مدّتْ وتعرّتْ
ذهباً تصهَرُها نارُ قناديلِ الشمسِ
جَسَداً يتمدّدُ يقرأُ في الرملِ كتاباً
لا أعرفُ لي جسداً لا أقرأُ قِرْطاسا
الكلُّ عَرايا قالتْ
وتخلّتْ عن آخرِ مَحظورٍ في طينةِ حوّاءِ
فالجسدُ الثاوي بين الشمسِ وحبّات الرملِ
يتلوّى والموجُ يُكرِّرُ نوباتِ البحرِ
وأنا أتوسّلُ فيها عيسى :
قالتْ ويلكَ هلْ أنقذُ مخلوقا
مثلكَ عذَّبني أعواما
ورحلتَ بعيدا
ورحلتَ كباقي الموتى ؟
ماذا أتذكّرُ من حُبٍّ قامَ ليبقى
تمثالَ وليٍّ في داري
مِن ثمَّ تداعى صرحَ نبؤاتٍ مُختَلِّ
لم نحفلْ بالخَطَرِ المترَبّصِ في بابي
لم نقبلْ حرفَ عِتابٍ أو لوماً من أهلي
وسلكنا البحرَ عرايا
وسلكناهُ تماما
ماذا تبغي
يا آخرَ مسمارٍ في صدري
باقٍ ليُذَكّرَني أحباباً غابوا
أحياءً ـــ أمواتا ؟
إرحلْ...
لا تتركْ لي منكَ وليّا
يتقمَّصُ منّي أحشاءَ
ما كانُ الحبُّ وما كُنّا يوماً عُشاقا
إرحلْ وأتركني...
قالتْ ومضتْ تتكسّرُ خجلى
ماذا أتركُ مِنّي فيها
وحياتي ريحٌ فوقَ سطوحِ الأقدارِ
أتعذّبُ لا أدري من أينَ سيأتيني الإنذارُ
أتشرّدُ مخمورا
في الحانةِ أتعسَ مِن شحّاذٍ أعمى
((أترُكني أترُكني ))
مَنْ يتركُ مَنْ
فلقد تركتني أحيا مَؤودا
تحتَ خطوطِ الذُلِ الحمراءِ
أتذكّرُ جوَّ الصيفِ على الساحلِ في الظلِّ
أتذكّرُ زوراتِ الحانةِ والمسرحِ والمسبحِ والمقهى
ما كانت تهوى بَشَراً إلّا مثلي
بشراً من طينةِ إنسانٍ أخرى
فلماذا قالتْ (( أُتركني ))
ومضتْ تتسوّلُ أجملَ ما في الذكرى ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق