رجع الصدى/ جورج عازار

 


ما كنت لي حبيباً

في يومٍ من الأيامِ

وما رسمتُكَ في كَراستي

أبداً فتىً لأحلامي

أنت سرابُ الواحات

حين يشتَدُّ الظَمأُ

وأنتَ شحيحُ المُزُنِ

 حين ينحبسُ المطرُ

أنت الشَّبحُ الباهتُ

في كوابيسي

وأنت لَونُ الطَّيفِ

في مِرآتي

وأنت صَدى الوهمِ

 في وجعِ حكاياتي 

أنت طَعمُ الفَرحِ

 على مُروجِ الرُّوحِ

وأنت دمعيَ المنسكبُ

 من غيرِ حِسابٍ

في دوَّاماتِ الزَّمانِ

أنتَ ثورةُ غضبي

وأنتَ هَدأتي وسُكوني

وأنت صَخبي وجُنوني

وأنتَ الضِّفافُ 

لمَراكِبَ أحزاني

في مَدى عينيكَ

تنمو مثلَ شَتلةِ الُّلبلابِ

كُلُّ اشتياقاتي

وفي امتدادِ سِحرِكَ 

يَضِجُ المَلهوفُ

 إلى دفءِ العناقِ

أنت العُنوانُ الخاطِئُ

فوق أغلفةِ رسائلي

التي أعادها البريدُ لي 

ذات يومٍ

ممهورةً بِخَاتَمِ

مَجهولُ الإقامةِ

أنا الذَّبيحُ

الَّذي إلى ضَربةِ الخَلاصِ يَحِنُّ

وأنا الَّذي يخاصِمُني الوَسَنُ

وتُعذبني سِياطُ الأرَقِ

أُقرُّ وأعترِفُ

أنت هو من ليس يعنيني

وأنت من بِه لستُ أبداً أبالي

لكنَّني في كُلِّ لَيلةٍ

أفتحُ خِزانتيَ العتيقةَ

وأُخرِجُ صورَتَك اليتيمةَ

أقبِّلُها ألفَ قُبلةِ

بل مليون قُبلةٍ وقُبلة

أنثرُ أثمنَ العُطورِ

فوق حروفِ رِسالتِكَ الأخيرةِ

أنت الَّذي ما كنتَ لي أبداً

حبيباً 

في يومٍ من الأيامِ

أحكمُ عليكَ غيابياَ بأنَّكَ

ورغم سنوات التَّقادُمِ

ستَبقى لي 

عِشقي وهُيامي

حتَّى انقضاء العُمرِ

وانتهاءَ الزَّمانِ


ستوكهولم السويد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق