هي البداية والنهاية،الألف والياء.منذ أن تطلع الأنسان الى حب المعرفة،وهو غارق في شقاء الحياة يبحث عن طريق المعرفة عن طريق السعادة والعيش الرغيد.
في البداية مثلاً لو بدأنا بكلمة الأستفهام كيف؟ ووضعناها في جملة استفهامية عن الأنسان،وسألنا كيف يولد الأنسان؟
السؤال في حد ذاته جد بسيط.يولد الأنسان أن كانت الولادة طبيعية عن طريق العضو التناسلي للمرأة،والذي هو في حد ذاته مدخل طبيعي لبداية تكوين الأنسان.وهو ايضاً المخرج الطبيعي لخروج الأنسان الى الحياة.
أذا كانت الولادة غير طبيعية، عرف الأنسان كيفية التعامل مع مثل هذه الأوضاع عن طريق عملية "القيصرية"أي بفتح بطن الحامل لأستخراج المولود.لكن تبقى كيف تكون الولادة سراً لا يعرفه لا المولود الآتي الى هذا العالم،ولا الأم نفسها.
نأتي وفي البداية أيضاً الى الكلمة الأستفهامية الثانية...أين؟
نجدها لغزاً من الغاز الحياة لم يتوصل الأنسان بكل المعرفة التي نكتسبها عبر السنين الى الأجابة عن أين؟هذه التي وضعناها مثلاً على رأس سؤال وقلنا..أين سيولد هذا المولود؟
أستحالة تامة لمعرفة أين سيولد المولود؟قد يقول العلماء هذا شيء طبيعي أن نعرف أين سيولد المولود.في المستشفى بالطبع!.أو في منزل الأسرة مثلاً؟.
لكن الحقيقة غير ذلك تماماً...
الكلمة الأستفهامية الثالثة...متى؟
في البداية عند وضعها على رأس سؤال استفهامي وقلنا متى سيولد المولود؟
يقول الأطباء والعلماء أن الأجابة الأن لا تحتاج الا لعملية حسابية بسيطة يستطيع الطبيب أو القابلة تحديد موعد الولادة بسهولة كبيرة.
ومع ذلك في واقع الحياة رغم كل هذه الثقة في العلم الحديث والدقيق،نجد الكثير والكثير جداً من حالات الولادة تحدث قبل الموعد المحدد بعدة أسابيع.
مما اضطر العلماء الى اختراع"الحضانة" التي تقوم بعمل رحم الأم في تهيئة المناخ الملائم لنمو المولود للفترة المتبقية له ليكتمل هذا النمو.
هذه الثلاث كلمات الأستفهامية...كيف؟،أين،ومتى؟ لو حاولنا التساؤل باستخدامها في حالة نهاية النسان،يا تُرى ماذا ستكون النتيجة؟الكلمة الأستفهامية كيف؟ عندما نضعها على رأس سؤال نستفسر فيه عن نهاية هذا الأنسان وتسائلنا كيف يموت الأنسان؟
سؤال الأجابة عليه محيرة..كيف تكون حقيقة موت الأنسان؟
الأجابة البسيطة جداً تقول بانفصال الروح عن الجدسد.
والأجابة العلمية تقول:يتوقف القلب عن العمل.
واجابة ثالثة تقول:ليس فقط من توقف القلب عن العمل...بل بجفاف الدم في مخ الأنسان.
لأنه بعد توقف القلب عن ضخ الدم ...تبقى الأوردة الدموية مليئة بالدم..ومخ الأنسان هو لا القلب محرك القوة والحياة في الأنسان.
لكن لو حاورنا بكيف هذه وجعلناها محور سؤال عن طريقها نعرف الوسيلة التي يموت بها الأنسان.هنا سنجد صعوبة الأجابة.
وننتقل الى الكلمة الثانية أين"
سنجدها نشكل نوعاً من الصعوبة للأجابة عليها.
أين سيموت هذا الأنسان؟هل فوق فراشه؟ هل في الطريق العام على أثر حادث؟ هل في الفضاء أن كان مسافراً عن طريق الجو؟هل في غرفة العمليات بأحد المستشفيات؟هل في وطنه؟وألف هل وهل..نأتي في الختام الى الكلمة الثالثة الأستفهامية متى؟
وهي تغبر عن الزمن.لأن التساؤلهنا يُراد منه اجابة عن زمن الموت.هل في الصباح أم في المساء؟ أم في اي وقت من أوقات الليل أو النهار.نجد الأجابة أيضاً مستحيلة مهما بلغت دقة مقاييسنا العلمية الحديثة.
من هنا نستخلص أن الأنسان الذي بدأ حياته التي أرادها لنفسه بمخالفته لربه وتطاوله باكل ثمرة معرفة الخير والشر،مازال وسيظل الى المنتهى غير قادر على تحديد اجابات قاطعة لثلاث كلمات أستفهامية...كيف؟،أين؟ومتى؟سواء في بداية دخوله الى الحياة ،أو لحظة خروجه منها.
هذه ليست عظة،لكنها فلسفة تجارب الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق