دراسة ريما آل كلزلي*
النَّصُّ يعتمد منهجيّة شعريّة في تكثّيف الصُّور البلاغيّة ويعكسُ ثقافة أدبيّة عميقة وتقديرًا للجمال الشِّعري.
فيمكن تحليل النَّص من منظور عدّة مناهج أدبيّة:
النَّصُّ في بنيته الدَّاخليّة يتَّخذ عبارات متكرِّرة من الأبيات القصيرة الَّتي تخلق إيقاعًا موسيقيًا مُتناسقًا. التّكرار يعزِّزُ من تأثير النَّص ويضفي عليه طابعًا لحنيَّاً.
استخدام الأديب الشاعر اللُّغة بشكلٍ مكثَّف، مع تشبيهات واستعارات متكرّرة، الأمر الّذي يؤكِّد اهتمامه بالتَّفاصيل الجماليّة والبلاغيّة.
النَّصُّ عبارة عن لوحة فسيفساء مَنقوشة بالرُّموز والدَّلالات الَّتي يمكنُ تفسيرها بطرقٍ متعدِّدة. على سبيل المثال: "نكهة الورد" الّتي يمكن أن ترمز إلى الرِّقّة والجمال الطَّبيعي، بينما "زخَّاتِ الأمطار" تشير إلى النَّقاء والطَّهارة. كما تعكس العواطف والمشاعر في النَّص مشاعر الحبِّ والحنين والشَّوق بشكل يفسِّر رغبة الشَّاعر العميقة في التَّواصل العاطفي والحبِّ، مِمَّا يخلقُ تفاعلاً عاطفيَّاً قويَّاً مَعَ القارئ بفضلِ التَّعبيراتِ العاطفيّةِ المكثّفة والصُّور الحسّيّة.
تبرز في النَّص رؤية ثقافيّة غنيّة بالرُّموز والتَّعبيرات الأدبيّة الَّتي ترتبط بالثَّقافة العربيّة الكلاسيكيّة والمعاصرة من خلال التُّراث الأدبي الَّذي يظهر بلغته الشِّعريّة الغنيّة بالتَّشبيهات والاستعارات، الأمر يعكس تأثُّر الشَّاعر بالتُّراث الأدبي العربي الكلاسيكي. والصُّور الطَّبيعيّة المستخدمة في النَّص تعكس ارتباط الأدب العربي بالطَّبيعة كجزء أساسي من التَّعبير الأدبي، واستخدام الشَّاعر للغة الشِّعريّة يجعلُ النّص عالميًا في فهمه وتقديره، حيث يمكن للقارئ من أي ثقافة أن يتفاعل مع الصُّور العاطفيّة والطَّبيعيّة.
الأبعاد الثَّقافيّة والاجتماعيّة في النّص تتجلَّى في :
-العلاقة بين الفرد والطَّبيعة
-التَّعبير عن المشاعر بصدق وعمق، وهو ما يعكس جانبًا مهمًا من الثَّقافة العربيّة الّتي تقدِّر الشِّعر كوسيلة للتعبير العاطفي.
-الحنين والشَّوق، هذه المشاعر تعتبر جزءًا أساسيًا من التَّجربة الإنسانيّة وتتكرَّر في الأدب العربي، فتعزِّز التَّواصل الثَّقافي والاجتماعي المستمر عبر الأجيال.
نبدأ من العنوان: "إشراقةُ قصيدةٍ عندَ بُزوغِ الفجرِ":
الإشراق هو النُّور والبداية الجديدة، مِمَّا يوحي بالأمل والتَّجدُّد والقصيدة ترمز إلى الإبداع والتَّعبير العاطفي في بُزوغِ الفجرِ إلى بداية يوم جديد، بداية جديدة، أو انتقال من الظَّلام إلى النُّور. وفي قول الشّاعر:
- إليكِ أيّتُها المرفرفةُ بينَ مروجِ الرُّوحِ:
يوجِّه الخطاب لشخص أو فكرة محدَّدة، فيمنح القصيدة طابعًا شخصيًا، والمرفرفة ترمز إلى الحرِّيّة والحركة في مروجِ الرُّوحِ حيث الأماكن الدّاخلية العميقة والخصبة في النَّفس البشريّة.
- صباحٌ مُندَّى بألقِ حرفٍ: يرمزُ بالصَّباح إلى بداية جديدة مُنتعشة بالطَّاقة والجمال والحيويّة في الكتابة.
- يُرفرفُ فوقَ خميلةِ اللَّيلِ: تعزِّز فكرة الحرّيّة والحركة وجمع الأضداد في الحركة والهدوء والسّكينة الَّتي يوفِّرها اللَّيل.
- أزرعُ قُبلةً مِنْ مَذاقِ بُزوغِ الفَجرِ: الزِّراعة منبع الخصوبة في الحبِّ والعطاء أمَّا بزوغ الفجر فهي الانتعاش والبداية الجديدة.
- تُضيءُ بسمتُكِ حنايا الرُّوحِ: حيث البسمة إشارة إلى الفرح والإيجابيّة الَّتي تخلِّفها في الأماكن العميقة والخفيّة في النّفس.
- تُبلسِمُ حبقَ الحَرفِ: يجمع الشاعر بعناية كلمة تبلسم الَّتي ترمز إلى الشَّفاء مع حبقَ الحَرفِ والَّذي يعني به جمال الكتابة والأدب مِمَّا يخلق صورة إبداعيّة فريدة.
-أزدادُ انبعاثاً مِنْ وَهْجِ الحنين: تزيدُ تنامي الشَّوق وتجدُّد الذّكريات الجميلة.
-أنقشُ بوحي في ظِلالِ الحُلُمِ: النَّقش يخلد الإبداع في الكلمات ليبفى النَّص حاضراً والأماني في الرُّوح.
- يتبدَّدُ حُزني مِنْ رهافة البوح" وهنا يعزو الشَّاعر زوال الحزن إلى الرِّقة الملموسة في التّعبير.
المقطع الأوَّل من النَّص يعبِّر عن عمليّة تحوُّل وانبعاث من الظَّلام إلى النُّور، ومن الحزن إلى الفرح، باستخدام رموز الطَّبيعة مثل الفجر، الشَّوق، والمطر بلغة غنية بالصُّور الشِّعريّة والرُّموز العاطفيّة الَّتي تعزِّز المشاعر الإيجابيّة والتَّفاؤل. كما تعكس القصيدة العديد من الأبعاد الفلسفيّة الَّتي يمكن استنتاجها من خلال "التَّجدُّد والبعث" و "بُزوغِ الفجرِ" و" صباحٌ مُندَّى" بعبارات تتجلَّى فيها فكرة التَّجدُّد والبعث من جديد، كنوع من فلسفة دائمة للتغيير والتَّحوُّل في الحياة. فكلُّ صباح هو فرصة جديدة للبدء من جديد، وهذه الفكرة تعزِّز الإيمان بإمكانيّة تحسين الذَّات وتطويرها باستمرار.
تضمَّن النَّص ثنائيّات تحقِّقُ التَّوازن مثل "النُّور والظَّلام" فاستخدام الفجر واللَّيل يعبِّر عن ثنائيّة النُّور والظَّلام، والَّتي يمكن أن تعكس ثنائيّة الخير والشَّر، الفرح والحزن، الأمل واليأس. هذه الثُّنائيَّات هي جزء من فلسفة الحياة الَّتي تقبل بوجود التَّناقضات كجزء أساسي من الحياة.
القصيدة تحمل أبعادًا روحيّة عميقة تتجلَّى في الرُّوحانيّة والاتِّصال الدَّاخلي مثل "مروجِ الرُّوحِ" و "حنايا الرُّوحِ" حيث تشير هذه العبارات إلى عمق الرُّوحانيّة والاتِّصال الدَّاخلي بالأنا العميقة، وتُظهر القصيدة كرحلة داخليّة نحو الذَّات، والرُّوح فيها هي المصدر الأساسي للإلهام والجمال. ينتقل الشَّاعر إلى قوله:
- تعالي أوشِّحْ دُنياكِ بمَذاقِ شَهقةِ الاشتياقِ: فيعمل على التَّزيين والتَّجميل بمشاعر الشَّوق لكي " تُرفرفينَ مِثلَ أميرةِ البحرِ فوقَ أجنحة الصّباح" الحرِّيّة والخفّة بمنتهى الجمال والسُّلطة على قلبه.
- روحُكِ تُناغي صباحيَ المُبرعمَ مِنْ ضفائرِ اللَّيلِ: ثمَّ يصفها وهي تحقِّق التَّوافق والانسجام والجمال حيث يشبِّهها بالنُّور في قوله:
- "تُشبِهينَ ضِياءَ حَرفي في عَتْمِ اللَّيلِ"، فتكون بضياء حرفه والإلهام والوضوح في الظَّلام والغموض الَّذي يكتنف العالم، ويرى الطُّموح العالي والآمال الكبيرة في قوله:
- "أحلامُكِ تُناطِحُ سَحابَ السَّماءِ".
يمثَّل النَّص رحلة فلسفيّة وروحيّة تستكشف الشَّوق، الحبّ، النّقاء، والحرّيّة. الرُّموز المستخدمة مثل الفجر، اللَّيل، الأزهار، والماء تعزِّز من عمق المشاعر فتثري النَّص بالمعاني والدَّلالات الَّتي تتجاوز الكلمات الظَّاهرة لتعبِّر عن تجارب إنسانيّة وروحيّة عميقة.
ينتقل الشَّاعر إلى قول:
- "تعالي عندما ينامُ اللَّيلُ على أجنحةِ الحُلُمِ":
نداء إلى المحبوبة في سكون اللَّيل والهدوء على أجنحةِ الحُلُم لكي ينبعث الإلهام والحبّ من خلال الدَّهشة والجمال. ويرحِّب بذلك فيقول: "أهلاً بكِ في رُبوعِ الغِناءِ في سَماءِ ليلي"، حيث الفرح والاحتفال. ثمَّ يعانقها "أُعانقُكِ على أصفى أنغامِ الشَّوقِ"، يرمز إلى النَّقاء والرُّغبة في التَّعبير عن فلسفة الاستمتاع بالحياة والحرِّيّة وانعتاق المشاعر. ويشير بذلك إلى"نكهةِ السَّوسنِ البرِّيِّ" الَّذي يعكس الفلسفة الجماليّة تقديرًا للجمال الطَّبيعي. ثمَّ ينتهي إلى قولِ: "أنتِ جنَّتيَ المُعشوشِبةُ بأشهى تجلِّياتِ العِناقِ"، فيصل إلى الجنّة الَّتي تعبِّر عن الحبِّ والتَّواصل الوثيق. وقول:"كوني أشهى بوحي في أوجِ العِناقِ " يرمز إلى قمّة الإلهام في الذُّروة العاطفيّة ثمَّ يرسمها: "أرسمُكِ فوقَ جُفونِ القصيدةِ" محقِّقاً بذلك قمة الإبداع الأدبي، ينتهي إلى الفلسفة الَّتي تقدِّر الحرِّيّة والانطلاق في قوله: "نحلِّقْ فوقَ بِحارِ الشَّوقِ". ليعود ويخبرها بأنَّ: "عِناقُكِ يبدِّدُ آهاتي" فتتحقَّقُ الرَّاحة والتَّواصل الرُّوحي، و"دِفءِ الحَنينِ" فيرى منازل الشَّوق والحنين كعناصر روحيّة لا تهدم أبداً.
النَّصُّ بصورة عامة يعبِّر عن تجربة عاطفيّة غنيّة شفيفة من خلال لغة شعريّة مكثّفة، وصور متمايزة تعكس فيها القصيدة تزاوجًا بين الفلسفة والرُّوحانيّة، حيث يستخدم الشَّاعر رموز الطَّبيعة والتَّعبيرات العاطفيّة لاستكشاف معاني أعمق تتعلَّق بالوجود، التَّجدُّد، الحرِّيّة، والتَّوازن الدَّاخلي. تعبيرات مثل بزوغ الفجر، مروج الرُّوح، والتَّبدُّد من الحزن تشير إلى رحلة روحيّة وفلسفيّة نحو النُّور والتَّجدُّد، مِمَّا يعزِّز من قيمة الأمل والإيمان في الحياة.
*ريما آل كلزلي
روائيّة وشاعرة سوريّة مقيمة في السُّعوديّة
***
وفيما يلي قصيدة الشاعر صبري يوسف
إشراقةُ قصيدةٍ عندَ بُزوغِ الفجرِ
إليكِ أيّتُها المرفرفةُ بينَ مروجِ الرُّوحِ
صباحٌ مُندَّى بألقِ حَرفٍ
يُرفرفُ فوقَ خميلةِ اللَّيلِ
أزرعُ قُبلةً مِنْ مَذاقِ بُزوغِ الفَجرِ
فوقَ خُدودِ الشَّوقِ
تُضيءُ بسمتُكِ حنايا الرُّوحِ
تُبلسِمُ حبقَ الحَرفِ
أزدادُ انبعاثاً مِنْ وَهْجِ الحَنينِ
صَباحُكِ مُبلَّلٌ بأجنحةِ الشِّعرِ
أنقشُ بوحي في ظِلالِ الحُلُمِ
أُحلِّقُ بكلِّ ابتهالٍ بينَ زخّاتِ المَطرِ
يتبدَّدُ حُزني مِنْ رَهافةِ بوحٍ
مُنبعثٍ مِنْ ظِلالِ الرُّوحِ
كَمْ مِنَ الشَّوقِ
حتَّى تبرعمَ الحرفُ في حَنايا القلبِ
تعالي أوشِّحْ دُنياكِ بمَذاقِ شَهقةِ الاشتياقِ
تُرفرفينَ مِثلَ أميرةِ البحرِ
فوقَ أجنحةِ الصَّباحِ
روحُكِ تُناغي صباحيَ المُبرعمَ
مِنْ ضفائرِ اللَّيلِ
أرسمُ مُحيَّاكِ فَوقَ تيجانِ القلبِ
كوني شهوةَ حَرفيَ المُتطايرِ مِنْ غَمامِ اللَّيلِ
كوني أريجَ عِشقي المُخضوضِرِ
مِنْ مآقي الأزهارِ!
أنتِ مائيَ المُصفَّى مِنْ مينابيعِ الرُّوحِ
تُشبِهينَ ضِياءَ حَرفي في عَتْمِ اللَّيلِ
قامتُكِ مُعبَّقةٌ بأريجِ النَّارنجِ
أحلامُكِ تُناطِحُ سَحابَ السَّماءِ
تُشبِهينَ حنينَ الرُّوحِ في أوجِ انبهاري
كوني شهوةَ بوحي في دُكنةِ اللَّيلِ
كوني حنينيَ المفتوحَ على أجنحةِ الحياةِ
أهدهِدُ روحَكِ على أنغامِ هَديلِ اليمامِ
أُعانقُكِ على إيقاعِ دقَّاتِ القلبِ
أهمسُ لروحِكِ عَنْ أسرارِ تجلِّياتِ أشهى العِناقِ
أُحلِّقُ بِكِ في سَماءِ البَوحِ
على أجنحةِ اللَّيلِ البليلِ
لا أرتوي مِنْ عِناقِ دُنياكِ
أكتبُ اسمَكِ فوقَ مَنارةِ القلبِ
وأكحِّلُ عَينيكِ بمَذاقِ العِناقِ
تعالي نرقُصْ على أنغامِ دندناتِ القلبِ
عِناقُكِ مِنْ نكهةِ السَّوسنِ البرِّيِّ
أناغي روحَكِ الهائمةَ في جِنان التَّجلِّي
كَمْ أنتشي وأنا أسبحُ في بِحارِ عينيكِ
أنتَ ربيعُ الرُّوحِ واخضرارُ أنساغِ القلبِ
وجنتاكِ مُستنبتتانِ مِنْ شَهوةِ انبعاثِ القصيدةِ
أرسمُ ثغرَكِ فوقَ غَمامِ اللَّيلِ
أغوصُ فوقَ مُروجِ دُنياكِ
وأنتِ تَسبحينَ في أشهى الأحلامِ
أقبِّلُكِ على أنغامِ زخَّاتِ المَطرِ
كوني مَطري المُتهاطلَ
فوقَ خُدودِ الرُّوحِ
أُبلسمُ وجنتيكِ بألقِ الحَرفِ
أعانقُكِ على مرأى
مِنِ اخضرارِ الغَاباتِ
أُبلسِمُ خدَّيكِ بمذاقِ عِناقيِ
تعالي عندما ينامُ اللَّيلُ
على أجنحةِ الحُلُمِ
عندما يَبزُغُ ضِياءُ العِشقِ
على مَدى شهْقاتِ الانبهارِ
أهلاً بكِ في رُبوعِ الغِناءِ
في سَماءِ ليلي
تتوهَّجينَ على إيقاعِ عِناقَ الرُّوحِ
في أوجِ الاشتعالِ
أنا وأنتِ شهقتا عِشقِ
مُتهاطلتانِ فوقَ حِبرِ القصائدِ
أُعانقُكِ على أصفى أنغامِ الشَّوقِ
تعالي أحلِّقْ مَعَكِ بينَ شَهْقاتِ الغَمامِ
تعالي أنسُجْ فوقَ خدَّيكِ أسرارَ الانتعاشِ
كوني سِرِّي المتهاطلَ
فوقَ حُبورِ الحرفِ
أنتِ عاشقةٌ معبَّقةٌ
بأشهى تجلِّياتِ العِناقِ
كوني جَناحيَّ المُجنَّحَينِ
نحو أصفى أقاصي السَّماءِ
عِناقُكِ يطِهرُ قلبي
مِنْ ضجَرِ هذا الزَّمانِ
لا أرتوي مِنْ مُروجِ دُنياكِ
أنتِ أشهى عاشقةٍ متهاطلةٍ
عليَّ كرذاذاتِ المَطرِ
أعانقُكِ حتَّى يُجَنُّ جنونُكِ
تُشبِهينَ حُلُميَ المتواري
بينَ حنايا اللَّيلِ
تعالي في الصَّباحِ الباكرِ
على أنغامِ الشَّوقِ
وعانقيني على دندناتِ انبعاثِ القصيدةِ
أنتِ قصيدتي المندلقةُ
مِنْ شَهوةِ الحُلُمِ
أنتِ حُلُمٌ مَفتوحٌ
على مَناراتِ الجنَّةِ
أنتِ جنَّتيَ المُعشوشِبةُ
بأشهى تجلِّياتِ العِناقِ
أنتِ سرٌّ مُجنَّحٌ نحوَ شهوةِ الاشتياقِ
كوني أشهى بوحي في أوجِ العِناقِ
أقبِّلُكِ وأنتِ في ذُروةِ الحُلُمِ
عِناقُكِ يبدِّدُ آهاتي
أرسمُكِ فوقَ جُفونِ القصيدةِ
أقبِّلُك خِلسةً بعيداً عَنْ عُيونِ الحُسَّادِ
تعالي نحلِّقْ فوقَ بِحارِ الشَّوقِ
نرقُصْ على أنغامِ الهَناءِ
وبهجةِ الانتشاءِ
أنتِ حرفٌ مُنبعثٌ مِنْ دِفءِ الحَنينِ
أقبِّلُكِ على مِساحاتِ بوحي
وانبعاثِ أسرارِ مُهجةِ الحَرفِ
مَذاقُ خدَّيكِ مِنْ نكهةِ الوردِ
كوني وردتي المتهاطلةَ
فوقَ حنايا خدِّي
.
انتشليني مِنْ عَتْمِ اللَّيلِ
إلى ضِياء العِناقِ
عِناقُكِ أزاهيرُ حُبٍّ في زمنِ التِّيهِ
أقبِّلُكِ عِندَ تخومِ البحرِ
عِندَ ظِلالِ الغاباتِ
أقبِّلُكِ بينَ مُروجِ العِشقِ
كوني عِشقي المجنَّحَ
نحوَ زُرقةِ السَّماءِ
أفهرسُ قُبلتي فوقَ رِحابِ عَينيكِ
تُعانقينَ حرفي المُبلسمَ بأنغامِ المُروجِ
كوني شهقةَ عِشقي المجنَّحِ
نحوَ أصفى زخَّاتِ الأمطارِ! ..
ستوكهولم: 3. 7. 2024
صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق