ويّكأنَّ هذا الجبل لمْ يتدكك وإنْ فلقَ هامتهُ صارم نامَ طويلاً يتغطّى ببحرٍ السمُّ زعاف يحلمُ هاجعاً يخفي وجههُ بينَ التواريخ العامرة بالخيانة ! . ويّكأنَّ الباطل لمّا يزلْ لسانهُ الأجردَ يدلعهُ إنكسارُ صمت تعوّدتْ يرقاتهُ تتشرنقُ داخلَ الخنوع ! . يهجو عواصفُ الحقدِ تحتَ أجنحتها طغيانُ يُسمعُ هديرهُ كلّما يتقدّمُ الليل بهدوءٍ يزحفُ تُزهرُ البذور المدفونة تنتظرُ الحصادَ وتعتلي سفوحهُ الشاهقاتِ تُطفيءُ القناديلَ الطاهرة , البيوتُ الحاقدة لا تنام بهدوءٍ تحتها بيوض مشبوبة بالحقدِ متلهفة ثارات عقيمة عادتْ مِنْ شبابيكها تطلُّ رؤوسها يانعة مشرئبة نحوهُ تدسُّ الدسائسَ . لا صفراءَ تقدحُ بريقها غبارٌ تستهوي عِفّةً مجبولةً أركانها لا تأذنُ حتى لظلالها تهبُّ تحتَ مِدرعتهِ تتنزّهُ , لا بيضاءَ تكتنزها سماحة تفتّشُ عنْ كراسي ترفعُ عقيرتها تهمزُ تحتها الجياع مثلَ السلاطين تنتعلُ الدروبَ الموغلة بالفقرِ تحتَ سطوةِ الجوع تَهِبُ أصواتَ اليتامى ما قرّحَ ظهرها تدخلُ جيوبها . فقراءُ الروحِ قاحلةٌ أرضهم تتغضّنُ تطوفُ بداخلها هوسُ الأحلام الجديدة تتفسّخُ شعاراتها باطلة تنعتقُ خفافيشاً ( أضبّتْ على عداوتهِ )* تحذو حذوَ الأشقياءِ ( على مُنابذتهِ )* ارسلتْ خيولها الخديجة ترتّلُ إجترارَ الدهور المضرّجةِ بالفتنِ تفتحُ الأبوابَ مشرعة تسرعُ نحوَ الهاوية . منذهُ وللسيوفِ صليلٌ في الرقابِ يَشْهَدُ تكاثفَ الظلام ينادي : - ألاّ فتى بعد هذا الصباح يتشدّقُ بحبلهِ المتين لصوص غرباء ينحتونَ شهوة تشوّهُ السماءَ سيبزغ ُ يجنّدلُ وحوشاً تتوهّجُ بالشكِّ ولا ( ذو فِقارٍ )* يشذّبُ زعيق الأبواق تدوّي براعمها اللامعة نشوانة بالنصرِ .
بغداد / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق