في مدينة درنة
حيث عاصفة دانيال
مزقت اروقة سدين
وفتحت الباب على مصرعيه
لسيول جارفة
ثمة اعصار عنيف يزبد ويرعد
يتسلل الموت
ويركب تيارا قويا
من الماء الهائج
اغتسل الموت
بارواح الابرياء
وسكب البحر ويلاته
بامواج من الوحل الرهيب
في مدينة درنة
السيول تنهش الضفاف اليابسة
وجثث طافية فوق الماء
جثث جرفتها السيول الغادرة
اطلال واشباح
تطل من المدينة المنكوبة
أفرغ السدان حقدهما الدفين
يا لها من غطرسة الماء الخائن
ماذا فعلتما يا سدي دربة
هل ضاق بكما الماء
المتكدس في حناياكما؟
يا صديقي الحقول والمراعي
وفرحة المزارعين
يا ويحكما
لماذا ذلك التهيج كله
من ازعجكما
هل الماء اثقلكما
هل حقا تشيخ السدود
وينخرها الماء الغزير
وتنهار خرسانتها؟
سدود لها عمر مفترض
بلغ جسمها الهرم والخرف
ثم تشققت..
ولفظت الموت من جوفها
"فأصبح ماؤها غورا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق