ظلّ الوردة/ شوقي مسلماني

1 (الشجر والبشر)
ونحن نمشي لساعة ونصف تقريباً، في غابة تكاد لا تنتهي، قبل الوصول إلى شاطئ بحري نصطاد فيه سمك السلمون الأسترالي، قال لي أخي شعلان ـ الرجل الأخضر ـ وهو يشير صوب الشجر المحيط بنا، وقد بدا على وجهه خليط من نشوة بجمال الطبيعة وألم بسبب من ذكرى ربّما قاسية: "شوف الشجرْ ما أحلاهْ، مشْ أحلى.. مْن وْجوه بعض البَشرْ"؟.

2 (إذا خاصم فجر)
"العلاقات القائمة على الخوف لا تقوم سوى على ثنائية الطاعة أو العصيان. الطاعة (الولاء، التسليم، الخضوع، إلخ)؛ العصيان (العقوق، النشوز، الخروج، إلخ). يقول سعيد ناشيز ليضيف: "أمّا علاقات الاحترام فهي قائمة على الاعتراف المتبادل والمتكافئ بين ذوات مستقلة. الاحترام مثل الحبّ إن لم يكن متبادلاً ومتكافئاً فإنّه سرعان ما يفقد معناه. الخائف من الله أو من الطبيعة أو من السلطة لا يمكنه أن يكون مواطناً بأي معنى من المعاني ولا بأي حال من الأحوال، بل يصبح مجرّد رعيّة تنقاد مع القطيع انقياداً غريزيّاً. أمّا المواطنة فهي تقتضي أوّلاً وقبل كلّ شيء وجود ذوات حرّة واعية مستقلّة تحكم نفسها بنفسها وتمتلك حدّاً أدنى من المسؤولية والصدق والالتزام، أمّا ثقافة الخوف فإنّها تنتج في الحساب الأخير كائناً منافقاً يصدق عليه الحديث النبوي: “إذا أؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”.

3 (إضاءة)
ويصف جان عزيز المجتمع اللبناني ومن خلفه المجتمع العربي ككلّ إنّه: "مجتمع ريفيّ الثقافة، قبائلي المذاهب، استوعب الإنترنت ليعزّز تخلّفه لا ليغيّره". 

 (Facebook) 4 
يوسف بزّي: ".. وكانت لنا ليلة.. "سهرة حلبية" في قلب الأشرفية.. وحتى الويسكي مع الثورة السورية..".  
محمد عادل عرب: "اشربوا نخب دمائنا كلّما حلا لكم ذلك، في الأشرفية وفي الأمكنة الأخرى التي ترحّب بكم، لا بأس في ذلك ما دام دمنا خمركم". 
جهاد الزين: "العبَثي ضدّ البعْثي"!.
ـ 8 أيلول 2012 ـ   

5 (ظلّ الوردة)
"أدفعُ ثمنَ مواقفي، يقول الشاعر حسن عبدالله في مجموعته "ظلّ الوردة"، أكثر ممّا أدفع ثمن طعامي وشرابي".

6 (صديق قديم) 
يبدأ الفيلم على كلينت إستوود مرتدياً قسّيساً، واعظاً في كنيسة نائية، ثمّ يدخل مسلّح ويبدأ بإطلاق النار على كلينت الذي يفرّ من النّافذة صوب حقول القمح العالية، والمسلّح يطلق عليه النار ويخطئه. وفي مشهد موازٍ يظهر البطل المساعد، وهو جف بريدجز، داخلاً معرض سيّارات في بلدة غير بعيدة ويسرق سيّارة. ويخرج كلينت من حقل القمح، والمسلّح يتبعه، ويجد ذاته على طريق عام وسيّارة مقبلة، ويعترض طريقها لكي تقف، ويبدو كأنّ "جف" اختلّ توازنه، فتنحرف السيّارة صوب حقل القمح وتصدم المسلّح. ويصعد كلينت مع جيف في السيّارة، ويسأله الأخير عمّن يكون الذي  كان يطارده، فيقول: "صديق قديم"!.

 7 (صوت البطّيخ) 
خصوصاً في السياسة، كلّما يرفعُ صوتَه. وأخيراً قالَ فيه الصديقُ حسن الشيخ حسين: "مثلُهُ مثَلُ بائع البطّيخ، يظنّ إنّه يبيع أكثر كلّما ارتفعَ صوتُه أكثر"!.

8 (فتوى "عِلميّة"!)
".. خروج الريح من الدبر يُقلّل من احتمال الإصابة بالسرطان والسكتة القلبيّة"، وتضيف الفتوى "العِلميّة" قائلة: "وبما إنّ مكوّنات الريح هي الهيدروجين والسولفات، فإن استنشاقهما يساعد على نموّ قوي للدماغ، وعلى حماية الدماغ من أمراض كثيرة.."!.

9 (كابلان الإرهابي)
"الطريقة العمليّة لمواجهة الإرهاب" يقول روبرت كابلان، المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركيّة، ونقلاً عن مجلّة "أتلانتيك"، وترجمة أسعد أبو خليل "لا تكمن فقط في محاربة الإرهابيّين في كلّ مكان، بل أيضاً في إثارة الشيعة ضد السنّة، والعكس صحيح.. بحسب الظروف".

10 (سطو مسلّح) 
أعرفُ أسرة تملك محلّ سمانة وخضروات يعمل فيه الزوج والزوجة، وقالت لي زوجتي مرة إنّ الزوجة تلك مبذّرة، ولإشباع رغبتها بالتبذير تسرق من غلّة المحلّ يوميّاً. والحقّ إنّي صدّقتُ زوجتي في حينه ظاهراً، أمّا باطناً فقد برّأتُ ساحةَ الزوجة، محتجّاً إنّها ربّما أقاويل، وما أكثر الأقاويل. وقالت لي زوجتي في مرّة ثانية إنّ الزوجة ذاتها تسرق من الغلّة على مرأى من ولديها الصغيرين أيضاً. وشبّ الصغيران. واليوم بالذات بلغني إنّ الشرطة ألقت القبضَ عليهما، وهما مع آخرين، بجريمة سطو مسلّح.

11 (خواطر)
ـ الحقود لا يعتقد إنّه يمكن أن يكون قد أساء الفهم.
ـ الحقود يعمل على ضلال ما يسمع لا على هُدي ما يرى. 
ـ الكريم يعمل على أساس الظاهر لا على أساس الباطن.
ـ الكريم له الظاهر وليس له الباطن.

12 (ثلاثة)
لا أحوج إلى طبيب نفس من كائن مطمئن إلى ذاته، وقيل إنّ العالي هو بثلاثة: "أعلمُ أقرانه، وأكثرُهم اجتهاداً، وأقلّهم لذاته".

13 (السؤال) 
إذا المتنبّي قال "فلا تقنع بما دون النجوم" هل ذلك يعني إنّه يشير
إلى "علم الفضاء"؟!. 

14 (سارق النار)
تحيّة شجرة الثقافة لسارق النار الدكتور رامز رزق، لنجاحه بمداخلته حول تاريخ تطوّر الفقه الشيعي، وذلك في سهرة "لقاء الأربعاء" الثقافية (سيدني) ما استدعى طلب الحضور، وبالإجماع، أن تكون حلقة ثانية له في لقاء الأربعاء المقبل. وتحيّة لأهل الكلمة الذين اكتمل نصاب السهرة الثقافية بهم وفاض قبل نصف ساعة من بدء السهرة الرسمي، والأبلغ هذا الرقي الذي ساد المداخلة والنقاشات على رغم التباين في الآراء. وأقول مستعيراً من الشهيد أنطون سعادة إنّ أمّة فيها هذا المستوى في الحوار والإنضباط في توزيع الحديث والأدوار قد تتعثّر ولكن لا تنهزم.
Shawki1@optusnet.com.au

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق