البيض هو رمز الربيع والحياة عند قدماء المصريين، ولإيمان المصريين القدماء بالخلود أطلقوا اسم البيض على الأكفان الداخلية التي تغطي أجساد المومياوات.
كثيرا ما تدفع الأقدار أولئك الذين يتفاعلون مع هموم الشعوب ويحرصون على إبراز عدالة قضاياهم ويدافعون عن حقوقهم الضائعة إلى التعامل الاضطراري تناولا وتعليقا مع غرائب الأمور في الحياة، متحملين رؤية سخافات وسماع خرافات ، ومن أحدثها أن بيضا غريبا فقس حديثا في البيت كائنا صار أشبه بالبشر، مشهور بأنه كثير ما يقع أرضا ،وهوإن رأى لا يبصر، وإن سمع لا يعي فلم تكن البيضة كما ظن أغلب المتفائلين رمزا للخير ولا بشيرا بعدما ادّعى منذ أيام فقط أمام الصحافة العالمية أنه التقى حديثا رئيس دولة أوروبية يعلم القاصي والداني انه متوفي منذ 28 سنة ، ثم أنه تحدث مع رئيس دولة عربية معروف أنه قد بح صوته دفاعا عن قضية شعب مقهور وأرهق أحبال صوته تأكيدا بالحجة والبرهان وأمام شهود العيان بمساندته الفعّالة له فزعم كاذبا أنه هو من أقنعه بضرورة القيام بواجب فتح مسارات هي مفتوحة أصلا منذ خمس شهور !!بل وأوصي ـ عن جهالة بحقائق الوضع ـ بتوصيل الدعم إلى مستحقيه وتقديم كل أشكال المساندة للشعب المقهور!! مع العلم استحالة تحقيق ذلك بسهولة .إن ما يزيد من غرابة الموقف أن يواصل الكائن انتاج الفقس السيءأمام الصحافة العالمية حديثه عن هوية هذا الرئيس العربي بأنه رئيس دولة في أمريكا الجنوبية !!
عندما تضطرب السلامة العقلية لمسؤول رفيع المستوى في أعلى هرم الدولة ويفقد تركيزه ويضيع حضوره الذهني ـ شفاه الله ـ يصبح حديثه وتصريحاته في واقع الأمر خطرا جسيما على البلاد والعباد لوجود احتمالات قوية بوقوع خلط غير محمود في تقديره للأمور ، ويكون في هذه الحالة من الأفضل له إن أراد والعياذ بالله التعبيرعن توجهاته وتبليغ آرائه وتوضيح مواقفه أن يلجأ إلى أسلوب "المتحدث الرسمي" نيابة عنه للتقليل إلى أدنى حد ممكن فرص الوقوع في الزلات وبالتالي تجنب سخرية الأوساط السياسية والإعلامية وشماتة الخصوم وتهكم قوى المعارضة ، ولعله لا يدري هذا البائس أنه على أبواب حدث سياسي هام منتظر العام الجاري سيحدد بنسبة كبيرة شكل مستقبله السياسي.
لا يجوز أن يحكم الشعوب من لا يملكون المؤهلات الضرورية للقيادة الحكيمة والواعية على الأقل، فما بالك إذا تعلق الأمر بأصول الحوكمة والرشادة السياسية، لقد ضاق الرأي العام في دولة البيض الأبيض بحكم القادة المسنين عديمي اللياقة البدنية والذهنية وفاقدي الصبر السياسي ، ومثل هؤلاء لا شيء يضمن للشعوب في ظل قيادتهم استمرارية عدالة حكمهم ودوام سلامة قراراتهم وبقاء صحة بصيرتهم، وحيادية عدالة أحكامهم، بمعنى أنه لا يوجد شيء يضمن للشعوب بعد ذلك إمكانية تجنب وقوع المصيبة إن هم ضحوا بأبنائهم للذهاب إلى ما وراء البحار تنفيذا لسياسة عمياء لدولة أرادت أن تقحم أبناء شعبها في قضايا ليست قضاياهم ليرووا بدمائهم تراب بلاد ليست بلادهم.
سيحكم التاريخ حتما أن البيض الأبيض قد طغا وتضامن مع الظالم وقوى الفساد في الأرض ووقف في وجه إرادة الشعوب وأنكر حقها في الحياة .لقد فضحت المواقف حقيقة أن البيض الأبيض لم يكن في جوهره ابيضا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق