رسالة للملوك والرؤساء العرب/ الدكتور عدنان الظاهر

                                        الأول من تشرين الثاني 2023 



عزيزي الرئيس السيد بشار حافظ الأسد

سيّدي أبا الحسن السيد حسن نصر الله

أعزّائي الرؤساء العرب

تحية لكم وسلامٌ عليكم

أوجّهُ كلمتي قبل الجميع إلى الرئيس بشّار الأسد فاقول له يا عزيزي الرئيس السوري أليس هذا هو الوقت المناسب للشروع بتحرير الجولان المُحتل والعدو الإسرائيلي مشغول بالحرب في أكثر من جبهة ؟ عتبنا وما زلنا نعتب كيف لم تردوا على ما تقوم به إسرائيل من قصف وتدمير أهداف حيوية داخل الأراضي السورية بل وحوالي العاصمة دمشق ومطاراتها ومطار حلب وقد دأبت إسرائيل على إتبّاع هذا النهج العدواني لسنين عددا وسوريا صامتة كأنْ لا ذراعَ لها ولا لسان ولا حلفاءَ ولا أصدقاء. إذا لم تبادروا اليوم فسوف لن تستطيعوا ذلك أبداً. اليوم هو يومكم والساعةُ ساعتكم. صحيح أنَّ مدنكم السورية لا تحصينات لها تحتها أو تحت أرض أخرى سورية كملاجئ حصينة مزوّدة بما يلزم من مؤن وماء ودواء وغير ذلك من مستلزمات الصمود تحت الأرض في هذه الملاجئ ولفترات طويلة  كما هو الحال بالنسبة للمدن في إسرائيل هذا صحيح ولكننا نتساءل، عزيزي السيد الرئيس ، أين كنتم طوال هذا الوقت وما منعكم من حفر وتحصين الملاجئ إستعداداً لحرب تحرير أراضيكم المُحتلة ؟ نعم ، شغلتكم الحرب الأهلية ويشغلكم ما يحدث اليوم على أراضيكم في السويداء والقامشلي وعفرين والمعارضة المسلّحة في شمال وشمال شرق سوريا والقواعد العسكرية الأمريكية على أراضيكم ، نعم ولكن كان يجب أنْ تحسبوا بدقة حساب ذلك كله وتسارعوا إلى بناء التحصينات اللازمة بمساعدة أصدقائكم الأسخياء في مساعدتكم والتعاون معكم في السرّاء والضرّاء ولا أسميهم لأنهم معروفون.

الآن أسأل عزيزي السيد حسن نصر الله : أليس هذا هو الوقت المناسب والظرف الأكثر مناسبة للشروع بتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة وأعرف منها مزارع شبعا مثلاً ؟ أليس في هذه الخطوة ما يخفف عبء الحرب على مقاتلي فلسطين الأبطال على أرض قطاع غزّة ؟ أمن المعقول أنْ تشترك اليمن في هذه الحرب الضروس وهي على مبعدة مئات الكيلومترات من إسرائيل فتطلق الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى والمسيّرات متجهةً إلى عمق إسرائيل وأنتم ما زلتم تراوحون في [ التسخين والإحماء ] والمناوشات الخفيفة والشحيحة على جانبي الحدود الدولية الفاصلة لبنان عن إسرائيل. غزة تقاتل صامدة وأهلها المدنيون العزّل يستغيثون طالبين الدواء والماء والطعام والوقود وأكفاناً لقتلاهم من الرجال والنساء والأطفال ومعوناتٍ لإخراج جثث الموتى من تحت الأنقاض والعالم يتظاهر في العواصم والحواضر محتجّاً غاضباً لاعناً القتلة الجزارين الكذابين الأمريكان وحكام إسرائيل وفي مقدمهم الرئيس الأمريكي بايدن ووزيرا خارجيته ودفاعه ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير دفاعه وباقي أعضاء حكومته. لا أدري في أي زمان نعيش وما اسم وتوصيف هذا الزمان !

أعزّائي ملوك ورؤساء وأمراء وشيوخ العرب لا سلامٌ عليكم /  أيَّ لسانٍ تتكلمون وإلى أيِّ قوم وعِرق وسلالة تنتمون ؟ أقطار في أمريكا اللاتينية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع أسرائيل وأخرى سحبت سفراءها منها وأخرى شجبت العدوان الهمجي الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية عَلَناً بل وتظاهر يهود ضد الحكومة الإسرائيلية وحربها في غزة في أمريكا وعواصم أخرى وداخل إسرائيل نفسها أما أنتم ... فلا حياةَ لمن تنادي ! لم تسحبوا سفراءكم من إسرائيل ولم تغلقوا سفاراتها في عواصمكم ولم تعيدوا النظر في مستنقع التطبيع الإبراهيمي الذي ورطتكم أمريكا بالوقوع فيه أعني البحرين والإمارات العربية المتحدة وملك المغرب ولم تفكّر مصر والأردن بإلغاء معاهدات الإعتراف والتطبيع الموقعة من قبل السادات في كامب ديفيد وحسين الأردن في وادي عربة .. ولا أستثني إتفاقيتي مدريد وأوسلو بين عرفات وإسرائيل. ماذا سيقول التأريخ والعرب عنكم ؟ أحقاً أنتم رؤساء وملوك وأمراء وشيوخ تحكمون وتمثلون شعوبكم ؟ هل في السعودية والإمارات معارضة شعبية فاعلة تقف بشجاعة في وجوه حكامها وتفرض عليهم إرادة المقاومة وتلغي كل أشكال التطبيع والذل والهوان ؟ من يحكم المملكة السعودية الملك سلمان أم ولي عهده محمد بن سلمان ؟ كيف ينسى التأريخ رعونة ولي العهد هذا بسماحه لزيلينسكي بإلقاء كلمة في إجتماع خاص برؤساء الدول العربية بشكل فاجأ الجميع وبطلب من بايدن نفسه ؟! كان ذلك اللقاء مكرّساً لإعادة الجمهورية العربية السورية لإشغال كرسيها الذي حرموها منه لسنين في مجلس الجامعة العربية. ما علاقة جامعة الدول العربية بأوكرانيا وحربها مع روسيا في الدونباس وغير الدونباس يا ولي العهد ؟ فضحتَ نفسك بتبعيتك لأمريكا وتنفيذك لما تطلب منك. لولا الحرب في غزة لكنتَ وقّعتَ وثيقة التطبيع مع إسرائيل وكنت جاهزاً طائعاً ذليلاً وقبل ذلك بوقت أبحتَ أجواء المملكة لطائرات إسرائيل المدنية والعسكرية للوصول إلى أي مطار تشاء. أغيثوا فلسطين وانصروا غزة وساعدوا سوريا لأن تسترد أراضيها في الجولان المحتل ولبنان في تحرير أراضيها المحتلة ... هبّوا لتمكين الفلسطينيين على إقامة دولتهم المستقلة على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وبعد ذلك أنتم أحرار لتفعلوا ما تشاءون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق