1ـ الغرقى
سُنبلةٌ في دمعةِ عينِ غريقٍ طافٍ
ثبَّتَها في بحرٍ من ملحٍ مِسمارُ
ماتت إذْ جُنَّ البحرُ ومدَّ المدُّ الجبّارُ
فارَ التنورُ وماجَ الساحلُ والمرفأُ والرملُ
وانشقّتْ أقمارُ بروجِ الفَلَكِ الدوّارِ
الليلُ يخوضُ عُبابَ البحرِ المتلجلجِ بين الحيتانِ
يبحثُ عن مَهدٍ ليتامى أطفالٍ غرقى
شرّدهمْ قَدَرٌ مثقوبٌ مقلوبُ
الأرضُ تدورُ على مِخلبِ ذئبٍ غدّارِ
تسألُ عن جَسَدٍ داستهُ خيلٌ تحت الشمسِ
إنْ دارتْ أو وقفتْ ظلَّ الرأسُ يدورُ .
2ـ لاجئو البحر
أقدامُ الرملِ على الساحلِ صحراءُ
مرساها رملٌ يتشبّثُ بالماءِ الغدّارِ
والبشرُ العابرُ من حدٍّ دوليٍّ للآخرَ زحفا
لا يطلبُ إلاّ جُرعةَ ماءٍ في مأوى
أو غاراً من غيرانِ الذؤبانِ الشُقْرِ
يحميهِ من ضربةِ أسنانِ سياطِ الجلاّدِ
طفلُ يرضعُ صدرا
طفلٌ يتضوّرُ جوعا
يتعثّرُ مفزوعا
إمرأةٌ حبلى جاحظةُ العينينِ
شيخٌ يتوكأُ لا يقوى أنْ يمشي
حيثُ الظُلمةُ في سُمِّ رؤوسِ الأفعى ...
البحرُ الطامي يطغى
يصّاعدُ بالشكوى أمواجا
يقذفُ في وجهِ البرقِ سماءً رَبْداءَ
يتشبثُ بالصاري مخلوعا
حيثُ البشرُ الطافي أخشابٌ صمّاءُ
تتقاذفها أمواجٌ عاتيةٌ عمياءٌ غضبى
عاجِلْها يا مسحوقَ شموخِ الهامةِ والرأسِ
عالجها قبلَ صياحِ ديوكِ الفجرِ
الديكُ بشيرُ قيامةِ يومِ الحَشْرِ
ينفخُ في بوقِ نفيرِالصرخاتِ الكبرى
قوموا يا موتى !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق