ولّى الربيعُ خلّفَ الشكَّ تنهشُ سياطهُ دفوفَ الفرحِ تتصايحُ في بساتينِ الوحدةِ إنتابها النحول يستوطنُ الحزن أغصانَ سعادةِ التعلّق يسوّدُ صباحَ خريفها المهرول نعاسهُ الكهل يفتحُ ذراعيهِ العتيقةِ تحتضنُ السواقي الباكية بـ قوةِ الإعصار تعيثُ مزمجرة سطوتها تأكلُ هديلَ الجنان وحيدةً تنتظرُ رعبَ الفؤوس تشجّرها حطباَ لـ بردِ الليالي المفجوعةِ يشطّبها شتاء قادم طويل . على تسابيحِ غراب الخساراتِ تغفو تثيرُ القلقَ مرودُ الغروب يغشُّ اهدابَ الفجر يعتصرُ اليقينَ الهزيل يسفكُ القبلات مذبوحةً يتناثرُ العطر منفلتاً تشتهيهِ كركرات العاصفة المخبوءةِ تحتَ وسادةِ العمى ترممُ إحمرارَ جفونَ المجهول يفتتُ أحلامَ الوداع يغسلها سهرٌ طويلٌ يطفىءُ حماقةَ الهذيان . إذا ما تساقطتِ الأرقام هرمةً تتلاقفها جذورها الفيّاضة تستنكرُ إضطرابَ مشاعرِ الخريف تعوّذُ حماقاتها اللامبررة طمـأنينةً تبثّ رقرقةَ أزهارِ الإنبعاث تختمُ نزفَ الظنون في ثقوبِ المساءِ المتشابكةِ إغصانه تذهّبُ صحارى الآهَ تلمُّ الأنينَ المثقلَ بـ حسرةِ اللقاء تفتحُ ينابيعها الخصبة تغسلُ الوهن الأشعثَ تزيلُ لوعةَ الدموعِ فـ تستفيق الفراشات تبتسمُ يظلّلُ مشهدها البهيج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق