غزوةُ السديم/ الدكتور عدنان الظاهر



مرَّ المدُّ ومرَّ الجَزْرُ

وتهاوى صَرحٌ في السمتِ العالي

أينَ أُوجّهُ أرسانَ شراعي ؟

الظُلمةُ بحرٌ ليليٌّ مُسوّدُّ 

شُهُبٌ تُسقِطُ غاباتٍ من نارِ 

الموتُ يُنادي من تحتِ الأنقاضِ

أتحدّى حتفي والموتُ يمدُّ رؤوسا

كمّاً كيفا

أين يولّي مثلي وَجْها

يستجدي أكفانَ القتلى راياتٍ أنواراً حُمْرا

يحبو رملاً نعشا

طاحونَ دماءٍ مُلتفّا

يبحثُ عن رَسمٍ أو خيطٍ في رؤيا

يدّلى إسمّاً ظِلاّ

تهرُسهُ أضراسُ الذؤبانِ

حَميَتْ فروةُ رأسِ الشمسِ بأوجِ متاريسِ النيرانِ

فمتى أُنهي مأساةَ الطَرفِ الساهي

وصفوفَ الموتِ المرصوصِ رصاص

حيثُ اللونُ الأحمرُ مرآةُ القتلِ قصاصا ...

أبحثُ عنها بين الساحلِ والمقهى إخلاصا

بين الموتِ وحدِّ اللُقيا

لا ظُلمُ الظُلمةِ ينشقُّ

لا حرُّ النارِ يفكُّ عفاريتَ حديدِ الميدانِ

أتعرّى ضيقاً صَدْرا

وأُفكّكُ مخزونَ الليلِ سلاحاً مسنونا 

لا يهدأُ لي عضوٌ نافسني في الشدِّ ضًراما

طَلْقاً ناريا

لا الماشي يعشى

لا الضاربُ في غيبٍ قوسا

فلماذا يُفشي ما أخفى

يتعلّقُ منديلاً في ذيلٍ وهما  

يعتبُ لا يُرثي ما في صدرِي

لا يرفعُ من ثُكلٍ أو قتلٍ أعلاما

لا يكشفُ عمّا في رأسٍ من أمرِ الجسرِ

البينُ غُرابُ نزولِ جلالِ النيرانِ

لا ينفثُ مجاناً آها

أو يُصغي للوحشِ يُحاولُ إغرائي

يجبلُ من طينةِ جِذعٍ مُرٍّ شيطانا

لا يقبلُ ما تحملُ أكتافي من قهرِ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق