يقبع الكيان المحتل منذ بدايته في الأرض العربية بزاوية مظلمة في مزبلة التاريخ لا يكاد أحد ينظر إليه سوى من كان على شاكلته القبيحة ويمكنه أن يتحمل شتم رائحة النتن الكريهة.
لم تعد فلسطين مسألة اغتصاب أرض أو احتلال وطن بعدما كشف الكيان الغاصب مجددا وبشكل يدعو حتى لبعض المتفهمين لطبيعة مبرراته الدينية ومزاعمه الكاذبة ودعاويه الخرافية إلى الشك في نزاهة مواقفه والريبة في صدق وجوده بعدما تحول كقوة احتلال إلى أسلوب القتل العشوائي والإبادة الجماعية للمدنيين والتدمير غير المبرر لكل مقومات العيش وكافة مظاهر الحياة، ففي كل مدينة ترك الاحتلال علامة تدينه ولكنه من جهة أخرى وعن غير دراية منه استفز رجال تمكنوا من نصب قلاع مضيئة تحمي الكرامة.
لقد أوقعت مدينة "جنين " قوات الاختلال العقلي في كمائن عدة وألحقت بها خسائر معتبرة ، وحتى إن كان الانتقام الأعمى بلغ درجة من الوحشية الهمجية البدائية بحق الأهالي العزل إلا أنها لم تنل من عزائم الرجال. الذين أحاطوه بهوس الهلاك. مذابح جنين لا تنسينا مآسي باقي مناطق قطاع غزة حيث ضاقت السبل أمام الجهود المضنية لدفن الشهداء ونقل المصابين وعلاج الجرحى والمرضى وأصحاب الحالات الحرجة ، مذابح جنين تجري بحق من يعانون الجوع والعطش والمرض وعدم العلاج ويقاسون البرد وعذاب التشرد في العراء رجالا ونساء شهورا بدون مأوى، هذه هي جرائم الكيان المختل نفسيا يحسبها انتصارا يتباهى به.
سبق أن تباهي المختلون عقليا بقصف المستشفيات والعيادات الصحية ونهب المساعدات الإغاثية من أدوية وأدوات جراحية .. إلخ قبل وصولها إلى مستحقيها ، إنها مساعدات دولية قدمها شعوب العالم وكان أكثرهم عن خصاصة ، لابد أن تحاسب الشعوب الكيان المختل على سرقته هذه ، إنه فعلا كيان لص ، سرق الأرض وسلب الروح ، أرواح الخدج وهم في داخل مخادعهم يستكملون نموهم الطبيعي بعدما استشهدت أمهاتهم وأجهضت أخريات من فزع ما سمعت وهول ما رأت وعايشت القتل والتعذيب ، لم يتركهم المختلون بل قطعوا عنهم كل وسائل الحياة ، ماتوا داخل مخادعهم التي تأويهم بعدما انقطع التيار الكهربائي عنهم وتوقفت أجهزة الإعاشة، جاؤوا إلى الدنيا ولم يستشر أحد منهم ليجدوا أنفسهم وحيدين داخل أطلال مستشفى يواجهون ساعة تلو الساعة مصيرا أسودالا يطيق رؤيته إنسان ذو قلب رحيم أو يتحمله شخص ذو ضمير حي. إنه سلوك سادي، شاذ، بعيد تماما عن كونه مسعي عقابي أو أنه يتعلق برغبة ردعية أو بإرادة انتقامية بل بدافعية إجرامية تشكلت في نفوس قوم توارثوها منذ القدم فلم يذكرهم التاريخ والأديان بخير والغريب يدعون أنهم خير من غيرهم ، والمصيبة أنهم يصدقون!!
هكذا يبدو الكيان المضطرب عصبيا أمام العالم ، يقف بين الأبرياء العزل ممن تلطخت يداه بدمائهم في مدينة جنين ،وبين ما اقترفت يداه في حياة الجنين،ولا يبالي بأحد في المحافل الدولية، لم تعد القضية الفلسطينية تتعلق فقط بأرض وحدود، لقد أصبحت قضية حياة الإنسان وحق الوجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق