زيتونُ العيونِ/ د. عدنان الظاهر

     


                            

أتوالى أنفاسا

قَفَصاً يتفصّدُ قُضبانا

زيدي رُمّانَ عقيقِ الصدرِ ضَراما

ناقوسٌ يُصغي لهديلِ يمامِ غرامِ

أغواها شيطانُ كنيسةِ أجراسِ

أنْ تقضِمَ حَبَّ مرارةِ فكِّ الأسرِ

مارستُ التحليقَ بعيداً حُرّا

تحليقَ الأُفُقِ العالي

أقفو آثارَ حَمْامِ الشوقِ الشرقي

صُبّي زيتونَ العينينِ لكي أشفى

وأُداري باقي عِلاّتي شيئاً شيئا

فيكِ المرأى والُلقيا والمنأى

وعذابي في لوحِ التكوينِ الصخري

أشتاقُ ـ بلى ـ أشتاقُ كثيرا

وأعودُ أُقلّبُ ما قالَ النجمُ الساقطُ يوما

زيتُكِ يُشفيني طِبّا

من ذبحةِ قلبِ الصدرِوجبرِ كسورِالصبِّ

يهواكِ عليلا

يهواكِ إذا ما قامَ قويّا

عيناكِ الطبُ الشافي نجما إقلاعي

في جَسَدِ الموجِ الضاربِ في جُبٍّ عُمْقا

ضيئي صبرَ البحرِ فإني أعمى يَمّا

أسعى لأُتمّمَ قُرباني نِذرا

صَمْتاً وجلوسا

الوقتُ الراهنُ أشباهُ حِدادِ

ما فاتَ كثيرٌ

وكثيرٌ ما يأتي هل يأتي زِلزالُ ؟ 

أحدٌ في الدنيا لا يدري 

كفكفْ دمعَ الجفنِ الواقفِ حُزْناً في الصفِّ

سلّمْ مِفتاحَ أمانةِ بيتٍ آواكَ طويلا

لمْ تشهدْ حُزْناً فيهِ

أكملتَ وقاومتَ وفسّرتَ كتابَ التأويلِ

وتحمّلتَ السقفَ الواطئَ يغلي صيفا

نجماً يمرقُ في سطحٍ برّاقا

تأخُذكَ الآفاقُ لشأوِ اللاحقِ بالجوقةِ مسحوقا

مكسورَ النجمةِ والخيبةُ في أعلى رأسِ اليأسِ

هذا ما كانَ ولمْ تألفْ إلاّ هذا

فلماذا تجأرُ بالشكوى وتعلِّقُ ثأراً أعناقا ؟

خَففْ غُلواءَ عِنادِ التجديفِ الأعمى

يُغريكَ فتطفو إفراطا

البحرُ جناحُ التحليقِ لشأنٍ ثانٍ

لا يُغني لا يتسربُ أقداحا ..

رائيها محزونٌ

يَهذي سَهْوا

تسقيهِ مُرَّ البحرِ سَراباً ميْتا

وتُمنيهِ ذَهَبَ الكوثرِ والعنبرِ إبريقاً إبريقا

زيتونكِ سيّدتي زيتونُ

وشرابٌ عَسليٌّ مسقيٌّ تينا

يا مَلَكاً في نشوةِ تحضيرِ

خُضّي مَحْملَ نارِ الشوقِ لِما في العِشْقِ

بُنيانُكِ أعلى من شاهقِ بازٍ في الجوِّ

صوتُكِ يهمي موسيقى شَدْوا

حين صلاةِ الغائبِ حُبّاً فجرا

مذمومٌ من يدنو أو يُعلي صوتا.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق