما تبغي الراحة ! 

بين يديّ البحر 

السلامة أعظم من الغرق...

واعلم...! 

أنّ الكلام الجميل درّ الأعماق...

 يخرج عندما يئينه أوان...

   لا حين تريده  أنت !

هنا ظاهرة شعريّة تسمى زكريا محمد/ فراس حج محمد



رحيل الشاعر زكريا محمد. صدر له ثمانية دواوين شعرية منذ 1980 وحتى رحيله، منها هذه الدواوين الثلاثة الأخيرة التي عرفته فيها بعد أن عرفته من خلال مجلة الكرمل: "كشتبان" و"علندى"، و"زرواند". عمل في مجلة الكرمل وشغل منصب سكرتير تحريرها بعد عودة محمود درويش إلى رام الله. باحث في التراث الكنعاني، وله عدة كتب وأبحاث متاحة للقراءة والتحميل المجاني في منصة أكاديميا.

في منشور مثير للجدل صرح زكريا محمد عن كيفية تعامل درويش مع المواد التي كانت ترد للمجلة، وعدم موافقة درويش عليها، لكن زكريا محمد دائما في الواجهة، فيحتمل غضب الكتاب وحردهم ليظل درويش بأمان.

وفي منشور آخر، شهادة إبداعية تتعلق بشعره، شرح زكريا محمد كيفية تأثير درويش في لغته، فكان يحظر على نفسه الاقتراب من أية لفظة استخدمها درويش وشاعت في قصائده. واعتبر أن هذه الألفاظ خاصة بدرويش، ومع مبالغته في هذا إلا أنه حريص على ألا يقع عند القراء في الدائرة الدرويشية من اللغة والتصوير. لذلك شاعت في دواوينه ألفاظ أخرى، وشكلت معجما مغايرا تماما لمعجم درويش الشعري. معجم يقوم على مفردات الطبيعة في بكارتها الأولى، بأعشابها البرية وحيواناتها غير الأليفة.

لم يكن زكريا محمد كثير التردد على الفعاليات الثقافية. ربما هي مرة أو مرتين، رأيته فيهما من بعيد، ولم أتحدث معه. أقدّر أنه لا يحب التعرف على أحد، وليس معنيا بأحد، كنت أراه صامتاً، يحدق في المتحدثين، ثابت الملامح، لا يعطيك انطباعا بالارتياح أو عدم الرضا، لا تدري ما يجول في رأسه. لا يفصح عنه إطلاقاً، فلا تراه يعلّق على الحدث، ولا يتفاعل معه، ولا يكتب وجهة نظره، منشغل بالشعر. كأنه لم يسمح لأحد أن يقترب من شخصه.

عندما قرأت دواوينه الأخيرة تفاجأت بشعرية مختلفة، لا تفصح كثيرا عن موقف سياسي أو فلسفي تجاه ما يحدث، يغوص في الذات الملتحمة مع الوجود البدائيّ الفطريّ الطبيعيّ، يكدّ لحم القصيدة ومفرداتها من عالمٍ، من شدة قربه منا لم نلتفت إليه. لم أكتب عن هذه الدواوين، وإن استمتعت بها، وإلى الآن لا أدري ما السبب؟ هل القراءة النقدية لهذه الأعمال ستصيب النقد بآفاتها وفخاخها الحادة؟ 

يعجبني في شاعرية النصوص "الزكروية" أنها نصوص مكثفة غارقة في جمالية الأبكار التي لم تفضّ بعد. أعتقد أن هذه النصوص لا تدفعك أن تكتب عنها. إنما تدفعك لتقرأها مرة بعد أخرى. ربما من أجل هذا السبب لم أكتب في تلك النصوص ولم أقاربها.

عرف عن زكريا محمد، رحمه الله، أنه كان يضيق ذرعا بالمنتقدين شعره أو مواقفه أو من يخالفه في الرأي، وكما وصفه أحد النقاد، فقد كان "لديه قدر كبير من المزاجية، وقد يحبك الآن لرأي، ويعاديك بعد ساعة لرأي آخر". وليس هذا طبعه وحده، بل إن آلاف المبدعين لهم المزاجية نفسها، وإن لم أجرب مزاجية زكريا محمد، على الرغم من أنني كتبت أنتقده في مقال سابق حول عمله في مجلة الكرمل، إلا أنني جربت مزاجية عشرات الكتاب غيره؛ تعسّفوا في الحبّ والكره، ولم يكونوا يتمتعون بأي أفق من احترام الرأي الآخر. بالضبط فإنهم "يعادونك بعد ساعة" وقد أحبوك قبلها، وكانوا حريصين على أن تكون ناقدهم وقارئهم. 

على أية حال، هذا شأن شخصيّ تقريبا، حسب الزعم النقدي؛ غير موضوعي، كما رأى البعض، متعلّق وجوده بظروف كثيرة، ساهمت في جعل المبدع العربي على هذه الشاكلة من الدكتاتورية الفكرية. ربما لأنه يرى ما لا يراه المنتقدون، لكنه لا يستطيع أن يقول كل شيء، فيلجأ إلى هذا الأسلوب "الفظّ". أحيانا- وقد جربت بلادة الكتاب والنقاد وهمجية القراء- أقول إن ذلك مبرر، فليس جميعنا ذوي مقدرة ليحتمل كل ذلك الغباء الذي يفاجئك به الآخرون، فالمبدع يرى الأشياء، ويحسّ الأفكار من مكان لا يستطيع الآخرون أن يكونوا فيه. هنا أنا أصف الأشياء كما جربتها، ولا أدافع عن أحد، حتى عن نفسي، إنما لا بد من أن يوطّن المبدع نفسه على أن يتقبل الآراء الأخرى، ويمارس الهدوء ولو مصطنعا، فالناس ليسوا تلاميذ على مقاعد الدرس في حضرة المبدعين.

أرى أن زكريا محمد- الحائز بكل جدارة على جائزة محمود درويش للإبداع عام 2020- كان يعاني من "عقدة قتل الأب"، فاستطاع أن يقتل شعريا كل شاعر كبير، جايله أو سبقه، وخاصة محمود درويش، ليخلق لنفسه موقعا متميزا في خريطة الشعر العربية المعاصرة، لكنه للأسف غائب عن الأجيال الجديدة، ولا يعرفونه، ولا تدرّس نصوصه في المدارس، وربما في الجامعات لم يلتفت إليه الباحثون والأكاديميون الفلسطينيون إلا قليلاً جداً، فظلّ بعيدا عن متناول النقد المنهجي، ولم تضئ له إلا فراشات حقوله الشعرية التي تغنى بها.

زكريا محمد عاش شاعرا في بريته، لكنه فرّ من البرية إلى فضاء العالم خالقاً قصيدة لا تشبه إلا شاعرها، ولن يستطيع أحد أن يكونها لأنها محصنة بمتاريس ثقافية خاصة بمصادر استثنائية، تجعل من تكرار التجربة "الزكروية" مسألة صعبة، بل تكاد تكون مستحيلة، فهو شاعر له صوتٌ، لا يحسن أن يكرره الصدى المشتقّ والمنشقّ والمبتعد والمقترب في آنٍ معاً عن اسم ولادته الأولى "داود محمد عيد"، لذلك كله سيظل سيد شعريته وشاعريته، محافظا على معجمه من التداول إلا في قصائده ودواوينه وأبحاثه الأنثروبولوجية، وحافظا للتاريخ اسمه ولادته الثانية "زكريا محمد" ليشير إلى ما يعنيه هذا الاسم من ظاهرة ثقافية مميزة وفريدة.


نداء إلى عشيرتي «العُمَرية» لرفض قانون الجرائم الإلكترونية/ أحمد سليمان العُمري



ندّدت عشيرة العبيدات بقانون الجرائم الإلكترونية، واتهمت الحكومة و «النوائب» الذين أقرّوا القانون بجلسة قوامها خمس ساعات بالإرتجال، واعتبروه استخفافا بالشعب وتكميم أفواههم، وافتعال أزمة وصدام مع الشعب دون مُبرّر، واستبداد وظُلم يتصادم مع حقوق الأردنيين وتطلعاتهم.

بيان العبيدات يفتح الباب على مصراعيه أمام الرفض المناطقي والعشائري والحزبي والنقابي والشللي والأفقي والعامودي على القانون الذي يُحجّم حُرية التعبير الإلكترونية؛ هذا يعني أنّ الحملة التي تُشنّها اللجنة التنسيقية للأحزاب والقوى السياسية والمهنية أتت أُكلها وبدأت في استقطاب حواضن ومكوّنات مُجتمعية جديدة لمُواجهة القانون والإحتجاج عليه.

لذلك، ومن هذا المقام ومن خلال هذه المنبر الحريّ بالأحرار، وحتى يصل النداء إلى كُلّ من يُتابعه ويرفض هذا القمع والعنجهية، واقتداء بالعبيدات وتضامنا مع الجهات التنسيقية الداعية لردّ قانون الجرائم الإلكترونية أُنادي أهلي وعشيرتي «العُمَرية» الأبيّة؛ فيهم الهامات والقامات وأصحاب الرأي السديد والبأس الشديد، كما كان جدّنا عُمر، بأن يقفوا كما وقف اخوتهم العبيدات في وجه القرارات النيابية والحكومية غير المسبوقة وغير المحسوبة، وتقديم بيان صريح ودون تلميح فصيح يرفض هذا القانون، فنفاذه يُصادر الحريات ويُهدّد بالسجن والغرامات ويُنذر بتفعيل الأحكام العرفية ويحمي السرسرية والحرامية ويئد الشفافية والجدّية، ويرفع من كُلفة وتأزيم القضايا الإجتماعية والسياسية.

كذلك أناشد عشيرتي الأردنية الكبيرة بأن لا تتوانى عن المشاركات السلمية لكفّ هذه العنتريات وكبح جموح الدكتاتورية والغطرسة الحكومية بإسم القانون وتصويت العالات البرلمانية.

وجزاكم الله سلفا خير الجزاء

لوطني الغائب أكتب/ قمر منى



ماذا لو صنعت التاريخ من جديد

ورسمت ألوان الحياة بألوان متفردة

ماذا لو كتبنا قصائدنا معًا 

نتشاطر الفن ! 

ننسى بأن الماضي سيطر على أروقة معابدنا 

ربما خذلنا أحيانًا

أتعتقد بأن النسيان يحتاج إلى وقت؟

وأن القلب السليم ينغرس في الجسم السليم؟

حبذا لو نتفاهم، إن الطقس متغير

والمناخ متقلب….

والزمن يحتاج إلى سماء صافية

والتعبير يكن  في بعض المواضِع سيئاً 

أخشى من العقل المفكر! 

والقلب حينما يتعب ! 

والمشاعر حينما تتغير …..

سنصنع الغدَ، والفجرُ سيفوز 

سيكُن  القاع مندثرًا والأماني عظيمة

سيغرد الكناري يومًا ما، ونرى مدى جمال صوته ! 

ربما الأيام تمضي …

و العين لا تعلو عن الحاجب 

لكننا هنا سنصنع الأمجاد

وسيكتب التاريخ ما عن العين اختفى !