تساقط الثلوج/ عبدالقادر رالة

    تتابع سقوط الثلج ليومين ... وهي رسالة جميلة من الشتاء استلمناها في منتصف شهر ديسمبر ، وقرأها سكان مدينتنا الصغيرة وفهموها ! 
 في فصل الشتاء تتوحد أحاسيس أهل مدينتنا والأشجار العارية والكلاب، الأرانب البرية في الغابة غير بعيدة عنا وطيور الدوري ...
 ديسمبر هو الشهر الذي ينطلق منه الشتاء ، وليس البرد فالبرد يزورنا في شهري اكتوبر ونوفمبر الخريفيين !   شهران قد يكونا شديدا البرودة لكن بدون ثلج  ، وإنما مطر منهمر وريح عاصف ! 
وفي الاسبوع الأخير من ديسمبر نلبس الملابس الصوفية ونشغل المدافئ . وتتلون السماء باللون الابيض بين الحين والأخر ...
منظر تساقط نتف الثلج البيضاء بهدوء ، منظر جميل رائع !   هدوء بارد يلف  المكان  الخالي إلا من الاطفال فرحين بالثلج ولا يحفلون أبدا بانخفاض درجة الحرارة ، يلبسون المعاطف الجميلة والقفازات والجزم الجلدية...
الأطفال يحبون الثلج لأجل التراشق بكرات الثلج ، والتزحلق  وتشكيل رجال الثلج!  حتى ضوء الشمس يكون في الشتاء مميزا زاهيا . أشعة الشمس تنعكس على الأجواء الخاوية إلا من الاطفال  لاهيين لاعبين  ، أو من طيور الدوري تقفز هنا وهناك   في الطرقات وعلى الارصفة... 
ترتدي مديتنا الصغيرة ثوبا أبيضا جديداً  ، وأيضا النواحي تصير بيضاء  على مدى البصر ...   وبسبب تساقط الثلوج تقل حركة السيارات  أو تكاد أن تنعدم وينتشر الهدوء  في كل مكان ، وأيضا لا وجود لصراخ  باعة سوق الخضروات ... هدوء هائل  لا يمزقه  إلا صراخ الاطفال يتناهى إلينا من مختلف الأحياء والأزقة ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق