الى راعي الكنيسة وحاميها - سيدنا وأبينا المطران بولس صليبا/ د. بهية ابو حمد
افتقدتك يا سيدنا بولس ولَم أجدكَ - فذهبتُ الى مثواكَ الأخيرْ
حانَ وقتُ ألبتّ بالأمور الصعبة والقرارات الحكيمة والنافذة . اين انت يا سيدنا بولس ? ......متى سنبداء بالنقاش؟ والجدال؟ وطرح الأفكار ؟ والاستماع الى الاّراء لأنتقاء الصائب منها ؟ ......ما العمل؟ ومتى سنكمل المسيرة؟ .....
اقتربت من مذبح كنيستكَ - انحنيتُ خاشعة - ومن ثم ركعت وصليت .
ربي والهي !.... كم انا بحاجة لنوركَ الأزلي !..... كم تمنيتُ لو كانت هناك وسيلة اتصال معك يا سيدنا وأبينا بولس لأكمال المسيرة ...والعمل الكنسي..... والخيري .... تمنيات دون جدوى وخالية من الأمل .....لا تجدي الا الهم والحزن.
كم نحن بحاجة إليكَ يا سيدنا.
كم نحن بحاجة الى ارشاداتكَ الثمينة؟
النفسُ حزينة - والقلبُ يدمي على موتكَ يا أنبل الخلق - الصلاةُ مستمرة والبخور يقدم لخالق الأكوان لأن يرحمكَ ويغفر لكَ خطاياك .
كم انتِ انانية ايتها الدنيا ؟ ......تبغين كل شيء - وتأخذين كل شيء- ولا تعطي الا القليلْ القليلْ.......
ايتها الدنيا!..يأتيكِ أعظمَ الناس بقلب نبيل وكفٍ معطاء فتاخذين منهم كل ما تبغين من أفكارٍ وأعمالٍ وانجازات، وعطاء، ومال ، وعلم ، وثقافةً، وابداع - وعندما تحصلين على كل أمنياتكِ - وعندما تنالينَ مرادكِ - تبدأين بالتعجرف.... فتظهرين أنانيتك العمياء رافضةَ بقوة انْ يستمر هؤلاء الناس بالعيش على ارضكِ .... فتفرضين الرحيل الأبدي .
كم انتِ قاسية ايتها الدنيا....
اقتربتُ منَ القبرْ وقلبي يقطرُ دماً - ندَهْتٌ إليكَ فلم تجبْ - ندَهْتُ مراراً وتكراراً ولَم اجدي الا صمتَ القبورْ.....ارفضُ ان اصدقْ - هذا اللحدُ ليسَ لكَ.....مكانٌكَ ليسَ هنا -مكانُكَ داخلَ الكنيسة لترنم للرب - مكانُكَ وراء الهيكل لتقدمُ العظاتَ الغنية بمرادفاتها - مكانُكَ في مكتبك لتتتابع وتراقب اعمالَ الأبرشية والكنائس التابعة لها .... لتناصرُ المظلومْ ... لتأوي اللاجئين....ولتساعد الفقير عندما يطرقُ بابكَ .
آه يا سيدنا !.... كم آلمتَنِي برحيلكَ....
الهواءُ باردْ .... المقابرُ من حولي عديدة . قبور ضمت في كنفها اشخاصا كثيرين ..... لكلِ واحدٍ قصة .... ولكلِ واحدٍ هدف جاء به الى هذا العالم الفاني ليحققهُ ......ثم يرحل بسلامْ شئنا ام ابَيناَ - والدنيا لا تسألًْ او يرفُ لها جفنًٌ....تاويه في كنفها بأنانية مُطْلَقَةْ وتعجرفٍ حاقدْ ..لا مجال للنقاشْ...حدث ولا حرج.
نم قريرَ العينِ يا سيدنا - ليكنْ ذكركَ مؤبداً.
انظر إلينا من السماء يا سيدنا - يا راعيَ الكنيسة وحاميها وصلي لأجلنا.
رحمكَ الله يا سيدنا، يا كاهنَنَا الطاهرْ، ويا والدناَ الحنونْ.
المسيح قام
خادمة الكنيسة
بهية ابو حمد
31 July 2017
1 comments:
إرسال تعليق