أشرعة الوجد ديوان شعري غزلي للشاعر عبد القادر مراعبة صدر حديثاً، يقع في 82 صفحة من القطع المتوسط، يحتوي على 74 قصيدة من الشعر الموزون، المصنفة حسب بحور الشعر.
حواس الأشرعة
لون الشاعر الكلمات بألوان معنوية لتكتمل الصورة الشعرية، بمكانها المناسب ونسقها الصحيح، ولفظها الموسيقي مع دقة في التعبير بلا تكلف.
بدت ملامح قصائده التي نسجها في مواضعها الصحيحة نابعة من قوة أمواجه الروحية في البحر الإنساني العاصف المتضارب بعواطف تظهر قدرته على الفرح والحزن بأشجي وارق ما تهتاج في النفس من مشاعر .
وكأن عاطفته بركان ثائر، تتدفق فيها المشاعر بقوة وتستدعي مشاعر القارئ لتشاركها ثورتها.
فلم تكن كلمات على الورق بل معانٍ محسوسة، سيرت الأشرعة وقد تموجت بروح الشاعر، لم تكن الأشرعة مادية، توجه رحلة المسافرين ويستظلون بظلها، بل كانت رحلة وسفر تسري في عصب الروح وتمد القارئ بالحياة تتذوق روح الشاعر وترافقه في سفره، رحلة بالقلب لا بالعيون.
الحواس حركت الأشرعة، وخاضت عباب البحر، وصادرت الدرر الكامنة في إعماق الشاعر، ترسوا على شاطئ الحكمة تارة فتدرك عمق القصيدة
لا يغدرُ الحرُّ الكريمُ حبيبهُ.. والحب طهر لا يباع ويشترى
لا تقربُ الغربانُ غصنَ خميلةٍ.. ما دام في حضن الرياض نسورُ
خاض سفره الخاص، والسفر فيه مشقة و ألم وفيه نسمات رقيقة .
نسج الشاعر قصائده بلا تفاوت أو اختلال بألفاظ جميلة سائغة، سرور وأمل وشجو.
صاغ قصائده بسلاسة ودقة في التراكيب ، صياغة نورانية تضيء المعاني وتحرك الألحان وتلون الكلمات ليصبغ الحياة ويسمع صوت الكائنات ويرى صور مكتملة يتلقى النور من حبيبته الملهمة ويعكسه لتكتمل عناصر أشعاره
فكرة ودودة
أجاد الشاعر نسق البيان في أوزان موسيقية تجسدت في القصائد شكلاً
وروحاً، وأظهرت لطف روح الشاعر وإنسانيته، بلغة بسيطة سهلة اختار كلمات ليست معقدة لائمت الفكرة الودودة ، وكأن الإحساس حياة جديدة ميلاد يغرس في الأرض، ينبت ويزهر وينمو ويخلد ولا يموت
فبذرتُ إحساسي أمامك هائماً.. علّي أراهُ على الترابِ تروَّسا
وكما الشاعر ودود في الحب ودود في الهجر، يعاتب بلين
عذراً حبيبي فهذا الأمرُ يؤلمني.. عُد طيف حب يذيبُ القبحَ بالحسن
فعاتبك الفؤادُ على التجافي... وبالتّحنان أوفاكَ العتابا
لا تهجرُ حباً قد أوفى.. بالعهدِ ونادى بالرّفق
وإني وأن كان العذابُ يؤزّني.. فما زلتُ أرنو للحبيب كعاشق
نظرة سامية
الشاعر ينظر إلى الحب نظرة سامية تتكرر كلمة طهر في قصائده
يا منّ أذبتِ النور في عليائه.. والطهرُ أضحى في سناكِ مغمّسا
أيا حباً طهوراً قد تسامى.. فزانَ الطهرَ من عِظم التسامي
فأنتِ وديعتي وستارُ روحي... وطهرٌ يرتدي ثوبَ السّلام
كفاها.. عفة.. ظهراً.. وقاراً... تُذيبُ الُحرَّ من نار السّموم
وإنَّ المُحبّ لا يُراكِ على المدى .. سوى طيرُ طهر في السّماءِ يُحلقُ
وهيامُ عنترة الأبيِّ بعبلةٍ .. آؤسى لطهر شامخ ومُبجّل
عرفتكِ زهرةً من بيت طهرٍ .. وفيكِ الطهرُ موفورٌ وكافِ
ثيابُ الطّهر تنسجُها بنور... وتكويها بأنسام الصَفاء
الطهر يرافقه الوقار والعفاف
يا من نثرتِ على الوقار وَقاراً ... فغدا عَفافكِ في الفضاءِ مَنارا
الطبيعة والحب
أوجد الشاعر بين الطبيعة والحب لغة مشتركة، وكأن طاقة الطبيعة مدته بطاقة روحية نقية، ودعمت قوى الحياة والنشاط فيه.
رحاب الوجه يا هذا سهولٌ... وفي أرجائها سِرُّ النّقاءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق