...منقحاً ومزيداً : البحرالخفيف
تفعيلاته : فَاعِلَاتِنْ مُسْتَفْعَ لِنْ
ضابطه الإيقاعي : يا خفيفاّ خفّت به الحركاتُ ** فَاعِلَاتِنْ مُسْتَفْعَ لِنْ فَاعِلَاتِنْ
تنبيه مهم : الفرق بين مُسْتَفْعَلِنْ و مُسْتَفْعَ لِنْ:
ا - مُسْتَفْعَلِنْ : /ه /ه //ه... مُسْ/ه سبب + تَفْ/ه سبب + عَلِنْ //ه وتد مجموع، بمعنى : سببان خفيفان وأخيرهما وتد مجموع.
ب - مُسْتَفْعَ لِنْ:/ه /ه/ /ه ... مُسْ /ه سبب + تَفْعَ /ه/ وتد مفروق + لِنْ /ه سبب ، بمعنى : سببان خفيفان يتوسطهما وتد مفروق .
سبب تسميته بالخفيف : قالوا ما قالوا في أسباب خفته الخفيفة ، سماه (الخليل) (الخفيف ) ،لأنـّه أخف السباعيات ، وقيل لأنَّ حركة الوتد المفروق الأخيرة اتصلت بحركات الأسباب التي تلته فخفت ، وذكروا لخفته ذوقاً وتقطيعا ، إذ تتوالى فيه ثلاثة أسباب ، والأسباب أخف من الأوتاد (1) ، وبالتالي تراه جميلاً في ذوقه ، طرياً عند سمعه ، سهلاً لدى تقطيعه ، خفيفاًعلى الروح في جملته ، أشتهر منذ العصر الجاهلي بمعلقة الحارث بن حلزة اليشكري :
آذنتنا ببينها أسماءُ *** ربَّ ثاو ٍيُملُّ منهُ الثواءُ
وذاعت شهرته من بعد حتى أنّه طغى على معظم البحور لدى بعض الشعراء ، وتفنن في تنوع أعاريضه وأضربه من تفنن حتى استنفدت كل علله وزحافاته الممكنة ، تفعيلاته الأساسية كما وردت في دائرته (المشتبه ) ، مركبة من تفعيلة الرمل (فاعلاتن ) مكررة مرتين ، و بينهما تفعيلة واحدة للرجز- ذات الوتد المفروق - (مستفعَ لن) في الشطر الواحد :
فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن *** فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن ( التام - ست تفعيلات)
ويأتي هذا الوزن:
ا - مجزوءا (فاعلاتن مستفعَ لن) مكررة مرتين (أربع تفعيلات).
ب - مشطورا ( فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن) (ثلاث تفعيلات).
ج - منهوكاً نادراً (فاعلاتن مستفعَ لن) (تفعيلتان) .
أما الزحافات والعلل التي تعتريه ، فنبدأ بـزحافات :
(فاعلاتن) ، إذ يصيبها : الخبن فتصبح (فعلاتن) وهو حسن، والكف فتصير (فاعلاتُ) وهو صالح ، والشكل يحذف ألفها والنون فتصبح (فعلاتُ) وهو قبيح.
ثم زحافات (مستفعَ لن) ، ويعتريها : الخبن فتصبح (مفاعلن) وهو حسن ، والكف فتصير(مستفعَ لُ) وهو صالح، والشكل تبقى (متفعَ لُ) بعد حذف سينها والنون ، فتتحول إلى (مفاعلُ) وهو قبيح ، ولا يجوز فيها الطي ، وإن أجازه ابن رشيق (2) في عمدته ، لأن فاء (مستفع َلن) تقع وسط الوتد المفروق ، والأوتاد لا تصيبها الزحافات إلا الخرم خاصة (3) .
ويجوز على (فاعلاتن ) في الضرب (التشعيث ) ، و(التشعيث) يعني حذف عينها ، فتبقى (فالاتن) ، وتتحول عروضيا إلى (مفعولن) .
و(التشعيث ) علـّة تجري مجرى الزحاف، لأنها لا تلزم كلّ أبيات القصيدة بها ، وتجري على تفعيلتيه (فاعلاتن ) و (مستفعَ لن) المعاقبة ، وذكرناها في الحلقة السابقة ، أي أن (النون) فيهما تعاقب (الساكن) من الجزء بعدها، أيهما ما حذذف ثبت صاحبه (4) .
أمّا العلل فسنذكرها تباعاً مع عرض أعاريضه وأضربه كالتالي :
أمّا العلل سنذكرها تباعاً مع عرض أعاريضه وأضربه كالتالي :
1 - العروضة الأولى صحيحة وضربها صحيح مثلها :
وهو أجمل إيقاعات الخفيف، وأكثرها شيوعاً ، وقد يدخل ضربه التشعيث من غير لزوم ، مثال الحشو الصحيح ,والعروضة الصحيحة , والضرب الصحيح , إليك قول الأعشى ( ميون بن قيس), ويتضمن مواضع قديمة قدمه في سواد بغداد أو واليمامة ، وعالية نجد :
حلَّ أهلي ما بين دُرنا فبادوا **** لي وحلـّتْ علوية ٌ بالسّخال ِ
(حلْ لأهْـ لي)(ما بيْنَ درْ)(نا فبا دو) **** (لي وحلْ لتْ)(علْ ويْيَ تن) (بلْ سخا لي)
فَاعِلَاتِنْ) (مُسْتَفْعَ لِنْ) (فَاعِلَاتِنْ)) (فَاعِلَاتِنْ) ( مُسْتَفْعَ لِنْ) ( فَاعِلَاتِنْ)***
((/ه //ه /ه) ( /ه /ه/ /ه) (/ه //ه /ه) *** (/ه //ه /ه) (/ه /ه/ /ه) (/ه //ه /ه
- ب - - ) (- - ب -) (- ب - -) *** (- ب - -) (- - ب -) (- ب - -) (نظام المقاطع))
( العروض الرقمي)(2 3 2) (2 2+1 2) (2 3 2) *** (2 3 2) (2 2+1 2) (2 3 2)
ملاحظة : 3 وتد مجموع ، 2+1 وتد مفروق ، 2 سبب
وإذا أردت الحشو مزحوفا ، فهذا قول ابن زيدون :
سرّنا عيشنا الرّقيقُ الحواشي *** لو يدومُ السّرورُ للمستديم ِ
سرْرناعيْ شَ نرْرقيْ قلْ حواشيِ *** لويدومسْ سَ رورللْ مسْ تدي مي (6)
فاعلاتن مَ تفـْعَ لنْ فاعلاتن *** فاعلاتن مَ تفـْعَ لن فاعلاتن
كما ترى ( مستفعَ لن) في الشطرين مخبونة ، أي حذفت سينها الساكنة ، وكتبتها مجزّأة ليتبين الوتد المفروق.
وذكرنا قد يأتي الضرب (مشعثاً)،ومثاله :
ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ ****إنّـّما الميتُ ميّتُ الأحياءِ
ليْ سمنْ ما تَفسْ ترا حبمي ْ تن*** إنْ نمل ميْ تميْ يتلْ أحْيائي (7)
فاعلاتن متفـْعلن فعلاتن *** فاعلاتن متفـْعلن مفعولن
كما ترى (مستفعلن) في الشطرين أصابها الخبن ، واصبحت ( متفـْعلن) ، والعروضة خبنت أيضاً فصارت (فعلاتن) ، والضرب قد شُعّث ، فولدت (مفعولن) ذات الأسباب الثلاثة ، وقبلها سبب ، فهذه أربعة ، بمعنى أربعة مقاطع طويلة ( - - - - ) ، فالنهاية ثقيلة " ولذلك فهو إيقاع الغزل والرثاء وتقل فيه الحماسة والفخر" . (8)
والضرب الثاني لهذه العروضة الصحيحة محذوف (فاعلن)، أي سقط السبب الأخير من التفعيلة (فاعلاتن ) ، فبقت (فاعلا) ، وحولت إلى (فاعلن) ، وهو نادر ، عدّه المعري مهجوراً .
وأنقل إليك هذين البيتين من شعر ابن المعتز مثالاً ، وأقطّع لك الأول منهما :
قلْ لغصن البان الذي يتثنـّى *** تحتَ بدر الدّجى وفوق النـّقا
رمتُ كتمانَ ما بقلبي فنمـّتْ*** زفراتٌ تـُفشي حديثَ الهوى
قلْ لغصْ نلْ با نلْ لذي يتثنْ نى*** تحْ تبد ردْ دجى وفو قنْ نقا
فاعلاتن مستفعلن فعلاتن ***فاعلاتن متفـْعلن فاعلن
صحيحة صحيحة مخبونة ** صحيحة مخبونة محذوف
ونادرا ما يخبن (المحذوف) في هذا (الضرب ) ، فتتحول (فاعلن) إلى (فعِلن) ، كما في بيتي عمر بن عبد العزيز ، ونقطـّع أولهما :
إنـّما النـّــاسُ ظاعنٌ ومقيمٌ *** فالذي بـــانَ للمقيم عظهْ
ومن الناس مَنْ يعيشُ شقياً *** جيفة ً الليل ِغافلَ اليقظهْ (9)
إنْ نمنْ نا سظاعنن ومقيْ من ***فلْ لذي با نللْ مقيْ معظهْ
فاعلاتن متفـْعلن فعلاتن ***فاعلاتن متفـْعلن فعِلن
صحيحة مخبونة مخبونة *** صحيحة مخبونة محذوف مخبون
2 - العروضة الثانية محذوفة (فاعلن) ولها ضرب واحد مثلها محذوف , مثاله :
إنْ قدرنا يوماً على عامر ٍ *** نمتثلْ منهُ أو ندعهُ لكمْ (10)
إنْ قدرْنا يومن على عامرن *** نمْ تثلْ منْ هوأوْ ندعْ هولكمْ
فاعلاتن مستفعلن فاعلن *** فاعلاتن مستفعلن فاعلن
صحيحة صحيحة محذوفة *** صحيحة مستفعلن محذوف
و(فاعلن) تأتي مخبونة معظم الأحيان، فتغدو (فعِلن) .
وإليك مطلع قصيدة لجميل بتينة :
رسمُ دار ٍ وقفتُ في ظللهْ *** كدتُ أقضي الغداة من جللهْ
رسْ مدا رن وقفـْتفي ظللهْ**** كدْ تأقْ ضلْ غدا تمنْ جللهْ
فاعلاتن متفـْعلن فعِلن *** فاعلاتن متفـْعلن فعِلن
ولصفي الدين الحلي قصيدة جميلة راقصة،خفيفة النغم ، رقيقة الحرس ، على شاكلة قصيدة (الجميل) السابقة ، خذ رجاءً :
زارني والصّبـاحُ قد سفرا ***وظليمُ الظلام ِ قدْ نفرا
جاء يهدي وصالهُ سحرا *** شادنٌ للقلوبِ قد سحرا
فتيقـّــــــــــــنتُ أنـّهُ قمرٌ ***وكذا الليلُ يحملُ القمرا
تعال معي لنشطر هذا الخفيف (الحلي)، والخفيف لا يأتي مشطورا إلا متأخراً ، و نقطع (فعِلن) بالقطع ، ونحيلها إلى (فعلْ) (11) ، فيتولد لدينا شطر ( فاعلاتن مستفعَ لن فعلْ، وإذا خبنت (مستفعلن) ، ونرقم التقطيع ( 2 3 2 1 2 3 1 1 ه) ) ، ونصيغه بتفعيلات جديدة ، سيكون (فاعلن فاعلن مفاعلن) ، وكل ما نعنيه ، حذف ألف الإطلاق في الضرب أو التنوين في ، وتسكين الراء ، أرى الوزن الجديد أجمل جرساً ، وألطف نغماً ، وأخف إيقاعاً ، راقصاً بصفقه ! مع وقفة مركزة على نون فاعلن الثانية ، ورفع الصوت عند مفاعلن كأنها إجابة على ما تقدم ، والسبب لأن ثلاثة أوتاد تشكلت بصورة متتالية عقبى الزحافات والعلل أخف من وتدين وفاصلة صغرى تتوالى ، ولكن هذا خروج عن علم العروض،والأبيات للصفي !
المهم هذه التشكيلة عندي أسلس من أعاريض وأضرب البحر (المتدارك) (فاعلن فاعلن فعلاتن )، أو (فاعلن فاعلن فاعلن) وغيرها ، فهو الحد الفاصل بين (المتدارك) ومقصراته و (الخفيف) وخفائفه ! ، أعيد كتابة البيت الأول للصفي بالصيغة الجديدة مع الاعتذار لك وله ! :
زارني والصّباحُ قدْ سفرْ***وظليمُ الظلام ِ قدْ نفرْ
3 - العروضة الثالثة مجزوءة صحيحة (مستفعَ لن) ولها ضربان :
الضرب الأول مثلها صحيح (مستفعَ لن) ، وأجزاؤه:
فاعلاتن مستفعَ لن **** فاعلاتن مستفعَ لن
ليتَ شعري ماذا ترى**** أمُّ عمرٍو في أمرنا (12)
ليْ تشعْ ري ماذا ترى** أمْ معمْ رن في أمرنا
وقد تأتي (مستفعَ لن) مخبونة فتصبح (متفـْعلن) ، ولكن الخبن يعرض ولا يلزم كما في المثال الآتي :
نامَ صحبي ولمْ أنمْ **** منْ خيال ٍ بنا ألمْ (13)
والضرب الثاني لهذه العروضة المقصور المخبون (فعولن) : إذ تجري على (مستفعَ لن) علة (القصر) ، فتحذف النون ، وتسكن الللام، فتصبح (مستفعَ لْ) ، ويصيب الأخيرة زحاف (الخبن) ، فتغدو (متفعَ لْ) ، فتتحول عروضيا إلى (فعولن) ، فتكون أجزاؤه:
فاعلاتن مستفعَ لن**** فاعلاتن فعولن
مثال لتمثيله ، بيت ارتجالي لكاتب هذه السطور :
يا بعيداً بُعْدَ الدّنى**** فتَّ قلبي زماني
يا بعي دن بعْ دَدْ دنى *** فتْ تقلْ بي زما ني
فاعلاتن مستفعَ لن **** فاعلاتن فعولن
والحقيقة أنّ أبا العتاهية أول من أدخل هذا الضرب ، وجعل عروضته مثله ، وتماهى جذلا : أنا سبقت العروض ، وكان قد قال :
يا كثيرَ العنادِ **** أنتَ حبُّ الفؤادِ (14)
فاعلاتن فعولن **** فاعلاتن فعولن
لم يذكر صاحب (المفصل) الذي الذي استشهدنا بشاهده ، أنّ بيت أبي العتاهية يمكن تقطيعه على الشكل :
فاعلن فاعلن فعْ ***** فاعلن فاعلن فعْ
وبالتالي يحسب على مقصور (المتدارك) ، لا على مجزوء (الخفيف) أمّا البيت الذي ارتجلته أنا سابقاً ، لا يمكن حسابه على (المتدارك) ، والسبب لأن صدر البيت يتضمن تفعيلة (مستفعَ لن) ، وهذه التفعيلة لا ترد مطلقا في أجزاء البحر (المتدارك).
ومن الطبيعي أن يخرج الشعراء بابداعاتهم عن أضرب وأعاريض البحر (الخفيف) وغيره من البحور ، ولكن وفق الخط العام للأوزان الخليلية، فمثلا جاءوا بأضرب وأعاريض التام ، أو للضرب وحده ، أو للعروضة وحدها ، على شكل (فاعلاتان) ، (فاعلان) ، (فعلان) ، (فعْلن) ، ( فعِلن)،وللمجزوء أضربه وأعاريضه المستجدة -غير ما ذكرناه سابقاً - مثل (مستفعَ لاتن ) ، و ( مستفعَ لان) ، ناهيك بما ولـّد الشعراء المبدعون من مشطور ومنهوك للخفيف بالتشكيلات المستجدة لـ (فاعلاتن) و (مستفعَ لن)المذكورة آنفاً (15).
تقطيعات أخرى للبحر نفسه :
1 - بيت لإيليا أبي ماضي من قصيدة الطين:
· يـَاْ أَخـِيْ لاْ تـُمـِلْ بـِوَجـْهـِكَ عـَنـِّيْ *** مـَاْ أَنـَاْ فـَحـْمـَةٌ وَ لاْ أَنـْتَ فـَرْقـَدْ
يَا أ خي لاْ - تُمِلْ بِوَجْ - هـِكَعَنْ ني -***مَاْ أنَاْ فـَحْ - مَتنْ ولا - أن ت فـَر قـَدْ
فاعلاتن - متفْعلن - فعلاتن *** فاعِلاتن - متفْعلن - فاعلاتن
(ــ ٮ ـــ ـــ ) (ٮ ـــ ٮ ــ ) (ٮ ٮ ـــ ـــ ) ( ـــ ٮ ـــ ـــ ) (ٮ ــ ٮ ــ) ( ــ ٮ ـــ ـــ )(النظام المقطعي)
2 - ومن قصيدة ( كن جميلاً) لإيليا أبي ماضي) :
· و الـَّذِيْ نـَفـْسـُهُ بـِغـَيـْرِ جـَمـَاْلٍ ****لاْ يـَرَىْ فـِي الـوُجـُودِ شـَيـْئـاً جـَمِـْيـلا ً
وَلْ لَ ذي نف / س هو ب غي / ر ج ما لن** لا ي را فل / و جو د شي / أن جَ مي لا
فاعلاتن متفْعلن فعلاتن ***** فاعلاتن متفْعلن فاعلاتن
((ـــ ٮ ـــ ــــ )( ٮ ـــ ٮ ـــ ) (ٮ ٮ ــ ــ) ** (ـــ ٮ ـــ ـــ ) (ٮ ـــ ٮ ـــ) ( ـــ ٮ ـــ ـــ
(2 3 2) (1 2 3) (1 3 2) *** (2 3 2 ) ( 1 2 3 ) ( 2 3 2 )
تنبيه : لما يكون الوتد متولد عقبى زحاف أكتبه ( 1 2 ) ، ولما يكون الوتد المجموع أصلي أكتبه (3) ، وكذلك بالنسبة للفاصلة الصغرى النتولدة عقبى زحاف كتبتها ( 1 3 ) ولم أكتبها (4) !!
3 - ومن قصيدة أبي العلاء المعري ( غير مجدٍ ) في رثاء صديقه أبي حمزة الفقيه ، إليك هذا البيت :
سر إن اسطعت في الهواء رويداً **** لا اختيالاً على رُفات العبادِ
سِرْ إِ نِسْ طَعْ / تَ فِلْ هَـ وَا / ءِ رِ وَي دَنْ** لخْ تِ يَا لَنْ / عَ لا رُ فَا / تِلْ عِ بَا دِي
فاعلاتُن مُتَفْعِلنْ فَعِلاتُنْ *** فاعلاتُن مُتَفْعِلن فاعلاتُن
(ــ ٮ ــ ــ) (ٮ ــ ٮ ــ) (ٮ ٮ ــ ــ) *** ( ــ ٮ ــ ــ) ( ٮ ــ ٮ ــ ) (ــ ٮ ــ ــ)
(2 3 2) (1 2 3) (1 3 2) *** (2 3 2 ) ( 1 2 3 ) ( 2 3 2 )
سلامٌ خفيف على الخفيف ، والدم الخفيف ، والظل الخفيف ، وأخيراً إليكم مني هذا البيت ارتجالاً من الخفيف ...!!!!!
يَا خَفِيْفَاً : كَمْ رِقَّةٍ مِنْ خَفِيْفِ *** قَدْ تَسَامَتْ عَنْ فِعْلِ ذَاكَ الْعَفِيْفِ !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ابن جني : ص 131 الهامش (47) , الخطيب التبريزي : ص 109 مصدر سابق
(2) د سيد البحراوي : إيقاع الشعر ص 49 مصدر سابق.
(3) ابن جني : ص 135 المصدر السابق
(4) المصدر نفسه.
(5) ابن جني : ص 131 - 132 المصدر نفسه
(6) عدنان حقي : المفصل ص 92 مصدر سابق ، الشاهد منه ، ولكن هنالك خطأ ، إذ لم تكتب الراء الساكنة من للراء المشددة في (الرّقيق) ، ولا السين الساكنة للسين المشددة في ( السّرور) ، وكلاهما من الحروف الشمسية .
(7)السيد أحمد الهاشمي : ميزان الذهب ص 81 الشاهد منه ، ولكن كتابته العروضية فيها خطأ ، إذ همزة الوصل في (فأستراح ) يجب أن لا تكتب عروضيا ، وكتبت في المصدر،ثم أنّ (ميـّت) في العجز يجب أن تشدد ليستقيم الوزن ، ولم تشدد في المصدر .
(8) د علي يونس : ص 114 مصدر سابق .
(9) راجع د . عمر خلوف : التجديد الوزني في البحر الخفيف - موقع القصيدة العربية
(10) ابن جني : ص 133 مصدر سابق
(11) أصل التفعيلة (فاعلاتن) ، نخبنها فتصبح (فعلاتن ) ، ونبتر الأخيرة ، فتتحول إلى (فعلْ) ، بمعنى نجري الخبن والقطع ( على الوتد) والحذف على التفعيلة الأصلية .
(12) الهاشمي : ميزان الذهب ص 82 الشاهد غير مقطع ، ابن جني : ص 133 مقطع.
(13)عدنان حقي : ص 93 الشاهد
(14) المصدر نفسه : ص 94 راجع .
(15) راجع موقع (منتديات القصيدة العربية) ، مقال للدكتور عمر خلوف تحت عنوان ( التجديد الوزني في البحر الخفيف) ، يورد شواهد على كل الأضرب والأعاريض الجديدة .
تفعيلاته : فَاعِلَاتِنْ مُسْتَفْعَ لِنْ
ضابطه الإيقاعي : يا خفيفاّ خفّت به الحركاتُ ** فَاعِلَاتِنْ مُسْتَفْعَ لِنْ فَاعِلَاتِنْ
تنبيه مهم : الفرق بين مُسْتَفْعَلِنْ و مُسْتَفْعَ لِنْ:
ا - مُسْتَفْعَلِنْ : /ه /ه //ه... مُسْ/ه سبب + تَفْ/ه سبب + عَلِنْ //ه وتد مجموع، بمعنى : سببان خفيفان وأخيرهما وتد مجموع.
ب - مُسْتَفْعَ لِنْ:/ه /ه/ /ه ... مُسْ /ه سبب + تَفْعَ /ه/ وتد مفروق + لِنْ /ه سبب ، بمعنى : سببان خفيفان يتوسطهما وتد مفروق .
سبب تسميته بالخفيف : قالوا ما قالوا في أسباب خفته الخفيفة ، سماه (الخليل) (الخفيف ) ،لأنـّه أخف السباعيات ، وقيل لأنَّ حركة الوتد المفروق الأخيرة اتصلت بحركات الأسباب التي تلته فخفت ، وذكروا لخفته ذوقاً وتقطيعا ، إذ تتوالى فيه ثلاثة أسباب ، والأسباب أخف من الأوتاد (1) ، وبالتالي تراه جميلاً في ذوقه ، طرياً عند سمعه ، سهلاً لدى تقطيعه ، خفيفاًعلى الروح في جملته ، أشتهر منذ العصر الجاهلي بمعلقة الحارث بن حلزة اليشكري :
آذنتنا ببينها أسماءُ *** ربَّ ثاو ٍيُملُّ منهُ الثواءُ
وذاعت شهرته من بعد حتى أنّه طغى على معظم البحور لدى بعض الشعراء ، وتفنن في تنوع أعاريضه وأضربه من تفنن حتى استنفدت كل علله وزحافاته الممكنة ، تفعيلاته الأساسية كما وردت في دائرته (المشتبه ) ، مركبة من تفعيلة الرمل (فاعلاتن ) مكررة مرتين ، و بينهما تفعيلة واحدة للرجز- ذات الوتد المفروق - (مستفعَ لن) في الشطر الواحد :
فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن *** فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن ( التام - ست تفعيلات)
ويأتي هذا الوزن:
ا - مجزوءا (فاعلاتن مستفعَ لن) مكررة مرتين (أربع تفعيلات).
ب - مشطورا ( فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن) (ثلاث تفعيلات).
ج - منهوكاً نادراً (فاعلاتن مستفعَ لن) (تفعيلتان) .
أما الزحافات والعلل التي تعتريه ، فنبدأ بـزحافات :
(فاعلاتن) ، إذ يصيبها : الخبن فتصبح (فعلاتن) وهو حسن، والكف فتصير (فاعلاتُ) وهو صالح ، والشكل يحذف ألفها والنون فتصبح (فعلاتُ) وهو قبيح.
ثم زحافات (مستفعَ لن) ، ويعتريها : الخبن فتصبح (مفاعلن) وهو حسن ، والكف فتصير(مستفعَ لُ) وهو صالح، والشكل تبقى (متفعَ لُ) بعد حذف سينها والنون ، فتتحول إلى (مفاعلُ) وهو قبيح ، ولا يجوز فيها الطي ، وإن أجازه ابن رشيق (2) في عمدته ، لأن فاء (مستفع َلن) تقع وسط الوتد المفروق ، والأوتاد لا تصيبها الزحافات إلا الخرم خاصة (3) .
ويجوز على (فاعلاتن ) في الضرب (التشعيث ) ، و(التشعيث) يعني حذف عينها ، فتبقى (فالاتن) ، وتتحول عروضيا إلى (مفعولن) .
و(التشعيث ) علـّة تجري مجرى الزحاف، لأنها لا تلزم كلّ أبيات القصيدة بها ، وتجري على تفعيلتيه (فاعلاتن ) و (مستفعَ لن) المعاقبة ، وذكرناها في الحلقة السابقة ، أي أن (النون) فيهما تعاقب (الساكن) من الجزء بعدها، أيهما ما حذذف ثبت صاحبه (4) .
أمّا العلل فسنذكرها تباعاً مع عرض أعاريضه وأضربه كالتالي :
أمّا العلل سنذكرها تباعاً مع عرض أعاريضه وأضربه كالتالي :
1 - العروضة الأولى صحيحة وضربها صحيح مثلها :
وهو أجمل إيقاعات الخفيف، وأكثرها شيوعاً ، وقد يدخل ضربه التشعيث من غير لزوم ، مثال الحشو الصحيح ,والعروضة الصحيحة , والضرب الصحيح , إليك قول الأعشى ( ميون بن قيس), ويتضمن مواضع قديمة قدمه في سواد بغداد أو واليمامة ، وعالية نجد :
حلَّ أهلي ما بين دُرنا فبادوا **** لي وحلـّتْ علوية ٌ بالسّخال ِ
(حلْ لأهْـ لي)(ما بيْنَ درْ)(نا فبا دو) **** (لي وحلْ لتْ)(علْ ويْيَ تن) (بلْ سخا لي)
فَاعِلَاتِنْ) (مُسْتَفْعَ لِنْ) (فَاعِلَاتِنْ)) (فَاعِلَاتِنْ) ( مُسْتَفْعَ لِنْ) ( فَاعِلَاتِنْ)***
((/ه //ه /ه) ( /ه /ه/ /ه) (/ه //ه /ه) *** (/ه //ه /ه) (/ه /ه/ /ه) (/ه //ه /ه
- ب - - ) (- - ب -) (- ب - -) *** (- ب - -) (- - ب -) (- ب - -) (نظام المقاطع))
( العروض الرقمي)(2 3 2) (2 2+1 2) (2 3 2) *** (2 3 2) (2 2+1 2) (2 3 2)
ملاحظة : 3 وتد مجموع ، 2+1 وتد مفروق ، 2 سبب
وإذا أردت الحشو مزحوفا ، فهذا قول ابن زيدون :
سرّنا عيشنا الرّقيقُ الحواشي *** لو يدومُ السّرورُ للمستديم ِ
سرْرناعيْ شَ نرْرقيْ قلْ حواشيِ *** لويدومسْ سَ رورللْ مسْ تدي مي (6)
فاعلاتن مَ تفـْعَ لنْ فاعلاتن *** فاعلاتن مَ تفـْعَ لن فاعلاتن
كما ترى ( مستفعَ لن) في الشطرين مخبونة ، أي حذفت سينها الساكنة ، وكتبتها مجزّأة ليتبين الوتد المفروق.
وذكرنا قد يأتي الضرب (مشعثاً)،ومثاله :
ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ ****إنّـّما الميتُ ميّتُ الأحياءِ
ليْ سمنْ ما تَفسْ ترا حبمي ْ تن*** إنْ نمل ميْ تميْ يتلْ أحْيائي (7)
فاعلاتن متفـْعلن فعلاتن *** فاعلاتن متفـْعلن مفعولن
كما ترى (مستفعلن) في الشطرين أصابها الخبن ، واصبحت ( متفـْعلن) ، والعروضة خبنت أيضاً فصارت (فعلاتن) ، والضرب قد شُعّث ، فولدت (مفعولن) ذات الأسباب الثلاثة ، وقبلها سبب ، فهذه أربعة ، بمعنى أربعة مقاطع طويلة ( - - - - ) ، فالنهاية ثقيلة " ولذلك فهو إيقاع الغزل والرثاء وتقل فيه الحماسة والفخر" . (8)
والضرب الثاني لهذه العروضة الصحيحة محذوف (فاعلن)، أي سقط السبب الأخير من التفعيلة (فاعلاتن ) ، فبقت (فاعلا) ، وحولت إلى (فاعلن) ، وهو نادر ، عدّه المعري مهجوراً .
وأنقل إليك هذين البيتين من شعر ابن المعتز مثالاً ، وأقطّع لك الأول منهما :
قلْ لغصن البان الذي يتثنـّى *** تحتَ بدر الدّجى وفوق النـّقا
رمتُ كتمانَ ما بقلبي فنمـّتْ*** زفراتٌ تـُفشي حديثَ الهوى
قلْ لغصْ نلْ با نلْ لذي يتثنْ نى*** تحْ تبد ردْ دجى وفو قنْ نقا
فاعلاتن مستفعلن فعلاتن ***فاعلاتن متفـْعلن فاعلن
صحيحة صحيحة مخبونة ** صحيحة مخبونة محذوف
ونادرا ما يخبن (المحذوف) في هذا (الضرب ) ، فتتحول (فاعلن) إلى (فعِلن) ، كما في بيتي عمر بن عبد العزيز ، ونقطـّع أولهما :
إنـّما النـّــاسُ ظاعنٌ ومقيمٌ *** فالذي بـــانَ للمقيم عظهْ
ومن الناس مَنْ يعيشُ شقياً *** جيفة ً الليل ِغافلَ اليقظهْ (9)
إنْ نمنْ نا سظاعنن ومقيْ من ***فلْ لذي با نللْ مقيْ معظهْ
فاعلاتن متفـْعلن فعلاتن ***فاعلاتن متفـْعلن فعِلن
صحيحة مخبونة مخبونة *** صحيحة مخبونة محذوف مخبون
2 - العروضة الثانية محذوفة (فاعلن) ولها ضرب واحد مثلها محذوف , مثاله :
إنْ قدرنا يوماً على عامر ٍ *** نمتثلْ منهُ أو ندعهُ لكمْ (10)
إنْ قدرْنا يومن على عامرن *** نمْ تثلْ منْ هوأوْ ندعْ هولكمْ
فاعلاتن مستفعلن فاعلن *** فاعلاتن مستفعلن فاعلن
صحيحة صحيحة محذوفة *** صحيحة مستفعلن محذوف
و(فاعلن) تأتي مخبونة معظم الأحيان، فتغدو (فعِلن) .
وإليك مطلع قصيدة لجميل بتينة :
رسمُ دار ٍ وقفتُ في ظللهْ *** كدتُ أقضي الغداة من جللهْ
رسْ مدا رن وقفـْتفي ظللهْ**** كدْ تأقْ ضلْ غدا تمنْ جللهْ
فاعلاتن متفـْعلن فعِلن *** فاعلاتن متفـْعلن فعِلن
ولصفي الدين الحلي قصيدة جميلة راقصة،خفيفة النغم ، رقيقة الحرس ، على شاكلة قصيدة (الجميل) السابقة ، خذ رجاءً :
زارني والصّبـاحُ قد سفرا ***وظليمُ الظلام ِ قدْ نفرا
جاء يهدي وصالهُ سحرا *** شادنٌ للقلوبِ قد سحرا
فتيقـّــــــــــــنتُ أنـّهُ قمرٌ ***وكذا الليلُ يحملُ القمرا
تعال معي لنشطر هذا الخفيف (الحلي)، والخفيف لا يأتي مشطورا إلا متأخراً ، و نقطع (فعِلن) بالقطع ، ونحيلها إلى (فعلْ) (11) ، فيتولد لدينا شطر ( فاعلاتن مستفعَ لن فعلْ، وإذا خبنت (مستفعلن) ، ونرقم التقطيع ( 2 3 2 1 2 3 1 1 ه) ) ، ونصيغه بتفعيلات جديدة ، سيكون (فاعلن فاعلن مفاعلن) ، وكل ما نعنيه ، حذف ألف الإطلاق في الضرب أو التنوين في ، وتسكين الراء ، أرى الوزن الجديد أجمل جرساً ، وألطف نغماً ، وأخف إيقاعاً ، راقصاً بصفقه ! مع وقفة مركزة على نون فاعلن الثانية ، ورفع الصوت عند مفاعلن كأنها إجابة على ما تقدم ، والسبب لأن ثلاثة أوتاد تشكلت بصورة متتالية عقبى الزحافات والعلل أخف من وتدين وفاصلة صغرى تتوالى ، ولكن هذا خروج عن علم العروض،والأبيات للصفي !
المهم هذه التشكيلة عندي أسلس من أعاريض وأضرب البحر (المتدارك) (فاعلن فاعلن فعلاتن )، أو (فاعلن فاعلن فاعلن) وغيرها ، فهو الحد الفاصل بين (المتدارك) ومقصراته و (الخفيف) وخفائفه ! ، أعيد كتابة البيت الأول للصفي بالصيغة الجديدة مع الاعتذار لك وله ! :
زارني والصّباحُ قدْ سفرْ***وظليمُ الظلام ِ قدْ نفرْ
3 - العروضة الثالثة مجزوءة صحيحة (مستفعَ لن) ولها ضربان :
الضرب الأول مثلها صحيح (مستفعَ لن) ، وأجزاؤه:
فاعلاتن مستفعَ لن **** فاعلاتن مستفعَ لن
ليتَ شعري ماذا ترى**** أمُّ عمرٍو في أمرنا (12)
ليْ تشعْ ري ماذا ترى** أمْ معمْ رن في أمرنا
وقد تأتي (مستفعَ لن) مخبونة فتصبح (متفـْعلن) ، ولكن الخبن يعرض ولا يلزم كما في المثال الآتي :
نامَ صحبي ولمْ أنمْ **** منْ خيال ٍ بنا ألمْ (13)
والضرب الثاني لهذه العروضة المقصور المخبون (فعولن) : إذ تجري على (مستفعَ لن) علة (القصر) ، فتحذف النون ، وتسكن الللام، فتصبح (مستفعَ لْ) ، ويصيب الأخيرة زحاف (الخبن) ، فتغدو (متفعَ لْ) ، فتتحول عروضيا إلى (فعولن) ، فتكون أجزاؤه:
فاعلاتن مستفعَ لن**** فاعلاتن فعولن
مثال لتمثيله ، بيت ارتجالي لكاتب هذه السطور :
يا بعيداً بُعْدَ الدّنى**** فتَّ قلبي زماني
يا بعي دن بعْ دَدْ دنى *** فتْ تقلْ بي زما ني
فاعلاتن مستفعَ لن **** فاعلاتن فعولن
والحقيقة أنّ أبا العتاهية أول من أدخل هذا الضرب ، وجعل عروضته مثله ، وتماهى جذلا : أنا سبقت العروض ، وكان قد قال :
يا كثيرَ العنادِ **** أنتَ حبُّ الفؤادِ (14)
فاعلاتن فعولن **** فاعلاتن فعولن
لم يذكر صاحب (المفصل) الذي الذي استشهدنا بشاهده ، أنّ بيت أبي العتاهية يمكن تقطيعه على الشكل :
فاعلن فاعلن فعْ ***** فاعلن فاعلن فعْ
وبالتالي يحسب على مقصور (المتدارك) ، لا على مجزوء (الخفيف) أمّا البيت الذي ارتجلته أنا سابقاً ، لا يمكن حسابه على (المتدارك) ، والسبب لأن صدر البيت يتضمن تفعيلة (مستفعَ لن) ، وهذه التفعيلة لا ترد مطلقا في أجزاء البحر (المتدارك).
ومن الطبيعي أن يخرج الشعراء بابداعاتهم عن أضرب وأعاريض البحر (الخفيف) وغيره من البحور ، ولكن وفق الخط العام للأوزان الخليلية، فمثلا جاءوا بأضرب وأعاريض التام ، أو للضرب وحده ، أو للعروضة وحدها ، على شكل (فاعلاتان) ، (فاعلان) ، (فعلان) ، (فعْلن) ، ( فعِلن)،وللمجزوء أضربه وأعاريضه المستجدة -غير ما ذكرناه سابقاً - مثل (مستفعَ لاتن ) ، و ( مستفعَ لان) ، ناهيك بما ولـّد الشعراء المبدعون من مشطور ومنهوك للخفيف بالتشكيلات المستجدة لـ (فاعلاتن) و (مستفعَ لن)المذكورة آنفاً (15).
تقطيعات أخرى للبحر نفسه :
1 - بيت لإيليا أبي ماضي من قصيدة الطين:
· يـَاْ أَخـِيْ لاْ تـُمـِلْ بـِوَجـْهـِكَ عـَنـِّيْ *** مـَاْ أَنـَاْ فـَحـْمـَةٌ وَ لاْ أَنـْتَ فـَرْقـَدْ
يَا أ خي لاْ - تُمِلْ بِوَجْ - هـِكَعَنْ ني -***مَاْ أنَاْ فـَحْ - مَتنْ ولا - أن ت فـَر قـَدْ
فاعلاتن - متفْعلن - فعلاتن *** فاعِلاتن - متفْعلن - فاعلاتن
(ــ ٮ ـــ ـــ ) (ٮ ـــ ٮ ــ ) (ٮ ٮ ـــ ـــ ) ( ـــ ٮ ـــ ـــ ) (ٮ ــ ٮ ــ) ( ــ ٮ ـــ ـــ )(النظام المقطعي)
2 - ومن قصيدة ( كن جميلاً) لإيليا أبي ماضي) :
· و الـَّذِيْ نـَفـْسـُهُ بـِغـَيـْرِ جـَمـَاْلٍ ****لاْ يـَرَىْ فـِي الـوُجـُودِ شـَيـْئـاً جـَمِـْيـلا ً
وَلْ لَ ذي نف / س هو ب غي / ر ج ما لن** لا ي را فل / و جو د شي / أن جَ مي لا
فاعلاتن متفْعلن فعلاتن ***** فاعلاتن متفْعلن فاعلاتن
((ـــ ٮ ـــ ــــ )( ٮ ـــ ٮ ـــ ) (ٮ ٮ ــ ــ) ** (ـــ ٮ ـــ ـــ ) (ٮ ـــ ٮ ـــ) ( ـــ ٮ ـــ ـــ
(2 3 2) (1 2 3) (1 3 2) *** (2 3 2 ) ( 1 2 3 ) ( 2 3 2 )
تنبيه : لما يكون الوتد متولد عقبى زحاف أكتبه ( 1 2 ) ، ولما يكون الوتد المجموع أصلي أكتبه (3) ، وكذلك بالنسبة للفاصلة الصغرى النتولدة عقبى زحاف كتبتها ( 1 3 ) ولم أكتبها (4) !!
3 - ومن قصيدة أبي العلاء المعري ( غير مجدٍ ) في رثاء صديقه أبي حمزة الفقيه ، إليك هذا البيت :
سر إن اسطعت في الهواء رويداً **** لا اختيالاً على رُفات العبادِ
سِرْ إِ نِسْ طَعْ / تَ فِلْ هَـ وَا / ءِ رِ وَي دَنْ** لخْ تِ يَا لَنْ / عَ لا رُ فَا / تِلْ عِ بَا دِي
فاعلاتُن مُتَفْعِلنْ فَعِلاتُنْ *** فاعلاتُن مُتَفْعِلن فاعلاتُن
(ــ ٮ ــ ــ) (ٮ ــ ٮ ــ) (ٮ ٮ ــ ــ) *** ( ــ ٮ ــ ــ) ( ٮ ــ ٮ ــ ) (ــ ٮ ــ ــ)
(2 3 2) (1 2 3) (1 3 2) *** (2 3 2 ) ( 1 2 3 ) ( 2 3 2 )
سلامٌ خفيف على الخفيف ، والدم الخفيف ، والظل الخفيف ، وأخيراً إليكم مني هذا البيت ارتجالاً من الخفيف ...!!!!!
يَا خَفِيْفَاً : كَمْ رِقَّةٍ مِنْ خَفِيْفِ *** قَدْ تَسَامَتْ عَنْ فِعْلِ ذَاكَ الْعَفِيْفِ !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ابن جني : ص 131 الهامش (47) , الخطيب التبريزي : ص 109 مصدر سابق
(2) د سيد البحراوي : إيقاع الشعر ص 49 مصدر سابق.
(3) ابن جني : ص 135 المصدر السابق
(4) المصدر نفسه.
(5) ابن جني : ص 131 - 132 المصدر نفسه
(6) عدنان حقي : المفصل ص 92 مصدر سابق ، الشاهد منه ، ولكن هنالك خطأ ، إذ لم تكتب الراء الساكنة من للراء المشددة في (الرّقيق) ، ولا السين الساكنة للسين المشددة في ( السّرور) ، وكلاهما من الحروف الشمسية .
(7)السيد أحمد الهاشمي : ميزان الذهب ص 81 الشاهد منه ، ولكن كتابته العروضية فيها خطأ ، إذ همزة الوصل في (فأستراح ) يجب أن لا تكتب عروضيا ، وكتبت في المصدر،ثم أنّ (ميـّت) في العجز يجب أن تشدد ليستقيم الوزن ، ولم تشدد في المصدر .
(8) د علي يونس : ص 114 مصدر سابق .
(9) راجع د . عمر خلوف : التجديد الوزني في البحر الخفيف - موقع القصيدة العربية
(10) ابن جني : ص 133 مصدر سابق
(11) أصل التفعيلة (فاعلاتن) ، نخبنها فتصبح (فعلاتن ) ، ونبتر الأخيرة ، فتتحول إلى (فعلْ) ، بمعنى نجري الخبن والقطع ( على الوتد) والحذف على التفعيلة الأصلية .
(12) الهاشمي : ميزان الذهب ص 82 الشاهد غير مقطع ، ابن جني : ص 133 مقطع.
(13)عدنان حقي : ص 93 الشاهد
(14) المصدر نفسه : ص 94 راجع .
(15) راجع موقع (منتديات القصيدة العربية) ، مقال للدكتور عمر خلوف تحت عنوان ( التجديد الوزني في البحر الخفيف) ، يورد شواهد على كل الأضرب والأعاريض الجديدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق