حي بن يقظان والسينما/ عبدالقادر رالة

   يحدث كثيرا أن أشعر بالملل من القراءة أو  من مشاهدة الافلام الممتازة والمسلسلات المشوقة ، فأفِرُ نحو قنوات الأطفال اشاهد الكرتون لإراحة أعصابي ، وأستعيد ذكريات جميلة اذ كان الكرتون من فترة الثمانينات والتسعينات ، زمن الطفولة الأخاذ !
 وأشد ما أحب مشاهدة ماوكلي طفل الأدغال ...هذا المسلسل الكرتوني الرائع والجميل الذي شاهدته أكثر م مرة...وكلما أشاهده يخطر على بالي الظلم الذي يلحق بحي بن يقظان! وأتذكر هذا الطفل الذي بقيت قصته الجميلة والممتعة حبيسة الكتب  و المدرجات الجامعية أو الملتقيات الفلسفية !
 وقد تعرفت على البطلين في نفس الوقت تقريباً ، لكن ما استطعت أن أنسى ماوكلي ، ونادرا ما أتذكر حي بن يقظان... تعرفت على ماو كلي في كتاب القراءة باللغة الفرنسية في السنة السادسة ابتدائي ، وقرءنا قصته متتابعة كل اسبوع نص ، وكل اسبوع نراجع مع معلم اللغة الفرنسية النص السابق قبل أن ننتقل الى اللاحق!
وفي السنة الخامسة في كتاب القراءة باللغة العربية ، طالعنا قصة حي بن يقظان أيضا متتابعة ....كل يوم نقرأ  نصاً ، وكل يوم نراجع مع معلم اللغة العربية النص السابق قبل أن نبدأ مع اللاحق!
 وكبرتُ .. وصرت كلما أشاهد ماوكلي ، طرازان ، او فلونة  أتذكر حي بن يقظان ، لأن الادب المقارن يؤكد أن هذه القصص العالمية الكبيرة اعتمدت واقتبست من حي بن يقظان !  وأتأسف لأن قصة حي بن يقظان مشوقة وتمتلك كل الميزات الفنية لأن تقدم سينمائيا بأكثر من شكل  ، فيلم ، مسلسل درامي أو فيلم كرتوني مثل ماوكلي!
لا أعرف لماذا لا يلتفت كتابنا ومخرجونا ومنتجونا الى حي بن يقظان ، وبالإمكان أن يستخرجوا من قصته عشرات المواضيع الفنية فلسفية  ،علمية ، تاريخية ، رومانسية ، وطنية وحتى فنتازية ...
  الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق