هل يحتاج الأقباط الى اعتذار؟/ أنطوني ولسن

 " موضوع الأعتذار لسكان استراليا الأصليين "الأبورجينيين" عن الجيل المسلوب،هو أحد المواضيع الهامة في قضية المصالحة بين السكان الجدد وبين السكان الأصليين".

  "كتبت عن هذا الموضوع تحت عنوان (الأعتذار)في جريدة "الهيرالد" وتحت   زاوية "المغترب" التي استمرت معي لمدة 6 سنوات،وبتاريخ 6/7/1997 ..وفي ختام المقال كتبت(تُرى هل نجد من يبكي على سرقة بناتنا القصَر في مصر وكل الدول العربية؟!"...

  أردت فقط من هذه المقدمة أن أدخل بها الى صلب الموضوع الذي أكتب عنه اليوم وهو(هل يحتاج الأقباط الى اعتذار؟!)...وأتساءل أيضاً..من الذي يعتذر"...وعلى اي شيء يعتذر؟...لأن الأقباط ليست قضيتهم قضية جيل مسلوب أو أجيال منذ أربعة عشر قرنا مضت.

  القضية القبطية ليست فقط بنات مسيحيات قُصَر يُرغَمن على اعتناق الأسلام بكل طرق وأساليب مشروعة وغير مشروعة منذ الغزو العربي حتى هذه اللحظة.

  القضية المسيحية في مصر قضية وجود شعب عريق له حضارته وقيمه وعاداته وتقاليده سلبوها منه،ولا يريدون له الوجود،والأعتراف بأنه موجود على أرض هي أرضه،وانتزعت منه بالقوة .ويعامل معاملة الغريب الطريد غير المرغوب فيه.

  القضية المسيحية في مصر هي قضية أجيال وأجيال كافحت من أجل الحياة...وقدمت تضحيات على مرَ العصور والأزمان...

  وفي عهود خكام هم أبعد ما يمكن أن يحملوا اسم مصر كهوية لهم.حكام هم في الواقع دخلاء اجبروا أهل البلاد على ترك الدين والأرض واغتصبوا العرض.

  القضية المسيحية في مصر هي قضية طال وقت الأنتظار على رجاء الحل العادل لأحتياجات المسيحي المصري في مصر.وأشدَد هنا على كلمة مسيحي،لأن كل المسيحيين في مصر سواء أرثوذكس أو أقباط كاثوليك أو أقباط بروتستانت فهم جميعاً مسيحيون.الظلم والأضطهاد،الواقع على المسيحي،لا يفرق بين العقائد...وانما يعمل على أضطهاد وظلم كل من هو مسيحي...لأننا واحد في المسيح...والمسيح واحد فينا.لذا أتمنى على المسيحيين الأستيقاظ لهذه النقطة،لأنها الركيزة الأساسية في قضية الأقباط في مصر.وأن حدث تخاذل من أي من معتنقي هذه العقائد،انما هو نتيجة الخوف والقهر الذي يعيشه الأنسان المسيحي في مصر من بعد الغزو العربي الغاشم.

  ياليت القضية انتهت عند هذا الحد...ظلم وقهر وقع على أصحاب الأرض الأصليين(المسيحيين) مبين السكان الجدد الذين غزوا البلاد.لكن القضية هي قضية وجود،أم عدم وجود...To be or not to be وأكرر هذا القول في كل ما اكتب وخاصة في القضية المسيحية في مصر.

سكان البلاد الأصليين ما زالوا حتى هذه اللحظة يعانون من نفس المعاناة التي عانى منها أجدادهم على مرَ العهود والأزمنة ومن مختلف الحكام.

  وهنا نلفت النظر الى شيء هام جداً...وهو أن دول النفط لا يضيعون الوقت للقضاء على المسيحية في مصر والشرق ويعملون بكل جهد على بث روح الفتنة الطائفية في مصر والشرق عندما يذهب المسلم الى هذه الدول للعمل هناك،يعود وكله حقد على المسيحي،ويتمنى التخلص منه بأي شكل وبأي وسيلة...ولو لم يكن المسلم المصري القبطي الفرعوني ما زالت الرحمة والمحبة في قلبه!...لحدث للمسيحيين في مصر ما يحدث لهم في الدول العربية والأسلامية.

أصرخ بصوت عالٍ ومدوي،ليسمعه العالم كله اننا لا نريد اعتذاراً عمَا حدث ويحدث للمسيحيين في مصر،بل نريد اعترافا من الأخ المسلم المصري القبطي الفرعوني بأن لنا حقوقاً مسلوبة.وأعبر هنا عن نفسي،لأنني أؤمن أيماناً عميقاً بأنه أن لم يعترف شقيقي المسلم بوجودي ويحسَ بما أعانيه...فلن نستطيع حلَ مشكلتنا القبطية المسيحية!لأن الدين لله والوطن للجميع"وليس كما قال أحد الكتاب في مصر،أن الدين لله والوطن لله"ظانا أن كلمة الجميع لا تصلح لأحتواءها على كل من هو غير مسلم سني.لأن مصر بها الى جانب الأقباط يوجد مسلمون شيعة ويهود وغيرهم دون تفرقة".
  اختم كلامي بصرخة أخرى مدوية عالية أطلب فيها من دول النفط أن ترفع أيديها عن مصر الكنانة...مصر المحبة والحضارة.لأنه لا حضارة لأمة دون حب أبنائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق