يوميات نصراوي: سبعون - إطلالة على تجربتي/ نبيـــــل عـــودة

ولدت في 25 – 02 -  1947 في مدينة الناصرة التي احتلتها اسرائيل عام 1948، عانيت في شبابي الباكر من قيود التنقل بسبب نشاطي السياسي في صفوف الشبيبة الشيوعية، انهيت ثانوية صناعية  ودرست سنتين في المعهد التكنولوجي التخنيون موضوع هندسة الميكانيكيات، ثم أوفدني الحزب الشيوعي للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو عام 1968.
مشكلة ابناء جيلي كان الحصار الثقافي والرقابة العسكرية الاسرائيلية على كل ما ينشر، وفقر مستوى التعليم بالمقارنة مع نظيرة في الوسط العبري. 
في فترة سنوات الخمسين والستين فصل عشرات المعلمين الوطنيين العرب وفرض جو ارهابي على التعليم العربي، وكانت كتب التعليم تقر ايضا من جهاز المخابرات واعتقد ان التعليم العربي ما زال مراقبا من نفس الجهاز. دراستي الثانوية كانت اساسا باللغة العبرية، كذلك في التخنيون، وطبعا سوق العمل تسود فيه اللغة العبرية. الأمر الذي ترك اثاره الكبيرة خاصة على ابناء جيلي.. جيل النكبة!!
والدتي أخذت على عاتقها مهمة تعليمي اللغة العربية قراءة وكتابة على صفحات الصحف والمجلات الشيوعية (الاتحاد والجديد والغد) منذ كنت في الخامسة من عمري، فعشقت القراءة  والكتابة، وبدأت اقلد القصص التي أقرأها او التمثيليات التي اسمعها بالراديو. ولم  اكن بعدها بحاجة الى كتب تعليم اللغة العربية التافهة التي فرضها جهاز المخابرات. وبسبب دراستي الثانوية والجامعية باللغة العبرية لم يتح لي ان ادرس قواعد اللغة العربية بشكل كاف، وما زلت اكتب اعتمادا على سمعي.. واقع ببعض الأخطاء ..
لم احظ بوظيفة تسهل لي نشاطي الثقافي، عملت موظفا بالحزب الشيوعي لمدة ثلات سنوات، ثم تركت الوظيفة الحزبية بسبب الوضع المادي الصعب الذي واجهته  واشتغلت بمجال الصناعات المعدنية - حدادا. 
خلفيتي المهنية فتحت امامي ابواب العمل الاداري خلال اشهر قليلة من بداية عملي المهني، استلمت وظيفة مدير فحص جودة الانتاج في اكبر مصانع الحدادة في اسرائيل، بعدها مديرا للعمل ثم مديرا للإنتاج، ونفذت مشروع بناء مصنع بتروكيماوي في شيراز الايرانية أيام الشاه، ومشروع بناء صهاريج ضخمة على شاطئ الخليج العربي في بوشير (بوشهر) الايرانية.
خلال كل فترة عملي المهني الذي استمر 35 سنة لم اتوقف عن الكتابة الثقافية والسياسية. تقاعدت عام 2000 من العمل المهني المباشر، وعملت محررا في جريدة نصف اسبوعية مع الشاعر والمفكر سالم جبران، ثم رئيسا لتحرير جريدة يومية صدرت لأكثر من سنة عام 2010- 2011، وهناك تخطيط جديد لأحرر جريدة يومية جديدة ستكون الأولى من نوعها باللغتين العربية والعبرية. لي 12 اصدار بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والنقد الأدبي، واكثر من 20 كتابا ينتظرون النشر .. 
*******
تشغلني في السنوات الأخيرة العديد من القضايا الفكرية والسياسية والثقافية، وأشعر اني في سباق مع الزمن لأسجل كل ما في جعبتي من مواضيع، لكن سرعان ما تمتلئ جعبتي من جديد وبكثافة اكبر من السابق. يقف على رأس القضايا التي تشغلني مراجعة تجربتي الطويلة في الحركة الشيوعية، التي شكلت نصف قرن من حياتي، ثم تطور قناعاتي الفكرية والفلسفية والثقافية بعيدا عن الاطار الذي وضعت عقلي وقلبي به لنصف قرن من السنين.. 
ربما يصطدم  بعض القراء بنقدي  للواقع الشيوعي كما اراه اليوم ، لذا اؤكد ان نقدي لا يتناول الدور التاريخي للطليعة الشيوعية، ودورها الهام والعظيم في  تاريخ شعبنا الفلسطيني بالتحديد، الذي لم يهاجر او يُهجر من وطنه  خلال النكبة ، رغم الجرائم التي ارتكبتها الحركة الصهيونية لدفع المواطنين العرب للهرب من وطنهم. اذ أسفرت النكبة عن تدمير ما يقارب او يزيد عن 520 بلدة عربية، وارتكبت مجازر مختلفة، دير ياسين أبرزها، والحديث يدور عن 50 مجزرة دفعت مليون ونصف من ابناء الشعب الفلسطيني للهرب من وطنهم.. وما زالوا مقيمين في الخيام في الأقطار العربية المحيطة بفلسطين، بانتظار حل انساني لمشكلة التهجير وبناء الدولة الفلسطينية  المستقلة.. ولا يبدو ان العالم العربي يأخذهم  بالحساب.. ويدفعون ثمنا رهيبا نتيجة الأحداث الدموية في السنوات الأخيرة، اسوة بالمواطنين العرب الآخرين.
شكلت اسماء هامة في تاريخنا الوطني والشيوعي القوة الدافعة والمحركة للحفاظ على هويتنا الوطنية، على تماسكنا الوطني والاجتماعي، على تطوير ثقافتنا، والدفاع عن حقوقنا القومية ، ومواجهة مصادرة الأرض، وتثقيف ابناء شعبنا سياسيا وفكريا وثقافيا، بل وفتح صفوف لتعليم من فاته ان يتعلم في المدارس من الجيل الذي عصفت به النكبة.
بوضوح، كان قادة الحزب الشيوعي العرب، وطنيين مخلصين حملوا دمهم على اكفهم بمواجهة سياسية التهجير والطرد من الوطن، واعادة بناء التلاحم الاجتماعي وكسر الحصار الثقافي والارهاب السلطوي بحكمه العسكري الذي خص به المناطق العربية بالأساس، وهي قيود ارهابية من ايام الانتداب البريطاني، تفرض منع التنقل بدون تصاريح عسكرية خارج بلداتنا، والنفي والاعتقال الاداري الذي يمارس اليوم ضد ابناء شعبنا الفلسطيني في مناطق السلطة الفلسطينية (المناطق المحتلة عام 1967).
   منذ بدأ وعيي يتشكل وانا أعيش حكاية شعبي الفلسطيني الذي تشرد .. وقصص التشريد والنضال البطولي للشيوعيين العرب لوقف شحن ابناء شعبهم وقذفهم وراء الحدود .. ومعارك الهويات، لإصدار هويات "للمتسللين" العائدين الى وطنهم ولمن فاته التسجيل لأسباب مختلفة. وقد خاض الحزب الشيوعي ومحاميه حنا نقارة الذي أطلق علية الناس لقب "محامي الشعب" معركة الهويات في المحاكم الاسرائيلية، وكانوا ينشدون له الأهازيج الوطنية فرحا بتحصيله للهويات عبر المحاكم الأمر الذي كان يعني البقاء في الوطن وعدم اعتبار الفلسطيني "متسللا" يجب قذفه وراء الحدود ، وتحديا أيضا للحكم العسكري الذي فُرض على العرب الفلسطينيين الباقين في وطنهم .
ومن الأهازيج  النضالية في تلك الفترة:
طارت طيارة من فوق اللية الله ينصركو يا شيوعية (اللية - اسم مكان في الجليل)
حنا نقارة جاب الهوية غصبا عن رقبة ابن غريونا (بن غوريون- اول رئيس لحكومة اسرائيل) 
وحسب مذكرات الشاعر والمناضل حنا ابراهيم ( كتابه: ذكريات شاب لم يتغرب )، كانت تمنح هويات حمراء لمن يعتبروا " ضيوفا " بالتعبير الاسرائيلي ، أي المرشحين للطرد من الوطن . أما غير الضيوف فكانوا يحصلون على هوية زرقاء. ويذكر حنا ابراهيم أغاني التحدي التي كانت تنشد في حلقات الدبكة ، ومنها:
يا أبو خضر (اسم شرطي كان بقمة اللؤم) يللا ودينا الزرقات والحمرا ع صرامينا (لون الهويات- الهوية الحمراء تعني مرشح للطرد من الوطن، الزرقاء ضمانة للبقاء في الوطن )  
هذا وطنا وع ترابه ربينا ومن كل الحكومة ماني مهموما
يقطع نصيب ال قطع نصيبي لو انه حاكم في تل أبيب
توفيق الطوبي واميل حبيبي (من قادة الحزب الشيوعي) والحزب الشيوعي بهزو الكونا
ويتلقف الشبان الكرة ويعلو نشيد المحوربه (نوع من الغناء الشعبي الفلسطيني):
لو هبطت سابع سما عن حقنا ما ننزل 
لو هبطت سابع سما عن أرضنا ما نرحل
لا يمكن ان اتنكر لهذا التاريخ لأني جزء منه . للأسف اليوم يجري التنافس على المناصب والمكاسب. ويجري التآمر الواحد ضد الآخر ليبقى المكسب لصالح "الأقوياء"!!
منذ سنوات الثمانين بدأ الانحراف عن النهج السليم، بدأ الحزب تحت قياداته الجديدة اشبه بقائمة انتخابية، لا حياة حزبية، لا تثقيف من قادة هم اصلا بحاجة الى تثقيف. كان الإنتكاس وبداية تفكك الحزب الشيوعي بالانقلاب ضد الشخصية السياسية البارزة في الحزب والأكثر تأهيلا لقيادته، برلمانيا وسياسيا، واعني بالأساس الانقلاب ضد سالم جبران المفكر، الشاعر، القائد الشيوعي في وقته، الاعلامي البارز والمحرر الرئيسي لصحيفة الحزب اليومية باللغة العربية (الاتحاد)، والقادر على تطوير خطاب سياسي مبدئي وعقلاني بمواجهة الخطاب الصهيوني، والشخصية المؤثرة بعمق وعقلانية عميقة على اوساط يهودية مختلفة. رغم قرار الحزب بهيئاته المركزية انتداب سالم جبران لقيادة قائمة الحزب الى الكنيست، الا انه جرى نقض قرارات الحزب بالعربدة والتهديد، للأسف قادة الحزب (العواجيز) قطفوا رؤوسهم، وبالتالي دمروا مصداقية الحزب  ربما هذه القصيدة لسالم جبران تعبر عن واقع الحزب بعد الانقلاب ضد سالم وضد قرارات هيئات الحزب العليا، الذي يشبه الانقلابات العسكرية العربية.
عاشق النهر- شعر: سالم جبران
عندما تدافعوا إلى المنصّة/ مثل قبيلة مندفعة إلى الثأر/ فيهم العربيد والمهرّج/ فيهم اللاعق والسارق/ فيهم السكران والنصّاب/ فيهم الحثالات التي تطرب لصوت تصفيقها/ فيهم الهتّافون المحترفون / فيهم مشلولو التفكير العاجزون عن الحلم –/ قرّرت أن أنزل عن المنصّة/ لا مهزوما ولا هاربا/ بل رافضا أن أشارك في المهزلة/ رافضا المشاركة في المسؤوليّة عن الفضيحة/ هم صعدوا إلى رقصة الانتحار/ وأنا لم أنزل، بل صعدت/ صعدتُ إلى ذاتي الحرّة، صعدت إلى جبل الحريّة/ بقيتُ مع الناس، واحدا من الناس/ الشمس في قلبي/ لم أستبدل حلمي بحلم آخر/ بل نفضت عن حلمي الغبار/ ليس عندي وقت حتى لاحتقار/ القبيلة التي اندفعت للثأر/ بعد انعتاقي فقط،/ أعرف تماما الفرق بين المستنقع والنهر/ أنا حليف النهر/ أنا عاشق النهر!!
 هذا ليس الحزب الذي قدمت له نصف قرن من عمري!!
طبعا بعد استقالتي قمت بمراجعات فلسفية واقتصادية قلبت الكثير من مفاهيمي، بدأت ارى بعض الحقائق بمنظار مختلف. هذا لم يجعلني رافضا للماركسية بل واعيا للدور الفكري العظيم لماركس الانسان والثوري والمفكر، وادعي ان الماركسية لم تطبق اطلاقا.. وحقيقة ان بعض الطروحات الماركسية اراها بمنظار مختلف لا تعني اني تخليت عن قناعاتي، بل اطورها بالانفتاح على كل الفكر العالمي، بدون رأي سلبي مسبق.  
نشاطي الابداعي
نشاطي الفكري والفلسفي والثقافي الذاتي أثمر اتجاهات عديدة في مجال الكتابة الابداعية، رؤيتي تحررت من التصنيفات الأدبية العقيمة، قناعاتي الفلسفية انطلقت الى عوالم واسعة وجديدة، طورت قدراتي الابداعية بمجالات عديدة، أهمها مجال الفلسفة، بدأت بكتابة حلقات عن الفلسفة المبسطة، ثم رأيت اهمية تقديم قصة تفسر بشكل ما الاصطلاح الفلسفي، هذا قادني لتطوير الكتابة الساخرة، وساعدني في اكتشاف طرق جديدة للكتابة القصصية بدون الثوابت والأفكار التي التزمت بها ايديولوجيا. 
القصة القصيرة
في القصة القصيرة اتجهت نحو تجارب جديدة كليا بفكرة الصياغة والبناء القصصي، مثلا استعملت السرد الاخباري في بناء نصوص قصصية مثل قصة "انتفاضة" وقصة "عجيبة بيت ابو بشارة" وغيرها. كتبت قصصا على لسان الحيوانات، نُشرت بكتاب على الشبكة العنكبوتية بعنوان "نبيل عودة يروي قصص الديوك"، كتبت عشرات القصص الساخرة، والأهم اني وصلت لقناعات جديدة حول الكتابة القصصية تنازلت فيها عن التوصيف في القصة، من رؤيتي ان القصة تصبح أكثر تأثيرا. بل بت أرى ان القصة قادرة ان تصبح مادة فكرية ممتعة ليس أقل من أي نص قصصي خفيف، وكان استنتاجي ان القصة لم تعد سردا للتسلية بل علما قصصيا يتعلق بالقدرة على اختراق عقل الإنسان ودفعه للاندماج بالنص، لغة وفكرا، وان هذا اللون المتمثل بطرح فكرة فلسفية ، كجوهر للقصة، يخاطب قارئاً من نوع جديد، بمستوى ثقافي ومعرفي ما فوق المتوسط. لخصت رؤيتي بمقال عنوانه "القصة كمادة فكرية"!
واصلت رصد الابداع في ثقافتنا، فكتبت النقد رغم اني لا اعتبر نفسي ناقدا.. بل "عارضا" حسب تعبير مستحدث صاغه الدكتور الأديب أفنان القاسم.
يوميات نصراوي
من أبرز ما اشغلني في السنوات الأخيرة  كتابة "يوميات نصراوي"، وهي تسجيل للذاكرة الجماعية لمختلف قضايا الحياة والنضال في واقعنا، لم اتجاهل دور الحزب الشيوعي التاريخي، بل سجلته بأمانة تاريخية  وهو تاريخي أيضا. في هذه اليوميات هناك عرض لتجربتي، منذ بداية تفتح وعيي.. اليوميات ليست شخصية، بل يوميات الحياة بكل ما مر على شعبنا من نضالات وتحديات ، طبعا فيها الجانب الشخصي بحكم كوني شاهدا ومشاركا في الأحداث. 
مقالات يوميات نصراوي نشرت كلها في الحوار المتمدن وبعضها في مواقع أخرى..
الفلسفة 
أشغلني وسحرني موضوع الفلسفة منذ عشرات السنين، ولا ابالغ اذا قلت اني منذ سنوات طويلة وانا احاول نقل الفلسفة من طابعها البحثي المعقد ، الى طابع سهل وممتع ، يعرضها بلغة ميسرة للفهم على اوسع الأوساط، محاولات لا عد لها قمت بها ومزقتها، حتى نجحت بكتابة اول قصة فلسفية واطلقت عليها تسمية "الدرس الأول في الفلسفة" .
كرست قدراتي القصصية لجعل السرد الفلسفي قريب جدا من عناصر السرد القصصي، ثم بدأت بدمج قصة معبرة  وساخرة لشرح مضمون النص الفلسفي الذي أطرحه في مقالاتي، واطلقت تسمية "الفلسفة المبسطة" على هذه المقالات ( نشرت جميعها في الحوار المتمدن ( ما يقارب ال 50 مقالا حتى اليوم) التي لفتت انتباها واسعا جدا، وقد انتبهت دار نشر مركزها في نيويورك لهذه المقالات وطلبوا مني المواد لنشرها في كتاب، وآمل ان يصدر الكتاب خلال أيام قليلة او ربما يكون قد صدر قبل نشر هذه المداخلة.  في الفترة الأخيرة بدأت بإضافة "لقطات" فلسفية، تحت عنوان "شذرات فلسفية"، تشمل أبرز اقتباسات من أقوال مختلف الفلاسفة، الى جانب رؤيتي الخاصة، واعتقد انها تمد القارئ بالكثير من الأفكار التي اثرت الفكر البشري، وما يحركني هو جعل الفلسفة بمتناول الأوساط المختلفة من قراء العربية وخاصة الذين يجدون صعوبة في تناول الأبحاث الفلسفية بلغة اكاديمية مركبة وليست ميسرة لفهم حتى اوساط واسعة من المثقفين. ايضا بسبب الاصطلاحات التي تفتقر لها لغتنا العربية ، واذا وجد الاصطلاح لا يكون من الدقة والفهم المطلوبين.
رؤية جديدة
ارى ان تفرغي للمراجعات الفكرية، الفلسفية والثقافية قادني الى تطوير ذاتي لوعيي ومفاهيمي بكل المجالات.
مثلا تناولت موضوع الواقعية الاشتراكية بصفتها تيار أدبي، وهو موضوع أشغلني منذ سنوات، وما زال بعض نقاد الأدب يستعملون هذا التعبير بدون فهم مضمونه واطاره وما هي عوامل نشوء هذا الاصطلاح وسقوطه. عنوان المقال:"رؤية فلسفية:الثقافة لا تنشأ بقرارات فوقية".
كذلك قمت بمحاولة لفهم واقع التطور في العالم الرأسمالي وهل يمكن البقاء في الاطار العتيق الذي تحدد ولم يتغير ولم يجر تطويره منذ ماركس؟  ونشرت مقالا  بعنوان:"عصر ما بعد الراسمالية ، ما بعد الحداثة".
في مقالات كتبتها في السنة الأخيرة عن تجربتي في الحركة الشيوعية، تناولت العديد من القضايا والانطباعات التي لفتت انتباهي الى ان المضامين التي تثقفنا عليها غير قائمة في التطبيق العملي للماركسية  في الاتحاد السوفييتي السابق وما كان يعرف بالمجموعة الاشتراكية، حيت يتبين أن "نهجها الماركسي"  لم يكن ماركسيا، بل نهج قمعي استبدادي وغير انساني في العديد من مجالاته، ساهم ثقافيا ، فكريا وتاريخيا بسقوط تلك الأنظمة دون ان ينبري حتى ما كان يعرف ب "جيوشها العقائدية" او كوادرها الحزبية التي كانت تعد بعشرات الملايين للدفاع عنها.. فهل كان وراء الانتساب لتلك الأحزاب دوافع انتهازية فقط ؟.. وهذا عشته اثناء دراستي في الاتحاد السوفييتي !
لم يكن شيئا في التطبيق يخص جوهر الماركسية. وقناعتي ان مفاهيم الصراع الطبقي، التي تعتبر من اسس البنيان الفكري للماركسية، كانت قائمة في عقولنا فقط، طبعا من الصعب نفي التناقضات، لكن التناقضات ليست صراعا تناحريا، التناقضات هي ميزة للتطور تشمل العلوم والتقنيات والمجتمع والطبيعة والثقافة والفكر وجميع مجالات الحياة الأخرى وهي الدافع للتطور والرقي، وليس للدمار والعنف والنفي. 
ان التطور بجميع المجالات يجري عبر النقد والنقض، وليس عبر التدمير لما سبق ونفيه، بل دفعه الى مراحل اعلى وأرقى.  ومن الخطأ الفكري الفهم القديم ان النقد والنقض هو نفي الآخر او السابق، بل هو اضافة وتطوير لما سبق. أوجه القارئ لمقالي التالي: "تناقض البنيان النظري للماركسية والواقع القائم". 

هل يجيء عصر تنوير عربي؟
القضايا الثقافية لمجتمعنا الصغير، المجتمع العربي داخل إسرائيل، ولمجتمعنا الأكثر اتساعا، المجتمعات العربية... تلفت انتباهي واهتمامي من زوايا مختلفة، بصفتها مقياسا لتقدم المجتمع المدني أولاً، كقاعدة لا يمكن تجاهل دورها في الرقي الحضاري، الذي يشمل تطوير الاقتصاد والعلوم، تطوير التعليم، القضاء على الأمية، توفير فرص عمل لعشرات الملايين العاطلين عن العمل، تطوير اللغة لملاءمتها لعصر الحضارات والعلوم والتقنيات.. وبالطبع الإبداع الثقافي هو الجانب  الروحي من حضارة المجتمعات البشرية... غيابه وركوده والفوضى التي تسود حقوله المختلفة، تشكل معياراً آخر لمستوى تقدمنا الاجتماعي والثقافي، أو تراجعنا كما هي حالنا اليوم..
العقل السوي المدرك يفهم ان المجتمعات البشرية تستهلك الثقافة بصفتها قيمة روحية تثري عالمها بجماليات مختلفة، وتثري الإنسان على المستوى الشخصي، فكراً ومعرفة، وتوسع مداركه لحقائق الحياة، ولأساليب بناء العلاقات الاجتماعية، والتواصل الإنساني داخل المجتمع الواحد، بدل حالة التشرذم والعداء (لدرجة ارتكاب المجازر الدموية) التي تسود للأسف الشديد مجتمعاتنا على قاعدة دينية واثنيه. الثقافة لها اهمية قصوى في تعميق الوعي الفلسفي حول مجمل القضايا المطروحة.  
ليس سراً ان ثقافتنا اليوم تعبر عن واقعنا الاجتماعي، وهو للأسف واقع مترد ومليء بالإشكاليات، وبعضها إشكاليات خطرة على مستقبل مجتمعنا ومستقبلنا. وبما  أننا نعيش في عصر العولمة، الذي جعل العالم حي صغير، فإن الواقع الاجتماعي بات يشمل بترابط كبير مجمل الفكر والنشاطات الاقتصادية والسياسية والتربوية والعلمية والأدبية والفنية والدينية، ويطرحها ضمن الصورة الكونية، التي تشمل الواقع في العالم الأوسع. من هنا رؤيتي ان التحدي أمامنا أصبح أكبر، والمسؤولية لم تعد محددة بنطاق جغرافي ، محلي أو أكثر اتساعا جغرافيا.
حين نُغيب العقل ُنغيب الفطنة، ونستبدلها بكليشيهات جاهزة، ملّها المتلقي (القارئ) وبالطبع في هذه الحالة يصبح الادعاء ان واقعنا الثقافي يشهد نهضة ثقافية وانتشارا واسعا للثقافة، نوع من السخرية السوداء. قبل عشرة قرون قال الإمام الشافعي لتلاميذه: "اذا ذكرت لكم ما لم تقبله عقولكم، فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق"، فلماذا لا يكون هذا صحيح اليوم أيضا؟!  
الموضوع الثقافي لا يحظى بمكانة ضمن أولويات مؤسساتنا الرسمية والشعبية، وانأ أظن ان للثقافة قيمة بنيوية فكرية وتربوية واجتماعية لا تقل أهمية عن أي موضوع نضالي نطرحه على أجندتنا.
إذا لم نبن مجتمعنا قوياً، مثقفاً، عقلانياً، متنوراً أخلاقياً ومليئاً بالجماليات وبالفكر الإنساني، وبالاستعداد للتعاضد والتكامل الاجتماعي، والتجند وراء مطالبه الحيوية، ولا أستثني السياسة من هذه المطالب، ستبقى كل ممارساتنا الثقافية والسياسية، تعاني من قصور في الرؤية، من العجز في فهم دور الثقافة الاجتماعي والحضاري، وكيفية توجيه ودعم وتطوير حياتنا الثقافية.
واجبنا نحن المثقفين، ان نكون في الصف النضالي الأول، بأقلامنا ونشاطنا الميداني، وحريصين على قيمة كلمتنا، وقوة موقفنا، ومصداقيتنا.
صمت المثقف هي خيانة لذاته الثقافية ولعقله.
كثيرا ما نسمع في ثقافتنا تعبير الحداثة،  دون وعي من مستعملي هذا الاصطلاح أن الحداثة تعتمد فلسفة اجتماعية أفرزها عصر التنوير وما تلاه من تطور اقتصادي، اجتماعي وعلمي. يقول المفكر هاشم صالح: لقد سار الفكر التنويري في طريق وعرة، قال عنها الشاعر الألماني العظيم شيللر (1759-1805): "إن الإنسان يبتعد عن هدفه الأسمى بطريقتين: إما أن يصير ضحية العنف، وإما أن يصير وضيعًا ومنحلاً، ويجب على الجمال أن ينقذ الإنسان ويوصله إلى الطريق الصحيح، بعيدًا عن هذين الخطأين". ويتساءل هاشم صالح: "ترى، متى يكون لنا، نحن العرب، عصر تنويرنا؟!!
اجل.. هذا هو السؤال الذي يجب ان يشغلنا. ان تعوق التنوير ، وغياب آفاق التطور الاقتصادي والعلمي واندماج العالم العربي بحركة الحضارة العالمية، يدفع مجتمعاتنا الى هاوية لا قعر لها من العنف الدموي والفكري!!
*******
نبيل عودة –  كاتب، ناقد واعلامي ..
      nabiloudeh@gmail.com

ما بعد سقوط دولة الخلافة "الداعشية"/ راسم عبيدات

دولة ما يسمى بالخلافة " الداعشية" التي اعلن ابو بكر البغدادي في 14/7/2014 عن قيامها من على مئذنة جامع النوري الكبير في الموصل القديمة الذي جرى استعادة ركامه بعد ان فجرت "داعش" مئذنة التاريخية....يبدو انها تتجه نحو الأفول والهزيمة الشاملة بالمعنى العسكري....فمن بعد هزيمتها في الموصل واضح انها ستلقى نفس المصير في الرقة ودير الزور السوريتين آخر معاقلها هناك....وحتى نقرأ الأمور بشكل دقيق،يجب علينا ان نعتمد التحليل الملموس للواقع الملموس....فأمريكا والقوى الإستعمارية الغربية ودولة الإحتلال الصهيوني لديها مشاريعها الإستعمارية في المنطقة،مشاريع قائمة على إستمرار تقسيم المقسم وتجزئة المجزء في الوطن العربي،ومنع أي حالة نهوض وحدوي قومي عروبي يهدد مصالح تلك الدول في المنطقة،او يشكل خطر وجودي على دولة اسرائيل،ولذلك جاءت مشاريع الفوضى الخلاقة الأمريكية واعادة انتاج سايكس- بيكو جديد يقوم على أساس تفتيت وتقسيم وتجزئة وتذرير الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها على تخوم المذهبية والطائفية والثروات بإقامة كيانات اجتماعية هشة مرتبطة باحلاف واتفاقيات ومعاهدات امنية مع أمريكا واسرائيل على وجه الخصوص،لها قيادات فاقدة للسيطرة على خيراتها وثرواتها وفاقدة لقرارها السياسي......ما يسمى بدولة الخلافة "داعش" جرى تضخيم قوتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير عسكرياً واقتصادياً لكي تبرر الولايات المتحدة،عملية الإصطفاف الدولي الكبير خلفها لمحاربة هذا "البعبع" ومن ثم تجلب قواتها للمنطقة،لكي تواصل ممارسة القتل والتدمير والتفكيك السلطوي والمؤسساتي والعسكري في العراق وسوريا...وتستمر في إستثمار تلك الورقة لمنع نشوء أي حالة استقرار في سوريا او العراق..فأمريكا اعتمدت مع "داعش" سياسة الإحتواء المزدوج وليس الحرب والإجتثاث،بمعنى كانت تقوم بضربها في منطقة ودعمها في منطقة اخرى،مثلاً تضرب في العراق وتدعم في سوريا وهكذا...ولذلك كانت "داعش" فخر الصناعات الأمريكية بإمتياز،جرى الترويج لها وتضخيم قوتها،وتمويل الحرب عليها باموال عربية وإسلامية في الأغلب وبإحتياطي بشري إرهابي له حواضنه من مشيخات النفط والكاز الوهابية والخليجية والمغرب العربي والعديد من بلدان جنوب شرق اسيا الإسلامية...ناهيك عن الجيش العراقي المنحل...الذي اتجه جزء كبير منه نحو الإسلام المتشدد والمتطرف والدروشة ... ولا اعتقد بان الهزيمة القاصمة التي مني بها التنظيم في العراق وسوريا ستنهي وجوده بشكل كلي...حيث ان هناك من سيواصل استثمار تلك الجماعات الإرهابية لخدمة اهدافه ومصالحة...وبعد فقدان تلك الجماعات وخسارتها لقلاعها وإماراتها في العراق وسوريا،فالمناطق الامنة لها والتي تمكنها من العمل بحرية أكبر وأوسع،هي ما نتج من دول فاشلة نتيجة الحروب التي قادتها الدول الإستعمارية وأدواتها التنفيذية العربية الخليجية وتركيا كدور وشريك ومقاول مالي وبشري في تغذية تلك العصابات الإجرامية والإرهابية والتكفيرية للسيطرة على تلك البلدان...ولذلك ستتجه تلك الجماعات الإرهابية الى ليبيا واليمن وأفغانستان وسيناء والى السواحل المغربية والصومال والسودان وحتى الى نيجيريا لكي تواصل إجرامها وإرهابها،حيث سيجري توظيفها لضرب القوى والدول المعادية للمشاريع الأمريكية والإستعمارية الغربية ومشيخات النفط الخليجية..
إن الهزيمة العسكرية لما يسمى بدولة الخلافة...تتطلب هزيمة على المستوى الفكري وهزيمة على مستوى الوعي والثقافة..حتى نقر بسقوط مثل تلك الدولة...ففي ظل وجود حواضن وفضاءات ومنابر اعلامية وثقافية ودينية ومؤسسات وجمعيات خيرية واغاثية تدعم مثل هذه الجماعات وتتبنى أفكارها التكفيرية الإجرامية الإرهابية،فإنها ستجد في الدول والبلدان الفاشلة،وفي البيئة الفقيرة والمعدمة،والمناطق التي تنشر فيها ثقافة الجهل والتخلف والحجر على العقول تربة خصبة لنشر أفكارها وبناء تنظيمها من جديد على نحو اكثر شراسة وتطرفاً وإجراماً من التنظيم الحالي.
لا اعتقد بانه سيجري حل هذا التنظيم،بل سيعمل على ابقاء خلايا نائمة في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وحتى في ساحات اوروبا،تلك الخلايا التي يجري توظيفها لخدمة اجندات ومصالح واهداف للعديد من الدول،وخاصة بان هذا التنظيم جرى اختراقه من اكثر من جهاز مخابرات عربي وغقليمي ودولي،حتى اسرائيل توظف التنظيم الإرهابي هذا وما يقوم به من عمليات إجرامية وإرهابية للتحريض على النضال الوطني الفلسطيني ووسمه بالإرهاب والتطرف،كما حدث في اكثر من عملية نفذها شبان فلسطينيون،عملية الشهيد فادي القنبر في اوائل العام الحالي وعملية الشبان الفلسطينيون من رام الله/ دير ابو مشعل في شهر رمضان من العام الحالي نموذجاً،حيث اتهمت اجهزة مخابرات الإحتلال منفذيها بانهم ينتمون الى تنظيم "داعش" الإرهابي. 

من المرجح بعد هذه الهزيمة القاسية التي تلقاها تنظيم الدولة الإسلامية،الذي توفرت له إمكانيات مالية وعسكرية كبيرة،وصلت حد صك العملة في العراق،وبعد ان فر الكثير من قياداته بعد سرقة مئات الملايين من الدولارات التي جبوهها من تجارة النفط والغاز العراقي والسوري المسروقين،والتجارة غير المشروعة في التهريب والمخدرات،ونهب الآثار والمقتنيات الثمينة وبيعها،فإنه سيجري استولاد حركات وتنظيمات إرهابية بأسماء جديدة،لكي تنزع عنها صفة الإرهاب والتطرف،وربما تشكل لها أذرع سياسية وحزبية،تمكنها من إختراقات مجتمعية وسياسية،وبما يسمح بوصولها للسلطة في هذا البلد الفاشل او ذاك.

"داعش" سيستولد "دواعش" جدد وبمسميات جديدة وستستخدم "الدواعش" الجديدة لخدمة مشاريع واهداف معادية،هدفها استدامه الموت والدمار والتخريب في بلداننا العربية والإسلامية وإحتجاز تطورها وإستمرار نهب خيراتها وثرواتها وتحويلها الى دويلات فاشلة.

عربةٌ بينَ الكواكبِ المضيئة/ كريم عبدالله

متنعمة تصغي لترنيماتِ الكواكبِ البعيدة شفّافة كـ الضوءِ تتبعها تلاحقها تطلُّ تزخرُ ناصعة عالمٌ مِنَ الصفاءِ أجنحتها في عالمِ السلام  يقودُ عربتها عقلٌ في أنهارهِ الشاسعةِ لا ملذات تجلب الهمومَ تفترسُ السعادةَ حاجاتهُ خامدة محشورة في أدراجِ النسيانِ كفيفةٌ آلآمها متروكةً عاطلة . جواداها إرادةٌ تغتسلُ بـ الأنوارِ الأبديّةِ لا تثيرها نشوة تحرفها عنِ الصراط تنزلقُ في الهاوية أيقاعٌ متناسقُ الخطواتِ عبرَ المدى خطواته حكمة رشيقة , وشهوةٌ جامحةٌ تودُّ الإنفلاتَ حالمة تتسلّقُ اسوارَ الخطيئةِ الهاجعة تحتها عذاباتٌ تحكُّ جلدَ الإشتهاء تزيدها ألماً شقيّة لا تكفُّ فمها لا تغلقهُ الحاجاتُ الهائلة أرجلهُ الطويلة تتعثرُ بـ الحرمانِ المتعفن على طولِ الطريق . في عالمها اللامتناهي أصابها العجزُ تراخت حبالُ الحوذي الغليضةِ ترنّحت تتراجعُ تتراجعُ تنسلخُ تتعذّبُ أفعالها الهنااااااااكَ حطّمتْ أجنحتها النورانيّة هبطتْ يكتنفها عالمُ الباطل . جبلٌ مِنَ الدموعِ راكضة تحملهُ يتراءى خيطُ فجرٍ يتملّصُ في منعطفاتٍ يتكاثرُ الزّبّدُ في دوّاماتها تستعصمُ بهِ إليهِ يلاحقها ظلامٌ مبعثرٌ صداهُ يقوّي في شعابها الحزنَ يتفجّرُ نهر لايجدُ مصبّاً يستريحُ مِنْ عناءِ البحثِ يتركها بلا قرارٍ التيهُ يجلّلها . التحديقُ لغة ٌ لا تجيدها إلى الأعلى هذي الذنوبُ تثبطُ عزيمةَ حتى الجذور الراسيات تجرفُ الطمـأنينة الباقية في دهاليزها النحيلة تتحسّرُ على ما أنفقتْ يلوّنُ شرفاتها إحباطٌ يتكررُ يتغيّضُ يسوقها الغموضُ متأرجحة تغرقُ في بحرِ الأسى . ما بينَ أشجارٍ تختطفُ إخضرارها هامتْ تعبثُ ريحٌ هائجةٌ كسّرتْ جوانحها تستعطفُ الطيران يخذلها اللّهف يتخيّلُ رداءَ العارِ ينضجُ غبار الليل يباغتُ صمتَ الطرقِ المتهالكةِ تتساكنُ فيها وحشةٌ الرحيل . 

قادة ورعاة تجار ومسخ/ الياس بجاني

شرائح كبيرة من شبابنا في الوطن وأيضاً في بلاد الانتشار تعاني حالياً من حالة ضياع هوية وانتماء ومعايير وطنية وسيادية.

ضياع هوية وانتماء وقيم ومبادئ..

ضياع في بصرهم والبصيرة ..

ضياع وفقدان لوجهة بوصلة الوطن والسيادة ..

وضياع في عاهة تبعية قاتلة لقيادات ضالة ومضللة..

ضياع وانحراف في من يعبدون، وقد تحولوا لقلة إيمانهم وخور رجائهم إلى الصنمية..

صنميون صغار يقدسون ويعبدون قادة وسياسيين فاسدين ومفسدين وأصحاب شركات أحزاب فجور وتجارة.

أمسوا طرائد سهلة الصيد لجماعات الوصولية والانتهازية والصفقات والسمسرات.

مواطنون هم ضحايا شواذات غالبية القادة الروحيين والزمنيين و"الثلم الأعوج من الثور الكبير"..

العقم الفكري والوطني والأخلاقي والإيماني "ينخر عقول ووجدان وضمائر الرعاة..

ولهذا انحرف القطيع وضل الطريق.

من أعراض حالة الضياع تزلزل إبليسي في أولويات وأجندات وأطماع وغرائزية السواد الأعظم من قادتنا والرعاة..

وبسبب شرود الرعاة ونرسيسيتهم وعبادتهم تراب الأرض فإن شرائح كبيرة من أجيالنا الجديدة تجهل تاريخنا ولا تعرف نضال أبطالنا والشهداء ..

أجيال في أكثريتها مغربة وغريبة عن قوميتنا وهويتنا ودور لبنان التعايشي والحضاري..

والأخطر أن سلم الأولويات المتبع أساسه وتوجهاته الشخصنة والأنانية..

كثر من شبابنا للأسف يعبدون القادة المسخ ويجهلون قضية شعبهم ويعادونها...

يبقى أنه يصح في حال قادتنا والكثير من شبابنا قول السيد المسيح: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة لكن المطلوب واحد".

في الخلاصة أن العلاج هو: تغيير القيادات المسخ بغيرهم. تغييرهم بقيادات تخاف الله ويوم حسابه الأخير

قيادات كفاءاتها هي في فكرها والفروسية والصدق وتشبهنا وتحس بأحاسيسنا وتتألم مع أوجاعنا...


كل القضية رواية مَن ستنتصر؟/ جواد بولس

من المرجح أن تستأنف الإدارة الأمريكية، مع انتهاء إجازة عيد الفطر، ضغوطها على السلطة الفلسطينية في قضية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والمحررين منها، فالحكومة الإسرائيلية لن تتراجع عن محاولاتها بإلزام القيادة الفلسطينية وجرها إلى التوقف عن دعم الأسرى الفلسطينيين وقطع رواتبهم أو أية مستحقات أخرى تقاضوها هم أو عائلاتهم حسب العرف الثوري الذي كان سائدًا، أو بعد تأطير معظمه في قوانين فلسطينية شرّعت بعد أوسلو ويستمر التعاطي معها حتى أيامنا هذه.
فمن يدقق في هذه المسألة سيجد أن الادارة الأمريكية تعتبر نفسها  وتتصرف كوكيلة مؤتمنة على موقف الحكومة الإسرائيلية وتنقل بحرفية "ببغائية" ذرائع بنيامين نتنياهو، بينما لا تملك هي، في الواقع، أسبابًا موضوعية وسياسية متماهية لتبنّي هذه القضية من نفس المنطلقات والمفاهيم التي تحرّك اليمين الإسرائيلي والأهداف التي يريد تحقيقها من وراء ذلك .
فنتنياهو يعلن في كل مناسبة ومن على جميع المنصات أن الأسرى الفلسطينيين هم "إرهابيون" ودعمهم من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية هو بمثابة دعمها "للإرهاب" فإما أن تذعن السلطة  وتتراجع عن دعمهم، وإما أن تصنف هي بدورها كسلطة "إرهابية" يتوجب معاقبتها ماليًا وسياسيًا. 
لم تجىء مطالبة نتياهو العنيدة والواثقة بشكل مفاجئ، فلقد قدّر أنه سينجح في إحراز مهمته، واليوم أكثر من أمس، خاصة وقد أفلح في تجنيد الإدارة الأمريكية الحالية لتبني موقفه بالكامل، وشخّص، قبل ذلك، في موقف السلطة بعض الإشارات " الإيجابية" التي ترجمها كاستعداد فلسطيني رسمي للتعاطي مع الموقف الإسرائيلي بشكل قد يفضي إلى تغيير الأمر الواقع، على ما يطويه ذلك من مخاطر ومخاسر وطنية جسيمة.
قبل سنوات جندت إسرائيل عدة جهات أوروبية رسمية وأمريكية قامت جميعها بالضغط على السلطة في قضية الأسرى، وقد نجح هؤلاء بمساعيهم وسجلوا مكسبًا مبدئيًا لم تقدر قيمته الفعلية حينذاك، فاقنعوا القيادة بإلغاء "وزارة شؤون الأسرى والمحررين" وتحويلها إلى هيئة أُلحقت نظاميًا في هيكلية منظمة التحرير، وذلك على أمل أن يحمي هذا التعديل  ظهر الفلسطينيين من وقع مطارق الإسرائيليين وينجيهم من غضبهم الجامح.
قد تكون وعود الأوروبيين وحلفائهم  في حينه صادقةً وإيمانهم حقيقي بأن شطب وزارة الاسرى سيحسن من مكانة الحكومة الفلسطينيه ويخفف بشكل جدي من الضغوط المفعلة على الرئيس محمود عباس، ولكن اقتناع الفلسطينيين بأن إسرائيل ستكتفي بهذا وتمضي قانعةً راضيةً نحو مستقبل المنطقة الوردي الموعود، كان وهمًا يعادل الرهان على صداقة العقرب أو إشباع النار بالحطب. 
من يعتقد أن همّ إسرائيل من وراء هذه المطالبة هو التضييق المادي على الأسرى وعائلاتهم فهو مخطئ، لأن السلطة تدفع لأبنائها من خزينتها ومالهم،وبذلك تقوم بواجبها مثل ما تفعله كل حكومة مسؤولة تجاه مواطنيها، فكيف إذا كان المستحقون رهطًا من المناضلين الذين فدوا حرية شعبهم المنشودة بأعز ما يملكون؟
يعرف حكام اسرائيل هذه البديهيات، لكنهم يراوغون بحنكة ويمعنون أكثر بما يرغبون إنجازه، فهم يحاولون، من خلال هذه المواجهة أيضا،  تثبيت أواصر روايتهم  "التاريخية" وخلع أوتاد رواية الفلسطينيين الحقيقية، فالقضية كانت منذ فجر الصراع وما زالت حرب "روايات" وأيها ستصمد وستنتصر.
لقد خزنت مرايا  الشرق، من عهد المؤتمر الأزرق، أصداء أطماع الحركة الصهيونية العالمية في أرض فلسطين، يوم نسج قياديوها في بازل خطوط مؤامرة محكمة عمادها ابتلاع الارض وإفراغها ممَن سكن فوقها وتحتها، واتفقوا كيف تمحى جغرافية " الصبر والزيتون" بتواز مع  طرطشة حبر الرواية الاخرى وهو يرسم سمات فصلها الأول  تحت عنوان " شعب بلا أرض" وقصة  "الأرض بدون شعب" باعثًا في الفضاء أشجان تهليلة حزينة ما فتئت  تتكشف وتتداعى أمامنا يومًا بعد يوم.
لطالما كتبت في شأن الحركة الأسيرة الفلسطينية وعن تضحياتها المشرفة، لكنني أبرزت دومًا المعنى السياسي لوجودها ودورها المتميز في تشكيل الهوية الفلسطينية الجامعة والسليمة والتزام افرادها في مسيرة  كفاحية متواصلة في واحد من أهم ميادين المواجهة الطبيعية بين أوضح رموز الاحتلال والمنذورين لمقاومته اليومية. 
لقد نجحت الحركة الأسيرة أن تبني شخصية الأسير الفلسطيني وفق عصبة من معايير قيمية صارمة والتزام إنساني وطني نقي وعالي المسؤولية، تحولت كلها عبر السنين إلى سد مانع  لحدوث أي انحرافات سلوكية فردية أو انهزامات وطنية وليدة حالات الأسر العادي، حتى صار اسم الأسير الفلسطيني مثارًا للفخر يشرف شعبه وجميع أحرار العالم ، وفي نفس الوقت ظل منتصبًا كغريم وازن يستجلب احترام وبنان سجانه؛ فالأسير كان مناضلًا بامتياز وبوصلة متأهبة ومرجعية لحقوق شعبه، ولذلك فرض احترامه على لغات العالم وحفلت به قواميس الأمم  كحامل لصليب الحق، الذي لم تخذله الحروف ولم تلتبس بشأنه الشرفات. 
هذا هو لب الرواية، فأسرى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وإن ظهر  بينهم، عبر العقود، ندرة من  نشاز وشواذ، يبقون شيفرة الحقيقة الثابتة ولحاءها الغض وسهم الخلود الباقر صدر المزاعم والأساطير؛ ضجيجهم برق ورعد، صبرهم رقص السواسن في السفوح. دمعهم ياقوت على صدر الوطن وحين ينسكب تروى مزارع البقاء والصمود. 
إنهم الأحرار الولدتهم أمهات يغار "عباد الشمس" من صفحة وجوههن الباسمات، وعلامات ساطعات على جبين النهار، فكيف ستحيلهم  صرخة  " ترامبية" بائسة إلى إرهابيين منبوذين، وتحولهم زمجرة باهتة من نتنياهو إلى سقاة للدم وحفارين في بطن الظلمة ؟
أوَ ليسوا ثوارًا كانوا وما زالوا رفاق الوعد؟ .
إنني على يقين بأن القيادة الفلسطينية سترفض شروط نتنياهو، فإسرائيل عرفت كيف تحترم "أبطال" حروبها ومعاركها الماضية، وخلّدت أسماءهم في سجلات ذاكرتها وعلى يافطات شوارعها وخشبات المسارح وألواح مدارسها، ولقد حظي بمثل هذا التكريم حتى من نسف من مقاتلي منظماتها  فندقًا أو دمر حافلة  وقتل عشرات المدنيين؛ وعلى  جبهة أخرى فما زالت وزارات  إسرائيل  تدفع من خزينة الدولة للسجناء، أو لعائلاتهم، الذين أدينوا بأحقر الجرائم وللقتلة على أنواعهم بمن فيهم عشرات أجرموا في حق الفلسطينيين الأبرياء.
 وإن كانت هذه حجة تقارع الحجة يظل الأهم موقف  فلسطين الذي يجب أن لا يساوم على صحة روايتها، فكما رفضت القيادة قبل مدة وجيزة مجرد التعاطي مع مطالبة نتنياهو واشتراطه على منظمة التحرير الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، هكذا يجب أن  يكون الموقف في قضية الأسرى،  فالشرطان يؤديان إلى نفس الهاوية والبئر، وكلاهما مرتبط "بصرة" الرواية الفلسطينية وبنخاع النضال من أجل الحرية والاستقلال، ولذلك من المتوقع أن يتساوى ازاءهما الموقف وباسمه تصرخ قيادة فلسطين وتجزم:  هذا حقنا وهذه روايتنا ولن نقبل بالتفاوض عليهما، فأسرى الكفاح الفلسطيني  كانوا النبض في عروق القضية وسيبقون الهداة لدروب الخلاص. 
لا تفتشوا عن بدائل ولا تحاولوا إرضاء هذه الحكومة الجائعة ويكفيكم في تجارب الماضي موعظة ودرسًا، واعلموا أن السقوط في قعر الهاوية يبدأ بزلة وقد تكون زلة الشطار!   

المِرايا سودُ/ د. عدنان الظاهر

(( تقومُ حربٌ ؟ الحربُ قائمة ))
الغُربةُ في الحُفرةِ تحتَ الشقّةِ ما أوجَعَها مِسماراً مسموما
نصفُ الحاضرِ فيها أحياءٌ أشباها
النصفُ الآخرُ في الحائطِ إنذارُ
يتلألأُ أحمرَ ضوءا
أنْ هيّا
آنَ أوانُ ركوبِ البحرِ طفُوّاً ـ تجديفا
البحرُ لِسانُ لُغاتٍ شتّى
تحملُها أمواجُ الأملاحِ فتائلَ قنديلِ قراءاتِ الحرفِ 
نورُ النجمةِ نقطةُ حِبْرٍ في بئرِ الأعماقِ 
الظُلمةُ مِرآةٌ سوداءُ
مهما اشتدّتْ في الليلِ الأنواءُ
يتكسّرُ فيها النجمُ المُغبرُّ فتشتدُّ سوادا
أبحثُ عن ناسٍ كانوا أصلاً فيها 
أبحثُ عنّي في الباقي مِنْ أهلي 
أتراجعُ كالموجةِ للحُجرةِ مُرتدّاً مَدّاً جَزْرا  
في رأسي فأسٌ لَمّاعٌ طمّاعٌ مسنونُ   
فأراها جَسَداً يطفو مُزرّقا  
أقرأُ فاتحةَ الموتى برّاً ـ بَحْرا
الموجةُ مأوى مَنْ ماتوا غرقى 
لا شارةَ لا شاهدَ إثباتِ التعريفِ 
الأفُقُ الأسوَدُ سدٌّ عالٍ مسدودُ   
أنفاقٌ سودُ 
خطُّ الرجعةِ مأزومٌ ملغومٌ مقفولُ 
مختومٌ بالشمعِ الناريِّ المصهورِ 
النارُ تؤجّجُ نيراناً أضرى 
تحرقُ فيها أَمَةٌ ثوباً ثكلى
يصرخُ مَنْ فيها كانا : 
النارُ النارُ التنورُ الأحطابُ !
راحتْ كانتْ أوّلَ مَنْ راحا 
فتجَرَعتُ السُمَّ الفاتِكَ طَعْماً مُخضَرّاً لونا 
غيّرتُ أصولَ قواعدِ أمزجتي وطِباعي
إسوَدّتْ مِرآتي وتراءتْ فيها ما أخشى من رؤيا :
سيفٌ مَسقيٌّ محميٌّ مُحمَرٌّ قطميرُ
يتهددُني أنَّ الموتَ حثيثاً يدنو  
أقربُ من حَبْلٍ يتدلّى شَزْرا ...
لا أخشى موتا
أخشى فِقدانيَ آثارا 
حَفَرَتها بالأنمُلِ رَبّاتٌ غابتْ عنّي في داري 
تركتني أسقيها دَمْعاً مُنهلاّ مُخضلاّ 
يفتحُ بابَ الشُرفةِ للظلِّ الماشي غيثا ...
أدمنتُ الظُلمةَ في داري أُفشيها أسراري
أدنو منها بجناحٍ مُضطَرِبٍ مَعْطوبِ 
أستنشِقُ كافورَ سراديبِ الأكفانِ  
جَسَداً يبلى مُنحَلاّ .  

العيديّة مقاطع شعريّة/ كريم مرزة الأسدي

أنا وأمّتي ، العيد وأمنياته ، والحياة وسرّها ، وبلدي وأحزانه ، والأقدار ولعبتها ، ما كان لو تتريّث ،  وتركّب الإنسان بالإنسانِ ، حنانيك.  

ملاحظة : المقطوعات والقصائد مختارة من قصائد مطولة.

1 - أنا وأمّتي ( البحر مشطور  الرمل - العروض هي الضرب صحيحة ، لم يستخدمه القدماء )  : 

لا ترانــــي واحداً ، تحتَ لسانـي
 أمّــةٌ ، ذرّاتهــا صـاغتْ كيــاني
يعـــربيٌّ فــي دمـائي والأمـانـي
  وإذا ما مــتّ ُبارْضي فاقبــراني
لغـــةُ الضّـادِ وربّــي قـــدْ حباني
 سرّها المكنون في حسن المعاني
فـتجلّــــتْ درراً درّتْ بيـــــــــاني
 بانســيابٍ وشــجــونٍ وافتنــــانِ
ياعـــــراقٌ أنتَ ينبوع المعانـــي
 طيبـــكُ الغافي ولا طعمُ الجنـــان

2 - العيد وأمنياته ( البحر البسيط):

 يَا عِيْدُ مَـاذَا تُمّنّي النّفْسَ يَا عِيْـدُ؟! ***وَقــدْ تَوالَتْ لِمَغْناكَ الْمَقَالِيْدُ
 مَا بَيْنَ غُرْبَةِ عَزٍّ سِمْتُ خَافِقَتِي ***مِنْ أيْنَ لِي لَمّة ٌ بَسـْمَاتُهَا الْغِيْدُ؟!
 غَطّـّتْ جِفُونَكَ - يَارِيْمَ الْفَلَا - رَشَقٌ** قَدْ كَحّلَتْ وَرْدَهَا يَاقُوْتُهَا السّوْدُ
 شَعْشْعْ رَعَاكَ الّذِي سَوّاكَ لَاعِبَة ً *** تَرْمي بِوَعْدٍ وَلَا تـَأتِي الْمَوَاعِيْدُ
 يا لعبة َالدّهرِ : عينٌ رحتَ تغمزُها ***للغيرِ وصلٌ....ولا عينٌ ولا جيدُ
 للوصلِ دربٌ خفتْ عنّا مسالـكهُ ***إذِ القلوبُ ســـواقٍ نبــعُها الصّيـدُ!!
هذي الحياةُ،وما كـــادتْ تخـادعني ***حتّى تقحّمتُها ، الإقـدامُ تعـويدُ
مـنْ لامني خمدتْ نبضاتُهُ عـجـزاً****والعـجْزُ طبعٌ لمنْ قدْ هدّهُ المـيدُ
 ما هدّني أحــدٌ ، لا والّذي فـُلقـتْ ***منهُ النّـوى ، فتعالى وهـو معـبودُ
 أنعي إلـى النّفسِ : أيّامُ الصّبا رحلتْ ***والباقيـاتُ لِمـا قــدْ فـــاتَ تقليدُ
 ها.. ذا رجعتُ إلى همّـي أخالجــهُ *** تُفنى الأسـودُ وتعـلوها الرعــاديدُ
مالي أكتـّــمُ  رزقــاً  للأنامِ شــــذىً****لولاهُ ما بـزغتْ هــذي الموالــيدُ
 والنّبتُ ناجى أخــــاهُ النّبتَ من شبــقٍ ***اثمــــرْ فقدْ خُمّرتْ تلكَ العناقيدُ
 فدارتِ الدورةُ الكبـــرى  بدارتهــا***وهـــــــلْ يُحــدُّ لأمــــرِ الكونِ تحديدُ
***********************************************
  زهوتَ يا عيدُ، والأعيادُ تغريـــدُ  *****ياليتَ ( شعري) تغطـّيهِ الزّغاريـدُ
 ذكرى تمرّ، وأجــــواءٌ لها رقصتْ******أنّـــى يلعلعُ فــي الأبكــارِ تمجيدُ
 تسابقَ النّفـــر المشـدودُ خاطــرهُ *** هــذا إلى النـــايِ ، ذاك المرءُ تجويدُ
 شتّـانَ بينَ غنيٍّ لا زكــاةَ  لـــهُ *****ومــــنْ يجودُ بفطــرٍ وهـــو مكدودُ !!

3 - الحياة وسرّها (البحر البسيط) 

ريْحُ الْحَياةِ ولا يَسـتحكمُ العدمُ *** فاستلهم ِالوحيَ حتى ينصفَ القلمُ
لا يدركُ العقلُ ما بيــنَ الحياةِ وما ** بينَ المماتِ صـراعاً كيـفَ يُختتمُ
فالأرض مائدةٌ والنـّاسُ مأدبـــــة ٌ ***مـنْ فوقها والمنـــايا آكــلٌ نهمُ
أرى الحياة َ كسرٍّ، لطفُ بارئها ***أعيى العقـــول َ، بما تحويه ينكتــمُ
إنّ التــــوازن َ- جـــلّ اللهُ مقدرةٌ - ****مــن الخلية ِ حتى الكون منتظمُ
سبحان منْ أبدع التكوينَ في نسـق ٍ ** لا ينبغي أنْ تحيدَ الشمسُ والنجمُ
وتارة ً قد نرى في طيشها عجبــاً ****لا العـــــــدلُ بين ثناياها ولا القيمُ
تـــأتي المنية ُللصبيان ِتغصـبهمْ ***روحَ الحيـاة، ويُعفى العاجــــزُ الهرِمُ
أنّى ذهبـــــــتَ لتسعى في مناكبــها***هـــــــــي المظالم ُ مَلهـومٌ ومُلتـهِمُ
فالضرغمُ السبعُ عدّ الأرض ساحتــهُ***والكلبُ مــا نالّ مـن عظم ٍ وينهزمُ
والغيثُ يهطلُ فــــوق البحر من عجز ٍ**ولا تدرُّعلــــــــــى تربائها الديـــــمُ
" دع ِ المقـاديرَ تجري فـي أعنّتها" *** لا العـــلم ُ يدركُ مغزاها ولا الفهِــمُ


 4 - الأقدار ولعبتها (البحر الكامل التام) :

يَا لُعْبةَ الأقْـــــــدَارِ لَا تَتَرَدّدِي ***زِيْدِي بَلَاءً مـَــــا بَدَا لَكِ وَانْكِدِي
وتهـوّري ما شئتِ أنْ تتهوّري****صبّي جحيماً وابْرقي ثمّ ارْعدي
بيعي الشهامةَ والمروءةَ وَابْخسي**وبصولةِ الأشرارِ قومي وَاقْعدي
لاتختــــــشي منْ دهرِكِ متقزّمـــاً ***فإذا كبــــا قــزمٌ بحوْلكِ صعّدي
وتثقّفي بالهابطـاتِ ، فمــنْ درى** زهوُ الجهولِ يضيءُ ممّا يرتدي؟
وتعـلّمي بيــــــن الخرائبِ وحشة ً**** مــِــــنْ دونِ علمٍ نيّرٍ متجدّدِ
أمّا الطفولةُ والبــراءةُ فاعلمـــي **** أطفالُنا ســعرُ الحليبِ الأفسـدِ
ثمَّ اسْلبي قــــوتَ الضعيفِ ولملمي **** أموالَ قـارونٍ إليكِ وحشّـدي
أو صيّري الدينارَ ســــعرَ الدّرهمِ **** ثمّ اسـحبي منهُ صحيحَ العسجدِ
عَــرَقٌ ، عصارةُ فكرنا مـنْ ريّــهِ *** وردتْ ، فـــــــدكّتْ خدعةَ المتبلّدِ
يا نصفَ قرنٍ صدَّ مـــن كيدِ العدى***** كي تقفزي فوقّ الدّجى المتلبّدِ!!


 5 -  بلادي وأحزانها (مشطور الرجز) :

لوأطلقتني في سما رحابِها
  أطيرُ في زهـــو ٍإلـى قبابِها
ألـتمسُ اللهَ علــى محرابـها
 وأسكبُ الوجدَ علـى أعتابها
وألثـمُ الطهـرَ ثــــرى ترابها
 لِما نظمتُ الحزنَ في غيابها
******************
لو خبّأتنـي في هوى أهدابها 
وكان لطفُ الردِّ فـي جوابهـا
ومــدّتِ الآمالَ مــنْ سرابــها 
وأطعمتني القشــرَ منْ لبابـها
وجرّعتني المرَّ مـنْ شرابــهـا
لما نظمتُ الحزنَ فــي غيابـها
عـاتبتُها أرهفُ مـــنْ عتابـِــها
*******************
لو كان دفءُ الحقِّ في ضبابها
والشمـسُ لا تـأتي إلى أبوأبـها
وأمطرتنـي مـن لظــى عذابـهـا
والهمسُ يعلو من جوى شبابها
والطيرُ يشدو في ربــى هضابها
لما نظمتُ الحـزنَ فـــي غيابــها
********************
لو أمّلتنــي في دجــى انتحابها
قد أُنزلَ الآمــانُ فــي حسـابـها
وحـلَّ اســـمُ اللهِ فــي شــعابــها
وتأنسُ الريـــمُ أســـودَ غابـــها
ويستظلّ ُ الطيــرُ مــنْ عقابـــها
وكــلّ ُ إنســــان ٍ لها أولـى بهــا
وسادَ فعلُ الخيرِ فــــي آحتسابها
لما نظــــمتُ الحزنَ فــي غيابـها

6 -  ما كان لو تتريّثُ (  البحر مجزوء الكامل) :

 ما كــــانَ لــو تتَريث ***عوضاً تعيشُ وتلهثُ
 رُيّضتَ تسعة َ أشهر  ** في ضنْك ِرحم ٍ تلبثُ
 ماذا وجدتّ بذي الحيا**ةِ وكلُّ عمـركَ تبحثُ؟!
 فإذا زهــوتّ محدّثـاً ***غطـّى عليـكّ الأحدثُ !
 أتـرى بإرضـكَ حارثاً **أمْ غيرَ أرضِكَ تحرثُ؟!
هلْ ترتجي في كلِّ ســا **ح ٍ أنْ يضمّكَّ مُمرثُ؟!
 هذا الطـــــــريقُ مُمهدٌ *** يعقبـــهُ دربٌ أوعثُ
 وكذا الحيـــــاة ُ تدحرجٌ *** لنعيمِـها أو تكـــرثُ


7 - وتركب الإنسانَ بالإنسانِ ( البحر الكامل) :


قالوا : لصحبكَ هلْ لديكَ يدانِ؟ **بهما  تردُّ  فضيـلةَ  الإحسانِ
وتخط في نهج الحياةِ  معالماً**** تهديكَ  والخلانَ  للإيمـــانِ
وتجــــسُّ نبضَ عراقِنا برجالهِ*** وبرافديه وحسنهِ   الفتـّـانِ 
هلْ ما يزالُ على مكارم ِ إرثهِ** يحنوعلى الملهوفِ بالأحضان؟ِ
هلْ ياعراقُ تعيدُ أيّــــامَ المنى*** مغناكَ أم ضرب ٌ مِن الهذيان ِ؟
واذا بهمسات ٍ تكفكفُ أدمــعاً***ويصك ُّ صوت ُ الحــزمِ بالآذان ِ 
لا تقتل الأملَ البصيصَ لصـغرهِ *** فلربّمــــا ثمراتُـــه القمـرانِ 
كم ذي المروءاتُ الّتي بضمائرٍ  *** ماتتْ ولطـف ُالله ِ ليس بفان 
هذي الحياة ُ ترى الممات َ بدايةً  *** لتفتح  الأجيال ِ في الزمكانِ 
فتعيدُ نشأتها ،وتسحقُ سلفـها *****  وتركّبُ  الإنسانَ  بالإنسانِ


8  - حنانيك لي بين الفراتين أضلعُ ( البحر الطويل):

 حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ ****تُلملمُ أنوارَ الجهامِ وتسـطعُ
 تَهيَّجَ قلبي  لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ ****تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبـدعُ
 ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعٌ***فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ
 عـــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ (1) **ونــغرفُ،إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ
 ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غـلّةٌ **يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ
 وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها **ظِلالاً ، وأغصانُ الشبيبة تُمتِــعُ
 ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا **توخّى فؤادي كبدُهُ،وهـو موجعُ
 فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ***وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجـعُ

كريم مرزة الأسدي 



دراسة ومقدِّمة ٌ لديوان "أنشودَة الأرض" للشَّاعر الفلسطيني محمد علاونه/ حاتم جوعيه

      هذه  المجموعة ُ الشِّعريَّة ُ الثالثة ُ التي يُصدرها الشَّاعرُ الشَّاب " محمد حسين علاونه" من قرية "جبع " قضاء جنين ( فلسطين) وسبقَ وأن أصدرَ مجموعتين شعريَّتين  قبلَ ذلك ، وكان  لي الحَظُّ والشَّرفُ  في كتابةِ  مقدمةِ  ديوانه الثاني . وقد كلَّفني وشرَّفني مرَّة ً أخرى في مراجعةِ مجموعتهِ الثالثةِ هذه وكتابةِ  مقدِّمَتِهَا  .
       الشَّاعرُ المناضلُ "محمد علاونه " كان سجينا  أمنيًّا  قبعَ  في السُّجون الإسرائيليَّة عدَّة سنوات ، وكان لتجربتِهِ  الطويلةِ داخل السجن الدورُ الكبير في  صقل ِموهبتِهِ الفنيَّة  وتطويرها  وفي  تفجير طافاته  الإبداعيَّة .  فشعرُهُ وجدانيٌّ إنسانيٌّ  شفافٌ يعكسُ نفسيَّتهُ  وعواطفهُ ومشاعرَهُ ولواعجَهُ الذاتيَّة َ وحياتهُ على  مداراتٍ وابعادٍ  واسعةٍ ويعكسُ  همومَ الوطن  .  ونجدُ  فيهِ أيضًا النظرة َالشُّموليَّة َوالفلسفيَّة السَّامية للحياةِ وللإنسانيَّةِ جمعاء والحسَّ الأمميَّ والرُّؤيا اللامتناهية َ في القضايا الأمميَّة  .  
  يُعالجُ  محمد علاونه في شعرهِ  جميعَ القضايا والأمور والمواضيع  الهامَّة ،مثل:الوجدانيَّة والذاتيَّة والعاطفيَّة والوطنيَّة والإجتماعيَّة والأمومة وغيرها .    
 وبالرُّغم من  كون شعرهِ  يتبثقُ منطلق ٍ وجدانيٍّ وشخصيٍّ كما يبدو، نظرًا  لمعاناتِهِ الطويلةِ وحجز حرِّيته داخل غياهب السجن فنجدُ شعرَهُ يعنى ويهتمُّ  ويشملُ الإنسانَ أينما وُجدَ في كلَّ  بقعةٍ  في هذا العالم ، وسيظلُّ هذا  الشِّعرُ محافظاعلى إشراقتهِ ورونقهِ وسحرهِ وأريجهِ الخاصّ في كلِّ ظرفٍ  ومكان  وزمان ٍ مهما تغيَّرتِ الأوضاعُ وتبدَّلتِ الأحوالُ،على عكس الكثير من الشِّعر والأدب الفلسطيني  - ( أدب الشعارات ) والذي  قسمٌ  لا  بأس  بهِ  منهُ  هو  وليدُ المناسبةِ  والظرف  وابن  ساعتهِ ، وإذا  تغيَّرتِ  الأوضاعُ  والظروف السِّياسيَّة  والإجتماعيَّة  والدوليَّة  سيفقدُ هذا اللونُ الأدبي الذي  أعنيهِ ( أدب الشِّعارات) قيمته الفنيَّة المعنويَّة ويصبحُ  في طيِّ النسيان لأنَّهُ متقوقعٌ  على نفسِهِ ، موغلٌ  في الذاتيَّة الآنيَّةِ  ويدورُ في نفس المدار ويفتقرُ إلى الشُّموليَّةِ والعالميَّة.
   إنَّ  هذا  الديوان " أنشودة الأرض "  هو انطلاقة ٌ أدبيَّة ٌ  كبيرة ٌ وإطلالة ٌ  إبداعيَّة ٌ مشرقة ٌ في فردوس ِ الشِّعر  الإنساني  والوطني  القومي الملتزم . وفقد  نجدُ  هناك  تفاوتا  وتفوُّقا ً نوعيًّا  بين  هذا  الديوان  والدواوين  التي أصدرَها قبلهُ من ناحيةِ : المستوى والبُعد الفنِّي والبلاغي والصور الشِّعريَّة  الجميلة  الشَّفافة المبتكرة والمجاز اللّغوي وشموليَّة الإبداع  والرُّؤيا الفلسفيَّة  والإنسانيَّة التقدميَّة الشَّاملة .  وقد يجدُ القارىءُ والإنسانُ المثقف ذو  الحسِّ  الوطني الجَيَّاش والتقدُّمي المشرق حلمَهُ وَمآلهُ وضالَّتهُ المنشودة،لأنَّ الكثيرَ من الكتبِ والإصداراتِ الأدبيَّةِ والدواوين الشعريَّة التي تصدرُ اليوم بغزارةٍ وبدعم  من  المؤسَّسَاتِ العديدةِ  تفتقرُ إلى الحدِّ  الأدنى  من المستوى الأدبي وركيكة لغويًّا وفنيًّا،عدا الأخطاء الإملائيَّة، ولا تحملُ في طيَّاتِهَا أيَّة َ رسالةٍ أو هدفٍ سام ٍ-  سواءً على الصَّعيد  الوطني والقومي أو الإنساني والعاطفي   وحتى الترفيهي، لأنَّ أصحابَها  لم  يعيشوا أيَّة َ تجربةٍ خصبةٍ  وغنيَّةٍ  سواءً كانت  إنسانيَّة  أو  قوميَّة  وحتَّى  عاطفيَّة .   فكلُّ عمل  أدبي  أو  فكري  أو  ثقافي  وفنِّي هنالك  شروطٌ  وأسُسٌ عديدة ٌ لمَدى نجاحِهِ، وأهمُّها :  خصُوبة  التنجربة والمُعاناة - كعنصرأساسي، ثمَّ المصداقيَّة والأمانة الكتابيَّة  والثقافة الواسعة والمستوى الفكري والمقدرة  اللغويَّة والبيانيَّة، إضافة ً إلى  الموهبة  والحدس  الفطري .   فقبل كلِّ  شيىءٍ من الأمور المذكورةِ  يجبُ  أن تتوفر الموهبة ُ الفذة ُ عند الشَّاعر أو الكاتب  والفنان  وبدون الموهبةِ  لا  يُمكنُ أن   يكونَ الإنسانُ مُبدعًا  في أيِّ  مجال ٍ فكري أو أدبي حتى لو  درسَ وقرأ كلَّ العلوم والآداب والثقافاتِ المختلفة جميعها .
   والسُّؤال الذي يطرحُ  نفسَهُ هنا : أينَ  كتَّابُنا  وشعراؤُنا وفنانوننا  من هذه   الأشياءِ والأسس المذكورة ،لأنَّ معظمهم يفتقرون إليها، ولهذا نجدُ  كتاباتهم   وكتبهم المطبوعة دون المستوى، لأنَّهم يكتبون عن أشياءٍ وأمورغير واقعيَّة  بالنسبةِ لهم وبعيدة عنهم، وغير حيَّة وموجودة في أحاسيسهم  ونفوسِهم  ولم  يعيشوها ويحيوها . وأمَّا شاعرنا "محد علاونه " فجميعُ العناصر والشُّروط  المذكورة  تجسَّدَت فيهِ  وتجذرَت  وترسَّخت  في هويَّتِهِ  الأدبيَّةِ  والإبداعيَّةِ ، فهو إنسانٌ  قبل  كلِّ  شيىءٍ ، وقبل أن يكونَ كاتبًا وشاعرًا، يملكُ  مشاعرَ  رقيقة  وشفافة ً مُترعة ً بالمحبَّةِ  تجاهَ الآخرين ، فيُحبُّ الناسَ والبشرَ جميعًا ، غير متعصِّب عرقيًّا ، يكرهُ العنصريَّة َ، ويتمنَّى  السَّلامَ والسَّعادة َ والهناءَ  لجميع  شعوبِ الأرض ، ومن ضمنهم  شعبه الفلسطيني الذي يُعاني  الكثيرَ وما زالَ  يرزحُ  تحتَ نير الحصار وقساوةِ الإحتلال ...فايَّة ُ قضيَّة إنسانيَّةٍ مهما كانت ثؤَثِّرُ فيهِ إلى حدّ بعيدٍ وتحرِّكُ مشاعرَهُ ولواعحَهُ الذاتيَّة َووجدانهُ .   لقد  كتبَ في موضوع الأمومة َ قصائدَ في منتهى الرِّقَّةِ والشَّفافيَّةِ  والرَّوعةِ والتألُّقِ الإنساني . وكتب أيضًا  للحياةِ  والأرض والوطن وللإنسان،  وكتبَ الكثيرَ  من القصائد الإجتماعيَّةِ والوصفيَّةِ والعاطفيَّةِ ، وقد  أبدعَ  كثيرًا  في  كلِّ هذهِ المواضيع .
   وممَّا  يُميّزُ  كتابات " محمد "عن الكثيرين غيره  من الشُّعراءِ الفلسطينيِّين  أنهُ رغم حداثةِ سنِّهِ ( لم  يزل شابًّأ في مقتبل العمر) فكتاباتهُ تمتازُ  بأسلوبٍ  جديدٍ  مُمَيَّز ، نوعا  ما ،  ويستعملُ  الكثيرَ من  المعاني  والأفكارَ  والصُّور الشِّعريَّة والصورالشعريَّة َ الجديدة َ المُشِعَّة، والكثيرَ من المفردات والتعابير البلاغيَّة المبتكرة والموفقة التي لم  يستعملها أحدٌ  قبلهُ  .  فقاموسُهُ  الشِّعري زاخرٌ وحافلٌ  بالمعاني الجديدة الرَّائعة وبالتعابيرالشِّعريَّةِ الجميلةِ والمُشرقةِ  فشاعرنا يمتلكُ  ثقافة ً واسعة ً جدًّا حيث مدَّة مكوثِهِ  في السجن إستغلَّهَا  في المطالعةِ المستمرَّةِ وفي توسيع  آفاقِهِ الثقافيَّة والعلميَّة، وفي صقل  موهبتِهِ .    وأنا ، بدوري ، أتنبَّأ   لهُ  بمستقبل ٍ كبير مشرق ٍ رائع ٍعلى  صعيد  الشُّهرةِ والنجاح الكبيرين  في المجال الشعري  والأدبي .  فإذا  تابعَ مسيرَتهُ الادبيَّة   واستمرَّ  في الإنطلاق النوعي  السِّريع والإبداع المتواصل، ففي فترةٍ  قصيرةٍ قد  يكونُ في طليعةِ الشُّعراء الفلسطينيِّين والعرب قاطبة ًعلى امتداد  الوطن   العربي من المحيط  للخليج  .  
  وأخيرًأ وليسَ  آخرًا : نهنِّىءُ  الشَّاعر الفلسطيني المناضل والمبدع  الشَّاب  ( محمد  حسين  علاونه) على صدور هذا الديوان ونحنُ  في انتظار ديوانِهِ  الشِّعري الرَّابع الذي  سيصدرُ  قريبًا ... ودائمًا نتمنَّى منهُ المزيدَ من الإنتاج  والإصداراتِ  الأدبيَّةِ والشِّعريَّةِ  الجديدة  .  

الدرجـــــــــات/ نبيـــل عـــودة

(نص القصة يدمج الفصحى البسيطة بالعامية القريبة للفصحى)

- " ليرحمنا الله جميعا، خسارتك يا رافع.. وحياة والدك أنزلني قرب الدرج.. آه هنا .. يلعن الموت وأيامه، ما تشوف إلا الخير يا ابني. كم ادفع لك ؟.. الحمد لله على كل شيء. تفضل يا ابني , يرحم الله أمواتك . ما عاد قد ما مضى، أين كنا وأين أصبحنا ؟ المرض يهد الحيل .. إنها مشيئته ، يختار من يشاء .. ولا نطلب إلا رحمته . لماذا الباب يستعصي على الفتح ؟ .. آه ، ما عاد في اليد حيل ، يخلف غليك ويسلم ايديك .. وان شاء الله ما تشوف يوم اسود . هالبلاد من يوم ما تشرد أهلها ما عاد فيها خير .. أيوة.. راح الشباب وما عاد في البدن حيل.. ارحمنا يا رب.. ارحمنا وخلصنا .. وارفق بحالنا "
 نزلت من سيارة الأجرة ووقفت تتأمل الدرج الممتد إمامها إلى الأعلى، بشيء من الحيرة والأسى.
 كانت شمس آب تشوي شيا. أمسكت بدرابزين الدرج والتفتت حولها تبحث عن مساعدة. كيف ستعلو كل هذه الدرجات لوحدها ؟!.. قالت لنفسها " ما في اليد حيلة " .. بحثت عن نسمة هواء تلطف بها عن نفسها من هذه الشمس الملتهبة. فتحت فمها وأخذت نفسا عميقا حاولت به أن تبرد عن جسدها الممتلئة طياته بالعرق المتفصد الحار .. وبشيء من الاستسلام لأمر مفروغ منه ، صممت على الصعود تاركة أمرها لمن في يده الحل والربط..

الدرجة الأولى 

على مهلك يا محروسة.. اطلعي درجة درجة .. صحتك على قدها .. كل شيء ولا تعب القلب.. ها .. خذي نفس واطلعي .. عبئي صدرك بالهواء .. على راحتك .. من يوم ما شفناهم ما شفنا الراحة. انتبهي انتبهي .. تنفسي بعمق .. بعمق شديد . العجلة من الشيطان ، الله يلعنك يا عزرائيل ، ما بتتعب لا من طلوع دراج ولا من نزول دراج . طالع خفيف ونازل مليان . نازل فاضي وطالع حامل . لا هم لك إلا الطيبين . خذ عنا أولاد السوء.. يا ربي أبعده عنا .. أنت الغفور الرحيم .. أنت الجبار المتمكن .. اشملنا بمحبتك ورحمتك يا عالما بالأسرار .هبنا من لدنك قوة . خذ أولاد الحرام.. ذهب الخير يوم جاءوا. خذي نفسك وعلى مهلك .. ايوه ..

الدرجة الثانية

الطبيب قال لك نزلي وزنك.. وأنت يا محروسة بطنك فابركة .. ماكينة شغالة ليل نهار . يقبر الطب واللي اخترعوه .. هل نعيش بالحرمان حتى نرضي الطب والأطباء ؟ حتى لذة الأكل يستكثرونها علينا بعد أن فقدنا لذة الشباب . أيام زمان عاشوا فوق الميت سنة، وما عرفوا مرضا.. كانوا يطحنون الصخر ولا يشكون من الم الأضراس. لا يعرفون أوجاع المعدة ولا عسر الهضم. اخترعوا الدواء ومرمروا أجسامنا وحياتنا نه . حياة والدك كان ينطح جرة عسل وعمره ما قال شبعت.. ولا قال أخ .
 عسل أيام زمان كان عسلا .. واليوم يا حسرة صار سكرا !!
 من يوم ما شفناهم راح الخير .. الدنيا ما عاد فيها خير .. دوسي على عزرائيل .. ها.. 

الدرجة الثالثة 

( مرمر زماني يا زماني مرمر )
 عزرائيل مرمر أيامنا.. جاء بركابهم وقعد .. يصول ويجول دون وجل من حساب . هل صارت رقابنا رهن اشارته ؟
 آه يا أم رافع يا مسكينة.. ماذا أقول لك ؟!
 جئنا للتعزية .. حياة زفت. الموت دابك نهش بالبشر . شباب مثل ليرات الذهب يخطفها عزرائيل في غمضة عين . ماذا ستقولين لامه المسكينة ؟.. اعتمدي على الله يا أم رافع..يا نحس ابعد عنا.. تفو على عزرائيل .. تفو عليه أعمى البصر والبصيرة .. هناك من هم أحق بالموت والحرق. مرمروا أيامنا ولاد الحرام .
 مصيبتك لا تحتمل يا أم رافع... يا عاقلة، يا خدومة ، يا كريمة . تفو على عزرائيل .. ألف تفو عليه وعلى أيامه .
 على مهلك .. خذي نفسك .. ونفسا آخر أكثر عمقا يا محروسة. املأي صدرك بالهواء . . وعلى راحتك ..
 اصعدي ، ايوه .. الله معك..

الدرجة الرابعة 

مات الخاير وترك أطفالا مثل العيدان الخضراء . القلب قتله .. قاتل الله الأمراض .. عرض وطول ووجه مدور مثل القمر.. كل أم كانت تطمع بعريس مثله لابنتها.لا ينفع اللطم يا أم رافع.. أولاده صغار وبحاجة إليك .. دنيا لا تخضع إلا للقوي.. وبعدنا عم نقول مشيئة الله ؟ هل مشيئته حقا تيتيم أولاده وهم أطفال بحاجة إلى رعايته ؟ ترميل زوجته وهي صبية بحاجة الى صدر يحميها ؟ ونقول الموت حق ؟ طز في هيك حق . حياة لا تسوى .. آه يا صدري .. قال مشيئة الله ؟ يلعن الدرج واللي يحبوه.يقطع النفس ويوجع القلب . . والواحد ما عاد فيه مروة .. يا ساتر .. كله من الأكل اللي يخترعوه.. خيار على شجر.. وبندورة على شجر ، كثير وقليل الخير ، لا يقوي جسما ولا يمنع مرضا .. ولا يقاوم موتا .. والهم والغم دافق ..

الدرجة الخامسة

وقفت برهة تلتقط أنفاسها .. وصدرها يعلو ويهبط إرهاقا ، وعرقها يسح مالئا طيات لحمها المتثاقلة .
 أخذت أنفاسا سريعة متلاحقة، محركة الهواء أمام وجهها بيدها.
 تأملت ما تبقى من درجات أمامها ، وهزت رأسها برثاء وعجز وحيرة ، وعلى محياها ارتسمت خطوط عابسة . ارتاح صدرها قليلا وهدأ تنفسها .. تأملت ما تبقى من درجات بحيرة . شدت قبضتها على الدرابزين حتى لا تفقد توازنها ويحدث ما يخيفها.. ليت أحدا يعينها .. حتى هذه الأمنية تستعصي بلحظة الشدة .. أخذت أمرها بيدها . وصعدت .

الدرجة السادسة 

الدرج طويل يا محروسة . ابنك قال لك " ارتاحي يا يما ما بيعتب عليك احد " . الطبيب أمرك بالراحة ... ولكن الواجب مقدس وله حرمته .. جيل اليوم لا يعرف الواجب إلا من خلال مصالحه.. النقود أكلت الأخلاق . كثيرة وما لها قيمة ..أيام الليرة العصملي كانت الليرة تنطح بقرة ، وليرة اليوم ما بتكفي ركبة حمار ... غيروا شكلها مرات . قطعوها ووصلوها وغيروا اسمها .. يرحمها الله .. ما عدت أميز بين الأوراق . كلها بلا قيمة . هي أحق بالموت من شباب اليوم. لن يأسف عليها احد .. والأخلاق صارت زي الليرة .. تقلصت مع تقلصها .. قال ما بيعتب عليك أحد ؟ أنت حر .. المواساة في الموت يا ابني ولا الاشتراك بالأفراح . الله يساعدك يا أم رافع.. زوجك تركك صغيرة .. قتلوه الانكليز .. جاء النحس بركابهم .. خرجوا وما خرج .. عدوى لا فكاك منها.. وابنك يقتله عزرائيل النحس، ولا يشفق على شبابه، دنيا مقلوبة. 
 شعرت ببعض الإرهاق فتمهلت تلتقط بعض الهواء .

الدرجة السابعة 

بلغت نصف الدرج ولم تسمع لا حس ولا نس.. اهذه دار ميت ؟ !
 ما الحكاية ؟ ولماذا هذا الصمت ؟!
 نظرت إلى الدرجات المتبقية أمامها بألم وحيرة وقالت لنفسها : " يسكنون في العلالي من أجل وجع القلب "

الدرجة الثامنة 

لا ترهقي نفسك يا محروسة.. حافظي على أعصابك .. وعلى مهلك .. حتى الباب مغلق ؟ ما الحكاية يا عالم ؟ ! ولا تبدو حركة في الساحة ..؟ ربما بكرت في القدوم ؟ .. ولكن أنت مثل أمه .. أرضعته مع ابنتك الكبرى .. ولولا ذلك لتزوجها .. الدنيا أسرار، لا يعلم بالغيب إلا صاحب الغيب نفسه. حتى قدماك تصبحان ثقيلتين . أرطال اللحم تضغطهما تحتها. قال خففي وزنك قال.. على آخر العمر ، دنيا ما بتسوى ، ركض وشقا والكل واصل للجورة .. صار الناس يترحموا على زمان الترللي بعد ما ذاقوا الأمرين من حكام اليوم .كانت الدنيا بخير .. فانقلبت . رحمتك يا عالما بالغيب .. ها ...

الدرجة التاسعة

ها.. ركض وشقا والكل واصل للجورة..ما بيدوم غير عزرائيل ووجع القلب ونجار التوابيت . لماذا هذا الصمت والميت شاب ، تمزق اللوعة عليه القلوب ؟!
 يا غراب البين .. ها .. هاه .. أف من هذا الحم وقلة الهواء .. ارتاحي لا تسرعي للموت برجليك . خذي نفسك وعلى مهلك .. تمسكي بالدرابزين .. اصعدي على راحتك .. لا احد وراك بعصى .. سوى عزرائيل ، لا احد وراك .. سنتين لم تزوري أم رافع.. منذ انتقلت لهذه الأنحاء.، كادت سنة. معرفة وجيرة عشرين سنة .عمر يمضي بغمضة عين . أمس كان الأولاد يرضعون مع بعض.. دنيا !!

الدرجة العاشرة

( جينا الدار نسأل ع الحبايب ) 
 ( لقينا الدار بتبكي ع اللي غايب )
 ارتاح من شرهم ، قلوبهم مثل الحجر .. ضرب الخناجر ولا حكم النذل . لولا انه الموت لقلت زاح الهم عن أكتافه. من يوم ما شفناهم والشباب يموتون بسبب وبلا سبب . حتى الأمراض كثرت . شيء نعرفه وشيء لا نعرفه. جابوا الأمراض عشان يشغلوا الأطباء.. رحمتك يا رب .. رحمتك وقوتك .
 هانت .. بقي درجتين وتصبحين في الدار .. لا ترهقي روحك بالبكاء، مع أن المرحوم بمقام ابنك.اللوعة في الصدر تنشف الريق وتغم البال . احترسي .. قلبك مهزوز ووراك عيلة .. بنتين مثل زرين قرنفل .. والعرسان كثار .. الله يبعث منهم من يشاء ومتى يشاء . نصيبهم بيده .. يرحم من يشاء ويهب من يشاء . ترحم بنا وابعد عنا النحس يا رب . تفو على عزرائيل .. درجتين لا غير .. 

الدرجة الحادية عشرة

البيت هادئ كأنه مسكون .. الفأر بدأ يلعب بعبك .. ما هذه الحكاية ؟! أنت في حلم أم في علم..؟ لا حس ولا نس ؟ لا صوت ولا صراخ..؟ لا بكاء ولا لطم ..؟ والميت مثل ليرة الذهب ..وأم رافع ست من ناح ولطم ؟ فكيف والفقيد فلذة كبدها ؟؟
 ولكن يا للعجب .. لا سمع ولا حركة ؟!
 توكلي . . خذي نفسك .. والله معك..

الدرجة الثانية عشرة

بقيت درجة والأنفاس تقطعت .. خذي نفسك يا محروسة.. الخبر وراء الباب المغلق. عبئي صدرك وعلى مهلك .. عبئي صدرك هواء، أثمن شيء ببلاش .. اياك من المغالاة بقدرتك .. أنا مثل أختك يا أم رافع.. ورافع ابني .. رضع حليبي يوم رماك المرض .. عمر يركض ويتركنا نلهث .. الحياة تهجرنا وتتركنا خرائب .. يا حسرة على أيام زمان .. وأكل زمان .. ما ذهب من عمر لا يعود .. حتى الأرض خطفوها أولاد الحرام.. يا غراب البين .. يا غراب الشؤم.. تفو على عزرائيل .. يحرمنا من الفرح في آخر عمرنا .. كمان عزرائيل مع القوي .. تفو على عزرائيل ..

الدرجة الثالثة عشرة 
 الثالثة عشرة .. والأخيرة، الحمد لله.. عدتهم بالتمام والكمال . رقم منحوس . من يوم آدم وهذا الرقم منحوس .. ما له نصيب .. لو نقصوها درجة..؟ أو زادوها درجة ..؟ جئت أشاطرك حزنك يا أم رافع. آه من لوعتي .. كيف ألقاها وماذا أقول لها ؟.. كيف أطيب خاطرها بهذه المصيبة ؟ تحلي بالصبر .. هل عاد فينا صبر حتى نتحلى نه ؟! طرقت الباب وهي تلهث منهكة مقطوعة الأنفاس من التعب والحر واللوعة وصعود الدرج...
 أطلت بعد برهة فتاة صغيرة ، وقفت قبالتها صامتة تتأملها ، هل هي ابنة المرحوم ؟ أين قلبك يا عزرائيل ؟ نظرت للفتاة الصامتة والتي لا يبدو عليها أمر خاص..كأن الميت ليس والدها ؟ نظرت من الباب المفتوح إلى الساحة أمام البيت .. فلم ترى ما يشد نظرها أو يشير إلى وجود ميت . ما الخبر ؟!.. لا يبدو كبيت ميت ؟!
 استولت عليها الحيرة وثار قلقها مما هي فيه.. أو يكون الميت قد عاد إلى الحياة ؟! سألت الفتاة وكأنها تسأل نفسها :
 - بيت أم رافع يا عيوني ؟ 
 ثقتها تقول أن هذا هو البيت، لا يمكن أن تصعد كل هذه الدرجات هكذا لوجه الله.. ولكن الفتاة رغم صغر سنها .. إلا إنها، كما يبدو، فهمت المراد.. فها هي تتحمس وتطل نحو البيت على الجهة الأخرى من الشارع، وتقول مشيرة إليه بيدها:
 - الدرج المقابل يا خالتي !!
nabiloudeh@gmail.com

الإمتِحَانات أتتْ/ حاتم جوعيه

     
الإمتحاناتُ     أتَتْ  
هَيَّا    إلى   القرَاءَهْ 
إجتهِدُوا      طلاَّبَنَا        
أنتُمْ   شَذا   البَرَاءَهْ 
العِلمُ   نورٌ  سَاطِعٌ         
فلتلثمُوا      سَناءَهْ 
والجَهلُ ليلٌ  دامِسٌ        َ
فحَاربُوا       بَقاءَهْ  
إصرارُكُمْ  وجُهدكُمْ       
أنمُوذجُ     الجَرَاءَهْ 
الصَّعبُ يغدُو  هيِّنا ً       
دُروبُكُمْ     مُضَاءَهْ  
العلمُ  أنتمْ  صَرْحُهُ         
فشَيِّدُوا        ِبناءَهْ  
الإمتحاناتُ    أتتْ         
فواكِبُوا     القِرَاءَهْ 

مشروع قانون مكافحة الكراهية لتأسيس الدولة الوهابية/ أشرف حلمى

خرج علينا فجاة السيد أحمد الطيب شيخ الأزهر بمشروع قانون اطلق عليه قانون مكافحة الكراهية النموذج المصرى والذى يعتبر صورة معدلة لقانون مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات عوضاً عن تحسين الخطاب الدينى الذى طالب به رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسى  والذى جاء متزامناً مع إعلان الدولة بسعودة جزيرتي تيران وصنافير المصريتان رغم أنف التاريخ والقانون والمصريين الشرفاء  وكأن المؤسسة الدينية الأسلامية أصبحت أحد جهات تشريع القوانين المعترف بها رسمياً من جانب الدولة , هذه المؤسسة التى تعمل بقدم وساق لخدمة الدولة الوهابية لتنفيذ المشروع الوهابى الكبير لوهبنة مصر بالتعاون مع حزب النور السلفى زراع الدولة الوهابية داخل مجلس الشعب والذى صرح  على لسان احد قياداتة بان جميع الدول العربية ملك يمين للمملكة العربية  السعودية .
والأزهر الذى عمل على أعادة المناهج التى تحض على الإرهاب فى عهد الطيب والتى قام بحذفها سلفه الشيخ طنطاوى شيخ الأزهر السابق رحمة الله الذى وفاته المنية فى ظروف غامضة بالمملكة العربية السعودية هو الذى عمل على بناء هذا المشروع المثير للجدل وهو نفسه الأزهر ونفس الحزب اللذان وقفا امام مدنية الدولة فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور وايضاً امام تحقيق أهداف ثورة يونية وذلك بتغير قانون دور العبادة الموحد الى قانون بناء وترميم الكنائس الذى تم سلقه فى مجلس الشعب واعتمده رئيس الجمهورية  . 
الم يكتفى السيد احمد الطيب بأسلمة  دستور الدولة  من خلال موادة القائمة على أسس ومبادئ دينية إسلامية بحتة وتمييز الاقباط والأقليات الدينية وايضاً لم يكتفى بقانون بناء الكنائس من خلال موادة المقحفة التى عملت على تشجيع المتشددين بالهجوم والتهكم على الاقباط وكنائسهم ومنعهم من الصلاة كذلك وضع شروطهم عند بناء كنيسة بل وتعمد طرح مشروع قانون مكافحة الكراهية لمن يفلت من قانون ازدراء الدين الإسلامى كوسيلة عقاب لكل ما تخول له نفسه كراهية او ازدراء الذات الأزهرية واتباعها سواء داخل او خارج مصر وذلك لتكميم الأفواه  مما سيؤدى حتماً الى المزيد من أضطهاد الأقليات الدينية والهجوم عليهم باستخدام الجماعات السلفية المتشددة الجناح العسكري لحزب النور الوهابى تحت اسم لواء الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى يتم وهبنة مصر رسمياً لتحقيق الهدف الذى قامت علية ثورة ٥٢ بقيادة عبد الناصر المنقلب على الملك والاخوانى أنور السادات عملاء المملكة السعودية ذاك الوقت .

رمضان كريم/ انطوني ولسن

أحداث قتل الأبرياء في المنيا
  
جمعية جامعة المحبة
المركز الثقافي القبطي
Coptic Culture Center

الكاتب عماد الدين حسين
جريدة:الشروق
التاريخ: 13 يونيه2017
الصفحة2:
العدد:3054
علامة تعجب
أعتذر عن عدم وجود صورة الكاتب 

مع جوليا ومينا في نزلة حنا"-جريدة الشروق
جوليا طفلة عمرها 5 سنوات شهدت المذبحة المروعة التي أرتكبها الإرهابيون بحق الشهداء الأقباط الذين كانوا في طريقهم من المنيا إلى"دير الأنبا صموئيل المعترف"يوم الجمعة 26 مايو الماضي.
قابلت جوليا صباح يوم الجمعة الماضي في بيتها بعزبة أو نزلة حنا مركزالفشن بمحافظة بني سويف خلال زيارة لأسرتها بصحبة وفد صغير نظمته الدكتورة منى مينا وكيلة نقابة الأطباء وضم أطباء ومحامين وصحفيين هما العبد لله وزميلي محمد سعد عبد الحفيظ مدير تحرير"الشروق" وعضو مجلس نقابة الصحفيين.
كنا سبعة أشخاص ولم نتمالك أنفسنا وأجهشنا جميعا بالبكاء ونحن نقابل هذه الطفلة الصغيرةالتي شاءت الأقدار أن تشهد مقتل شقيقها الأكبر بيشوى 24 سنة أمام عينيها داخل الأتوبيس. أغلب الظن أن جوليا بحكم سنها الصغيرة ،لا تدرك طبيعة ما حدث حتى الآن أولا تعرف بأ ي
طريقة حفظت وخزنت هذا  المشهد في ذاكرتها ،خصوصا أن كل ملابسها قد غرقت في دماء شقيقها وأقاربها، لكن المؤكد أن والدتها لن تنسى ولن تغفر أبداً للقتلة،وهي تراهم يقتلون أبنها  الأكبر بدم بارد وبرصاصة في منتصف عينيه لمجرد أنه  سأل أحد الأرهابيين لماذا تفتلوننا؟. فقال له :لأنكم كفرة،فرد عليه بيشوي:"لسنا كفرة نحن مسيحيون ". وبعدها كانت الطلقة القاتلة. 
الأم قصت المشَهد المرعب،وهي تتكوم ومعها أبنتها وأبنها طوال دقائق مرت كدهر كامل تحت كراسي الأتوبيس حتى لا يراهم الإرهابيون الذين  كانوا يمطرون الأتوبيس بالرصاصات من كل جانب،بعد أن تمكنوا من إيقافه عبر أستهداف إطاراته.
ومن نزلة حنا في الفشن إلى قرية دير الجرنوس في مركز مغاغة .من هذه القرية الصغيرة سقط سبعة شهداء  يصنعون الأجراس. وبعد أن أجهز الإرهابيون على ركاب الأتوبيس فوجئوا بأن هناك سيارة ربع نقل  تأتي في أتجاههم.أوقفوها وأنزلوا جميع من فيها.وسألوهم عن بطاقات الهوية.وعندما عرفواأنهم مسيحيون قاموا بإعدامهم بدم بارد أيضاً.أثنان فقط، نجوَا من هذه المذبحة هما أبناء سائق السيارة عايد حبيب.، الطفل الصغير ويدعى مينا وعمره عشر سنوات وشقيقه ألأكبر مارك وعمره 14 سنة.يقول مينا:كان هناك إرهابيان يقفان بجانب السيارة بعد ان  قتلا الكبار.أحدهم أراد قتلنا،لكن الآخر قال له أتركهما.أنطلق الإرهابيان بعد أن قتلا أربعة آخرين  في سيارة تويوتا مزدوجة الكابينة كانت في طريقها للدير أيضا تقل أحد المقاولين المتعاملين مع الدير. الطفل مارك أكتشف أن والده لم يمت بعد، حاول أن يرفعه من الأرض ليضعه في السيارة،فلم يستطع هو وأخوه مينا . ركب مارك السيارة وهو لا يعرف القيادة.، لكن غريزة البقاء جعلته يقودها.حتى وصل إلى الكمين القريب من بداية الطريق الصحراوي الغربي.طلب من رجال الشرطة إنقاذ والده،فلم يتلق إجابة سريعة.فحكى القصة لصاحب سيارة ملاكي،فذهب معه وأحضر والده وبقية الجثامين ،لكن والده مات في الطريق.
في يوم الجمعة شاهدت جوليا ومينا وكل أسرهما أو بالأحرى ما تبقى منها. كانت لحظات يصعب  وصفها  مهما كانت الكلمات وبلاغتها.
السؤال الذي كان يلح على طول الوقت :ما ذنب هؤلاء الأطفال؟،وكيف يمكن لشخص سوي حتى لو كان بلا دين أن يقتل ويروع الناس بهذه الطريقة؟!لسوء الحظ أن الأرهابيين الذين ارتكبوا هذا الحادث الإجرامي والحوادث المماثلة الأخرى لا يعرفون حجم الجريمة التي يرتكبونها بحق الإسلام وسمعته.
المطلوب من المجتمع أن يقف بجانب أهالي الضحايا المكلومين بصورة حقيقية وصادقة،وليست تلفزيونية ووقتية،لأن الجرح صعب والمصاب أليم،،والأرهابيون نجحوا للأسف في إحداث شرخ نرجو ألا يتسع،وللحديث يقية
عماد الدين حسين
emadiraqi@yahoo.com
**
رمضان كريم
29 /May 2017
رمضان كريم
بقلم:أنطوني ولسن-سيدني أستراليا
رمضان له ذكريات خالدة
في حياتي منذ صغري،فما أن يطل هلاله ،حتى أستيقظ مبكرا وأخرج الى الشارع لأطوف مع المسحراتي وهو يضرب بقطعة من الجلد فوق طبلة صغيرة ليوقظ الصائمين للصلاة  في بداية الصوم ..ظللت في كل عام،ارنو إلى وقت مجيء  "المسحراتي" لأستيقظ وأخرج الى الشارع للسير معه الى أن صارت علاقة طيبة بيني وبينه في الفجر،.بعد فترة زمنية سمح لي أن أمسك بتلك الطبلة الصغيرة، وأبدأ بإيقاظ الناس للصلاة.لم تمنعني أمي "رحمها الله" من الأستمرار فيما أفعل مع"المطبلاتي".في بداية أول  أيام العيد مع كان المطبلاتي يمر على المنازل  ليأخذ العدية،كانت أمي تحضرطبقا من "الكعك والبسكوت ،مع قرشين صاغ وتعطيهم له.أستمر هذا الحال الى فترة زمنية كبرنا فيها وتغير "المطبلا تي"ولم أعد أخرج في فجر كل يوم  في رمضان كما كنت أفعل .لكن كانت عندي عادة في شهر رمضان أن أذهب الى خالتي مريم رحمها الله التي كانت تعيش في حي البراد ،الحي الذي ولدت فيه ولمدة أربعة أيام ،ثم أنتقلت الأسرة الى 18 شارع السندوبي بشبرا أمام مخزن الترام.الغريب في الأمر والذي لا ولن أنساه حتى وأنا في هذه السن وأنا في طريقي الى خالتي في شهر رمضان.كانت العربات "الكارو"التي يركب فوقها الأطفال بنين وبنات وهم يصفقون وبصوت عال يهتفون"العيد عيدنا والنصارى كلابنا واقفين على بابنا يمسحولنا الجزمة".. والكثير مثل هذه الألفاظ ضد النصارى المسيحيون في مصر. مع ذلك  لم تنفصم العلاقة بيننا كابناء الحي وبعض من عائلات شارع السندوبي .لم تحدث أحداث مسيئة الينا نحن أقباط مصر ولا الى بعض العائلات اليهودية وكانت احدى العائلات تقطن في نفس الشارع وكانت علاقتي بأحد أبناء الأسرة،علاقة طيبة  نلتقي بها ويشاركنا اللعب نحن ابناء شارع السندوبي مع مشاركة أبن عم عبدالله البقال حتى مجيء أسرة فلسطينية وانضم أبنهم معنا ،ومازال الحلم يراودني لتلك الذكريات الجميلة والمؤلمة لأندثارها ونهايتهالأن تلك العلاقة لم تتوقف عند شارع السندوبي ،بل استمرت  بدءا من وأنا في مدرسة "الأمير فاروق"بالترعة البولاقية ،الى مدرسة "التوفيقية الثانوية" تكونت بيننا علاقة صداقة متينة "محمد عبدالله الخولي..أحمد فؤاد ..ناحوم رياض وأنا" هذه العلاقة استمرت طويلا الى رحيل البعض الى السماء مبكرا ،ومع ذلك ما زلت أتذكرهم إخوة وأخوات  مسلمين الى الليوم الحزين الذي أصاب مصر المحبة بوعكة صحية لم يجد أطباء الإنسانية وحب بعضنا لبعض كما كنا علاجا لها فقد خرجت طيور الظلام وعششت وتغيرت مصر من مصر الأمان والمحبة الى مصر الأضطهاد العلني ضد المصريين المسيحيين الأقباط الذي استمر حتى يومنا هذا في صباح هذا اليوم المبارك.عقدت العزم على تهنئة أصدقاؤنا المسلمون في أول أيام رمضان كالعادة.لكني فوجئت بهذا الحدث المؤلم الذي راح ضحيته أكثر  من 29 شهيدا أكثرهم من الأطفال غير الجرحى الذين نقلوا الى المستشفيات مساء أمس الجمعة.كان من الطبيعي أن أعرف الخبر في الصباح المبكر فحزنت حزنا شديداً ليس على الشهداء"كما نؤمن"،لكن لهذا الفعل الدنيء الذي أصاب مصر في مقتل.لأن ما يحدث للمسيحيين الأقباط سيحدث أيضا للمسلمين بدون شك، حتى تنتهي مصر من خريطة العالم ولن تعود الى ما كانت عليه حتى في عهد عبد الناصر.
فخامة الرئيس محمد عبد الفتاح السيسي ..متى يمكن لمسيحي مصر أن يعيشوا في أمن وأمان  ويواظبون حياتهم كمواطنين شرفاء يحبون أمهم مصر،ويحبونكم فخامة الرئيس؟؟؟ لقد هاجرنا لبعد نظرنا وتحملنا مشقات الغربة.ومع ذلك فخامة الرئيس لم ننسى مصر!.كانت فرحتنا كبيرة عندما توليتم سُدت الحكم،وكان أملنا في الله وفيكم.لكن..وآه من لكن هذه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي!.الجرح غائر ومؤلم ولم يتوقف سلسال الدم المسيحي الذي يراق على أيدي سفاحين وقتلة يرتكبون الجرائم،ولم يحاكم واحداً منهم لا من هم في السجون ولا من هم يعيثون في الأرض فساداً وخراباٍ وأضطهاداً للمسيحيين؟
متى فخامة الرئيس محمد عبد الفتاح السيسي سيشعر المسيحيون في مصر بقيمتهم والشعور بأمنهم فعلاً كأبناء مصر العاملين بكل الحب لوطنهم مصر الساهرين على مصلحة مصر.كل ما يحتاجون  اليه فخا متكم هو ترك كل ما هو بيدكم من أعمال مهما كانت أهميتها وتبدأون بأقتصاص العدل والحكم السريع للذين في داخل مصر وسجونها،وكل من تسول
له نفسه بقتل الأبرياء؟
نشكر جريدة "الشروق" والقائمين عليها.
كما نشكر كل من:الأستاذ الكاتب عمادالدين حسين،وزميله محمد سعد عبد الحفيظ مدير تحرير"الشروق" وعضو مجلس نقابة الصحفيين.

رسالة إلى أسير فلسطيني مروان البرغوثي مانديلا العرب/ ابراهيم مشارة

أخي مروان: تحية وسلاما وبعد:

يشهد الله أنك ما غبت عن خاطري لحظة منذ أن حوكمت في 2002 وكان الحكم قاسيا "خمسة مؤبدة وأربعون عاما" ما زلت أذكر البسمة التي ارتسمت على شفتيك والتفاؤل الذي كلل محياك هل كنت تسخر من سجانك؟
في السجن نلت شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 2010 بعد أن نجح محاميك في تهريب رسالتك وتهريب أجوبتك على أسئلة اللجنة الممتحنة لك، وفي السجن كتبت العلاقات الفرنسية الفلسطينية وألف يوم في السجن الانفرادي قلت لسجانك "لا بأس بفقد حريتي في سبيل حرية شعبي " وكتبت رسائل رقيقة لزوجتك السيدة فدوى البرغوثي تنم عن حب وشفافية ورقة ودوام الوداد والوفاء ،حتى أولادك الأربعة لاسم كل واحد منهم معنى وتاريخ "القسام "تيمنا بعز الدين القسام، " ربا "في إشارة إلى الربوة الفلسطينية،"عرب "إصرارك على الرباط القومي،وولد آخر لا أذكر اسمه ، نفسك السمحة وعقلك الواسع وحنكتك السياسية دفعت بك إلى البحث عن المصالحة الفلسطينية فوضعت يدك في يد الفصائل الإسلامية وحسك النقدي لم يثنك عن انتقاد مركزية السلطة في شخص الراحل ياسر عرفات وانتقدت الفساد من بعض الاطراف في حركة فتح ، واليوم تخوض منذ17أفريل الماضي مع1500أسير فلسطيني إضرابا عن الطعام أسميته "معركة الأمعاء الخاوية "دفاعا عن حقوق الأسرى أسست كتائب الأقصى دفاعا عن حرمة المسجد الأقصى لما داس ثراه الطاهر شارون بالنعال وخضت معركة طويلة تعرضت فيها للتصفية الجسدية لولا لطف الله أو طول العمر.
أنا لا أشك أنك في زنزانتك الانفرادية تواصل الكتابة بسرية وتواصل الإضراب عن الطعام ولا تكف عن الابتسام وقد وهبت حريتك لشعبك فهنيئا لك الصفقة ربح البيع يا أبا القسام هكذا تحب أن تنادى.
إن قضيتك شاهد على موت الضمير الإنساني ونفاق الديمقراطية الغربية وانحياز المنظمات الأممية لصالح طرف واحد وهي شاهدة على موت الضمير العربي :عرب أطاعوا رومهم ،عرب باعوا روحهم ...وضاعوا
إنك يا أبا القسام استمرار لعبد الرحيم محمود وأمين الحسيني وفيصل الحسيني وياسر عرفات وقوافل الشهداء الذين ضحوا من أجل الحرية والكرامة والأرض.
زمننا يا أخي ترابي ،موحش كقبر منسي، لأننا بذلنا كرامتنا في سبيل لقمة العيش واسترخصنا الحياة حين حصرناها في متطلبات الغريزة وشعارنا الله غالب خبزنا مغموس في إدام الذل ويومنا مرهون للفراغ والملل واللاجدوى في انتظار ضجعة يستريح فيها الجسم أبدا ، حرصنا على الخلاص الفردي والحرية التي تعني أكل عيش ونومة هنية وتناسل كتناسل الأرانب فذقنا العبودية جميعا ما معنى أن تكون عربيا سوى كونك شخصا مذلولا مسلوب الإرادة مقهور العزيمة تخاف من ظلك ، سلم ليس في الإمكان أبدع مما كان عاش الذل عاش الجبن عاشت الخيانة من زمان انفجر الشاعر العربي نزار قاني في وجوهنا وأصلى جلود المستسلمين المهرولين المنبطحين اللاهثين خلف القيان والجواري والدنان نيران الشعر الحامية:
والعالم العربي يرهن سيفــــــه ** فحكاية الشرف الرفيع سراب
ياتونس الخضراء هذا عــــــالم ** يثري به الأمي والنصـــــــاب
فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل ** بَطِرَت فلا فكـــــــر ولا آداب
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر ** ثوبا وترفل بالحرير ........
لقد رفلن على الدمقس وانتشين بشرب نخب عرائنا وجوعنا وأميتنا وما زلن يعثن في خلايانا فسدا وفي زمننا عربدة وعهرا.
ومن قديم وقع شاعر عربي في الأسر هو أبو فراس فضاق به وبكى وقال:
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة ** وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ ‍!
نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوة ً ** أجابَ إليها عالمٌ ، وجهولُ
وَفَارَقَ عَمْرُو بنُ الزّبَيرِ شَقِيقَهُ ** وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَقِيلُ!
فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ لي بخِلٍّ مُوَافِقٍ ** أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً، وَيَقُولُ!
تتشابه مأساتكما هو خانه صحبه وفلسطين خانتها شقيقاتها وأسلمتها إلى مصيرها التراجيدي
أما أنت فلم تضق بالخلان ولا بالزمن الطويل فزمنك سندبادي مشرع على أفق الحرية ومدى الكرامة الآدمية التي تذود عنها ولذا وهبت حريتك لسجانك مقابل حرية شعبك عن طيب خاطر 
من واجب كل عربي أن يخجل من نفسه حين ينظر إلى صورتك ويتأمل نفسه اللاهثة وراء الرياش ،النساء ،الدنان،التسوق العشوائي ،السفر بلا غاية غير التسكع أمام شعوب متحضرة بعقلية بدائية بدوية.
تفهم يا أخي عجزي وضعفي وقلة حيلتي واسمح لي أن أناديك بأخي وأن أفكر في نضالك أحيانا على الرغم من أنني لست مؤهلا لذلك.


أحيي نضالك ونضال أصحابك قادة معركة الأمعاء الخاوية وأحيي زوجتك المثالية المحامية السيدة فدوى وأبناءك الأربعة وأدعو الله دعاء عاجز مقهور رخص زمانه وهان رسمه واتسخت أذناه من كلمات الرياء والتملق والخديعة أن يهبك القوة والمناعة والاستبسال وأن يجعل في الضمير الإنساني هبة من غفوة الجحود واللامبالاة في زمن الرياء والتملق والدسيسة.