ماذا لو حدث هذا؟!/ لطيف شاكر

يقول الكاتب ابراهيم محمود الورداني* :  ((كلنا يعلم أن الانكليز كثرت مساومتهم للقبط علي مصر, فهل كانوا يرفضون السيادة علي الكنيستين القبطية والحبشية والرقابة علي طريق الهند وقناة السويس لقاء تسليم السيطرة بالادارة والجيش لبني القبط أو هل كان من المتعذر علي نصف مليون قبطي تجنيد 40 الف او 50 الف من الفراعنة الأشداء واستلام مقاليد مصرهم الخالدة )).

ويستطرد قائلا   :  أظن أن أكبر المتبجحين لايستطيع اٍنكار ذلك والا قلت له ماورد من أجمل الشعر العربي بالبردة:

"قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وتنكر النفس طعم الماء من سقم "

ظننا كلنا لاتستطيع اٍنكار ذلك ونحن بالأمس القريب لم تكن رقابنا في أيد أكثر من عشرة آلاف جندي انجليزي ولم نزحزحهم أشبارا بعد أكثر من نصف قرن الا بالجهود الجبارة بعد مناضلات وتضحيات ومعاهدات .بل هاهم لايزالون علي الأبواب والله أعلم بما في الغيب , اٍن كنا سنستقر في زحزحتهم الي الأبد بصفوفنا الموحدةأو تتفكك هذه الرابطة.

 والسؤال :أبعد كل هذا يعد القبط غير أوفياء لمصرهم؟

وفعلا من قرأ تاريخ القبط وجد أن بقاءهم لليوم هو اٍحدي معجزات الاتكال علي الله فقط .

ويذكر : كان الجالس علي عرش مارمرقس هو البطريرك كيرلس الرابع المسمي بأبي الاٍصلاح  لكثرة ما انشأه من مدارس ومعاهد منها المدرسة الكبري الباقية لليوم , والتي تخرج منها الكثير من رجالات مصر مسلمين وأقباط  استدعاه والي مصر وقتها عباس الأول وقال له "هل لايريد القبط اٍعفاءهم من الجهادية أسوة بالأعراب ؟" فأجابه البطريرك "القبط هم أبناء مصر وهم أولي من غيرهم بالدفاع عنها فكيف يطالبون باعفائهم ؟" فأجابه الوالي اذن هل تنشئ لهم وحدات خاصة ؟ أجابه "كلا بل يعاملون كغيرهم من أبناء الوطن ويكونون معهم في الوحدات العامة كأبناء عائلة واحدة".

ويختم قائلا :اللهم ألهمنا عقولا تدرك وعيونا تبصر لنعرف أن الدين لك وحدك وأن الوطن لنا أجمعين )).

 -----------

*عن المجلة الجديدة رئيس تحريرها  سلامة موسي , العدد 198 الصادر في ابريل 1938   كاتب المقال قريب جدا من ابراهيم الورداني الذي اطلق الرصاص علي بطرس غالي رئيس الوزراء

من كتابي وطن يعيش فينا تحت الاصدار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق