ماذا تخفي مساعي إطلاق سراح الرهائن/ صبحة بغورة



لماذا الهرولة المريبة نحو الدفع لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية ؟ توقيت اتصال أطراف خليجية بالإدارة الأمريكية من أجل لإطلاق سراح الرهائن  يثير أكثر من علامة استفهام يدعونا للتأمل في طبيعة وحقيقة المواقف .

                                                                                           

لا شك في أن طول أمد الحرب في قطاع غزة  قد أرهق الجيش الإسرائيلي وكبّده المزيد من الخسائر غير المنتظرة ولا المتوقعة  في الأرواح ،أما خسائره في السلاح والعتاد فالأمر لا يهمه طالما أمريكا ملتزمة بدفع الفاتورة حتى ولو غضب أو اعترض دافعوا الضرائب الأمريكيين .. الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لإسرائيل فالجبهة الداخلية مضطربة حيث تضغط الأسر والعائلات بشدة على الحكومة لاسترجاع أبنائهم الرهائن، والوسيط القطري يسعى بوتيرة أسرع وعلى أعلى مستوى مع الإدارة الأمريكية من أجل تحقيق هذا الهدف ، إلا أن التوقيت يفضح المواقف ، فالمقاومة الفلسطينية على الأرض تحقق منذ أيام انتصارات لافتة وتتبع أساليب مغايرة وتستخدم نوعيات متطورة من الأسلحة ، كما أن التوزيع الجغرافي للعمليات في قطاع غزة  يشير إلى الانتشار المدروس والواسع لعناصر المقاومة وتمركزها الجيد الذي سمح لها بتغيير المواقع بسرعة هائلة أثارت اضطراب الجنود الإسرائيليين وحيرتهم ، وهو مؤشر على مدى تحكمهم في الوضع على الأرض ، إذن يأتي توقيت التحرك لإطلاق سراح الرهائن في شكل مريب لأنه يهدف على ما يبدو بكل بساطة إلى إسقاط ورقة ضغط هامة  بيد الجانب الفلسطيني  وحرمانه من الاستفادة منها في نيل أيمكاسب ، والواضح أن الجانب الإسرائيلي ومن يدعمه يريد أن يتخلص من هاجس الرهائن لتهدئة الداخل الإسرائيلي المضطرب الذي أصبح يهدد المستقبل السياسي لنتنياهو ، ثم يتملص  فيما بعد من أي التزامات للتهدئة ـ فلا شيء من بعد سيوقف تدخله العسكري الغاشم وسيواصل دفع الفلسطينيين أكثر  نحو المناطق الجنوبية لقطاع غزة حتى يضعهم بين ثلاثة خيارات إما الموت قتلا ، أو الموت غرقا في المتوسط ، أو الموت جوعا عطشا في صحراء سيناء ، وبالطبع سيكون المحتل سعيدا لو تحرك الضمير المصري لإنقاذهم ، وتوفير الملاذ الآمن لهم لاعتبارات إنسانية .

لن يكون الأمر متاحا للمخطط الإسرائيلي إن هو انتظر وقتا أطول من ذلك ، وكانت الإدارة الأمريكية محقة عندما أوصت المحتل الإسرائيلي بأن ينهي الأمر في ظرف أسبوعين قد مر منهم أسبوع ، فالهرولة أخذت خطى أسرع لإنهاء الأمر ولكن على أساس واحد وهو إطلاق سراح الرهائن ولا غير ذلك .

المنتظر حسب المنظور الإسرائيلي أن لا يتحقق إطلاق سراح الرهائن سوى بلي ذراع المقاومة من خلال زيادة إيلام الشعب الفلسطيني والضغط عليه بتركه يأن تحت وطأة صعوبة العيش إلى أن يبلغ حافة استحالة الحياة والموت الجماعي، والمتوقع أن لا يتعدى حدود تدخل الدول " الشقيقة " المهرولة إلا في حدود تقديم شربة ماء لحفظ ماء الوجه . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق