مدير/ عبدالقادر رالة

  أنت لا تسأل وأنا لا أتكلم ، فتلك مسافة واسعة بيننا ، وبذلك نكون متباعدين جداً عن بعضنا...

 أنت تسأل وأنا لا أجيب ، فتلك فجوة وسوء تفاهم ! ولا أقول قلة احترام ..

 أنت تسأل وأنا أجيب ، فذلك التفهم والإنسانية والاحترام...الاحترام الذي نصبو اليه جميعا زملاء ، رؤساء ومرؤوسين !

أنت ترغب في الكلام ، وأنا ارغب في السؤال فذلك الوفاق التام...

أنت لا تسأل وانا أتكلم تلك هي الثقة!

ـ اجلس لم أتم كلامي....   

ـ حسنا...فهمت .. وأتمنى أن يفهم باقي الحاضرين ما تقصد يا سيدي ....فهمت أن المدير ليس وحشاً....

ـ وأنت لماذا تضحك؟اعرف أن هذه هي نظرتكم الينا... فأنا أيضا كنت موظفا مثلكم منذ خمسة عشر عاما ،وكنت لا أطيق  مديري واعتقد انه متكبر وغبي ومخادع ، ولا هم له إلا تتبع أخطاء الموظفين.... وصدقوني حتى الأن لم أفهم لماذا يهوى ويعشق الموظف  معاكسة المدير ، وعصيان أوامره...هل هو طبع أم تطبع؟ ما ذا تريد أن تقول أنت ؟....

ـ لا نريد سوى العدل والتفهم....

ـ هذا بالذات ما اريده منكم! أن تعدلوا معي ، وتتفهموا قراراتي وإن بدت لكم خاطئة! الحزم ليس ظلما ًأو رغبة في المضايقة وإنما لأجل مصلحة المؤسسة والبلد ومصلحة الموظف ، فأنتم تعرفون أن التسيب ادى الى افلاس وإغلاق العديد من الشركات والمصانع .... هذه حقيقة وليست ثرثرة....

تفضل ادخل ! اه السيد هواري بلقاسم.... يمكن أن تنصرفوا...

الجزائر

الأدب بین رحابة الإبداع وقيود المحظورات/ إيمان حجازى

نبهتنى إحدى الأمهات إلى قضية مهمة جدا؛ إشتكت من أن البنات الصغيرات يستخدمن جملة ( أنا أكرهك ) وهى جملة بعيدة كل البعد عن قاموس حياة الأسرة وغريبة عن مفرداتها؛ انزعجت الأم وعندما إستوضحت الأمر من الصغيرات قلن لها إن أبطال أفلام الكارتون التى يشاهدنها فى التليفزيون يتبادلون هذه العبارة إذا ما فعل أحدهم شيئا يثير حفيظة الآخر. 

كنت في طريقي إلى مؤتمر اتحاد الكتاب الذي جاءت دورته هذا العام تحت عنوان "الأدب بین رحابة الإبداع وقيود المحظورات"، فقررت كتابة مقال أخاطب فيه المسئولين عن أدب الطفل فى الإعلام وفى إتحاد الكتاب وفى وزارة الثقافة عما نريد أن نزرعه فى عقول الصغار، خصوصا عن طريق أفلام الكارتون لأنها الإبداع الأكثر متابعة وثأثيرا على الطفل، ولا شك أنها وسيلة ايجابية في تكوين عقله وتشكيل وجدانه، لكنها مع الأسف انحرفت عن مسارها القيمي منذ أن اعتمدت على القوى الخارقة لأبطالها؛ إذ جعلتهم يطيرون ويتسلقون الحوائط ويمشون على الجدران دون سند علمي؛ ولنا في "أبو الغضب وسلاحف النينچا" وغيرهم مثال دامغ.
لذا وجب التساؤل: ما هى الرسالة التى يجب أن تعمل عليها أفلام الكارتون؟.. وكذلك التي تعمل فى نطاقها الجهة المنتجة لها؟
إذا كنا نوجه الطفل حاليا عبر هذا الفن إلى إعتناق عنف الحركات وفظاظة الكلمات فماذا ننتظر منه فى الغد؟
وإذا كنا لا نستطيع حظره رقابيا فكيف نحد من خطره؟ 
إن مستقبلنا كأمة تعتمد بالأساس على الإنسان ترفع شعار أن الطفل هو المستقبل فيجب عليها أن تحسن إعداد هذا المستقبل وأن تنتقى ما تغرسه فى عقله ليعمل به ضميره ويكون حصاده فى الغد الذى يعود عليها كأمة وليس عليه فقط.

وأننا ونحن دولة تتصدر محاربة الإرهاب يجب علينا أن نتصور ما تفعله هذه الأفلام الكرتونية فى نفوس خضراء نقية اليوم فتجعلها فى الغد أقرب ما تكون لصحراء قاسية تعتنق الفكر العنيف فإذا كان الصغار اليوم لخلاف طفولى بسيط يتداولون فيما بينهم لفظ الكره فماذا سيفعلون غدا عندما يواجهون الحياة بقسوتها المعهودة وصعابها اليومية. 
وأين ما كنا نقرأه ونحن صغارا ونتابعه من أفلام تضم حكايات هادفة تحض على مكارم الأخلاق ومساعدة الضعيف والتسامح وزرع فسيلة ورى شجرة والإحسان الى الجار والفقير والرفق بالحيوان والطيور. 
كيف إستبدلنا كل هذا بما هو سيئ ومسيئ الى حاضرنا ومستقبل أولادنا ولماذا نسمح لمن تسول له نفسه أن يهدم بمعول القسوة والحقد قاعدة أساسية تعتمد عليها حياتنا الآنية والمستقبلية. 

وإذا كنا نطالب بحرية الإبداع وبعدم التدخل فى إبداع المبدعين ِ فهل هذه الحرية تكون هكذا على العلات !؟ هل تترك الأمور هكذا فيهدم من يطلقون على أنفسهم مبدعون حصاد عمرنا ومستقبل الوطن !؟ 
هل لا يوجد وسيلة أو دور للرقابة على الإبداع فى هذا المجال !؟ 
وهل أصبح محظورا علينا الضرب على يد المفسد لحماية السفينة من  الغرق هل سنتركهم كثيرا يفتعلون ثقوبا فى قعرها ليشربوا هم فقط وهم غير منتبهين الى أن ما يفعلونه يغرق الجميع من كان سببا مباشرا ومن تهاون أو تكاسل عن التصدى لهذا الإفساد.

وفى النهاية وددت لو توجهت الى شعبة الرقابة أو الحذف بإتحاد الكتاب (إذا وجدت) بضرورة تفعيل الرقابة على كل ما من شأنه التعامل مع عقلية الطفل وإتخاذ كل ما يلزم من إجراءات حاسمة تجاه أى تصرف يضر بعقل الطفل ونفسه أو يوجهه الى جهة مثيرة للشك أو غير محسوبة العواقب وإلا فالغد سيكون أسوأ بكثير مما قد نتخيله أو نستطيع أن نتقبله ونتعامل معه. 

وقد لا يتواجد ضمن الهيكل التنظيمى لإتحاد الكتاب شعبة للرقابة على الإبداع أو شعبة للحذف لكن من اللوحة التى كانت معلقة وتشير الى المؤتمر نخلص الى وجود لجنة للحريات فى إعتقادى أن مهمة اللجنة ليس فقط الدفاع عن حرية إبداع المبدعين وإنما بالأساس حماية المتلقى ( القارئ ) وخاصة إذا كان بأهمية الطفل ومدى ما يمثله لمستقبل الأمة. 

كما يجدر الإشارة الى وجود شعبة لأدب الطفل وفى إعتقادى أن أدب الطفل ليس الورقى فقط وإنما هو كل ما يخاطب عقلية الطفل سواء كان غنوة أو رسما أو فيلما كرتونيا أو مسرحية وكل هذه الإبداعات يجب مراقبتها بدقة شديدة وحساب ما تخلفه من تأثيرات على عقول ونفوس الطفل والتى يتم ترجمتها الى أفعال قد لا يحمد عقباها مستقبلا.
ألا هل بلغت اللهم فأشهد........

عندي حلم/ لطيف شاكر

عندي حلم كلمات ذهبية  كان يرددها  مارتن لوثر كينج
الزعيم الامريكي الاسود في القرن العشرن بامريكا وهو بخلاف مارتن لوثر الراهب الالماني في القرن السابع عشر.
مارتن لوثر كينغ  ولد في 15 يناير عام 1929، تم اغتياله في 4 أبريل 1968، كان زعيم أمريكي من أصول إفريقية، وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود في عام 1964 م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من نيسان/أبريل عام 1968، اعتبر مارتن لوثر كنغ من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية ، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة ، وراح ضحية قضيته. رفض كينغ العنف بكل أنواعه ، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين  
كانت  أتلانتا  حيث يعيش مارتن لوثر  وكثير من السود تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، بدءا من الاجور بين البيض والسود و التفرقة في المدارس والمطاعم ووسائل المواصلات وكل الخدمات .
فالابيض له الحق في الفوز بكل شئ اما الاسود لاقيمة له حتي عندما يغتصب الابيض امراة سوداء كان القضاء يتحالف مع الابيض  ولو قتله يساعده الامن علي الهروب قبل المحاكمة , لكن عندما يحدث العكس يكون الموت والسجن المشدد نصيب الاسود.
وبالرغم ان ابراهام لنكولن في سبتمبر 1863، أصدر «إعلان التحرير للسود » لكن كثير من البيض  في بعض الولايات والمدن  لم يمنحوا السود  فرصة الحرية او التمتع بحياتهم  وكأنهم مواطنون  غير كاملين المواطنة  ..
عزم مارتن لوثر كينج  بعد حصوله  علي الدراسات  العليا بتفوق  ونال درجة الدكتوراه في العلوم واللاهوت  واتيحت له فرص عديدة من استاذ جامعي الي عمادة  كلية اللاهوت , الا انه آثر ان يعود الي اتلانتا  ليجاهد مع اهله وجماعتة السود للحصول علي حقوقهم المهدورة اسوة بالبيض والغاء التمييز العنصري وكان جهاده سلميا وحربه بالصلاه والمحبة وأكّد على الروح الإنجيلية التي ينبغي أن تلهم النضال وأن ترفّعه عن المرارة والحقد، مستشهداً بعبارة لأحد كبار مفكّري السود: "لا تدع أحداً ينحدر بك إلى حدّ حملك على إبغاضه".
في احدي خطبه قال
    عندي حلم وهو الإيمان... بهذا الإيمان سنكون قادرين على شق جبل اليأس بصخرة الأمل. بهذا الإيمان سنكون قادرين على تحويل أصوات الفتنة إلى لحن جميل من الإخاء. بهذا الإيمان سنكون قادرين على العمل معاً والصلاة معاً والكفاح معاً والدخول إلى السجون معاً والوقوف من أجل الحرية معاً عارفين بأننا سنكون أحراراً يوماً ما.
    عندي حلم بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يُحكم فيها على الفرد من لون بشرته، إنما من ما تحويه شخصيته(او من دينه).
    دعوا الحرية تدق. وعندما يحدث ذلك، عندما ندع الحرية تدق، عندما ندعها تدق من كل قرية ومن كل ولاية ومن كل مدينة، سيكون قد أقترب هذا اليوم عندما يكون كل الأطفال الذين خلقهم الله: السود والبيض، اليهود وغير اليهود، الكاثوليك والبروتستانت قد أصبحوا قادرين على أن تتشابك أيديهم وينشدون كلمات أغنية الزنجي الروحية القديمة : "أحرار في النهاية! أحرار في النهاية! شكراً يا رب العالمين، نحن أحرار في النهاية!"
    عندي حلم بأنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعني الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية.
    عندي حلم أنه في يوم ما بأن كل وطاء يرتفع، وكل جبل وأكمة ينخفض، ويصير المعوج مستقيماً، والعراقيب سهلاً. فيعلن مجد الرب ويراه كل البشر جميعا
    أنا أقول اليوم لكم يا أصدقائي أنه حتى على الرغم من الصعوبات التي نواجهها اليوم والتي سنواجهها في الأيام المقبلة، لا يزال عندي حلم، وهو حلم ضارب بجذوره العميقة في الحلم الأمريكي (انتهي)
وتحقق الحلم ... حيث يعتبر الكثير  أن رسالة لوثر كينغ قد تحققت وأن التفرقة العنصرية قد انتهت في اليوم الذي فاز فيه باراك اوباما بالإنتخابات الرئاسية في 20 يناير من سنة 2009. وقبله تبوأ  كثير من السود  ارقي المراكز السياسية والاجتناعية , واصبح صوت   السود  يتكالب الحصول عليه كل مرشح لرئاسة امريكا .
.
وانا ايضا عندي  حلم مثل  مارتن لوثر كينج...وهو ان تنتهي العنصرية من مصر  وتكون الحقوق كاملة متساوية   للقبطي كما للمسلم وان نكون جميعا علي قاعدة المواطنة  الكاملة  لكن هذا لايتأتي  بدون حراك فعال ونشاط متقد,  نحتاج الي شخصية قيادية قبطية تتحمس لهذا العمل و تكرس  وقتها ونشاطها ليتمثل  بمارتن لوثر  كينج , وان يتعاون  معه لوبي من عدة  شخصيات  محترمة  قبطية  ومسلمة   وهم كثر ,ويناصرون الاقباط في قضيتهم  ويطالبوا برفع الظلم علي كاهل الاقباط الذي يلحقهم في كل مكان وزمان , كاسلمة القبطيات القسرية خاصة القصر وخطف التجار ورجال الاعمال من اجل الفدية الضخمة او  الذبح علي الهوية الدينية  في عز النهار ,وتهجير العائلات القبطية لاسباب لاتذكر وحرق البيوت ومتاجر الاقباط  وعدم قبولهم بالاعمال  والتغاضي عن ترقيتهم اسوة بزملائهم المسلمين   ولا يكون قبطيا في مركز  مرموق او وظائف سيادية  او  جهات استراتيجية وكأن الاقباط  غرباء و غير مواطنين .
 ان رفع الظلم وانتزاع الحقوق  يكون بالقوة من المتسلطين ولانسمح ان ننحني امامهم حتي لايركبوا ظهورنا
ومن يتقبّل الشرّ سلبياً مسؤول عنه بقدر من يرتكبه، من يرى الشرّ ولا يحتجّ عليه، هذا يساعد على صنع الشرّ".
عندي حلم ...هل يتحقق في ظل دولة مدنية و الوعد الالهي مبارك شعي مصر
وفي سبيل  تحقيق هذا :
لابد من زيادة عدد اخوتنا المسلمين المؤيدين للقضية القبطية فصوتهم اعلي من صوت الاقباط
لابد من قيام ناشط  قبطي  يولي اهتمامه بتحرير الاقباط من رقعة التعصب و معه لوبي من المسيحين والمسلمين الشرفاء
لابد ان نعلم اننا في حرب بلاهوادة بين داعش وانصاره وبين شعب وجيش مصر
لابد ان نطالب بحقوقنا ليل نهار من خلال القنوات الشرعية او هيئات حقوق الانسان حتي لو اغضب المسئولين
لابد ان نكون اقوياء وليس ضعفاء وغير مستسلمين للشر
لابد من رفع عيوننا الي الله طالبين المعونة والنجدة والخلاص منه
ان مايحدث الان في العريش  ليس تهجير الاقباط فحسب  بل محاولة استئصالهم عبر الدولة الاسلامية واتباعها  .
والحل ليس مقاومة الارهابيين بالسلاح فقط بل بالفكر واقتلاع الارهاب من جذوره .
 المواطنة ليست مجرد كلمات ولكنها عمل واجراءات والصراع الان بين المؤمنين بمصر والغير مؤمنين بها اعداء مصر وهم الاسلاميون  الذين شوفنيتهم للعروبة والدين  .
ان الامة التي تعتمد علي العقيدة امة هشة والي زوال ,والوطن يجمع ويوحد والدين يفرق ويشتت
 وسيظل الاقباط بوطنيتهم الجارفة رومانة الميزان كما كان  في  الماضي هكذا في المستقبل ايضا فهم حماة الهوية المصرية والوطن 
 كلمة اخيرة ان الاهتمام  بتقويم وبناء الانسان المصري بعيدا عن التعصب والكراهية اهم  بكثير من بناء المشروعات الكبري  والاعمال الضخمة  
عندي حلم ...

العيد الحزين/ عيسى القنصل


وجاء   العيد  ُ   غاليتي   
بعاصفة  ٍ  من   الالم   ِ   
يذكرني   
بمن ْ  كانت   تساندني   
وتلغي   غيمة     الهم   ِ  
وتفرحني   ببسمتها   
طوال   الوقت    في   يومي  

ليالي     العيد    ما  عادت  كما  كانت  ْ 
فقد  كانت   
هدايا   العيد   جاهزة  ً  
مرتبة ...   مرقمة  ً ..   مغلفة  ً  
عليها    اسم  ُ    حاملها  ..   ومهديها   
وكانت   شجرة  ُ  الميلاد    عالية  ً  
تنير  ُ   البيت َ   فى  الاضواء  والنجم  ِ  

وهذا   اليوم  لا   ادري  لها   شكلا  ً  ولا  لونا  َ  
فبعدك  ِ     لم  اعد  ادري  بما  افعل  ْ  
وما   اعطى   وما   اهدى   
كأن   الكون   يرفضني   ويبقيني  
بعمق    الارض  والعتــــــــــم ِ 

نهادي   من  سيهديني      هداياك  ِ  
هدايا   العيد   اجمعها  
فكم   كنًا   نجوب   السوق  َ  بحثا  ً 
عن  الاحلام ِ   فى  الحلم  ِ  
لنعطى   كلهم   بعضا  ً   من   النعم  ِ  

وكنت ِ    الام  َ   راعية  ً  مصالحنا  
وكنت   الزوجة  َ  الحسناء     في  طيب  ٍ   وفى  كرم  ِ  
وابكى  حالتي  وجعا  ً   
فلا  ادري   لمن   اعطى   كما  كانت   اناملكم   
ولا  ادري   مقايضة  ً  كما   انت  ِ  
نهادي   ضاعت   الدنيا   
وصار  القلب  ُ  اعصاراً  من   الالم  ِ  

وجاء   العيد  ُ  يضربني   
ويجلدني  ...  يذكرني  
بان   الموت  َ  جلاد  ُ وذئب  ُ   قاتل  الغنم  ِ   
انا  يا  عيد    منتحب  ُ   

فلا  تطرق ْ  على  بابي   
ولا  تاتي   تناديني  ..صباح   العيد   بالنعم  ِ   
فقد  رحلت  ْ  حبيبتنا   
وماتت  كل  ُ  افراحي  
كياني   صار  من   فحمي   

الحبّ التّفاعلي بين الحبّ والامتلاء: قراءة في قصيدة للشاعر التّونسي يوسف الهمامي/ مادونا عسكر

أولاً- النّص: 
أبتسمُ الآن
أكْـتُمُك داخلي
ولا أسرّ لشهوتي بك
خشية انسكاب رحيق
أو انفلات وهج
أو إذاعة نفس شارد..
...

أُنِيّمُك بجانبي الأيمن
أُوسّدك حرير روحي
أضمّك بحفيف الشّهوة البكر
أُغطّيك بطرواة الماء ...
...

أنت كثير فيّ...
مَرِّرْنِي إلى قارَّتك الوسطى
حتى أتشهّد..
...

كأنّك من أسماء حزني الحسنى ...
كأنّك من لاجئي روح المرايا...
من أنت؟؟
حتى لا أدعي أنّك أنا
...
من أنت أيّها الطَيِّبُ النَّكرَة ؟..
أراك تنزل إلى السّماء
تصعد إلى الارض متماهيا معي..
...

ما اسمك ؟
صمتُ الحجر جرى
في صراط النّهر مع التّسابيح
حتّى خشع له المجرى،،
فادخل الصّلاة إذن ..
ادخل الميثاق ..
احتشدْ في الضّوضاء السّاكنة
حتّى حضور الغيب،،


ثانياً- القراءة:
"كلماتنا لا تنطقنا عن هوى، إنّما عن نبوءات ووحي. كلماتنا تحمل مفاتيح أبواب الغيب، حيثما قالتنا تدقّنا أبواب اليقين.  لا عالم يفتح مصراعيك خارجنا. نحن امتداد أبديّ بلا حدود، نحن سعة الملكوت." (يوسف الهمامي).
الكلمة النّاطقة سرّ الشّاعر يوسف الهمامي، وهي الّتي تطوّعه وتسكب في عمقه وجدانها وفحواها، فتتجلّى القصيدة محراباً يدخله الشّاعر متأمّلاً، غارقاً في قدسيّته حتّى ينكشف للقارئ سرّ أسرار القصيدة.
- الآنيّة اللّحظيّة/ توحّد وامتلاء.
تمثّل الآنيّة في افتتاحيّة القصيدة لحظة الوحي الشّعريّ  المنسكب في ذات الشّاعر الّذي بدوره ينفتح على نوره ليتلو أوّل الوحي (أبتسم الآن). كما أنّ هذه الآنيّة لا تعبّر عن الزّمان القائم بين السّابق واللّاحق، وإنّما هي اللّحظة المتفلّتة من الزّمان والمكان والخارجة عنهما. لذا فنحن أمام  نصّ يرتقي عن المحسوسات ويدخل القارئ في دائرة النّور الشّعريّ. وكلّما ارتفع تمكّن من الغوص في أعماق القصيدة ليرتشف الجمال ويراه حتّى وإن كان لا ينظره. في هذه اللّحظة الحاضرة بكلّ جمالها ونقائها وسكينتها، يعبّ الشّاعر دفء الحبّ/ الشّخص ويمتلئ منه حدّ الالتحام (أكْـتُمُك داخلي). يكتم الشّاعر شخص الحبّ في داخله لا ليسجنه وإنّما ليمتلئ منه وينغمس به، فيمسي الحبّ هو النّاطق على لسان الشّاعر. 
(أكْـتُمُك داخلي
ولا أسرّ لشهوتي بك
خشية انسكاب رحيق
أو انفلات وهج
أو إذاعة نفس شارد..)
الكتمان المرافق للصّمت (ولا أسرّ شهوتي)، ينبئ بارتحال في حنايا الذّات الخفيّة برفقة الحبّ/ الشّخص. وإن دلّت عبارة (لا أسرّ) على أمر فهي تشير إلى الصّمت التّأمّلي الأبلغ من الكلام. فالكلمات في هذه اللّحظة تقلّل من الانسجام العشقيّ الدّاخليّ ولا ترتقي إلى مستوى قدسيّته. (خشية انسكاب رحيق/ أو انفلات وهج/أو إذاعة نفس شارد..). كأنّي بالشّاعر استحال هيكلاً للحبّ، يكتمه في عمق أعماقه، وينعزل كي ينصهر به ويؤلّف وإيّاه وحدة كاملة متكاملة. 

- الامتلاء حبّ فاعل:

ذكرنا أنّ الشّاعر لا يكتم الحبّ في داخله كنوع من الاستئثار أو الأنانيّة. نستدلّ على ذلك من خلال انتقاله إلى الحبّ الفاعل:
(أُنِيّمُك بجانبي الأيمن
أُوسّدك حرير روحي
أضمّك بحفيف الشّهوة البكر
أُغطّيك بطرواة الماء ...)
تشير الأفعال (أنيّمك/ أوسّدك/ أضمّك/ أغطّيك) إلى حركة الحبّ التّفاعليّ بين الشّاعر والمحبوب، ويتدرّج الفعل برفق ورقّة لترتسم الحالة العشقيّة المؤثّرة في نفس الشّاعر والمنتقلة به إلى الاهتمام بالمحبوب اهتماماً خاصّاً (أنيّمك بجانبي الأيمن). لليمين دلالة البركة والسّلام، ما يمنح هذا الاهتمام طابعاً قدسيّاً روحيّاً يفرط من خلاله الشّاعر بالاعتناء بالمحبوب (أوسّدك حرير روحي/ أضمّك بحفيف الشّهوة البكر/ أغطّيك بطراوة الماء). وهنا يتداخل المحسوس مع الرّوحي (حرير/ حفيف/ طراوة) لتتأكّد حقيقة اللّقاء العشقي المنافية للخيال والوهم. فالشّاعر أمام حقيقة روحيّة ملموسة لا لبس فيها. إلّأ إنّه في لحظته الآنيّة يشهد لحظة الخلق العشقي (الشّهوة البكر) الّتي تدلّ على اللّقاء الأوّل، حالة الحبّ الأولى.  ما تشرحه السّطور التّالية الّتي نشهد فيها انبلاج صوت المحبوب:
(أنت كثير فيّ...
مَرِّرْنِي إلى قارَّتك الوسطى
حتى أتشهّد..)
هذا اللّقاء الرّوحي القدّسيّ المنغمس في الوحدة/ union  يهيّئ للامتزاج  بالنّور الإلهيّ (حتّى أتشّهد).  
التشّهد كفعل إعلان الانتماء لله والاعتراف اليقينيّ به، أو تسبيحه ونمجيده يعكس صورة هذا اللّقاء العشقيّ المنبثق من السّماء والعائد إليه. فتتشكّل دائرة العشق اللّامتناهي الّتي تتجذّر فيها الوحدة وتظلّ محلّقة سابحة فيها إلى ما لا نهاية. 

- دهشة السّؤال في حضرة الحقيقة:
في لحظة خاطفة يرتقي الشّاعر سلّم الوعي المتأمّل أمام حقيقة تجلّت بكلّ أنوارها وأسرارها. يتلمّس خيوط المعنى، منقاداً بالدّهشة والألم والخشوع. 
(كأنك من أسماء حزني الحسنى...
كأنك من لاجئي روح المرايا...)
يتكرّر حرف النّصب (كأنّ) ليعزّز معنى المعرفة أو تلمّسها، ويترجم حالة الشّاعر التّأمّليّة الذّهنيّة والرّوحيّة. يحاول أن يغوص في المعرفة حتّى يبلغ تمامها ويدور في هذا التّأمّل القدسي (أسماء حزني الحسنى)، فيرتقي بحزنه إلى عالم الكمال ليمنح الحزن طابعاً إلهيّاً. ما يشير إلى الوعي الضّمني أنّ ما هو مقبل عليه مؤلم حتّى الفرح على الرّغم من مهابة الحقيقة وجلالتها. 
(من أنت؟) سؤال الدّهشة لا الاستفهام. وهو بمثابة نتيجة للتّأمّل، كما قدّيس في حضرة النّور الإلهي، يعاين، يندهش، يصمت، يتأمّل ثمّ يسأل (من أنت؟)، كتعبير عن انتشاء من نعيم النّور. سؤال الدّهشة يلقى جوابه في عمق الشّاعر الماثل أمام الحقيقة (حتى لا أدعي انك أنا...). ليس من نفيٍ لحقيقة الأنا- أنت في هذه العبارة بل امتلاك الشّاعر لفضيلة التّواضع وخشوعه أمام نعمة الاتّحاد بين الأنا- أنت. وكأنّي به يستزيد معرفة بالسّؤال ويبتغي الولوج في هذا السّر الاتّحاديّ.
(من أنت أيها الطَيِّبُ النَّكرَة؟..
أراك تنزل إلى السماء
تصعد إلى الأرض متماهيا معي..)
الشّاعر غارق في رؤيا، يدلّنا عليها تضارب المعاني والدّلالات (الطّيب النّكرة/ النّزول إلى السّماء/ الصّعود إلى الأرض). ويتبيّن للقارئ خروج الشّاعر عن الزّمنيّة والمكانيّة، ليدخل في سرّ الرّؤيا منفصلاً عن العالم تمام الانفصال. فالطّيب معروف عند الشّاعر وحده، والسّماء والأرض متماهيتان حدّ ظهور سماء جديدة متحوّلة يعاينها الشّاعر وينصهر بالدّهشة أكثر. (ما اسمك؟) 
للاسم أهميّة كبيرة في تأمّل الشّاعر، فالاسم مرادف للشّخص، ويعبّر عنه ويكشف كيانه. تدرّج سؤال الدّهشة (من أنت/ ما اسمك) حتّى بلغ شاعرنا صفاء البصيرة وتمام النّقاء استعداداً للعيش في ظلّ الحقيقة مع استمراريّة اكتشافها.
(صمتُ الحجر جرى
في صراط النّهر مع التّسابيح
حتى خشع له المجرى،،
فادخل الصّلاة إذن 
ادخل الميثاق ..
احتشدْ في الضوضاء السّاكنة
حتّى حضور الغيب،،)
حقيقة حرّكت ركوداً ما في ذات الشّاعر، وخرج عن الكلام ليلج الصّمت والصّلاة في حضور الأنا- أنت، الوعد (الميثاق) الأزليّ الأبديّ. وما علامة التّرقيم (،،) إلّا انفتاح على هذا الغيب المنتظر وإعلان عن ظمأ وشوق إلى القصيدة الّتي لم ولن تنتهي. 

أهل الغيب بين قصور الخلود أم اليوم المشهود؟/ عبد القادر كعبان

"ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغني النذر" (سورة القمر، الآية 4-5)، هي آخر آية من القرآن التي قد ختمنا بها المقالة السابقة "أهل الغيب بين رقدة القبر أم الحشر؟!"، قد أنكرها بشدة وسخر منها العديد من ذوي العقول النيرة من أهل الفن والصحافة والإعلام العربي بل وحذفت كما وصلنا من آراء كل متابع بين معارض ومؤيد  لهذه الفئة، والتي كما يقال عنها ويردد الكثيرون من أهل الصحافة أن مصحف محمد صلى الله عليه وسلم انتهت صلاحيته في هذا الزمان وو... بل القرآن بعينه مجرد ترهات في زمن السرعة، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى الذي أنزله على شفيعه صلى الله عليه وسلم: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون" (سورة الحجر، الآية 9-10-11). 
ربما هذا يعيد إلى أذهان العاقل منا ما فعله قوم نوح عليه السلام على مدى ألف سنة إلا خمسين عاما التي قضاها  مجادلا وناصحا ومحذرا لهم من مكر الله، لكن النتيجة كانت للأسف الشديد العقم بعينه مصداقا لقوله تعالى: "فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا" (سورة نوح، الآية 25).
هناك من قال الإعدام سيكون الحكم النهائي لكاتب هذه المقالة وهو أمر لا يخيف المنتقم الجبار في فئة من عباده المستضعفة، والتي لا تخشى حتى الخلود في نيران جهنم والحمد لله في حكمه البالغة، بل يجعلنا نكرر على مسامعهم بإذن الله أننا جميعا –ومعهم كاتب المقالة- سننتفض من رقدة القبر في أعقاب صيحة هائلة في لمح من البصر، وقوفا للسؤال الذي يستبعده أهل الغيب من هذه الفئة، وذلك اليوم المشهود الذي لا مفر منه حتى لو شيدت هذه الفئة الذكية المالكة لمال قارون وملك فرعون قصورا للخلود في دنيا فانية مصداقا لقوله تعالى: "إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود" (سورة هود، الآية 103).
لكن ما يطمئن قلب المستضعف دائما هو القرآن، والذي حتما يكفينا  شر ما تبعثه إشارات غيبياتهم التي باتت تعلم أنها ستنجب ذكورا وإناثا كما يقول عامة الناس، بل وتتحدى الله ومكره الذي يجب أن يسجد طوعا لهم أو كرها ليخرج من أرحامهم ذرية، ولكنه بدوره سبحانه يرد عليهم مستهزئا في قوله تعالى: " فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون" (سورة الصافات، الآية 149).
لو تأملنا جميعا بما فيهم هذه الفئة حال العرب في زمن السرعة ومباهجه الفانية، التي لطخت وجهه بدماء بريئة وعري وأمراض خبيثة وأوجاع وضغائن وحروب دنيئة وو... لترفع صوتا يقول أن الإسلام يساوي القتل والإرهاب والداعشية فأعدموه نصرة لكم وللعلمانية وتحرر الجسد من لباسه وإنسانيته ليصبح حيوانا يعبد شهوانيته ويصلي لأصنامها، ويقوم لياليه ويصومها متضرعا ليصل إلى علياء جنانها يوم الحشر هو والقبر قبله، اللذين كلما ذكرا أمام تلك الفئة الذكية التي باتت تعلم علم الساعة منذ سنين تزداد عندا واستخفافا بمكر الله وحكمته وغيبه، والذي جهله والحمد لله أنبياء الله عليهم السلام في أرضه، بل وفروا فرارا إلى جانب ربهم خوفا من مكره وسخطه وغضبه الذي قد آمنه هؤلاء في فئة مستضعفة قد حكموا عليها بالإعدام منذ سنين والله شاهد على ذلك، واليوم يحاربون رب الكعبة فيها بإشاراتهم المبثوثة عبر وسائل الإعلام ويريدون منها أن تخلق لهم ذكورا وإناثا وهذا الجهل والكفر بعينه!، والتي كانت بداياتها عبر الفيديو كليب التي جعلت الضعيف لعنة ولا تزال إلى اليوم المشهود، وصولا لمقاصدهم الخبيثة لا تخفى على رب العباد والتي عقدوا العزم فيها على أنهم الغالبون وستخرج ذرية من أرحامهم لا محالة وعلى رأسها الذكور كما بات يثرثر بذلك العامة من الناس، فيكفيهم إناثا يا رب العالمين!، حتى أنهم تناسوا مكر الله الشديد وقوله في قرآنه العظيم: " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" (سورة الحجر، الآية 92-93).
*كاتب صحفي جزائري

بعد 3 سنوات في قيادة الهند .. ماذا حقق "مودي"؟/ د. عبدالله المدني

في حملته الانتخابية للظفر بقيادة الهند في عام 2014 أطلق "ناريندرا مودي" الكثير من الوعود، وعلى رأسها تحقيق قفزة اقتصادية وتنموية مشابهة لما حققه في ولاية كوجرات التي ظل رئيسا لوزرائها لسنوات طويلة متواصلة. وما أن حقق حزبه (بهاراتيا جاناتا) نصرا عظيما لم يسبقه إليه أي حزب آخر في تاريخ الهند المستقلة، بما في ذلك حزب المؤتمر الذي قاد حركة الاستقلال ومنح الهند معظم قادتها، حتى شمر عن سواعده لتنفيذ اجندته، مستغلا امتلاكه لأغلبية برلمانية كاسحة (350 مقعدامن أصل 543).
وقتها تخوف الكثيرون، خصوصا علمانيوالهند ومسلميها، من مجيء مودي المتهم بعدم حماية مسلمي غوجرات في إصطدامات شهدتها الولاية بينهم وبين الهندوس في عام 2002، إلى السلطة على رأس حزب قومي هندوسي متشدد، فقالوا أنها نهاية الهند ونهاية نظامها العلماني التعددي. غير أن "مودي" كان يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت، وكان مصرا على دخول التاريخ كواحد من قادة الهند العظام، وبالتالي لم يكن في وارد التساهل مع المتشددين والعنصريين الكثر في صفوف حزبه، فقال عباراته المشهورة:"العلمانية كلمة يـُعرفـّـها الناس بطرق مختلفة، أما بالنسبة لي فتعريفها بسيط جدا: الهند أولا".
وسرعان ما عرف العالم إن هذا الرجل، الذي بدأ حياته العملية بائعا للشاي في كشك على رصيف محطة القطارات، يهوى إتخاذ القرارات المفاجئة والصادمة، ويعتبرها "ضربة معلم" حتى وإنْ ووجهت بالانتقادات من خصومه ومنافسيه. 
فإذا ما استبعدنا تنفيذه فورا لأحد وعوده الانتخابية الخاصة بزيادة حصة النساء في الحكومة المركزية عبر منح سبع حقائب وزارية (من ضمنها الخارجية) لسبع سيدات ينتمين إلى ديانات مختلفة، فإن قراره التالي الذي فاجأ البعض هو اختياره الصين، غريمة بلاده التقليدية إلى الشمال والتي تحتل آلاف الكيلومترات من الأراضي الهندية منذ عام 1962، كأول دولة يزورها بعد توليه السلطة. ولئن قيل وقتها أن هذا الاختيار جاء كنتيجة طبيعية لإهتمام الرجل بالنموذج الصيني في الانطلاق الاقتصادي والذي اقتبسه الى حد ما لتحسين اقتصاد ولاية غوجرات خلال توليه رئاسة حكومتها المحلية، فإن المراقبين لم يجدوا ما يقولونه سوى أنه مصمم على استخدام الصدمات الكهربائية في العلاقات الدولية، وذلك حينما قام بزيارة مفاجئة إلى باكستان، غريمة بلاده التقليدية إلى الغرب، وهو في طريق عودته إلى نيودلهي من زيارة سريعة إلى كابول، بل واصراراه على تخطي البروتوكولات لزيارة نظيره الباكستاني نواز شريف في منزله بمدينة لاهور ومشاركته أفراحه بعيد ميلاده وزواج حفيدته. 
ولم يمض وقت طويل على توليه رئاسة الحكومة إلا وكان مودي في اليابان، التي تعتبر في مقدمة الدول الداعمة للهند في مجالات الاستثمار والمساعدات ونقل التكنولوجيا، يتفق مع مسؤوليها على تعزيز الروابط الاقتصادية والاستثمارية الثنائية. ثم رأيناه يتوجه إلى الولايات المتحدة، داحضا ما اشيع أنه بصدد فك تحالفات الهند مع الأخيرة واستبدالها بتحالفات مع القوى الآسيوية الصاعدة فقط ، ومستهدفا كسب ود الإدارة الامريكية السابقة التي قاطعته ونظرت إليه بحذر بحجة انتهاكه لحقوق الإنسان في غوجرات في 2002. وفي هذه الأثناء لم يستبعد الرجل منطقة الخليج العربي من حساباته، وعدها ذات أهمية خاصة لبلاده بسبب ثقلها الاقتصادي والنفطي واحتضانها للملايين من العمالة الهندية ومساعيها للإرتقاء بنفسها على جميع الأصعدة، فتواصل شخصيا مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي دون استثناء. 
بهذه الزيارات والاتصالات أكد مودي أنه يسعى إلى تحقيق نجاحات واختراقات على صعيد العمل السياسي والدبلوماسي الخارجي، ذات المردود الايجابي على استقرار بلاده وأمنها وتنميتها وما يصب فيها من استثمارات أجنبية كفيلة بخلق المزيد من الوظائف واستيعاب العاطلين أو ممن سيدخلون سوق العمل قريبا. 
ومن ضمن الخطط الاقتصادية التي أطلقها بهدف جذب الاستثمارات الصناعية الاجنبية، وتشجيع المستثمرين المحليين على التصنيع، وتعزيز مكانة الهند التصديرية في العالم وربط المنتجين الهنود بما يجري في الكون من تحولات صناعية، وتنمية المهارات المختلفة لدى المواطنين، حملة"أصنع في الهند"والتي حققت نجاحا معتبرا بدليل ان الحجم الاجمالي للإستثمارات الأجنبية المباشرة وصل إلى 63 بليون دولار أمريكي في عام 2015 وحده. ففي سبتمبر 2014 أطلق مودي هذه الحملة غير المسبوقة في تفاصيلها وأهدافها، قائلا إنه يسعى من ورائها إلى تحويل الهند إلى دولة رائدة في تصنيع السلع عالية الجودة بالمقاييس العالمية، وبما يوفر ملايين الفرص الوظيفية، ومضيفاً إن الهند، من أجل هذا الهدف، ستقوم بإغراء أصحاب رؤوس الأموال الأجانب لاستثمار أموالهم في البلاد عبر تقديم حزمة من الإعفاءات الضريبية والتشريعات المزيلة للعوائق البيروقراطية، ومذكرا بأن بلاده من دول العالم الرائدة في تصنيع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الاتصالات الذكية، ونظم المعلومات ووسائطها المعروفة، ناهيك عن تقدمها المذهل في صناعة الدواء والأقمار الصناعية، وتحقيقها الاكتفاء الذاتي في صناعة الغذاء.
إلى ذلك قام مؤخرا بوضع ميزانية لمساعدة الفقراء من خلال زيادة الانفاق الحكومي على المناطق الريفيية الفقيرة وخفض الضرائب على الدخول الشخصية للقرويين والمزارعين إلى النصف، وتقليص الضرائب على شركات البلاد الصغيرة وزيادتهاعلى الشركات الكبرى.
ولما كان الفساد أحد أكثر الأمور المعيقة للنهوض الإقتصادي من تلك التي تسببت للهند بخسائر ووقفت طويلا كحجر عقرة أمام تفوقها، فإن مودي أقدم مؤخرا على خطوة جريئة دون أن يفكر في تبعاتها السلبية على شعبيته أو اضرارها على المستثمرين المحليين. إذ قرر إلغاء الأوراق النقدية من فئة ألف وفئة خمسمائة روبية، في محاولة للقضاء على الأموال المتهربة من الضرائب أو المستحصلة بطرق غير مشروعة والتي سميت بـ "المال الأسود".
لكن دعونا من كل ماسبق، ولنتوقف عند قرار تاريخي يحسب لمودي وهو قرار اتخذته حكومته مؤخرا وصادقت عليه المحكمة العليا الهندية، حول حظر استخدام الدين او العرق او الطائفة عند القيام بالحملات السياسية والتصويت الانتخابي، معتبرة ذلك انتهاكا للدستور وجريمة ترقى إلى مستوى الفساد والافساد.
د. عبدالله المدني
*أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: فبراير 2017 
البريد الالكتروني:Elmadani@batelco.com.bh  

عبارة الهامش:
استخدام الدين او العرق او الطائفة وقت الحملات السياسية والتصويت،انتهاك للدستور وجريمة ترقى إلى مستوى الفساد والافساد.

الأنسان،مسيرة أمل/ انطوني ولسن

يعيش الإنسان حياته مجرباً، مشاركاً، محاولاً اكتشاف الغامض منها، والإستمتاع بالحلو فيها. ولا يعرف طعم السعادة، إلا من ذاق طعمها. ولا يشعر بالألم، إلا من عانى منه، ولا يحس بالحزن، إلا من فقد عزيزاً لديه. ولا يختبر فرحة اللقاء إلا من طال انتظاره لهذا اللقاء. ولا يعرف معنى الحب إلا من عاش حياة مليئة بالحب، ولا قسوة المرض إلا من قاسى منه. ولا يعرف قيمة الصحة إلا من حٌرم منها..
هكذا الإنسان من يوم مولده الى يوم وفاته، يعيش حياة التجربة، والمشاركة، والمعرفة.
يتساءل إذا اصابته مصيبة: لماذا أنا؟!.. ظاناً انه دون سائر البش، يجب أن يكون بعيداًعن المصائب، غير متوقع لشرور الحياة ومصائبها. إذا كان الإنسان في حالة صحية جيدة لا يتوقع المرض. يلهو ويتمتع بالحياة دون تفكير في المرض. أو ما قد يكون عليه أمره اذا مرض.
هكذا يعيش الإنسان هذه الحياة المتضاربة المليئة بالمفاجأت والمتناقضات. فهل يتعلم؟!. 
قد يتعلم البعض وقد لا يتعلم البعض الأخر. من يتعلم ومن لا يتعلم في النهاية يتساويان. وهذا الجزء المحزن في قصة الإنسان قصة الحياة والموت. قصة الوجود والفناء. لكن هل وجد الإنسان ليحيا ويموت، وما بينهما يذهب مع الريح، لا قيمة له ولا حسبان؟. وإن لم يكن هذا، فلماذا ضاع ملايين الناس تحت صفحة النسيان، ولم يعرف احد عنهم شيئاً؟.
الحقيقة غير هذا. الإنسان قصة حية دائماً في العقل والوجدان. دائما موجود حتى بعد الموت.. موجود الأب في ابنه، والأم في ابنتها. ألم نسمع القول الذى يقول من أنجب لم يمت وليس في الإنجاب فقط بل في كل ما هو يفعل ويعمل اسمه مخلد. اسمه الإنسان.في وسط الأفراح واللهو دائماً يتذكر ماذا بعد هذا؟ وفي الأحزان والأكتئاب، يبتسم ويأمل. نعم يأمل.. فهذه الكلمة "الأمل"، هي مفتاح الحياة، وبلسم الجراح ومبدد الأحزان. بالأمل يرتقي الإنسان وتتغير نظرته للحياة، تضيء الدنيا أمام من يعيش بالأمل مهما كان الظلام محيطاُ به.
منذ أن وجد الأنسان على وجه الأرض، وهو في تجارب ومعارك مع الحياة ومع نفسه. يفشل ولكنه يأمل في النجاح. يمرض، لكنه يأمل في الشفاء. يموت ولكنه يأمل في الحياة بعد الموت حيث يجد الراحة من كل آلامه وأحزانه، والأمان لكل مخاوفه وظنونه.
هذا هو الإنسان الذي حباه الله كل شيء، ومنحه نعمة الأمل ليستمتع بالحياة!. يعيشها في محبة، ووئام، وسلام مع نفسه، ومع الناس، وأهم شيء مع لله.
الأمل قاهر اليأس وقاتله. فلماذا لا نعيش بالأمل وعلى الأمل؟. لماذا لا نقول لأنفسنا أن غداً يوم آخر جديد.. غداً أفضل من اليوم وبدون شك هو بعيد جداً عن الأمس!

بصمات الحياة:

* لا تبع نفسك رخيصاً؛ لأنك أن فعلت ذلك عليك أن تحتمل نعال الناس وهي تدعسك! 
كن الضحية ولا تكن المطية؛ لأن في التضحية فداء!*
*إذا طلبت منك إمرأة، لا تبادلك الحب، صداقتها؛ فمعناه: انها شعرت بحبك لها، لكن لا مانع عندها من استغلالك باسم الصداقة!
*التمتع بالحياة مثل بوليصة التأميين، يرتفع ثمنها كلما تقدم بنا العمر!
ما زلت أتذوق رحيق شفتيكِ،وأخشى ضياعه مع عطش الحياة!*
*قال لها: أعطني قلبك؛ فمنحته جسدها.. فلما زهد فيه، لم يبقَ منها شيء!

جلجلة أقباط مصر التي لا تنتهي/ الياس بجاني

لا بد لأي مراقب أو متابع لأوضاع المسيحيين المأساوية في مصر من أن يتساءل عن سبب اضطهادهم المستمر بدموية وحقد وكراهية من قبل بعض مواطنيهم وعلى يد غالبية حكوماتهم وحكامهم منذ عقود.

المسيحيون في مصر يتعرضون دون رحمة أو حماية لاضطهاد عنفي ودموي غير مسبوق، وهو تعدي سافر لم يتوقف ويتوالى فصولاً خلال كل الحقبات والعهود دون استثناء واحد.

نسأل، ما هذه الثقافة البالية والأصولية التي تحلل دم المسيحيين المصريين، وتشرّع التغاضي الحكومي والرسمي والقضائي عن التعديات الفاضحة على ممتلكاتهم ومعاملتهم كأغراب مع أنهم هم سكان مصر الأصلين.

المسيحيون في مصر يذبحون في منازلهم وأماكن عبادتهم ويهاجمون بوحشية وتدمر كنائسهم ويهجرون ويحرمون من حقوقهم في المواطنة، فيما السلطات الحاكمة إما متفرجة أو حامية للمعتدين في معظم الأحيان.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن المسيحيين المصريين هم من أكثر شعوب العالم طيبة وانفتاحاً على الآخرين وسلمية ومحبة ومغفرة… وهم لم يلجئوا للعنف ولو مرة واحدة حتى للدفاع عن أنفسهم.

اليوم يذبحون في سيناء ويهجرون وتدمر منازلهم ويجبرون على مغادرة قراهم وبلداتهم ويضطهدون في حين أن السلطات إما عاجزة أو غير راغبة في القيام بواجباتها الأمنية والقضائية.

حتى الآن لم يصدر عن الجامعة العربية، ولا عن أي دولة عربية ولو موقف واحد مستنكر لما يتعرض له المسيحيون في مصر، مما يبين بوضوح جلي غياب العدل والمساواة وعدم احترام شرعة الحقوق الدولية لدى كل هذه المرجعيات فيما يتعلق بالمسيحيين المصريين وهذا أمر مرعب فعلاً.

إن الاستنكار لم يعد يفيد ولا جدوى منه بالمرة.

يبقى، أن المطلوب من حاضرة الفاتيكان والأمم المتحدة التدخل فوراً بكل ما لديهما من إمكانيات ووضع حداً للانتهاكات البربرية والهمجية التي تطاول المسيحيين في مصر.

كما يجب تحميل الدولة المصرية كامل المسؤولية ومحاسبتها دولياً عن طريق مجلس الأمن وإلا فالسلام والرحمة على كل ما هو إنسانية وعدل وحقوق ومخافة من الله ومن يوم حسابه الأخير.

فضاءٌ مِن عُنفُوانِ الرّوح/ صالح أحمد

ما حاجَتي للحِكمةِ التي لا تُصغي لصَوتِ الجَمال...
وتُزري بِهَمسِ النَّفسِ للنَّفسِ...
ولا تحتَرِمُ خَيالِيَ المُنفَلِتَ مِن قُيودِ الآنِ والمكان؟

مؤمِنًا عِشتُ بأنَّ الاستِكانَةَ لا تَبني يقينًا.
وأنَّ الحُبَّ لا يُدرِكُهُ إلا القَلبُ المُنفَلِتُ مِن قيودِ الأنا؛
والصارخُ في فَضاءٍ مِن عُنفُوان الرّوحِ:

يا أخوتي في المَحَبَّة..
إنّي آنَستُ نورًا..
فليأتِ إليَّ كُلُّ مَن عَشِقَ الطَّريق؛
ذلكَ المُمتَدَ مني إليكَ، ومنكَ إليّ..
في ظِلِّ النّشيدِ المُستَفيقِ سَكينَةً في شِعابِ الحَياة.
حيثُ لا تَكُفُّ طيورُ الأُنسِ عنِ التّحليقِ..

مَن عاشَ الأنوارَ حُبورًا؛
تَمَكَّنَ مِن سِرِّ المَلَكوتِ المُتَشامِخِ في عِصمَةِ جُرح.
يا ألَمي! كُن نَغمَةَ إشراقٍ..
في قلبِ الكَونِ المُتَنابِضِ بِحَصانَةِ حُب.
وعُذوبَةِ روحٍ تتصَعَّدُ في شَفافِيَةِ شَوقٍ؛
يَتَسامى عَن طَقسِ استِحضارِ الصُّدفَة.

لا وَزنَ للرّغباتِ..
حينَ تَروحُ أشرِعَةُ الرّمادِ إلى المَهاوي العاصِفَة.
تستَنبِتُ الأنفاسُ يَقظَتَها مِن شَمسِ عِفَّتِها..
كَذا تُردي المَخاوِفُ ذاتَها.

حامِلًا إنسانَ خُطواتي..
سانهَضُ مِن تَباشيرِ الجروحِ العالِيَة...
وألُمُّ مِن مُدُنِ الشُّروقِ رؤى انجِذاباتي لألحانِ الخُطى؛
بمَعارِجِ الصّخَبِ الوَلود.
وعبيرُ لألاءِ خُشوعِنا الجماعِيِّ...
يُقصي مَدائِنَ المِلحِ عَن رِمشي،
يَفقَاُ عينَ الهاوِيَة.

لن يَفِرَّ الزَّمَنُ مِن نَظَراتِنا..
ما دامَ في أعماقِنا..
يتفَجَّرُ النّغَمُ الذي يَغسِلُ صَمتَ شَقائِنا.
لن يكونَ النّسيمُ الذي سيفجِّرُ الأنوارَ في أحداقِ صحرائي...
سوى نبضَةِ الرّوحِ في صَلَواتِنا.

اعتَرِفي يا زُحوفَ الصّيف!
يستَيقِظُ الدّفءُ مِن أقدامِ عُصفورٍ على عَرشِ سُنبُلَة.
ويسقُطُ التاجُ العَتيقُ..
حينَ تُعانِقُ الأحلامُ شمسَ غِيابِها.

خطاب نصر الله كان قنبلة ذكية/ موسى مرعي

ان  الخطاب الذي ألقاه سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وقائد المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية . لقد القاه كالقنبلة الذكية لكن صناعة محلية . أخذ صدى الخطاب لحظة القائه وتفجيره فأصم مسامع حكومة العدو الاسرائيلي وتسبب في شرخ كبير بين المواطنين الاسرائيليين والحكومة , وقد وصل صوت القنبلة الذكية الخطابية الى واشنطن واسرعوا ألمسؤولين الأمريكان بالاتصالات مع بعضهم البعض ومع حكومة اسرائيل وبدأت الحكومة الاسرائيلية تعمل على تهدئة توتر الشارع الاسرائيلي وخاصة عندما علموا الاسرائيليين عن مدى خطورة الأمونيا عليهم اولا , وبدأوا يرددوا الاسرائيليون رسائل شفهية موجهة لحكومتهم بأن لولا خطاب السيد حسن نصرالله ما كنا عرفنا بأن وجود صهاريج الأمونيا تشكل خطرا كبيرا علينا في المنطقة التي يسكنها تقريبا حوالي  600 ألف نسمة ومنهم من قال نشكر حسن نصر الله على خطابه وتكلم عن هذا الخطر الذي يحيط بنا وحكمومتنا تعلم انه يشكل خطرا علينا ولم تبالي بل تريدنا أن نكون دروعا بشرية وقالوا أيضا ان حكومتنا تخدعنا انها حكومة فاشلة والحكومة المبنية على الكذب وخداع مواطنيها فانها ذاهبة الى الزوال . السيد حسن نصر الله قد ايقظ الشارع الاسرائيلي من سباته وكانه يقول لهم ان حكومتكم تجعل منكم خرفان ليقدمونكم قرابين على مذبح يهوذا فانتبهوا .  وبسرعة تدخلت محكمة البيئة في حيفا واتخذت قرار بالغاء صهريج الأمونيا والشعب ألاسرائيلي طالب ايضا بتفكيك المفاعل النووي في ديمونة . ليس استجابة لطلب سماحة السيد حسن نصر الله بما جاء في خطابه أيضا ولكنه فتح أذهانهم وأعطت القنبلة الخطابية الذكية مفعولها بين الشعب الاسرائيلي وقياداتهم وأدخلهم بالحيطان .                 
اسرائيل تخاف من صواريخ المقاومة حسب تقدير رئيس الحكومة النتن – ياهو , ان حزب الله يمتلك أكثر من مئة الف صاروخ متطور زائد الى امتلاكه أيضا احدث الأسلحة والعتاد والخبرة القتالية التي يمتلكها المجاهدين . كالعادة بدأت اسرائيل تتباكى وتتدروش كالطفل اليتيم المتسول على باب احدى المساجد وقام النتن – ياهو رئيس حكومة العدو بزيارة لأمريكا وعدة دول اوروربية وغربية ومنهم استراليا كي يتباكى ويقول في جوارنا خطر يتربص بنا اسمه حزب الله , والسعودية من جهة اخرى أيضا تدعي بان ايران تشكل خطر عليها وعلى دول المنطقة والمجاورة لها , لقد جمع بين اسرائيل والسعودية والامارات عداوتهم لأيران وحزب الله وسورية التي خرجت من المؤامرة الكونية منتصرة , أمريكا قالت بعدما قام أنصار  الثورة الايرانية اقتحموا السفارة الأمريكية سنة 1979 للسعودية والامارات أن وجود الجمهورية الاسلامية في ايران تشكل خطرا عليكم وعلى عروشكم فصدقوا تعليمات الاستخبارات الامريكية فالتقيا مع بعضهما على تعاون عسكري مشترك بين دول الجزيرة العربية والعدو الاسرائيلي المحتل لفلسطين وعازم على التوسع . الاجتياح الاسرائيلي على لبنان سنة 2006 كان بقرار امريكي سعودي ولكن لم يكن في حسابهم أن يكون الهجوم في تموز 2006 بل كانوا اتفقوا على ان يكون الاجتياح في بداية العام الجديد في 2007 , أو على نهاية عام 2006 . لكن لحسن حظ المقاومة ونجاحها في عملية خطف الجنديين الاسرائليين في تموز 2006 عجل بالحرب وغير العدو الاسرائيلي خطط الحرب وصدمت اسرائيل بصمود المقاومة امام الجيش الذي لا يهزم خلال 33 يوما ومع اعترافهم بانتصار حزب الله عليهم واعترفوا بأنهم هزموا ابشع هزيمة بتاريخ حروبهم مع العرب لم يخسروا حربا واحدة . فتغيرت المعادلة وأصبح لبنان من خلال مقاومته يمتلك القوى الرادعة بوجه اسرائيل البعبع سابقا . اعادوا الأمريكان الخطط من جديد ووعدوا بشرق اوسطي جديد باعتبار أن انتصار حزب الله في تموز 2006 على اسرائيل كان بسبب دعم سوريا وايران , وخططوا على خراب الشرق الأوسط كما وعدت كوندا ليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا آنذاك . وصنعوا الربيع العربي وحصل ما حصل للمنطقة وبالذات المؤامرة الكبرى على سورية وبعدها يكون لبنان للالتفاف على المقاومة بقيادة حزب الله , ولكن صدمت اسرائيل وامريكا في آن واحد بتدخل حزب الله عسكريا بعد أن انكشفت المؤامرة وتدخلت أيضا ايران وروسيا ووقف الشعب السوري الى جانب النظام والجيش الأبي . وبدأت اسرائيل تتباكى على اساس خائفة من حزب الله وتطوره وقوته وخائفة من سورية بعد ان خرجت منتصرة على 86 دولة . ان جولة رئيس حكومة العدو الاسرائيلي لأمريكا ودول اخرى لأخذ قرار قرع طبول الحرب على لبنان , جدير بالذكر ان النتن – ياهو  لم يهدأ ولم يتراجع عن تهديداته لاجتياح لبنان وبالرغم من ذلك حذره أحد المحللين السياسيين الاسرائيليين القدامى على عدم تسرعه لأن الحرب ليست لصالحهم وخاصة ان امتلاك اكثر من مئة ألف صاروخ بايدي حزب الله وهم ولا عملائهم ولا حلفائهم يعرفون مكانهم وأين منصاتهم وأضاف المحلل السياسي والعسكري أيضا عن قدرات مقاتلي المقاومة وخبرتهم القتالية من خلال مشاركتهم   بالحرب في سورية والانتصارات التي سجلوها , كلما وجدوا خطة تفاجأوا بخطة معاكسة من سيد المقاومة . وان بقاء الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد رئيسا للجمهورية وربما أيضا يقود المنطقة وخاصة ان الجيش السوري قد أثبت أنه من اقوى الجيوش في العالم وازدادت سورية قوة عسكرية متطورة وازدياد قوة وشعبية المقاومة , وأيضا الصدمة الأقوى هي انتصار الحشد الشعبي والجيش في العراق ودحر الدواعش الارهابيين بمختلف منظماتهم وحركاتهم الارهابية , فقدت اسرائيل مشروع الشرق الاوسطي الجديد وحلمها لهيمنتها على المنطقة فلم يعد بيدها غير هذه اللعبة و هي ايجاد تحالف عربي اسلامي طائفي لمواجهتهم مع قوة اسلامية اخرى  ايران والمقاومة وسورية والعراق , جعل محورين متخاصمين او متحاربين هو محور شيعي ومحور سني ولكن أيضا اسرائيل وأمريكا وحلفائهم من العرب  حتما سيفشلوا لأن القدس تحتلها اسرائيل والسيد ترامب اول تهديداته كانت انه سينقل سفارة بلاده الى القدس وجعل القدس عاصمة اسرائيل , والجيش السعودي والاماراتي فهموا لعبة حكامهم من خلال تمويلهم للارهاب لتدمير العالم العربي وتشتيت شعبه ارضاء للعدو الاسرائيلي المحتل لفلسطين وبيت المقدس وأيضا عرفوا وفهموا لعبة حكامهم لغزوا اليمن الشقيق مع امريكا واسرائيل وقتلوا ألاف الأطفال والنساء والشيوخ ودمروا اليمن ودمروا بيوت الله لذلك نرى أن هذه الجيوش العربية الاسلامية مجبرة على القتال ضد اخوانهم ولكن اذا فرض عليهم علنا وقوف الجندي العربي السعودي والاماراتي الى جانب الجندي الاسرائيلي المحتل للقدس ولمسجد ألأقصى منه عرج  النبي محمد عليه الصلاة والسلام الى السماء ورجع بالرسالة فلا يمكن أن يسكت أو يرضى , واذا رضي الجندي العربي فلا يمكن ان يسجل اي انتصار لأنه سيعجز عن قتال اخيه العربي هذا اولا وثانيا أقول بصراحة سيعجز ايضا في مواجهة الجندي السوري او الجندي الايراني والمجاهد في المقاومة . خبراء عسكريين امريكان واوروبيين صنفوا المقاتل من حزب الله بعشرة من الجيش الاسرائيلي وبخمسة من الجيش الامريكي ولا ننسى قدرة وشجاعة السوري واما الايراني اذا حمل آلة تسجيل والسماعات في اذنيه وبدأ يستمع مجلسا لأبو عبد الله الحسين ع سوف يستشرس ويهاجم بقوة ولم يعد يعرف خط الرجعة , واذا دعا السيد حسن نصرالله المسلمين للجهاد أنا اتحمل مسؤولية توقعاتي هذه اذا نادى بالمسلمين حي على الجهاد سوف يخرج معه أكثر من 500 مليون محارب من سنة وشيعة ومسيحيين . واعطيكم مثل بسيط في العراق كان يقع خلاف بين المرجعية الشيعية ونظام صدام حسين وكانت المرجعية تتحمل الظلم  ولم تدعو الشيعة او المسلمين عامة الى قتال صدام . اي نعم حصل خطأ تأييد البعض لدخول ألأمريكان ولكن لم تكن فتوى وبعد دخول الامريكان وهزم صدام وبدأت التفجيرات في المناطق الشيعية والسنية وأكيد ألأمريكان والدول المجاورة كانوا وراء هذه التفجيرات بين السنة والشيعة . واكثر من دفع الثمن غالي بخسارة الارواح هم الشيعة ولكن الحوزة لم تتكلم بل استمرت على الصمت من أجل الوحدة الوطنية , لكن عندما الارهابيين الوهابيين دخلوا المدن العراقية اول مدينة وهي سنية فخرجت الحوزة واصدرت فتوى بالجهاد لتحرير العراق والدفاع عن شرف العراق فخرج السني والشيعي والمسيحي سمعا وطاعة للسيد السيستاني المرجع الشيعي يعني يوجدهناك من يوحد ويجمع . وأما تهديدات مسترترامب لقد تعودنا على رؤساء الولايات المتحدة ألأمريكية كلما يأتي واحد بيده أجندة ومبرمجة يوميا يقرأها ويعمل ما هو مكتوب بها وزهقنا من تهديداتهم التي لم تعد تخيفنا .                                                     
 جربنا المارينز الامريكي في لبنان عام 1982 وكانوا مع اسرائيل وفرنسيين والايطاليين والجيش اللبناني الانعزالي آنذاك وحلفائهم من اللبنانيين الشق أليميني فانتصرنا عليهم وحررنا بيروت منهم ومن اسرائيل وهزمنا الجيش الأمريكي والفرنسي وهربت المدمرة الامريكية نيوجرسي التي خاضت حربين عالميين الاولى والثاني انتصرت بهم وانهزمت في لبنان لأن قتال البر يحسم كل شيئ ونحن شعب التاريخ يشهد لنا وبشراستنا القتالية , امريكا لم تعد تستطيع دخول اي حرب أولا امريكا دائما تعتمد على سلاحها الجوي وعلى حلفائها هذا لو وجدت حلفاء حرب في اوروبا لما كانت تمسكت عسكريا بدول الخليج العاجزة لأن اوروبا أيضا لم تستطيع الخوض في أي حرب بسبب ازماتها الاقتصادية والشعب الاوروبي لم يعد يسمح لا لأمريكا ولا حتى لحكوماتهم ليجروهم الى الحروب وليحاربوا بالوكالة . وعدا عن ذلك انكشفت أمريكا انها كلما دخلت حرب لوحدها خسرته . في كمبوديا وفيتنام وحتى في اليابان انهزمت لذلك أنقذت حالها من خلال القنبلة الذرية في هوراشيما ونكازاكي , وفي العراق عندما التحالف الدولي انتهت مهمته وهرب من هرب وبقيت أمريكا بمفردها استفردوا بها العراقيين ولقنوها درسا لن تنساه أبدا وقبل ذلك خسارتها المؤلمة في أفغانستان  وقبلها في الصومال . وفي حال ترامب صور لنفسه أنه رامبوا وقرع طبول الحرب سوف تتدخل ايران وروسيا ستدخل الحرب اجباري لحفظ موقعها في المنطقة وهيبتها وهي بالطبع دولة عظمى ولا ننسى ايران وقوتها وتفوقها العسكري والتكنولوجي وموقعها الجغرافي وأصبحت من اقوى الدول في العالم وسورية التي خرجت في الحرب جيشا لا يهزم وامتلاكها لأحدث الأسلحة المتطورة , وأيضا المقاومة واحزاب المقاومة ارادتنا وعزيمتنا وشجاعتنا ووطنيتنا عندما نتخذ قرار الجهاد والنضال لا تخيفنا كل جيوش العالم واساطيلهم وتاريخنا يشهد بذلك , فحزب الله لم يعد كما كان من قوة عسكرية وتكنولوجية بل أصبح أكثر وأكثر بكثير ومما كان عليه بحرب تموز 2006 وبعد , لقد صنفته امريكا وفرنسا أنه لو كان دولة لكان بالمرتبة الخامسة في العالم من حيث القوة . فالحرب اذ بدأت بيننا وبين العدو الاسرائيلي سوف تكون على ارض فلسطين في عمق المستعمرات والمدن الاسرائيلية لأن المقاومة الفلسطينية سيكون لها دور فعال بشكل سيدهش اسرائيل وحلفائها . كان العرب يشتكوا لمجلس الأمن الدولي ولكن هذه المرة اسرائيل ستشتكي لمجلس الأمن ليطالب المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية من الانسحاب من المدن الاسرائيلية وبالطبع لا للانسحاب لأن الهدف هو ازالة اسرائيل من الوجود وتحرير فلسطين . وأقول لبعض الكتاب من العرب الذين باعوا أوطانهم ودنياهم وادخلوا انفسهم في مزبلة التاريخ  ان يتذكروا تحليلي هذا ولا ينسوه                                                  

مفوضية سيدني المستقلة / موسى مرعي

إستعراض لقصة "في ضيافةِ رجال الفضاء" للأطفال للأديب والشاعر والمؤرِّخ الأستاذ سهيل عيساوي/ حاتم جوعيه

  مقدمة :   تقعُ هذه القصَّةُ ( في  ضيافةِ رجال الفضاء في ( 28 صفحة ) من الحجم الكبير،  تأليف الأستاذ سهيل عيساوي ، رسومات الصفحات الداخلية والغلاف مصطفى حاج  وجميع الحقوق محفوظة للمؤلف . 

مدخل:     ينسجُ الكاتبُ القصة َ بأسلوبٍ سردي وعلى لسان بطل القصة وهو طفل في المدرسة في العاشرة من عمره فيروي حادثة هامَّة جرت معه وأخفاها فترة طويلة ولم  يبح  بها من قبل. ويَدخلُ في القصَّةِ عنصرُ الحوار في العديد من المشاهد الدراميَّة  بين أبطال وشخصيات القصة.
 يقول الطفلُ :عندي لكم حكاية عن حادثة وقعت لي عندما كنتُ في العاشرةِ  من عمري  ولم  أبُحْ  بها  من قبل لأنني خفتُ ألا  يصدقني أحدٌ  حتى أقرب الناس منِّي،وأمِّي والأصدقاء ومعلمتي.. سيقولون : إنه كان يحلمُ  أو هذا من نسج  الخيال أو انها كذبة  بيضاء (مثل كذبة أول  نيسان )، ولهذا لاذ الطفلُ بالصمتِ فترة طويلة ولم يفصح  ويكشف عن هذه الحادثةِ الهامة التي جرت معه. ويتابعُ الكاتبُ القصة على لسان الطفل الذي يقول : بعد مدةٍ من الزمن سمحَ لنفسه  بالفضفضَةِ عن السرِّ الخفي الهام  بعد  أن أصبح  يعتلي صهوة القلم وأصبحَ كاتبا وله العديد من القرّاء، وخاصة من الأطفال .  ذكر الكاتبُ هذه الجملة ( وخاصة من الأطفال )  لكي يرغب الأطفال في  قراءة  القصَّة  ويشوقهم لسماعها لأنها كتبت لهم ) .. ويتابعُ الطفلُ حديثة : بينما كان  ذاهبا للمدرسةِ  في الصباح الباكر والشمس تدغدغُ جبهته، ويدندنُ ويترنَّمُ بكلماتِ قصيدةٍ لدرس المحفوظات ( مسطرتي  مقسَّمة  أجزاؤُها منظمة ) حيث كان يحفظ  قصيدة  المسطرة عن  ظهر  قلب  لكي   ينجو  من  مسطرة  المعلمة الشرسة واستهزاء  وسخرية  أولاد  صفه .. فهذه المسطرة  اللّعينة -  حسب تعبير الكاتب على لسان الطفل - كم تذوَّقت جلودَ الأطفال الغضَّة ( الطريَّة)    ولا تفرّق بين بليد وذكي،ويظنُّ انها أصبحت تميِّزُ أصواتَ الأطفال وآهاتهم  وتوسُّلاتِهم  جميعا  .  ( يعطينا الكاتبُ هنا على لسان الطفل صورة  ووصفا عن عقاب المعلمة  للأطفال الطلاب إذا أخطؤوا  في  دروسهم...هذا العقابُ كان ساريا قبل أكثر من  15  سنة، أما اليوم  فممنوع الضرب في المدارس  والمعلم الذي يقوم بضرب طالب ويشتكي عليه الطالبُ والأهلُ فربما يُسجن وحتى يفصل من مهنةِ التدريس) . ويتابعُ الطفلُ حديثه فيقول :  وفجأة ظهرَ أمامي خمسةُ رجال عمالقة  أحاطوا بي  من الجهات  الأربعه  ( قال الطفلُ: الجهات الأربع  ولم  يقل  من  كلِّ  الجهات  لأن الجهات هي  أربعة  وأراد الكاتب هنا من خلال الطفل أن  يعلمَ الأطفال  بشكل غير مباشر أنَّ الجهات هي أربعة وليست خمس أو ستة )...وعلى وجوههم أقنعة عجيبة ويصوِّبون نحوهُ قطعا وأشياء صلبة تشبه المسدسات ويتحدثون مع بعضهم بلغة غريبة وإشارات عجيبة فظنَّ الطفلُ  نفسَه في الوهلةِ الأولى أنهُ يحلمُ ( الوهلة كلمة عربية  فصيحة لا  يفهم معناها  كل شخض ولكنها  تُفهم  بسهولة من  خلال وجودِها وموقعها في الجملة )  .
  وسرعان ما سدَّدوا أسحتهم صوبَه ( نحوه) فانطلق منها غازٌ  لونهُ أخضر  ورائحته كريهة  فأصيب بالإغماء ووجدَ  نفسَهُ  بعد قليل مقيَّدا ( مكبَّلا ) من يديه ورجليه وعرفَ أنهُ  موجود في مركبةٍ فضائيَّة  . وبدأ  يهمسُ في فكرِهِ : يا لعظمةِ ما  صنعه العلمُ .. أنا  في داخل مركبة  فضائيَّة  واسعة الأرجاء تحومُ في السماء، مليئة  بالأجهزة الألكترونيَّة  والحواسيب  بأشكال هندسيَّة جديدة مبتكرة،ومعامل ومعدَّات طبيَّة،وحولي مخلوقات من الفضاء..وصرخَ وصرخَ كثيرا حتى  بُحَّ  صوتهُ   وقلبه غار وانكمش  في  صدرهِ  وتجمَّدت  دموعهُ  في عيونهِ  ولم يعد عقلهُ يستوعب ما  يدورُ ويجري  حوله ( يعطينا الكاتبُ  هنا على لسان الطفل  صورة  للتقدّم العلمي والتيكنيلوجي  الموجود   في الكواكب والعوالم الأخرى غير عالمنا وكرتنا  الأرضيَّىة - وكما  يتخيلهُ ويتوقعهُ العلماء اليوم ) . ويقول الطفل :  لقد اقتربَ منِّي أحدُ رجال المركبةِ الفضائيَّة  فتجمَّدتُ  مكاني وأمرَهُم  بفكِّ  قيودي  فخفَّ الرُّعبُ  والقلق  من نفسي .  وقال الطفلُ في نفسه : أنا متأكد  انهم أخطؤوا العنوان لأنهُ  ما زال  طفلا  في  عمر الورود  ولم  يقترف  أيَّ  ذنب  بحقِّ البشريَة ... وألقى هذا  الرجل  السلام  باللغةِ  العربيَّة  فتعجَّبَ  الطفلُ  واستجمعَ  ما تبقى  من  قوَّة وجسارةٍ  وسألهُ  ما  الذي  تريدونهُ منِّي ؟؟ أنا  تلميذ  مدرسة .. هل اقترفتُ جرما  . فأجابهُ  المخلوق  الفضائي : لا .. أنتَ  في ضيافتنا ( صفحة  10 )  فطلبَ منه الطفلُ أن يعيدوهُ إلى المدرسةِ والبيت فاليوم هو الأربعاء وهنالك حصَّة  حاسوب  وحصَّة رياضة ، وحصَّة  محفوظات  .. ويريدُ  أن  يُسمعَ للمعلّمة قصيدة المسطرة ..  فأجابهُ المخلوق الفضائي : نحنُ  نريدُ أن  نتابعَ ونستزيدَ  في  دراسة  الجنس البشري  فاسمح  لنا أن  ناخذ  عيِّنةً  من  دمك  وخصلة من شع رأسِكَ ..فأجابهُ الطفل: بشرط أن أرجعَ إلى الكرة الأرضيَّة ( لأنَّ المركة كانت مسافرة ومنطلقة في الفضاء وبعيدة كثيراعن الأرض) .   فقالَ لهُ المخلوق الفضائي : سوف نعيدُكَ اليوم لا تقلق .    
 وبعدَ هذا  الحوار الطريف بين المخلوق الفضائي والطفل المخطوف  تتقدّمُ فتاةٌ  من  الطفل معها  جهاز  يخرجُ  ويصدرُ  صوتا  موسيقيًّا  فشعرَ الطفلُ  أنَّ  قلبَهُ توقَفَ  برهة ( أي لحظة ) عن  النبض ، وحاولَ إزاحة َ يديهِ  قليلا     كي لا تأخذ جرعة من دمه  الأحمر  .. فتفاجأ  أنها استطاعت  أن تأخذ عيِّنة  صغيرة من دمهِ عن بُعد  ومن دون أن يشعرَ بوخز أو ألم أو تراق قطرةُ دم إضافيَّة ..كذلك  كان  الأمرُ أيضا مع  شعرهِ  حيث حصلت على خصيلةٍ من شعرهِ  الأسود من بُعد . وقالت له الفتاةُ : نحن حريصون جدا على  سلامتِكَ  سوف نعاملكَ برفق . فتنفسَ الطفلُ الصّعداء ( إصطلاح  أدبي بلاغي جميل  يستعمله الشعراء  والأدباء  كثيرا  ولكنهُ  تقليلٌ على  ذهن  وعقلية  الأطفال الصغار) .   وتبدَّدَ الخوفُ الجاثم على كتفهِ الصغير ( تعبير بلاغي جميل )  " صفحة 14 " .  وبعد ذلك  تقدّمَ  من الطفل رجل فضائي آخر ...وكما جاء على لسان الطفل في القصة حيث يقول: وأظنُّهُ زعيمهم  وقال لي : نريدُ أن نحتفظ بحقيبتكَ  المدرسيَّة لندرسَ لغتكم وأفكاركم  وكتبكم  لنسهّلَ  التواصل مع الجنس البشري في المستقبل..وبالطبع يَحتجُّ الطفلُ ويعترضُ بشدّةٍ  على هذا  القرار لكنَ الرجل الفضائي حسب  قولِه  لم  يكترث  لغضبِهِ... وقال لهُ بوضوح : إنَّ لديهم رسالة  شفهيَّة  يريدون منهُ  أن  ينقلها لسكان  المعمورةِ  مفادها وفحواها : 
  هنالك ثلاثة أمور تُقصِّرُ أجلَ الكرةِ الأرضيَّة  وتثير غضبهم  وتستفزُّهُم .  
الأمر الأول هو :  أزيز  الرصاص   وأصوات  المدافع  ودوي  المتفجرات  والحروب ( صفحة 16 ) التي يفتعلها البشرُ..وهذه الأصواتُ  والإزعاجاُت  تصلهم وتمنعهم من النوم الهانىء .
الامر الثاني هو : استفخال الظلم  والجور بحق  المستضعفين  والفقراء  في الأرض  فهم يسمعون صرخاتهم وآلامهم  وآهاتهم  وتنهداتهم . 
 والأمرالثالث هو :  التلوُّث البيئي وحرق طبقة  الأوزون من جرَّاء التلويث  الذي  تخلفهُ المصانعُ  الثقيلة  ودخان  السيارات الأسود.                                  ...  ( يشيرُ الكاتبُ هنا على  لسان الطفل  إلى الأشياء الخطيرة  التي  تُسَبِّبُ الكوارثَ للبشريَّةِ وللكرةِ الأرضيَّة  وَتُبعدُ أجواءَ السلام  والمحبَّة على  وجهِ  الأرض ..وان الإنسان إذا لم  يأخذ هذا الأمور الهامَّة بعين الإعتبار ويخفف  ويقلص  كثيرا من ممارسة هذه  الاشياء الخطيرة  ستصبح  الكرةُ الأرضية  
ميتة بكل معنى الكلمة  )  .   ويتابعُ الطفلُ حديثه  قيقول : لقد وجدتُ  نفسي  بالقرب من  البيت  ولم أعرف  بالضبط  كيف  تمَّ  انزالي من  تلك  المركبةِ الفضائيَّة ..أظنها  سارت بسرعة الضوء . ومن خلال  سردِ القصة من  قبل  الكاتبِ على لسان الطفل الذي كان يتحدّثُ مع رجل الفضاء وكان يروي  لهُ الأخير عن الأمور التي يجبُ  أن  يمتنعَ عنها  سكانُ الأرض  وعن الرسالةِ التي سترسلُ لهم من خلاله وفجأة يقولُ الطفلُ ( كما يريدُ الكاتب ) : وجدتُ  نفسي بقرب البيت.. تؤكد هذه الجملُ والعباراتُ لكلِّ شخص يقرأ القصَّة  أو  يستمع إليها أن المركبة الفضائيَّة تطير بسرعة أكبر من سرعة الضوء  ففي خلال ثوان  تقطع  مئات آلاف الكيلومترات ( صفحة 18) .  ويقول الطفلُ : إنهُ وجدَ نفسَهُ  بالقرب من البيت وكان وجهه شاحبا وشعرُهُ  منفوشا وأفكاره مضطربة  وبلا حقيبة مدرسيَّة ويكادُ يسقطُ  ويتهاوى من شدَّة الجوع .. فهو لم يأكل من فلافل العم صالح ولم  يشرب من شرابهِ المخلوط بالماء الصافي وبالتأكيد إنَّ جميعَ الأطفال أبناء صفه  قدعادوا إلى بيوتهم إلا هو . 
        ويدخلُ هذا الطفلُ الذي اختطفهُ رجالُ الفضاء إلى البيت على رؤوس أصابعهِ ، حتى لا تشعر وتحسّ بهِ أمُّهُ .. لكن عين الأم الثاقبة  كعين الصقر ( تشبيه بلاغي جميل  وأول مرة يطلق على الأم ) لمحتهُ وسألتهُ : أين كنتَ يا  فارس ( وهنا  ولأول  مرة  يذكر الكاتبُ  اسمَ الطفل  بطل  القصَّة  الذي تُروى القصَّة على لسانهِ من خلال الحوار مع أمِّهِ ) . فيصمتُ الطفلُ  برهة  من الزمن ثمَّ يجيبها : كنتُ أبحثُ عن حقيبتي  يا أمِّي.. فيرتفعُ  صوتُها قليلا  : أينَ  حقيبتُكَ ، فيجيبُها : لقد  فقدتُها  عندما  كنت  ألعبُ  مع  الأصدقاء  في الإستراحة ، فقالت  لهُ : والدُكَ  يشقى ويتعب  ويعملُ  في البناء من الصباح  حتى المساء  معلقا  بين  الأرض  والسماء  وأنت  تهدرُ  جهدَهُ  بطيشك  .     ( يُعطينا الكاتبُ هنا، من خلال حوار الأم مع ابنها، صورة  للعامل  العربي الكادح الذي يقضي طيلة يومه، بل عمرهِ وحياتهِ في العمل الفيزيائي  الشاق  والمضني  والخطير  لكي  يُؤمِّنَ  لقمة َ العيش  الشريفة   والكتب  واللوازم المدرسيَّة  والملابس  وجميع  الإحتياجات الحياتيَّة  لأسرتهِ  وأولادِهِ .  فقسمٌ كبير من مجتمعنا العربي سابقا، واليوم أيضا ما زال الكثيرون  في مجتمعنا  يعملون  في الأعمال  الشاقة  والصعبة لأجل  تأمين  لقمة  العيش  لعائلاتهم وأولادهم . وهنالك العديد من العاملين الميعلين  لأسرهم سقطوا في ورشات  وأماكن البناء والقصارة من ارتفاع عال أثناء عملهم  وقضوا نحبهم .
  وتتابع الأمُّ حديثها فتقول: عندَ المساء يعودُ والدكَ  من العمل  ويشتري لكَ حقيبة جديدة من مكتبةِ ( الصدق)،وصاحب المكتبة هو صديق حميم لوالدكَ  وسيصبرُ علينا  حتى يتقاضى والدكَ راتبَهُ آخر الشهر . ويقولُ الطفلُ - كما جاء  في  القصَّةِ - :  في داخلي  شعرتُ  بالسَّعادةِ  العارمةِ   لفقداني الحقيبة    ( صفحة  22 )  فهي  تلازمني  منذ  سنين، منذ أن  كنتُ في  الصف الثاني ابتدائي  ألوانها  باهتة  تزينها  شقوقٌ  وثقوبٌ  تدخلها  أشعةُ الشمس مع كلِّ صباح  لتغازلَ  الكتبَ  والدفاتر  ولتفحص إذا  ما قمتُ  بواجباتي المدرسيَّة على أكمل وجه ( إنهُ تشبيهٌ  ووصفٌ شاعري بلاغي جميل  جاءَ  بهِ الكاتبُ سهيل عيساوي  على لسان الطفل بطل القصة ) .  ويعطينا الكاتبُ هنا أيضا صورة صادقة وحزينة  ومؤلمة نوعا ما لواقع  ووضع المجتمع العربي في الداخل،في جميع قرانا العربيَّة، قبل  أكثر من ثلاثين عاما  حيث  كان القسمُ الكبيرمن هذا المجتمع فقيرا مادِّيًّا،وكان طلابُ المدارس يستعملون الحقائبَ  المدرسيَّة  لعدةِ  سنوات لأنهُ  ليس مع الأهل  نقود  ليشتروا لأولادهم  حقيبة جديدة كلَّ سنة...والكتبُ أيضا كان يتداولها الطلاب الأخوة  بالتدريج  فالأخُ الكبير يعطي الكتبَ التي لم  يعد  يستعملها في السنةِ  القادمة  للأخ  الأصغر   وهلمَّ جرَّا.. واليوم  تقلَّصَ كثيرا هذا السيناريو والوضع  الصعب ، ولكن ما زالت هنالك عائلات عرييَّة  في القرى والمدن  في الداحل  تعيش تحت خط الفقر وتسيرُ أمورُها  بصعوبة...وتتخذ  هذا  النمط  والأسلوب  المذكور في  الإقتصاد والتوفير لأنَّ امكانيَّاتها الماديَّة ضعيفة جدا .  ويتابعُ الطفلُ  حديثه في نهايةِ  القصَّة ( حسب ما  يريدهُ  المؤلف )   فيقول :  تركتُ  أمِّي  تتمتمُ  بكلمات وعبارات خاصّة بها  وتناولتُ منقوشة شهيَّة خرجت من الفرن للتو ( يذكر اسم ونوع طعام شعبي مألوف ومتداول وشهي لدى الجميع وخاصة الأطفال) لإسكات عصافير بطني . أمعائي الخاوية  استسلمت لبطش الجوع ، فالتهمتها  دون رحمة أو بسملةعلى عجلة  . أي انه  لم  يذكر الله ويقول :  ( بسم لله الرحمن الرحيم ) فاحترقت  أصابعهُ  قليلا  واكتوى  بنارها  لسانه السليط صفحة 24) . 
     وفي الجمل والفقرات الأخيرة من القصَّة  يقولُ الطفل : بسطَ الليلُ ثيابه  على الكون (  وعادة تستعمل كلمة سدوله وليس  ثيابه، وربما يكون الكاتب سهيل عيساوي  أول  من  وضع  واستعملَ  كلمة  ثيابه  بدل  سدوله .... والمعروف أنَّ الشاعر الجاهلي  امرؤ القيس هو أول  من  ابتكرَ هذا التشبيه البلاغي في هذا البيت الشعري من معلقته  وهو : 
( " وليلٍ كموج البحرِ أرخى سدولهُ    عليَّ   بأنواعِ   الهمومِ   ليبتلي  " )    وما زال  يُستعملُ هذا التعبير والتشبيه بكثرةٍ إلى  يومنا  هذا من قبل  معظم الكتاب والشعراء) .   لم أستطع  إنتظار أبي، ألقيتُ بجسدِي المثقل  بالأعياء والتعب وبروحي المسكونة بالخوف على سرير أخي الصغير، ورحتُ أغطُّ  في سبات عميق ( صفحة 26 ) ...وتنتهي القصَّةُ  هذه النهاية المفتوحة على نمط  معظم قصص الأستاذ سهيل عيساوي التي يكتبها للأطفال . 

تحليلُ القصَّة  :    هذه القصَّةُ مثل جميع القصص  التي كتبها الأستاذ سهيل عيساوي   للأطفال  فهي  جميلةٌ   وممتعةٌ  وغنيَّةٌ  بأهدافها  وأبعادها  ومضامينها  ومواضيها  وفوائدها :  الأدبيَّة  والفنيَّة   والإنسانيّة  والتعليميّة  والأخلاقيَّة والترفيهيّة وغيرها.والقصّةُ كُتِبَتْ وَنُسِجَتْ بأسلوب سلس يفهمها ويتذوّقها  الصغير  والكبير.. ويشوبُ  ويملؤُ   القصَّة َ  الكثيرُ  من  الكلماتِ  المُنمَّقة الصعبة،ولكن  يُفهم  فحواها ومعنانيها من خلال تقنيَّةِ  أدرجاها  في الجمل..وهذا ما يميِزُ اللغة العربية عن غيرها من لغات العالم لأنهُ  أية كلمة صعبة وعسيرة على الفهم ومن القاموس القديم وغير مستعملة اليوم  فعندما توضع وتدرج  بشكل تقني صحيح يُفهم معناها بسهولة من دون اللجوء إلى المعجم  ... وهذا هو سر وسحر  اللغة العربية ( اللغة  لتي نزل فيها القرآن الكريم ) . ويستعمل ويدخل الأستاذ سهيل عيساوي الكثير من  المصطلحات   والتعابير البلاغيَة الجميلة والبعض منها مبتكر . والقصَّة يترعها العديدُ  من الشطحات والجمل الشاعريّة  المليئة  بالصور واللوحات الرومانسيَّة الحلوة  والملوَّنة .
       ومن المصطلحات البلاغيَّة  والتعابير والكلمات الحلوة  التي استعملها سهيل، مثل : تجثمُ على صدري ( صفجة 2 ) .صخرة حدباء ( صفحة 2) .
ألوذ بصمت أبي الهول ( صفحة 2 )   .        المتواري في حجيرات القلب ( صفحة 2 ) .  إعتليتُ صهوة القلم ( صفحة 2 ) .  الشمسُ تدغدغُ  جبهتي ( صفحة 3 ) .   تذوَّقت من جلودنا الغضَّة ( صفحة  4 )  .   للوهلة الأولى ( صفحة 6 ) .    فانفرجَت  أساريري   (  صفحة 10 )   .    توقفَ  لبرهة  ( صفحة 14 )  .  تنفستُ الصُّعَداءَ  وتبدَّدَ الخوفُ الجاثم على كتفي الصغير  صفحة 14 )   .   تبدَّدَ  جبلُ المخاوف  (  صفحة 14 )  .      عينيها الثاقبة كعين الصقر  ( صفحة 20 )   .         أنفاسي المُبعثرة ( صفحة 20 )  . 
تهدرُ جهدَهُ   ( صفحة 20 )     .        السعادة العارمة   ( صفحة 22  )  .    إستسلمت لبطش الجوع أمعائي الخاوية ( صفحة 24 ) .   بسطَ  الليلُ ثيابهُ  ( صفحة 24 ) . روحي المسكونة بالخوف ( صفحة 26 ) . واكتوى بنارها  لساني السليط ( صفحة 24 ) .

  ولهذه القصَّة كما- ذكرت سابقا -عدَّةُ أهداف وأبعاد وجوانب . وأولُ جانب هو الجانب والعنصر الفانتازي،والقصَّةُ كلها من أولها  إلى نهايتها  فانتازيَّة خياليَّة،ولكن من المحتمل أن تحدث في المستقبل . أو ربَّما حدث ما يشابهها على أرض الواقع .  فالجانبُ الفانتازي مهمٌّ  جدًّا للطفل حيث  يشدُّهُ  ويجذبهُ ويشوِّقهُ كثيرا للإهتمام ولقراءة هذا النوع من القصص.إنَّ موضوعَ الفضاء  والكائنات من  كوائب  أخرى  والصحون الطائرة  لموضوع  شائق  ومثير بغض النظر إذا  كان  خيالا  وخرافات أو صحيحا، فهذا الموضوع   يجذبُ ويثيرُ اهتمامَ الكبار قبل الصغار...وكيف بالأحرى إذا كُتبت  قصَّة ٌ للأطفال  تتطرَّق  وتتحدث   بتوسع  بإسهاب في هذا الموضوع .( مركبة فضائية  أو صحن  طائر وأشخاص  من  كواكب  وعوالم  أخرى  قادمون  إلى  كوكب الأرض ويختطفون أطفالا ويجرون عليهم تجارب علميَّة )  . 
 والجديرُ بالذكر انَّ العلمَ  يؤكدُ أو بالأحرى يرجِّحُ  أنهُ لا بدَّ من وجود حياة  ومخلوقات على كواكب أخرى غير كوكب الأرض .وقد تكون هنالك أحياء ومخلوقات متطوّرة أكثرمن سكان الكرة الأرضيَّة  بكثير وعندهم تيكنيلوجيا متطورة  جدا لا  يستطيعُ  تخيُّلها  العقلُ  البشري  وعندهم  سفن  ومركبات فضائيَّة  تفوق سرعة الضوء.. وكما أنَّ ظاهرة الصحون الطائرة  هي أكبر إثبات لصحة ذلك الأمر.وهنالك الكثير من الروايات والحكايات تؤكدُ وتثبتُ  حقيقة  الصحون الطائرة ، والصحون الطائرة هي عبارة عن  سفن  فضائيةَ على متنها  مخلوقات من  كواكب  أخرى  تزور الأرض  كلَّ  مدة  زمنيَّة . وبعضُ الحكايات  الروايات  تقولُ : أنهم  كانوا  يأخذون عيِّنات  من أشجار  ونباتات  وأحجار وحيوانات وغيرها   ليجروا عليها التجارب والإختبارات  مثلما العلماء والباحثين  والأطباء عندنا على هذه  الأرض يعملون  تجاربهم على الحيوان  والقرود  والفئران  والحشرات  وغيرها...  فالكرة  الأرضية  والإنسان  وباقي  المخلوقات  التي عليها  قد  تكون  جميعها  مختبرا  وحقل تجارب بالنسبة لهم  لأنهم  متطورون جدا ويتفوقون علينا  ويسبقوننا  كثيرا في التقدم العلمي والتيكنيلوجي . فالصحون الطائرة  كانت تأتي إلى الآرض    ويشاهدها الناس في بعض المواقع والأماكن في العالم، في كرتنا الأرضيَّة، قبل أن يخترع الإنسان الطائرة  والصاروخ والسيارة بمئات السنين .                 وهنالك الكثير من الإنجازات العلمية  والإختراعات  الفذة  والحقائق العلميّة الملموسة  والمتداولة  بشكل  يومي الآن  كالصاروخ  والطائرة  والتلفزيون والبيلفون  والكومبيوتر كانت هذه الأشياء  قبل مئات  السنين  غير موجودة  وأشياء خياليَّة  حتى لايمكن أن يتخيلها العقلُ  البشري آنذاك وأنها ستصبح حقيقة في المستقبل ..فمثلا :البيلفون اليوم كلُّ الناس تستعمله ولكن قبل أكثر من 40 سنة لم يكن موجودا،والذي كان يقول أنهم سيخترعون  في المستقبل جاهز اتصال  يلتقط المكالمات  ويمكن الإتصال به من كل مكان وبقعة في العلم  كانوا يتهمونه بالجنون  والتخلف .. وأما اليوم  فمع  كل  طفل  صغير  يوجد بيلفون(خلوي ) أو جهاز كومبيوتر..وربما بعد عشرات ومئات السنين  تصبح  حقيقة  الصحون الطائرة  وغزو الفضاء  والسفر إلى كواكب أخرى بعيدة  وفيها حياة  وتبعد عنا مسافات  ساحقة  جدا  وتحتاج  لسرعة الضوء لنصل إليها  وزياتها  وزيارة مخلوقات من كواكب أخرى  للكرة الأرضية شيئا طيعيًّا  ويوميا وحقيقة  وواقعا  ملموسا والله أعلم  .  ولأنهُ  لا يعقل  أنَّ الحياة موجودة فقط على وجه كرتنا  الأرضيَّة لأنه توجد مليارات المجرات  والمجموعات الشمسيَّة وليست مجموعتنا الشمسيَّة هي الوحيدة في هذاالكون  الواسع والعظيم، ولكل مجموعة حولها العديد من الكواكب التي تدور حولها  ... ولا  بدَّ  من  وجود  كواكب   تشبه  الأرض  في  ظروفها   ومواصفاتها  وشكلها  وتكون  الإمكانيَّات  مهيأة   للحياة   والعيش على  سطحها   وتوجد مخلوقات عليها.        والجدير بالذكر أنهُ في الآونة الأخيرة  اكتشفَ علماءُ الفضاء في  وكالة الأبحاث الفضائيَّة  الأمريكيَّة  ناسا  نظاما  شبيها  بالنظام الشَّمسي  يضمُّ سبعة كواكب  بحجم الكرة الأرضيَّة .   وتدور ثلاثةٌ من هذه الكواكب  حول  نجم  اسمهُ  ترابست 1   ويقع على مسافة  مناسبة  لاحتمال وجود  مياه على هذه الكواكب  أو أن تكون قابلة لوجود الحياة  .  ويبعد عن الأرض مسافة 40 سنة ضوئيَّة . ورصدَ العلماء حركة الكواكب عن طريق  تيلسكوب  في تشيلي  وأظهرت الصور أنَّ اغلب الكواكب شبيهة في الحجم  والتكوين بكوكبي الأرض والزهرة . وفي مجموعتنا الشمسيَّة هذه أيضا عدا كوكب المريخ الذي  يشابه الأرض  نوعا  ما  في مواصفاته وشكله  فهنالك أحد  الأقمار التي  تدور حول  كوكب المشتري  شبيه  جدا  بكوكب الأرض وَيُرَجِّحُ العلماءُ أنهُ ممكن أن تكون هنالك مياهٌ  وحياة على سطحِهِ .
  ولنرجع إلى القصة ومضامينها  حيث يظهر في القصة مضامين  وجوانب عديدة هامة ،مثل :
1- الجانب الأدبي والبلاغي 
2- - الجانب  الفني 
3- عنصر التشويق والإثارة . 
4- عنصر المفاجأة .  ويظهر قليلا  
5- الجانب الإنساني  والأسري والإجتماعي 
6- الجانب التراثي والشعبي  .. ( يذكر الكاتب أسماء أكلات شعبية كالمناقيش بالزعتر  والفلافل ) ..
7- العنصر الفانتازي الخيالي .. والقصَّة كلها خيالية .
8-  الجانب التثقيفي والتعليمي .
   
  وتنتهي القصةُ نهاية مفتوحة - كما ذكرسابقا - عندما ينامُ الطفلُ فارس من شدة التعب ، ولا يتابعُ الكاتبُ القصة وما سيجري من أحداث وأمور بعد أن يصحو  الطفلُ  ومجيىء الأب  وماذا سيكون تصرُّف الأب  تجاه ابنه العاق  الذي أضاع حقيبته  كما سيفهم الأب الموقف والحدث .
        ويشوبُ  القصَّة َ ويترعُها  الجانبُ  الإجتماعي  والأسري  والإنساني  فتتحدثُ عن الوضع  المادي الصعب  وحالة الفقر والقلة  التي  كانت تحياها عائلةُ الطفل فارس والكثير من العائلاتِ العربيَّة...وكان يظهُر وينعكسُ هذا  الأمر بوضوح من خلال الأطفال وطلاب المدارس  الذين لا يستطيعُ الأهلُ ان يشتروا  لهم  كلَّ سنة  حقيبة  جديدة  وكتب جديدة  فكانت الكتبُ يتداولها الأخوة من الكبير إلى الأخ الأصغر فالأصغر وهكذا دواليك.والقصة تعطينا صورة مثالية رائعة  للأب العربي الكادح والمكافح الذي يقضي طيلة النهار في العمل  الشاق ومعلقا ما  بين الأرض  والسماء  وفي  مواقع الخطر لكي يعيلَ أولاده  وأسرته .  فالقصَّةُ  تعكسُ محبة الأهل ( الأب والأم ) لأولادهم وأطفالهم ، ولكنَّ الأبناءَ لا يشعرون  ويحسُّون  كما  يجب  بتضحية  وتفاني الأب  والأم  وبرسالتهم المقدسة  لأجل  تربيتهم  وتعليمهم  وتحقيق  وتأمين مستقبلهم .   ومن خلال الحوار الذي جرى بين الأم وطفلها في القصة  يريدُ أن يقول الكاتبُ والمؤلفُ لكلِّ طفل ولكلِّ ولد  في العالم  وفي كل مجتمع أنَّ عليه  أن يشعرَ بأهميةِ  دور الأهل  ( الآباء )  في كفاحهم  وشقائهم  وتعبهم  لأجل تأمين المستقبل الزاهر والمشرق لهم  - المستقبل الإقتصادي والعلمي والمهني والإنساني . 
  وبإختصار: هذه القصَّة إبداعية  ناجحة جدا ومميَّزة على جميع المستويات  والمفاهيم ، ويكفيها الجانب والطابع الفانتازي الخيالي ليضيفَ  إليها  سحرا ورونقا  ونكهة خاصة وتجعل  الطفلَ الصغير ينجذب  ويندفع  بكلِّ مشاعره ولواعجهِ وأحاسيسهِ وذهنهِ  لسماعها  وقراءتها وللإستمتاع بمجرى أحداثها وأجوائها الفانتازيَّة  المُثيرة . 
  
    وأخيرا : نهنىءُ  الشاعر والأديب والمؤرخ الأستاذ سهيل عيساوي على هذا الإنجازالأدبي الجديد الرائع..على هذه القصَّة الإبداعيَّة  الجميلة والقيِّمة والمميزة  والتي  تستحقُّ  أن  تدرجَ  ضمن المناهج  الدراسيَّة  وتدرسَ  في المدارس  والمعاهد  للكبار  وللصغار  وأن   تترجمَ  إلى  العديد من  اللغات الأجنبيَّة  والعالميَّة.. فهي في شكلها وطابعها وأسلوبها  وفحواها  ومستواها  وجماليَّتها  وقيمتها  الفنيَّة  تضاهي  مستوى  القصص  العالميَّة  التي  كتبت للأطفال .  
   (  بقلم : حاتم جوعيه -  المغار  - الجليل ) 








لبنان نموذج متألّق وسط عتمة العمى/ حميد عوّاد

للفراغ قوّة شافطة تجذب التائقين لملئه، الذين لا يتورّعون عن افتعاله، لنشر فوضى تؤدّي إلى التلاشي والانهيار، يتّخذونها ذريعة للتهافت واغتصاب دفّة القيادة.

لبنان في عيون الطامعين الذين يترصّدونه ويحومون حوله ويخرقون أحشاءه حمل وديع أضاع أهله فتقاطبوا واحتشدوا لافتراسه، أو سفينة تائهة تتقاذفها الأمواج يقتحمها القراصنة ويدّعون ملكيّتها.

اللبنانيّون المتشبّثون ببراءة رسالتهم الوئاميّة والحضاريّة، الحاضنة لصيغة نموذجيّة مخصّبة للخير ومنمّية للطاقات ومحفّزة للإزدهار لا تدنّسها تقيّة الخبث،   يشرئبّون للتصدّي للهجمات الهمجيّة التي تُشنّ على وطنهم لعدّة عقود دون هوادة.

شراسة هذه الإقتحامات الخطيرة توجب شدّ الأواصر وحشد القدرات ودعم مؤسّسات الدولة واللوذ بجيش الوطن وقواه الأمنيّة العاقدة الولاء لسيادته وحريته واستقلاله وحماية مواطنيه وردع غاصبي أرضه. 

لبنان أثبت بمنجزات أبنائه المجلّين أنّه جدير بكلّ دعم وحماية ومظلّة أمان دوليّة لاستعادة دوره الريادي البارع ومنحه فرصة استغلال ثرواته الطبيعيّة الظاهرة والدفينة الخام الكفيلة بتوفير بحبوحة تنعش اقتصاده وتغني كلّ أبنائه. 

الولاء للوطن إيمان ينمو ويتجذّر في نفوس أبنائه الإبرار المعتزّين بقيمه وبهائه، فلم تغرهم الأهواء والرشاوى ولا نزعات عصبيّة محكومة بِبَنان "وصيّ" يستمدّ سلطانه من "تكليف غيبيّ" يفرز أتباعه ويربطهم بأمره.

  خيبة وصدمة اللبنانيّين من المتنكّرين لهويّتهم الوطنيّة عميقة ومريرة، فتيّار العقوقين عاكس وجهة بوصلة المصلحة الوطنيّة ليزخّم جرف التنوّع واقتلاع الجذور والغور في غياهب التخلّف.

التنوّع البشري في لبنان خفّف من وقع شدّة الإحتقان الناشئ عن الإستقطاب الثنائي الحادّ الذي سبّبه الصراع في المنطقة.

اللبنانيّون يسلسون ويطمئنّون للرقاد في أحشاء وطنهم دون غيره وهم يناصرون الحقوق المشروعة لكنّهم لا يحبّذون شحذ العصبيّات المتناحرة ونزعات الهيمنة لزجّ المنقادين وقوداً في أتّون حروب المنطقة التي استهلكت ضحايا حارمة أهلهم وبلدهم من حيوات معطاءة، كما سبّبت خراباً هائلاً وأزمة تشرّد قاسية. 

السعي الصادق لإخماد نيران الحروب واجتراح حلول سلميّة للصراعات هما ضرورة لوقف النزف وانتشال العالقين بين فكّي النزاع تمهيدا لتسهيل النهوض.

المواهب الكامنة تنتظر الظروف الملائمة لتنضج وتنمو وتثمر. تأمين متطلّبات الرعاية وتحصيل المعرفة واكتساب المهارات والخبرة في بيئة آمنة هو السبيل السليم لصقل طاقات الناس في مناطق إقامتهم. هذه العناية تستقطب المرعيّين وتنأى بهم عن خطر الإهمال الذي يجعلهم فريسة سهلة للتضليل والإستغلال. .كلّ مسعى للرفق بالإنسان يحتضن البشر في موئل الأخوّة والتعاضد

لبنان نُذر لمهمّة التعايش الخلّاق والسمح ولحماية أبنائه وضيوفه تحت قبّة التفاهم والوئام والانفتاح وحريّة الرأي والمعتقد. 

فطوبى لمن اعتنق هذه العقيدة وقدّمها على كلّ ما عداها.

حميد عوّاد: مربوط ب"حبل السُّرّة" إلى الوطن ومنذور لمحبّته ورفع شأنه ومواظب على مواكبة مسيرة تعافيه

 https://twitter.com/AouadHamid/media 
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/