لعلَّ إنكيدو أبا المهاجرينَ، غرسَ فينا بذورَ الغربةِ والترحالِ،بل ظاهرةَ الهجرةِ التي أصبحت مُلازِمةً لنا، وداخلةً في تكويننِا الحضاري.
لقد أشعلَ رحيلي عن بغدادَ عودَ ثقابٍ في قلبي، اتلظى لحدِ اللحظةِ بنيرانِ البعدِ عن عروسِ الشرق بغداد. فلقد افرغت الغربةُ حنجرتي من الصوتِ
وشفتي من الإبتسامةِ
لكنها لم تقوَ على قلمي،
لهذا حملتُ بيدٍ مِشعلَ الحرفِ في دارِ الاغتراب، وبيدٍ أخرى أمتشقتُ قلمًا، يرتفعُ كلَّ يومٍ شجرةً باسقةً تُلقي الثمارَ اليانعةَ في بستانِ الأدبِ.
فمنذُ أن توسدتُ المنفى
ولحنُ الحزنِ غدا مقامي؛
أبحثُ كإنكيدو عن ملكوتٍ لإنسانيتي وككامش عن وطنٍ لخلودي .
وطنٌ جميـلٌ، وجهُـهُ بغـداد،
عيناهُ.... كسماءٍ متكحلتٍ بالبدرِ،
طولهُ نخلةٌ تعانقُ السماء،
وسادتهٌ على امتدادِ
دجلةِ والفرات.
يا تُرى علامَ:
شظايا احلامي رمادٌ خالصٌ،
الملُمها من سريرِ صومعتي في كلِّ صباحٍ؟
قلبي لا زالَ يلبطُ في بحيرةِ الغربةِ، وأنا احنُ للعومِ في بحيراتِ بغداد.
تحاولُ صلاتي أن تُنقذَني ممّا أنا فيه،
لكن صورُ الموتِ في بلدي كثيرةٌ،
ربُّما هي دعايةٌ مجانيةٌ، أو إعلانٌ مدفعُ الثمن
عن نشاطاتِ عزرائيل فيه.
فإذا كانت الغربةُ تشوي جسدي على سواحلِ المحيطات، فأن روحي تزنفُ وهي تغرقُ في عمقِ الفرات.
في قلبي جمرٌ وحجٌر،
وفي مُقلتي دموعٌ متحجرةٌ ، صامتةٌ كاليل،
تارة اغالبها، وتارة أخرى تغالبني،
كممَّ الوجعٌ البغدادي فمي،
والحزنُ كبلَّ صوتي،
لكنه لم ينل من كلمتي.
لأنني كاهنٌ كرجلِ المطافئ،
اخمدُ نيرانَ الغربةِ بمياهِ الكلمةِ وبصلاةِ القداسِ،
لا املكُ مِطفئةً، مِطفئتي هي قلمي،
وقلمي فلاحٌ دؤؤبٌ،
يُسقي الوردَ الجوريَ
وغصنَ الزيتون،
في بستانِ المحبةِ،
ليقتلعَ شوكةً من حقلِ الغربة
ويغرسَ وردةً في بستان الوطن.
في عالمٍ حافيَ القلب، مثلومِ النفس، يهتمُ بالشكلياتِ والدنيوياتِ على حسابِ الروحانياتِ والاخلاقيات،
وفي عالمٍ فيه الإنسانُ ينزفُ آخر انفاسهِ مثلَ الطيورِ الجريةِ،
اغازلُ صمتي، وقلمي يسامرُني. ككاتبٍ يقتحمُ سكونَ الليل، يكتبُ الصمتَ ويذوبُ فيه، يعجنُ الحرفَ ويخبزُ الكلمةَ، على رمادِ ذاكرتهِ البغدادية، فبالكتابِ نبني الاوطانَ ونؤسسَ الحضاراتِ، دعونَا اليوم نهدي اطفالنَا كتابًا، دعونَا نستبدلُ هدايا النجاح بكتابٍ مفيدٍ بدلاً من الموبايل والاجهزةِ الالكترونيةِ الحديثةِ التي تسبب البلادةَ للعقولِ.
دعونا نستبدلُ لغةَ السلاحِ، بلغةِ القراءة.
البيوتُ اليومَ مليئةٌ بالباراتِ دعونَا نزينهُا بالكتبِ والمكتبات.
ولأن بغدادُ وجعٌ غافٍ في آفاقناِ المظلمةِ، لقد كانت تعايشًا متنوعًا ومحبة وادبًا وثقافة ، لكنها وللأسفِ اصبحت اليومَ حطامًا وقتلاً وتهجيرًا، فقد دُمّرَ الانسانُ أولاً، ثم هُدمت حضارةَ هذه العاصمة العتيدة.
لهذا عكفتُ وانا اصافح العقدَ الرابع من عمرٍ أكلتهُ الغربة على احتظانِ الذكرياتِ لأكتبَ إنطباعاتٍ صادقةً عن وجوهٍ مشرقةٍ مرسومة على جِدَارِ العمر، وعن اسماء ٍ عراقيةٍ وعربيةٍ مبدعةٍ منقوشةً في لوحِ الذّاكرةِ، أملي أن أكونَ قد وفُقتُ في اختزالِ منجزهمِ الإبداعي بين دفتيّ كتاب نخيلٌ في بستانِ الذاكرة.
ويقيني هذه الليلة ستنامُ بغداد بفضل كتاب " نخيلٌ في بستانِ الذّاكرة" تحت لحاف اسمائهمِ المضيئة.
لقد أشعلَ رحيلي عن بغدادَ عودَ ثقابٍ في قلبي، اتلظى لحدِ اللحظةِ بنيرانِ البعدِ عن عروسِ الشرق بغداد. فلقد افرغت الغربةُ حنجرتي من الصوتِ
وشفتي من الإبتسامةِ
لكنها لم تقوَ على قلمي،
لهذا حملتُ بيدٍ مِشعلَ الحرفِ في دارِ الاغتراب، وبيدٍ أخرى أمتشقتُ قلمًا، يرتفعُ كلَّ يومٍ شجرةً باسقةً تُلقي الثمارَ اليانعةَ في بستانِ الأدبِ.
فمنذُ أن توسدتُ المنفى
ولحنُ الحزنِ غدا مقامي؛
أبحثُ كإنكيدو عن ملكوتٍ لإنسانيتي وككامش عن وطنٍ لخلودي .
وطنٌ جميـلٌ، وجهُـهُ بغـداد،
عيناهُ.... كسماءٍ متكحلتٍ بالبدرِ،
طولهُ نخلةٌ تعانقُ السماء،
وسادتهٌ على امتدادِ
دجلةِ والفرات.
يا تُرى علامَ:
شظايا احلامي رمادٌ خالصٌ،
الملُمها من سريرِ صومعتي في كلِّ صباحٍ؟
قلبي لا زالَ يلبطُ في بحيرةِ الغربةِ، وأنا احنُ للعومِ في بحيراتِ بغداد.
تحاولُ صلاتي أن تُنقذَني ممّا أنا فيه،
لكن صورُ الموتِ في بلدي كثيرةٌ،
ربُّما هي دعايةٌ مجانيةٌ، أو إعلانٌ مدفعُ الثمن
عن نشاطاتِ عزرائيل فيه.
فإذا كانت الغربةُ تشوي جسدي على سواحلِ المحيطات، فأن روحي تزنفُ وهي تغرقُ في عمقِ الفرات.
في قلبي جمرٌ وحجٌر،
وفي مُقلتي دموعٌ متحجرةٌ ، صامتةٌ كاليل،
تارة اغالبها، وتارة أخرى تغالبني،
كممَّ الوجعٌ البغدادي فمي،
والحزنُ كبلَّ صوتي،
لكنه لم ينل من كلمتي.
لأنني كاهنٌ كرجلِ المطافئ،
اخمدُ نيرانَ الغربةِ بمياهِ الكلمةِ وبصلاةِ القداسِ،
لا املكُ مِطفئةً، مِطفئتي هي قلمي،
وقلمي فلاحٌ دؤؤبٌ،
يُسقي الوردَ الجوريَ
وغصنَ الزيتون،
في بستانِ المحبةِ،
ليقتلعَ شوكةً من حقلِ الغربة
ويغرسَ وردةً في بستان الوطن.
في عالمٍ حافيَ القلب، مثلومِ النفس، يهتمُ بالشكلياتِ والدنيوياتِ على حسابِ الروحانياتِ والاخلاقيات،
وفي عالمٍ فيه الإنسانُ ينزفُ آخر انفاسهِ مثلَ الطيورِ الجريةِ،
اغازلُ صمتي، وقلمي يسامرُني. ككاتبٍ يقتحمُ سكونَ الليل، يكتبُ الصمتَ ويذوبُ فيه، يعجنُ الحرفَ ويخبزُ الكلمةَ، على رمادِ ذاكرتهِ البغدادية، فبالكتابِ نبني الاوطانَ ونؤسسَ الحضاراتِ، دعونَا اليوم نهدي اطفالنَا كتابًا، دعونَا نستبدلُ هدايا النجاح بكتابٍ مفيدٍ بدلاً من الموبايل والاجهزةِ الالكترونيةِ الحديثةِ التي تسبب البلادةَ للعقولِ.
دعونا نستبدلُ لغةَ السلاحِ، بلغةِ القراءة.
البيوتُ اليومَ مليئةٌ بالباراتِ دعونَا نزينهُا بالكتبِ والمكتبات.
ولأن بغدادُ وجعٌ غافٍ في آفاقناِ المظلمةِ، لقد كانت تعايشًا متنوعًا ومحبة وادبًا وثقافة ، لكنها وللأسفِ اصبحت اليومَ حطامًا وقتلاً وتهجيرًا، فقد دُمّرَ الانسانُ أولاً، ثم هُدمت حضارةَ هذه العاصمة العتيدة.
لهذا عكفتُ وانا اصافح العقدَ الرابع من عمرٍ أكلتهُ الغربة على احتظانِ الذكرياتِ لأكتبَ إنطباعاتٍ صادقةً عن وجوهٍ مشرقةٍ مرسومة على جِدَارِ العمر، وعن اسماء ٍ عراقيةٍ وعربيةٍ مبدعةٍ منقوشةً في لوحِ الذّاكرةِ، أملي أن أكونَ قد وفُقتُ في اختزالِ منجزهمِ الإبداعي بين دفتيّ كتاب نخيلٌ في بستانِ الذاكرة.
ويقيني هذه الليلة ستنامُ بغداد بفضل كتاب " نخيلٌ في بستانِ الذّاكرة" تحت لحاف اسمائهمِ المضيئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق