ولـــــــو دريـــــــت/ رجاء محمد زروقي

( ولو دريت كم ينضوِيِ
غصن التشوق إليك ويميد ..)

.....،.....

لو دريتَ من أيّ فتحة
يستنشقك القلب
لألغيتَ جميع أبواب جداول البوْن
وعدّلت ما تبقى من لوحي الموعود

.....،.....

ولو دريت كم أخرق فيك كلّ العادات
كلّ المعتقدات
وأكْفر بالنّوى الذي أوْقدني
 وراء هذي الحدود

....،....

ولو دريت ..
كم أخاف فيك الوفاء
ولو دريت ...
كم أخاف فيك علاّم الغيوب

....،....
ولو دريت كم يُساورني فيك القلب
وكم  تُسائلني فيك
 نفحات خطرات أفيون الخطوب

....،....

ولو دريت ..
 حينما لا أخصّك
بفتوى النّجوى
كم يُطردني  أريج جدائلي
 وشاح صلواتي
قمصان تهجدي ..  فساتين تجددي
 طلاء أُرجُوان أظافري
وعنفوان شماريخ الطيوب

....،....

ولو دريت كم أعشقه هذا الذي يرفضني
 من حديث عهد الدروب
ويشدني لسالف بيلسان
 سبيل طريقنا المعهود

.....،.....

ولو دريــــــــــت ....
ولو دريت كم أشتاقـــــــــــــــك
 والحــــب فيـــــك
حبيس مــــــــــــوؤود

**--**--**


مقابلة عباس مراد الافتراضية مع رئيس الوزراء مالكوم تيرنبول


دخلت الحملة الإنتخابية أسبوعها الرابع، وعن الإنتخابات وبرامج الحكومة ومحاولتها إقناع الناخبين كان هذا اللقاء االمطول مع رئيس الوزراء الفيدرالي مالكوم تيرنبول والذي تناولنا فيه كل القضايا التي تستأثر بإهتمام الرأي العام صحة، تعليم،ضرائب، وظائف ونمو اقتصادي وغيرها...
س: رئيس الوزراء ما هو تقييمك لحملة الأحرار الإنتخابية في الأسابيع الماضية؟
ج: دعني أؤكد أن الحملة الإنتخابية على الطريق الصحيح بغض النظر عما يقوله حزب العمال، وكما تعلم إن عودة التحالف (الأحرار - الوطني) سوف تؤمن النمو والوظائف.
س: سيد تيرنبول، لكن ماذا عن استطلاعات الرأي والتي أكثرها يُظهر تساوي الحزبين وبعضها يقول بتقدم العمال؟
ج: نحن نعمل من أجل الوصول إلى الإستطلاع المهم في 2 تموز لذلك نحن نركز على كيفية تأمين وظائف للأستراليين وتنمية الإقتصاد.
س: سيد تيرنبول، تحدثتم عن إصلا ح ضريبي ولكنكم تراجعتم عن كل وعودكم بهذا الخصوص، أين أصبحتم في هذه العملية؟
ج: نحن تراجعنا عن الإصلاحات الضريبية من أجل تحسين حظوظ إعادة إنتخاب الحكومة لكي نؤمن وظائف والمساعدة في تنمية الإقتصاد وأحب أن ألفت نظركم إلى اننا من أجل ذلك نريد تخفيض الضريبة على الشركات الكبرى من 30% الى 25 %  على مدى 10 سنوات من أجل ذلك الهدف.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن التغييرات المناخية وما هو برنامج الحكومة للحد من انبعاث الكربون؟
ج: أنا ملتزم مع جناح اليمين في الحزب من أجل عدم تغيير السياسة الحالية الفعل المباشر direct action رغم أنها عكس قناعاتي  وذلك من أجل استمرار النمو والإزدهار الاقتصادي والمزيد من الوظائف ولا تنسى  الإلتزام جزء من صفقة تولي رئاسة الوزراء.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن قضايا اللاجئين بعد قرار المحكمة العليا في غينيا الجديدة بعدم شرعية مراكز الإحتجاز؟
ج: الا ترى إننا دخلنا في سوق المزايدة نحن وحزب العمال، ألم تسمع تصريح الوزير "الممتاز" بيتر داتون عن أمية اللاجئين والمهاجرين وسلبهم الوظائف للأستراليين، ونحن كحكومة نريد تأمين المزيد من الوظائف والنمو ولذلك نحن ما زلنا ملتزمين الحل  الكمبودي والذي يكلّف الخزينة اكثر من 50 مليون دولار رغم فشله وكذلك ما زلنا ملتزمين بإستقبال 12 ألف لاجئ سوري وصل منهم عدداً من الأفراد.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن قوانين أماكن العمل وعلاوات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية؟
ج: لنقولها بصراحة، إن اقتطاع العلاوات من شأنه تأمين فرص عمل أكثر وتحقيق نمو إقتصادي في قطاع المقاهي، المطاعم والفنادق(hospitality) .
س: سيد تيرنبول، قررت الحكومة تأمين مبلغ 1.2 مليار دولار للتعليم حتى العام 2020، لماذا لم تتعهدوا بتمويل خطة كونسكي كاملة؟
ج: العمال يريدون إنفاق مبلغ 4.5 مليار دولار ولكن لم يحددوا مصارد التمويل ونحن ننتهج سياسة مدروسة حتى لا يزداد العجز في الميزنية فيتراجع النمو ونفقد المزيد من الوظائف ونحن هنا نعمل من أن يحصل العكس تماماً اي مزيد من الوظائف والنمو.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن القطاع الصحي وتجميد الزيادة لكلفة زيارة الطبيب العام حتى العام 2020، وما هو رأيك بموفق نقابة أطباء الطب العام المعارض لخطوة الحكومة؟
ج: الحكومة قررت المحافظة على الميديكير ولذلك اتخذنا قرار التجميد ولكن لا تنسى أن الحكومة قررت زيادة ميزانية  القطاع الصحي (2.9 مليار) ونحن نأخذ بعين الإعتبار النمو والوظائف عند اتخاذ أي قرار.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن مشكلة أسعار المنازل خصوصاً أن نسبة مشتري المنزل الأول بأدنى مستوياتها لعدم مقدرتهم المنافسة مع المستثمرين والرأسمال الأجنبي؟
ج: حزب العمال يريد تدمير القطاع العقاري من خلال إلغاء الإستثمار السلبي negative gearing  ، لذلك ومن أجل تأمين الظروف المناسبة لإستمرار النمو والإزدهار في القطاع العقاري نعارض كحكومة أي مقاربة للإستثمار السلبي على الرغم من أنني سابقاً كنت ضد الفكرة وبالكامل واعتبرتها نوع من التهرب من دفع الضرائب، ولكن كما قلنا في تصريح سابق فإن بإمكان الأهل المساعدة في شراء المنازل لأولادهم وهكذا يستطيع الأولاد التفرغ للتعليم وتأمين الوظائف وهذا يعزز النمو الإقتصادي؟
س: سيد تيرنبول، ماذا عن تعديل قانون الزواج للسماح بزواج المثليين؟
ج: أنا أسير عكس قناعاتي بهذا الموضوع ولكن من ضمن صفقة الإطاحة بطوني أبوت سألتزم بالإتفاق حتى لا أتّهم بكسر الوعود، بالمناسبة نحن مصرّين على السير بالإستفتاء غير الملزم حول الموضوع ومبلغ 160 مليون دولار كلفة الإستفتاء ستحرك عملية الإقتصاد وتؤمن بعض الوظائف وإن كانت مؤقتة وهذه هي سياستنا، نمو ووظائف.
س: سيد تيرنبول، كلفة رعاية الأطفال أصبحت باهظة حيث معاش أحد الوالدين يذهب لنفقة الرعاية؟
ج: هذا يتناسب مع خطة الحكومة للإعتماد على الذات وبهذه الطريقة يتم تدوير الأموال ويستمر القطاع في النمو وتزداد نسبة الوظائف.
س: سيد تبرنبول، مسألة الإرهاب تهم المواطنين وهي على تماس مع حياتهم اليومية، ما هي خطط الحكومة لمكافحة هذه الظاهرة؟
ج: تحرص الحكومة والوكالات الأمنية على تأمين أفضل العوامل التي تساهم في الإستقرار وشعور المواطن بالأمان من أجل استمرار الحركة الإقتصادية التي تؤدي إلى المزيد من النمو الذي يرافقه وظائف جديدة، ولذلك نحن وضعنا القوانين الأكثر صرامة في العالم حتى لو كانت على حساب بعض الحريات الشخصية التي يتباكى عليها بعض المدافعين عن تلك الحريات.
س: سيد تيرنبول ماذا عن السياسة الدفاعية للحكومة؟
ج: كما تعلم، أن الحكومة قررت تطوير أسطول الغواصات وقررنا إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لسنوات قادمة، كل ذلك من أجل حماية الحدود والحفاظ على التوازن في الإقليم بالإضافة إلى مساهمة تطوير الأسطول بالمزيد من الوظائف والنمو الإقتصادي خصوصاً إن معظم أعمال البناء والصيانة ستتم في أستراليا.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن السياسة الخارجية؟
ج: جوليا وأنا نعمل على المحافظة العلاقات مع جيراننا وفي الأقليم وإن حصلت بعض الإستثناءات من خلال تصريحات بعض الوزراء أمثال بارنابي جويس، بالنتيجة العلاقات الجيدة مع دول الجوار تؤمن المزيد من الوظائف والنمو وهذا ما يهمنا بالنتيجة.
س: سيد تيرنبول، نسبة الإنتحار في البلاد مرتفعة ( 3000 تقريباً شخص سنوياً) أي أكثر من ضحايا حوادث السيارات، ما هو برنامجكم للحد من هذه الظاهرة؟
ج: سأكون صريحاً لا يوجد سياسة محددة بهذا الخصوص لذلك نسعى إلى تأمين الوظاءف والنمو للحد من ظاهرة الإنتحار.
س: سيد تيرنبول، ماذا عن المزانية ومتى ستعود إلى الفائض؟
ج: بيل شورتن والعمال يزيدون من وعودهم الإنفاقية مليار هنا ومليار هناك لذلك ندعي الناخبين إلى الحذر من إنتخاب العمال لسوء ادارتهم الإقتصادية لأننا تاريخياً نحسن إدارة الإقتصاد وهذا يؤمن الوظائف والنمو.
س: سيد تيرنبول، لكنم في الحكم منذ ثلاث سنوات والعجز إلى ازدياد.
ج: هذا غير مهّم وقد يزداد العجز، المهم هو أننا نريد العودة إلى السلطة وتأمين الوظائف للمواطنين والنمو الإقتصادي.
س: سيد تيرنبول، برأيكم ما هو أهم قطاع يمكن الإستثمار به لتنمية الإقتصاد وزيادة التوظيف؟
ج: القظاع السياسي وإعادة انتخاب الحكومة من أجل تأمين وظائف الزملاء السياسيين والرفاق الحزبيين وهذه من أولوياتنا حتى نعيد الإقتصاد إلى سكة النمو وتأمين الوظائف حتى ولو كان على حساب العجز في الميزانية.
س: سيد تيرنبول، كيف تصف إداء فريقكم السياسي في الحملة الإنتخابية وباختصار؟
أولاً: بارنابي جويس: بارنابي خلّاق ولكن أتمنى أن لايتكلم كثيراً.
ثانياً: جوليا بيشوب: جوليا جذّابة وتعمل بصمت وتعرف من أين تؤكل الكتف السياسية.
ثالثاً: سكوت موريسن: محارب متمرس ألا ترى أنه عندما يتكلم يغرق خصمه بزخّات كلامية مبهمة.
رابعاً: ماثيوس كورمن: ممثل بارع يمكن قد شاهدتم كيف دافع عن دور بيل شورتن.
خامساً: بيتر دانون: بيتر ممتاز، ممتاز ما حدا عملها قبله ووصف المهاجرين بالأميين.
أخيراً ماذا عن طوني أبوت: تعرف أنا لا أحب أن أتكلم بالتاريخ وأنا أحب التركيز على النمو والوظائف.
سيد تيرنبول هل من كلمة أخيرة تودّون أن توصلوها للناخبين؟
أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت للناخبين، أنا أريد تأمين وظيفتي ووظائف زملائي والمحافظة على نمو دخلهم، لذلك تخلّصنا من طوني أبوت ومن أجل ذلك رفعنا شعاراً لحملتنا الإنتخابية، النمو والوظائف.
ملاحظة من الكاتب: هذه المقابلة إفتراضية.
عباس علي مراد
سدني

مشكلتكم البارزاني/ كفاح محمود كريم

     كنا قد كتبنا في مناسبة أخرى مقالا تحت عنوان " ما مشكلتهم مع كوردستان "*، وقد كاتبني الكثير ممن يسألون عن أصل المشكلة هل هو فكرة الاستقلال أم الرئيس مسعود بارزاني؟

     والحقيقة هي الاثنان معا، وربما يركزون جام غضبهم وحقدهم على البارزاني اكثر لأنه فعلا هو قائد مشروع الاستقلال الذي يعبر عنه بصراحة وشفافية وجرأة خالية من أي إكسسوارات دبلوماسية، فهو يعبر عن فكرته ومشروعه كبيشمركة لا يقبل القسمة الا على نفسه لتكون النتيجة نفسه أيضا، ومن يتابع أحاديثه ولقاءاته المتلفزة يدرك حقيقة صدق وصراحة هذا الرجل بعيدا عن الفذلكات اللغوية أو المتاهات الدبلوماسية، فهو يتميز بوضع النقاط على الحروف وإعطاء الأشياء والأحداث والمواضيع عناوينها الحقيقية دونما رتوش ومجاملات، ولا يختلف اثنان من قادة العراق والعالم الذين عرفوه على صدقه وصراحته وشفافيته، وهنا تكمن مشكلته مع الأصدقاء والأعداء والمنافسين.

     منذ البداية قاد الملا مصطفى البارزاني هذا المشروع، وجمع حوله كل المختلفين والمتفقين في غاية واحدة هي تحقيق الاستقلال، لكنه أيضا لم يتخط واقعيته المشهودة، فلم يقدم مشروعه دفعة واحدة لكنه احترم ظروف شعبه والمنطقة التي تعيش فيها كوردستان وشركاؤهم في الأرض من عرب العراق، فكان شعار مشروعه في البدء الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان، وهو يؤمن تماما لو أن العراقيين طبقوا النظام الديمقراطي بشفافية فان استقلاله سيكون أكثر سلاسة كما يفعل البارزاني الرئيس اليوم، حيث يؤكد دوما على التحاور مع الشركاء بشكل سلمي متحضر وبأساليب وأدوات ديمقراطية هي التي ستعتمد أساسا في تحقيق الغاية التي ينشدها شعب كوردستان العراق الذي يتجاوز تعداد الستة ملايين نسمة تربطهم جميعا روابط مشتركة في الأرض واللغة والثقافة والعادات والتقاليد والاهم أنهم جميعا وان اختلفوا في كل الأمور لكنهم يتوحدون تحت راية واحدة وهدف اسمي هو الاستقلال وتأسيس دولتهم بعد أن نجحوا في بناء تجربتهم الفيدرالية منذ 1991م وحتى سقوط نظام صدام حسين، وفشلت بغداد في إيجاد صيغة علاقة تضمن حقوقهم كاملة طيلة ما يقرب من مائة عام!

     ولذلك نرى بشكل إجمالي معظم الذين يقفون بالضد من تحقيق هذا الهدف إنما يتناولون شخص السيد مسعود بارزاني والعمل بشكل مستمر على إعاقة مشروعه لتحقيق المرحلة الأولى وهي الاستفتاء، وما هجمة داعش الشرسة إلا صفحة من صفحات معاداة هذا الهدف وما ترتب عليها من استنزاف موارد الإقليم التي كانت قد خصصت لعملية التنمية الكبيرة التي شملت كل مناحي الحياة في الإقليم، وفي نفس السياق فرضت حكومة نوري المالي حصارا ظالما على الإقليم، تضمن حرمانه من كل مستحقاته كشريك أساسي في الدولة العراقية حسبما اتفق عليه في الدستور الأخير، إلا أنهم وأمام إصرار البارزاني على تطوير تجربة الإقليم في مزيد من الاستقلال عملوا بشكل مكثف على مد أصابعهم إلى الداخل الكوردستاني للضغط مباشرة وإرباك القيادة السياسية في الإقليم وتأخيرها من المضي في تنفيذ مشروعها الحضاري.

     إن البارزاني ينطلق من تراكم أهداف ومشاعر شعبية ووطنية شفافة لا تقبل المزايدات، فهي تمثل أساس قيام حركة التحرر الوطنية الكوردستانية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، التي عملت لعقود طويلة من اجل تحقيق الاستقلال عبر مراحل، رفعت فيها شعارات تواكب حركة تطور الوعي السياسي للأهالي في كوردستان ولمن يحكم في بغداد، وكانت الخطوة التاريخية الأولى هي اتفاقية آذار 1970م مع نظام الرئيس احمد حسن البكر، التي اعترفت لأول مرة بحق شعب كوردستان بالحكم الذاتي.

     ورغم فشل تطبيق تلك الاتفاقية لأسباب كثيرة في مقدمتها؛ إن مراكز قوى مهمة في بغداد آنذاك كانت تعتبر الاتفاقية تكتيكا لاحتواء الحركة التحررية الكوردستانية، إلا إنها كانت منطلقا لاستمرار الحركة في العمل الدءوب على الأرض وفي المحافل العالمية حتى نجحت في انتفاضة ربيع 1991م في تحقيق الاستقلال الذاتي وبحماية الأمم المتحدة والتحالف الدولي آنذاك.
     واليوم وبعد إسقاط نظام صدام حسين في نيسان 2003 عمل مسعود بارزاني ورفاقه من القيادات الكوردستانية الأخرى على إرساء نظام ديمقراطي تعددي اتحادي يضمن للجميع حقوقهم بدستور جديد يعتبر كما اتفق عليه غالبية العراقيين ضامن لحقوق كل المكونات، لكن السنوات التي تلت تشريع هذا الدستور والممارسات العملية على الأرض أثبتت إن مبدأ المشاركة غير موجود أساسا في ثقافة الحاكمين الجدد، بل إنهم غير معنيين أو مهتمين بما يريده شركاؤهم في الأرض والدولة، ولذلك تراهم في تقاطع مع من يعطي الأشياء مسمياتها الحقيقية وعناوينها الرئيسية وهو مسعود بارزاني الذي يستهدفونه أولا في حربهم ضد حق تقرير مصير شعب كوردستان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* http://elaph.com/Web/opinion/2015/11/1059222.html

kmkinfo@gmail.com

التدمير بالصمت أو بالتبرير/ شوقي مسلماني

(السعوديّة) 
"السعوديّة تصرّ أن يكون الحكم في سوريا "ديمقراطي تعدّدي"!.
**
(نصري الصايغ) 
".. كان الربيع اليمني سبَّاقاً، اجتاز امتحانات قبليّة بنجاح، حجز لنفسه مكاناً في الساحات والميادين كأنّه على موعد مع التجربة التونسية، خافت أنظمة الردّة الخليجية، تدخّلت، قدّمت حلاً ترقيعياً، جمعت التناقضات في صيغة تعيد الهيكل اليمني إلى نصابه القديم والظالم بصيغة "توافقية" عرجاء، وكان ما كان، إلى أن اقترفت السعودية "عاصفة الحزم". اليمن ركام. العنف استباحة للبشر والحجر. القصف الجوّي سَوَّى اليمن ساحة دخان وأفسح الطريق لسيادة "داعش" و "القاعدة"، من علامات ذلك ما يجري في عدن".
**
(تدمير بالصمت أو بالتبرير) 
".. وفي هذا السَّبيل تَمَّ استثمارُ البترودولار الأوليغارشي الخليجي لاصطِيادِ رُمُوز الثقافةِ العربيّةِ التّقدُّمِيّة وتَدْجينهم بِتَمويلِ صُحُفٍ ومجلّاتٍ ومَنابر إعلاميّةٍ ومراكز دراسات وبُحُوث وَجَوائز ماليّة للشعر والفكر والنقد الأدبي والترجمة والسينما والرواية وأدب الطفل والتاريخ وغيرها، وباتَ استرْضاءُ الجِّهات الخليجيّة المَعْنِيَّة جَرْياً وراءَ المال دَيْدَنَ "مُنْتِجِيّ" هذه "الثقافة العربيّة " وفقَ مواصَفاتِ السُّوق الخليجي. وهكذا فَقَدَتْ النُّخَبُ الثَّقافِيّة العربيّةُ مصْداقِيّتَها ، واستَقالَتْ مِن دَورِها التنويريّ المُفْتَرَض في إيقاظِ وَعْيِ العامَّةِ واستِشرافِ المُسْتَقْبَل والإرتِقاءِ بِذائقةِ التَّلَقِّي الإبداعِيّ ، وبالتالي انْهارَتْ المَنْظُومَةُ القِيَمِيّةُ الإنسانيَّةُ لِصالِحِ التَّصَحُّرِ الثَّقافِيِّ وانْطِلاق الغريزيّ "مُتَحَرِّراً" مِن عقالِهِ الحضاريّ . وباتَ المُثَقَّفُون والمُبْدِعُونَ العَرَب مَوضوعيَّاً على الأقَلّ ، مُتَواطِئينَ مَع السياسةِ الخليجيّةِ التي تتآمَر على وُجُودِ شُعُوبِهِم وأوطانِهِم وتُدَمِّر دُوَلَهُم ، بالصَّمْتِ وأحياناً بالتَّسْويقِ والتَّبرير و"المُبارَكَةِ" ، لأنَّهُم قَبَضُوا وَيقبضُونَ ثَمَنَ كُلِّ قطرَةِ دَمٍ زَكيٍّ تسيل على سكِّينِ إرهابيٍّ..".
ـ الهادي دانيال ـ  من حوار أجرته معه مجلّة سطور التونسيّة. 
**
 (سؤال) 
إذا الكاز والغاز، أو الصهيونيّة، أو البنتاغون، عقيدتك، فماذا يكون المجرم، أو ماذا تكون الفاشيّة، أو النازيّة؟.
**

(زمان داعش) 
ليت أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى داعش يتوجّهون إلى سفارات الكاز والغاز وتركيا وفرنسا وبريطانيا. العسكريّون اللبنانيون المختطفون واقعهم في رقاب نزلاء تلك الأوكار الذين طالما احتضنوا الإرهابيين منذ زمان "المجاهدين" في أفغانستان إلى زمان "داعش والنصرة.. إلخ" اليوم في العراق وليبيا وسوريا واليمن.
**
(أميركا)  
الولايات المتّحدة الأميركيّة لعبت كثيراً بأوراق الطائفيّة والمذهبيّة والقبليّة والعشائريّة والعائليّة في المناطق العربيّة، ويكفيها بذلك  الخزي والعار.
**
(حرفيّاً)
"إيران سبب تدمير ليبيا وتونس وغزّة، وتنشر الإرهاب في سيناء، وتنغّص حياة الأفغان"!!. منقول بالحرف عن أحدهم.
**
 (شهداء) 
اللبناني الذي ذاته اعترف أنّه فاسد لا يحقّ له أن ينفي صفة الشهداء عن 1600 جندي "درزي" من الجيش العربي السوري استشهدوا دفاعاً عن بلدهم وجيشهم.
**
(فرويد) 
مع الشكر سلفاً لكلّ من يهدينا إلى حقيقة ما قال العالِم النفسي الشهير سيغموند فرويد؟: 
1 ـ تربح البشريّةُ أكثر ممّا تخسر إذا تخلّصتْ من الأديان.
2 ـ لا تربح البشريّةُ مثلما تربح إذا خسرتِ الأديانُ.
**
(له في خلقه شؤون) 
قال أحدهم: "يجب أن يكون المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، وإذا رأيت شيخك يزني فلا تقل زنى بل قل عيني هي الزانية"!.
Shawki1@optusnet.com.au

نَـجْـمُ السَّـلامْ/ محمود شباط

الى الدكتورة بهية ابو حمد بمناسبة اختيارها سقيرة للسلام
بِــيْـضُ أسْـرَابِ الـيَــمَـامْ
تَـــهْـدلُ عَـهْـدَ الـوِئَـــــامْ
تَـشْدُو آيَــات الـفَـضِـيـلَـه
والــتَّــرَانِــيْـمَ الـــنَّـبِــيـلَـــه
تَـرْسُـمُ بَـــدْرَ الـــسَّــلَامْ
***
عَـذْبُ غُـدْرَانِ الــبَـهِـيَّـه
أَنْـعَــشَ الْـوَرْدَ الْــنَـدِيَّ
فِـي الْـفَـيَـافِـي
فِـي الـمَـنَـافِـي
فِـي الْـمَـلَاجِــي فِــي الـخِـيَـامْ
***
أغْـدَقَـتْ طَــلّاً كَـرِيــمَــا
أنْــجَـدَتْ طِـفْـلاً يَـتِــيْــمـا
دَامَــتْ الأيْــدي الْــسّخِـــيَّــه
إنْـسَــانِــيَّــه .. عَــالَــمِــيَّــــه
بُــورِكَ نَـجْـمُ السَّـلَامْ
***
محمود شباط
الخبر في : 30/05/2016

الشاعرة ميّادة أبو شنب بين رسائل السنونو وكبرياء الأنوثة/ كريم مرزة الأسدي

8- انتصاراً للمرأة العربية 
1 - المشهد الأول : أبيات  من قصيدة لكاتب هذه السطور عن  صحيفة (المثقف) الغرّاء تحت عنوان ( وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!) - من البحر البسيط - :
(ميّادةُ) الشعرِ والذوقِ الرفيعِ وما***جادتْ قريحتُــها العلياءُ بالأرَبِ
شعّتْ تحاورنا ، في لطفِها أدبٌ **** كأنّها شــعلة ٌمـن (نـازكِ) الأدبِ
مرحى ففي حلبةِ الأشعارِ تُلهمنا ****بنتُ الذكاء ، فولّــتْ ابنـةَ العنبِ
" قالوا بمن لا ترى تهذي فقلتُ لهمْ"* صاحَ الرجاءُ : ولودٌ أمّة العربِ
2 -  المشهد الثاني بقراءتين نقديتين تحليليتين  :
أ - مقدمة الديوان ، للفنون شجون وشؤون :
تضع  الشاعرة ميّادة أبو شنب في مقدمة ديوانها (رسائل من بريد السنونو)  هذه الأبيات من البحر المتقارب ، تحت عنوان :
لماذا السنونو؟
لأنّي عشــــــقتُ بها الإنطلاقا
وعشق الفضاء النقي الرحيبْ
وحبُّ الحيـــاةِ وروح التحـــدي
وجرأةُ قلبٍ شـــــجيّ الوجــيبْ
ونهجًاً يفــــوحُ بإنـــسٍ وبشــرٍ
وشكلًا يبـــــوحُ بــــسرٍ عجيـبْ
ماذا أبقيت لنا  - يا سيدتي -  ؟!!
بمقطوعة  شعرٍ قصيرة  من ( المتقارب) الشجي ، أخذت الدنيا كلها بانطلاقتها وعشقها  وفضائها ونقاوتها ورحابها وحبّ حياتها وروح تحديها وجرأة قلبها بشجيِّ وجيبه ...الله الله ثم تطلُّ عليك بأنوثتها الفواحة بعطر الياسمين ، وإنس الجمال ، وابتسامة الثغر المفلج ... سأتوقف من التمادي مع الميادة ، لأن الشطر الأخير ، يوحي لي أنها أدركت قد منحت من اللين واللطف والدلع ، ما يستوجب الإشارة إلى الشكل بسرّه العجيب ، وعلى ما يغلب ظني أنها تعني الاعتداد بالنفس والشموخ والكبرياء الأنثوي  ومن يريد أن يتغزّل بها ، فبها وحدها ، لا شريك لها ...!!!
اقرأ معي ما تقول في مقطع من نص آخر :
    مهما أجمعَت كل النساء
    انك عاشق محترف
    فلن تكون في ظلالي
    إلا عاشقا مبتدئا
تقسيم ولا أروع ، وبلاغة ولا أبدع ، وخيال ولا أوسع ، وسنونو ولا أجمع ...يذكرني متقاربها بمتقارب أبي القاسم الشابي ، وقوله :     
خُلقتَ طَليقاً كَطَيفِ النسيمْ  ***وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ
تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ اندفـــعتَ ****وتشدو بمـــا شاءَ وَحْيُ الإِلهْ
وتَمْرَحُ بَيْنَ وُرودِ الصباحْ  ****وتنعَمُ بالنُّـــــورِ أَنَّـــــى تَرَاهْ
كذا صاغكَ اللهُ يا ابنَ الوُجُودِ **وأَلْقَتْكَ في الكونِ هذي الحيَاهْ
فما لكَ ترضَى بذُلِّ القيــــــودِ *****وتَحْني لمنْ كبَّلوكَ الجِبَاهْ
 أبيات شاعرتنا جامعة مانعة ، ( كفت ووفت )  وأمتعت وأطربت ، وتفلسفت ، وفلسفت  ، ولمّا تطرقنا للوفاء ، فمن الوفاء أن نذكر وفاءها لأستاذها ، إذ  عندما أرسلت لي الأبيات ، أقرنتها ، بهذه الكلمات : "  هذه الابيات كتبتها كمقدمة لمجموعتي الشعرية بإرشاد أستاذي الشاعر د. عناد جابر، فقد أُعجبَ جدًّا بأسباب اختياري للسنونو كعنوان لكتابي واقترحَ أن أضع هذه الفلسفة البسيطة كمقدمة للكتاب.
فله كل الشكر والتقدير على الرعاية والتشجيع."
كلمة (الفلسفة) الواردة بالفقرة مجازية ، وإلا فالشعر فن وجمال ، وليس بعلم أو فلسفة  ، بارك الله فيك وبأستاذك الجليل ...
ب -  نص الغلاف الخلفي ، يدهشني فأفرده...:
أين نريد الآن أن نذهب ...؟!!  مثلما تصفحنا المقدمة ، لاريب أن نلقي نظرة عابرة على ما كتبت  على وجه  الغلاف الخلفي لديوانها ( الرسائل... السنونية)  من قصيدة وسمتها بـ ( سوء تفاهم ) .. إليك ، ونعقب كما نرى نحن من زاويتنا ، لا كما ترى هي من زاويتها ، فالنقد هو نصّ إبداعي  أدبي تابع للنص الإبداعي الأصلي ، والتابعية ليست بالضرورة أن تكون الثانية ، فالنص النقدي نصٌّ آخر  ...!!  ، نص شاعرتنا  يخاطب الرجل على الخصوص مزدوج الشخصية   :
أخافك خريفا مراهقا
وأنا ورقة شجر
أخافك بردا وثلوجا
وأنا تائهة
يغرقني رذاذ المطر
وبكل حواسي الأنوثية
أخافك رجلا صحراويا
يدعي التحضّر
    خلجات نفسٍ لعواطف شاعرية صادقة ، متفهمة واعية لطبيعة مجتمعها ، بل لتطبّعه على أن يكون ظاهره غير باطنه ، وهذا ما أشار إليه عالم الاجتماع الشهير الدكتور علي الوردي في (لمحاته الاجتماعية) عند التطرق  في حديثه عن  الشخصية العراقية خصوصاً ، والعربية بوجه عام  ، فهو  في طبعه أو تطبعه - بكلمة أدق -  بدوي ، وإن اكتسى قناع التحضر والمدنية ، وهذا مرض اجتماعي شائع ، الشخص يعيش بوجهين ، كل وجه يدرك ما يفعله الوجه الآخر ، سيان بوعي أو لا وعي ، أي من عقله الظاهر ، أو من تراكمات العقل الباطن نتيجة لعقد نفسية منذ الطفولة المبكرة ، وهذا غير المرض العضوي الخطير المسمى بانفصام الشخصية ، وفي هذه الحالة ، يكون الشخص بشخصيتين منفصلتين تماماً ، لا تدري ولا تدرك ولا تعرف ما عملت أي من الشخصيتين الشخصية الأخرى...!!
والحق رسمت لنا الشاعرة المائزة صورة الرجل المزدوج اجتماعياً بأروع الصور الفنية والبلاغية واللغوية بما تضمنت من استعارات مكنية متتالية ..خريفاً ..برداً ...ثلوجاً... وبتشبيهات بليغة ...ورقة شجر ...تائهة .. وبصور تخيلية خارقة  ..خريفية ..شتائية ..الثلوج  تتراكم ... ورذاذ المطر يتساقط ... وموجات البرد القارس يلسعك ... والأنوثة بمسكها وزينتها وزهوها ودفئها  تحتضنك ، وتنسيك الدنيا بما فيها ومن فيها ، وإذا بك ذاك البدوي الصحراوي المتعجرف الأقلح ...الأملح ...!!
هذه الصور الرائعة الخيال الريفي الخريفي الشتوي بطقوس ثلوجه ، ورذاذ  مطره ، وموجات برده ، وأوراق شجره ، وامرأة حسناء  تائهه حتى الثمالة  ، وأحاسيسها الأنثوية المغرية حتى الأمومة ، بما سبقها من تحليلات علمية اجتماعية ونفسية ليست مني ، وإنما من الميادة ...!!!!
هذه الميادة أنثى حتى النخاع ، أكمّل معك قصيدتها (سوء تفاهم ) ، وقصتها مع الصحراوي المتحضر ...!!  :
لغة أخرى
لو كانَ ألعشقُ مُسدّساً
لأفرغتُ رصاصاته النحاسية
في قلبكَ
أو كان قوساً جاهلياً
لمَزّقتُ بسهامه
صَدرَكَ
حتى تفهمني...
حين اقول: أحبّكَ .
 

مُحاكمة
كشهابٍ حَطُمَ زجاجة السماء
وعلى الأرض ... لم يَرضَ السقوط
ذنبٌ لن أغفرَه
والعقابُ: قبلة
لا بدّ أن تموت

في لغتها الأخرى ومحاكمتها ، هي أنثى ما بعدها أنثى ، لا يعرف الرجل معنى المرأة  تماماً ، ولا ينحسس  بعشقها وتعشّقها حتى الذوبان ، ولا يتلذذ بقبلتها حتى الموت ، إذا لم يستملكها بالتمام والكمال دون غيره من الرجال ، وإلا لم تعد  زوجه كما أرادت غريزته - ناهيك عن الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والتقاليد الاجتماعية - ، وغريزة التملك نفسها عند المرأة ، ودافعها الجنس ، لأن الرجل والمرأة نوع واحد ، والحق الأنواع المتباينة لا يمكن لها التزواج ، إلا ما ندر  ، ويكون نسلهما عقيم كالبغل ، من هنا يجب أن نفهم ونتفهم أن المرأة هي نفسه الرجل غريزيا ، وإن تعددت الزوجات عند الرجل ، لا يعني هذا إلى إلغاء الغريزة أو ضعفها عند المرأة ، بل تتنافس الزوجات بشتى الوسائل لتكون هي الأولى والأخيرة في حياة زوجها ، من هنا دون تعمد من الشاعرة لكل هذه التفصيلات ، وضعت صوراً رائعة حتى الإلهام ،وبجرأة متناهية   صادقة العواطف والأحاسيس والمشاعر ، ولا تخفى المسحة الساخرة والرسوم الكاركتيرية فيها ...!!
 وسأنقل لك صورة أخرى تتضمن الأحاسيس الإنثوية نفسها ، من امرأ ة  أميرة مقتدرة على قول ما تختلج بها نفسها ، وتعكسه شعرا ملهماً دون تردد ولا خوف ولا وجل ، ألا وهي الولادة  ابنة المستكفي بالله الأموي الأندلسي ، عاشت بين ( 994 - 1091 م)  ، نشأت علاقة بينها وبين الوزير والشاعر الشهير إبن زيدون ، واتَّقدت جذوة  الحب  بينهما حتى الانصهار والصهر ...!! ، لكن نشبت خلافات بينهما بسبب جاريتها التي تتمتع بصوت جميل ، جرفت شاعرنا إلى حيث الشبهة ، أو قل الخطيئة ، المكشوفة ، والمرأة بحدسها الأنثوي الرهيب  ، لا تخفى عليها بواطن الأمور ، لو أفسم عشيقها بألف ألف يمين ، المهم الولادة  ، رمت عليه أبياتها التالية ،  ولم تتزوج من بعد طيلة حياتها ، وقاربت القرن أو تكاد ...!!:
لو كنتَ تُنصِفُ في الهوى ما بيننا *** لـم تهـوَ جـاريتي ولـم تتـخيَّـرِ
وَتـركـتَ غـصـناً مثمـراً بجـمـالـه *** وجنحْتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقـد عـلـمْـتَ بـأنّـني بـدر الســمـا *** لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري
وعُرفت ولَّادة بكتابتها لبيتين شهيرين من الشعر  تزهو  فيهما بنفسها، وكان كل واحد منهما منقوشاً على جهة من ثوبها، تقول فيهما
أنـــا والله أصــلُـحُ للـمـعـــالي *** وأمشي مشـيتي وأتيـهُ تيـهـا
أُمَكِّنُ عاشقي من صحْنِ خدِّي *** وأُعطي قُبلتي مَن يَشـتهيهـا
تكتفي بهذا القدر الوافي ، لندخل عالم ميادة من حيث  نشأتها ، شهاداتها ، منشورتها ، ما قيل عنها ، وكتب عن شعرها تحليلاً وترجمة .

 3 - المشهد الثالث : تقديمي لها - من هي ميادة أبو شنب ...؟؟؟
 شاعرتنا وإعلاميتنا  من مواليد مدينة عكا الفلسطينية التاريخية - منذ الألف الثالث قبل الميلاد - تقع في الطرف الشمالي لخليج عكا  ، وقد  حمت أسوار المدينة  العريقة أهلها من التهجير سنة النكبة.
درست  شاعرتنا في معهد هندسة "البيئة" ، وحصلت على شهادة Landscape Architect
،  ثم درست علم الآثار والفنون التشكيلية في جامعة حيفا ، وفي سنة (2002) شاركت في حفريات أثريّة  ، وفي إصدار تقرير مفصّل باللغة الانجليزية عن نتائج الحفريات بإشراف قسم الابحاث في جامعة حيفا، تمّ توزيعه في أنحاء العالم، وشاركت في عدّة دورات تدريبية في مجال علم الاجتماع ، وعلم النفس والتربية ، والترجمة الفورية ،  فهي تجيد اللغة العربية والعبرية والانجليزية.
في سنة 1992 شاركت في إصدار مجموعة أدبية لنخبة من الأدباء الشباب "الغد المشرق" بمبادرة وإشراف الشاعر القدير ميشيل حداد.
نشرت العديد من النصوص في المجلات الأدبية : المواكب والمجتمع (في فلسطين)
شاركت في عدّة ندوات أدبية
وفي سنة 2002، قبل هجرتها إلى كندا بفترة قصيرة، أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى بإشراف الشاعر القدير د. عناد جابر  ، بعنوان "رسائل من بريد السنونو" وقد تولّى الشاعران القديران د. عناد جابر و د. جمال قعوار توزيعها.
تعمل حالياً  في التدريس والترجمة في كندا ، وتشارك في تحرير صحيفة المثقف ، وحصلت على شهادة تقديرية من "المثقف" (2012) بعد فترة قصيرة من انضمامها لأسرة تحريرها. ثم حصلت على " درع المثقف للثقافة والأدب والفن" 2014 كإعلامية في صحيفة "المثقف"
 4 - المشهد الرابع - انتصاراً للمرأة العربية  : آراء تشعُّ من كتاباتها ومقالاتها عن المرأة   :
في مقالة لها تحت عنوان (المرأة في عصر الجاهلية الجديدة) ، تطلق صيحتها الواعية المتألمة   بمناسبة يوم المرأة العالمي، للتضامن مع المرأة  المسلوبة الإنسانية كما ترتأي قائلة :
" من صميم الألم نطلقها، إلى كل نساء الكون في يوم المرأة العالمي، من صحيفة ومؤسسة "المثقف"، للتضامن مع المرأة مسلوبة الإنسانيّة.
    دعاء بالرّحمة من ربّ الرّحمة وصلاة استسقاء لمطر من المفاتيح تفكّ إسار كل إمرأة مكبّلة بالتخلّف والجاهليّة، وأن تمنّ عليها يد الخالق بالإنعتاق وتحرسها عينه حتى عودتها إلى مملكتها الآمنة - بيتها- وأهلها.
    لا يوجد دولة في العالم قد منحت المرأة حقوقها الكاملة، فانتهاكات حقوق المرأة هي وصمة عار على جبين الحضارة الانسانيّة. لكنهم يثابرون من أجل أن تكون المرأة آمنة من العنف، متمتّعة بحقوق الإنسان، وقادرة اقتصادياً من خلال تكافؤ فرص التعليم والعمل والمشاركة باتخاذ القرارات."
وتكرر أديبتنا الشاعرة الإعلامية النشطة على هذه النقطة وغيرها بقولها في مقال آخر وسمته بـ
 (المرأة واستراتيجية الفعل السياسي) :
     " إن القانون المدني يخاطب المرأة كمواطن يتمتع بكافة الحقوق كشريكها الرجل، لكن قانون الأحوال الشخصية يساهم في ترسيخ دونية المرأة التي تنسجم مع معتقدات أفراد المجتمع محدودي الوعي. وهذا يلجم طموح المرأة في خوض الميادين ذات "الطابع الذكوري" ...    إن تبوء المرأة أعلى المناصب في القيادة والسياسة منذ فجر التاريخ لهو الدليل الدامغ على قدرتها، التي لا بدّ أنها تطوّرت مع مرّ العصور، في اتخاذ القرارات وريادة الشعوب.
    نظرا لاهمية دور المرأة سياسيا ومساندة لسعيها الحثيث في انتزاع حقها في الحضور الفاعل في مراكز اتخاذ القرار وفي الساحة السياسية، ولان كل خطوة عملية تسبقها رؤية نظرية، لذا قررنا ان يكون موضوع ملف يوم المرأة العالمي لهذا العام ....."

ونحن نركز على كلمة (المشاركة باتخاذ القرارات) السيادية فعلاً ناجزاً ، وإلا  فهنا مكمن الخلل الكبير لانقلاب الأمم عاليها دانيها  ، لا من حيث وجوب الالتزام بالقوانين المدنية ، والتجاوب مع الصرخات الداعية للمساواة ... كلاّ ... وإنما  التوازن الحيوي الطبيعي  سنّة فرضتها الحياة ،  نعم الحياة سر وجودها وتحضرها ، وازدهارها ، وسعادتها بالتوازن الطبيعي لكل الكائنات الحية وغير الحية في الطبيعة ، والكون ، فعندما يحدث خلل كبير في التوازن تحدث الكوارث  والحروب ، وهلاك البشر والحشر والشجر والحجر ، والرجل والمرأة خلقهما الله متكاملين تماماً ، لا بمتوازيين ولا بمتساويين ولا بمتنافسين ، لذلك المرأة تسدد الخلل السلوكي ، الفكري ، التخطيطي ، الاقتصادي ، الصحي ، التعليمي ، التربوي ...، وكذلك الرجل مثله مثلها ، لذا يجب أن تكون القرارات السيادية لتسيير دفة حياة المجتمع  بالاشتراك الفعلي الناجز  ، وأنا من وجهة نظري لو كان الأمر كما نوهنا ، لما رأيت الحروب والمجاعات والأمراض والجهل والفقر بهذا المستوى الرهيب ، ولا تنسوا المرأة أم ، ولديها غريزة الأمومة ، وهي الأقوى من بين كل غرائز الإنسان ، أرجو أن لا يحرف رأينا  لأمور شخصية هامشية ، كالحجاب والسفور ... والتبرج ... وتربية الأطفال ، والأسرة ، هذه أمور شخصية وعائلية يتفاهم عليها الرجل والمرأة ...!! الذي أريد  أن أقول ، المطالبة بالانتصار للمرأة لايعني التبرج ، والتفكك الأسري ، كما يهمشون ويمشون  ..!!
لقد شخصت ميادة المرأة في مقالة لها بعنوان (المرأة والمجتمع .. الطموحات والقابليات) العوائق التي تقف   أمام قدراتها ، وميّزت إيجازاً  بعض هذه القدرات ، وهي تفقه ما تقول ، وإليك قولها :
 " أول درجة في سلم الارتقاء هي تحنيط الاعراف والتقاليد، خاصة المستوحاة وفق تفسير خاطيء من الدين، وفتح كل الابواب امام المرأة كي ترقى علميا ومعرفيا. فهي مَن حباه الخالق بقدرات ذهنية مميزة: كالنظرة الحاذقة للمستقبل، والدقة في تقييم قضايا العصر، والصبر على عاديات الدهر، وتخطّيها بعزيمة جبّارة من أجل البقاء. وعلى قمة هذا الهرم من الميّزات، نعمة الأمومة والحدس الانثوي."

5 -  المشهد الخامس :  تقديم  قصيدتها " استِعارةٌ مَوسِميّة " ، توقّفتْ فوقفتُ  ، لنكون شركةً بعد هذا  !!  فهاك  بعض ما قال  من علق عليها متسلسلاً لا منتخباً :

استِعارةٌ مَوسِميّة :

 على بساطِي الخَمرِي ... يَختالُ
 ذاكَ الضّياعُ المَنفِي.
 يدخلُ جنّةَ ... ناري،
 ينفخُ شهوةَ التّشردِ في لهيبِها الأسطوري،
روحاً تُشاكسُني...
 وتُحلّقُ في خُرافةِ الألوان،
حين تنزح هالة شمالك
إلى أقاليم النسيان.
 يتسلّلُ من ظِلِّ قوسِ النّصرِ مَيْساني،
 ليُؤنسَني بلحنِ الضّوءِ اللّقيط.
 أتَفقدُني خِلسةً في خريفِ خوائِكَ،
 رعشةَ رهامٍ ...
 تَميدُ في أنفاسِ المَغيب.
 أستعيرُ حواسَكَ الموسِميّة،
 ألامسُني ... بأناملكَ الطّيفِ
في فَجْرِ أنوثَةِ السّنابل.
ألثِمُني ... بجمرِ شفةٍ تَسْكنُ حُلمَ المَوقدِ.
أهمسُ لي سيمفونيةَ البونِ
 في مدِّها اللّجلاجِ ...
 وأعاتبُ الوترَ
إنْ حادَ عن جَزْرِ الوَميض.
سأفركُ كُلَّ مصَابيح الجنّ المنسِيّة
 من سَالفِ الحبِّ
 وغابرِ النّشوةِ والأنِين
مع تَغلغُلِ اللّيلِ الأيهَمِ في عهدِ الوعودِ،
 فَلن يَقهرَ النّزفَ المختالَ في مَدارِ الجِراح
 إلا تَمائمَ الصّبرِ على هَوْدجِ السّنين.
 مَيْسان: كلُّ نَجم شديد اللّمعان.
 نيسان 2014

إليكم مقتطفات  بعض مما علق على هامشها متسلساً حتى السعود ، ولدى السعود عود ...!!

مصطفى المهاجر
مونولوج داخلي مثير و ممتع... الحوار مع الذات في لجظات الصمت ، أبلغ من الصراخ في وديان الضوضاء الصاخبة...!!!!

 جواد غلوم

 لو كان هذا نيسانك طافحا بمثل هذا الشعر فمرحبا بطلّته
  ليذهب الصبر والنزف والالم الى الجحيم
   
    ميّادة ابو شنب ردا على : جواد غلوم

    كان في نيسان يوم ككلّ الأيام
    أصبح في نيسان يوم هو كلّ الأيام

    زاحم جهاد مطر

    والى متى نلوذ بتمائم الصبر يا ميادة.
    اردنا الحياة ولكن :
    لم يستجب القدر ولا القيد انكسر بل تبدل
    الشاعرة المثقفة بامتياز شكرا على هذا النص المفعم و الكتنز بالفخامة .

    د هناء القاضي

    يتسلّلُ من ظِلِّ قوسِ النّصرِ مَيْساني،
    ليُؤنسَني بلحنِ الضّوءِ اللّقيط.
    أتَفقدُني خِلسةً في خريفِ خوائِكَ،
    هل قدر البعض منّا أن يظل مصاهرا للحلم ؟؟ فنغتنم مرور شعاع أو دغدغة نسمة لتشعل فينا ذلك الجمر .

    ميّادة ابو شنب ردا على : د هناء القاضي

حين يقذفنا القدر بعشوائيته... وننأى عن "هلالنا الخصيب"، لن تنمو أحلامنا إلا على عصارة الحنين.
  لمرورك على ضفاف نصّي عبق بستان ورود

    سعود الأسدي

    ميّادة الشوق!
    هذا الشعر مذ زمنٍ
    لـم تُسعدينــــا بــه والنصـــرُ مَيْسـاني

    وأغْصُنُ الميس في نيسانَ قد رقصتْ
    كأنّمـــــا حلــــمُ الأشجـــــارِ نيســـاني

    والصبـحُ إطلالــــةٌ بالنــــورِ تُؤنـسُني
    وبهجـــــة الروح غنّتْ : ليس تنساني

    قد تيــــأسُ الناسُ ممّا قد ألــمَّ بهـــــا
    أمّـا أنـــا فسأبقى غيـــرَ يأســـــــــانِِ

    ولـــيس ذلك منــي عـــــــن مكابـرةٍ
    فالشعرُ الليــلُ لي من بعض فرساني

    باحترام ومودة

 ميّادة ابو شنب ردا على : سعود الأسدي

 الشاعر الشاعر سعود الأسدي
 ينهل حرفي من أغادير إبداعك على مهل... فيزهر ويضوع شذاه حين تجيزه باطلالتك الطافحة شعراً ولحناً.
    ممتنّة لتقييمك الميساني
   
6    المشهد السادس تقديم بنظرات خاطفة لترجمة نصوصها ، و لمسات من التعليقات  :
 
أ - ترجمة إلى الإنجليزية لنص الأديبة
استِعارةٌ مَوسِميّة / ترجمة: فرياد ابراهيم
...........................................................................
بعض ما ورد تعليقاً على الترجمة متسلسلاً  :
ماجد الغرباوي
 نص (استعارة موسمية) نص ثري في مداليله ومعانيه، باذخ في صوره الشعرية، مكتنز في رموزه وايحاءاته. ترجمة موفقه، دمت اديبا قديرا.

جمعة عبدالله javascript:void(0);
يحمل في طياته روائع الشعر , من الايحاء الى الرمزية , الى التوغل العميق في الروح , انها قصيدة مميزة.

حسن البصام javascript:void(0);
اختيار مدروس لنص تتوفر فيه غواية الترجمة ..اعتقد ان في مثل تلك النصوص تلاقي المترجم صعوبات في صياغات الجمل الشعرية المكتنزة والضاجة بالتاويلات.

بهجت عباس javascript:void(0);
ترجمة باذخة لنصّ عميق المعنى ذي رموز تتطلّب تفكيراً وجهداً لفهمها قالم بها مترجم حاذق وقد أجاد حقّاً في ترجمتها. ولكنّي وقفت لحظة عند هذا المقطع.....


ب  - والدكتور بهجت عباس نفسه يترجم إلى الألمانية لثلاثة من نصوصها :

سوء تفاهم
....................
عناد
لأن موعدنا
مع شروق الشمس
تأجّل الفجر
لصباح غير مسمّى
فكان موعدنا
مع الغروب
لتنسى الشمس معنى المغيب
وحين كان موعدنا
بعد خسوف القمر
لم يعد القمر
..................

خرافة السّنونو
هلّلتْ طيور السّنونو
عند ولادتك
إذ استقبلتْ أجمل سنونوه
وفراشات المونارك
أقامت على ثوبك
عسى أن تنال مزيداً من الجمال
والرياح هدأت
حين لمست عطركِ
والزهور..... من بعيد
ترقب غصنك
فقد جاء الربيع
احتفاءً بكِ.

ميّادة ابو شنب تعقب على ترجمة أ.د. بهجت : javascript:void(0);

بهجة ما بعدها بهجة، حين يختار حسّك المرهف بوحي الغرير ويحتضنه بأمانة تحت كنف إبداعك الوارف.
رعايتك لحرفي وريّه بمحبة ليتفتّح وروداً في بساتين جديدة، لهي وسام فخر أعتز به جداً.
اختيارك لهذه النصوص من مجموعتي الشعرية الأولى دليل تفاعلك مع الكلمة التي تحمل معان انسانية وتترجمها حتى لا تبقى حكراً على القارئ العربي.
شموع مضيئة في محراب المحبة ودعاء من القلب العامر بالعرفان والامتنان لوجدانك العاشق للجمال لأنه يعيه ويحياه

أ. د. بهجت عباس يجيب : javascript:void(0);
  والحق إنّها نصوصك الرائعة بمعناها العميق ولغتها المنسابة هي التي جعلتني أنقلها إلى لغة أخرى ليعرف الطرف
الآخر مفهوم الحياة لدينا المُعبَّـر عنها ، وخصوصاً في الشعر الأنثوي، والتي نحياها،
والإبداع الذي لا يكون محصوراً في شعب دون آخر، أو فئات معينّة. كما قد تفيد العرب
الذين يدرسون اللغة الألمانية أو الألمان الذين يتعلمون العربية . حاولت جهدي أن أكون
أميناً في نقلها وأن أضعها في نغم مشابه لهذه النصوص، وأن أحافظ على روح النصّ.
أرجو أن أكون وُفِّقت في مهمّتي، والغاية هي خدمة الثقافة بصورة عامة وتقديم ما أستطيع

والشاعر المترجم  جميل حسين الساعدي ، وهو يجيد الألمانية ، وله ترجمات مشهود لها منها وإليها  يبدي رأيه الحصيف خول ترحمة  أ. د. بهجت قائلاً 

الشاعر المبدع والمترجم الحاذق د. بهجت عباس

هذه الترجمة متميزة عن ترجماتك السابقة, رغم
أن جميعها ترجمات أمينة ورائعة, لكن هنا شعرت
وكأن شاعرا ألمانيا مثل هسة أو هاينرش هاينة , قد كتب هذه القصائد
تحياتي للأخت ميّادة أبو شنب
ولك حصيصا باقات من الورود من أجمل الورود
لهذه الترجمة المبهرة
ومثلما قلت من يقرأها يعتقد أن كاتبها شاعر ألماني وليست ترجمة.

7 -    المشهد السابع : موجز خاطف  لقراءآت  نقدية من نصوصها :
    أ - ماجد الغرباوي :
 ميادة ابو شنب ونصها: "استِعارةٌ مَوسِميّة" .. قراءة أولية))
   
منذ مطلع القصيدة تفاجؤنا الشاعرة ميادة أبو شنب في نصها الجديد (استِعارةٌ مَوسِميّة) باسلوب رمزي، يدعو للتأمل في سياقات النص بحثا عن مآلاته ضمن المنحى الفكري والثقافي لها. فهي شاعرة رهيفة ترتكز في كتاباتها إلى خلفية فكرية وثقافية، يؤكد ذلك ديوانها الأول الصادر سنة 2002م بعنوان: "رسائل من بريد السنونو" إذ تجد الشاعرة تعمل في أكثر نصوصها على ثيمتين: "حرية المرأة". و"تداعيات العلاقة بالرجل المتخلّف" او (الصحراوي) كما تسميه، حيث لازمها خوف مرير من رجل لا يفهم المرأة الإنسان،
    أخافك خريفا مراهقا
    وأنا ورقة شجر
    في نصها الجديد، (استِعارةٌ مَوسِميّة) ظلت الشاعرة وفية لمنهجها في الكتابة الواعية لأهدافها فعالجت في نصها الجديد موضوع الغربة والاغتراب والبعد عن الأحبة والأوطان، واشكالية
    أتَفقدُني خِلسةً في خريفِ خوائِكَ،
    رعشةَ رهامٍ ...
    تَميدُ في أنفاسِ المَغيب.
    فهي تعيشه لحظة سحرية، لا يتوارى عن عينها ووجدانها، مهما كان البعد، ومهما بعدت الشقة، لذا رغم اليأس تعود الشاعرة لتعزف سيمفونية الأمل، ما يعكس قوة تعلقها بميسانها / بحبيبها، وعمق العلاقة الروحية والعاطفية، فاختارت أسلوبا رمزيا بارعا في التعبير عن أمنياتها المشوبة باليأس، ضمن قدسية الأمكنية والأزمنة التي احتضنت حبهما.
    بنية النص بلاغيا
   أولا: الضياع والغربة والخوف من خسارة الحبيب وتبدد الحلم.
    ثانيا: بدأت الشاعرة نصها بأفعال مضارعة كي تمنح المشهد الشعري ديناميكية وحيوية واستمراية تضع القارئ في مداراته، وتشده لمتابعته.
    ثالثا: رغم ترميز النص وثرائه الدلالي، إلا إن المنحى التأويلي فيه ظلّ متوازنا لا يتطلب جهدا تأويليا كبيرا. وهذا ليس نقصا بل ضرورة فرضتها معمارية النص وميكانيكية اللغة
    رابعا: نقطة اخيرة، إن كثافة الترميز برأيي اقتضتها صعوبة المشهد، مشهد غياب الحبيب / الأحبة / الوطن في ظل غربة قاتلة، وللضرورات أحكامها، وليس هناك أي خلل بنائي بسبب الكثافة الرمزية.
.........................................................
 أبو شنب تشيد بنص الغرباوي :
    قراءتك لخفايا نصي جعلتني أغبطه... بل أحسده، إذ أثار قدرتك النقدية الكامنة وأستشفّ منها ذروة الفنيّة وعمق التأويل... كنسمة زائرة من بحر صيفي وديع تزيل الرمال عن زنابق الساحل في أوج رونقها...وحدها تجرؤ على تحديد موعد لقائها مع أشعة الشمس دون أن تخدش لونها أو شذاها...
    قراءتك المبهرة هي قراءة خلجات وجدانية اجتاحت سكون ليل أيهم وأوقعتني في أسر مزيج من المشاعر التي تآمرت على بقايا آمال... فكان لا بدّ من النّزال بكفاءة تصون كينونة الوعود التي تتناسل منها رغبتنا في الحياة.

     ب - سردار محمد سعيد:
(ميادة ابو شنب ورسائلها في بريد السنونو .. قراءة نقدية )
 نصوص مكثفة لا ترهل فيها والعنوان يصرخ بالمتلقي أولا ً وبعد قراءة ديوان "رسائل من بريد السنونو" للشاعرة المائزة ميادة أبو شنب يلحظ أن النصوص صرخة أنثى بوجه المجتمع الذي استفحلت الذكورة فيه وهيمنت على المجتمع الأمومي ولكنها كأنثى طبيعية وهي محض انسان تحب الحياة وتعشقها تتحدى الذكورة بجرأة......
     الخطاب في الديوان عامة يجري على لسان أنثى تفخر وتعتز وتعتد بحقيقة الأنوثة التي لا يستغني عنها ذ َكر من غير اسفاف أو إيروسية متعمدة غايتها جلب أنظار الذكورة للنص وتحفيزها لدغدغة المشاعر البدائية:
    خذ تفاحتي
    تلذذ بطعمها
    ولا تتردد
    وهذا يذكّر بتفاحة حواء وثمرة عشتار التي طلبت من جلجامش التلذذ بها .......
    إن ما يجري على لسانها هو لسان حال النساء جميعا ً اللواتي قهرتهن وظلمتهن الذكورة طوال دهور، وإن أنكرت ذلك عبدات الذكورة فخشين قولة أحبك وأعشقك إذ سيوقعن أنفسهن تحت طائلة عقاب الذكوريين.......
    تصدع ميادة بالأنوثة وتفخر بها فلا تغلف نصوصها باستعارات لفظية كما تفعل غيرها من الشواعر فهي تتحدث عن الحب والعشق بصراحة الأنثى الواثقة من أنوثتها التي فرضتها عليها الطبيعة .....
    نصوص ميادة ناتجة عن وعي بالتاريخ فلا يعقل أنه بعد آلاف من السنين من صدح عشتار بالحب يعترض الذكوريون والذكوريات على صدح ميادة:
    تعال ياجلجامش وكن عريسي
    وهبني ثمرتك أتمتع بها
    موقف النقد الثابت في النظر إلى جيد النصوص من رداءتها وصوره البنيويه في التاكيد على البلاغة دون النظر إلى العوامل الخارجية والطبيعة الفردية معا ًوالتي تقلل من الغاية النقدية كما تقلل من فخامة وروعة النصوص.....
    شعر ميادة يتوجه نحو سر الذات وآلامها، يتجاوز الوجهات الجاهزة والثابتة في أي شعر فلا تخشى صولة فكرها ورأيها  في التعبير بأي كلمة أو لفظة أو خطاب يمكن التعبير به في خدمة النص الشعري..... .
    وتزيد فتبدو الأنوثة وقد انهارت أمام الذكورة:
    يثير وحشيتي
    لأنني أنانية مثلك
    ولا بد ان أتلذذ بخسارتك......

    ميادة الشاعرة لا تجعل من الأنثى مثالية ولا من الذكر مثالي وهما متكاملان في المجتمع الإنساني ما للذكر ما للأنثى وليس أكثر ولا يفضل أحدهما الآخر إلا بصدق المشاعر والنيات.
    فيك أحيا ربيعا ً آخر
    تتوجني مليكة لكل الألوان
    وتنصب عرشي على أعلى التلال........
.....................................................
     ميادة أبو شنب تشيد بقراءة سردار  النقدية :
    " كنت فريسة الانتظار منذ حضور مفرداتي بحلتها الطفولية إلى مختبر الفن والجمال... ومثولها على شريحة مجهرك الأبجدي...
    وغدوت مع تقييمك وتحليلك الغائر في وجداني الأنثوي، ريشة في فضاء من أثير البهجة والحبور...
    قراءتك التأمليّة نثرت على نصوصي رذاذاً من ألوان النبض وغرست في ظلالها شموعاً مضيئة كشفت تنهداتها المستترة...
    تناثرت حروفي نشوة في جنّة نصك... فلملمتها لأغزل منها سرباً من نجمات تتلألأ بوهج الشكر والامتنان لحرفك الشمس..."

شكراً لكم لمرافقتي لتفهم بعض جوانب ميادة أبو شنب كشاعرة وإعلامية  وامرأة وناشطة ، انتصاراً للمرأة العربية، وهذا ديدني ،  حسب وجهة نظري تحليلاً ونقداً  وتقدمة ،  وقد أوجزتُ ما   قدّمه المترجمون والنقّاد الآخرون لنصوصها ،  وشكراً لها لِما زوّدتني من معلومات  عن نشأتها وشهاداتها ومشاركاتها ، ضمنتها في المشهد الثالث .
 والله الموفق لكل خير ، والسلام .
على المرءِ أن يسعى بمقدارِ جهدهِ *** وليس عليهِ أن يكونَ موفقا

كريم مرزة الأسدي  

حكاية عروس اسمها فلسطين لن ننساها ـ الجزء العاشر/ موسى مرعي

تنقسم الفترة الواقعة ما بين نهاية الثورة الفلسطينية الكبرى وأحداث سنة 1948, الى مرحلتين : أولى هي سنوات الحرب ( 1939 – 1945 ) في حين تتمثل الثانية في السنتين اللاحقتين لانهاء الحرب ( 1945 – 1947 ) وكان الفلسطينيون خلال المرحلة الاولى هادئين بصورة عامة . ويمكن أن تنسب سلبيتهم الى وحشية القمع البريطاني للثورة من جهة , والى ما نص عليه الكتاب الابيض لسنة 1939 من عبارات مطمئة نسبيا بشأن الهجرة اليهودية والاستحواذ على الاراضي , من جهة ثانية ومن الدواعي الاخرى أيضا , ما صاحب الحرب من ازدهار اقتصادي تمثل في ازدياد مستوى الانفاق من جانب قوات بريطانيا والحلفاء في الشرق الاوسط , وما فاه به وزير الخارجية البريطاني أنطوني ايدن من تصريحات محبذة للوحدة العربية بعد أن تضع الحرب أوزارها , وهي قضية لها جاذبيتها في أنظار الوطنيين الفلسطينيين والعرب الآخرين .                                                                  
أما عن سنوات الحرب التي كنت شرحتها في البداية , وعلى الرغم من الكتاب الابيض لسنة 1939 وتصريحات ايدن فقد واصلت بريطانيا حظرها المفروض على اللجنة العربية العليا , وجميع الانشطة السياسية الفلسطينية الاخرى . وظل كبار الزعماء الفلسطينيين مختبئين أو منفيين أو معتقلين , لكن تمكن الحاج أمين الحسيني من الافلات من الاعتقال وما هو أسوأ في نظر البريطانيين الذين تآمروا على اغتياله وهو في منفاه في العراق : أنه فر سنة 1941 الى دول المحور حيث أمضى هناك بقية سنوات الحرب . بالاضافة الى ذلك واصل البريطانيون احتجازهم للآلاف من المجاهدين الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال , واستمرا في حملتهم لنزع سلاح الاهالي الفلسطينيين .                                                   
في تشرين الاول / اكتوبر جرت محادثات تمهيدية للبحث في موضوع الوحدة العربية , في مدينة الاسكندرية , وبعد ذلك بخمسة أشهر في آذار شهر مارس سنة 1945 , تشكلت جامعة الدول العربية من مصر والعراق ولبنان والمملكة السعودية وسوريا وشرق الاردن واليمن وقد تعهدت الجامعة العربية البريطانية التركيب بحماية عروبة فلسطين . ومع اقتراب الحرب من نهايتها , تطلع فلسطينيون كثيرون الى الجامعة طلبا للعون منها في الايام التالية .       
وقد توترت العلاقات الأنغلو – صهيونية بصورة عامة زمن الحرب نتيجة الكتاب الابيض لسنة 1939 . لكن التهديدات النازية , ولا سيما الحملة الالمانية في شمال أفريقيا ضد مصر خففت حدة العداء الصهيوني لبريطانيا , باستثناء ما ظهر في حالة المنظمة الارهابية المنشقة المعروفة بعصابة شتيرن  . وقد انضم نحو 27000 يهودي من المستوطنين في فلسطين الى القوات البريطانية , واتسعت القاعدة الصناعية اليهودية في فلسطين كثيرا لتفي بحاجات بريطانيا زمن الحرب . وقد ظل الكتاب الابيض لسنة 1939 هدفا لنيران الاستراتيجية السياسية الصهيونية , سواء عند بداية المرحلة الاولى أو طوال المرحلة الثانية . فحاولت الزعامة الصهيونية زعزعة مضمون الكتاب الابيض من خلال السعي لتنظيم الهجرة غير الشرعية الى فلسطين على نطاق واسع , أي من دون التقيد بالحصص التي حددها الكتاب الابيض , وكان رد بريطانيا على ذلك تقديم فرص الاقامة البديلة للمهاجرين غير الشرعيين خارج فلسطين طوال مدة الحرب لكن هذا الاجراء اثار حفيذة الصهاينة , الذين زعموا ان الكتاب الابيض 1939 قد حال دون انقاذ اليهود من همجية النازية , كما سبق أن أوضحت ذلك , لم تهتم استراجية الهجرة الصهيونية في فترة ما قبل الحرب قط بالضغط على الدول ذات القدرة الاستيعابية الكبيرة مثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ومستعمراتها من أجل السماح للعدد الاقصى من اللاجئين اليهود من اوروبا بدخول أراضيها , وبالاضافة الى ذلك نجد أن سرعة وتيرة التطورات العسكرية في اوروبا وعواقبها الفظيعة على الجاليات اليهودية في الدول الاوروبية قد أدت الى عدم تمكن الزعامة الصهيونية _ في وقت لاحق من الاستفادة حتى من تأشيرات الدخول التي أجاز الكتاب الابيض العمل بها طوال سنوات الخمس من نيسان أبريل 1939 حتى نيسان أبريل 1944 . ولهذا السبب قررت بريطانيا في تشرين الثاني نوفمبر 1943 تمديد فترة السنوات الخمس الى ما بعد نيسان أبريل 1944 من دون الحصول على موافقة الفلسطينيين كما نص على ذلك الكتاب الابيض . فان تاشيرات الدخول التي بلغت 75000 تأشيرة والتي تم السماح بها بمقتضى نصوص الكتاب الابيض  . لم تكن كلها قد استخدمت حتى قانون الاول / ديسمبر 1945 .                                 
ولعل أبرز الدلائل على انهيار الوفاق الانغلو – صهيوني ما حدث في أثناء سنوات الحرب ففي مستهل الحرب , قررت الزعامة الصهيونية في فلسطين تحريك مشاعر اليهود الامريكيين كوسيلة لاجتذاب تأييد الحكومة الامريكية للقضية الصهيونية , ولذا سافر دايفيد بن غوريون الزعيم الصهيوني العمالي مندوبا عن الوكالة اليهودية الى الولايات المتحدة الامريكبة حيث عقد في أيار مايو عام 1942 مؤتمر في فندق  يلتمور بنييورك . ودعا هذا المؤتمر الذي شهده عدد من كبار الصهاينة الامريكيين الى تحويل فلسطين بكاملها الى كومنولث يهودي وهو تعبير ملطف بديل عن تعبير الدولة اليهودية , وقد اشتمل هذا البرنامج المتطرف على هجوم مباشر ضد الكتاب الابيض لسنة 1939 بل ضد بلفور أيضا الذي اقتصر على الاشارة الى اقامة وطن يهودي في فلسطين . ومع انحصار موجة الحرب عن مصر وشمال افريقيا , لكن قبل هزيمة هتلر شنت منظمتا ايرغون تسفائي ليئومي وشتيرن حملة ارهاب ضد البريطانيين ولم يكن في تزايد الشعور العدائي الصهيوني ضد بريطانيا ما يعكس التأييد الأمريكي المتعاظم فحسب , وانما أظهر هذا التطور أيضا تحولا متراكما في ميزان القوى المحلي في مصلحة الصهاينة على حساب الفلسطينيين وهو التحول الذي رعته بريطانيا على مدة العقود الثلاثة السابقة . ولئن كان الصهاينة معتمدين اعتمادا كليا على بريطانيا لعام 1917  فان اعتمادهم هذا لم يعد مقتصرا على بريطانيا سنة 1945 (يتبع)
استحدرت المعلومات من مصادر فلسطينية موثقة بالاسماء والصور والتاريخ 
الحزب السوري القومي الاجتماعي / مفوضية سيدني المستقلة                  
أعدها الرفيق موسى مرعي

يا بغداد....قلبي يلبط وروحي تنزف/ الأب يوسف جزراوي

لعلَّ إنكيدو  أبا المهاجرينَ، غرسَ فينا بذورَ الغربةِ والترحالِ،بل ظاهرةَ الهجرةِ التي أصبحت مُلازِمةً لنا، وداخلةً في تكويننِا الحضاري.
لقد أشعلَ رحيلي  عن بغدادَ عودَ ثقابٍ في قلبي، اتلظى لحدِ اللحظةِ بنيرانِ البعدِ عن عروسِ الشرق بغداد. فلقد افرغت الغربةُ حنجرتي من الصوتِ
وشفتي من الإبتسامةِ
لكنها لم تقوَ على قلمي،
لهذا حملتُ بيدٍ مِشعلَ الحرفِ في دارِ الاغتراب،  وبيدٍ أخرى أمتشقتُ  قلمًا،  يرتفعُ كلَّ يومٍ  شجرةً باسقةً تُلقي الثمارَ   اليانعةَ في بستانِ الأدبِ.
 فمنذُ أن توسدتُ المنفى
ولحنُ الحزنِ  غدا مقامي؛
أبحثُ كإنكيدو عن  ملكوتٍ لإنسانيتي وككامش عن وطنٍ لخلودي .
وطنٌ جميـلٌ، وجهُـهُ بغـداد،
عيناهُ.... كسماءٍ متكحلتٍ بالبدرِ،
طولهُ نخلةٌ تعانقُ السماء،
وسادتهٌ على امتدادِ
دجلةِ والفرات.
يا تُرى علامَ:
شظايا احلامي رمادٌ خالصٌ،
الملُمها من سريرِ صومعتي في كلِّ صباحٍ؟
  قلبي لا زالَ يلبطُ في بحيرةِ الغربةِ، وأنا احنُ للعومِ في بحيراتِ بغداد.
تحاولُ صلاتي أن تُنقذَني ممّا أنا فيه،
لكن صورُ الموتِ في بلدي كثيرةٌ،
ربُّما هي دعايةٌ مجانيةٌ،  أو إعلانٌ مدفعُ الثمن
عن نشاطاتِ عزرائيل  فيه.
فإذا كانت الغربةُ تشوي جسدي على سواحلِ المحيطات، فأن  روحي تزنفُ وهي تغرقُ في عمقِ الفرات.
في قلبي جمرٌ وحجٌر،
وفي مُقلتي دموعٌ متحجرةٌ ، صامتةٌ كاليل،
تارة اغالبها، وتارة أخرى تغالبني،
كممَّ الوجعٌ  البغدادي فمي،
والحزنُ  كبلَّ صوتي،
لكنه لم ينل من كلمتي.
لأنني كاهنٌ  كرجلِ المطافئ،
 اخمدُ نيرانَ الغربةِ بمياهِ الكلمةِ وبصلاةِ القداسِ،
لا املكُ مِطفئةً،  مِطفئتي هي قلمي،
وقلمي فلاحٌ دؤؤبٌ،
يُسقي الوردَ الجوريَ
وغصنَ الزيتون،
في بستانِ المحبةِ،
ليقتلعَ شوكةً من حقلِ الغربة
ويغرسَ وردةً في بستان الوطن.
في عالمٍ حافيَ القلب، مثلومِ النفس، يهتمُ بالشكلياتِ والدنيوياتِ على حسابِ الروحانياتِ والاخلاقيات،
وفي عالمٍ فيه الإنسانُ ينزفُ آخر انفاسهِ مثلَ الطيورِ الجريةِ،
اغازلُ صمتي، وقلمي يسامرُني. ككاتبٍ يقتحمُ سكونَ الليل، يكتبُ الصمتَ ويذوبُ فيه، يعجنُ الحرفَ ويخبزُ الكلمةَ، على رمادِ ذاكرتهِ البغدادية،  فبالكتابِ نبني الاوطانَ ونؤسسَ الحضاراتِ، دعونَا اليوم نهدي اطفالنَا كتابًا، دعونَا نستبدلُ هدايا النجاح  بكتابٍ مفيدٍ بدلاً من الموبايل والاجهزةِ الالكترونيةِ الحديثةِ التي تسبب البلادةَ للعقولِ.
دعونا نستبدلُ لغةَ السلاحِ، بلغةِ القراءة.
البيوتُ اليومَ مليئةٌ بالباراتِ دعونَا نزينهُا بالكتبِ والمكتبات.
 ولأن بغدادُ وجعٌ غافٍ في آفاقناِ  المظلمةِ، لقد كانت تعايشًا متنوعًا ومحبة وادبًا وثقافة ، لكنها وللأسفِ اصبحت  اليومَ حطامًا وقتلاً وتهجيرًا، فقد دُمّرَ الانسانُ أولاً، ثم هُدمت حضارةَ هذه العاصمة العتيدة.
لهذا عكفتُ وانا اصافح العقدَ الرابع من عمرٍ أكلتهُ الغربة على احتظانِ الذكرياتِ لأكتبَ إنطباعاتٍ صادقةً عن وجوهٍ مشرقةٍ مرسومة على جِدَارِ  العمر، وعن اسماء ٍ  عراقيةٍ وعربيةٍ مبدعةٍ منقوشةً في لوحِ الذّاكرةِ، أملي أن أكونَ قد وفُقتُ في اختزالِ منجزهمِ الإبداعي بين دفتيّ  كتاب نخيلٌ في بستانِ الذاكرة.
 ويقيني هذه الليلة ستنامُ بغداد بفضل كتاب " نخيلٌ في بستانِ الذّاكرة" تحت لحاف اسمائهمِ المضيئة.

رسالة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي/ أنطوني ولسن

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل محبة وإحترام،أنقل لكم هذا المقال متضمنا تواريخ الكتابة والتاريخ الحالي في30 مايو من هذا العام 2016 ، وتاريخ النشر في 23 سبتمبر 2013. وقد لمحت في تعليقاتي على ما حدث للأم العجوز في قرية الكرم التي سحلوها وضربوها وركلوها بأقدامهم وعروها، أليس هذا عار يا سيادة الرئيس؟.. هل هذه هي مصر التي نحب ونعبد بعد الله سبحانه ونعالى!.
مصر تبعد عني بآلاف الأميال. لكن ليس من المهم أن أكون هناك؛ لأنني تركت قلبي الذي أحب مصر منذ مولدي. لقد حضرت توديع اللواء الشهيد نبيل عبد المنعم فراج في العام ،2013 ونظرنا إليك كبطل ومنقذ لمصر وما يحدث على أرضها.
ضاع حق الشهيد أسكندر طوس الحلاق بقرية دلجا التابعة أيضا لمحافظة المنيا. وأهينت سيدة عجوز أسمها سعاد ثابت، ومع ذلك غفرت لهم تعذيبها وركلها وتعريتها. وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها في فجر يوم 30/5/2016 لم نسمع عن آي إجراءت تجرم الفعل ،وتجرم كل مسئول وتعاقبه.
فخامة الرئيس صدقني نحن المصريون سواء في مصر أو خارجها نحبك،عن نفسي أتمنى أنتعطي كل ذي حق حقه وترفع راية الحق والعدل والأمان في مصر
بارك الله فيك وفي شجاعتك في أتخاذ القرارات الصائبة.
أنطوني ولسن ـ مصري مقيم بأستراليا
وأحد المكرمين، الأسبوع الماضي، في برلمان سيدني على أعمالي الأدبية، وبحضور سعادة السفير القنصل.
أخي العزيز شربل. صباح الخير
أعذرني أنا حبيت أن أرسل هذه الرسالة وأرفق معها المقال الذي كتبته في العام 2013 وقد سهرت في البحث عن المقال وما أكتب
لذا أرسلتهما سويا.
لكني فكرت وأرسل الرسالة فقط وشكرا على محبتك


   

ثرثرة مع الذات في وداع حبيبي عثمان ابو غربية/ سري القدوة

اضاءة... افتقدك ... افتقدك حبيبي عثمان أبو غربية ... افتقدناك ياشاهق النخيل ... يافارس الفكرة وعبقرية التكوين .. يا سيد الموقف ويا فارس الكلمة ...
افتقدناك قائدا وفارسا وحارسا للقدس ...
افتقدناك موجها ومرشدا ومعلما نفخر به ونحترم العمل معه ...
ما أجمل غزة معك وما أجمل لحظاتك. . ما أجمل بحر غزة في عيونك ..  وما أجمل النخيل .. ما أجمل الزهرات والأشبال وهم حولك وما أجمل خطواتك ... ما أجمل حضورك بين أبنائك ورسالتك وتعليماتك. .. ما أجمل يوم التقيتك في رام الله ... وما أجمل احتضانك لنا وكرمك. .. ما أجل الوطن معا وما أجمل القدس بعيونك  ..
الحديث عن عثمان الإنسان يحتاج إلي مجلدات والحديث عن عثمان الفدائي يحتاج أيضا لمجلدات والحديث عن عثمان القائد الفتحاوي يحتاج أيضا الي مجلدات ولكن يحضرني في ذكري اربعينك ورحيل الصعب عنا عندما التقيت بك في صنعاء اليمن بمنزل الاخ اللواء فؤاد الشوبكي صيف عام 1992 وكانت شخصيتك التنظيمية هي الحاضرة فعلت بك وحافظت علي عهدك ..
سألتني ماذا تدرس في جامعة صنعاء فقلت لك ادرس الصحافة ...
قال لي هذا ما نحتاج اليه وسوف نلتقي يوما ما علي أرض الوطن لنصدر جريدة   ..
ما أكبر الفكرة ... وما أصغر الكون ... ونمصي معا ... واستمرت الأيام لنلتقي علي أرض غزة الحبيبة وتكون الفكرة ضرورية ونعمل علي اصدار صحيفة الصباح وتكون حاضنا لنا وموجها من أجل ارسال رسالتنا الوطنية والحفاظ علي الثوابت الفلسطينية ..
فلسطين التاريخ والحضارة تتشكل في    الاخ المناضل المفكر المبدع عثمان ابو غربية  .. وتكبر حلما .. ويحمل الجيل القادم امانه التحرير والعودة .. فلسطين الارض التي احببناها وعشقناها اليك الرحيل واليك العودة .. اليك ماضون ولا حياة بدونك .. وطنا وثورة وعشقا وحياة ..
ما أروع ان نكتب اسماء الشهداء وان نحفظ وصية عهد قائدنا المناضل الوطني الكبير عثمان ابو غربية وان نكون شهداء من اجل فلسطين .. نستشهد علي ارضها .. ندفن في ترابها .. تمتزج الروح مع الارض الطيبة .. لنكون شهداء من اجل اروع ما نحب .. شهداء دوما مع وقف التنفيذ .. الشهداء الاحياء منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ..

انها فلسطين الارض والهوية والعنوان .. فلسطين التي امن بها واحبها الاخ القائد عثمان ابو غربية ... فلسطين الارض التي نحبها ونعيش من اجلها ونحلم فيها ... تكبر حكايتها معنا .. انها حيفا ويافا وعكا والرملة والمجدل .. انها صفد واللد وام الرشراش والقدس وغزة واريحا وتل الربيع ..انها بيسان ويالو والدهيشة ورام الله والخليل .. انها فلسطين التي تكبر فينا والتي نعشق سمائها .. انها فلسطين التي نعطيها عمرنا وحياتنا والتي نعيش من اجلها ونحلم في ذلك اليوم حيث نكون علي ارضها ..

نحـــن باقـــون ... هنا باقـــون ... مـــا بقـــي الزعتـــر و الزيتـــون في ذكري رحيلك اخي القائد عثمان نؤكد ان الارض التي ناضلت من اجلها هي ارضنا وهي بوصلتنا ورحلة ..
طوبى للقائد المناضل عثمان ابو غربية  ... طوبى للراحل الكبير حيث سيبقي فكره  ونوره وقود الانتصارات والفتوحات ... طوبى للقائد ابو غربية حيث سيبقي نبراسا للاجيال من اجل تحرير فلسطين كل فلسطين ..

اننا علب عهدك اخي القائد الحبيب عثمان  ..
اننا علي عهدك وفجرك سنبقي علي العهد أوفياء لمسيرة شهدائنا الابرار ومن أجل فلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها  ..
رحمك الله تعالى وانا لله وانا اليه راجعون ..

كومة إسرائيل: نحو تحديث الصراع/ د. عادل محمد عايش الأسطل

بشكلٍ مبدئي، أعطى اتفاق أوسلو 1993، فُرصاً متساوية  للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بشأن ادّعائهما تحقيق الانتصار الكبير، باعتبارهما قدّما اختراقاً في شأن الصراع الدائر بينهما، وبعد امتداده على مدار عشرات السنين من العداء والحرب، حيث تنفس الإسرائيليون الصعداء، بعد تحقيقهم ما رغبوا به، وسواء في إجبار الفلسطينيين على ترك مشاريعهم الكفاحيّة المسلّحة، أو نجاحهم في إلغاء أيديولوجيتهم الخاصة بتصفية كيانهم، واستبسالهم نحو إمالتهم إلى السلام، وبدورهم، فقد اشتمّ الفلسطينيون نتائج نضالهم، الذي مكثوا عليه طوال الفترة الكفاحيّة الماضية، كونها  النتائج التي ستؤدي إلى الدولة والاستقلال. 

لكن، الثلاثة عقود التي مضت على ذلك الاتفاق، وكما بدا للعالمين، لم تُسفر عن شيء، كان الطرفان يأملان بإنجازه، فمنذ أن علِقا في حقل المفاوضات المترتبة عليه، والتي تلا بعضها على بعض، وتلقيا خلالها وبموازاتها أيضاً، العشرات من برامج الرعاية السياسية والدعم النفسي، فقد بقيت الأمور على ماهي عليه، أي بدون إحراز أي تقدمات جوهرية، فبينما كان الفلسطينيون يُفاخرون بأن لديهم طموحات يتوجب عليهم تحقيقها بإتقان الكلام وحسب، كان الإسرائيليون يُعجبون بقوّتهم العسكرية التي يملكونها، والتي يتطلّعون بواسطتها، إلى قمع الطموحات الفلسطينية من جذورها.

في نظر المجتمع الدولي، سيطرت حقيقة واحدة وحتى هذا الوقت، وهي أن أيّ من الطرفين، لم يقدم شيئاً له قيمة يمكن البناء عليها، أو التفكير بشأنها، فكما أنّ السياسة الفلسطينية كانت آخذة بالتدهور، فإن السياسة الإسرائيلية أيضاً لا تقل تدهوراً باتجاه مُتطلبات السلام، مع ترجيح أن الفلسطينيين تنازلوا بأقصى ما لديهم، في سبيل الحصول على دولة أو ما يُشبهها وإن في أعماق الجو، وهي التنازلات التي شجّعت إسرائيل للنزول من التلّة، في مُقابل رفضها تقديم تنازلات جوهرية، وإبراز مطالبات جديدة، وهي التي أعقمت المفاوضات، وجعلت العملية السياسية برمّتها مجالاً للجدل، والمنطقة بأسرها ميداناً للفوضى والصراع.

حتى واشنطن بنفسها، باعتبارها راعية الجميع، أبدت بوادر يأس وانعدام صبر اتجاه مواقف إسرائيل، بعدما حفيت اقدامها جيئةً ومُغادرةً للمنطقة، وبعدما أفرغت ما لديها من وجهات نظر حول حلول سياسية، ما جعل العملية السياسة تقبع أمام طريق مسدودة، خاصة وفي ظل انتقال الطرفين، إلى مرحلة أخرى من التصعيد، حيث يدور الحديث خلالها، حول أن الطرف الآخر لا يملك مشروعاً حقيقياً للسلام، وأن عليه تحمّل المسؤولية.

حيث حرصت إسرائيل على الإعلان، بأن السلطة الفلسطينية الحاليّة، والتي تُعاني من مجموعة متنوعة من الأزمات السياسيّة، ليس لديها مشروعاً جوهرياً للسلام، وأن الرئيس "أبومازن" الذي يقودها تحديداً، ليس لديه أي خطة سلام، وليس إلى هنا وحسب، بل بدا متراجعاً عن تفاهمات سياسية تم التوقيع عليها سابقاً، وحسب المعطيات التي تسوقها، حول ضعف موقفه أمام حركات المُعارضة وحماس تحديداً، وفي ظل أنها تملك قاعدة مناوئة لاتجاه السلام مع إسرائيل. علاوةً على الضعف العربي ككل، فإنه لن يكون مستعدّاً للتوقيع على أي اتفاق سلام معها، ومن ناحية أخرى، فإنها تكثر من أن السلطة، لطالما دفعت باتجاه إشعال الانتفاضة الدائرة في القدس وأنحاء الضفة، وهي تقوم بكبح القليل منها أمام المجتمع الدولي فقط.

السلطة من جانبها حرصت هي الأخرى، على تحميل إسرائيل مسؤولية إفشال العملية السياسية، باعتبارها هي التي لا تزال تعتمد مبدأ التضليل ضدها، وبأن السياسة الإسرائيلية هي التي فشلت في تقديم حلول قابلة للتطبيق، وبالتالي فإنها هي التي لا تملك مشروعاً للسلام، خاصةً وأنها محكومة من اليمينيين المتطرفين، والذين يسعون إلى استبدال اتفاقات أوسلو، بتطوير الصراع إلى ديني عقائدي، خاصة وفي ضوء تشكيلة وبرنامج الحكومة الجديدة، والتي شملت بشكلٍ فجائي، حزب (إسرائيل بيتنا)، الذي يقوده المتطرّف "أفيغدور ليبرمان"، والذي أضبح معروفاً عنه، بأنه  يحتفظ ببرامج تتجه بها، ليس إلى عرقلة المسيرة السياسية وحسب، بل إلى تحديث الصراع.

والحال كذلك، فإن كلاً من مبادرتي السلام الفرنسية المُعاندة لإسرائيل، والمصرية المُهادنة معها، ومُضافاً إليهما المساعي العربية المحتملة، نحو تخفيف بنود مبادرتها العتيدة، والتي تأتي جميعها من أجل جذب إسرائيل وإمالتها نحو استئناف المسيرة السياسية، لن تكون دافعة بما فيه الكفاية، لإشعال حماسها من جديد، للمشاركة في تلك المسيرة.

المبادرة الفرنسية.... تنازلات قبل البدء/ راسم عبيدات

المتابع للتهافت العربي والفلسطيني على ما يسمى بالمبادرة الفرنسية،والتي هي مجموعة أفكار ليس أكثر،يعتقد بأنها ستضع حداً للإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة،في حين الأراضي العربية الأخرى مثل الجولان،هناك ما هو مريب ويطبخ ليربط مصيرها بنتائج الحرب العدوانية على سوريا،وفي الحديث عن ما يسمى بالمبادرة الفرنسية،نجد بأن من يدفع ثمن قبول او موافقة اسرائيل على تلك المبادرة هو الشعب الفلسطيني من جيبه ومن حقوقه الوطنية المشروعة.....

وقبل الغوص في جوهر ما هو مطروح من أفكار فرنسية لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي،او بالأحرى إعادة إطلاق المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل،فالجميع يتذكر منا جيداً عندما كانت السلطة الفلسطينية تنوي التقدم لمجلس الأمن الدولي في كانون أول/2014 للإعتراف بدولة فلسطين دولة تحت الإحتلال،فعدا انها فشلت في تامين الأصوات التسعة من اجل التصويت على القرار،ففرنسا لعبت دور العراب في تفريغ المشروع الفلسطيني من جوهره،بحيث لم يعد فلسطينياً إلا من خلال الإسم،ومع ذلك رفضته أمريكا.

وما أشبه اليوم بالبارحة،فهناك بعض الحالمين ويعيشون الأوهام بأن يفضى مؤتمر او لقاء باريس الى تشكيل لجنة (5+1) على غرار اللجنة الدولية التي تشكلت للتفاوض مع ايران حول مشروعها النووي،معتقداً بأن لديه من أوراق القوة ما ملكته ايران،فكل الظروف والأوضاع والمعطيات مختلفة تماماً،فإيران كان لديها الكثير من أوراق القوة،وكان لديها قيادة برأس واحد وإرادة سياسية وثبات على مواقفها،ناهيك عن إمتلاكها لقوة الردع والقوة العسكرية .

ونأتي على تفصيل التراجعات الفرنسية عن مبادرتها أو أفكارها،والتي كلما أمعنت إسرائيل في رفضها،بدلاً من معاقبتها على ذلك،يتعزز موقفها السياسي ويجري إسترضائها"وتدليلها" وتقدم لها التنازلات ويجري الضغط على الطرف الضعيف الفلسطيني والعربي حتى يقدم المزيد من التنازلات،والتي ستصل به للوقوف عارياً بدون ورقة توت.

بدأ مسلسل التنازلات هذا  بإعلان وزير خارجية فرنسا تراجع بلاده عن شرط الاعتراف بدولة فلسطين في نهاية العملية السياسية كشرط أساسي للمبادرة، سواء تكللت هذه العملية بالنجاح أو الفشل"، ثم "جاءت مؤخرا زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لإسرائيل التي قدم فيها تصريحات صادمة، منها دعوة الدول العربية للاعتراف بإسرائيل من أجل ما أسماه دفع العملية السياسية في المنطقة".،وذهب أبعد من ذلك عندما قال بأنه صديق شخصي لإسرائيل،وطلب من العرب دفع إستحقاق عقد المؤتمر مسبقاً وكانهم هي المعتدون والرافضون لقرارات الشرعية الدولية،التطبيع قبل الحديث عن أي حل أو إنسحاب إسرائيلي؟؟؟.

فالس أعلن في مقابلة خاصة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "على الدول العربية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية،الاعتراف بدولة إسرائيل بغية دفع عملية السلام في المنطقة"، مضيفاً "أن هذا الاعتراف سيشجع الإسرائيليين على المضي قدماً في عملية السلام". كما أعلن أن "أمن إسرائيل يشكل الشغل الشاغل لفرنسا وشرطاً للتقدم في عملية السلام"، وقال انه سيدعو الجانب الفلسطيني خلال المحادثات التي سيجريها في رام الله، إلى وقف العنف والتحريض على العنف، معتبراً أن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر السلام تهدف إلى منع تدهور الأوضاع وحدوث جولة أخرى من العنف والحرب بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أعرب عن معارضة بلاده بصورة مطلقة مقاطعة إسرائيل، معتبراً أن الدعوة إلى هذه المقاطعة تنطوي على "عداء للسامية".

 في ظل الحالتين العربية والفلسطينية المجردتان من كل أوراق القوة،فإن مؤتمر باريس،لن يكون حالة بأفضل من حال مبادرة السلام العربية التي  طرحت في  قمة بيروت/2002،وردت عليها إسرائيل بإجتياح الضفة الغربية ومحاصرة الرئيس الشهيد عرفات في المقاطعة برام الله،وقالت لهم مبادرتكم لا تساوي قيمة حبركم الذي كتبت به،ومنذ ذلك التاريخ أصبحت ثقافة " الإستنعاج" مستدخلة عربياً،بحيث كان يجري ترحيل بل وركل المبادرة العربية من قمة عربية الى أخرى،مع الهبوط بسقفها من أجل ان تقبل بها إسرائيل،ولكنها كانت تمعن في رفضها وإذلال العرب،وان جوهر ما يعنيها من تلك المبادرة هو التطبيع،كما هو حال مؤتمر باريس وأفكار فالس.

العرب والفلسطينيون دوماً سباقون لقبول المبادرات،تحت يافطة وذريعة ستر عجزهم وقصوراتهم أولاً،وثانياً حتى لا يتهموا بأنهم غير "واقعيون" ويضيعون الفرص،وإسرائيل في موقع الرفض الدائم،العرب يجري ممارسة المزيد من الضغوط عليهم،وإسرائيل تكافىء وتتعزز مكانتها السياسية،فإسرائيل رفضت المبادرة الفرنسية منذ اليوم الأول،وفرنسا تقوم منذ اليوم الأول بتقديم تنازل تلو الآخر لإسرائيل من أجل إقناعها بقبول المبادرة.وبدل مكافأة الطرف الفلسطيني، فإن فرنسا تقوم باسترضاء الطرف الإسرائيلي من جيب الطرف الفلسطيني".

رفض إسرائيل المبادرة الفرنسية تحد للإرادة الدولية، وبدلاً من معاقبة دولة الاحتلال لإجبارها على الاستجابة للإرادة الدولية ووقف سياساتها التي دمرت حل الدولتين، لكن ما يجري هو العكس، يجري تعزيز مكانتها في العملية السياسية قبل إطلاقها، لذلك فإن فرنسا تحكم على هذه العملية بالفشل قبل أن تبدأ".

ونحن نرى بأن فرنسا بدلاً من الضغط على إسرائيل لتحقيق حل الدولتين عبر مقاطعة الاحتلال ومنتجاته والاعتراف بالدولة الفلسطينية وبذل كافة الجهود لمواجهة الابتزاز الإسرائيلي ورفضه لعملية السلام".،نجد فرنسا تشجع إسرائيل على ان تكون فوق القانون الدولي،ولذلك يكفي العيش على الأوهام واللاهث وراء المبادرات التي تهدف إلى منع تدهور الأوضاع وحدوث جولة أخرى من العنف والحرب بين إسرائيل والفلسطينيين ،كما قال رئيس الوزراء الفرنسي فالس في لقاءه مع نتنياهو.

ولذلك أرى بأن إن أية مبادرة تسوية سياسية أو وساطة تتضمن حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يطرحها أي نظام عربي أو إسلامي في هذا الوقت بالذات ، لن تكون إلا مبادرة هدفها حل إشكالات هذا النظام نفسه مع إسرائيل والغرب أو محاولة التقرب لهما والتطبيع معهما مستغلا القضية الفلسطينية كمدخل ،وستكون مبادرة أو وساطة  تساوم على الحقوق الفلسطينية وبسقف أقل من الحد الادنى الفلسطيني بل وأقل مما تمنحه لنا الشرعية الدولية

أيا بحر..لا تلهو بأحلامي/ فاطمة الزهراء فلا

أحصي حبات الثلج في القصائد
وأتناثر كئوسا فوق الموائد
أنثي تبات ليلها دموعا
تبلل الوسائد
وضحكاتي
ألونها نورا ونارا
سلعة لمن أراد قزما
يصنعه فيصير مارد
أطل من نافذة أحلامي فأغرق
تموت أغنيتي بدرب
أسير فيه وحدي
أنا المصنوعة من ضلعك
من اعوجاج عاطفتك
حين تعشق كل النساء
ولا فرق عندك
أنا الطفلة المزروعة في نبتك
تشكلها أنثي ترتاد أشواقك
وتحلم بالأمومة وتملك
يا موج هاأنا فتاتك التي كنت
أول من رأي أنوثتها
وحين راودتها عن نفسها
وخلعت عنها ثوبها خافت
منك ومن عينيك ومن ملحك
ومن الصدفات شكلت بيتا
فدق البحر بيديه بقسوة
فتلاشت أنامله الخضراء
وأعلن حربه حين يأتي المساء
ووزع أنوثتي
ما بين أفراس البحر لتأكلها
زنبقا أحمر ومرجانا
ويا قوتا وشطآنا وألعن كل من عشق
وألعن كل من كان
وأقتل كل من خان
بصدر القلب عاصفة وعنوانا
وكأسا وندمانا
يأيها البحر كفاك غدرا
تسرق أصدافي وتسم أنك برئ
وأنا بالوهم حبلي
وأنت كالعادة بلعبتك تلهو
سكرانا ونشوانا
وأنا بالعيد أحمل طفلي
جوعانا وعريان
وحين بقلب الزحام يتوه
في دربي الموجوع
أحلم برغيف خبز
وزجاجة من زيت
ويصبح خوفي إنسانا

شركة تعبئة الغاز بين السرقات والإخفاقات تحقق الإرهاب/ زهير الفتلاوي

تعددت السرقات والخروقات  لشركة تعبئة الغاز في التاجي ، وقد تناولنا هذه المخالفات وحذرنا منها سابقا وقلنا ان هذا  الفساد لا يقل أهمية عن الإرهاب ويكاد يكون هو الداعم له بشتى الجوانب ، وحين كتبنا المقال السابق الذي حمل عنوان (أنقذوا شركة تعبئة الغاز من مافيا السرقات والخراب)  وحذرنا من تعرض الشركة الى عمليات إرهابية وفق مجسات محسوبة مسبقا، بسبب كثرة الفساد والاهمال وتبديد المال العام ، وعلى الرغم من تقديم الدليل ولغة الارقام في المقال السابق، ولكن وزارة النفط والمفتش العام ومن يعينه الأمر لم يبادر ويحقق ويحاسب  المفسدين والفاسدين وقد حصلت الاعمال الإرهابية للشركة وربما يكون السبب واضح ولكن الجهات الأمنية ووزارة النفط غلست واعطت" أذن الطرشه"  للأعلام والرأي العام وخسرنا ارواح الأبرياء وتبددت ثروات البلاد ، لقد تفاجئنا بعدم تقديم اى ملفات أو مستندات اشرنا لها  تثبت مخالفة وتقصير بعض المسؤولين في الشركة إلى الجهات الرقابية للتحقق من صحتها والتحقيق فيها. ويقوم مسؤول  في الشركة على الاستحواذ لكافة مقدرات الشركة  كأنها  مزرعة ورثها عن ابيه وقد نشرنا مفصلا كل التجاوزات والسرقات هنا في موقع كتابات بمعلومات دقيقة من مصادر موثوقة داخل الشركة ونتحدى السيد المسؤول  وجوقته انكارها وتستطيع اي لجنة تحقيق التأكد منها اذا ما قرر اهل الشأن احترام مراكزهم وثقة الشعب بهم والقيام بمحاسبته وكشف الحقيقة .  وحين يقدم الاعلام الدليل القاطع وفق الوثائق ولغة الارقام ، ولم يقم المفتش العام ومكتب الوزير والوكيل المسؤول عن الشركة وهيئة النزاهة بأي إجراءات قانونية وإدارية يعتبرون شركاء في الجريمة وهم المتسترون على الفساد والإرهاب وهدر المال العام . 

في هذا المقال نشير الى سرقات جديدة في شركة تعبئة الغاز، شعبة التشغيل وتشمل هذه النقوصات باستمرار ولم يتم تبليغ الجهات المسؤولة في وزارة النفط عنها وتعد تلك الكميات المسروقة باهظة التكاليف وتكلف الدولة مبالغ طائلة وتستوفي مبالغها شركة الخطوط  ، وهناك وثائق رسمية لدى ( قسم القياس والمعيار) وهي تؤكد على دقة القياس لمستوى الرادارية لمستوى الغاز السائل ، وهناك شهادات عالمية لشركة ( اميرسون) تؤكد دقة القياس وعمل هذا الجهاز اذ ان الدقة المستحصلة هي (   (  o.8 mm+ في ارتفاع ( 25م) من الخزان اي ان نسبة الدقة عالية جد . وهناك كتاب لدى السيد مسؤول التشغيل في هذه الفترة يطالب شركة التوزيع بكميات بخار الغاز بالكيلو غرام وهي بالنسبه قليلة جدا ، ولم يحاسب نفسه بفقدان اطنان كثيرة من الغاز السائل وهذا هو الإهمال وهدر المال العام مع سبق الإصرار والترصد.

ويستمر الفساد ويزداد في شركة تعبئة الغاز حيث يتم مكافئة وتكريم المفسدين وترقيتهم بمناصب عليا نكاية بالجهات الرقابة التي تغط في سبات عميق داخل الشركة اما  مكتب المفتش العام فكأن الموضوع لا يعنيه ، والأعلام  الذين يقولون عنه أصبح في" الجيب" ولا يهمنا ما يكتبون ويصرحون  ، "والفلوس تغير النفوس" وهذا هو ديدن المرتشين والمفسدين ، وهناك العديد من السجلات والكتب الرسمية التي تؤكد وجود الفساد اضافة الى كتاب شهادة شركة "اميرسون" الخاص بدقة القياس سوف تسلم الى لجنة النفط والغاز البرلمانية ، هيئة النزاهة والمفتش العام ومكتب الوزير ونتمنى من هذه الجهات الرقابة التواصل مع الاعلام وتعرية المفسدين وتسليمهم للقضاء لينالوا جزأهم العادل ، والمحافظة على المال العام وللحديث بقية.
zwheerpress@gmail.com
                       

إمضى يا أبو العلا/ الدكتور ماهر حبيب

فات على موضوع كارثة الكرم 10 أيام وإحنا قدام مشهد هزلى فريق بيحاول يلم الموضوع ويحله عرفى وما يطبقش القانون علشان تبقى كالعادة مقدمة للطرمخة على أى مصيبة قادمة بالتأكيد
وفريق تانى ضعيف بيحاول يطبق القانون لأن الشيئ العادى فى الدول وأشباه الدول أو حتى أنصاص الدول إن فيه إختراع إسمه القانون وضع من أجل حماية الضعيف من القوى ووضع حدود لتصرفات الأفراد وفرض العدل فى المجتمع.
و خلال العشر أيام تحاول الدولة المراوغة لترى من المنتصر فى معركة عض الأصابع بين الفريقين والمؤسف أن الدولة تحاول وتتمنى أن ينتصر فريق الطرمخة لأن ده بيديها كريدت عند قطاع من الرعاع تحاول الدولة أن تحتويهم أو أن تستعين بهم وقت اللزوم
والدولة سعيدة ومنشكحة أخر إنشكاح لأنهم المستفيدة من تلك الزوابع وستستطيع أن تخرج فائزة فى حالة إنتصار طرف على أخر بطريقة أو بأخرى كما سنوضح تاليا
فالدولة سعيدة لأنها شغلت الناس عن ما يجرى فى تحقيقات الطائرة فقد توارت الأخبار عنها ولا نجد تصاريح بحجم ما وجد من حطام الطائرة وهل ترقد أغلبية الحطام كاملة أو شبه كاملة فى قاع البحر الأبيض وأننا لم ولن نجد إلا فتات قليلة لعدم إنفجار الطائرة فى الجو بل أنها تحطمت بعد وصولها للقاع؟؟؟
والدولة سعيدة بأنا التسعين مليونا صاروا أطرافا فى قضية تخص مجموعة محددة من البشر تحتاج لتطبيق العدل بالقانون ثم تتوالى الإختراعات بعد أن نشأت مصيبة كبيرة بين شوبير الأهلاوى والطيب الزمالكاوى فقامت الفتنة الكروية بعد الفتنة الطائفية وغدا أو بعد غد سننتظر الفتنة الفنية بعد أن حكم على الفنانة معرفش مين ب 3 سنين سجن بتهمة تسهيل الدعارة ...وهكذا ينشغل المصرى بكل شيئ إلا الحقيقة المرة بأننا بلد يحتاج إعادة تأهيل خلقى و شخصى وعلمى وإقثصادى ( ولم أذكر التدين الحالى لأنه أصل الفساد بالبلد)
أما دولتنا السعيدة بالكوارث فستخرج صاج سليم فى الحالتين فلو عقدت قعدة العرب سلمت من أنياب المتطرفين وباتوا سعداء لسيطرتهم الكاملة على الشارع وعلى عقول المسئولين ولكنهم أيضا حاطين فى بطنهم بطيخة صيفى لأن تحويل القضية لقضية جنائية ستدوخ فى المحاكم وموت يا حمار مع تقديم الشرطة بإحترافية أدلة وبراهين تجعل القاضى يحكم بالبراءة ويا دار ما دخلك شر بتقديم الموتى متهمين أو بمهاجرين غير موجودين واللعب بالأدلة والدفاتر دفاترنا والتواريخ بتاعتنا و إمضى يا أبو العلا واطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم

    

وجع ُ الذكريات/ عيسى القنصل

لقد  كانت ْ
بحبل الود ِ تجمعنا 
فما  اقواه  ُ من حبل ٍ 
وما  ارقاه  ُ من  ود ِ
خصائلها  مميزة ُ
فقلبُ طاهر ُ ابدا ً
ولا  حقد ُ على  احد ِ
تراها  دائما  تسعى
ولا تعب  ُ  من  الجهــد ِ
فتعطيني 
محبتها  ..
ينابيعاً   من  الاخلاق ِ كالوردِ
تلازمني  ملامحها 
فمن  درب ٍ الى درب ِ
ومن يوم ٍ  الى يوم ِ 
وباقية ً ليوم البعث ِ واللحــد ِ
اراها  دائما قربي 
وان  كانت ْ بعمق  الارض ِ نائمة ً 
بأكفانٍ  تغطى روعة  الجسدِ
نهادُ يا  حبيبتنا 
غيابك ُ موجع ُ روحا ً
فيحرقني 
رماداً سوف  يتركني 
لأرض الحزن ِ والحرمان والفقد ِ
انا  قلب ُ بلا ضلع ٍ ليحميه ِ
انا  وجع ُ ..دوائى صار منقرضاً
فلن  اشفى الى الابدِ
فقد كانت ْ
سياجاً  ضد اوبئة ٍ  تهاجمني 
 لتحميني 
من  الاحزان ِ والنكدِ
انا يا سادتي وجعُ
غريب ُ الوصفِ والتشخيص والندِ
سيبقى خافقي يبكى
ويبقى  الشعرُ  يأتيني 
حزيناً باكياً حرفاً الى الابدِ
فقد كانت  تلازمني
عظاماً داخل  اليدِ
وروحاً داخل  الجسدِ
لذكراها
تراني  احتسى المي
بجرعات ٍ
ولا اشكوُ الى احــــد
     

صار عمري خمس عشرة، صرت أحلى ألف مرة/ د. عبدالله المدني

في دورته الخامسة عشرة التي اختتمت مؤخرا في دبي، بدا منتدى الصحافة العربية موفقا كثيرا في العنوان الذي اختاره لهذا العام وهو "الإعلام بأبعاد إنسانية". ذلك أن أكثر ما ينقصنا اليوم هو زرع وتعزيز القيم الانسانية النبيلة في نفوسنا، أو بصورة أدق أنسنة مشاعرنا، في مواجهة روح الشر والتوحش والكراهية التي تحاول بعض الجماعات الدموية والطائفية الموتورة غرسها في حياتنا، ونسبتها إلى عقيدتنا. وبطبيعة الحال فإن خير من يقوم بهذه المهمة هي وسائل الإعلام بأدواته وأشكاله المتنوعة، كونها تحتك بالجماهير على مدار الساعة، فيما الجماهير باتت أسيرة لأشكالها الحديثة ولا تجد بدا من التماهي معها.

وإذا كان القائمون على المنتدى قد وُفقوا في إختيار العنوان، فإنهم وُفقوا أيضا في إختيار البرامج ذات الصلة، وإنتقاء الضيوف المتحدثين. فعلى سبيل المثال كان ضمن البرامج جلسة بعنوان "رسائل إنسانية" للناشطة الاجتماعية السعودية الأميرة أميرة الطويل، تحدثت فيها بعفوية ودون تكلف، وبلغة يسهل وصولها إلى عقول وقلوب المستمعين عن كيفية العمل الجماعي من أجل استنباط المعاني الانسانية الجميلة التي يزخر بها ديننا، ونشرها على الملأ في أصقاع الدنيا كنوع من التصدي لما يروجه وحوش القرن الحادي والعشرين من أتباع تنظيمي القاعدة وداعش وأخواتهما. ومما قالته في هذا السياق انه يجب أن نتوقف عن الدفاع عن ديننا بالطرق التقليدية، وأن نستعيض عنها بوسائل التواصل الاجتماعي السريعة، خصوصا في ظل وجود أكثر من 280 مليون حساب على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، مضيفة أنه لو قام كل واحد من هؤلاء بارسال تغريدة واحدة كل يوم دفاعا عن الاسلام بلغة إيجابية، وكشفا لبؤس الإرهابيين الذين اختطفوا كلمة "الله أكبر" لصرنا في موقف أقوى.

وكانت هناك أيضا محاضرة إرتجالية للشيخ ماجد جابر الحمود الصباح من الكويت، والذي يعد من أنشط الشباب العرب في وسائل التواصل الاجتماعي، بل وتحظى تغريداته بمتابعة الملايين حول العالم، حيث قدم المتحدث فكرة شاملة عن تجربته في مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت بالتركيز على السفر والرحلات ومتع الحياة، ثم انتقلت إلى نشر رسائل تعليمية وتوعوية، وأخيرا تحولت إلى جسر إنساني يمتد من المغرب إلى أندونيسيا لنشر معاناة الفقراء والمعذبين ومساعدتهم وزرع الأمل في نفوسهم، عن طريق بث مقاطع فيديو للحالات الانسانية التي تتطلب تدخلا عاجلا.

وبما أن مراسلي وسائل الإعلام، ولاسيما المرئية منها، هم أكثر شهود العيان مصداقية لأن تقاريرهم عادة ما تكون مرفقة بالصور الحية التي لا تكذب ولا تبالغ ولا تفبرك، فقد كان عملا صائبا ذلك الذي قام به مسؤولو المنتدى حينما خصصوا زاوية لمراسل قناة العربية في باريس "حسين فياض قنيبر" ليتحدث بالصوت والصورة عن المآسي والآلام ومعاناة الجوع والعطش والتشريد والإذلال التي كابدها اللاجئون السوريون المتدفقون على أوروبا، حيث كان المراسل متواجدا معهم على الحدود اليونانية ـ المقدونية، وعلى الحدود المجرية، وعلى تخوم ألمانيا، ويحاول مساعدتهم قدر الإمكان عن طريق نقل مطالبهم البسيطة إلى السلطات المحلية باللغة التي يفهمونها، أو يتطوع لإحضار دواء لمريض، أو حليب لطفل، أو يقاوم الأسلاك الشائكة المانعة لوصول الطعام والشراب إلى مستحقيها برميها إليهم من فوق تلك الأسلاك اللعينة. لقد أثبت قنيبر وزملائه من خلال ما عرضوه من أفلام توثيقية أن المراسل الإعلامي الأمين والمجتهد، يمكن أن يلعب دورا مؤثرا في تخفيف المعاناة الإنسانية لمن ينقل أخبارهم، وبالتالي فإن مهامه يجب ألا تقتصر على نقل الخبر والتعليق عليه فقط.

وكما جرت العادة في جميع الدورات السابقة لمنتدى الصحافة العربية، كانت هناك زوايا مخصصة لبعض المؤلفين لتوقيع كتبهم وإهدائها مجانا، حيث وقع الشاعر والأديب الإماراتي الأستاذ علي أبو الريش كتابه "الغربية طائر بثمانية أجنحة .. تأملات في فلسفة الزمان والمكان"، ووقع الإعلامي اللبناني زافين قيومجيان كتابه الجميل "أسعد الله مساءكم .. مئة لحظة صنعت التلفزيون في لبنان" والذي يوثق فيه لتاريخ الاعلام المرئي في لبنان بالتدرج من البدايات الى تلفزيون الستينات فالعصر الذهبي فتلفزيون الحرب.

ولعل أكثر ما لفت النظر في الدورة الخامسة عشرة للمنتدى هو أن كل ديكورات المكان الذي إحتضن الفعاليات المختلفة كانت مصنوعة من الورق المقوى الذي أعيد تدويره بما في ذلك منصات العرض ومقاعد الجلوس والطاولات والحقائب، وصولا إلى الغلاف الخارجي للذاكرة الوميضية (الفلاش ميموري) التي تم توزيعها على المدعووين. وهذا بالطبع رسالة غير مباشرة لئن كانت تهدف إلى التشجيع على المحافظة على البيئة، فإنها أيضا توحي بأن دبي حريصة على أن تكون سباقة في هذا المجال أيضا.

ومن محاسن الصدف أن تحل الذكر الخامسة عشرة لإنطلاق أول صحيفة إلكترونية عربية وهي "صحيفة إيلاف" في اليوم الأخير لأعمال المنتدى، فوجدها مؤسسها الأستاذ عثمان العمير صاحب الكرم الحاتمي والذاكرة الحديدية فرصة أن يطفيء شموع صحيفته الخمسة عشرة وسط كوكبة من أبرز المثقفين والمفكرين ورفاقه من رجال الإعلام وسيداته وليقول لهم بيت الشعر الشهير لنزار قباني "صار عمري خمس عشرة .. صرت أحلى ألف مرة". وهو ما ينطبق ايضا على منتدى الصحافة العربية.

د. عبدالله المدني
استاذ في العلاقات الدولية متخصص في الشأن الآسيوي
تاريخ المادة: مايو 2016
الإيميل: Elmadani@batelco.com.bh

عبارة الهامش:
المراسل الإعلامي الأمين والمجتهد، يمكن أن يلعب دورا مؤثرا في تخفيف المعاناة الإنسانية لمن ينقل أخبارهم

إلى سمراء/ رفيق البعيني


للّهِ سهْمُ الحُبِّ كمْ أنتٓ ظالِمُ
                     تحيا على جُرْحِ القُلوبِ وتٓسْلٓمُ

فتاتي إهْنئي، على مرأى ما
                    اكتويْتُ بنارٍ، أينٓ منها جهنّمُ!

فتاتي ارقصي، وتجاهلي 
                          الآهاتِ . ربِّ أينٓ البلسمُ

ليسٓ في الجُرحِ الأليمِ سوى
                          قطراتِ الهوى دماً تترنٌٓمُ

ألا هُبّي "سمراء" وانْفضي عنكِ 
                      التّغاضي، مُدّي يداً تتسلّمُ

منديلٓ عطفِكِ واهْرعي
                      للدّٓمْعِ جُفّي ودعيني أبسُمُ

يا حُلوٓةٓ البسماتْ لِمٓ تتْرُكي 
                    هذا الأسمرٓ الولهانٓ يتحطٌمُ

ما ذنْبُهُ والقلبُ في جٓنٓباتِهِ
  .            "  سمراءُ " ردّدٓ وغيرها لا يعْلٓمُ

                             رفيق البعيني  
               مختارات من ( في جعبتي الأدبية )

مذكرات طبيبة لنوال السعداوي: شذرات من سيرة ذاتية تفوح بالألم/ عبد القادر كعبان

ينتمي كتاب "مذكرات طبيبة" للأديبة المصرية نوال السعداوي لأدب السير الذاتية وهو جنس يتداخل مع الفن الروائي، أين قدمت للمتلقي تفاصيل من حياتها بضمير المتكلم (أنا) تأكيدا على هيمنة شخصيتها على بنية هذا العمل الأدبي، وبذلك صارت الساردة متكلمة ومنتجة للقول في العموم.
تبوح السعداوي منذ الصفحات الأولى على لسان الساردة عن صراعها الدائم مع أنوثتها والتي لم تكتشف معالمها إلا مع مرور الوقت، وذلك لارتباط المحكي بالمؤشرات التي نقرأها فيما يلي: "ما هذا الجسم الغريب الذي يفاجئني كل يوم بعار جديد يزيد ضعفي وانكماشي؟! ترى أي شيء آخر سينبت في الغد على جسدي؟ أو ترى أي ظاهرة أخرى جديدة تتفجر عنها أنوثتي الغاشمة!" (ص 8).
واجهت الساردة ما كان يحدث لها من تغير فيزيولوجي بالرفض، حتى أنها كرهت كونها أنثى منذ نعومة أظافرها، لأنها وجدت نفسها تحت حماية جبرية فرضتها عليها والدتها: "وإذا كانت أمي تحبني حبا حقيقيا هدفه سعادتي وليست سعادتها، فلماذا تكون كل أوامرها ورغباتها تتعارض مع راحتي وسعادتي؟! أيمكن أن تحبني وهي تضع السلاسل كل يوم في قدمي وفي يدي وحول رقبتي؟!" (ص 14).
كتاب "مذكرات طبيبة" يرتكز على ذاكرة نوال السعداوي وما تحاول استعادته بما يسمى الشذرات من سيرتها الذاتية التي تفوح بالألم، حيث أنها فضلت التمرد على أنوثتها بعد تفوقها الدراسي لتدخل مجال الطب: "الطب شيء رهيب... رهيب جدا... تنظر إليه أمي وأخي وأبي نظرة احترام وتقديس. سأكون طبيبة إذن... سأتعلم الطب... وسأضع على وجهي نظارة بيضاء لامعة... وسأجعل أصابعي قوية مدببة أمسك بها إبرة طويلة حادة مخيفة..." (ص 22).
يستولي جنون المعرفة على كيان السعداوي لتكتشف أسرار الإنسان، وهذا ما يحفزها على إلغاء تلك الفروق التي رسمتها لها الذكريات بينها وبين أخيها الذكر، كما جاء على لسان الساردة: "أثبت لي العلم أن المرأة كالرجل والرجل كالحيوان... المرأة لها قلب ومخ وأعصاب كالرجل تماما... والحيوان له قلب ومخ وأعصاب كالإنسان تماما... ليست هناك فروق جوهرية بين أحد منهم وإنما هي فروق شكلية تتفق جميعا في الأصل والجوهر." (ص 32).
تتعجب الساردة من تلك القطعة البيضاوية الصغيرة من اللحم والتي جعلت الإنسان جبارا على وجه الأرض، كما نستشف ذلك في المشهد السردي الآتي: "وأمسكت المشرط وقطعت المخ إلى أجزاء... ثم قطعت الأجزاء إلى أجزاء... ونظرت وتحسست وبحثت ولم أجد شيئا... مجرد قطعة من اللحم الناعم التي تذوب تحت أصبعي..." (ص 28).
استطاعت السعداوي حبك الحوادث وجعلتها تتفاعل مع الأمكنة التي مرت بها، حيث انتقلت من المدينة إلى الريف وتركت كل شيء خلفها، لتجد لنفسها مكانا آخر لاستعادة روحها الممزقة: "وتركت الهواء يرفع عني أرديتي... وأحسست في تلك اللحظة أنني ولدت من جديد وولدت معي عاطفتي... ولدت لتوها حقا، ولكنها ولدت عملاقا جبارا يريد أن يعيش ويطالب بحقه في أن يعيش..." (ص 47).
هناك امتداد زمني بين الماضي والحاضر في "مذكرات طبيبة" حيث استعانت السعداوي بتكنيك الاسترجاع، لتعود بالمتلقي بين الحين والآخر لطفولتها وعلاقتها بوالدتها وعائلتها في العموم: "ضاعت طفولتي في صراع ضد أمي وأخي ونفسي... والتهمت كتب العلم والطب مراهقتي وفجر شبابي... وهأنذى الآن طفلة في الخامسة والعشرين من عمرها.. طفلة تريد أن تجري وتلعب وتنطلق وتحب..." (ص 51).
تكشف لنا الساردة عن علاقتها بذلك المهندس الذي زارها يوما في عيادتها، ليشكرها على واجب مهنتها كطبيبة بعدما فحصت والدته، والتي صارحته فور ذلك بموتها: "نفذت كلماته إلى أعماقي الثائرة فهدأتها ودخلت إلى قلبي الحائر فطمأنته... وأحسست أن الصراع الذي كان بيني وبين الرجل يذوب حتى آخر قطرة فيه..." (ص 61).
تبوح لنا البطلة بندمها الشديد لزواجها بذلك المهندس، حتى أنها فكرت في أن الحرية هي خلاصها من ذلك الرجل الضعيف، لكنها سرعان ما تقع في شباك الوحدة لتجد نفسها تبحث من جديد عن الحب، كما نقرأ ذلك على لسان الساردة: "أليس من الضروري أن أبحث عنه بين الرجال؟ وكيف أبحث عنه إذا لم أنتقل هنا وهناك أنظر في وجوه الرجال وعيونهم... وأسمع أصواتهم وأنفاسهم... وألمس أصابعهم وشواربهم... وأكشف عن أعماق قلوبهم وعقولهم؟ هل يمكن لي أن أعرف رجلي في الظلام أو من وراء الشيش أو من على بعد كيلومتر؟" (ص 76).
تمزج السعداوي حكايتها بأسلوب ساخر على عجز العلم للحفاظ على حياة الإنسان بشكل عام، وهذا لحظة توقف قلب تلك المرأة التي وضعت وليدها وماتت أمامها: "هذا الإنسان المغرور الجبار... الذي لا يكف عن الحركة والضجيج والتفكير والابتكار... هذا الإنسان يحمله على الأرض جسد بينه وبين الفناء شعرة رفيعة جدا... إذا قطعت... ولا بد لها أن تقطع... فما قوة في العالم تستطيع أن توصلها..." (ص 40).
قارئ "مذكرات طبيبة" سيعيش حتما لحظة بلحظة تمرد المبدعة نوال السعداوي -كما تشهد على ذلك معظم أعمالها- في وجه مجتمع يرفض فكرة أن تعيش المرأة بدون رجل، لا يخلو من جمالية اللغة البسيطة التي ساعدت البطلة في عملية البوح البادي ما بين ذات الكاتبة/الشخصية ومحيطها.
 المصدر
(1) نوال السعداوي: مذكرات طبيبة ، دار المعارف، ط2،1985.

*كاتب وناقد جزائري