مراثي العمر/ جورج مسعود عازار



سئمتُ الحُزنَ في مَراثي العُمرِ

وليالي العَتمةِ

 في انتظار راحلٍ أبداَ لا يعودُ 

مَلَلتُ أحلامي

في جِنانِ السَّماواتِ

وحياتي تَرزحُ في القِيعانِ

لستُ نَسراَ ولو رَغِبتُ

فما نبتَ يوماَ لابنِ أُنثى

جناحانِ

ذَاكرتي نَحيبٌ

وقمرٌ يغيبُ

وما وراءَ الأَكَمَة غير السَّرابِ

ذاتي تصارعُ ذاتي

كأنَّني لا حَربَ خُضْتُ

ولا انتصرتُ ولا هُزِمتُ

أنا وَسَطُ الأشياءِ

فإذا عن مساري يوماَ

تجرأتُ وجَنحتُ

موازينُ الكونِ تتَخَلخَلُ وتَضطَرِبُ

حِصَّتي في عطايا الحَظِّ فتافيتٌ

وصقورُ الطَودِ 

تَتأهَّب وتترقَّبُ

أفرشُ أحزاني 

فوق مرآةِ العُمرِ

أجتَرُّ طَيفَ الحَبقِ

في الظِّلالِ المَنسيةِ

أَلثُمُ بقايا الذِّكرى

فيتفجَّرُ الدَّمُ سُيولاً

فوق يُبسِ الشِّفاهِ

صيادٌ وبُندقيةٌ تَحصِدُ العصافيرَ

والفراشاتُ يَعتريها شَللٌ

وأسرابُ السّنونو

تَعدِلُ عن رحلتِها

وفي ثنايا الجليدِ تُحتَضَر

أُهَدهِدُ هواجسي 

فوق سريرِ طُفولتي

وأخوضُ في النَّهرِ

جيئةً وذهاباً

أُفتِشُ بلا جَدوى

عن مَحارةٍ فرَّت

من مِلحِ البِحارِ

وعن شمسٍ هاربةٍ

منذ بدءِ الزَّمانِ

تجتاحُني ثُلوجُ الشِّمالِ

عفنٌ يَتسَلَّق خيالاتي

وأفكاري العتيقة يأكُلُها الصَّدأ

أغلقُ كِتابي

وألَملمُ شَظايا الرُّوحِ

وأنتظِرُ على مَهل ٍنفاذَ الزَّيتِ

 في مِصباحي


ستوكهولم السويد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق