حُضورُكِ عنقودُ شوقٍ مُعطَّرْ ولهفةُ غيمٍ على الكونِ أمطَرْ
ليشرقَ وجهُكِ لونَ ضياءٍ ونجماً يشعُّ بشمسٍ تزنَّرْ
وأنتِ القصيدةُ جُسّدْتِ أنثى فجلّ المُصوّرُ لمّا تصوَّرْ
فضاءُ العيونِ حكاياتُ فتحٍ فسبحانَ مَنْ قادَ فيها وكبَّرْ
مرايا عيونِكِ برقُ انعكاسٍ بموشورها ألفُ رعدٍ تكسَّرْ
برفَّةِ رمشٍ تراءتْ بومضٍ لتظهرَ ما القلبُ أخفى وستَّرْ
وقالتْ معانٍ بغيرِ كلامٍ وخيرُ الكلام ِإذا الصّمتُ عَبَّرْ
لتعلن بالحبِّ أنّي الوليدُ وتقرىء قلبيَ سورةَ كوثرْ
بعينيكِ أفقٌ لتحليقِ فكري وكمْ رفَّ قلبي بأفقٍ وطيَّرْ
وكمْ حيّرتْني الأنوثةُ شكلاً بمرسمِ حرفٍ لو الحسُّ يظهَرْ
ليرسمَ حرفيَ شكلاً فريداً ومعنى به الصمتُ سرّ وأجهَرْ
فجلَّتْ قوافٍ بعينيكِ مرَّتْ مراودَ كحلٍ تخطّ وتحبَرْ
فعيناكِ حلمٌ تراءى بصحوٍ وأخفقَ مَنْ سرّ عينيكِ فسَّرْ
فسبحانَ عينيكِ تمسحُ إرثي وتمحوَ تاريخَ عمري المزوَّرْ
وسبحانَ عينيكِ تبرقُ فصلاً وترعدُ فصلاً به الصّحوُ أمطَرْ
فأنتِ الجمالُ خيالاً وأنتِ حضارةُ عصرٍ لمَنْ يتحضَّرْ
وتاريخُ ماءٍ بجدولِ روحي فأخصبَ جذري وغصني أثمَرْ
فسبحانَ أنثاكِ تبدعُ حالاً وتغسلُ قلبي بماءٍ مُطهَّرْ
تجدَّدْتِ كلَّ نهارٍ فأنتِ بعكسِ الوقائعِ تمسينَ أنضَرْ
وكلُّ الوجودِ سوى أنتِ والحز ......... نِ يأتي كبيراً ومنْ ثمَّ يصغَرْ
فسبحانَ أنثى تولِّدُ أنثى وتُشْكِل دنيا بخصرٍ مزنَّرْ
بأنثاكِ ألفُ مدارٍ يدورُ فتُخفى نجومٌ وأقمارُ تظهَرْ
خليَةُ نحلٍ شفاهُكِ أنثى فعُليا بشهدٍ وسُفلى بعنبَرْ
فخلّي شفاهَكِ دنَّ امتلاءٍ وصّبي نبيذَ اشتياقي لأسكَرْ
فلفظُكِ إيقاعُ بحرٍ سريعٍ وكمْ بمعانيهِ فكريَ أبحَرْ ؟!
وأنفُكِ منقارُ طيرِ الحبارى إذا خشيَ القنصَ لمَّ وأضمَرْ
وفي الخصلات مشاتلُ وردٍ وبيدرُ قمحٍ تلوَّنَ أشقَرْ
وخداّكِ درّاقتانِ امتزاجاً فأصفرُ لونٍ يخالطُ أحمَرْ
وعنقٌ تمدَّدَ بالشَّوقِ لحناً فموسقَ بالقبلةِ البكرِ منحَرْ
وشفَّ شعاعاً ورقَّ مياهاً وأبدى الأنوثةَ في خيرِ مَظْهَرْ
ونهدانِ في الصَّدرِ كنزا شموخٍ ومن خلفِ ثوبٍ تخفّى وأسفَرْ
وبطنكِ ألفُ مدارِ استواءٍ وما كنْتُ بالسَّهلِ أمشي و أعثَرْ
تضاريسُ أنثاكِ تُغري براقي وموجُكِ أغرى شراعي فأبحَرْ
وما كنْتُ أعرفٌ غوصاً ولكنْ أيمِّمُ شطَّكِ رملي المُبعثَرْ
ولسْتُ بحبّكِ أملكُ أمري فأنتِ قرارُ القضاءِ المُقدَّرْ
وما المرءُ إلاّ رهينَ قضاءٍ تقرَّرَ فيهِ وليسَ مُخيَّرْ
وأحلى قضاءٍ عرفتُكِ أنثى ومنْ كلِّ أنثى لقيتُكِ أخيَرْ
فأنتِ الأنوثةُ سرّاً تبدَّى وإنّي المحبُّ لكشفِ المُستَّرْ
لأوغلَ أقبسُ منكِ اشتهائي لأُحرقَ فيك حنيناً وأُصْهَرْ
فخلّي المشاعرَ نشوى بقربٍ فما يبعدُ الشوقُ إلّا ليحضَرْ
وأنتِ حضورُ الحياةِ بنبضي وأنتِ دمائي التي ليسَ تخثَرْ
وأنتِ الأنوثةُ معنى وشكلاً فجلَّ الذي أبدعَ الحبَّ منظَرْ!
فإذْ ياسميني تُعيدُ شبابي بخمسينَ عاماً بها العمرُ غيَّرْ
فقلبي يصومُ بحبّي الّليالي وما غيرُ حبّكِ في الصبحِ أفطَرْ
ووحدَكِ أنثى القوافي بشعري وكلُّ السَّوابقِ بالحرفِ تُنْثَرْ
ووحدَكِ أنثى عناقيد حبلى وهلْ ينضجُ الكرمُ إلّا ليُعصَرْ ؟!
ووحديَ أعصرُ فيكِ المخبَّى لأملأ دنّي بطيبٍ مكوثَرْ
وأنْهِلُ قلبي الجرارَ ارتشافاً وقلبي اليتيمُ فكيف سيقهَرْ ؟!
وإني سألقاكِ أنثايَ فرْحي وكنتُ المريدُ الذي ليس يُنهَرْ
أعدْتِ إلى غربةِ الروحِ مأوى ولي موطنٌ صرْتُ فيهِ مُهجَّرْ
لأعلنَ فيكِ انتمائي فأنتِ هويّةُ نفسي وعيشي المقدَّرْ
فحبُّكِ مدُّ الفضاءِ وحرفي أمامَ جمالِكِ لا بدَّ يحسَرْ
لأنّكِ أنثى تجيءُ القوافي جوارٍ تحاولُ وصفاً لتفخَرْ
فأنتِ الجمالُ الذي ليسَ يُدرى وسرُّ الشّعورِ الذي لا يُصوَّرْ !