نجمٌ دُريٌّ يهوي
يقفزُ من قبرٍ في دارٍ لقبورِ مدائنَ أُخرى
يحملُ أكبرَ جُرْمٍ طاشَ وأخفى أسرارا
للقُدرةِ يسحبُني للبؤرةِ في منشأِ ميلادي
الفِطرةُ فيها ريمٌ ورميمُ
كنتُ أُناديها بلغاتِ النجوى
والخطِّ المحفورِ على الصخرِ بمسمارِ
كانت للجُرحِ النازفِ في رأسي أُمّا
مَلَكٌ ناداها مرفوعا
أنْ تفنى فيها الدنيا ضمّاً شَمّا
الجُرمُ الأعظمُ همٌّ في صدري
يحفرُ للصاحي حيّاً قبرا
والفاغرِ فاهاً جُرْحاً مفتوحا
ينزفُ آهاً وصُراخاً مكبوتا
ناحَ نخيلُ وأسقطَ سَعْفا
شاخَ الليمونُ تهدّلَ ضَعْفا ..
سأُسميها الملآَ الأعلى
وأُسميها مَلَكوتَ الدنيا سَقَطتْ سَهوا
داعيها أوطأُ منها شأوا
تنفجرُ الأعينُ لو سَطَعتْ نجما
فُوضى تتجمّعُ تدريجاً فُوضى
يتفكّكُ فيها حَجَرُ التلقينِ الماسي
ويذوبُ الإبريزُ الطاغي وَهْما
ما أبقتْ للثاوي تحتَ البرجِ العالي حقّاً أو سَهْما
كسّرتُ ذراعي خوفا
وجعلتُ الهمَّ الضاغطَ حَتفا
عينٌ فزعى عينٌ أُخرى لا شَرْقاً لا غَرْبا
ومساءُ الصوتِ الباكي يجتازُ البابَ ليرقى
ماذا يبقى مني لي ؟
هّذيانُ الرحّالةِ في دربِ مَجرِّ التبّانِ
وهياكلُ من قَصبِ السُكّرِ يرتاعُ لمرآها قبرٌ في البرِّ
هذا الجدولُ تيّارُ خرابِ أَرومةِ أصلِ النسلِ
هل من رؤيا للساقطِ أُخرى سَهوا ؟
إنّي محكومٌ بأساطينِ الجنِّ
وملاحمِ فُرسانِ الضجّةِ في خبِّ الخيلِ
أفرشُ بيتي للقادمِ شوقاً مشيا
والراحلِ يأتيني غيباً طيفا
قلبي ينهارُ إذا ما رفَّ الجفنُ وطار صوابي
بيتي يتهدّمُ رُكْناً رُكْنا
يتهدّمُ يوماً يوما
ينهارُ إذا مرّتْ ذِكراهمْ أو عَرَضتْ سيماهمْ
ليتَ الغائبَ يُشفيني من جُرحِ أنيني
ليتَ الخاطفَ يعفيني
أتعلّقُ بالنجمةِ ساقطةً من عرشِ الحُمّى في جوفِ المسكينِ
يا نجمُ تريّثْ
الزمنُ الراهنُ مرحلةٌ بين الراحةِ والرِحلةِ نحو التسكينِ
يا نجمُ ترفّقْ
مَنْ يضمَنُ مَرَّ الهمسةِ في جُرفِ البحرِ القاسي
لأبثَّ النجوى في غيبةِ مَنْ غابوا
غابوا فتلاشتْ آثارُ الجدولِ يجري في عمري
فتلكأتُ أُجرجرُ أذيالَ مصيرِ حضوري
أسألُ ما جدوى أنْ تأتي تحملُ في صدرٍ مُعتلٍّ قلبا
يسعى كالجُندُبِ ضدَّ حَراكِ النجمِ ؟
الدكتور عدنان الظاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق