سفينة عرابي العهدة الخامسة تغرق،في اقل من اسبوع لهجة المؤسسة العسكرية تتغير ،من الوعد و الوعيد و التخويف ،من الحراك الحاصل في الجزائر ،الى تفهم الاحتجاج على ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة ، كما تلقى عرابي ما يسمى بالاستمرارية ضربة موجعة ،جراء الانشقاق ، فتصدع الجدار الذي يتكئ عليه عرابي العهدة الخامسة ،و النزيف الذي اصبح ينخر هذا الجدار ،جراء توالي الاستقالات في صفوف الأحزاب الداعمة لترشح الرئيس المنتهية ولايته، وانسحاب مترشحين و استقالة نواب من الهيئة التشريعية وكوادر حزب الرئيس ،وانضمام قوى تاريخية للحراك ، وأبرز هذه
منظمة قدماء المحاربين الذين حاربوا فرنسا ،و يعتبر عبد العزيز بوتفليقة واحدا منهم فتخلوا عنه.
كل مكونات الشعب الجزائري تنصهر في بوتقة رفض العهدة الخامسة ،وتنوعت مشارب الرفض لما يسمى بالاستمرارية،يعني بقاء الرئيس ولاية اخرى ،وهو لم يعد قادر على أداء مهامه الدستورية ، نظرا لوضعه الصحي،والذي يشارف حتى العجز عن القيام بحاجاته الشخصية ،فكيف له أن يسير دولة بحجم الجزائر، رغم انه طلب سنة واحدة قصد ترتيب تسليم السلطة ، لكن حدة الرفض للعهدة الخامسة توسعت بلاعبين جدد ، يقول قائل في عنفوان صحته لم يقدم الإضافة النوعية على سيرورة النظام ،لقد شاخ هذا النظام ،ولم يعد قادر مواكبة التطور الحاصل في المجتمع الذي اصبح واعي و لم يعد من السهل استمالته ،لقد استفاق الشعب من السبات الذي خيم عليه في عشريتين ،من الحكم الفردي ،والانفراد بالقرارات المهمة .هذا الرئيس لم يتشجع مرة واحدة طيلة عشرون سنة من التربع على سدة الحكم ،ان ينزل الى قبة البرلمان ،لمخاطبة ممثلي الشعب في هذه الهيئة الدستورية ،ولقد قرأ العديد من المحللين ،هذا النفور من الرئيس للمجلس الوطني الشعبي (البرلمان)على أنه استكبار و تعنوت ،وأن القاضي الأول للبلاد لا يعطي أهمية للهيئة التشريعية ،فكيف بالشعب الذي ٱنتفض في الجزائر من أقصاها إلى أقصاها، يرضى برئيس لا يصغى لآهات ممثلي الشعب الذين نعتهم بطيبات الحمام ،و خضرة فوق الطعام مثل منقول في المثل الجزائري ،أي ليس لهم أهمية في عرف عبد العزيز بوتفليقة ،طريح فراش المرض ، و الزناديق في محراب السياسة ،يوردون له ولاية اخرى لمدة خمس سنوات في قصر اامرادبة ،حتى يموت و هو على كرسي الرئاسة ،وتسوى له جنازة رئاسية ،عبد العزيز بوتفليقة منفصل عن شعبه ،الذي صوت البعض منه له العديد من المرات معتقدا بأنه الرجل المخلص،لم يكون مخلص إلا للدائرة محيطة به ،و التي فتح لها خزائن الجزائر ،لتغرف منها كما تشاء ،لقد ظهرت بورجوازية متوحشة فائقة الثراء ،وإزدا الفقير فقرا ،هذه هي حصيلة المخلص،الذي أتى على اكتاف الجنيرالات
كان همهم الوحيد الإفلات من المساءلة أمام المحاكم الدولية
الطوفان الشعبي يغزو الشوارع في الجزائر كل جمعة متواصل إلى أن يرضخ النظام و زبانيته ،لمطلب الشعب و الذي رفع سقف مطالبه ،إلى زوال هذا النظام والتأسيس لجمهورية ثانية ،الذي قالها بصوت يرتد صداه في ربوع الجزائر ،التي تم صرف فيها ألف مليار دولار ،في عشرون سنة ،ولم تظهر ثمرة هذا المبلغ الكبير ،ماعدا ظهور رجال أعمال من العدم ،أصبحوا أثرياء من خزائن البنوك الجزائرية
وهم حاليا بوق عرابي الاستمرارية ، لم يلمس الشعب الطفرة من هذا المبلغ الكبير ،في دولة لها كل عوامل الصعود ،تتوفر على الإمكانيات البشرية والمادية ،من ثروات في كل المعادن .
لكن هناك شئ يحضر من قبل المؤسسة العسكرية ،إذ يبدو أنها كسرت عصى الطاعة ،ولم تعد. متحمسة. للعهدة الخامسة في ظرف أربعة وعشرين ساعة تغيرت لهجة المؤسسة العسكرية حيال الحراك الشعبي، و فبعدما كانت تصف المنتفضين بالمغرر بهم، و تأخذ منحى التهديد و الوعيد ،بدت النبرة تخف وتم حذف كلمة المغرر بهم من الحديث عن الحراك الشعبي و أصبحت تأكد على أن المؤسسة العسكرية منسجمة مع ارادة الشعب ،وهذه واحدة من بوادر تصدع الجدار ،وأصبح عبد العزيز بوتفليقة بين كماشة الشارع و الحلقة المحيطة به و التخلي عنه ،وهذا مؤشر على أن المؤسسة العسكرية رفعت الغطاء عن عبد العزيز بوتفليقة
نتنبأ بأن الانفراج سيكون قبل 13 مارس آذار
وهو آخر يوم أمام المجلس الدستوري للإفصاح عن قائمة المترشحين لانتخابات 18 أبريل نيسان 2019 ،إن لم يحدث طارئ و تأجيل الانتخابات ،لأن الجزائر في هذا المقاة حبلى بالأحداث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق