اولا : يوجد وطن ارضي مؤقت ووطن سماوي دائم والاول يسبق الثاني ولابد ان نجتاز الاول بامانة حتي يكون الاستحقاق للابدي
كنت امينا في القليل (الارضي) فاقيمك علي الكثير (السماوي)
وعندما يقول قداسة البابا الاهتمام بالوطن اولا لم يخطئ بتاتا لانها وصية كتابية " اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله"
ثانيا :عندما نعترض بشدة علي الاسلاميين انهم يقدمون الدين عن الوطن (حفنة تراب ) (وطز في مصر)( والاسلام هو الوطن) هل نقع في نفس الخطأ فمصر ليست دولة دينية ونجاهد ان تكون دولة مدنية بالمعني الصحيح ومصر وطن يعيش فينا .
كيف يكون الدين وطن – كما يروج فقهاء ودعاة - !؟ الوطن فيه أماكن : مولدنا ، تعليمنا ، وأشغالنا ، وسكننا ، وموتنا ، وقبرنا
هل يقوم الدين بتلك المهام ، حتي نعتبره وطن
ثالثا : اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله هذه الاية تحمل فلسفة عميقة لان العدل يكمن في هذه الاية ويستخدمها الكثير في مجالات عديدة فهي تكرس للدولة المدنية وليس الدينية وتفصل بين الدين والدولة وبين الجسد والروح وتميز بين مدينة الله والمدينة الارضية "اغسطينوس ".....الخ"وتؤسس لعبارة الدين لله والوطن للجميع
رابعا :من تعليم السيد المسيح نرى أن الواجبات للدولة ضرورية وضمن الواجب الديني والسؤال :
هل نخضع لقيصر أم لله، لأن الخضوع للاثنين واجب، والخضوع لقيصر في ما لا يخالف الخضوع لله هو من أصل الخضوع لله، لأن الله هو الذي سمح لقيصر أن يكون حاكما . فعليهنا أن نخضع له.
وقد استشهد اجدادنا لتجاوز القيصر الحق الالهي ومازال الاستشهاد والاعتراف جاريا حتي تاريخه ولاننسي ان الجنود المسيحيين الذين قتلوا في وحداتهم لانهم خيروهم بين الله وقيصر الالهي الكاذب فاذ بهم يفضلون الله بشجاعة ويقبلون علي الشهادة , وفي كل يوم الكثير من المسيحيين يعيشون حياة الاعتراف كالشهادة في اعمالهم ومعيشتهم في اضطهادات مريرة وشتائم قبيحة علي المنابر دون استحياء .
خامسا : لابد ان نحترم قيادتنا الروحية والقيصرية حتي نعيش في سلام والمثل بيقول اللي ايده في الميه غير اللي ايده في النار صلوا من اجل ان يعطي الرب حكمة ويرعوننا بامانة وتدبير حسن
يقول القديس بولس في هذا الصدد: "فأسأل قبل كل شيء أن يقام الدعاء والصلاة والابتهال والشكر من أجل جميع الناس ومن أجل الملوك وسائر ذوي السلطة، لنحيا حياة سالمة مطمئنة بكل تقوى ورصانة، فهذا حسن ومرضي عند الله مخلصنا"
يحدد الاب متي المسكين في كتابه الكنيسة والدولة ان "أعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله" بأن حق قيصر يبدأ وينتهي عند حدود الوطن الارضي , وحق الله يبدأ عند حدود ملكوته الابدي في الوطن السمائي ولانهاية لحق الله .
ويقول الاب متي بوطنين الوطن السمائي والوطن الارضي , وحقين , حق يختص بالوطن الارضي اوالذي يعيش فيه الانسان جسديا وحق يختص بالوطن السمائي والذي يعيش فيه الانسان روحيا . وان لكل جانب مهمة يقوم بها لاتعطل الجانب الآخر, بل كلاهما مكملان بعضهما لبعض.
ولا تعارض بين حق الله وحق قيصر وليس بينهما معادلة حيث ان حق الوطن هو فرض يقوم به الانسان علي الارض ويؤدي كل عمله بشرف وامانة ومعرفة وشجاعة وثبات, اما حق الله فهو حق الروح بما لها من صفات طيبة كالوداعة والتواضع والمحبة والصفح وغيرها علي اساس التوازن بين الجسد والروح وبين حق قيصر وحق الله وبذلك ينتج مجتمع سليم وبناء.رصين .
-------
شاهد : الكنيسة والدولة قراءة لفكر الاب متي المسكين د.عايدة نصيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق