سيّدةُ الليل الأنسيّة وعسلٌ منبوذ المرارة/ كريم عبدالله



أوقفي زياراتَ جيوشكِ الغازية فإنَّ أحلامي مازالت مجنونةً بكِ تزحفُ لاحتلالِ مُدني المنكوبة , صاخبةً كالعاصفة , هادئةً كعطرِ أزهارِ الصباح نديّةً , بينما أنا أحملُ هذا القلبَ صندوقاً أملأهُ بالسعادةِ مِنْ ضياءِ ايامكِ الورديّة , الانتظارُ يا سيّدتي يحضّرنا لفرحةِ اللقاء , عندما تتراكمُ أحلامكِ وتصلُ حدَّ الامتلاء فلا أستطيعُ تحمّلها , سأصبرُ ولنْ أستسلمَ لأنَّ كلَّ شيءٍ سيتغيرُ حتى أقدارنا , في مخيلتي أحلام كثيرة ما زلتُ أحتفظُ بها ولكن كيفَ السبيلُ إليها ؟! , أريدُ أنْ أستريحَ وأغفو بينَ رياحينِ ذكرياتكِ لئلا تهاجمني الكوابيسَ مرّةً أخرى وتزرعُ اشواكها في أحلامنا .

**

عسلٌ منبوذ المرارة

وأستوى لساني على قمّةِ جبل اللذّة الخائفَ السفوح يدغدغُ شَبَقهُ تفجّرتْ ينابيعهُ جسورة تتمنّعُ خيّمَ في روحي جحيمها أفركُ توهّجَ النزول فـ تصعدُ نحوَ السماء تولدُ وتموت ثابتٌ هو على أغصانها عصفورٌ ينقرُ دائخٌ يهاجمهُ مثلثها أخرسها صوت طبول اللهفة الوقحة تخضرُّ وتسودُّ على حافةِ ربيعِ المُقل المتفتحة , ليسَ بمقدورِ جسدكِ الذي زحفتْ عليهِ جيوش الترهّل أنْ ينسى صوات جنوني , وغزواتي الناهبة لكنوزهِ تحتَ عباءةِ التمنّع , في كلِّ زقاقٍ مِنْ أزقةِ مدنكِ المهدّمة تركتُ رايةً تلوّحُ عالياً في بئرِ لوعتكِ شَبَقاً كانت تتهافتُ عليهِ , كيفَ لأرضٍ أمطرتها لوعةً مجروحةً أنْ تنسى مطرَ الربيع ؟! , فأرضكِ العطشى استبشرت بقطراتِ شهوتي تملأُ قارورة الاحتياجِ اللذيذ , ضجيجُ دموعكِ الصاخبة غموضٌ أرهقني في رحلتي صوبَ تواريخكِ الجارحة , كمْ أزهرتْ ينابيعي خلجانكِ تُضيءُ لكِ شموسَ دهاليزَ صيفكِ الطويل ؟! , تركَ أزهارَكِ باهتةً بلا عطرٍ مزاجها علقماً أفقدها أصالةَ خصوصيتها المتعطّشة عميقاً في روحي .  

بغداد - العراق   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق