حكايةُ الزّمنِ المهَدّم/ صالح أحمد

 


لَكُمُ الحِكايَة...

وأنا الرمادُ تُرابُ أغنِيَتي التي لم تَحتَمِلني واقِفًا

الصمتُ وَجهي والزَّمانُ الذّابلُ الآوي إلى 

حُلُمٍ بِلَونِ الدّمعَةِ العَذراءِ تُلقِمُ مَولِدَ الموتِ المقيمِ تَجَمُّلًا

ثَديَ الحِكايَة.


يا صَبرِيَ المَطرودِ مِن أركانِهِ

يا صَرخَةَ الزّمنِ المُقَيَّدِ والشهودُ أصابِعي

نَضَجَت، لِتولدَ أبجديَّةُ خَيمَةٍ

كَشَفَ التّعابُثُ سِترَها 

لتُبيحَ عَورَةَ حُرمَةِ الأَعذارِ للأَرياحِ ...

تَجتَرُّ ارتِعاشَتَها الصحارَى المانِحاتِ 

لِكُلِّ سَوطٍ حَظَّهُ مِن عُهرِها. 

وتَشيخُ أجنِحَةُ الحِكايَة.


تَتَناهَبُ الأزمانُ أَورِدَتي، وتُلقِمُني صَدى

تاريخِيَ المقتولِ مُلتَجِئًا بلا لغةٍ ومن خِبءٍ إلى خِبءٍ... وما

في الأفْقِ من حَطَبٍ، وفارسُنا تَرَجَّلَ عَن فَصاحَتهِ

ليبدو المهرجانُ صدى الحِكاية


كيف استحالَ الصوتُ قيدًا؟ 

والمعاني أمنياتٍ قاصياتٍ؟

والمنافي سنبلاتٍ؟ 

والمغازي مهرجانًا أعلَنت فيهِ الأغاني كُلُّها مَوت اللغة؟

قل لي بربك يا زمانَ الأغنِياتِ

وقبلَ أن تَأوي إلى مَثواكَ:

أينَ أضَعتَ آثارَ الحِكايَة؟


لكُمُ الحِكايَة أنجَبَت يَدَها كَما تَلِدُ الخَديعَةُ أختَها

ولَنا صَهيلُ الناهِضينَ مِنَ الشّوارعِ جَمرَةً 

وُلِدَت على عُنُقِ الذّبيحِ وَزَعزَعَت

أركانَ مملَكَةِ الطُّغاةِ ... تَوَهَّجَت

رَفضًا لِكُلِّ مَهازِلِ التاريخِ حَيثُ تَصيرُ عِلمانِيَةُ الحُلَفاءِ قُنبُلَةً

وَيغدو الطِّفلُ في البَيتِ المُهَدَّمِ والمُحاصَرِ مُرعِبًا

أنفاسُهُ رَعدٌ ستولَدُ منهُ صاعِقَةُ البِدايَةِ... 

فَاعذُروني! 

اِنتهى سِحرُ الحكايَة...

::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق