وتهجَعُ عندَ شاطِئِكِ الخُطوبُ
تُكَحِّلكِ السّماءُ بكلِّ سِحْرٍ
وتخشعُ عندَ رِفْعَتِكِ القلوبُ
ويذبَحُكِ الجُنونُ بكُلِّ حِقْدٍ
وتَخْنُقُكِ الجَهالةُ والعيوبُ
يُدجِّنكِ الطُّغاةُ لأجْلِ غُنْمٍ
وتَجلُدُكِ الطَّوائِفُ والكُروبُ
ويغسِلكِ المُحيطُ غَدَاةَ إثْمٍ
فيُشرِقُ مِن سَناياكِ الغُروبُ
ونَنْهلُ مِن مَدامِعِكِ رُواءً
ونُبعثُ مثلما فجْرٌ دؤوبُ
َدَأَبْنا مُذْ حضاراتٌ تغَاوَتْ
نُهَدْهِدُها ونَحْضُنُها الدُّروبُ
ونُعلي هَامَةَ الإنسانِ خُلْقا
ونُكْرِمُهُ بِما يقْضي الوُجوبُ
تُرَى بيروتُ لمْ ينْفعْكِ طُهْرٌ
ولا شفَعَتْ لِزَنْبَقَةٍ طُيُوبُ؟!
مَليْكَتُنا وقَدْ أضْحَتْ هبَاءً
ومَزَّقَ جِلْدَها وَحشٌ غَضُوبُ
على الأهْدابِ وَمْضٌ وارْتِعاشٌ
على الخَدَّينِ ترْتقِصُ النُّدُوبُ
ويَنقَشِعُ الجَبينُ وقَدْ تشَظَّى
وَأَحْكَمَ طَوْقَهُ ذَاكَ الشّحُوبُ
وتَنْدَلِعُ الحَرَائِقُ في حَشَاها
ولا غَدَقٌ لِيُخْمِدَ اوْ سَكوبُ
وكانَتْ درَّةَ الشُّطْآنِ طُرَّا
رَذاذًا منْ رحِيقٍ لا يَذُوبُ
وبَيروتُ البُطُولةُ والمَعانِي
وبيرُوتُ الّتي قالوا اللعُوبُ
وتحْترِفُ الجَمالَ على هَواها
وتعبَثُ مِثْلما طِفلٌ دَعُوبُ
ومَدرسةُ الحُقوقِ وَكَمْ عُقُولٌ
بِمَا زَخَرَت على الدُّنيا تَجُوبُ
كتابٌ في المَحَبَّةِ والتَّلاقِي
وإرْثٌ مِنْ حَضاراتٍ مَثُوبُ
لَكَمْ اوذيتِ مِنْ غَدْرِ التَّآخِي
وَكَمْ نهَشَتْ مَحَاسِنَكِ النُّيوبُ
مَكامِنُ للخِيانَةِ والدَّمارِ
تنامُ وفي سَرِيْرَتِها الوُثُوبُ
لَهَا في ذِمَّةِ الاحْقادِ دَيْنٌ
وفي سُوقِ الرَّقيقِ لها ضُروبُ
وَيَنْفجِرُ المساءُ وقَدْ تلَظَّى
فَمَزّقَ فُلَّهَا مَوتٌ غَصُوبُ
أبَيروتُ التِي بُعِثَتْ مِرَارًا
سَيرضَيها المسَاقُ وما يشُوبُ؟!
سَنَمْسَحُ جُرْحَها وكَمَا دَرجْنَا
سَنُخْصِبُها النُّدوبُ والثُّقُوبُ
وَنُنْبِتُها بِما جَادَتْ سَمَانا
بماءٍ ليْسَ يُدْرِكُهُ النُّضُوبُ
وفِينيقُ الذي أضْحَى رَمادًا
سَيُبْعَثً مِثلمَا نَسْرٌ شَبوبُ
ونَسْألُكِ السَّماحَ لِمَنْ تَجَنَّى
ونَسْألُكِ الشّفاعَةَ كَيْ يتُوبوا
وَعَلاَّم الغُيوبِ بنا عَلِيمٌ
ولاتَ بِرَأفَةٍ تَفِدُ الغُيُوبُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق