وُلدَ الموسيقار " أحمد فؤاد حسن " في مدينةِ القاهرةِ عام 1928 وكانَ لهُ عشق ٌ وشغفٌ للموسيقى والغناءِ منذ صغرهِ ... ثمَّ التحقَ بمعهدِ فؤاد الأوَّل للموسيقى وقدَّمَ في حفلِ ِ تخرُّجهِ بعدَ أن أنهى دراستهُ الموسيقيَّة في هذا المعهد ، قطعة ً موسيقيَّة ً بعنوان : " البوهيميَّة " نالت إعجابَ الجميع ِ . وكانَ من زملائهِ في المعهدِ عبد الحليم حافظ وفايدة كامل وكمال الطويل . وعندما لمعَ نجمُ عبد الحليم حافظ في الغناءِ ظلَّ مُتمَسِّكا ً بصداقتِهِ وزمالتهِ لأحمد فؤاد حسن .
وفي أوائل ِ الخمسينيَّات كوَّنَ فرقتهُ الموسقيَّة التي سمَّاها " الفرقة الماسيَّة " التي شاركت في إحياءِ العديدِ من الحفلات والمهرجانات الفنيَّة ، وقد أخذَتْ مكانتهَا الحقيقيَّة الواسعة في مصر والعالم العربي ، وشاركت أيضًا في جميع المناسبات العربيَّة والسياسيَّة وحقَّقت نجاحًا باهرًا منقطعَ النضير . وسافرت في جولاتٍ عديدة في كل من دول أوروبا وأمريكا واستراليا . وقد توطدت علاقة ُ أحمد فؤاد حسن بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب فطلبَ منهُ الأخير العملَ معهُ ، بفرقتهِ ، رغم وجودِ فرقة الفنان " أنور منسي " التي كانت تلازمهُ دائمًا وترافقهُ في أعمالهِ وحفلاتهِ . وقامَ بتنفيذِ الحان ٍ تركها محمد عبد الوهاب ، مثل : " يا هَجرني " لأحمد شوقي ، ولبَّيكَ اللهمَّ لبَّيك " لاحمد شفيق كامل ، " ويا حياتي " لحسني السيد ، وإعادة توزيع أغنية " الكرنك " المشهورة لمحمد عبد الوهاب .
ومن مؤلفات أحمد فؤاد حسن الموسيقيَّة " المولد " والتي أصبحت اكثرَ الأسطواناتِ الموسيقيَّةِ توزيعا ً على مدى ربع قرن ، وكما قدَّمَ أكثرَ من 150 لحنا موسيقيًّا ، من أشهرها : " حكاية حب " و " المولد " و " أيوب " و " دموع البلبل " و " الدراويش " و " المحروسه " و " الأمل " " مصر 2000 " و " بطل الحرب والسلام " وهي الأعمال التي انتشرت في كلِّ أنحاءِ العالم ِوذلك حسب إحصائيَّاتِ " جمعيَّة ِ المؤلفين والملحِّنين " .
ولحَّنَ للعديدِ من المطربين الكبار ، مثل : وردة الجزائريَّة .. لحَّن َلها إغنية : " جيت في وقتك يا حبيبي ".... وغيرها من الأغاني . كما قدَّمَ للموسيقى الكثيرَ من نجوم العزف مثل : عمر خورشيد ومجدي الحسيني وهاني مهنا وعمار الشريعي ، وقد صاحبَت فرقتهُ الموسيقيَّة كبار المطربين أمثال فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وشادية وفايزه أحمد وورده ... إلخ ... وكما عزفَ ألحانَ محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي .
وأشرفَ على رسائل الماجستير ( m . a ) ونشرَ العديدَ من الابحاثِ الموسيقيَّةِ القيِّمةِ في المجلاتِ المتخصِّصة . وكان يريدُ كتابة مذكراتهُ التي يروي فيها قصَّةَ 50 سنة مع الموسيقى والعطاءِ وكيفَ أنهُ في بدايةِ حياته إتَّجَهَ إلى حفظ القرآن الكريم للإلتحاق ِ بالأزهرالشريف ثمَّ غيَّرَ طريقهُ على عالم ِالموسيقى والالحان ِ . وقد كان َ يمتلكُ مكتبة ً موسيقيَّة ً نادرة ً وزاخرة بكلِّ كتبِ التراثِ والآدابِ والفنون ووثائق لعدَّةِ أفلام ٍ سياسيَّة ٍ تروي فترات الحروب ولقطات سينمائيَّة نادرة للملك فاروق وعبد الناصر وشحصيَّات سياسيَّة تاريخيَّة . وأهداهُ الرئيسُ الخالدُ جمال عبد الناصر في سنة 1968 وسامَ العلوم ِ والفنون ِ من الطبقة الأولى .
وفي سنة 1978 سلمهُ الرئيسُ أنور السادات الشهادة َ التقديريَّة َالتي منحَتهُ إيَّاها اكاديميَّة ُ الفنون . وحصلَ أيضًا على ثلاثة ِ أوسمةٍ من الأردن منها : وسام الإستقلال من الدرجة ِ الأولى بدرجةِ وزير ، كما أهداهُ الملك حسن الثاني ( ملك المغرب سابقا ) وسامًا وذلك تقديرًا لجهودِهِ وإبداعاتهِ الموسيقيَّة . وقد تقلدَ أحمد فؤاد حسن منصبَ نقيبِ الموسيقيِّين المصريِّين لمدَّةِ 14 عاما متواصلة قدَّمَ خلالها العديدَ من الخدمات العامَّة الهامَّة ، كما تولى رئاسة ِ جمعيَّة المؤلفين والملحنين خلفا ً للموسيقار ِ والفنان ِالكبير محمد عبد الوهاب .
والجديرُ بالذكر ِ إنَّهُ خلال مشوارهِ الفني الطويل ونجاحه الباهر الذي فاقَ الوصفَ واجتازَ الحدودَ الإبداعيَّة َ ارتبط َ بالسَّيِّدة ِ " سهام توفيق " التي كانت تلميذتهُ وإحدى مُعجباتهِ اللواتي كان َ يجذبنهُنَّ فنُّهُ وموسيقاهُ وطريقة ُ أدائهِ . ولهُ من الأبناءِ السيَّدة عبير والمهندس خالد .... وفي أواخر ِ حياتهِ عملَ الموسيقارُ أحمد فؤاد حسن أستاذا مُتفرِّغا ً بأكاديميَّةِ الفنونِ إلى أن وافتهُ المنيَّة ُ في شهر آذار 1993 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق