هرون بن مَنير في دمشقَ/ ترجمة ب. حسيب شحادة



Haroun Son of Manīr in Damascus

By Rāḍi al-˒Amīn Ṣadaqa al-Ṣabāḥi (1922-1990)


جامعة هلسنكي


בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון, 2021, כרך א’ עמ’ 106–107.  

ثوابُ الشُّهرة

عاش في القرن الثالث عشر للميلاد في دمشقَ الشاعرُ السامريّ، هرون بن مَنير، من أُسرة الكهنة. اِشتهر بمعرفة التوراة وفُروضها ولا سيّما معرفة شروحها. كتب صلواتٍ كثيرة، موجودة اليومَ في كتاب/دفتر الصلوات السامريّ. إنّ نهايةَ هذا الكاهن الجليل، يكتنفها الغموض حتّى يومنا هذا.

يُحكى أنّه ذات يوم، بمروره في شوارع دمشق، أعلن المؤذِّن من على مئْذنة المسجد، عن حُلول وقت الصلاة كالمعتاد. وقف بن مَنير، التفت برأسه نحوَ المؤذِّن وقال: لقد كذبتَ! على الفور، تجمّع حولَه مسلمون كثيرون عرفوه بأنّه سامريّ، وكانوا على وَشْك قتله. دافع بن مَنير عن نفسه قائلًا: لو حقًّا أعلن المؤذِّن، لوجب أن يتحرّك البرج يمينًا وشمالًا من هوْل قُدسيّة الصلاة. 

قالوا له: كيف تستطيع إثباتَ ذلك؟

أجابهم: سأُثْبِتُ ذلك.

صعِد رأسًا إلى أعلى المسجد، رفع صوتَه للصلاة ونادى باسم الله. بدأ البُرج يتحرّك وكأنّه آيل للانهيار أمامَ أعين المسلمين المرتعِبين.

بعد نزول بن مَنير عن المسجد، أمسكه المسلمون، قبّلوا يديه وقالوا له: ما أنت إلّا مسلم وستموت مسلمًا. عندها أُرغم بن مَنير على اعتناق الإسلام، مع أنّه فعل ذلك ظاهريًّا. 

استمرّ في بحوثه ونظم أشعاره الدينيّة حول الديانة السامريّة، ودرج على لقاء أبناء شعبه والصلاة معهم سرًّا. عندما توِفِّي الكاهن هرون بن مَنير، دفنه المسلمون في دمشق، في باحة ذلك المسجد. يزور المسلمون إلى يومنا هذا قبرَه للسجود والصلاة هناك.

وفي تراثنا. كتَب عنه بعض الشعراء: الحيّ إلى الأبد. (אהרן בן מניר – יסלו התדיר).  

ملاحظة الأمين صدقة: 

هرون بن مَنير، الشخصيّة المركزيّة في القصّة كان ابن عائلة الربّانين أبناء فنحاس، وجدّه كان الكاهن الأكبر هرون/أهرون بن إلعزر، ألّف أعمالًا كثيرة؛ البارزة فيها أشعار ليوم الغُفران، پيوط/ شعر دينيّ عن حرب يهوشع وعمليق. النقطة الأسطوريّة في القصّة هي تأسلمه. لو فعل ذلك كاهن، لمحا محرّرو/مصوّبو الصلوات قصائده وأناشيده من كتاب الصلاة.  اسمه الكامل: الكاهن الربّان/الفِنحاسيّ هرون بن مَنير بن هرون بن إلعزر. 

******
حُزن يعقوب على يوسف
Jacob's grief over Joseph
لا ذِكر لاسم الكاتب


בנימים צדקה (כתב וערך), אוצר הסיפורים העממיים של הישראלים השומרונים. מכון א. ב. ללימודי השומרונות, הרגרזים–חולון, 2021, כרך א’ עמ’ 64-63. 

جامع حُزْن يعقوب في نابلس

في مدينة نابلس جامع باسم جامع الخضرة، وبجانبه حيّ السامريّين القديم المعروف باسم الياسمينة. الجامع مبنيٌّ مكان كنيس سامريّ، باسم حزن يعقوب منذ العصور الوسطى. 

ما زال على  برج المنارة، المطلّ على نابلس حجر بشكل مقلوب، وعليه منقوشة بالرسم السامريّ الوصايا العشر.

في جامع الخضرة، يشير العرب إلى المكان الذي جلس فيه أبونا يعقوب، عندما أتاه الذي بلّغه عن مصير نجله يوسف الحبيب. وها أحضر أبناؤه قميص/تونية حبر ملطّخًا/ملطّخة بالدم وقالوا: ”هذا وجدنا، اِعرف الآن هل قميص ابنك هو ام لا … ومزّق يعقوب كسوته وجعل مِسحا بمتنيه وحزن على ابنه أيامًا كثيرة“ [تكوين 37: 32, 34؛ اُنظر حسيب شحادة، الترجمة العربيّة لتوراة السامريّين. المجلّد الأوّل: سفر التكوين وسفر الخروج. القدس: الأكاديمية الوطنيّة الإسرائيليّة للعلوم والآداب، 1989، ص. 182-185؛ في الترجمات المسيحيّة العربيّة الحديثة نجد: قميص ملّون، تكوين 37: 3, 23, 32]. ولذلك يُطلق العرب على هذا الجامع الاسم ”حُزْن يعقوب“ أيضا، وعليه فالمكان مقدّس لدى سكّان نابلس المسلمين. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق