إيران مخلفات أفعالها بالأطنان/ مصطفى منيغ



أصبحت لبنان الدولة معرَّضة للضياع أكثر من أي وقت مَضَى ، والعُهدة على من اطلَّعَ على التجارب السابقة لاندثار أصول بلادٍ وما اهتدَى ، إيران استغلَّت وضعية مَن تصارعوا وتقاتلوا كطوائف فيما بينهم للاستيلاء على قمة السلطة  ولا أحد فيهم على ما خطَّط استَوَي ، فتسلّلت بما لديها من إمكانات مادية  ووسائل إقناع متخصِّصة لتضع وجودها (عن طريق لبنانيين تخلوا عن وطنيتهم) واقعاً ملموساَ حكاياته المُشَوِّقة تُرْوَى ، لتصبح بندقية تخيف المؤسسات الدستورية وترغمها على الاعتراف بتنظيم لا صوت يعلو على قراراته مهما كانت الميادين الكل أمام حيفها يتغابَى ، بما حقَّقته من زحفٍ مُمنهج لتتربَّع بواسطة أشخاص معنيين على كراسي أهم وزارات الحكومة برائدها المُفدَّى ، والأكثر من ذلك على رئاسة البرلمان ليزداد الطين بَلَّة فتسوَدُّ العُقبَى ، وتفقد الشرعيَّة المؤسساتية اللبنانية التدخل في أي شيء وكل شيء ولا فرق في ذلك لمثل الأشباح الغَضَابَى، لتعود الدولة حزباً يصول ويجول بما كوَّنه من قوة عسكرية مهولة تقيم لكلماته أعراس أمداح مغناة بأرق الأصوات اللبنانية المُحوِّلة الآلام المرة مُرَبَى الهائم أصحابها وراء رنين الليرات ولو كانت تُرهن مستقبل الوطن وتقدمه قُرباناً لمذابح على يد إسرائيل كما يتقارب في  ذهنية المبصر والأعمى ، حالما سمِحت  بذلك الولايات المتحدة الأمريكية وقد تيقَّنت آنيا أن جنوب لبنان بين يدي إيران قنبلة لا يُحمَد عقباها على الشرق الأوسط برمته وما تصيبه من أضرار دوله في امتصاصها تتساوَى ، فقرَّرت تفجير تلك القنبلة عملاً (حسب اعتقادها) بتقبُّل أضعف الخسائرِ و أقلُّها وقعاً لإنقاذ منطقة تُعدّ من أهم المناطق على وجه الأرض ثروة مخزونة تَخُصُّ الإنسانية جمعاء كما سينص على ذلك النظام العالمي الجديد المنبثق من "فكر" كائنٍ ومترعرعٍ على السائد حاليا سيطغَى .

... الآلاف من معتنقي الشيعة في لبنان قُتِلوا وعدَّاد إبادتهم يتصاعد ، أكانوا من حزب "بري" الأمل أو المقاومة "الخمنيئية" ، أما دمار البنية التحتية حيت اتخذوا من الجنوب مساحة تابعة لنفوذ الفرس ، فقد جعل معالم العصر الحجري يعيد نفسه كدرس موجَّهٍ لمن يضع أرض وطنه عرضة لعبث الدخلاء ، ما الفائدة إذن غير تحصين إيران من ضربات الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة إسرائيل ، لتعود تلك الدولة (المصدرة لثورة محاربة ومعاداة الدول العربية ، حتى تلك المقربة إليها لسبب من الأسباب كسلطنة عُمان) عن غيِّها ، الانتساب لفكر لا يتم بهذه الوسيلة الجاعلة من الإيراني الحاكم العالم الإمام المُتبَحِّر والوالي والمُقرِّر والمُنفِّذ والباسط التعاليم البالغة في مجملها حد التحريض على ارتكاب الإجرام ، ليتحوَّلَ الجميع حياله مجرَّد عبيد كالمُطبَّق حالياً في العراق ، الذي إن لم ينهض لإعادة استقلاله الحقيقي ونشر سيادته على كل ترابه الوطني ، سيصبح كما أصبح جنوب لبنان مُعَرَّضٌ للتبخُّر بطرقٍ تُهَيَّأ لا تَخطر على بال .

... كلنا مع فلسطين في مقاومتها البطولية الشريفة  لتحقيق استقلالها والتخلُّص من الجشع الإسرائيلي الصهيوني البغيض ، الباحث عن التوسُّع بإخراج الفلسطينيين من ديارهم وتدمير ما ينتسب إليهم دون احترام قانون دولي أو أنساني ، ليس هناك عبر العالم دولة تقبل بما أقبلت عليه إسرائيل من استئصال شعب عن أرضه بشن إبادة محرَّمة غير مسبوقة في غزة ، ما كانت لتتجرأ وتقترف تلك الفظائع المروعة لولا مباركة الولايات المتحدة الأمريكية كثمن ممنوح للإسرائيليين على مواجهتهم المباشرة لإيران التي اخترقت كل الحدود اللبنانية العراقية السورية اليمنية  واستغلَّت كل الظروف ومنها الفلسطينية لتحقق بعض الامتيازات ومنها ربح تأييد بعض الشعوب العربية إلى حين أصبحت هذه الأخيرة على دراية معمَّقة لما بجري في الخفاء .


مصطفى منيغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق