قِـراءَةٌ في كتابِ "الرَّائدِ في الصّحةِ العائليةِ ومُكافحةِ الأمراض، الأسباب – الأعراض – الوقاية والعلاج" لِـمُؤلَـفِـه الدكتور سامي شَـكـيب أبو لْـطَـيف، الذي جرى توقيعه بحفلٍ مهيبٍ يليقُ بقيمتهِ عصر نهار الجمعة بتاريخ 16/08/2024 في قاعة "دار آل أبو لطيف" في عيحا. تحدث عن الكتاب خلال الحفل، إضافة إلى المؤلف، الأستاذان في الجامعة اللبنانية، الدكتور سعد كمونه والدكتور شوقي أبو لطيف.
*********************
ما إن يجتاز القارىءُ مُـقَـدّمةَ الكتابِ وعدداً من الصَّـفَحاتِ العشر الأولى حتّى يَـلمس استيفاء الكتاب المشار إليه لِـمَـيِّـزةِ صدقِ مُطابقةِ عنوانهِ مع مَضمونِه. فكيف سيكون الحال لو استمرَّ في الإبحار عَـبْـرَ مئات المواد، إلى أن يبلغ روضة طب الأعشاب وموسوعة الإسعافات الأولية.
بسُلطويةِ الطبيبِ العارفِ المُتَـمكّـن، يَـضـعُ المؤلفُ بِحرصٍ وأناةٍ مَداميكَ مَعلوماتٍ طـبِّـية بِـكَـرَمِ نهرٍ يَـنسابُ بِـرَويَّـةٍ، ويَـروي بانـسـياب.وبينمامياه جداولِ العلومِ تَـتهادى، تَـتْـركُ خَـلـفهـا على ضِفَّـتَـيهـا وُرودَ تَـعـمِـيـمِ الـفائِـدة بِـجـودٍ حاتميٍّ ، ودون تمنين، وبَـعـيداً عَـن جَـشَـعِ الذهـنـيَّـة التجاريةِ والمادّية.
تبسيطُ عَـرضِ المادَّة يُـشَوِّقُ القارىءَ للـسَّـيـر قُـدُماً في صَـفَحاتِ الكتابِ المُـقاربَـةِ للأربعمئة، "وزيارة عيادات" ثَـرِيَّـة بالـخُـبُـرات الـمُـتراكمة، تَـعبقُ فَضاءاتها بالأخلاقِ المِهـنـيّة الحَـقَّـة والضّمير المهني الـحَـيّ.
كطبيبٍ مُـتَـمَـرِّسٍ زوَّدتهُ عُقودٌ من تماسٍ لَصيقٍ بمِهنته، في أسبانيا حيث درس وتخرّجَ وعمل، كما في جُـزُر الكناري وفي لبنان وأماكن أخرى، اكتسب الدكتور سامي خبرةً احترافية تؤهِّلهُ لمعالجات فريدة مُبتكرة، حيثُ سلّط الضوء أكثر، وبالتفصيل، على المنظور المستقبلي (Prospection)، كما على ما يُسمَّى في عالمِ الأدَب اللقطَة الاستباقية (Flashforward ) ، والتي قد يُـكافـئها بِـلُـغَـةِ الطب، ضَرُورة أخذِ الحيطةِ الوقائية الإحترازية والتعامل معها.
وبغرضِ تَبسيطِ العرضِ والمتابعة، بما لِـذلك من أهمية في تسهيل نَهـلِ القارىء من منابع "مراكز استشارات خَـيـرية" ثَـريّـة بِـمِـصداقيتها وفَّـرها لنا المؤلفُ بالمجَّان، في فهرس مُـيـسِّـرٍ يُـسَهِّـلُ بُـلوغَ المادّةِ المطلوبةِ، امتدَّ ذلك الفهرسُ من الصَّـفحة 369 إلى الصَّفحة 398.على مدى فُـصولِ الكتابِ الأربعة والعشرين، وبينما القارىءُ يتناولُ وجبات مِـن أطايب المادّة الطبيّة في قِـطارٍ يَـعبُرُ المحطّات واحدة إثر آخرى، مُتـمتّعاً بحُسنِ الضّيافة عَـبرَ سَـلاسَـةِ الأسلوبِ السّائغ، والـبَـليغِ في آن، حيث يوجِـزُ المؤلفُ كتابه، يُـكَـثِّـفُـهُ ويُـقَـطِّـره في الخلاصة المُبينة أدناه، تاركاً الكتاب يُـقَـدِّمُ ذاتَه بذاته للقاريء:
يقول الدكتور سامي أبو لطيف بخلاصته: " أهدفُ في هذا الكتاب إلى تَوحيدِ جُهدٍ مُشتركٍ بين الطبيبِ والمريضِ والمُعافى، لمكافحة مُسَـبِّـبات الأمراضِ البيئيةِ والغذائيةِ والمهنيةِ والوراثية، والكشف عن العوارضِ الدَّالة عليها، وبعض الطُرُق الأولـيّـة المُستَخدَمَة في تَـشخيصها، مِمَّـا يُعـزِّز فُـرص علاجها الناجحِ والـمُبـكِّـرِ قبل فَـواتِ الأوان".
تحياتنا وتقديرنا لجهود الدكتور أبو لطيف المشكورة المسكوبة بإتقانٍ في هذا الكتاب الثري والمفيد في آن، مع تمنياتنا عليه باستمرار العطاء، وتمنياتنا له بالتوفيق والنجاح الدائمين.
عيحا في 19/08/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق