مصر وفلسطين قلب واحد وتاريخ مشترك/ سري القدوة

لقد كانت القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى منذ عام 1948 وكان واضحا الاهتمام الكبير بالقضية من قبل القيادة المصرية وخاصة الرئيس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث اعتبرها جزءاً من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية، لذا كان ينظر اليها وكأنها جزء من مصر، وعلى نفس النهج يستمر الرئيس عبد الفتاح السيسي معتبرا ان فلسطين  هي قضية الامن القومي المصري، والآن تسعى القيادة المصرية وبشتى الطرق لضمان اقامة الدولة الفلسطينية، وللتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة، ولم تكن العلاقة بين مصر وفلسطين هي علاقة الجوار فقط بل هي علاقة الدم والتاريخ المشترك فكانت غزة حارسة البوابة الجنوبية لمصر وهي عمقها التاريخي والحضاري، وقد عمدت هذه العلاقة بدماء الشهداء الابطال الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين وشكلت هذه العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري محورا هاما لاستمرار التعاون المشترك وقدمت مصر المساعدات الي الشعب الفلسطيني فى شتى مجالات الحياة وساهمت في دعم صمود الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، ومما لاشك فيه بان هذه العلاقات التاريخية كانت بمثابة العمود الفقري للثورة الفلسطينية على مدار التاريخ الفلسطيني المعاصر، ومن اجل استمرار هذه العلاقات وتطويرها ومن اجل بناء علاقات قوية ومتينة يقوم وفد حكومي فلسطيني برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد اشيتية بزيارة تاريخية هامة لجهورية مصر العربية لتوقيع العديد من بروتوكولات التعاون في شتى المجالات ومن اجل الانفكاك الاقتصادي مع الاحتلال والاعتماد على الاقتصاد الفلسطيني في مرحلة البناء الوطني وتلبية لحاجيات ابناء شعبنا المعيشية الهامة وتأتي هذه الزيارة الكبيرة والتاريخية في ظروف حرجة ومهمة حيث تمارس حكومة الاحتلال عدوانها الشامل وتفرض حصارها علي القيادة الفلسطينية .
ان الجهود المصرية الكبيرة هي بمثابة الرئة التي يتنفس بها الشعب الفلسطيني، وأننا نعرب عن تقديرنا الكبير لدور الرئيس عبد الفتاح السيسي وللقيادة المصرية والشعب المصري الشقيق، على الدعم المتواصل الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني، واستمرار الجهود المصرية ايضا من اجل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حيث لا معني لجهود التهدئة في ظل استمرار العدوان علي الاراضي الفلسطينية واستمرار الانقسام الفلسطيني والسيطرة من قبل حركة حماس علي قطاع غزة .
ان التعاون مع مصر في هذه الظروف الراهنة يحقق اهداف القيادة الفلسطينية بالانفكاك التدريجي عن حكومة الاحتلال خاصة في المجالات الاقتصادية والحياتية والتنموية الحيوية بالنسبة للشعب الفلسطيني، وأن تبادل بروتوكولات ومذكرات تفاهم وتعاون بين الجانبين وعلى كافة المستويات التجارية والاقتصادية والعلمية والأكاديمية التعليمية والطبية والأمنية والثقافية والإعلامية وفي العديد من المجالات حيث سيتم التوقيع على بعض منها خلال زيارة الوفد الوزاري للقاهرة برئاسة الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني، إضافة إلى ترتيب زيارات ثنائية للوزراء لاحقا للتوقيع على ما تبقى من هذه البروتوكولات .
وضمن حملة الحكومة الفلسطينية من اجل الانفكاك عن الاحتلال تم توقيع العديد من الاتفاقيات للتعاون مع كل من العراق والأردن الشقيق في يوليو الماضي وجرى توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تساعد الدولة الفلسطينية  على الانفكاك عن الاحتلال وبناء اقتصاد فلسطيني مستقل، وكانت هذه الزيارات ناجحة وفاعلة وتهدف الي بدء الخطوات العملية والفعلية من اجل الانفكاك التدريجي عن الاحتلال الاسرائيلي وتعميق العلاقات مع الدول العربية على طريق بناء الاقتصاد الوطني الفلسطيني .
وسبق أن قرر المجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير) ضرورة إعادة تحديد العلاقة مع حكومة الاحتلال بما يشمل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وما من شك ان الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية وتبذلها هي في محل تقدير الشعب الفلسطيني من اجل ترتيب الأوضاع والتعامل مع التطورات في الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني واستمرار الحفريات في القدس المحتلة، وهدم ومصادرة منازل المواطنين، واستمرار المجابهات مع مسيرات العودة السلمية والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة، وان هذه التحركات والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل المحافظة على استقرار الأوضاع في المنطقة العربية عموماً وتجنيب العديد من الأقطار العربية أي توتر ينعكس سلباً على أمنها الوطني والقومي، وأننا نؤكد علي اهمية وضرورة استمرار جهود مصر على كافة الاصعدة الإقليمية والدولية من أجل استئناف جهود عملية السلام المتوقفة والعمل على الدعوة لإقامة مؤتمر دولي للسلام وفقا لمبدأ  حل الدولتين والقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية القائمة على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق