من أجيال كهنة الشعر نذهب إلى الشاعر الكنعاني المقيم في رومانيا منير مزيد/ د. هدلا القصار

 



بروفايل (9 )                           من ساحات لا تحتمل أقلام كهنة شعراء العالمين


نضع عين القلم على الشاعر الفلسطيني منير مزيد، لندفئ ما يمنحنا معرفة كينونته،  التي فضحت حقيقة مشاعره نحوى العالم، حيث سلالة الإنسانية ودلالات الذات التي يتم بنـاؤها من مادة صورة، وما تتضمن تجربته ومفاهيمه للمدركات، في طابعه المنسجم مع الأفراد والجماعات..، في أعماله البلاغية المرتعشة في تجربته الأدبية المتأثرة بثقافة العالمين، هذه الثقافة التي قد لا نجدها في واقع عربي محكوم بموجات معاكسة لطبيعة الشعر المنشغل بصناعة الشعر، من اجل الشهرة ، أو الرغبة في  الظهور والوصول عبر اللغة المفبركة... تجاه المواقف العامة .


لنقف الآن أمام جوهرة تجربة الاديب  والشاعر منير مزيد، الذي لم  يضطر إلى تزييف ذاته لإرضاء الآخرين، لا بل تعامل مع الشعر المتوافق مع مشاعره المحتفظ بنقاء جوهره الذي يفوق تصور المتلقي،  الباحث في عين الذات الإنسانية، بأساليبه الأدبية الخالصة، من اجل الوصول إلى مرحلة متقدمة من الإبداع العالمي، لمنهجه المصبوغ بصدقه وأفكاره التي تمثل الروح المتوهجة بالبساطة والمعرفة في طابعه الشمولي، ليحقق توازنه النفسي   . 


انه كالعالم المرتبط باهتمام البشرية الذي يحمل  ضوء الغد، وعمق الحاضر في إيقاعه المتناغم مع الشكل والمعنى، في طرح السؤال عن الوجود المنهجي...، ووضع العالم بين قوسين للوصول إلى اليقين، بصياغات ترسم لغة الزمن الذي يقوم على حركة مخيلته،  ورؤاه المعبرة عن إيمانه بالواقعية المنطوية ،  في  طرح أفكار جديدة تبحث عن الروابط المفقودة من الحياة الحديثة .


إذا نحن الآن أمام موضوعات وصور الشاعر الفوتوغرافية المحافظة على توازنه الانطولوجيا،  في الذات الإبداعية التي ملكته ثقافة عالية في عيون  العالمين، الذي اظهر  قيمته المكانية، وما ينجم من أفق مخيلته، وألوان كلمه الموسيقي، لنتلمس من أعماله الإنسانية والاجتماعية والرومانسية والفلسفية الرؤيوية، مفهوم الهوية الإنسانية عند الشعوب كما يجب، ولنقيم  قريحة موضوعاته، وروعة أسلوبه الأدبي، وكل ما هو  وراء نطاق البصر، الذي أعاده الشاعر إلى  حضور العلاقات القائمة على الإنسان من الداخل في رسائل تجربته  المتميزة بقدراته القادرة على اختراق المظاهر السطحية، لاستخلاص حقيقة ما وراء البشر من الجانب الاجتماعي، والفكري، والوجداني والإنساني ..،  جراء انخراطه بسلك المثقفين من مكانه الروماني، لتطوير وتشكيل أناه الرامية والتعريف بالبيئة الاجتماعية، والطبيعية، والسياسية، والثقافية الحديثة، التي أوصلت الشاعر الفلسطيني منير مزيد،  إلى ابعد من فلسفة الجموع، بروحه المتطوعة للوطن والإنسان ...  من تلقائية  تواصله الثقافي والحضاري مع عالم الغرب، وما حققه في الشتات الأدبي، لزيادة تفعيل قواسم الالتقاء الفكر المنفتح على ادب العالمين ، ليمتمتع بوجدانية مصدرها الحوافز الحياتية، مما قلم  منهجه ووسائل أساليبه، واحتمالاته، وتجليات فكره، وتهجين لغته، التي  صاغت صدقه ...

 

ولنتعرف أكثر على  ثقافات البنية التعبيرية لدي الاديب والشاعر الفلسطيني منير مزيد،  وما يترتب عليه برؤية شاعرنا الذي أوصلنا لمعنى فلسفته ودلالاته الادبية واطروحاته، ورموزه، وإشاراته، ومنظوماته السيميولوجية، في تجربته القائمة على السلام مع النفس، والوطن، والعالم، وما يميز تصوره  للإنسان على الأرض في خطاباته، على غرار الشاعر الروماني فرجيل الهادف إلى إحلال السلام،  وتأثر الأديب والشاعر منير بفلسفة الشاعر  هيومروس، وأرسطو، المتواجدين في أدبه، الساعي لاستحدث كتاباته، وتطوير إبداعات موضوعاته الكتابية والشعرية المنصهرة سيمائيا .  مما أضاف للشاعر التواصل البرغماتي ، في معطياته اللسانية البلاغية، بمعنى كل ما هو لفظي ولغوي في غربته القائمة على تحديد ارتباطه بالتيارات الفكرية الواسعة، ومساره الأدبي، ذات الطابع الإنساني في نثره، وسرده، وقصص موضوعاته، الجامعة جينات الشعر العربي بالعالم المحيط به، ليستحق الوقوف والتأمل في كتاباته التكاثرية، ولتذوق القارئ  معرفة اللغة المتألقة في سطور الشاغر الفلسطيني منير مزيد، المنخرط  بمناهج  تجمع بين الإسلام والمسيحية/ وبين الله والإله/ والسماء والوطن/ والأرض والمهجر/ وجمال الشرق والغرب واللجوء... ، وما يترتب عليه من خسارات..، وكل ما هو سلمي وبصري وروحي في نصوصه التي تصك العبور إلى المستقبل المتوازن مع تجربته القائمة على التفاعل الجدلي في صيحاته التي تنشد الروح المضطربة في تجربته .... 


نبحث من جديد عن أجناس أدب إبداعات تجربته  الملقحة من عدت ثقافات تعكس العالمين بأكمله في تجربة الشاعر  القائمة على الكلمة الحرة، في مرايا الذات، المحلقة في أجواء الشاعر الذي تعاطي مع  لجوء البراءة الإنسانية بكامل جاذبيته، وما يدخل في أسئلته .... الممتلئة بالرؤى المتوازنة، والمستنهضة ثقافات تحمل في جعبتها آفاق فلسفية موغلة  بالتناقضات والخير والشر، والحب والتضحية، العقل والإنسان،  في موضوعاته التي لا تخرج من معجمه المعالج جذوره، ومفاهيمه، واستعمالاته اللغوية  الشاهدة على العصر، والملتحم بهموم نبضه، وقضايا وطنه في مسيرته الأدبية والفكرية ما يحلو له من دلائل تشعل طاقته وأصالته العربية العالمية، التي شكلت رؤاه الفكرية تجاه الوجود والكائنات والأشياء المسربة من الذات التي تقودنا إلى مناطق شعوره المنفرد فيما يراه في كتاباته المخترقة البنية الأدبية والثقافية والاجتماعية، في  رؤاه المستقبلية الأكثر حضورا في كلماته المترجلة من قلمه بأدق تفاصيل الحياة، الظاهرة في تجربته  المعتمدة على الطبعة، والإلهام، والموهبة، والأصالة الشرقية، ومن ثم الصنعة الأدبية المتميزة  بخامة أسلوبه دون تكلف أو زخرفة لغوية في أعماله التي جعلته يقف جنبا إلى جنب مع كبار شعراء العالم..

 لذا يحق للشاعر الذي ترك وطنه "فلسطين"  أن يفتخر به، ويجعله من بين أهم شعرائها المهاجرين المتميزين بإيقاع التعامل مع الحياة والغموض والتفاؤل في كتاباته المفتوحة على درب ما لا نهاية . 

 وما زلنا نحمل ما لا تتسع أوراقنا أعمال الشاعر الأدبية التي سبق واختزلنا تصنيفها فيما مضى بعنوان "  ( شاعر لم تقولبه القصيدة ولم تصنعه الكلمات ) ما يعني انه خارج  التغطية النقدية والإعلامية، لتجربته التي حملت الكثير من الإلهام،  والاستفهام، والصور، والشكل ،والخيال الموحي بأحلام يحملها  الشعر في غربة الشاعر الخالصة ومن احدي حكايات غربة الروح  :

"حكايةٌ فلسطينية"

لا أدري مَنْ أنا غيرَ أنَّني دوماً

أَنسلُّ بعيداً

حائراً

عائداً إلى مُروجِ الذكرياتِ

حاملاً روائحَ و ذكرى الأنبياءِ..

أُحدِّقُ في صميمِ الصمتِ

أرى أرواحاً صافيةً

أسراباً من ظِلٍّ و نورٍ

تئِنُّ حولَ نافورةِ الأحزانِ

تَلمَعُ في سكونِ الليلِ الباكيْ

تشتهي جسد َ حُلمٍ

يُفلِتُ من بينِ عِناقِ الموتِ و الحياةِ

اللامتناهِ

يسرَحُ في الأبديَّةِ....


تصعدُ الروحُ سلالم َ السماءِ

مكلَّلةً بشهوةِ الانعتاقِ

تُشرقُ حقيقةُ الحياةِ

بيضاءَ

من قلبيْ ....

غيرَ آبهةٍ بالزمنِ المُتَخَثّرِ

تتعرَّى المعجزةُ في وَهَج ِقصيدةٍ

تُذوّبُ أحزاني في نورِ اللهْ....


آهٍ أيَّتها الأحلامُ

مَنْ وشَمَ حياتي بالتشرُّدِ

سيمضي وقتٌ طويلٌ

قبلَ أنْ تبتلِعَ القصائدُ

هذا الحزنَ الهائلَ

تفتَحَ طريقاً لفجرٍ جديدٍ

غنيٍّ بالمغامرةِ

يـأبى إلاَّ أنْ يُتِمَّ تشكيلَ معجزةٍ

تأخُذُنا

لنستريحَ على صدرِ حوريَّةٍ

تنتظر عودتَنا....


آهٍ أيُّها الحزنُ الصاعدُ إلى السماءِ

هَلْ تَتذكّرُ طوفانَ الحبِّ الشهيِّ

جنيناً في بِذرةِ الألَقِ الصافيْ

تختزِنُ في أعماقِها كلَّ الأحلامِ الساحرةِ

و مِنْ ثَديِها رضَعَ حليبَ الحكايا..


وأنتِ أيَّتها الأسرارُ

يا من تُخفِينَ في أعماقِكِ بذُورَ حياتيْ

و تُلقِينَها في التِيه

تتساقَطُ عليها دموعُ أضويةٍ مهاجرةٍ

تنمو سنابلَ و قمحاً للهذيانْ

لم أكنْ أريدُ أكثرَ مِنْ وضْعِ الغَيمِ في سلَّتِي

أو لمسِ ريحٍ تتسرَّبُ من شقُوقِ الماءِ....

يا مَعبَدَ الزمنِ

يا من يحتوي قرابينَ أحزانيْ

كانتْ البلابلُ تشدو على نافذةِ قلبِي

و السماءُ تُدردِشُ مع حقولِ الزيتونِ

تهمِسُ في روحيَ عطرَها

قبل أن تتكاثَرَ الأفاعيْ في أحشاءِ الزنابِقِ

في عُروقِ الياسمينِ و الجُلَّنار

و يفترِسُ قطيعُ الذئابِ حُملانيَ البيضاءَ

الخضراءَ  .. الصفراءَ .. الزرقاءَ.... ..

و يسطُو القراصِنةُ على قارَبي

على كُتبي و قصائِديْ..

على فساتِينيْ المطرَّزةِ بالذهبِ

و شراشِفي الحريريَِّةِ .. ..


و الآنَ يا أيُّها الزمنُ المتورِّمُ بالظُلم

اِنطفأَتْ أحاديثُ الجَدَّةِ

و حديثُ الحصى المُحترقِ في الطوابِينِ ....


وأنتَ أيُّها الهاربُ مِن نفسيْ

مِن زوايا الخرابِ لملكوتِ الحُلمِ

ماذا تبقَّى لنا غيرُ عالَمٍ

يتحوَّلُ بأكمَلِه إلى كُتَلٍ مِن رمادٍ

يدَّثَرُ سنواتِ انتظارٍ تَنْمو  فينا ..

انتظِرْني لكي أموتَ معكْ.. ..

كِلانا لا يملِكُ مأوى غيرَ تلكَ المأساةِ

حياتُنا مخمورةٌ بالقهرِ

أدمَنْتُ أفيونَ الضياعِ.. ..

أبي لا يزالُ منفيَّاً

في قبرِهِ الغريبِ

ينتظِرُ نُموَّ زيتونةٍ

تأبى النمُوَّ في المنافيْ

و أمِّي تنظُرُ صباحَ مساءَ

إلى مرايا احتراقيْ

تحتسيْ جمرَ الغيابْ..


لا أدري مَنْ أنا غيرَ أنَّني دوماً

أَنسلُّ بعيداً

حائراً

عائداً إلى مُروجِ الذكرياتِ

حاملاً روائحَ و ذكرى الأنبياءِ..

أُحدِّقُ في صميمِ الصمتِ

أرى أرواحاً صافيةً

أسراباً من ظِلٍّ و نورٍ

تئِنُّ حولَ نافورةِ الأحزانِ

تَلمَعُ في سكونِ الليلِ الباكيْ

تشتهي جسد َ حُلمٍ

يُفلِتُ من بينِ عِناقِ الموتِ و الحياةِ

اللامتناهِ

يسرَحُ في الأبديَّةِ....


تصعدُ الروحُ سلالم َ السماءِ

مكلَّلةً بشهوةِ الانعتاقِ

تُشرقُ حقيقةُ الحياةِ

بيضاءَ

من قلبيْ ....

غيرَ آبهةٍ بالزمنِ المُتَخَثّرِ

تتعرَّى المعجزةُ في وَهَج ِقصيدةٍ

تُذوّبُ أحزاني في نورِ اللهْ....


آهٍ أيَّتها الأحلامُ

مَنْ وشَمَ حياتي بالتشرُّدِ

سيمضي وقتٌ طويلٌ

قبلَ أنْ تبتلِعَ القصائدُ

هذا الحزنَ الهائلَ

تفتَحَ طريقاً لفجرٍ جديدٍ

غنيٍّ بالمغامرةِ

يـأبى إلاَّ أنْ يُتِمَّ تشكيلَ معجزةٍ

تأخُذُنا

لنستريحَ على صدرِ حوريَّةٍ

تنتظر عودتَنا....


آهٍ أيُّها الحزنُ الصاعدُ إلى السماءِ

هَلْ تَتذكّرُ طوفانَ الحبِّ الشهيِّ

جنيناً في بِذرةِ الألَقِ الصافيْ

تختزِنُ في أعماقِها كلَّ الأحلامِ الساحرةِ

و مِنْ ثَديِها رضَعَ حليبَ الحكايا..


وأنتِ أيَّتها الأسرارُ

يا من تُخفِينَ في أعماقِكِ بذُورَ حياتيْ

و تُلقِينَها في التِيه

تتساقَطُ عليها دموعُ أضويةٍ مهاجرةٍ

تنمو سنابلَ و قمحاً للهذيانْ

لم أكنْ أريدُ أكثرَ مِنْ وضْعِ الغَيمِ في سلَّتِي

أو لمسِ ريحٍ تتسرَّبُ من شقُوقِ الماءِ....

يا مَعبَدَ الزمنِ

يا من يحتوي قرابينَ أحزانيْ

كانتْ البلابلُ تشدو على نافذةِ قلبِي

و السماءُ تُدردِشُ مع حقولِ الزيتونِ

تهمِسُ في روحيَ عطرَها

قبل أن تتكاثَرَ الأفاعيْ في أحشاءِ الزنابِقِ

في عُروقِ الياسمينِ و الجُلَّنار

و يفترِسُ قطيعُ الذئابِ حُملانيَ البيضاءَ

الخضراءَ  .. الصفراءَ .. الزرقاءَ.... ..

و يسطُو القراصِنةُ على قارَبي

على كُتبي و قصائِديْ..

على فساتِينيْ المطرَّزةِ بالذهبِ

و شراشِفي الحريريَِّةِ .. ..


و الآنَ يا أيُّها الزمنُ المتورِّمُ بالظُلم

اِنطفأَتْ أحاديثُ الجَدَّةِ

و حديثُ الحصى المُحترقِ في الطوابِينِ ....


وأنتَ أيُّها الهاربُ مِن نفسيْ

مِن زوايا الخرابِ لملكوتِ الحُلمِ

ماذا تبقَّى لنا غيرُ عالَمٍ

يتحوَّلُ بأكمَلِه إلى كُتَلٍ مِن رمادٍ

يدَّثَرُ سنواتِ انتظارٍ تَنْمو  فينا ..

انتظِرْني لكي أموتَ معكْ.. ..

كِلانا لا يملِكُ مأوى غيرَ تلكَ المأساةِ

حياتُنا مخمورةٌ بالقهرِ

أدمَنْتُ أفيونَ الضياعِ.. ..

أبي لا يزالُ منفيَّاً

في قبرِهِ الغريبِ

ينتظِرُ نُموَّ زيتونةٍ

تأبى النمُوَّ في المنافيْ

و أمِّي تنظُرُ صباحَ مساءَ

إلى مرايا احتراقيْ

تحتسيْ جمرَ الغيابْ..


يتبع

مع "فينو مينولوجيا" الشاعر الجزائري ميلود حميدة 


ماركس بين رؤيتين متناقضتين/ نبيل عودة



هناك قول هام لماركس يناقض ما قاله عن احتلال الآلة مكان الانسان ما سيزيد املاق العمال، قال: "إن العصور الاقتصادية تختلف عن بعضها البعض ليس بما تنتج بل كيف تنتج وبآية أدوات عمل"!!

 للأسف هذا الموقف لماركس لم ينعكس على تحليلاته للنظام الرأسمالي، والتغييرات التي بدأت تعصف بما كان سائدا في مرحلته الأولى. حتى مدعي الماركسية تمسكوا بأقوال ذكرها ماركس في بداية تحليله للنظام الرأسمالي وتجاهلوا هذا القول الذي يعتبر عمليا تطويرا لما طرحه في بداياته من رؤيته انه مع دخول الآلات يشرع العامل في الصراع ضد وسيلة العمل ذاتها، (أي الآلة التي ستحل مكانه)، التي ستسبب املاقه حسب الرؤية العتيقة لماركس، فيهب العامل ضد هذا الشكل المحدد لوسائل الإنتاج بوصفه الأساس المادي لنمط الإنتاج الرأسمالي الذي سيقود الى المزيد من املاقه. بينما الواقع ان الآلة لم تزيد املاقه بل ضاعفت الإنتاج مرات عديدة، وزادت الثروة الاقتصادية التي قادت أيضا الى تحسين شروط العمل وتسهيل الانتاج ومضاعفته وزيادة الأجور للعامل الذي أصبح صاحب خبرة تقنية بتشغيل الآلات أيضا مما ضاعف الإنتاج بشكل غير مسبوق، ولم يعد عاملا عضليا فقط بدون معرفة التقنيات الحديثة لآلات الإنتاج.

مثلا: منذ أواسط القرن العشرين نلاحظ ان التطور العلمي التكنولوجي بدأ بقفزات هائلة، أدوات الإنتاج تتبدل وتتطور سنويا أو ما دون ذلك أحيانا .. من الآلة البسيطة الى الآلة الميكانيكية، ومنها الى الآلة الالكترونية، ودخل عالم الهايتك في الإنتاج، العمل العضلي يخلي مكانه للعمل الفكري حتى في الصناعات الثقيلة. أدوات تنفيذ المهمات المهنية تتطور باستمرار. إنتاجية العمل تضاعفت بشكل لا يمكن مقارنتها مع المراحل السابقة. الثروة تضخمت بشكل أسطوري .. العامل المهني اليوم يجدد أدوات إنتاجه بسرعة تزيد عشرات المرات عن القرن التاسع عشر، ما طور في القرن التاسع عشر بكل سنواته المائة ، تطور في القرن العشرين كل سنة تقريبا .. وفي القرن الحالي (الواحد والعشرين) بسرعة أكبر، أحيانا كل شهر او كل اسبوع .. تطوير الآلة فرض ضرورة تطوير جيل جديد من العمال التكنوقراطيين، أصبح صاحب العمل مضطرا إلى شراء مهنيتهم بإغراءات المعاش وشروط العمل.

ان الثورة العلمية التكنولوجية أصبحت تشكل انقلابا اجتماعيا واقتصاديا في حياة المجتمع البشري. هذا الانقلاب لم يأخذ مكانته بشكل كامل في الأدبيات الاقتصادية – الاجتماعية لليسار عامة واليسار الماركسي (الشيوعي) خاصة وبالتحديد.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا بالغ الأهمية: هل يمكن التعامل مع النظام الرأسمالي بنفس العقلية التي سادت المجتمعات البشرية قبل الثورة العلمية التكنولوجية؟

جرى اختراق الأجور وشروط العمل الى اتفاقات عمل عامة واتفاقات عمل خاصة. أي اختفى كل مفهوم الصراع الطبقي التناحري، لم يعد العامل عبدا مضطرا لبيع قوة عمله، بل يختار من يدفع الأجرة المناسبة مقابل قدراته المهنية والتكنولوجية أو الإدارية. المنافسة على العامل المهني فرضت واقعا مختلفا في علاقات العمل .. أي نشا صراع بين أصحاب المشاريع الصناعية لتجنيد العمال المهنيين في مشاريعهم، واتسع  الطلب للعمال المهنيين ذوي الخبرة التكنولوجية، أما غير الملمين بالتجهيزات الآلية فهم هامشيون في الحساب الاجتماعي والاقتصادي وسوق العمل، أصبح صاحب العمل بحاجة ماسة للعمال المهنيين والتكنوقراطيين. أي بات نوعا من التعادلية بين العامل وصاحب العمل. البروليتاريا التي "اكتشفها" ماركس لم تعد بروليتاريا مسحوقة، بل فئات اجتماعية لها مكانتها الحاسمة في عملية الإنتاج. لم تعد الطبقة العاملة هي الطبقة التي صاغ ماركس نظرياته الاقتصادية والفلسفية بناء على فهمه لواقعها.

المجتمع البشري لم يعد نفسه المجتمع البشري الذي حلله ماركس واستنتج من واقعه أحكامه النظرية، خاصة موضوعة الصراع الطبقي التناحري.

ان التطور العلمي والتكنولوجي أحدث انقلابا بتركيبة وتفكير ووعي ومعلومات ومعارف كل الطبقات الاجتماعية بما فيها الطبقة العاملة.

لذا يمكن القول اننا نعيش بداية عصر ما بعد القومية، وليس فقط ما بعد الرأسمالية. هذه الظاهرة بدأتها اوروبا التي كانت دائما في طليعة التحولات الاجتماعية، الثقافية، الفكرية والعلمية. عصر الرأسمالية بمفهومه العتيق، انتهى ويجري تغيير جذري بتركيبة النظام الرأسمالي، نحن اليوم في مراحل ما بعد الرأسمالية ما بعد الاستعمار / لم يعد اسلوب الانتاج هو المعيار، بل النهج العادل للتوزيعة الاجتماعية للثروة.

شبعنا من ترديد مفهوم الصراع الطبقي التناحري خلال المائة سنة الأخيرة، دون ان نفكر هل حقا برز تأثير هذا الصراع في الواقع الاجتماعي؟

أصبح الحديث عن طبقة عاملة عتيقا مع تطور مجتمع مدني بالغ التأثير والقوة تغيرت المفاهيم أيضا التي تتعلق بالطبقة العاملة.

نحن في بداية عصر "ما بعد القومية"، تماما کما اننا في عصر "ما بعد الرأسمالية" - العصر الرأسمالي (البرجوازي) ساهم بتشکيل القوميات وتعميق ترابطها، الحلقات الضعيفة في تطورها الاقتصادي کانت ضعيفة في جوهرها القومي أيضا وما تزال.. من هنا نجد ان الهوية الدينية تجاوزت الانتماء القومي، وبالتالي أغرقت شعوبها بفکر معاد لأي تطور حضاري.

ان انتهاء العصر الرأسمالي الأول سيضع القوميات على هامش التاريخ. هذه الظاهرة بدأتها اوروبا، تاريخيا کانت اوروبا دائما في طليعة التحولات الکبرى في تاريخ البشرية، تحولات اجتماعية، قانونية، ثقافية، علمية.. الخ، لذلك اوروبا تشکل اليوم الاتجاه الجديد.. الذي سيسود عالمنا في عصره ما بعد الرأسمالي!!

رواية "أنا من الديار المقدسة “وتصحيح الرواية التاريخية/ إسراء عبوشي

 


رواية الفتيان "أنا من الدّيار المقدّسة" للرّوائي جميل السّلحوت. صدرت الطّبعة الأولى عن مكتبة كلّ شيء في حيفا عام 2020، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التشكيليّ طالب الدويك، ومنتجها وأخرجها شربل الياس في 62 صفحة من الحجم المتوسّط.

هذه الرواية الموجهة للأطفال واليافعين تبين مدى قدرة الأطفال على تغير الأفكار والرؤى وتصويب الخطأ، وأدراك الحقيقة، ممكن للطفل أن يكون على صواب ومعلمه مخطئ، إذا كان واثقا من نفسه ولا يخاف، فيعلّم معلمه ويثير في نفسه الدافعية للمعرفة، بناء تلك الشخصية تجبر معلمه على الاعتذار عندما يستدعي الأمر، تربية واعية ورسالة سامية، تقدم الرواية ومضات تكسر منظومة التعليم التقليدية، فالتطور الذي طرأ على شخصية الطالب توجب التغيير.

لم تتمسك مديرة المدرسة بعنادها حول المعلومات التي بحوزتها عن الديار المقدسة، ولم تتقيد بالمنهاج الدراسي الأمريكي، بل بحثت، هنا يبرز دور العلم والثقافة في تغيير المعتقدات الزائفة، استطاع المفكر العالمي إدوارد سعيد من خلال كتابين قرأتهم المديرة تغيير ما ورد في المنهاج المدرسي من تزييف، الكاتب الفلسطيني والعالم والطبيب وكلّ في مجاله له دور نضالي لا يقل عن السلاح، العلم سلاح آخر يشهر في وجه الجهل، ويحارب المفاهيم التي يسوقها العدو، ويكشف زيفها.

الطفلة لينا وزميلتها ميلسّا طفلتان في الصف السادس الابتدائي، استطاعتا تغيير نظرة المعلمة سوزان ومديرة المدرسة جاكلين عن الديار المقدسة، إلى درجة أنهما قامتا بزيارة الديار المقدسة لمعرفة الحقيقة على أرض لواقع.

من خلال تلك الزيارة يقدم الكاتب جميل السلحوت معنى الديار المقدسة، ويعّرف القارئ بمدينة القدس وبيت لحم والناصرة والبحر الميت، يذكر الكثير من الأماكن الهامة، ويذكر تاريخها مثل الأقصى وكنيسة القيامة وكنيسة العذراء وكنيسة الجثمانية وأسواق القدس، ويبين جرائم الاحتلال واثرها التي ساعدت جاكلين وسوزان في رؤية الصورة على حقيقتها، ويُظهر تعاطفهما مع القضية الفلسطينية في حين أنهما أنكرتا وجود فلسطين في بداية الرواية، كان الانطباع عن جنود الاحتلال في فكرها أنهم يحملون أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم، وبعدما رأت الحقيقة على أرض الواقع، أغلقت باب غرفتها في الفندق على نفسها حزنا على الطفل الذي استشهد أمامها، وعلى الأمّ الفلسطينية الثكلى، وقد عرفت التناقض والتزييف في الأخبار المعلنة.

بيّنت الرواية كيف أن المناهج الدراسية الأمريكية تخدم سياسة الدولة المنحازة للرواية الإسرائيلية، وهنا يأتي دور الطالب والمعلم لعدم قبول تلك المناهج والتمسك بالحقائق والدفاع عنها.

في النهاية اعترفت جاكلين" نحن مخّدرون بافتراءات إعلام كاذب عن الصّراع في الشرق الأوسط"، وتساءلت من يحمي الطفولة في هذا البلاد المقدسة؟ الجواب على تساؤلها لا داعي للقلق على أطفالنا ولينا وميلسّا خير دليل على هذا الجيل الذي يحمل سمات قيادية لا يخشى عليه.

الرواية قيمة ويجب ترجمتها؛ لتحارب التزييف في الحقائق، ولتشحذ همم الأطفال؛ ليكونوا بناة غد مشرق حقيقي جميل


لماذا قرر زعيم اليابان عدم الاستمرار في الحكم؟/ د. عبدالله المدني


يقول الدكتور محمود الشتيوي أن "ثقافة الاستقالة هي من مظاهر المجتمع المدني المتحضر، فهي ممارسة سلوكية إيجابية تهدف الى تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية لتصويب وضع قائم في أي مؤسسة بسبب فشل مسؤولها الأول وطاقمه في تحقيق الاهداف الاستراتيجية للمؤسسة، أو لعدم قدرته على قيادتها و تطوير برامجها". ويقول الاعلامي الاماراتي سامي الريامي: "ثقافة تقديم الاستقالة تحملا للمسؤولية سمة رئيسية تميز المجتمعات المتقدمة فكريا، وهي تجسد التطور الكبير في الادارة، وتكرس كيفية وأهمية احترام المناصب والمال العام، وضرورة الإيمان بأهمية الرأي العام واحترامه، كما أنها خير تجسيد للجملة الشهيرة التي نسمعها دائما في مجتمعنا، لكنها لا تعكس كثيرا من الواقع، وهي (المسؤولية تكليف لا تشريف)".

ولا نبالغ لو قلنا أن أكثر تجليات هذه الثقافة نجدها في اليابان، حيث يدرس الفرد الياباني منذ نعومة أظفاره مادة الأخلاق التي تنمي فيه الوعي بالأمانة وتحمل المسؤولية وقيم الانضباط وأداء الواجب واتقان العمل والحفاظ على المال العام.

ومن ينقب في أخبار هذه البلاد يجد أمثلة لا حصر لها عن وزراء وزعماء تقدموا باستقالاتهم لأسباب تبدو تافهة في أعرافنا مثل تلقي أموال لدعم حملاتهم الانتخابية أو حصولهم على هدايا عينية من أنصارهم أو تسبب وزاراتهم في تأخر قطار عن موعده او تسرب مواد غذائية ملوثة إلى الأسواق أو تعطل أجهزة حيوية عن العمل في المشافي أو انقطاع الطاقة في مواسم اشتداد الحرارة، أو حصولهم على تذكرة سفر مجانية، وغيرها.

ومن الأسباب الأخرى التي دفعت زعماء اليابان في أكثر من مرة إلى الإستقالة شعورهم بعدم قدرتهم على قيادة البلاد لاعتبارات متعلقة بصحتهم. وقد رأينا كيف أن رئيس الوزراء السابق "شينزو أبي" قدم استقالته من منصبه طوعا في أغسطس 2020 معللا السبب بالمرض، وهو في عزّ مجده وقوته وشعبيته. وقبل ذلك فعلها رئيس وزراء ياباني آخر هو جونيتشيرو كويزومي ذو الكاريزما والشعبية العارمة الذي ترك السلطة طوعا عام 2009 لشعوره بأنه أعطى كل ما عنده.

ومؤخرا سار على دربهما رئيس الوزراء الحالي "يوشيهيدي سوغا"، الذي خلف شينزو أبي في قيادة اليابان قبل أقل من عام. حيث أعلن سوغا، أنه لأسباب صحية، لن يترشح لقيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في الانتخابات الداخلية المقرر اجراؤها في 29 سبتمبر الجاري (ما يعني خروجه من السلطة تلقائيا) وأنه سوف يكرس جهده لمحاربة جائحة كورونا التي تسببت طريقة إدارته لها في انخفاض شعبيته من 70% إلى أقل من 30%. وبهذا صدقت توقعاتنا التي ذكرناها في مقالات سابقة من أن الرجل، رغم كل مؤهلاته وخبرته الطويلة في دهاليز الحزب الحاكم، يفتقر إلى كاريزما وحيوية سلفه، وبالتالي لن يطول به المقام زعيما لليابان.

وهكذا فإن استقالة سوغا شرعت الأبواب أمام تنافس شخصيات كثيرة تطمح لخلافته، وبالتالي قيادة الحزب الحاكم في الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في أواخر أكتوبر أو خلال نوفمبر القادمين. غير أن هناك من يزعم أن سوغا عائد للسلطة بعد أن يجري تسويات وتحالفات داخل الغرف المغلقة لحزبه، وخاصة مع رجل الحزب القوي "توشيري نيكاي" الذي يوصف بـ "صانع الملوك". كما أن أحد التقارير زعم بأن سوغا تعرض لضغوط من داخل حزبه وحكومته بقيادة نائبه "تارو آسو" كي يستقيل تمهيدا لاختيار شخصية بديله تتمتع بشعبية وجماهيرية أوسع تقود الحزب في الانتخابات العامة القادمة. وهذا تحديدا ما لمح إليه أحد أعضاء مجلس الشيوخ الياباني حينما قال ما مفاده أنه من غير الممكن الفوز في الانتخبات مع زعيم لا يحظى بشعبية كبيرة لأنه حينذاك "سيجرنا جميعا إلى الهاوية".

لكن ما هو السبب في انحدار شعبية سوغا التي تبدو أنها وراء قراره بترك السلطة لغيره؟ 

طبقا للصحف ووسائل الاعلام اليابانية فإن الأمر لا يتعلق فقط بكونه من ساسة الحزب الحاكم الذين ليس لديهم فصيلهم الخاص الداعم بسبب انحداره من عائلة زراعية غير نخبوية، وانما أيضا لارتكابه جملة من الأخطاء خلال عام واحد من وجوده في الحكم. من هذه الأخطاء استبعاده للعديد من الأكاديميين من عضوية مجلس استشاري حكومي ممن لم تعجبه آراءهم، وفشله في الوفاء بوعده حول تحديث واصلاح البيروقراطية الحكومية، وعدم نجاح حملته لانقاذ قطاع الخدمات من تداعيات جائحة كورونا والتي انطلقت تحت شعار "سافر واخرج لتناول الطعام" حيث تبين أن الحملة ساهمت في ازدياد الاصابات، والتباطيء في عمليات تطعيم المواطنين مع تشديد أوامر التعافي في المنزل بدلا من زيارة المنشآت الطبية، وأخيرا عدم استجابته لمطالب شعبية بتأجيل دورة الأولمبياد الصيفية التي استضافتها طوكيو هذا العام.


د. عبدالله المدني

*أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي

تاريخ المادة: سبتمبر 2021 م


إستعراضٌ لكتاب "أيَّامٌ فلسطينيَّة" للمرحوم الدكتور تميم منصور/ الدكتور حاتم جوعيه

 


(ملاحظة : لقد كتبت هذه المقالة التحليليَّة لكتاب (أيام فلسطينيَّة ) قبل وفاة الصديق الكاتب والمؤرح خالد الذكر الدكتور تميم منصور بعدة سنوات )

مُقدِّمة ٌ :       كتاب  : ( أيامٌ فلسطينيَّة )  للكاتبِ  والباحث والمُؤَرِّخ القدير الدكتور " تميم  منصور" يقعُ في 368  صفحة  صدرَ مؤخَّرًا وعلى حساب ونفقةِ الكاتب ( إصدار خاص )  ولم  يُذكَرْ إسم المطبعة  التي  طبعَ  فيها ... ويُستهَلُّ هذا الكتاب بمقدِّمتين -  الأولى :  بقلم  الكاتبةِ  والصحفيَّةِ والشَّاعرةِ الكبيرة " شوقيَّه عروق - منصور" - زوجة مؤلَّف الكتاب الدكتور تميم - . والمقدِّمة الثانية بقلم  مؤلِّف الكتاب نفسه الدكتور تميم  منصور، والمقدِّمتان تعطيان  لمحة ً موجزة ً عن  مواضيع ِ وفحوى  هذا  المؤلَّف وأهميَّتهِ  وبما  يتميَّزُ  بهِ  من  قيمةٍ  تاريخيَّة  وتوثيقيَّة  لفترةٍ  زمنيَّةٍ  تتراوح  من (  أواخر حكم  الأتـراك العثمانيِّين على فلسطين  وحتى عام  1948   )  .      

مدخلٌ  : -    الكتابُ  مُقسَّمٌ  إلى عدَّةِ  مواضيع وفصول ٍ  يتناولُ  الكاتبُ  فيِهِ  معظمَ الأمور والمواضيع  والقضايا  في  فلسطين  قبل عام  48  ( كما  ذكرتُ أعلاه)، مثل : النواحي السياسيَّة  ، الإجتماعيَّة ، الثقافيَّة ، والتربويَّة    والرِّياضيَّة  أيضًا ،  وخاصَّة ً   أنَّ  هنالكَ  الكثير  من الأمور  الهامَّة  التي مازالت مجهولة ً حتى الآن لقطاع ٍ كبير  من  أبناءِ الشَّعبِ الفلسطيني محلِّيًّا وخارجًا وحتى للعالم ِالعربي  وللعالم ِ بأجمعهِ ، مثل : النشاطات  الرياضيَّة والنقابيَّة  والمؤسَّسات  الثقافيَّة والسياسيَّة   .   ففي زمن ِالإنتدابِ البريطاني على  فلسطين مثلاً ً  كانت هنالك حركاتٌ كشفيَّة وجمعيَّاتٌ ونوادي رياضيَّة وفرق  كرة  قدم  وفرق  كرة  سلة  وملاكمين   ومصارعين  على  مستوى  عال  شاركت  في  الكثير من  المبارياتِ  والتحدِّيات  محليًّا  وخارج  البلاد  وحصدَت الجوائزَ والميداليات في نجاحِها وفوزها ... وهذا الأمر لا  يعرفهُ  إلا َّ القليلون …  وكانَ هنالك  العديدُ  من  الصُّحفِ والمجلاتِ  ودور ِالنشر والمطابع   والعديد  من   الأحزابِ  والمؤسَّساتِ   والمنظمات   والجمعيات  والمصانع   والشركات   الكبيرة   على  مختلفِ   أنواعها   ومجال  عملها وتخصُّصها ، والكثيرُ من  المدارس  ومعاهد  العلم  في  جميع  المدن  وفي الكثير  من  القرى الفلسطينيَّة    .   وكانت  بلادُ  فلسطين  قبل  عام  1948 (  الإحتلال اليهودي للبلاد ) تعجُّ  وتزخرُ بالثقافةِ والعلوم والآدابِ وبالتقدُّم ِ  والرّقيّ والإنجازاتِ الحضاريَّةِ والفكريَّةِ  والعمرانيَّة على مختلف ِ  أنواعِها  ، عكس  ما  كان  يُشَاعُ  ويُذاعُ  وما  زالَ  إلى  الآن :  انَّ  فلسطين   كانت  أرضًا بلا  شعب .. أو بالأحرى أنَّ بلادَ فلسطين كانت معظمها غيرَ مأهولةٍ  بالسكان، والعرب القلائل الذين سكنوهَا - حسب زعمهم - (الدعاية الصهيونيَّة والغربيَّة ) كانوا أمِّيِّين وجهلة  ومتأخِّرين  ولا يوجدُ في  فلسطين أيُّ  نوع ٍ من الحضارةِ  والتقدّم  والرّقيِّ ، وجاءَ  اليهودُ المتحضرون في عام  1948   وأسَّسُوا  دولتهم  وعَمَّروا  البلادَ  وأصلحوا الأراضي   وأنشؤوا  الحضارة والعمرانَ والتقدُّمَ  فيها  ... وهذه  الأمورُ يُوَضِّحُها ويطرحُهَا الكاتبُ بشكل ٍ  مُسهَبٍ  وبشرح ٍ  واستعراض ٍ مستفيض  وبتحليل ٍ عميق ٍ لجميع الأمور .  

      بعد  مقدِّمةِ الكتاب مباشرة ً يستهلُّ  الكاتبُ  ُمؤلَّفه ُ بفصل ٍ  ُموَسَّع ٍ عن  موضوع  الحركةِ  الكشفيَّة في  فلسطين  -  متى  تأسَّست  وأهدافها  وقيمها    الإنسانيّة  والتربويَّة والوطنيَّة   .     ويُؤكِّدُ  َويُثبتُ تميم  منصور من ناحيةٍ علميَّة  وتاريخيَّة  أنَّ  جذورَ الحركات  الكشفيَّة ( الكشَّافة ) بدأت  منذ  فجر  التاريخ  وكان  العربُ  هم  رُوَّادَها  ومُؤَسِّسيها  مع  إعطاءِ  بعض ِ الأمثلةِ  والأدِلَّةِ  والشَّواهد  من الكتبِ  والمصادر  القديمة ،  مثل : كتاب ( الحركة الكشفيَّة عربيَّة الأصول -  للشيخ  أحمد الشرباصي ) … وأنَّ  العربيَّ  منذ فجر التاريخ   يعيشُ  في الجزيرةِ  العربيَّةِ ويحيَا  حياة ً  كشفيَّة  ً بحذافيرها  ،  ويقيمُ  بين الوهادِ والجبال ، ويتبعُ مصادرَ الكلإ  ويُلاحظ النجومَ  ويسايرُ  تحرّكاتِ الشَّمس والقمر  َويُحِسُّ  الإحساسَ العميق بحركات الرياح  ِوالأمطار  

وينتبهُ  بدقةٍ  إلى ما حولهُ  من الحيواناتِ  والطيور  والحشرات  والنبات ... وهذا ما  جعلَ  العربَ  يشتهرونَ  ويتميَّزونَ  في  أمورٍ  كثيرةٍ … كالقيافةِ  والفراسةِ   ودراسةِ   الإختلاج ِ  وملاحةِ  النجوم   ومعرفةِ    منابتِ   الكلإ   وملاحظةِ  الطيور وتتبّع الرياح والأمطار  ودراسة  الحيوانات  والحشرات  …  وجميعُ  هذه  الأشياء  والصفات التي  كان  يتمتَّعُ  ويتميّزُ  بها  العربيُّ والبدويُّ  بالمعنى الأدَقّ ، قديمًا، جعلت الشيخ أحمد  الشرباصي  يُؤكِّدُ  بأنَّ العربَ سبقوا غيرَهم  من الشُّعوبِ والأمم  بممارسةِ العمل والنشاطِ  الكشفي   .    وقد  انشؤوا أبناءَهم  وأعَدُّوهُم   لكي  يكونوا  مواطنين  نافعين لأنفسِهم ولمجتمعهم    .     فالعربُ  من  أوائل  ِالشُّعوبِ  وأسبَقِهم  عناية ً  واهتمامًا

بأبنائِهم لينشؤُوا وَيشُبُّوا أصحَّاءً  سليمين أقوياء الأجسام والبنية  …  فكانوا  كشَّافة ً بطبيعتِهم وعاداتهم  وتقاليدهم  .    ويؤَكِّدُ على أنَّ  كلمة َ كشَّافة  هي  في  الأصل عربيَّة   .                                                                            ويتطرَّقُ الكاتبُ بعد  ذلك إلى الحركاتِ  الكشقيَّة وأهمها  في عصر النهضة  ، في  بعض  دول  العالم   .     وبعد  ذلك  ينتقلُ  إلى الحركةِ  الكشفيَّة  في   فلسطين منذ زمن الأتراك  حتى نهاية  فترة الإنتداب ، ويذكرُ فرقَ  الكشَّافةِ   والمُدَرِّبين والنشاطات التي كانت ُتقام  .  لقد كانت الحركة ُالكشفيَّة ُمنتشرة ً  في معظم ِ مدارس  فلسطين  الرسميَّة آنذاك  (  زمن  الإنتداب  للبريطاني )  ومن أهمِّ  معلِّمي الكشَّافة  في  فلسطين الأستاذ عبد الله  تيمور -  من  أصل روسي  -  ( مسلم  من مدينة  قازان  )  والمدرِّب  محيي  الدين  النشاشيبي  وألَّفَ  فرقة ً كشفيَّة ً  في المدرسةِ الرشيديَّة  سنة  1926 ،  ولهُ  العديدُ  من  الكتب الكشفيَّة ،  وقد  إنتُخِبَ  سنة  1943  رئيسًا لجمعيَّةِ  الكشَّاف  العربي  الفلسطيني   .  

      والجديرُ  بالذكر أنَّ  جمعيَّة َ الكشَّافةِ  العربيَّةِ في فلسطين لم   تتعرَّضْ  للتدَخُّلاتِ السياسيَّةِ  فكانت  بعيدة ً عن  السياسةِ  ، ولكن  حكومة َ  الإنتداب  البريطاني كانت تحسبُ لها  حسابًا ولشبَّانِها وأعضائِها  المنتشرين  بالآلافِ   والمدرَّبين  على النظام ِ والتعاون ِ  والإنضباطِ  .   ولهذا  رفضت  حكومة ُ  الإنتدابِ الإعترافَ بهم  كجمعيَّةِ الكشَّاف العربي - الفلسطيني - حتى أواخر   الحرب العالميَّة  الثانيَّة ،  وذلك   بسببِ  ضغطِ   رؤسائِها  المتواصل  على حكومةِ  الإنتدابِ وعلى الجامعةِ  العربيَّةِ  للإعترافِ  بها  .  فتمَّ  المصادقة ُ عليها  : - جمعيَّة  الكشَّافة العربيَّة الفلسطينية وعضوًا في الحركة  الكشَّافيَّة  العالميَّة  وفي المكتبِ الدولي  - . واستمرَّت في نشاطِهَا  حتى عام  1948 .      

    ويتطرَّقُ الكاتبُ إلى الحديثِ عن الزيِّ الكشفي  ويعرضُ النصَّ الشعري  (  نشيد  الكشَّاف )  آنذاك     .   وبعد  ذلك ينتقلُ إلى  فصلٍ  آخر ، في  هذا  الكتاب ، بعنوان  : رُسلُ  الدعوةِ  الإصلاحيَّةِ  إلى فلسطين -  صفحة  41 -  َويُسَلِّط ُ  فيهِ  الأضواءَ على الرِّجال ِ الذين حملوا راية َ الفكر والإصلاح في فلسطين ، وخاصَّة ً  في النصفِ الثاني من  القرن  التاسع  عشر  وفي  فترةِ الإنتدابِ على فلسطين حتى عام  1948  لأنهُ ( حسب قول المؤلف )  يعودُ الفضلُ  لهؤلاء المفكرين  والمصلحين  والطلائِعيِّين  والرَّائدين  في  وضع ِ نواة ِ العديدِ  من الجمعيَّاتِ والمنظمات والأحزاب والإنجازات  في  فلسطين ، وبفضل ِ جهدهِم  انبثقَ  وانتشرَ الوعيُ القومي والوطني والديني واليقظة ُ العلميَّة وكانت  الإنجازاتُ  والإبداعاتُ   في  جميع ِ  الميادين  والمجالاتِ  ...  وأغلبيَّة ُ هؤلاء المفكِّرين  كانوا قد  درسُوا  ونهلوا علومَهم في القاهرةِ التي  سبقت باقي البلدان العربيَّةِ رقيًّا وحضارة ًوتقدُّمًا في مطلع ِالعصرالحديث  . 

     ومنَ الشَّخصيَّاتِ البارزةِ التي  لعبت  دورًا  رائدًا  وهامًّا  في فلسطين : سياسيًّا   ودينيًّا   واجتماعيًّا  وفكريًّا  الحاج   أمين  الحسيني  ( المفتي )  -  رئيس المجلس الإسلامي الأعلى - ، والشيخ أسعد الشقيري والشيخ   المفتي  أسعد  قدوره  وكامل  الدجاني  ... وغيرهم  … إلخ  .    

   وينتقلُ  الكاتبُ  بعد  هذا الفصل ِ إلى  موضوع : المنظمات  العُمَّاليَّة  في  فلسطين - ( صفحة  53-  72 ) ، ذاكرًا  تأسيس النقابات العماليَّة وفروعها  في  مختلف  قرى  ومدن   قبل عام  1948 ،  وأهمّ   نشاطاتها  وإنجازاتها  ودفاعها  عن  حقوق العمال  الفلسطينيِّين  .     وفي  َصدَدِ التنطيم ِ العُمَّالي  كان  آنذاك   ثلاثة ُ  تنظيمات  وهي  :                                                   1 )   جمعيَّة  العمال  العربيَّة الفلسطينيَّة    . 

2 )   جمعيَّة  العمال  العرب  .  

3 )   مؤتمر  العمال  العرب  .    

   ويأتي بعد ذلك  فصلٌ  بعنوان  : الحركة الرياضيَّة في فلسطين -  صفحة  - ( 73 - 120 ) ، ويذكرُ فيهِ أهمَّ  النوادي والفرق الرياضيَّة  على  مختلفِ  أنواعها ، مثل :   كرة  القدم  ، المصارعة  ،  الملاكمة ،  كرة السلَّة ،  كرة  الطائرة ، السباحة ...   وأسماء أهم اللاعبين والمُدَرِّبين ،  والمباريَّات  التي  شاركَ  فيها  أبطالُ  النوادي  والفرق  الرياضيَّة  في  شتى المجالاتِ  محليًّا   وخارج  البلاد ( عربيًّا  وعالميًّا )  والميداليات  والجوائز التي  حصدوها  .    ومثلا ً كان في  فلسطين  أبانَ  الإنتداب البريطاني عِدَّة ُ ملاعب لكرةِ  القدم    على  مستوى عالمي  ُتضاهي الملاعب الموجودة الآن  في مختلف عواصم  ومدن  الدول النامية  والمتقدمة ،  مثل  :  ملعب  ( البصة )  في  مدينة  يافا وكان  يَسَعُ  عشرة َ آلاف  شخص ،  وقد  سيطرت  عليهِ   اليهود  بعد  عام  1948  وهو اليوم  يسمِّى  بملعب  ( بلومفيلد )   .  

       وينتقلُ  الكاتبُ بعد ذلك  إلى فصلٍ  بعنوان  :  الجمعيَّات  والإتحادات والرَّوابط  والنوادي  في  فلسطين  أبان  عهد  الإنتداب  -   من  صفحة  (  121  -  176 )  وهو فصلٌ طويلٌ  فيهِ  يتوَسَّعُ  الكاتبُ ويستعرضُ  أسماءَ  الجمعيَّات والإتحادات والنوادي جميعها ( في مختلف المدن والقرى )  على  مختلفِ   أنواعها   :    الثقافيَّة  والفكريَّة   وغيرها  ....  وتاريخ   تأسيسها وفعاليَّاتها  ونشاطاتها  وأسماء  أعضائها … إلخ  .    مثل :   

1 )   جمعيَّة  النساء العربي  -  نابلس -  التي  تأسَّست  عام  1921 . 

2 )  جمعيَّة الامبراطوريَّة الأرتوذكسيَّة  - التي تأسَّست عام 1882 -  ومن أهم إنجازاتها: إنشاء مدرسة داخليَّة لتدريبِ المعلِّمين في الناصرة   وأخرى  في  بيت جالا  للفتيات   .     

3 )  جمعيَّة رعاية  والطفولة  والأمومة  - نابلس -  تأسَّست عام  1928 – وأهمُّ  أهدافها  :  العنابة بالطفولة صحيًّا  وتربويًّا  وتوجيه الأمَّهات  توجيهًا  علميًّا واجتماعيًّا  ولتربيةِ  الجيل الجديدِ  تربية ً صحيحة  سليمة  . 

4 )  جمعيَّة تعاون  القرى -  تأسَّست  في  قرية  " اجزم " عام  ( 1924 ) - قرب  حيفا -    وَترَكَّزَ  نشاطها على  رفض ِ الفلسطينيِّين القاطع  والأكيد   على كلّ ما وَردَ  في وعد بلفور عام 1917 من  قبل بريطانيا  ... ورفضت  الجمعيَّة ُ أيضًا كلَّ  أنواع ِ الهجرة اليهوديَّة  إلى فلسطين  وطالبت  الجمعيَّة  من  خلال العريضةِ التي رفعتها إلى  وزير المستعمرات  البريطاني   بفتح  بنكٍ  زراعي   وتعديل  قانون الغابات  وإلغاء الضريبة  العشريَّة   . 

5 )  جمعيَّة  شبَّان  القرى أقيمت  بتاريخ (  19 / 1 /  1929  )  كما  وَردَ  في  جريدة  " فلسطين " -   ومن أهمِّ  إنجازاتها  :  تأسيس  مدرسة  للبنين  درسَ  فيها  حوالي مئة  تلميذ  .   وسعَت  أيضًا   إلى  تحسين  بريد  القرى  حيثُ أجرت اتصالات مع  المندوب السامي  ومع  مدير البريد  وتقرَّرَ  بعد ذلك  تعيين موزِّعين للبريد في القرى ،   واستعانت  أيضا   بخبراءٍ  أجانب  لإرشادِ الفلاحين وَمدِّهم بالأسمدةِ ، وَساهَمت أيضًا بتوفير الخدماتِ الصحيَّةِ للقرى … إلخ   . 

6 ) جمعيَّة إتحاد القرى العربيَّة  -  تأسَّست  سنة 1931 ،  وأهمُّ  قراراتها :  

أ) إلغاء  ضريبة الخفراء  .  

ب) تأسيس أكبر عدد من المدارس الخاصَّة في القرى العربيَّة في فلسطين .

ج)   تقديم  الخدمات الطبيَّة  للقرى   .                                              

د )  حماية  المصنوعات  المحلِّيَّة  من المنافسة  الأوروبيَّة  لها  . 

7)  جمعيَّة  إصلاح  القرى العربيَّة   -  ومن  أهمِّ  أهدافها   :                    

 أ)  العمل  على  فضِّ  النزاعات  المحليَّة      .                                            

  ب)    مقاومة  مشروع  التقسيم ومشروع  سوريا  الكبرى   .    

8) جمعيَّة  الآداب  الزَّاهرة   -  القدس -  تأسَّست  سنة   (  1898 )  .   

9) جمعية يافا  تأسست  سنة  1931   . 

10 )    جمعيَّة  إتحاد  المعلِّمين  والمتعلِّمين   تأسَّست  سنة  1931   . 

11 )  جمعيَّة الإتحاد  النسائي العربي  -  تأسََّست  عام  1946   .  

وهنالك  عدَّة ُ جمعيَّات  تحملُ  نفسَ  الإسم  في  مختلف  المدن  الفلسطينيَّة  ،  مثل :  

نابلس ،  حيفا  ،   رام  الله …   إلخ  .    

12 )   جمعيَّة  الإصلاح والتعاون  -  تأسَّست   سنة  1932   .  

13 )  جمعيَّة  الإصلاح  والإسعاف  -  تأسَّست سنة   1936  .  

14 )  جمعيَّة  الإصلاح  الإجتماعي   -  تأسَّست سنة  1945  .   

15 ) جمعيَّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -  تأسَّسَت  سنة 1935  . 

16 )  الجمعيَّة  الأنطونيَّة  الخيريَّة  -  تأسَّست   عام   1922  . 

17 )  جمعيَّة  التعليم  الأهلي الخيري -  تأسَّست  عام   1942  .  

18 )  جمعيَّة  التعليم  العربيَّة -  تأسَّست  عام   1947   .                             

19   جمعيَّة تعميم  التعليم  -  تأسَّست  سنة     194  .  

20   جمعيَّة  خرِّيجي الجامعة  الأمريكيَّة   -  تأسَّست عام   1932   .  

21  )  الجمعيَّة  الخيريَّة  الإسلاميَّة -  تأسَّست  عام  1928  . 

22 )  جمعية الشابات المسيحيَّات -  تأسَّست  في  بداية القرن  العشرين  . 

    وهنالك جمعيَّاتٌ عديدة أخرى  يذكرها  الكاتب  ،  مثل :   جمعيَّة  شوكة  وجمعيَّة المعلمين ( سنة 1912 ) وجمعيَّة نهضة  شباب  شفاعمرو  تأسَّست  سنة 1927   ،   وجمعيَّة  النهوض المارونيَّة (  تأسست سنة  1937 ).  وجمعيّة الوطنيَّة  العربيَّة - تأسَّست  سنة 1931 .    

  وبعد ذلك ينتقلُ الكاتبُ إلى الأندية والرَّوابط الأدبيَّة والثقافيَّة  في  فلسطين  ، ويذكرُها بالتفصيل وفي أيَّةِ  سنة تأسَّست وأهدافها ونشاطاتها وفعاليَّاتها  ، مثل  :   

1 ) نادي  الإئتلاف النسائي –  تأسَّسَ  سنة ( 1946 ) في  طولكرم ، هدفهُ إيجاد  الرَّوابط   العلميَّة  بين  السيِّدات  ورفع  مستواهنّ  الثقافي  .     ومن  أهمِّ  نشاطاتهِ  :  إنشاء وإقامة مدرسة  لتعليم ِ الأمِّيَّات ، وروضة  أطفال  ،  ومستشفى  الجهاد  ،  ومدرسة  لتعليم  الخياطة   . 

2 )      نادي  الإتحاد  الأرتوذكسي -   تأسَّسَ  سنة  ( 1931 )   في  مدينة  القدس  -  وهدفهُ  بثّ  روح  التكاتف  بين الشَّبيبة  الأرتوذكسيَّة ، ومساعدة  المدرسة الأرتوذكسيَّة  الوطنيَّة    .  

3 ) نادي  إتحاد السَّيِّدات -  تأسَّسَ  سنة  1945  في  مدينة  غزه   .  

4 ) نادي إتحاد الطلبة  -  تأسَّسَ   سنة   1929    في  رام الله   .  

5 ) نادي  الإتحاد العربي البريطاني -  تأسَّسَ  سنة  1944 في مدينة  يافا .      

6 ) نادي  إتحاد  القرى -  تأسَّسَ  سنة  1944   .  

7)  نادي  الأحداث  .   8  )  نادي الأحرار ، مكانه غزه -  سنة  1945   . 

9 )  نادي  الإخاء  الأهلي ، مكانه  نابلس  -  تأسَّسَ سنة  1946  . 

10 )   نادي الأخاء العربي ، مكانه حيفا  -  تأسس سنة  1945  . 

11 )  النادي الأدبي -  تأسَّسَ  أواخر الثلاثينيَّات  .  

12 )  النادي  الأدبي  الرياضي -  سنة  1926  . 

13 )  النادي الأرتوذكسي  -  سنة 1933    . 

14 )   النادي  الإسلامي  -  سنة  1045    .  

15 )  النادي الإصلاح  الوطني  -  سنة  1938   . 

16 )  نادي  الأمل -  سنة 1944  . 

17 )  نادي أنصار  الفضيلة  - تأسَّسَ  سنة  1944 … إلخ ..   

    وبعد ذلك  ينتقلُ الكاتبُ إلى ذكر الروابط  الثقافيَّة والأدبيَّة في  فلسطين ، مثل  :  

1 ) الرابطة الأدبيَّة  في حيفا -  تأسَّست عام  1928  وهدفها إنعاش  الحياة  الأدبيَّة  عن  طريق  المحاضرات  والقصائد  الشِّعريَّة .. وغيرها .  

2 )  الرابطة  الثقافيَّة  في القدس – تأسَّست  سنة  1944   ولتنشيط  الثقافة  وإلقاء المحاضرات  .  

3 )  رابطة خرّيجي مدارس  الزراعة  -  تأسست  سنة  1931  . 

4 )  رابطة الشَّبيبة في حيفا – تأسَّست عام  1947 ، أسَّسهَا  مجموعة ٌ  من شباب  قرية الرامة  الجليليَّة المُقيمين  في  حيفا  بهدف  خدمةِ  بلدِهم  ورفع  مستوى   شباب القريةِ  المقيمين  في هذه  المدينة ، وكان مقرُّها  في  شارع   يافا    .  

5 ) رابطة  الطلبة  الفسطينيِّين  في  القاهرة -   تأسَّست  عام  1944   .  

6 )  الرابطة العربيّة  في   عكا  -  تأسَّيت   سنة  1947  . 

7 )  رابطة المثقفين   في  بيسان  - تأسست   عام    1944 . 

8 ) رابطة المثقفين  العرب  في  حيفا  -  تأسَّست  عام  1922  .   

9  )  رابطة  المثقفين  العرب  في  يافا  -  تأسَّست  سنة  1944   . 

10 ) رابطة وحدة جمعيَّات  السيِّدات العربيَّات  في  القدس  -  تأسست سنة 1944    .  

     وبعدها  ينتقلُ  الكاتبُ إلى فصل ٍ جديد بعنوان : المكتبات  في  فلسطين  منذ   أواسط  القرن  التاسع عشر  حتى  نهاية  فترة الإنتداب عام  1948  .  ويذكرُ  فيهِ  أسماءَ  المكتبات والمسؤولين عنها  ومتى أقيمت  وعدد الكتب التي تحتويها وأنواعها ومواضيعها …  إلخ  .   مثل :    

1 )  مكتبة  المساجد أو مكتبة المسجد الأقصى  التي  أفتتحَت  سنة  1922   كانت تضمُّ  حوالي     …, 14  مجلَّد    . 

2 ) مكتبات الأسر  القديمة  في  القدس  ، ومنها   :  المكتبة الفخريَّة  . مكتبة  الشيخ  خليل  الخالدي  ،  مكتبة آل  بيدس  .

3  ) المكتبة  الأحمديَّة عكا - التي  أنشأها أحمد  باشا الجزَّار سنة 1781  . 

4 )  مكتبة الحرم الإبراهيمي -  الخليل  . 

5 )  مكتبة جامع  يافا  الكبير   (   جامع  أبو  نبوت  )    . 

6 ) المكتبة  الخالديَّة -  تأسَّست  عام  1900  .   

7 ) مكتبة  الحاج  نمر  النابلسي   .  

8 )  مكتبة  دير الروم  أو  البطرقيَّة  الأرتوذكسيّة    . 

9 )   مكتبة  دير  اللاتين  .       

10 )  مكتبة  دير الأرض  والتي كانت  تضمُّ  أكثرمن  60  ألف  مجلَّد  . 

11 )  مكتبة  دير الكرمل   .  

   وبعد ذلك ينتقلُ المؤلِّفُ إلى فصل ٍ آخر جديد  بعنوان :  (  نشأة  المطابع في  فلسطين   -   من  صفحة  ( 202  -  2018  ) -   وفيه  يذكرُ  أسماءَ المطابع  التي كانت موجودة ً  في فلسطين زمن الإنتداب البريطاني   ومتى تأسَّست  ،  مثل :  

1 )  مطبعة الأباء  الفرنسيسكان  مؤسِّسُها الأب  نروختر ) وهو من  أصل  نمساوي  - سنة  1848  في  مدينة  القدس   .     

2 )   مطبعة آخر  ساعة  -  مؤسِّسُها   يوسف عازر سلّوم  ، ومكانها  كان  شارع  ألنبي -  حيفا -  تأسَّست عام  1938   . 

3  )  مطبعة الأثمار الحمضيَّة للمتاجرة ،  مؤسِّسُها منيف عاشور ،  مكانها  :  شارع  عاشور  ،  عين  الحلوة   يافا   -  تأسَّست  عام  1937  . 

4 )  المطبعة   الأحمديّة – جبل  الكرمل -  تأسَّست  عام 1934  .   

5 ) مطبعة الاقدام  - مدينة يافا – تأسست  عم 1940    .   

6) مطبعة يلندي حنا شرابي - مدينة يافا – تأسَّست أوائل القرن العشرين .   

7 ) مطبعة  بيت  لحم  العصريَّة ، مؤسسها  :   عبد  اله  البندك ، مكانها   حارة العناترة   -  بيت  لحم  - تأسَّست  عام  1937  . 

8 )  المطبعة  التجاريّّة  الأهليّة  -  صاحبها :  طاهر فرحات  ونوح  ابراهيم ،  مكانها  :  جامع  الإستقلال - حيفا  -  تأسست  عام  1934  . 

9 ) مطبعة  توريق الورق المطبوع  لتغليف ثمار الحمضيَّات -  مؤسِّسوها  : أبو الجين إخوان – مكانها  : شارع الميناء  يافا  - تأسَّسَت  سنة 1944  .  

10 ) مطبعة الجامعة الإسلاميّة - مؤسسها الشيخ  سليمان التاجي  الفاروقي -  مكانها  : شارع بسترس – يافا  . 

11 ) مطبعة  جمعية  المرسلين  الكنائسيَّة الإنجيليّة - القدس - تأسست  سنة 1879  . 

12 ) مطبعة حداد -  مؤسِّسُها  منير حداد -  شارع ألنبي -  حيفا -  تأسست  سنة 1933    .     

13 )    مطبعة السروجي -  مؤسسها :  أحمد  معروف  السروجي  - مدينة  عكا -  سنة  1935  . 

14 ) مطبعة وكالة الأخبار العربيَّة – القدس – مؤسسها شركة  المطبوعات العربيَّة - سنة  1937 - مكانها عمارة كانون – مدينة القدس  . 

   والفصل  الذي  بعده  في  الكتاب  بعنوان :  ( مؤسَّسات الرِّعاية  والعناية الصِّحيَّة في فلسطين ) –  من  صفحة  (  219 -  226  )  .     ويذكرُ  فيهِ الكاتبُ أسماءَ المستشفيات التي كانت  في  عهد  الإنتداب  مثل :  المستشفى الروسي  بالقدس  ومستشفى الإرساليَّة  الإنجليزيَّة  -  القدس ، والمستشفى  الإيطالي … إلخ  .    

  والفصل  الذي  يليهِ  بعنوان : ( منظمات  شبه عسكريَّة  فلسطينيَّة  أقيمَت  قبل  النكبة  )  -   من  صفحة   ( 227 -  284 ) …   وهو  فصلٌ  مطوَّلٌ   يستعرضُ فيهِ الكاتبُ التنظيمات  التي أقيمَت  في فترة الإنتداب – الرِّياضيَّة والتثقيفيَّة  ذات الطابع العسكري ، وأهمُّها منظمتا التجارة  والفتوَّة  ودورها  الهام  سياسيّاً  واجتماعيًّا  وتثقيفيًّا وعسكريًّا ،  ويذكرُ الصراع َ القائم  آنذاك بين  الأحزاب العربيَّة ، وهي  ستة  أحزاب رئيسيَّة  وأهمُّها : -1 )  الحزب  العربي يرئاسة  جمال الحسيني  . 

2 ) حزب  الدفاع  برئاسة  راغب النشاشيبي . ( وهما  أقوى  حزبين  )  .  

   ويذكرُ  أنَّ هدفَ  ومأرب هذه  الأحزاب  هو  السيطرة  على  كلِّ  نشاط ٍ فكري  أو  ثقافي  أو سياسي أو  رياضي  واحتوائِهِ  واكتنافهِ  تحت  جناحيهِ ، وكيف أن التنافس بين الأحزاب والقيادات والزعامات السياسيَّة  والتقليديَّة في  فلسطين  كانَ   لهُ  الدور الرئيسي  في  ضياع  فلسطين وتشريد  معظم  سكانها وعدم  إقامة دولة فلسطينيَّة مستقلَّة  عام  1948  .     فمثلا ً مُؤسَّسة "  النجادة "  التي  أسَّسها   محمد  نمر الهواري  في  يافا   كان  لها  فروعٌ  في  معظم المدن والقرى الفلسطينيَّة  وكانت  منظمة ً  تنظيمًا  دقيقا  - فكريًّا وثقافيًّا وإداريًّا  وحتى عسكريًّا حيثُ  كان أعضاؤُها  يتدرَّبونَ  على السلاح  ،  ولكن  حاولَ  الحزبُ  الوطني   بزعامةِ  جمال  الحسيني  وآل  الحسيني احتواءَهَا  وتسييرها حسب رغبتِهم  ومشيئتِهم  فرفضَ زعيمُها ( الهواري )   

الإنصياع َ إلى  مطالبِهم   وتنفيذ   شروطهم   فعملَ   أولئكَ   بشتَّى  الطرق  والوسائل  في التشويش والتخريبِ على حركة النجادة مِمَّا أدَّى إلى إضعافِهَا بشكل ٍ  تدريجي  ثمَّ  إجهاضها وانحلالها وتلاشيها  قبل عام  1948 .   ولو  قدِّرَ لهذه الجمعيَّةِ أن  تستمرَّ  لكانَ   لها  شأنٌ  كبير  في  حرب  أل  1948  بفضل ِ تنظيمها الدقيق والمعنويَّات  العالية التي يتحلَّى بها المنتسبون  اليها  من  الشَّبابِ  الفلسطيني الواعي  والمثقَّف  .                                        والكاتبُ   تميم  منصور  يتوسَّعُ  في  تحليلِهِ  عن هذا  الموضوع ِ  بإسهابٍ  وبشكل ٍ علمي ومنطقي  . 

     ومن المنظَّماتِ الأخرى  التي  تأسَّيت  :  (  منظمة الفتوَّة )  لقد  أسَّسَها  جمال  الحسيني  -  رئيس الحزب  الوطني - والذي  كان تابعًا  هو  وحزبُهُ  للحاج  أمين الحسيني  مفتي الديار المقدسة  ، وجاءَ  تأسيسُها  حنقا ً ونكاية ً  من  منظمة  النجادة  وزعيمها  الهواري الذي  لم يوافق  بالإنظمام  للحزبِ  الوطني والإنصياع  لطلباتِ  هذا  الحزب  وأن  يكونَ الحزب  هو  المهيمن والذي يديرُ  منظمة النجادة   . 

  وبعد ذلك  ينتقلُ الكاتبُ إلى الفصل ِالأخير من الكتابِ بعنوان : التنظيمات  العسكريَّة –  من  صفحة ( 287-  345  ) -  ويستعرضُ   في هذا الفصل ِ   أسماءَ التنظيماتِ والسريَّاتِ العسكريَّة التي أسِّسَت وأقِيمَت في فلسطين أبانَ الإنتدابِ  لمقاومةِ  الإنتداب البريطاني  والهجرةِ  الصهيونيَّةِ  ولأجل ِ إقامةِ  دولةٍ  فلسطينيَّةٍ  مستقلة ٍ، وخاصَّة ً التنظيمات  التي  تشكَّلت   وأقِيمَتْ   قبلَ  حرب  ال  1048  بفترةٍ   قصيرة  1948  والتي  كانت  حديثة َ العهدِ  ولم تكن مُعبَّأة ًومُهيَّأة ً ومنظمَّة بشكل ٍ كافٍ عتاديًّا وعسكريًّا  وإداريًّا  لمحاربةِ الفصائل والجيوش  اليهوديَّة   التي  كانت  متدرِّبة ً  أحسنَ  وأفضلَ  تدريبٍ  ومُجهَّزة بأحدثِ الوسائل ِ القتاليَّةِ والمعدَّاتِ الحربيَّةِ الحديثةِ  آنذاك  ،  وكان الكثيرون  من  الجنودِ  والضبَّاطِ  اليهود  قد  شاركوا وحاربوا  في  الحرب العالميَّةِ  الثانية  مع  الحلفاء  ولهم  التجاربُ  الكبيرة ُ والكفاءاتُ العالية ُ في ميادين  القتال  … وهذا  مِمَّا  سَاهمَ  بشكل ٍ فعلي  وجذري  في  إنصاراتِهم  العديدة والحاسمةِ على  الجيوش العربيَّةِ الهَشَّةِ والتي كانت  تعاني من الضعفِ  والتفكك عسكريًّا  ومعنويًّا  وتنظيميًّا وتقتقرُ عتادًا وأسلحة ً  متطوِّرة … إلخ . 

   يتحدَّثُ المؤلِّفُ ( تميم منصور ) في بدايةِ  هذا الفصل عن  جيش ِ الإنقاذ   وكيف تأسَّسَ  وأقِيمَ ( بشكل ٍ موسَّع ٍ) ويحاولُ  أن  يعطي  القارىءَ  صبغة ً  وصفة ً إيجابيَّة ً  لهذا الجيش وكأنهُ جيشُ إنقاذٍ بالفعل ِ يتحلَّى  بالقيم ِ والمثل  والإنضباطِ  وبالمعنويَّاتِ العاليةِ  ومنظَّم  بشكل ٍ حيِّد  ورائع   وتديرُهُ  قيادة   حكيمة ٌ وتتمتَّعُ بكلِّ الكفاءات ويوجد تنسيقٌ كاملٌ ودقيقٌ  بين جميع ِ فصائلهِ   وفرقهِ  وبين  جميع  قيادتهِ ... إلخ  .    ويستعرضُ  ويُدرجُ  الكاتبُ   بعضَ  الأقوال والكلماتِ  للمحامي محمد  نمر الهواري الذي  أسَّسَ  حركة النجادة  حيث ينتقدُ بشكل ٍلاذع ٍ(الهواري) هذا الجيش وينعتهم ( جيش الإنقاذ ) بأنَّهم لصوص وقطاع طرق ومارقون وشاذون وأغلبيَّتهم عملاء لليهود…  إلخ   .    ومن أقوال  الهواري  التي  اقتبسَها  الكاتب   وأدرجَها  في  هذا  المؤلَّف  ، مثلا ً -  يقول الهواري : ( "  كانَ  هذا الجيشُ  جسمًا  بلا  روح  إسمًا  بلا مُسَمَّى  قوم   أخلاط   من  الصوص ِ والمجرمين  والسفَّاحين   والجواسيس  والسلالين والخونةِ  والتجَّار دخلوا باسم العروبةِ  والدين  والشَّرفِ  والنجدةِ  فدَكُّوا  أركانَ  العروبة َ وداسُوا  مقدَّسات  الأديان ، وسفكوا  دماءَ  الأبرياء  وتجسَّسُوا  لليهودِ ، وسلبُوا أموالَ البلاد  وخانوا  الديارَ  وتاجروا  بالأموال  والأرواح ِ،  وباعوا اليهود  بأبخس الأثمان  " )  .   

    ويذكرُ الكاتبُ أيضًا انَّ  الهواري  يتَّهمُ  العديدَ  من  ضبَّاط  جيش الإنقاذ  بالخلاعةِ  والمجون   ( صفحة  359  )  ومن  هؤلاء  الضبَّاط  قائد  حماية  طولكرم  ( مدلول  بيك )  الذي كان  غارقا في السكر ِ والعربدة والنوم  بين  أحضان ِ القيان ِ ويتَّهمُهُ  أيضًا  بانهُ  كانَ  يجتمعُ   تحتَ  أشجار ِ الكينا  في  مستعمرة ( نهلال )  مع اليهود  وجلسَ  في عين  شمس  بمصر   بمشاركة القواقجي  لمفاوضةِ  اليهود   .  

      ويذكرُ  تميم  منصور التناقض  بين  أقوال ِ بعض  المؤرِّخين   بالنسبةِ   للأسلحةِ  والمعدَّاتِ  التي كانت  لدى  جيش  الأنقاذ  ،  فالهواري  يذكرُ  أنَّ  جيشَ الأنقاذ كانَ  بخوزتهِ جميع  أنواع الأسلحة من  ثقيلة وخفيفة  ومدفعيَّة  وألبسة جنودة حسنة  ولا  ينقصُ  شيىءٌ  .   وأمَّا  في الموسوعةِ الفلسطينيَّة فقد  جاءَ  ( كما ذكرَ  الكاتب )   :   إنَّ  جيشَ الانقاذ    قد  عانى من  قضيَّة التسليح  التي  أثَّرت  بشكل ٍ  كبير على حُسن ِ إدائِهِ  العسكري ،  فالأسلحة ُ  التي  استعملها  غير  متناسقةٍ   ومتجانسة   بأنواعِها ،  وأنَّ  عددَ   المدافع  والرَّشَّاشات كانَ  قليلا ً ، كما  أنَّ الدروع َ التي استخدمها  كانت قليلة ًجدًّا .       ويقتبسُ المؤلِّفُ أيضًا  بعضَ الأقوال  ممَّا  جاءَ من  كتاب  (  نكبة  فلسطين   والفردوس  المفقود )  -   للمؤرّخ  عارف  العارف  -  حيثُ  يؤكّدُ  الاخيرُ أنَّ  عتادَ  جيش  الانقاذ   كانَ  قليلا ً  وأغلبهُ  وَصَلهُ  منَ  الدول ِ العربيَّة  ،  فالبنادقُ  كانت من مخلَّفات الحرب العالميَّة  الاولى ، ومنها  ما  تمَّ   صنعهُ   في  مصر  أثناء  " حكم محمد  علي باشا "  في القرن  التاسع  عشر ،  وقد  قدمت السعوديَّة  هذه البنادق لجيش الإنقاض وهي  تدركُ بأنها غير صالحة  للإستعمال  .   

    ويستعرضُ  الكاتبُ  أيضًا من  أقوال  العديد من  المُؤرّخين  والشُّهود ،  مثل :  من  كتاب "  كارثة  فلسطين  للِّواء  عبد  للله  التل " ،  ويقتطف أيضًا بعض  العيِّنات والنماذج من  كتاب  " بيان   نويهض  الحوت "  ... وغيرهم   .    ولكنَّ  الكاتبَ  الدكتور  تميم  منصور  لا  يذمُّ  أبدًا  أو يطعن  في جيش  الأنقاذ  بل   يمدحُهُ   ويمدحُ  قائدَهُ  العام   " فوز الدين  القواقجي "  بالرُّغم  من  استعراضهِ  لعدَّةِ  آراءٍ  وأقوال ٍ من  مصادر هامَّةٍ  ونزيهةٍ   تنتقدُ  هذا الجيش ( الانقاذ )  وتنتقد وتذمُّ  القواقجي وتتهمهُ  بالتخاذل  وحتى بالعَمَالة  والخيانة  …  إلخ .    

     وممَّا  قالهُ  تميم  منصور عن القواقجي  بعدَ  أن  يستعرضُ  لمحة ً عن  حياتِهِ  ومولدِهِ ونشأتِهِ ، حيث وُلِدَ  في  مدينة  طرابلس  بلبنان  ودرسَ  في المدرسةِ  الحربيَّة  في الأستانة  باسطانبول  وتخرَّجَ  ضابطا ً  سنة  1912  وعملَ  في  عدَّة  اماكن  وتبوَّأَ  الوظائفَ  العالية  وكلَّفتهُ  الجيوشُ  العربيَّة ُ بقيادةِ  جيش الانقاذ  سنة  1948 -  ( صفحة  314 ) - ، وقد  ساعدَ  الملكَ  عبد  العزيز  آل سعود  سابقا ً  في   تشكيل ِ  الجيش  السعودي  سنة 1928  ،  ثمَّ  انصمَّ  إلى  الملك  فيصل  سنة  1932  وقامَ بتشكيل ِ قوَّاتٍ  متطوِّعة  عربيَّة   توجَّهَ  بها إلى  فلسطين   سنة 1932  .   فيقولُ  عنهُ  الكاتب  تميم  منصور  :  (  "  تميَّزَ القواقجي بشجاعةٍ  نادرةٍ  وحماسةٍ  للعروبة   دفعتاهُ لخوض ِ  المعارك  ضدَّ  الإستعمار  الأوروبي  في المناطق العربيَّة ،  ففي   فلسطين شاركَ بقوَّةٍ  وفعاليَّةٍ  في الثورةِ  التي امتدَّت  من ( 1936-  1939 ) ،  وفي  العراق  ساهمَ  في  ثورةِ  رشيد  عالي الكيلاني   سنة  1941  -   الاتي  كانَ  هدفها  الإطاحة  بالنظام  الملكي  هناك   وكانَ  عبد  الإله   هو  الوصيَّ  على الملك ، ورئيس  الوزراء  نوري  السعيد  العميل   البريطاني المعروف  …  ويقول  الكاتبُ  أيضًا  :  ( "  تولَّى  القواقجي  قيادة َ جيش  الإنقاذ  في  فلسطين  سنة  1947  لقتال  المحتلِّين  الإسرائيليِّين   ومن  بين  هؤلاء  المتطوِّعين ضبَّاط  معروفون كانَ  لهم دورٌ مُهمٌّ  في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينيَّة  وجيش  التحرير الفلسطيني  .  ويقولُ  أيضًا :  ( "  قادَ  القواقجي عددًا من المعارك ضدَّ الإسرائيليِّين وكانَ أوَّلها معركة (المالكية )  بمشاركة  القوَّاتِ  السوريَّة  واللبنانيَّة  في  شهر  حزيران  1948   .    وفي  النهايةِ  يقول  المؤلِّف :  ( " وعلى  الرُّغم  ممَّا  كان  يُقال   فإنَّ  اسمَ  القواقجي في الذاكرة العربيَّة لا  يزالُ  يحتلُّ  مكانة َ المناضل الشَّريف الذي   عجزَ عن الإنتصار بسبب خيانةِ الزعماء العرب ،  َونُسِجَت قصصٌ  خيالية  عنهُ .  وقد وردَ  اسمهُ  في الكثير من الاغاني الشعبيَّة الفلسطينيَّة  ومن هذه  الأغنيات  : 

( "  من  باب الشرق طلَّت  دبَّابهْ  //  قائدها  فوزي  بطل  ما  يهابِهْ  

     سَقَّط ْ   طيَّارَهْ   وكسر  دبَّابهْ   //  وأعلن   الحرب  عَ   فلسطينا // ") . 

    ويُتابعُ  المؤلِّفُ  حديثهُ  عن  جيش الإنقاذ  بعنوان :  ( سجل الخلود -  شهداء  جيش الإنقاذ  )  -  فيقول  :  

( " مهما اختلفت الآراء  وتباينت  المواقفُ  والتقديرات  حولَ  جيش الإنقاذ   ودوره  القتالي  في أرض  فلسطين  تبقى لهذا للجيش  ميزتهُ  وخصوصيَّتهُ  ،  فهو أولُ  جيش  ُتقيمُهُ الجامعة ُ العربيّة ُ ويحملُ  جنودُهُ  الهويَّة َ  العربيَّة  الكاملة َ لأنَّ  الجنودَ  المُنتسبين  لهذا  الجيش  لم   يكونوا   من  قطر ٍ واحد  ،  بل  كانوا  من جميع  القطار  العربيَّة  التي  حصلت  على  استقلالِها  في  ذلك الوقت ،  والأقطار التي  كانت لا  تزالُ  قابعة ً تحت  نير الإستعمار  ،  مثل   :  السودان  والمغرب العربي  .   

   ويقولُ  أيضًا  ( "  ميزة ُ  جيش  الإنقاذ  التقنيَّة  تعودُ إلى الروح  ِالقتاليّةِ  العاليةِ المتوفرة بين أفرادهِ  وقياداتِهِ ،  لأنهم  لم  ينتِسبُوا إليهِ  مرغمين  كما  هو الأمر في  الجيوش العربيَّةِ النظاميَّةِ  التي  أرسِلت  إلى  فلسطين  " )  .        ولا  أستطيعُ أن أستعرضَ جميعَ ما  كتبَهُ وسَطَّرهُ المؤلفُ عن جيش  الإنقاذ   وطاقاتِهِ  الفذ َّة   ومثاليته  التي  يذكرها  ومديحه  لهُ   .     وفي  نهاية ِ هذا  الفصل  يذكرُ  أسماءَ  بعض المعارك  التي دارت رحاها  بين جيش  الإنقاذ   والجيوش الإسرائيليَّة   وعدد  الشهداء  من  جيش  الإنقاذ   في  كل  معركةٍ   ومن أيِّة   دول ٍ  ،  مثل  :  شهداء   قيسعون  -  لفوج    اليرموك  الثالث  -  استشهدوا في معارك ( جبل  الرادار )  يوم ( 28 / 4 /  1948 )  وعددهم   25  شهيدًا سوريًّا  قتلوا   . 

و12  شهيد  قتلوا  أثناء احتلال  كيبوتس مشنار هعيمك   يوم   ( 14 /  4 /  1048   )  . 

و 10  شهداء  يتبعون  فوج  أجنادين  قتلوا  في  معركة  بيت  سوريك  يوم  28 / 4  /  1948  )  كان يقودهم الفضابط   الفلسطيني  ميشيل  العيسى  . 

و 25  شهيدا  سوريًّا   قتلوا  في  معركة  (  رامات  راحيل )   يوم   20 /  4  /  1948 )   .  

 و شهيدان  سوريان  قتلا  وهما  يُدافعان عن  مدينة  الناصرة  يوم  (   16 /1948    )    .   

 ويقول  أيضًا :   200  شهيد   عراقي  ُقتلوا  في  معركة  (  الصفصاف )  في   شهر   تشرين  ثاني  عام  1948       .            ويذكر   أنَّ  مجموعَ  الشهداء  هو  (  209  )  شهيد   عدا  عن  الشهداء  الفلسطينيين  الذين   لم   يتم  حصرُ أسمائِهم ، وأن هنالك عشرات الشهداء اليوغسلافيين ( البشانقة )   والأتراك  الذين  قاتلوا   إلى  جانب  جيوش الإنقاذ  )  …إلخ  .   

    وأمّأ  تعليقاتي  وانتقاداتي  ومآخذي  على  ما   وَردَ  من  أقوال  للدكتور   تميم  منصور  في  هذا الصدد  ومديحه  لجيش الأنقاذ  فهي  كما  يلي  :    

  في الكثير من المواقف يتخذ ُ الكاتبُ  دورَ المُحَايدِ ويكتبُ  بشكل وبأسلوبٍ   تحليليٍّ كأيِّ باحثٍ ومؤرخ ٍ متمكن وقدير في  معظم  فصول  هذا  الكتاب )   ولكن  في  حديثهِ  عن  جيش ِ الإنقاذِ  وعن  القائدِ  الفذ ّ والمناضل (  حسب رأيه )  فوزي القوقجي  -  يظهرُ جليًّا  أنهُ  متحيِّزٌ  لهم   وبشكل ٍ لا  مباشر   يُدافعُ  عن  هذا الجيش ِ وعن  قائدهِ  .  والمعروفُ  عن  جيش  الإنقاذ ِ  كما  يرويه  ويقولهُ  كلُّ  مواطن  وكلُّ  فلاح ٍ وكلُّ إنسان  فلسطيني : إنهُ   جيشٌ فوضويٌّ   يفتقرُ  للقيم ِ  والبادىءِ  والأخلاق ِ والمُثل   (  وهنالك  الكثيرون  من  الفلسطينيين  في  الداخل ِ والشَّتاتِ  ما زالوا أحياءً   يُرزقون  رأوا  بأمِّ  أعينِهم  ما  كان يفعلهُ  هذا  الجيش البربري والهمجي  وقادتهُ   في  الأهالي والسكان، وهنالك أيضًا الكثيرون من الكبار في السِّنِّ  الذين ما  زالوا أحياءً  ومنهم   من  توفيَ   قبل  سنواتٍ  قليلة  وشاركوا  في  العديدِ  من  المعارك  الهامَّةِ  آنذاك  ورأوا  بأمِّ  أعينهم   خيانة َ ونذالة َ وانحطاط َ  ضبَّاطِ  وجنودِ  جيش الإنقاذ -  الإجتماعي والأخلاقي  والإنساني -  وهم  أكبرُ  شاهدٍ  وأهَمُّ   توثيق وتأريخ ٍ لجيش ِالإنقاذ  ولقائده القواقجي )  . ولا  ُننكِرُ  أنَّ هنالك  بعض  الفصائل والفرق من هذا الجيش على مستوى عال ٍ من الأخلاق والإنضباط  وجاءوا بالفعل لأجل ِ تحرير البلاد ( فلسطين ) ،  وهذه  الفصائل  الصغيرة  استطاعت أن  تحقق بعض الإنتصارات القليلة  بإمكانيَّاتِها القليلة والمحدودة  والمتواضعة  عسكريًّا في  عدَّة  مواقع  ،  ولكنَّ  السَّوادَ  الأعظم  من جيش  الإنقاذ  وليس جميعه كما ذكرَ المحامي محمد نمر الهواري  مؤسس النجادة  وكما يقولهُ معظمُ الفلاحين والبسطاءِ من المواطني الذين عاشوا تلك  الفترة   إنهُ   جيشٌ  بربريٌّ  همجيٌّ  ُمكوَّنٌ  من الصوص ِ وقطاع ِ الطرق والشَّاذين   والمجرمين  والمنحرفين  .   وقد  عانى أهالي  وسكان  القرى  في فلسطين  الويلات  منهم   فكانوا  يسرقون  وينهبون  البيوت   ويعتدونَ   على  الناس    ويعتدون على الأعراض  وينتهكون  الحرمات  ،  وقسمٌ   كبيرٌ منهم   كانوا  عملاء  لليهود والنجليز ، والبعض من  جنودِ جيش الإنقاذ  كانوا  متزوِّجين   من  يهوديَّات ، وحتى هنالك  جنودٌ يهود  كثيرون كانوا  منخريطين  مع  جيش  الإنقاذ على أنهم عرب  يقاتلون لتحرير  فلسطين  .  وهنالك  إثباتاتٌ  وأدِلَّة  كثيرة  دامغة  ُتؤكِّدُ  هذا  الشيىءَ  ولا  َتسَعُ  ِلسَردِهَا   هذه  الصفحاتُ  وأمَّا الكاتب تميم  منصور فلا  يذكرها بل  يتجاهلها  وينكرها  .   وحتى  بشهادة  جنود جيش الإنقاذ بأنفسهم  وبتصريحاتهم  للمئاتِ وللآلاف من السكان  في كلِّ  بلدة  وقريةٍ  فلسطينيَّة  كانوا يقيمون فيها بحجَّةِ  الدفاع عن هذه  القرى   والبلدات :( أنهم  لم  يأتوا لأجل ِالحرب ِ ولتحرير البلاد ، بل  لكي يجدَ  كلُّ  شخص ٍ منهم إمرأة أو أكثر فيتزوَّجها ...( وهذه  الحقائق  يرويها  الكثيرون  مِمَّن  عاصروا  وعاشوا  تلك  الفترة  ( عام  1948 ) والكثيرون  منهم  ما  زالوا  أحياءً  يرزقون  كما ذكرت  .  

  ولقد قامَ  جيشُ  الإنقاذ  بأعمال ٍ مشينة  لا يفعلها حتى البرابرة  والشعوب  البدائيَّة  والمتوحِّشة في العصر  الحجري ،  ففي  إحدى  القرى  مثلا  (  لا أريدُ  ذكرَ إسم  هذه  القرية واسم المرأة الضحيَّة لِحَسَاسيَّةِ  الموقف )  حيث  كانت   قوَّة ٌ كبيرةٌ  من  جيش ِ الإنقاذ   تتمركزُ  هناك  في  القرية  مع  عددٍ  من   القادة ِ والضباط   وكانوا  يعتدون   بشكل  مستمرٍّ على  سكان  القرية  ويجبرونهم أن  يعملوا  بالسخرةِ  ويقوموا  بخدمتِهم   ويجلبُوا  لهم  الحطبَ  والفرش والأغطية والطعام من  بيوتهم  مجانا .. إلخ .   وحدثَ  أنَّ   هنالك  امرأة  كانت  تأتي  إلى  مركز  (  نقطة )   جيش  الإنقاذ   (  بناية  كبيرة )   وتخدمهم   وتعجنُ  وتخبزُ  لهم   وتعدُّ  لهم  الطعام … إلخ   . والمرأة ُ هذه كانت  حاملا ً وقد  قامَ   باغتصابها ، بالتناوب ، رغمًا عنها  وبالقوَّة   فرقة وسريَّة ٌ  كاملة  من جنود  جيش الإنقاذ   ُتقدَّرُ  بالمئاتِ  ولم  يتركوها  رغم  صراخها وعويلها  وكان العديد ُ من  سكان هذه  القرية ، وخاصَّة ً القريبون  من  ذلك  المبنى ، يسمعون  صراخها  ولم  يستطيعوا أن  يفعلوا  لها  شيئا ً  خوفا من بطش جنودِ جيش الإنقاذ  بهم ، واستمرَّ هؤلاء المجرمون البرابرة  في إغتصابها  حتى  أجهضَتْ  وخرجَ   طفلها  الجنينُ  منها  ميِّتا ً  وتوفيت  في  مكانها  . ولم  يكتفوا  بذلك ، بل  تابعوا  فعلتهم الشائنة معها بعد  موتِها وعندما  حملوها  لكي  تدفنَ  وهم  في  الطريق  إلى المقبرةِ  فهنالك  بعض الجنود  من  جيش  الإنقاذ   تراكضُوا  وراءَ  جنازتِها  وهي  محمولة  على الأكتاف  وأرادوا الإستمرارَ ومتابعة  فعلتهم  الحيوانيَّة   ( ممارسة  الجنس  معها  وهي  ميِّتة )  وكانوا  يقولون لبعضم  والناس  تسمعهم  من بعيد  ولا  أحدٌ  يجرؤُ على  الإقتراب :  ( ما زالت  ساخنة ً إلحقوها  قبل أن  تبرد)   .  

      إنَّ  هذه  الحادثة حقيقيَّة ٌ  وأستطيعُ أنا  شخصيًّا  أن آتي  بمئاتِ الشهود   الذين  ما  زالوا  أحياءً  من  هذه  القرية  والبعضُ  رأى  بأمِّ  عينيهِ  أحداثَ  هذه الجريمة  النكراء   .     هذا هو  مستوى  جيش  الإنقاذ   الذي  سيُحَرِّرُ  فلسطين  ومستوى   قائده  الفذ ّ والأسطوري  فوزي القواقجي  الذي  يعرفهُ جيدًا معظمُ سكان فلسطين من فلاحين وبسطاء ومقاتلين ومدنيين  ومتعلمين  ،  وخاصَّة  ممَّن  شاركوا  في  الحروب والمعارك  في  فلسطين  في  ثورة 1936     وفي  حرب  ال   1948 قبل  النكبة  التي  كان  للقواقجي وجيش  الإنقاذ  وللقياداتِ والزعامات العربيَّة  الدور الأساسي  والمباشر  والرئيسي  في وقوعِها لهذه النكبة  وتشريد القسم  الكبير من  الشَّعب الفلسطيني  خارج  الوطن ، ومعظم الفلسطينيِّين  يُؤكِّدونَ أنَّ  القواقجي عميلٌ لليهود وللإنجليز  وخائن  وَمُنحَط ٌّ أخلاقيًّا  وإنسانيًّا  ولم  يحرز أيَّ  انتصار ٍ في أيَّة  معركة ٍ كانَ موجودًا  فيها سوى بعض الإنتصارات الوَهميَّة والكاذبة  والمُصطنعة   للتمويهِ  بالإتفاق  مع  الإنجليز ِ والقيادةِ  اليهوديَّة  العسكريَّة  آنذاك  لكي  لا  يشك أحدٌ  بخيانتهِ  وتواطئهِ  مع أعداء الوطن .  ولإن كان  القواقجي  اسمهُ  لا  يُمْحَى  من  ذاكرةِ  الكثيرين من  العرب  على  أنه  قائدٌ  وطنيٌّ  مناضلٌ  (  كما  ذكرَ  الكاتب  الدكتور  تميم  منصور )  ففوزي القواقجي في  ذاكرةِ  جميع الفلسطينيِّين  مع  جيشهِ  -  جيش  الإنقاذ - هو عميل رخيصٌ  وخائن لفلسطين وللأمَّةِ  العربيَّة ِ ومن الأشخاص  المُهمِّين  والبارزين  الذين  كان لهم   دورٌ  كبير  في  العمالةِ  والخيانةِ  وساهموا  في  تسليم   بلاد  فلسطين   للأعداء وأن  لهم الدور الأساسي  في  نكبة  فلسطين كما   ُذكرَ أعلاه   .    ومن  يجهلُ الشَّاعرَ الفلسطيني الشَّعبي  والحَدَّاءَ  الكبير أبا  سعيد  الحطيني  (  أمير الحداء والشعر  الشعبي  قبل  النكبة )   حيث  يقول  في  القواقجي :  

( "  ُدوَل  العرب  سبع   ملوكْ          شتَّتهم       إبن        شرتوكْ 

     فوزي القواقجي يا  َمهتوُكْ          جنودك   عتالي  في   السُّوقْ  " )  

             وهذه  الأبيات  لوحدِها  أكبرُ  حجَّةٍ  دامغةٍ  وأكبرُ  شاهدٍ  وإثباتٍ  تؤكِّدُ  ما  أقولهُ  أنا وجميعُ  الناس  وأكبرُ  توثق ٍ وتأريخ ٍ  لخيانةِ  القواقجي  وتآمرهِ  ومستوى جنوده  الرعاع  والأوباش الهَمَج  كما  ذكرهُم الهواري  .  

   لقد  ذكرَ المؤلفُ أنَّ القواقجي قادَ  بعضَ الفصائل في  ثورةِ  ( 1936 – 1939 )   ضدَّ  الإنتداب البريطاني في فلسطين ،  ولكن  أحبُّ  أن  أضيفَ  وأوضِّحَ  أنَّ  القواقجي  دخلَ  إلى  فلسطين   بعد  أشهر من  اندلاع  الثورة  التي كان َ فتيلَ شعلتِها واندلاعِها  استشهادُ المناضل الشيخ  عز الدين القسام وهذه الثورة  في  بدايتِها  كانت مباركة ًواشترك فيها  خيرة شباب  فلسطين المناضلين  الأشاوس  لتحريرها   من  الإستعمار (  الإنتداب  البريطاني  )  ولإقامة  دولة  فلسطينيَّة مستقلة  وقد تمَّ  انتخاب القواقجي  قائدا عامًّ  للثورة  بعد    فخري  عبد  الهادي من  نابلس  الذي كان  قائدًا عَامًّا  لها  - (  كتاب  تاريخ  فلسطين  للمؤرخ  عيسى السفري )   -   والمؤرخ   عيسى  السفري  يمدحُ  القواقجي   كثيرًا  ويذكرُ  أنَّ  الثورة َ بدأت  تأخذ ُ طابعَ  التنظيم  بعد  أن تولَّى  َمهام َ قيادتها  ...   ولكن  العكس هو الصحيح  كما يُؤكِّدُهُ   ويثبتهُ  الفلسطينيون سكان فلسطين - وأهل  مكة  أدرى بشعابها )  ومنهم  ما  زالوا  أحياءً  يرزقون  إلى الآن ، وبالذات الذين شاركوا وحاربوا في  هذه  الثورة  ويؤكدون   انحطاط َ  وتواطىءَ  القواقجي    ويوسف أبو  ُدرَّة  (  الأخلاقي  والإنساني والسياسي )  وغيرهما من الرُّعاع  والهَمَج  الذين  حرفوا  مَسار  الثورة المباركة  وخطها  الوطني  النظيف    .  

   وينتقلُ الكاتب  بعد  حديثهِ عن جيش ِالإنقاذِ إلى عنوان جديد  في  الكتاب  وهو  : ( جيش  الجهاد  المقدس )  ويتحدَّثُ  بشكل ٍ موسع  ٍعن هذا  الجيش   ،  ويستعرضُ  أقوالَ  بعض ِ المؤرِّخين وتناقضاتهم  في كيفيَّةِ  تأسيس  هذا الجيش  ومدى  مؤهلاتهِ  وقدراتهِ  القتتاليَّة  والتنظيميَّة  والإداريَّة  ...   وأن  جميعهم  يتفقون عل  الدور البطولي الذي  قامَ  بهِ  القائدُ  البطل عبد  القادر  الحسيني وأنه كان عسكريًّا  َفذ ًّا يملكُ  كلَّ  معاني الشحاعة والروح  القتاليَّة   العالية   ويمثلُ  إحدى  الصور  المُشرِّفة  في التاريخ  العسكري  الحديث ،  فهو  ثاني  قائد جيش عربي يستشهدُ في ساحةِ  المعركة بعد  يوسف العظمة سن  1920  في  معركة  ميسلون ،   وأما  الشهيد  الثالث  فهو  الجنرال  "  عبد  المنعم  رياض "الذي قضى  َنحبَهُ وهو يتفقدُ وحدات الجيش  المصري  التي كانت   تقاتلُ  الجيش الإسرائيلي  على  ضفاف  قناة  السويس  سنة  (  1970 )  -  في  حرب   الإستنزاف  .      وكانَ  عبد  القادر  الحسيني   لم  يؤمنْ بالعمل السياسي  لوحدهِ ،  بل كان  يؤمنُ  بأن الغازي والمحتلَّ  يجبُ  أن  يقاوم  وأنهُ  ليسَ  أضيع  من  قوم ٍ  ضعفاء  يأملون  العدلَ  عن  طريق  التفاوض  من غزاةٍ   أقوياء -  (  صفحة  320  )   .    

     ويذكرُ المؤلف ( تميم  منصور)  نقاط َ التباين والخلاف  بين المؤرخين   فيما  يتعلقُ   بجيش  الجهاد  المقدس   وأهداف  إقامة  هذا الجيش  .    والبعضُ يؤكِّدُ  أنهُ يرجعُ الفضلُ في إقامتِهِ  إلى المفتي الحاج امين الحسيني   والهيئة العربيَّة العليا ،  وقد أوصت هذه الهيئة  بالإجماع بتوليةِ عبد  القادر الحسيني قيادته سنة ( 1947 ) وليس سنة  1936  كما وردَ في  الموسوعة  العسكريَّة  الفلسطينيَّة   .     وكما  يتضحُ  ممَّا  يعرضهُ  الكاتب  أنَّ  هنالك  تناقضات  في  أقوال بعض  المؤرِّخين   في  صددِ  تاريخ  تأسيس  وتكوين  جيش الجهاد  المقدس   ،  فمنهم   من  يقولُ  :  تأسَّسَ  عام   1936  زمن  الثورة  ، ومنهم  من يقولُ عام   1947  .  وكما هو واضحٌ أنَّ  عبد  القادر الحسيني  كانَ   يقودُ  فصيلا  ً واحدًا  في  سنوات ( 1936 - 1939 -  )  -  زمن   الثورة على الإنتداب   البريطاني  ،  وقد  قاتلَ  مع  هذا الفصيل  في  منطقة  القدس  بإجماع معظم  المؤرِّخين   .   

      فجيشُ  الجهاد  المقدَّس  تأسَّسَ  عام  1947  وبطلبٍ  من المفتي  لأنهُ  أرادَ  أن  يكونَ  عبدُ  القادر  قريبهُ  قائدًا للجيوش ِ العربيَّة  فلم  ُيقبَلْ   طلبُهُ   فاضطرَّ  أن يسعى  ويعملَ  على  تأسيس ِ جيش جديدٍ  من   ِقبَلِهِ  وبتوجيههِ ويضعَ على  قيادتِهِ  شخصًا من  أقربائهِ  هو  الشهيد  عبد  القادرالحسيني  .     ويستعرضُ تميم منصور قوَّة َ هذا الجيش  وتنظيمه  وعدد  العتاد  والسلاح   الذي  يمتلكهُ   وبعض  المعارك  والمواقع  التي  خاضها  وانتصرَ  فيها   .    وكيفَ عندما توجَّهَ عبد القادر إلى لبنان  لطلب الدعم العسكري ( السلاح  )  رفضوا طلبَهُ  وبعدَ  مُشادَّةٍ  كلاميَّة  أعطوهُ  النزرَ  اليسير  ،  وهذا  الجيش   لو   كان  يملكُ  الأسلحة َ والمعدات  الحربيَّة  الكافية  لكان  لهُ  شأن  عظيم   وربَّما   لم  تحصل  النكبة   .    وذكرَ  الروحَ  العالية والسامية والمثل التي  كانَ  يتحلَّى بها عبد  القادر الحسيني  والتسامح  وكرم  الأخلاق  والتواضع  بالرُّغم  من  كونهِ  ينحدرُ  من  أسرةٍ   وعائلةٍ  عريقةٍ  أرسطقراطيَّة  .  فقد  كانَ   يُعامل  نفسَهُ  كواحدٍ  من الجنود  وكانَ  يقودُ  المعاركَ  بنفسهِ  ويلقي بنفسهِ  في  المواقع  الخطيرة  ويسبقُ  جنودَهُ في  الإقدام  والتضحية   حتى  أن استشهدَ  في  معركةِ  القسطل   .    

   ولكن  كان  هنالكَ  حادثة ٌ وأمرٌ  هامٌّ  لم  يذكرُهُ  الدكتور   تميم  منصور  وهو :  عندما  توجَّهَ  عبد  القادر  الحسيني  إلى  سوريا  لكي يحصلَ  على السلاح   ليتابعَ  نظالهُ  وحروبَهُ لتحرير البلاد  ففي  سوريا   رفضوا  طلبَهُ كلِّيًّا، فعندها قال قولهُ وكلمتة الشهيرة لبعض المسؤولين  والقادة  العسكريِّين  المشرفين  على  مخازن  ومستودعات  الأسلحة   هناك  :   ( "  أنتم  خونة  ومجرمون  إنَّ التاريخَ  وحدهُ  هو  الذي سيُحاسِبُكم ،  وأنا  أعرفُ جيدًا  أنَّ  عنابرَ  دمشق  مليئة ٌ  بالأسلحة  والعتاد   الحربي  …  وها  أنا  راجعٌ  إلى  فلسطين لكي  أستشهدَ )  -   وهذا ما حَدثَ وقد استشهدَ في معركة القسطل .

   والجديرُ بالذكر أن عبد القادر الحسيني  كانَ دارسًا  موضوع الكيمياء في  الجامعة الأمريكيَّة في  مصر  وكان بنفسهِ  في   ثورة  1936  وفي  حرب  عام  1948   هو  الذي  يُعِدُّ  وَيُحَضِّرُ الكثيرَ  من القنابل اليدويَّة  والعبوات  الناسفة  ويصنعها ، وقد علَّمَ العديدَ من  جنودِهِ  في   كيفيَّة  صنع  وتحضير   وإعداد  القنابل  والألغام  وكانَ  جنودُهُ  ينتمونَ  إلى  جميع  الطوائف  ومن  خيرة الشبَّان  الأوفياء  الشُّجعان  المنضبطين  والذين  يتحلُّون  بأسمى القيم والمثل ِ  والأخلاق   الساميةِ   وكانَ  هدفهُم  وحلمهم  المنشود  مثل  قائدهم  عبد القادر تحريرَ البلاد وإقامة دولة فلسطين العتيدة، ولكن بسبب المؤامرات  والخياناتِ  العربيَّة  الرَّجعيَّة وتواطىء الزعماء والقيادات الخنوعة   وتآمر الدول  الكبرى على الشعب  الفلسطيني  الضحيَّة  وعلى القضيَّة  الفلسطينيَّة  وبإستشهاد  عبد   القادر  الحسيني  أيضًا  لم  يتحقَّق وللأسف  هذا  الحلم  .    


الخاتمة :    هذا الكتابُ ربَّما  يكونُ الأولَ  لمؤلِّفٍ محلِّيٍّ  يتناولُ  فيهِ  جميع  هذه  المواضيع الهامَّة  (  التي  استُعرضَتْ )  بإسهاب  وتوسُّع   ،  وهنالك  القليل  القليل  من  المصادر  التي  طرحت هذه  الأمور   والمواضيع الهامَّة …  أي مواضيع الثقافة  والإبداع   والحضارة  والرقيّ والرياضة  والفرق  الكشافيَّة  ثمَّ  التنظيمات  والأطر السياسيَّة والحزبيَّة  والعسكريَّة  بالتفصيل  وبتوسُّع  …  وللأسف  هنالك  الكثيرون  ممَّن   يجهلونَ   أنَّهُ  في  فترة ما قبل   النكبة  وبالتحديد  أواخر  حكم   الأتراك  العثمانيِّين   وفترة   الإنتداب  البريطاني حتى  عام  1948   كانت  فلسطين  مزدهرة ً  تزخرُ  بالحضارة  والرِّقيّ والتألق والإبداع  ، وخاصَّة ً  في  مدنها ، مثل : حيفا  ،عكا ، يافا   صفد ، طبريا  ، القدس ، اللد  والرملة ، غزَّه … إلخ  ..   وكانت  منارًا  ومرتعًا سياحيًّا لجميع  البلدان والدول الأخرى  ،  وخاصَّة ً  للبلدان  العربيَّة ،  على عكس  ما كانت تنشرهُ وتبثُّهُ  الدعاية ُ الصهيونيَّة  والغربيَّة  والعالميَّة  وإلى الآن أنَّ  فلسطين  كانت أرضًا  بدون  شعب  وأنَّ  هنالك  أقليَّة  من  العرب  المتأخِّرين   والبدائيِّين    يقطنونها   وأنَّ   اليهودَ  المتحضِّرين   والمتقدِّمين  أصحاب الحقّ التاريخي  فيها  جاءُوا إلى هذه  البلاد ( فلسطين ) وعمَّروها  وأصلحوا  أراضيها التي   كانت  وعرة ً وقاحلة ً واسَّسُوا  ووضعوا  ركائز الحضارة  والرقيّ  والتقدُّم  فيها  .   ولكن هنالك  بعض  المواضيع التي  لها  علاقة  مباشرة    بالأمور  التي  ذكرت  لم  يتطرَّق إليها  المؤلف  ، مثل :  مواضيع  الفنون والموسيقى والأدب  والشعر والفن  التشكيلي …  إلخ  .  فقد ذكرَ  بتوسُّع ٍ أسماءَ المكتبات  والمطابع والصحف  والمجلات  ووسائل  الإعلام  التي  كانت  موجودة ً بكثرةٍ  في  فلسطين  قبل  عام   1948   ولم  يذكر إسم َ  أيِّ   شاعر ٍ وأديبٍ  ومفكر  أو  موسيقي  وفنان إطلاقا ً ،  ومن  الشعراء  المهمِّين  الذين  كانوا قبل  النكبة وحلقوا في سماء الإبداع  وألهبوا المشاعرَ بقصائدهم  الحماسيَّة  ، مثل   إبراهيم  طوقان   (  شاعر  فلسطين  قبل  النكبة   وعبد  الرحيم  محمود   وأبو  سلمى ،  وقد  أطلِقَ  عليهم  لقبَ ( الثالوث الفلسطيني ) .. .     وأيضًا  الشعراء  :  إسكندر خوري البيتجالي  ووديع  البستاني  ومطلق عبد الخالق  . وهنالك  الحدَّاؤون والشعراء الشعبيُّون  مثل :  أبو  سعيد الحطيني  وفرحان سلام   ونوح  إبراهيم  وغيرهم . وأمَّا  في الموسيقى فقد  برزَ العديدُ من الموسيقيِّين المهمِّين  وأهمهم : الموسقار والفنان الكبير  "  يحيى اللبابيدي " -    من  مدينة  عكا ، وكان  مسؤولا ً عن  قسم  الفنون والموسيقى في الإذاعة الفلسطينية التي  أقيمت زمن  الإنتداب (  عام  1936 ) في  مدينة  القدس   وكان  مديرها  العام  والمسؤول  عن  البرامج  العربيَّة  فيها  الشاعر الكبير "  إبراهيم  طوقان  " ...  ويحيى اللبابيدي  هو  الذي لحَّنَ  أغنية : " يا ريتني  طير " والتي  غناها  المطرب الراحل  فريد  الاطرش وكانت سببًا في شهرتِهِ  وتألُّقِهِ ، وهي الأغنية الوحيدة التي  غناها  فريد من بين  مئات  الأغاني  لهُ  لم  تكن من  ألحانهِ .    ومن ألحان  يحيى اللبابيدي أيضا :  "نشيد  الملك غازي " -    وهي قصيدة من  نظم  الشاعر إبراهيم  طوقان  وقد  بُثَّت  في  عدَّةِ  محطاتٍ  إذاعيَّة  آنذاك  . 


وأخيرًا :        نهنىءُ  الكاتبَ  والمُؤرِّخ  القدير والمبدع  الصديق  الدكتور  "  تميم  منصور "  على  هذا  الكتاب  والمؤلف  العظيم   والرَّائد  والمُمَيَّز  ونتمنى  لهُ  العمرَ المديدَ والمزيدَ  من الإصدارات الأخرى : أدبيًّا  وتأريخيًّا  وفكريًّا  وأدامَهُ  اللهُ   وأبقاهُ   لنا   ذخرًا  ومنارًا  وركنا  هامًّا   بَنَّاءً   لخدمةِ    

مجتمعنا  بأسرهِ   .