شاعر هو شوقي مسلماني، يغرف من معين ثقافة بدأت في بلدته كونين ـ جنوب لبنان، ومنها إلى بيروت التي رسّخت معالم شخصيّته، ثمّ زادها الإغتراب إلى أستراليا ترسّخاً إنسانيّاً عميقاً، وتمكّن من توظيف ذلك توظيفاً عالياً في شعره وأدبه عموماً، مستمسكاً بلا تردّد أو تكاسل بثقافته، بأصالته، وانتمائه الفكري الإنساني الأممي. وفي ممّا يأتي نصوص من مجموعة "رأس الدم" الصادرة عن "دار الشنفرى" ـ تونس:
"كلُّ احتمالٍ
هو مِن احتمالاتِ الصدفة
كي لا يكون الملل أكثر".
**
"نصفُ الوجه تيهٌ آخر
والنسيانُ ذاكرةٌ أصليّة".
**
"ما للنسِرِ
يحلّقُ عالياً
حتى بالكاد بعدُ يُرى؟
قالت طيورٌ لبعضها
وهي لا تدري أنّه يحلِّق عالياً
لكي يراها جماعةً وينقضّ
على المفرد".
**
"في العَقدِ الأوّل
من القرنِ الحادي والعشرين
رجعوا إلى سيرتهم
في جنوبِ لبنان ـ 2006
وبعد أقلّ من سنتين رجعوا
في غزّة ـ فلسطين المحتلّة ـ
إنّهم يقتلون أهلك، يفلّتون عليهم الوحوش ـ
في الغضبِ الأكثر يُفكِّر إذا سرٌّ يستترُ
خلف احتفاءِ البعض
بأعيادِ الميلاد ورأسِ السنة
بالزينةِ والمفرقعات
التي تفتن الجميع خصوصاً الأطفال
واحتفاءِ البعض بإعلانِ الحربِ على غزّة؟
كميّاتُ الرصاص المصبوبِ على غزّة
لا تقلّ ولا تزيد
إنّها بكميّة النازيّة في النازيّين الجدد..
كلُّ جورج حبش
كلُّ أبي علي مصطفى، كلُّ غسّان كنفاني
كلُّ محمود درويش، فدوى طوقان، ليلى خالد
سميح القاسم، إدوارد سعيد
إميل حبيبي، ناجي العلي
كلُّ أمّ فلسطينيّة
"غيفارا" غزّة
الكلّ
كلّ أبطال فلسطين، كلّ أبطال غزّة
وتنزف غزّة"؟.
**
"يتعاملون برؤية
مع مَنْ يتعامل برؤية
مع ما هم يرون
مصّاصو الدماء محترِفون
في الإعلان
عن حاجتِهم إلى طيّعين".
**
"المُدرِك
يتهيّب أن يكون موضع شكّ
المُدرِك
لا يتصالح مع ما يُنتِجُ القهرَ".
**
"مَن عادتُه النهش سيَنهش
ولو هو حتى في المِحراب".
**
"انخفضَ منسوبُ الوعي الطبقي ـ
ارتفعَ منسوبُ طنينِ الذباب الأزرق".
**
"المشهدُ
هو غيره
في كلِّ حقبة
والكسورُ بعدُ كثيرة
في رأسِ الدم".
**
"أنيابٌ ومخالب
وبعدُ أحدٌ لا يقدر على اللّحاق
شعوبٌ أبيدتْ وشعوبٌ تباد".
**
"ماذا عندما توقِد للدُخان؟
وماذا عندما الذهاب قليلُ الإياب"؟.
**
"دمٌ كثير يُسفك
تحت عينِ الشمسِ
الغاضبة
من أجلِ حيّز
ثلج".
**
"الضوءُ كلّه لكم
فقط اتركوا لي هذا الكرسيّ الهزّاز".
**
"حقُّ الزهرة
أن يطوفَ النحلُ حولها".
**
"بعوضة
تريد دمّي
وأنا أثقِلُ جناحيها
بالعطر".
**
"يستدلُّ بالبحر
ولا أثر لخطوة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق