هَالَني ما أسمَع وأنا أتابِعُ حَديث د. علي نشمي وَوَصفِه للقبائل العربية بأنها كانت تُتَاجِر بأجسادِ نسائها وتَتَكسبُ مِنَ العُهر لا سيما في موسِم الحَج وكتحصيلِ حاصِل يكونُ العَربُ أبناء عواهرٍ إختلطت أنسابُهُم كما إختلط ماء الرجال بفروج نساءِ العرب ؛ ثُمَّ إستَشهَد بمقالة لــــ أسامة أنور عُكاشة في جريدة الإهرام بعنوان " أبناءُ البَغَايا أصبحوا قادة الإسِلام " ولئلا يُقال بأني قد تَقولتُ على د. علي سأنقل ما قاله بالنص وإليكم :
( كُل القبائل العربية كانت بإستثناء الهواشِم يسمونهم أهل عِفَّة ، إلا بني هاشم كانوا ما يدزون نسوانهم للبِغاء والباقي كلهم جانوا يدزون نسوانهم كُل ؛ لذلك في مرة أسامة أنور عُكاشة رحمه الله هذا الرجُل صاحب مسلسلات كثيرة من ضمنها يعني كثيرة معروفة ليالي الحلمية وغيرها وغيرها رجل عندما قال كِتبها مرة في صحيفة الإهرام في القاهرة في نهاية الثمانينات كتب مقالة قال : أبناءُ البغايا أصبحوا قادة الإسلام مقالة معروفة أكتبوا أرجوكم أرجوكم أتوسلُ إليكم مقالة أسامة أنور عُكاشة بعنوان أبناء البغايا أصبحوا قادة الإسلام فيذكر مَنْ هيَّ أم عمرو بن العاص من هي أم مروان من هي أم هذا كولــــــــــــــــــــــــهن يحطهن ولذلك أأأ رفعوا عليه قضية قالهم والله روحوا ادرسوا التأريخ يعني ومُنعت مسلسلاته في السعودية حتى هو طلع في تعليق أنا أتذكره قال : وسامَ شرفٍ أضعه على صَدري أن تُمنع برامجي في المملكة العربية السعودية نص ... الرجل قال إقرؤا أنا ما جايب شي من عندي التأريخ فأأأأأ العرب كانوا عندما يصير الحج حتى يستفادون يدزون نسوانهم يصيرن من ذوات الرايات الحمراء لأنه عندهم البِغاء طبعاً هسة واحد يِستَغرِب يكُلك الشرف ...... ) أكتفي بهذا القدر
وأستأذنكم بالرد على د. علي الذي كنُت أنظرُ إليه بالعينِ الكبيرة وأتابعه ، ولا يخفى أن الشهادة والدرجة العلمية إما أن تكون حجةٌ لصاحبها أو حُجةٌ عليه ويقيناً نحنُ بشر نُخطئ ونُصِيب لكن حسناتُ الأبرار سيئاتُ المُقربين ؛ وغلطةُ الشاطِر بألف ....
قبل أن أسترسل في حديثي أقول : الحمد لله الذي شرفني بأن أكون من ذرية الحُسين بن علي بن أبي طالب "عليهم السلام" فأنا موسويٌ حسينيٌ علويٌ طالبيٌ مطالبيٌ هاشميٌ قٌرشي ولكن مَن أبطأ بهِ عَملهُ لَم يُسرعْ به نسبه ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(مَن سلَك طريقًا يطلُبُ فيه عِلمًا سهَّل اللهُ له به طريقًا مِن طُرقِ الجنَّةِ ومَن أبطَأ به عمَلُه لَمْ يُسرِعْ به نسَبُه) (أخرجه أبو داود 3643 / والدارمي 344 / وابن حبان 84 )
أولاً : تَكذِيب الوصف الرَباني لأمةَّ العرب :
زَميلي العزيز د. علي هل دارَ في خَلَدك أنك كَذَّبت آيات القرآن الكريمِ فقد وصف الله جل في عليائه أمةَّ العرب بهذا الوصفِ الخَالد : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 110]
لك أن تقارن بين وصف الله لأمة العَرب وبين وصفك حين قُلت :
(كُل القبائل العربية كانوا يدزون نسوانهم للبِغاء كلهم / كُل العرب كانوا عندما يصير الحج حتى يستفادون يدزون نسوانهم يصيرن من ذوات الرايات الحمراء لأنه عندهم البِغاء ...)
{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ} [التكوير : 8]
والموءودة هي الطِفلة المدفونة حية ، سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيئدها ، أي يثقلها حتى تموت ، وكانت العرب تدفن البنات حية مخافة العار والحاجة خشية أن تكبر وتتعرض للسبي فتكون وصمةُ عارٍ على أهلها وعشيرته ؛ هذه غيرةُ العَربِ على شرفهم لئلا يُدَنّس ولعله فاتك المثل القائل (الموت ولا العار)
دعني أذكرك زميلي العزيز د. علي المحترم بالمادة 409 من قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969 وتعديلاته :
«جريمة غسل العار التي تتيح أن تُقتل المرأة وفق المادة 409 من قانون العقوبات إذا فاجأها أحد محارمهما في حالة الزنا، وتكون العقوبة مخففة، بل وحتى إيقاف التنفيذ (أي البراءة المشروطة) أتمنى عليك مراجعة الأمر والوقوف بتأني على علةِ تخفيف الحكم ... إنها الغيرة على الشَرف
ثَانِياً : تَكذِيبُ أحاديثِ رسول الله صلى الله عليه وآله :
لا نُفشِي سِراً إنْ قُلنا أنَّ العَرب هُم حملةُ الرِسالة المحمدية ومنطقتنا العربية بعزّها الإسلامي هي التي مرّغت أنوف الأمم في مشارق الأرض ومغاربها وحل الذلّ وكستهم ثوب الإحتقار وأرغمتهم أن يعودوا أدراجهم وينكفئوا نحو أخلاقهم البالية ومروءتهم المتهرأة وآلهتهم الواهية وأجبرتهم على توحيد الله وإفراده بالعبودية لتكون راية لا إله إلاّ الله خفاقةٌ ما تعاقب الليل والنهار وأكاد أجزم أنّ جميع التهم الكيدية والإدعاءات التشويهية ، والتخرّصات الخرافية ، والطعنُ في الأنساب والإساءة للشرف العربي هي نتيجة حتمية ورد فعل لمن أذاقهم العَربُ المسلمون ويلات الهزيمة وأدخلوهم الإسلام مرغمين فإما الإسلام وإما الجِزية والآن هلمَّ معي إلى الصادِق المصدوق محمد صلى الله عليه وآله وسلم :
أ : قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه : (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق) البخاري في (الأدب المفرد) 273 ؛ وهذا الحديث من أروع ما قيل في الإنصاف ، فرغم أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم جاء لهدم الجاهلية بمعول الإسلام ، إلا أنه يُشيد بما كان للعرب من أخلاق حسنة وإن كانوا قوم جاهلية .
ب : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(حُبُ قريش إيمان وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني) (المعجم الأوسط للطبراني / باب الألف)
ج : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(خلق الله الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشا ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا خيار من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم ) (المعجم الكبير للطبراني / باب الظاء)
د : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( مَن أحب العرب فقد أحبني ، ومن أبغض العرب فقد أبغضني) (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / المناقب )
قال النبي : (إن الله اختار من الناس العرب) (تاريخ ابن أبي خيثمة / 2 / 2445) والسؤال هنا :
لماذا جعل الله خير الأنبياء من العرب دون غيرهم ؟ هل ذلك يجعل للعرب مزية علي غيرهم ؟ ولماذا إختار الله العرب وفضّلهم في الجملة علي باقي الناس ؟
هـ : عن سلمان المحمدي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك . قلت : يا رسول الله كيف أبغضك وبك هداني الله ؟ قال : تبغض العرب فتبغضني) (سنن الترمذي / المناقب)
ثالِثاً : لمحةٌ عَمَّن تَمَّ الطَعنُ بهم :
يقيناً أنَّ هدير التاريخ الفيّاض لن يغيّر لونه مَن يُحاوِلُ الإساءة لأمة العَرب ولأهل رسول اللهِ ورهطهِ وعشيرته ، ولن يضيق أفق سماء ماضينا المجيد مَن يحاول تَقزيم شخوصه وطعنهم في شرفهم ضارباً عرض الحائط بحديث رسول الله :
أ : (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم) (صحيح البخاري / المناقب)
ب : ( إنَّ هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه ما أقاموا الدين ) (سنن الدارمي / السير)
ج : عن قتادة بن النعمان رضي الله تعالى عنه أنه وقع بقريش فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( يا قتادة لا تسبن قريشا فإنه لعلك أن ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم الذي لهم عند الله ) (مسند أحمد / من مسند القبائل)
والآن نتناول من طعن بشرفهم د. علي النشمي :
أ : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف (الجد الثالث لرسول الله )
ب : هند بن عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف (الجد الثالث لرسول الله)
كانت هند من النسوة الأربع اللائي أهدر رسول الله دماءهن يوم فتح مكة ولكنه عفا وصفح عنها حينما جاءته مسلمة تائبة حيث أسلمت يوم فتح مكة بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة ؛ جاءت في وفد النساء للمبايعة وقامت بتغطية وجهها لكي لا يعرفها النبيّ بسبب الذي فعلته بحمزة بن عبد المطلب فهي تتخوف أن يُحاسبها الرسول على فعلها هذا ؛ ولمّا بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمبايعة النساء ، كانت هند وكأنها تتكلم بالنيابة عن النساء ؛ أبايعك على ألاّ تشركي بالله شيئاً ؛ ولا تسرقي؛ ولا تزني ؛ قالت : أوَ تزني الحرة؟
قال : ولا تقتلي ولدك ؛ قالت : وهل تركت لنا أولاداً فنقتلهم؟ فبايعت هندٌ رسول الله ؛ وقالت هند بنت عتبة إنها كانت قبل إسلامها تُحبُّ أن يذلّ الله النبيّ وأهل بيته، فلمّا منَّ الله تعالى عليها بالإسلام أصبح أحبُّ أهل الأرض عليها هو أن يعزّ الله النبيّ وأهل بيته .
ج : عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب (الجد السابِع للنبي محمد) بن لؤي
د : أمُ عمرو بن العاص : النابغة بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة من بني عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نِزار بن معد بن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام)
هـ : مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف (الجد الثالث للرسول)
و : الزرقاء بنت موهب ، جدة مروان بن الحكم لأبيه ، وكانت من ذوات الرايات التي يستدل بها على بيوت البغاء ، فلهذا كانوا يذمون بها ، ولعل هذا كان منها قبل أن يتزوجها أبو العاص بن أميّة والد الحكم ، فإنه كان من أشراف قريش ، لا يكون هذا من إمرأة له وهي عنده والله أعلم ؛ هذا ما أورده عزالين بن الأثير في كتاب الكامل في التأريخ ص 276 الجزء الثالث .
وقبلَ أن أختِم دعونا نسأل : هَل سَلِمَ عِرضُ وشَرَفُ رسولِ الله منَ الطعن رغم أن الله أنَزل قرآناً يُتلى إلى يومِ القِيامة ببراءة أمهات المؤمنين ؟ أكتفي بهذا القدَر والله مِن وراء القصد ؛ فكلنا راحلون وسُنحاسَبُ بين يدي أعدل الحاكمين ؛ قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق : 18]