لقد أثبتت الحركة العمالية الفلسطينية وهؤلاء العمال الذين يعملون بصمت ويبحثون عن رغيف الخبز في ظل الظروف القاسية بأنهم يستحقون العمل من اجلهم ورفع شأنهم والحفاظ على حقوقهم فالعمال في فلسطين يعيشون ظروفا استثنائية حيث يتعرضون لممر الذل والإهانة والاستغلال من قبل سلطات الاحتلال ويعملون في ظروف قاسية وبدون الحصول على تغطية اجتماعية وفقا للتشريعات الخاصة بالعمل وما يتم إقراره بهذا الشأن عالميا ويعملون في ظل غياب منظومة القوانين التي من شانها الحفاظ على حقوقهم وتلك التجربة الأخيرة في ظل انتشار وباء كورونا أثبتت اننا بحاجة الى بلورة قوانين عمل تحافظ على حقوق العمالة الفلسطينية وتضمن حق العامل في الحصول على التقاعد والاشتراك في نظام التقاعد وتطوير هذه التشريعات والمنظومة لتشمل جميع العاملين سواء في القطاع الخاص او القطاع الحكومي مع ضمان حق المواطن الذي يكون بدون عمل الحصول على الحد الداني من الحقوق والمتطلبات الأساسية للمعيشة وظروف الحياة وتوفير له الإمكانيات والبيئة المناسبة للانخراط في صفوف العمل بالإضافة الى ضرورة تطوير قطاعات التدريب المهني والتكنولوجيا وفقا لمتطلبات سوق العمل في فلسطين وضرورة الاستفادة من التجارب العربية والدولية بهذا الخصوص.
ان عمال فلسطين والحركة العمالية الفلسطينية وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هم أحوج ما يكونون فيها إلى تعزيز وتطوير وعيهم وتنظيمهم النقابي والسياسي وخاصة في ظل ممارسات الاحتلال وحصاره الظالم ووطأة الاحتلال والحصار والعدوان كما يتطلع الكل الوطني الى استكمال الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام والاستبداد في قطاع غزة ووقف التهريب عبر واستغلال العمال للعمل بطرق غير شرعية وغير قانونية والعمل علي انهاء الانقسام.
إن شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الوضعية التي يعيشها الجميع والكل الوطني يتطلع الي ضرورة وضع حد لسياسة تأكل رواتب الموظفين وتوفير الحد الأدنى من تشغيل الموظفين وتخفيض الضرائب وتطبيق القانون الفلسطيني بتحديد الحد الأدنى من الأجور وتوفير فرص عمل للعمال المتعطلين عن العمل ووضع حد لطابور البطالة والخرجين وتوفير فرص عمل لهم وتوفير حياة كريمة لأبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات والدول العربية وحمايتهم وتوفير العلاج الصحي لهم وخاصة في ظل التدخل الأمريكي المستمر لإيقاف مساعدات وأنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وعدم الوفاء الدولي بالالتزام تجاه الشعب الفلسطيني.
اننا في يوم العمال العالمي نحيي أبناء شعبنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الذين يخوضون اروع صفحات النضال من خلال التضامن والوفاء للحركة الأسيرة التي تقوم بإضرابات متواصلة عن الطعام دفاعاً عن حقوقها ولوقف الانتهاكات الوحشية العنصرية من سلطات الاحتلال والسجون ضدها حيث يسهم عمال فلسطين بدورهم الطليعي في النضال الوطني ويقف عمالنا بكل قوة وثبات ووفاء إلى جانب نضال الأسرى المضربين عن الطعام وصولاً إلى تحقيق مطالبهم في إلغاء العزل الانفرادي كونهم أسرى حرب بما يصون كرامتهم الإنسانية على طريق تحريرهم من أسر الاحتلال البغيض.
في يوم العمال العالمي لا بد دعم عمال فلسطين وأننا نقول يا عمال فلسطين اتحدوا ضد الظلم ومن اجل الحرية والاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلة وندعو العالم بكل مؤسساته وجمعياته الحقوقية والإنسانية الى توفير الحماية لعمال فلسطين ومساعدتهم في العيش بعيدا عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس بحق العمال من ملاحقه ومطاردة واعتقال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق