بنت الشعر/ هيثم جابر



سأكتب لك بكل اللغات

حتى أخترع لك لغة واحدة

تتعدى حدود الألسنة...

وحتى يطير الشعر على البيادر

في ليالي الصيف الزاحف

خارج أروقة الأمكنة...

يحلق عاليا فوق مدن

لا تنام

تظل يقظة في عينيك

التي ترفض الخضوع لقوانين

الأزمنة...

صنعت قوانينها بين رمشين

حادان

وعينان لوزيرتين متزنة...

حول لؤلئها وضعت

الحروف لحنها ونوتتها الموسيقية

وقت هدوء العصافير في ظل مئذنة

تسافر الكلمات بين شفتيك

بعيدا إلى مطلق الجرح

وعبث القضايا الساخنة...

فيجتمع المهنئون في ساحة الورود

يقطفون أزهار قلب كانت

تنام بين هرميين آمنة...

وأنا كنت أحصي الفراشات

وقناديل الليل الصيفية

وهي تجوب حدائق الربيع

في مساحاتك القرمزية الفاتنة...

فتندلع القصائد من جديد

من رحم شفتيك الصائمة...

تحبل الغيوم للمرة التاسعة عشرة

تلد دواوين وأغنيات

تحرك مياه كانت راكدة...

ساكنة...

تسابق الزمن الشعري إلى خديك

بكل ثقل القوافي وسرعة

الأحصنة...

حتى تناسب اللغة مقاسات جسدك

المرمري لتكوني أنت القصيدة

وأنت اللغة وأنت الأغنية. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق