وين غايبه/ روميو عويس
CONVERSATION
قبل ميعاد الخواء/ حسن العاصي
غرباء ختمنا التراب وأنهينا التعب
خلفنا المرايا الضريرة ابتلعت الفوانيس
والأراجيح الموحشة ضجرت الانتظار
ربما كان الصراخ أهرم من ساعة رملية
والعتمة تسيل قبل الطيور والبارود
وربما ربما كانت الغابة تموت
قالوا أيقظ الشجر ضوء القمر
كنّا نخشى ألاّ يعود الصبح
فانتظرنا طويلاً على أبواب الحزن
كي يذرف الوقت لون الفرح
نرتدي دفاتر القيامة
ونضم الغيوم في جيوبنا
ويسألنا القلم هل صَدَقْتُمْ؟
كنّا كما نذكر موتنا
محمولين فوق أحزمة الملح
وخلفنا ثمر الشتاء
بيننا وبين فيض الغياب
أوتاراً حزينة بصوت مشروخ
ننتشل من رماد الشاطئ
صور الرحيل وتقاسيم القحط
نرسم بياض الحضور
على الرمل العتيق
قد كنّا هناك
في الدروب المجدولة
خلفنا صلاة الحالمين
ونوافذ تصرخ من عسف الريح
نصنع خطى في الطريق
إلى الفراغ
فينجب الرمل زهر الماء
ويشاطر وجه السماء شجر الوجع
تشدّنا البساتين لصخب الطيور
ويعتصرنا غصن الأمنيات
تجاعيد على وجه مرآة خرساء
تسألنا سوسنة الطريق
أين أنتم؟ أين وصلتم؟
كنّا مرتبكين نبحث في جناح الصقيع
عن عصافير لا ترحل وشجر جف نحره
نخمد كالغياب في حكايات النوارس
لنتوهج في وجه البحر المكتوب
قبل ميعاد الخواء زنبقة للصباح
وحدنا الغرباء
نرسم للهذيان كوّة وللشجر أفواه
نتحدث قليلاً عن ريح الوقت
والأرصفة المشاكسة مرة
ومرة نفرّ من الاسماء
كي تولد من رحم الاحتراق
لحظة لقاء
ما زلنا نتوغّل في الأحلام
حفاة الليل
لكن رؤوسنا مقيّدة من تلافيفها
والوسائد شغف جائع
لا زلنا فوق البساط الضرير
لكننا لا ننام
هذا الجنون البليد يلتهمنا
كم بقي للمغيب؟
CONVERSATION
على هامش زيارة نتنياهو لسلطنة عمان/ شاكر فريد حسن
تأتي زيارة نتنياهو لسلطنة عمان والاستقبال الرسمي له، دون أن تثير أي ردود فعل عربية وشعبية قوية ورافضة، في ظل وضع عربي مهزوم متردي، وتصدع وتفكك في دول الخليج، وخوفها من " الخطر الايراني "، وفي خضم الفوضى الخلاقة العارمة التي تجتاح الوطن العربي بفعل ما سمي " الربيع العربي "، ناهيك عن ضعف الحالة الفلسطينية والموقف الرسمي الفلسطيني، وغياب أي أفق سياسي للمعضلة الفلسطينية، وانعدا م أية فرصة للحصول على أي نتائج ايجابية في حال العودة للتفاوض السياسي.
وفي حقيقة الامر ان هذه الزيارة غير مفاجئة للمراقبين والمطلعين على سير الاحداث وتطوراتها، وليس حدثًا خارقًا كما يصوره البعض، فعودة الى الوقائع والحقائق التاريخية تكشف وتظهر أن سلطنة عمان كانت لها طوال الوقت سياسة مختلفة وخاصة من مجمل الاحداث في العالم العربي، ومن المشاكل والقضايا العربية المصيرية، ومتحفظة من كل السياسات الرسمية العربية والايديولوجيات القومية العربية والحركات الثورية التحررية.
ثم فان سلطنة عمان هي من اوائل الدول العربية التي اعترفت بالدولة العبرية ( اسرائيل )، بعداتفاق اوسلو، وكان لها مكتب تمثيلي في تل- ابيب، ولاسرائيل سفارة في مسقط، وظلت هذه العلاقة الحميمة بين الجانبين حتى انفجار واندلاع الانتفاضة الفلسطينية العام ٢٠٠٠.
وعليه فان هذه الزيارة تجيء لتجديد عملية التطبيع بين البلدين واعادة العلاقات الدبلوماسية بين مسقط وتل ابيب.
وفي المجمل أنها زيارة مرفوضة لها مردود سياسي سلبي، وتعزز التهج العدواني لحكومة الاحتلال والسياسة الرافضة والمتنكرة التي تمارسها المؤسسة الصهيونية الحاكمة، وتدعم " صفقة القرن " المعادية لشعبنا ونضاله الوطني ومشروعه التحرري الاستقلالي، وتخدم الاجندات الاسراايلية والامريكية في المنطقة.
CONVERSATION
بقاء الاحتلال في ظل حالة التيه السياسى الفلسطيني/ د. عبير عبد الرحمن ثابت
يمر الوضع الفلسطينى بحالة غير مسبوقة من التيه والتخبط السياسى فى كل التنظيمات الفلسطينية بمختلف توجهاتها وأيديولوجياتها، وفى خضم هذه الحالة ذابت كل الفوارق والتباينات الأيديولوجية بين التنظيمات واختلطت المفاهيم؛ فأصبح اليساري على يمين الرديكالى وأصبح العقائدى أكثر علمانية وبرغماتية من البرغماتيين العلمانيين. ولا يمكننا اليوم أن نميز أى توجه سياسى لأحد ذو صلة بماضيه السياسى الأيديولوجى؛ فالجميع تغير وأصبح يصارع فى خضم الحالة الراهنة من أجل البقاء ليس إلا؛ وذلك فى وضع يلمس الجميع فيه ضئآلة حظوظه فى البقاء ماثلة أمام عينه مع وصول كل التجارب السياسية للكل الفلسطينى إلى نهايتها بنتيجة صفر كبير.
ومعالم حالة التيه والتخبط تبدو انعكاساتها واضحة على الفصائل الفلسطينية برغم محاولات التبرير العبثية التى لا تنطلى على أحد، ولكن هذه الحالة تبدو أكثر وضوحا على مستوى القواعد التنظيمية وتبدو أوضح ما تكون على المستوى الشعبى والجماهيرى فى كل أوساط المجتمع الفلسطينى الذى فقد الثقة بالمطلق فى قدرة قياداته على إنجاز مشروع التحرير والاستقلال علاوة على فقدانه الثقة فى قدرتهم على إدارة الحياة اليومية وتوفير الحد الأدنى من سبل الحياة الانسانية الكريمة للشعب.
فلقد أخطأنا نحن الفلسطينيون عندما ابتلعنا من اسرائيل طعم أوسلو قبل أكثر من ربع قرن وصدقنا أنه يمكن لسلطة حكم ذاتى أن تتحول إلى دولة يوما ما فى ظل حكم احتلال فاشى استئصالى استيطانى عقائدى كالاحتلال الإسرائيلي. ومنحتنا اسرائيل سلطة بمحددات مقيدة جدا ومدروسة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسيكولوجيا تجعل من المستحيل على أى قائد فلسطينى اتخاذ أى قرار خارج تلك المحددات لأنه فى تلك الحالة سيغامر بموقعه القيادي أو ربما بحياته وليس أدل على ذلك من قوافل القادة الشهداء والمعتقلين من كل الفصائل منذ أوسلو وحتى اليوم والذى كان فى مقدمتهم رأس هرم السلطة نفسه الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذى قتل مسموما عندما قرر قلب الطاولة وكسر محددات أوسلو سابقة الذكر؛ وهو على رأس قيادة سلطة الحكم الذاتي.
وفى المقابل لم تكن تجربة حكم حماس فى غزه لأكثر من عقد من الزمن مختلفة عن تجربة حكم منظمة التحرير، فحكم حماس كان أيضا تحت سقف أوسلو وبنفس محدداتها فهى وصلت إلى السلطة أول الأمر عبر انتخابات برلمانية للمجلس التشريعى لسلطة الحكم الذاتي، والغريب هنا أن حماس التى عارضت الاتفاقية والسلطة منذ اليوم الأول آثرت أن يكون تمثيلها السياسى الرسمى الفلسطينى عبر بوابة أوسلو المكلفة؛ والتى كانت تُحرمها بينما كان بمقدور حماس أن تحصل على هذا التمثيل الرسمى ودون أى كلفة من خلال البوابة الوطنية والتى هى منظمة التحرير الفلسطينية.
وهذه حالة نموذجية من الحالات المتكررة والتى تشي بحجم التناقض والعوار فى الفكر السياسى التنظيمى الفلسطيني؛ وهى تعبير صادق عن حالة العوار فى النظام السياسى الفلسطينى ككل والذى ما زال ماثلا إلى يومنا هذا بعد أن عمقته اتفاقات أوسلو فتحول التناقض إلى صراع مرير على السلطة التى هى فى الحقيقة سلطة بلا أى معنى للسلطة؛ فحتى مفهوم كونها سلطة على السكان لا الأرض أصبح اليوم جزءً من الماضى فلم تعد اليوم سلطتى الحكم الذاتى فى شطرى الوطن بقادرة على الايفاء بالحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة للشعب فى شطرى الوطن بعد أن استخدمت اسرائيل صلاحياتها العسكرية والاقتصادية فى تقليص صلاحيات سلطة الحكم الذاتي، كما أن الخلل فى النظام السياسى الفلسطينى تحول إلى فشل بفعل الانقسام الذى يوشك أن يتحول إلى انفصال .
اليوم وبعد ربع قرن وبعد أن نجحت إسرائيل فى إنجاز كل ما خططت إليه من أوسلو تريد أن تنهى أوسلو باتفاقية أخرى تستثمر من خلالها كل نتائج أوسلو وما آلت إليه الحالة الفلسطينية وتثبتها على ما هى عليه، والأغرب أننا نحن الفلسطينيون لم ندرك بعد ربع قرن أن مشكلتنا الحقيقية تكمن فى وجود سلطة الحكم الذاتى تحت الاحتلال؛ وأن هذه السلطة هى العائق الأساسى والأول نحو انجاز الاستقلال والتحرر لأن اسرائيل وببساطة أوجدتها لتكون بديلا عن الدولة المستقلة؛ وليس أدل على ذلك من تصريح نتنياهو الأخير عن الكيان الفلسطينى المقبول فى أى تسوية قادمة عندما وصفه بسلطة حكم أكثر من الحكم الذاتى الحالى وأقل من دولة.
وبعد ربع قرن من التخبط والارتجال السياسى الفلسطينى والتغيرات الاقليمية والدولية؛ وما أدت إليه من تراجعات فلسطينية وتغير فى المواقف والأيديولوجيات للفصائل الفلسطينية بقى الاحتلال كما كان ويراد له اليوم أن يبقى إلى الأبد، ولا زال البعض متشبثا بسلطته التى هى تحت سقف أوسلو ورغم ذلك لا زال البعض يرفض النظر من خارج الصندوق ولا زال يرى فى بقاء هذه السلطة بقاءً لوجوده السياسي برغم أن هذا الوجود تحول إلى حالة من المسخ السياسي . والخروج اليوم من أوسلو وقلب الطاولة فى وجه اسرائيل ونحن بهذه الحالة من التيه والتخبط لن يكون فى صالح الشعب والقضية الفلسطينية، لأن عمل سياسى من هذا القبيل يتطلب حالة فلسطينية مغايرة لما نحن عليه اليوم من تيه وارتجال وتخبط وانقسام، وعلى الرغم من أن التوقيت السياسى الراهن هو الأنسب لخطوة من هذا القبيل إلا أن الحالة الفلسطينية اليوم تقف عائق أمام تلك الخطوة وهو ما يتطلب من القادة المتشرذمين أن يدركوا خطورة اللحظة التاريخية ومدى تأثيرها على مستقبل القضية والشعب الفلسطيني .
فالطريق الى الاستقلال والدولة يتعبد بوحدتنا وإنهاء الانقسام، ولن تكون دولة فلسطينية في ظل الانقسام وتحت سقف اتفاقيات أوسلو .
CONVERSATION
مع أبي مُحَسَّد المتنبي في أوربا/ د. عدنان الظاهر
فتح لي باب شقته الصغيرة وكان كعادته حليقا وقبعته على رأسه والسيجارة في يده. قال تفضل لنشرب فنجان قهوة. قلت لا قهوة ولا شاي. هيا فليس لدينا الكثير من الوقت لإنجاز كافة معاملاتك. أحكم غلق الباب ومشى أمامي بثقة. في الشارع سألني الى أين نحن ذاهبون ؟ قلت نذهب أولا الى دائرة يسمى مختصرهاKVR . قال وما معنى ذلك ؟ قلت إنها ثلاث كلمات يكتبونها كعادتهم ممتزجة معا فتبدو وكأنها كلمة واحدة. في هذه الدائرة يتم إنجاز معاملات الإقامة وتنظيم جوازات السفر والتقاعد وكافة الأمور والأحوال الشخصية كالزواج والطلاق وتسجيل الولادات الجديدة. هنا سألته مداعبا ومشاكسا : هل لك نية الزواج بسيدة ألمانية جميلة طويلة تقود سيارتها المارسيدس ولديها شقة على البحر في إيطاليا ؟ جذب نفسا عميقا طويلا مثبتا في وجهي ملامح جافة قاسية مفعمة بالعتب، كأن جبينه وعينيه قُدّت من صخر جلمود . قال
ألا ليت الشبابَ يعودُ يوماً
لأخبرَهُ بما فعلَ المشيبُ
ثبّت ناظريه على أسفلت الشارع قائلا إنني لم أخنْ زوجتي لا في شبابي ولا في كهولتي. وبعد وفاة أم محسد لم أجد في نفسي بعدها أدنى رغبة في الزواج . ثم - أضاف - ما نفعي بسيارة وشقة على البحرلا أملك منها أو فيها شيئا ؟ وبأية لغة سأتكلم مع بنت الحلال، أنا الذي بدأ ينسى حتى لغته الأصلية، لغة أمّه وعشيره
وأبيه. لقد وجدت لغتي تضيع مني بل وتخونني بعد أن فارقت قول الشعر. قلت له ستتعلم يا أبا الطيب لغة مقامك الجديد وستقرأ بها شعر الشعراء العظام من أمثال غوته وهاينه وشيللر وغيرهم. قال وماذا سأفيد من شعر هؤلاء بعد أن توقفت عن قول الشعر؟ يقرأ المرء شعر غيره لكي يطور ويحسن شعره .
وصلنا الدائرة المطلوبة وأنجزنا معاملات أبي الطيب وعلى رأسها طلب المسؤولين في أن يعجل الشاعر في الإلتحاق بمعهد غوته Goethe لتعلم اللغة الألمانية. تركنا هذه الدائرة الضخمة المتشعبة الأقسام والأغراض فأشعل أبو الطيب سيجارة وشرع ينفث منها دخاناً كثيفاً لاعناً الساعة التي ألجأته إلى طلب اللجوء. قال بعصبية وصوت عالٍ هل يتعلم رجل جاوز الخمسين لغة أجنبية لا علاقة تربطها بأصل لغته لا شكلا ولا نحواً ولا صرفا ولا إشتقاقا ؟ قلت له إنّ ذلك جد ضروري. قال وما وجه الضرورة ؟ قلت إن اللغة تيسّر لك إيجاد عمل مناسب في مكان مناسب. قال وما عسى أن يعمل شاعر قضى عمره في قول القريض ولا من شيء سواه؟ قلت أعرف رجالا أسنَّ منك قبلوا أعمالا مثل حراسة بعض الأبنية والشركات. وأعرف آخرين عملوا سائقي سيارات تاكسي. وأعرف آخرين عملوا في المخازن العملاقة ناقلين أو مصففين للبضائع. قال لعلمك إنني لم أقُدْ سيارة في حياتي ولا أعرف كيف يسوق المرء سيارته. أنت تعرف عالمي جيدا، عالم الخيل والليل والبيداء. قلت أحسنت يا عزيزي، قد والله أحسنتَ إذ قلت بلسانك في تتمة هذا البيت " والسيف والرمح والقرطاس والقلم ". أليس كذلك؟ قال نعم قد قلت، ماذا تقصد؟ أقصد إنك تستطيع أن تنخرط جنديا مقاتلا في الجيش بإعتبارك صاحب سيف ورمح. ثم إنك تستطيع إذا ما ضبطت اللغة الجديدة أن تعمل مدرسا للأدب والشعر في بعض المدارس والمعاهد المتخصصة بإعتبارك صاحب قرطاس وقلم. إنتفض الشاعر محتجا بشدة قائلا كان ذلك يا عزيزي في سالف الزمان، أيام القوة والفتوة والعنجهيات الفارغة وعنفوان الشباب. يتقاتل البشرُ اليوم بالأسلحة الفتّاكة من جرثومية وكيميائية ونووية. ولدى الجيوش دبابات وطائرات حديثة وصواريخ عابرة للقارات وسواها الكثير من أدوات الحرب والإبادة والدمار. كنا نقاتل بالسيف والرمح وكانت الخيول وسائل كرّنا
وفرنا. فلأي سلاح سأنظمُّ وبأي سلاح سأقاتل وأنا كما تراني لا أقدر أن أحمل جسدي إلاّ بمشقة ؟.
كان المتنبي مرهقا حقا وبدا لي شاحب الوجه منهوك القوى. إقترحت أن نقضي بعض الوقت في أحد المقاهي لبعض الراحة وأن نشرب فنجان قهوة. وافق الرجل بدون تردد.
في المقهى خلع سترته وعلق قبعته في المشجب الخاص بتعليق القبعات. واصل التدخين بشكل يلفت النظر. وكان جليا أن الرجل غير منبسط مما يجرى له من
أمور . غير مرتاح مما آلت إليه أوضاعه بعد اللجوء. كان قلقا عصبي المزاج وعدوانيا بعض الشيء. جاءت القهوة لكن شاعرنا المتقاعد لم ينبس ببنة شفة. لم يشأ الكلام في أي موضوع. واصل التدخين بشراهة متناسيا فنجان قهوته وغير مبال بحضوري معه لكأنه في عالم آخر. كان سارحا شديد الرجوع الى ماضيه الذي كان يوما بالغ التألق رجلا وشاعرا يتنقل بحرية في أشهر الأصقاع يومذاك بين العراق وبلاد الشام ومصر وفارس. يتنقل دونما حاجة لجواز سفر أو تأشيرة دخول. أردت إخراجه من النفق المظلم الذي دفن فيه نفسه فأنشدت بصوت خفيض نشيدا كنت ما زلت أحفظه من أيام المدارس الأبتدائية :
بلادُ العُربِ أوطاني
من الشامِ لبُغدانِ
ففوجئت أن صاحبي قد شرع هو الآخر يهزج بفرح طفولي معي :
ومن نجدٍ إلى يَمنٍ
ومن مصرَ لتطوانِ
ضحكت كما لم أضحك من قبل. ضحكت إذ نجحت حيلتي فأنتزعت المتنبي من سوداويته وقنوطه وبؤس حاله الذي مر الجميع به بهذه الدرجة أو بأخرى. قلت له، وقد تبدل بشكل جذري مزاجه، أتدري أبا الطيب أن " تطوان " التي نعرف في هذا النشيد هو إسم مدينة تونسية إسمها تطاوين ؟ قال عرفتُ ذلك يوم أن كنت في ليبيا. شرب قهوته الباردة رشفة طويلة واحدة وطلب فنجانا آخر.
قلت له ما دام قد تبدل مزاجك أبا الطيب، فإنه ليطيبُ لي ونحن في هذا المقهى أن أسألك عن بعض تفاصيل محكمة اللجوء في مدينة " نورنبرغ ". مَن قام لك بدور المترجم وما نوع اللجوء الذي منحتك المحكمة ؟ قال طلب مني الشاب الذي أدار عملية الإستجواب وحيدا أن أسترسل بالكلام وأن أتكلم كما أشاء مركزا على الأسباب التي جعلتني أفضل طلب اللجوء إلى هذا البلد. لم أقل له إني قدمت من ليبيا.
قلت إني ساهمت في إنتفاضة آذار عام 1991 في مدينتي السماوة ( محافظة المثنى).
وبعد إجهاض الإنتفاضة وتدمير البشر والأرض والممتلكات هربت مع من هرب بطريق الصحراء إلى العربية السعودية. وُضِعنا هناك في المخيم الصحراوي(رفحا) سنينَ طويلة. نظّمنا نحن الشعراء يوماً مهرجانا للشعر حضره بعض أمراء آل سعود، وكان من بينهم شاعر أديب دلّته حاسته الشعرية على أصالة فني الشعري. طلب مقابلتي بعد المهرجان ورحب بي ترحاباً حاراً يفوق الوصف. قال إنه كان يعرف إسمي شاعرا لكنه صدم إذ وجدني مع من وجد في هذا المخيم المعزول النائي ثم عرض علي أن أعمل في حقل التدريس في بعض المعاهد. شكرته كثيرا وقلت له ما دام الله قد فتح وشرح لي صدرك فأرجو أن تسعى الى تيسير أمر مغادرتي هذا المخيم. قال سأنفذ إن شاء الله طلبك وعلى الفور. بعد بضعة أيام أتاني أحد حراس المخيم باسما مستبشراً - وما رأيناهم يوما باسمين، كانوا عادة متجهمي الوجوه غلاظ القلوب شرسي الطباع - حاملا معه جواز سفر مؤقت بإسمي وتذكرة سفر إلى العاصمة النمساوية فيينا مع كمية من الدولارات الأمريكية. كان الحاكم الذي كان يستجوبني يصغي لي مأخوذا بما كنت أقص عليه من أكاذيب وأحداث سينمائية بهلوانية لقنني إياها مستشار السفارة العراقية في طرابلس الغرب السيد " حسين لامي بديوي " أو " حسين بديوي اللامي ". صدقني الرجل ذو الوجه الطفولي البريء الباسم وثبت كل أقوالي على إسطوانة كانت تدور على جهاز تسجيل موضوع الى جانبه الأيمن. قلت للمتنبي وما كان دور المترجم وهل طلب منك المزيد من التفاصيل؟ قال كلا. كان يترجم حرفيا ما كنت أقول. إلا إذا طلب الحاكم المزيد من المعلومات. قلت وهل تعرف إسم هذا المترجم؟ قال بعد مرافعة المحكمة التي إستغرقت قرابة الثلاث ساعات والتي أنهكت قواي الضعيفة أصلا، سألت المترجم عن حكم المحكمة بحق قضيتي وعن نوع اللجوء فقال إنه يظن أنني سأُمنحُ حق اللجوء السياسي وليس اللجوء الإنساني. ثم تجاسرت فسألته عن إسمه فقال - ولعله كان كاذبا - إنه الدكتور " ناصر الحسن ". كيف يكون الدكتور مترجِما؟ قلت لا غرابة في الأمر يا أبا الطيب. في أوربا يعمل المرء ما يعجبه أو ما يستطيع أن يعمله إذا ما توفرت فيه شروط ومستلزمات هذا العمل أو تلك المهنة. فالمترجم على سبيل المثال ليس طبيبا كما تظن. إنه دكتوراه في الفن أوالإقتصاد. وإن الرجل لم يكذب عليك وأنا أعرفه منذ فترة طويلة. ذكرالرجل لك إسمه الحقيقي الكامل. قال ولِمَ لمْ يذكر إسم أبيه إذا كان صادقا ؟ قلت هنا يكفي ذكرالإسم الأول ثم لقب العائلة.
قال وهل تعرف أنت إسم أبيه ؟ قلت لا أحد في عموم ألمانيا يعرف إسم أبيه. ليس لأن في الأمر سراً، ولكن لا أحد هنا يهتم بالسؤال عن إسم الأب. قال وهل هذا يعني أن الرجل بلا أب، ونغلٌ من ليس له أب ؟ قلت كلا، له أب وقور محترم وكان له نِعمَ الأب. قال وهل تعرفه جيدا ؟ قلت يعرفه غيري جيداً. عدت أسأله وكيف وجدت الرجل ؟ قال وجدته ظريفا شهماً يساعد الناس. وجدته متواضعا بسيطا خاليا من تعقيدات البعض ممن يحملون الجنسيات الأجنبية. قلت كلامك هذا صحيح، وأزيد عليه أن الرجل يحب الغناء والطرب ويهوى أشعارك ويحفظ الكثير منها عن ظهر قلب. ويقيم في داره بين الحين والحين حفلات ومناسبات فنية يحضرها جمع كبير من أصدقائه. يسمرون لديه ويأكلون ويشربون ويستمتعون بغناء المغنين ويطربون مع المطربين. ولديه مجموعة كبيرة من الطبول ورقع الشطرنج ويلعب الطاولي بمهارة يُحسد عليها ويتحدى جميع لاعبيه. كما أن لديه أقراصا تحمل تسجيل قصيدتك التي أحبُّ " ما لنا كلُنا جوٍ يا رسولُ " مغناة بصوت قاريء المقام العراقي المبدع المرحوم " يوسف عمر ". قال يبدو الرجل لي خليطا عجيبا نادرا في هذه الأيام. قلت وهو كذلك. إنه " زوربا " هذا الزمان. قال أَوَ ما زال مثلي عازبا ؟ قلت إن الرجل متأهل ولكنه مثل " شهريار" عقيم لا ينجب. قال إنه يبدو قويا معافى. قلت ليس الأمر كذلك يا أبا الطيب. إنه يعاني من نقص إفراز مادة الإنسولين في دمه. قال لم أفهم. قلت إنه ضحية ما يسمى بمرض السكري. لذا فإن حُقن الإنسولين لا تفارق جيبه أبدا، يحملها معه أنّى ذهب واتجه. أسفي عليه، أسفي عليه، قال ثم أضاف ألا تعرّفني عليه ؟ قلت وهو كذلك. وسيكون مسرورا أن يتعرف على شاعره المفضل أبي الطيب المتنبي. سينظم لك في داره حفلا غنائيا خاصا يدعو لإحيائه خيرة مطربي أوربا من العراقيين. وسيستمر الحفل حتى ساعات الصباح الأولى. هذه سجيته. يحب السهر وينتشي إذا ما فرح وطرب أصدقاؤه. قال إنما هذه من شيم خيرة الرجال. أسفي عليه وعلى خيار الناس .
اقتربت الساعة من الثانية بعد الظهر فقلت له هيا إلى داري لنتناول طعام الغداء
معا. قال وما لديك من طعام ؟ قلت لديَّ في الثلاجة الكثير. أطرق هنيهة مفكرا ثم قال أفضل الذهاب إلى (مهجومي) لأنام قليلا وأتمتع بقسط من الراحة بعد عناء هذا اليوم الشاق. قلت ألا نلتقي ثانية عصرَأو مساءَ هذا اليوم ؟ قال بل أفضل أن أقضيه وحيدا. سأمكث في شقتي، أكنسها وأرتّبها وأغسل صحون الأمس وملابسي الداخلية. وإذا شئتَ نلتقي صباح غد. إقتراح معقول يا أبا الطيب. وإذا ما احتجت أي شيء أو استجدَّ أمرٌ عاجل أو هام إتصلْ بي عن طريق أحد تلفونات الشارع.لا تتردد رجاء. قام ليرتدي سترته ويضع القبعة على رأسه ثم قال هازئا ساخرا : ومتى سيجد التلفون طريقه الى شقتي ؟ سوف لن يطول إنتظارك يا أبا الطيب. تلك مسألة غاية في السهولة. إنتظرْ قليلا فقط. قال الصبر مفتاح الفَرَج.
صحبته حتى مدخل عمارته على أن نلتقي صباح اليوم التالي. لم نتفق على برنامج محدد. غدا سنعرف ماذا نفعل. وإنَّ غداً لناظره قريبُ.
**
وجدته يتمشى أمام عمارته منتظرا قدومي. كان هادئا جيد المزاج يدندن كعادته حين يكون ذا مزاج منبسط. رمى عقب سيجارته من يده قائلا أين ستمضي بي هذا اليوم ؟
قلت إلى الطبيب. سيفحص الطبيب قلبك وضغط الدم ويسألك إنْ كنتَ تشكو من شيء قديم أو عارض. قال لا أحب الأطباء لا أحب الأطباء. قلتُ ومنذا الذي يحبهم ؟ نزورهم مضطرين. ثم إنَّ مُساعِدات الطبيب وليس الطبيب من يقوم بتسجيل ضغط دمك وعدد نبضات القلب. وقد يقترح فحص السكر في بولك ودمك. قال ومن سيقوم بفحص دمي وبولي ؟ الممرضة المساعدة يا أبا الطيب. إنتفض الرجل بحدة معترضا قائلاً كيف تفحص إمرأة بولي وسكّر دمي، كيف ؟ قلت هوِّن عليك. هذه أمور مقبولة هنا وعادية لا تجرح حياء الرجل ولا تسبب له أي إحراج. هذا هو واجب الممرضات المساعدات وهذا هو عملهن الذي تدربن عليه. قال وهل الممرضات ألمانيات ؟ قلت بل هن من كافة الجنسيات. ففيهن الألمانية والبولندية والتركية والتايلندية واليونانية ومن جنسيات وأقوام أخرى لا حصر لها. قال على ذكر فحص سكر الدم، هل هناك إحتمال أن أكون مصابا كالمترجم بمرض السكري فأضطر إلى حمل حقن الإنسولين معي حيثما ذهبت ؟ قلت لا يبدو عليك أنك تعاني من هذا الداء. قال وكيف عرفت ؟ قلت لأنك لا تقاسي من عطش شديد ولا من يبوسة في الفم ولا تتبول كثيرا. ثم إن ظاهرة السكر في الدم درجات لا يستلزم أولها إلا تخفيض الوزن ويستلزم بعضها الإعتدال في المأكل والمشرب وتجنب أو الإقلال من السكريات والنشويات مع الإكثار من الخضروات الطازجة. وهناك مرحلة قبل الحقن بالإنسولين تتطلب تناول بعض الحبوب. وحتى مرحلة الحبوب هذه تنقسم بدورها الى مراحل تعتمد على عدد الحبوب التي يتناولها المريض في اليوم وعلى قوة هذه الحبوب بوحدة الملليغرام. وأخيرا وعند تفاقم حالة المريض يوصي الطبيب المختص بتناول حُقن الإنسولين. أمامك أبا الطيب مراحل ومراحل قبل بلوغ الدرجة الأخيرة التي أزعجتك وقضّتْ مضجعك. تنفّس الصعداء قائلا الحمد لله، ألف الحمد لله، إني إذن معافى فلا تأخذني يا اْبن أمي الى الطبيب. معافى معافى ولا بول في سكري ... عفوا ... لا سُكّرَ في دمي ! ثم أخذ يقرأ بصوت عال :
يقول لي الطبيبُ أكلتَ شيئاً
وداؤك في شرابكَ والطعامِ
وما في طبّهِ أني جوادٌ
أضرَّ بجسمهِ طولُ الجَمامِ
قلت له هذه فحوص تسمى روتينية تُجرى للناس بشكل دوري منتظم مرة كل أسبوع أو كل شهر وبعضها مرة في العام، لا ضرر منها. ثم هي في نهاية الأمر لمصلحتك وتعلمك أن تراقب نفسك ووضعك الجسماني. أما إذا إحتجت إلى طبيب نفساني فسيحيلك طبيب الأمراض الداخلية الى آخر مختص بالأمراض النفسية لا سمح الله. قال وهل تشك في قواي العقلية ؟ كلاّ كلاّ يا أبا الطيب. كلنا عرضة للإنحرافات النفسية ولا عيب في ذلك. الإنحراف النفساني لا يعني بالضرورة إنحرافا أو إختلالا عقليا. فبين الإثنين حدود يعرفها الطب والأطباء. أنت الآن في أوربا ولست في الكوفة أو السماوة. إنبسطت أسارير الشاعر المتعب المرهف وأظهر لي الكثير من أمارات الثقة بي وبنفسه. قال سنمضي إلى الطبيب … حتماً…، ولكن في يوم آخر. أنا اليوم سعيد ومتفائل وأود أن أتمتع بجمال هذا اليوم الصائف ودفء نهاره وروعة حدائق المدينة. لا تفسد ذلك عليّ رجاء. ثم إني معافى معافى معافى. سأنذر نذرا لأبي الفضل العباس وأوزع الحلوى من مصقول وملبّس للفقراء والأطفال. سأزور مساجد المدينة إنْ كان فيها مساجدُ للمسلمين. سأصلّي وأصلي الفروض والنوافل. هل في المدينة مساجد ؟ قلت نعم. هناك مساجد للأتراك وأخرى للأفغان والإيرانيين وآخر مشترك لجميع المسلمين يديره أستاذ مصري.
إقترحَ وهو في ذروة الإنشراح والعافية النفسية أن نقضي قبل الغداء بعض الوقت في حديقة نافورة إله المياه " نبتون " الواقعة خلف وزارة العدل. قلت له كنت بالأمس شديد التشاؤم حين كنا في هذا المكان. قال نعم. قد تشاءمت حين شرع الإله ينزف من جميع أركانه بدل الماء دماً عبيطا ومن ثم إنطفأت الأنوار بشكل فجائي وتوقف الماء والدم جميعا. سألني ما علاقة الضوء بالدم. قلت توقف الضياء والنور لأنهما ضد الجريمة والقتول والدماء البريئة المسفوكة. توقفا لكي يوقفا سيلان الدم المتدفق في جنين ونابلس من أرض فلسطين. إحتجاج رمزي صارخ وتذكرة للعالمين أن يفتحوا الأعين على ما يجري هناك من خروقات للقوانين والأعراف والإتفاقيات والمواثيق الدولية وما يسمى بحقوق الإنسان. إشارة عميقة الدلالة أن العالم اليوم في ظلام دامس فاق كل ما كنا قد سمعناه عن العصور المظلمة. إفتحوا يا ناس عيونكم، إفتحوا يا عرب عيونكم وأصحوا من غفلتكم وغفوتكم وإلاّ فالكارثة لا محالة مقبلة. كارثة الكوارث يا ناس مقبلة. أراها أقرب من حبل الوريد. هذا ما كانت قد تنبأت به
" زرقاء اليمامة " قبل قرن من عهد الطوفان. ليس لدى العرب السلاح النووي الذي يُحيّد أعداءهم أو يقيم معهم التوازن العسكري بالردع النووي المتقابل. لم يوفر حكامنا لنا ما يحمينا ويحمي أرواحنا وأعراضنا وأرضنا من التهديد الشامل بإفنائنا من الوجود. ما علمونا كيف نمارس الديمقراطية وحرية الإقتراع ومداولة السلطة. وهذه هي النتيجة المحتومة. هم في واد ونحن الشعوب في واد آخر. يحمل الكثير منهم وأغلب أبنائهم الجنسية الأمريكية وبلايينهم المهربة مودعة في البنوك التي يسيطر عليها اليهود سواء في أمريكا أو أوربا. أما نحن، أنا وأنت وباقي الناس فنصيبنا التشرد وطلب اللجوء لنحيا على الكفاف وعلى حواشي الحياة الدنيا. قلت هل تعلم أبا الطيب أن نافورة الإله نبتون قريبة جدا من الساحة التي يتجمع فيها الناس عربا ومن غير العرب تضامنا مع الأهل في فلسطين وإحتجاجا على ما يجري في فلسطين من قتل وتدمير وإغتيال وحصار وتجويع. قال وما إسم هذه الساحة ؟ قلت إسمها " شتاخو س Stachus ". قال ومتى يجتمع هؤلاء الناس المرة القادمة؟ قلت نهار السبت القادم على تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً. قال أريد أن أشارك في هذه التظاهرة.لا بد أن أشارك فيها وهذا أضعف الأيمان. أحسنت أبا الطيب الشهم والغيور، أحسنت. عهدي بك شريفا شجاعا ثائرا. قال ليتني أستطيع أن أقاتل على أرض فلسطين. قلت لا يسمح لك جيران فلسطين بدخولها مقاتلا. قال لماذا ؟ إنَّ دخول فلسطين يتطلب موافقة الإدارة الأمريكية وإسرائيل. قال وما دخل أمريكا وإسرائيل بدخول فلسطين عبر حدود دول عربية ؟ لم أجبه. صرت أهذي مع نفسي مرددا ( إذا كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ / وإنْ كنتَ تدري فالمصيبة أعظمُ ! ). سمع المتنبي هذياني على ما يبدو، فلقد شرع الرجل يبكي بكاء مرّا. شرعت أجفف سيل دموعي في لحظة وصولنا إلى نافورة إله الماء نبتون . كانت النافورة جافة والإله فاغراً فاهُ مبتسماً ساخراً شامخَ الرأس مفتوح الذراعين غير آبهٍ بما فيه وما حوله من جفاف. الماء يأتي مع المساء. والماء نفسه لا يأتي النافورة مرتين. كانت حديقته غاصة بالناس يدخنون ويثرثرون ويقرأون الصحف. جلسنا صامتين كأن على رؤوسنا الطير. هو يدخن وعيونه ما زالت مبتلة بالدموع. يحاول أن يقول شيئا لكنه يقاوم الرغبة في الكلام. كان يعاني من صراع خفي مكبوت يريد ولا يريد أن يفصح عنه. إستسلم أخيراً فأحجم عن الكلام. أغمض عينيه المبتلتين بالدموع وأغفى فتعالى شخيره. إنتبه الناس إلى قوة هذا الشخيرالذي يُذكّر بقاطرات البخار القديمة فضحك بعضهم بصوت عال. أما إله المياه الروماني نبتون فرأيته مبتسما إبتسامة غامضة فيها ظلال سخرية وشماتة كأنه يريد أن يقول : من الذي أتى بكم إلى بلداننا ؟ لِمَ لا ترجعون الى بلدناكم ؟ لماذا لا تقاتلون في سبيل قضاياكم التي تسمونها مصيرية ؟ فزعتُ إذ دنا الإله مني وهمس في أذني قائلا إن وزارة العدل التي ترى أمامك قد أخطأت خطأ جسيما في دفاعها عنكم وإحتضانكم وتوفير فرص عمل وعيش لكم ثم ستمنحكم الوزارة بعد ثماني سنوات الجواز الألماني الذي لا أملك رغم بقائي هنا واقفا منذ ألفي عام. أعمل ليلا ونهاراً صيفاً وشتاءً لأرفّهَ عنكم وعن أمثالكم. أبيت تحت السماء لا سقف يحميني من مطر أو برد أو ثلوج. لا من يقدم لي باقات الزهور التي أرى العشاق يتبادلونها أمامي. ستصبحون قريبا مواطنين أوربيين. أما أنا فسأظل تمثال حجر بلا وطن. تنكّرَ لي نيرون وقيصر وأنطونيو( صاحب كليوباترا فرعونة مصر ). جحدوا أفضالي على روما ثم جمّدوني حجراً في إله وإلها في حجر كأنهم سمعوا صرخة الفيلسوف الألماني نيتشة حين قال ( مات الإله ). نعم كان يقصدني أنا بالذات.ثم أصدروا حكما بإبعادي عن إيطاليا بعد أن جردوني من بيتي ومزرعتي وباقي أملاكي وأخيرا جواز سفري. سألته كيف إذن وصلتَ إلى ميونيخ وأنت لا تحملُ جوازَ سفرٍ ؟ قال وصلتُ كصاحبك المتنبي تهريباً.لا تنس إنَّ لإيطاليا حدودا مشتركة مع ألمانيا. قلت يبدو أنك غير مسرور بعملك هذا حارسا لحديقة كبيرة وموزّعَ نوافيرِ ماءٍ فراتٍ ومُسليّا لبني البشر من أمثالنا ؟ قال بلى، جِدَّ مسرور. فسوق العمل متأزمة ومعدلات البطالة عالية. ثم إني أكون في غاية السرور حين أرى الناس حولي مسرورين مبتهجين فأنسى وحدتي ومحنتي وأتأقلم مع منفاي. قلت يبدو أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بينك وبين بني البشر. قال نعم. فيكم بعضٌ مني وفيَّ بعضٌ منكم. ألم يكن الجبار السومري جلجامش خليطا ثلثاه من الألهة وثلث من البشر؟ قام المتنبي وانحنى بخشوع أمام نبتون وقدّم له سيجارة فاعتذر الإله أنه لا يدخن، بل وإن التدخين ممنوع عليه خلال ساعات العمل. قال المتنبي مُحنقاً : أللهُ أكبر! حتى أنت إلهي لا تستطيع التدخين ؟ غمزه بطرف عينه اليسرى قائلا : بلى، أدخّن أحيانا ولكن … أدخِّن خلسة. أُدخن سجائر رخيصة مزوّرة مهربة تأتيني من الحدود الألمانية – الجيكية! دنا المتنبي من الإله المذعور قائلا خذها، إنْ لم تستطع التدخين الآن فضعها مخفية خلف إحدى أذنيك. دخنها لاحقا في ساعة هدوء بال وخلو المتنزه من البشر. أخذها شاكرا وأرتدَّ على مهل ليشغل المكان الذي وضعته الدولة فيه صنماً مقيدا متحجراً معزولا منفيا وتحت رقابة وزارة العدل اليومية. يضخ الماء من صخور جسده ليدخل البهجة في نفوس البشر. فثلثه من لحمهم ودمهم وعظامهم. هو بعض منهم … شاء ذلك أم أبى. شاؤوا هم أم أبوا. نهض المتنبي قائلا أحس الآن ببعض الراحة. لقد قبل رب الماء مني أخيرا ما أسديت له من جميل. لم يرفض السيجارة التي عرضتها عليه. أخفاها خلف أذنه وسيفيد منها لا شك يوما. أو إنه سيبيعها بنصف " يورو " إلى السيد( حسين زيدون). ضحكت طويلا لأني أعرف قصة حسين مع التدخين.
أشار لي أن وقت طعام الغداء قد حان. إقترح أن نأكل معا شيئا خفيفا في مطعم قريب للهامبركر قريب من ساحة “ شتاخوس “. وبعد الغداء نتناول الشاي الثقيل المعطر بالهيل والدارسين في شقته. وجدت العرض مغريا فوافقت على الفور. إقتربنا من تمثال نبتون لتقديم تحية الوداع فلم يرد علينا. حاولنا الكلام معه فضاعت محاولتنا سُدى. تساءلنا تاركين البارك الجميل عن سبب صمت إله الأمواه الباردة والحارة فلم نعثرعلى جواب شافٍ. لم يمنعه القائمون على العدل عن التدخين حسبُ، بل وحرموا عليه الكلام مع الأجانب. ونحن في الطريق الى المطعم أخذ المتنبي يقرأ شعراً لغيره ( دع الأقدار تفعل ما تشاءُ / وطبْ نفساً إذا حضرالغداءُ ). طلب " شاطرا ومشطورا بدون كامخ ". سألته لِمَ لا يأكل الطرشي الحامض وهو منشط للمعدة وفاتح للرغبة في الطعام ؟ قال إنه أولاً يأكل دوما تقريبا دونما شهوة للأكل. ثم إن معدته لا تتقبل الحوامض. وقلّت رغبته في الطعام بشكل ملحوظ بعد اللجوء حيث تغير نوع وطعم الطعام جذريا. قلت له وما كنت تأكل قبل اللجوء ؟ قال كنا نأكل التمر والزبدة الطرية وخبز الشعير الذي يحمل نكهة وحرارة التنور. ونشرب لبن الجمال والماعيز. ونأكل اللحم المشوي أحيانا وفي المناسبات وعند وفادة بعض الضيوف. لا نعرف الثلاجات ولا الطعام المطبوخ سلفا ولا المحنط بالجليد ولا المدفون في علب الصفيح والزجاج .
بعد الغداء قصدنا شقة المتنبي لشرب الشاي الموعود. جاء الشاي فكان رائع
المذاق. لكن صاحبي ترك كأس الشاي وإستسلم لنوم عميق فأرتفع الشهيق والزفير فتذكرت أحد أناشيد الطفولة( صوتُ صفير البلبلِ هيّج قلبَ الثمِلِ ...). تمتعت بكأس الشاي على مهل مع قصد وشحة مخافة أن ينتهي على عجل. فصاحبي غط في قيلولته وأنا لا أجرؤ أن أتصرف في شؤون مطبخه. فكيف إذن سأدبر كأس شاي آخر؟ سينهض الرجل بعد ساعة. وسيعد له ولي شايا جديدا حارا تفوح منه رائحة الهيل والدارسين. مضت الساعة لكن الشاعر لم يفق. أدركني النعاس فقررت أن أترك له سطرا أخبره فيه إني قاصد داري وسأراه غدا مساء .
CONVERSATION
المسيحية فى عيون سياسية وقحة/ أشرف حلمى
من الخطأ القول ان أضطهاد المسيحية وأبنائها منذ أنتشارها بقوة اعمال ومعجزات ملك الملوك ورب الأرباب سيدنا ومخلصنا الصالح يسوع المسيح له كل مجد وتقديس بل بدا فعليلاً منذ اللحظة الاولى لميلاد الطفل يسوع فى بيت لحم اليهودية وعلم فيها هيرودس الملك اليهودي بمولده بسبب سؤال المجوس الذين أتوا من المشرق سائلين ( أين هو المولود ملك اليهود ؟ ) فأمر هيرودس بقتل جميع الصبية الذين فى بيت لحم وكل تخومها حتى سن عامين بعد ان هربت العائلة المقدسة الى ارض مصر من بطش جنود هيرودس .
محاولات طمس واحتلال أماكن عبادة المؤمنين بالمسيحية عبر العصور حتى وقتنا هذا أيضاً بدأت فى عهد السيد المسيح عندما جعل اليهود من الهيكل سوقاً لباعة الحمام والصيارفة وقام المسيح بطردهم قائلاً ( مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص! ) , ويرجع التعدى على المسيحيين ودور عباداتهم بالقدس كنائس , أديرة وممتلكات منذ عهد المسيح الى أسس سياسية متيهودة ( يهودية ) فى المقام الاول لذلك قام ملوك اليهود بتسيس كبار الكهنة للعمل على التخلص من المسيح منذ مولده خوفاً على عروشهم وزعزعة ديانتهم فأصدروا فتاوى يهودية طالبت بمحاكمة المسيح مثل صنع معجزات يوم السبت ونجحوا فى شراء أحد تلاميذه ويدعى يهوذا الذى باع معلمه وسلمه لليهود الذين حاكموه وصلبوه مقابل ثلاثون من الفضة , وأستمر اضطهاد المسيحيين على مر العصور ظهر خلالها العديد من القديسين و الشهداء واعتنق بسببهم الملايين الايمان بالمسيح وحفرت أسمائهم على آلاف الكنائس وحروف أسمائهم بالعديد من الكتب حتى عصرنا الحديث الذى شهد العديد من الاعتداءات والمذابح من أعداء المسيحية كمذابح الأرمن وتهجيرهم من قبل إرهابى الدولة العثمانية البربرية إبان الحرب العالمية الاولى مروراً بالعمليات الإرهابية الممنهجة على المسيحيين وممتلكاتهم فى دول الشرق الأوسط , أوروبا , أفريقيا وجنوب شرق اسيا من جانب المتأسلمين معتنقى الفكر السلفى المدعومين مادياً ولوجيستياً من حكومات تتخذ من الاسلام السياسى الوهابى دستوراً ومنهجاً لها , كما عملت على تكوين تنظيمات وجماعات إرهابية قبل عشرات السنين قتلت خلالها مسيحى العديد من دول الشرق الأوسط بصور بشعة وتهجيرهم وقامت بهدم كنائسهم وأديرتهم بل ونجحت ايضاً هذه الحكومات فى أختراق بعض القيادات الكنيسة لمباركة أعمالها وتجميل وجهها امام العالم بل وجندت يهوذات لتسليم اولادها لحكوماتهم على عكس ما قام به اليهود الذين جندوا احد تلاميذ المسيح لتسليم معلمهم .
فما قامت به مؤخراً قوات الشرطة الإسرائيلية امس بالاعتداء على الرهبان الاقباط خارج البوابة الرئيسية لدير السلطان أثناء الوقفة الاحتجاجية السلمية التى قادها الانبا أنطونيوس مطران القدس للأقباط الأرثودكس قامت به الشرطة المصرية وأتباعها أول امس ايضاً على العديد من كنائسنا واديرتنا القبطية ومنها على سبيل المثال دير الانبا أنطونيوس بالبحر الأحمر ودير وادى الريان بالفيوم ومؤخراً دير القديس يوحنا ابو الدرج بجبل الجلالة البحرى فى ظل صمت تام لبعض مسئولى ومؤسسات الدولة والقيادات الدينية الذين قاموا مؤخراً بشجب وإستنكار أقتحام دير السلطان والاعتداء على رهبانه فى نفاق واضح وصريح فقط لأسباب سياسية كونه فقط في دولة إسرائيل أشد أعداء العرب .
فالمسيح جاء لنشر المحبة الروحية وتأصيل مبادئ تعاليمه من خلال الموعظة على الجبل , جاء من أجل المصالحة بين الإخوة ونبذ الفرقة بينهم , لم ياتى المسيح يوماً مرتدياً ثوب السياسة لأستخدامه كعصاة يقمع بها تلاميذه وشعبة من أجل طاعته , فمشكلة قيادات طوائفنا المسيحية التى ماتت عن العالم هى تأثرهم بالسياسية العالمية وعلاقتها بدولهم ولبسوا ثوب الوطنية على حساب مسيحيتهم بحثاً عن أمجاد أرضية لا قيمة لها يوم القيامة , فإن أرادوا الانتصار على الوقاحة السياسية القذرة كما أنتصر رب المجد على الموت وقام من الأموات فى اليوم الثالث فعليهم تطهير أنفسهم بخلع ثوب النفاق السياسى وارتداء ثوب التقوى والتواضع المغمور بالمحبة والتعاون ويعملوا بقول السيد المسيح ( حبوا بعضكم بعضا كما انا أحببتكم ) وترك المشاكل جانباً وان يغفروا بعضهم لبعض كما غفر السيد المسيح على عود الصليب من قاموا بتعذيبه وصلبه قائلاً ( يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ) فمهما فعل هؤلاء الدهماء وحكوماتهم بنا لزعزعة إيماننا ومحو هواية دولنا الدينية سيفشلون كما فشل اليهود وكهنتهم من قبل .
CONVERSATION
بوسطجي رشعين/ روميو عويس
"نعمة الله نجيم - ابو وجيه"
1
تمسَّك بشنطه من عمر جدّي ومشي
قبل ما تميل الشمس عَ غيابها
وبين الهوا و الغصن دارت وشوشي
يعني النسمه مبوردين تيابها
الامّات ناطرتو.. عَ طول مشَـوَّشي
وحلوات موعوده بجواب حبابها
2
وماشي "نعمة الله" بخطوِه مروّجي
قاصِد بيوت ال ضاحكتلو عتابها
وتصير امّي بِ دعاها تـرتـجـي
انشالله معو مكتوب من غـيابـهـا
وضحكتو رطلين تبقا البوسطجي
لما الرساله مسوكره من صحابها
مسوكره شوفة الخاطر رح تجي
معمول من ضمن الحواله حسابها
3
من غربتي بتذكرك يا "بو وجيه"
وبـلعَـن الغربه القاسيه واسبابها
بطـلَـتـك وبـمنطـقـك تـبـقا وجيه
نـيّـال ارض لضمّـتَـك لـتـرابها
**
عشق القلوب
لما نوار الحب بتْضَوّي
لا الحلى ولا عمارنا بتنقاس
عشق القلوب بيردم الهُوّه
سبحان رامي الحب بين الناس
عشق القلوب
لما نوار الحب بتْضَوّي
لا الحلى ولا عمارنا بتنقاس
عشق القلوب بيردم الهُوّه
سبحان رامي الحب بين الناس
CONVERSATION
إلى العزيز بيار هدهد سكّر/ عصام ملكي
يا بيار مِنّك ما حدا تنكّر
بيضلّ جوّك بالوعي مسوكر
مش بس إنّو بمعرفه مجبول
عنّك بسدني الجالية بتقول:
سكّر كلامو وعيلتو سكّر.
نحنا ما فينا غير نشتقلك
بيضلّ فينا منشغِل عقلك
من حيث عندك بالحياة طْموح
ما في حدا يقلَّك تعا أو روح
غير عْلى عقلك ما انزرع حقلك.
بشرّي لها بقلوبنا موقَع
معها علاقه ما حدا بيقطع
جبرانها عا الكون بعدو سِيد
وبتقول هيّي والكلام بعيد:
ببيار هدهد حالها بتقشع.
مخْلص وفي ما بيكسر القانون
عا دمّنا وعا قلوبنا بيمون
بعيوننا هوّي أبو الهمّات
هيهات متلو يلتقَى هيهات
هيكي الرجال تكون أو ما تكون.
CONVERSATION
عن بعض ملوك الطوائف/ فراس حج محمد
"أكبر عقبةٍ أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا، بل هي الرأي العام في الشارع العربيّ- نتنياهو"
ملوكنا ملوكُ طوائفٍ مسكونةٍ بلظى
الظّلامْ
تسعى على قدمين من خشبٍ
مُسَطّحْ
لا ترى ما قد يُرى
إلا اختلالاً واختصارا وانحسارْ!
عِيٌّ أصابَ رؤوسهم
شللٌ الأفكار يجنح نحوهم في الطّائراتِ
الخافتات الصّوتِ
تحتَ لحافِ سيّدة توزّع نفسها بين الأنينِ
على فراش الافتراسِ بين مخالبِ الملكِ الحصينْ!
مطرٌ توزّع في المساء كأنّه بلل السُّحُبْ
بلد تقطّع بالمجازر واستباح نباته السّيْلُ العَرِمْ!
وملوكُنا نهلوا الشّرابَ على شفاه الحالمات من القصائدِ
في ربوع الفاتنات الشّقْرِ في بلد الفرنجةْ
غسلوا الملامحْ
من تعب الخسارةِ في غبار الطّلعِ
من مُرِّ الأديم
صدّوا الرياح الهوجَ عن هوادج امرأةٍ
كصبّار نمت أوجاعه في حلقها
من رملٍ العواصفِ في الطريق الطامسةْ
وانطفأت معالم تستديرُ متاهةَ البلد المُحَصْحِصِ
للطّوائفْ
لا يتقنُ اليومَ الملوكُ سوى صنع الغبارْ
وأمام تلك الفاتنات من استضاءات الفضاءِ الواضح المفتوحِ
يبتكرُ الملوك سرّ الأبجدية في طلاء الأحذيةْ
لا يتقنونَ سوى السباحات الفريدة في الفراقطِ والملاقط والمساقطِ
حطّهم عرقُ المصارفْ
ملكوا ما لا يكونُ لغيرهم
متوافقين بشنّهم
أطباقُ ليلٍ طائرةْ
ملكوا المطارفَ والمقاصفَ والملاحفَ والشراشفْ
ملكوا الطوائفْ!
ملكوا اصطناع مشاجب الشنق الغريقِ على جسد المصاحفْ
ملكوا المعاطفَ والمخاطفَ وانتهوا بجنونِ خاطفْ
عدلوا بكل عذولةٍ وتنكروا للعدلِ مع باقي المعارفْ
ملكوا الرؤوس المستقيمةْ
والمقامات المقيمة
والمآلات السقيمة
ملكوا قلوبا هدّها سفهُ المعازفْ
ملكوا الطوائفْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القصيدة من ديوان "مزاج غزة العاصف"، 2014
CONVERSATION
صخرةُ عيترون/ شوقي مسلماني
قيلَ: سيذزفُ مرارةَ الغربة
مَن نشأَ في بلادٍ مكسورٌ جناحُها الإقتصاديّ
ومكسورٌ جناحُها الأمنيّ
مثلنا نحن المغتربين ذاقَ فقيدُنا
فقيدُ الكلمةِ والفكر
الدكتور عقيل الشيخ حسين
مرارةَ الغربة
ولأنّه أكثر عناداً، وربّما أكثر عشقاً
ذهبَ إلى الأقصى
إلى نبضِ حياته البكر
في عيترون ـ جنوب لبنان
عند الحدود مع فلسطين المحتلّة
حيثُ مرابع الذاكرةِ الأولى والتفتّح الأوّل
وحيث فارقَ هذا العالم.
**
عقيلُ الشيخ حسين، إبنُ جبل عامل
كثيراً عرفتْهُ عيترون جذراً فلاّحيّاً وطيراً مغرِّداً
تتلمذَ على حفيفِ أوراقِ الشجر
قضى سنوات مدرِّساً، ليحطَّ به تجوال
جامعيّاً في باريس
قبلَ العودةِ نهائيَّاً إلى أحضانِ الوطنِ الأمّ
وأينما حلَّ ظلَّ بعينَيه
أو بعينَي عقله، أو بعينَي قلبه
يرى إلى المهمَّشين والمقهورين
نصيراً على المستكبِرين والفاسدين
يرى إلى مزارعي التبغ، وإلى الحصّادين
ومَن يزرعون ولا يأكلون
شراراتٍ تُشعلُ هشيمَ الذين يحوزون
عقيلُ الشيخ حسين زمانُ مقتبلِ العمرِ الأجمل.
**
الفارسُ لا بدَّ أخيراً أن يترجَّل
الدكتور عقيل الشيخ حسين
يفتقدُه المحبُّون اعترافاً جميلاً
باختلافِه وصدقِه ويقينِه
أنّ الإيمان "عقدٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح"
كتبتْ له السيّدةُ ليلى خليفة تقول:
"يا راحلاً عنَّا وباقٍ فينا
ستبقى ما بقينا حيَّاً فينا"
وكتبَ الدكتور فوزي أيّوب:
"أيّها الجنوبيّ المتجلبب
بصخورِ جبلِ "كْحيل"
"يا فقيدَ الأحلامِ المُجهَضة"
وكتبَ الأستاذ عدنان غول:
"كان زاهداً في الدنيا التي لم تنصفْهُ
وقد كان فيها مُجاهِداً ومُتأمِّلاً"
الدكتور عقيلُ الشيخ حسين
عيترون الصخرة.
ـ يومَ ذكرى أسبوع الراحل د. عقيل الشيخ حسين.
Shawki1@optusnet.com.au
CONVERSATION
خاطرة وطن/ بسكال بلان النشار
يداي فارغتان
غم يطعن قلبي
أغبو، أفقد وعيي،
أحلامي، تطلعاتي،
سقطت نجوم الأمل،
اختنقت آثار المخيلة...
غدوت ظلا،
اندثرت فيه الأماني،
اختنقت به الروح،
ظل بلا جسد،
تائه في الزمن،
خال من كل نفس...
مكسور الحناح،
بكاءه مكتوم،
ألمه صارخ محموم
لا سبيل، لا دواء
لا لمسة له أو شفاء...
وحدة مستوحدة،
لا من يمد له يدا...
أغنية ممزقة
أنغامها مدوزنة،
على انين ويأس الوتر...
بئس وجود وولادة
ما الحياة، من غير رسالة
من غير نور أو هداية
من غير رفعة أو مكانة؟
ظل أنا،
وكياني في غيبوبة،
لا حواس، لا كينونة !
في الكون مجرد صورة،
لعبة أضواء محفورة...
ظل أنا،
رغم ريح وعاصفة،
ثابت، حاضر،
بفعل إرادة مغمورة !
عجيبة رؤيا الظل، غريبة
لما يرى البشرية،
مطمورة الانسانية...
ظل أنا، مدرك
فاعل، أكثر من أجساد
أوعقول مقموعة،
تطلق علي اسم وطن
وقد اجتحت المعمورة !
CONVERSATION
العدوان على وكالة الغوث في القدس يتصاعد/ راسم عبيدات
مع اقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية للبلديات والمجالس المحلية صعد رئيس بلدية الاحتلال"القدس" المتطرف "نير بركات" من حربه على وكالة الغوث واللاجئين في القدس،تلك الحرب التي بدأها في اوائل الشهر الحالي بإقتحام شرطة وجيش الإحتلال احدى المراكز الصحية التابعة للوكالة في زاوية الهنود في البلدة القديمة من القدس تحت حجة وذريعة فحص انواع الأدوية الموجودة في صيدلية العيادة ومصدرها ..في عدوان سافر وتعدٍ وقح على صلاحيات وعمل الوكالة الدولية،التي اضطر العاملين فيها الى الخروج للساحة العامة والإعتصام فيها وعدم التعاطي مع جيش الإحتلال وشرطته،وتلك الذريعة المستخدمة لعملية الإقتحام،كان بإمكان رئيس بلدية الإحتلال وأجهزته التوجه الى المقر الرئيسي للوكالة في الشيخ جراح وتقديم طلب رسمي بهذا الخصوص لرئاسة الوكالة...ولكن " وراء الأكمة ما ورائها"،فمن بعد قيام الرئيس الأمريكي المتصهين ترامب وقف تمويل وكالة الغوث واللاجئين بشكل كلي،ووضع قيود وشروط على تعريف صفة اللاجىء،بحيث انها تشمل فقط من هجروا من أرضهم وطردوا قسراً منها على يد العصابات الصهيونية ( الجيل الأول) فقط،وفي ظل هذا العدوان الأمريكي المباشر على شعبنا،بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس،والإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال،وجد المحتل بان الفرصة مؤاتية للإستفادة من ذلك سياسياً،بالسعي لشطب عمل وكالة الغوث واللاجئين " الأونروا" في القدس واغلاق مؤسساتها التعليمية والصحية والخدماتية ومراكزها المجتمعية،واعتبار لجانها الشعبية منظمات خارجة عن " القانون" لأنها تحرض على الإرهاب وفق زعمه،وأبعد من ذلك السعي للسيطرة على أرض مخيم شعفاط،المخيم الذي عدد سكانه يتجاوز العشرين ألف لاجئ، والواقع ضمن حدود ما يسمى بلدية القدس.
ولتحقيق هذا الغرض أقدم رئيس بلدية الاحتلال المتطرف" نير بركات" قبلا ثلاثة أيام على اقتحام مخيم شعفاط بقوة معززة،مع مجموعة من عمال النظافة وشرطة سيره،حيث شرعوا بجمع القمامة من شوارع المخيم وأزقته،وتحرير مخالفات للمركبات داخل المخيم،دون إذن او تنسيق مع وكالة الغوث واللاجئين،الأمر الذي اعتبره مسؤولي وكالة الغوث تعدٍ سافر على صلاحياتها ودورها.
نحن ندرك تماماً بان ما يقوم به رئيس بلدية الاحتلال وحكومته،هو سياسي بإمتياز،ليس له علاقة بالتباكي على تدني الخدمات الصحية المقدمة لأبناء شعبنا في المخيم،وكذلك تدني جودة التعليم،وعدم توفر بيئة تعليمية وعمليات صيانة حقيقة في مدارس الوكالة،فهذا المتطرف المدعي للتباكي على لاجئي شعبنا،يعرف تماماً بان الخدمات التي تقدمها بلديته لأحيائنا العربية في الشطر الشرقي من المدينة متدينة،وفيها فرق وتمييز صارخين،ما بين ما يقدم من خدمات لسكان شطرها الغربي وشطرها الشرقي،فرغم ان سكان المدينة العرب يشكلون ما لا يقل عن (37%) من عدد سكان المدينة،ويجبى منهم قسرا من الضرائب ما لا يقل عن (30%) من الضرائب التي تجبى من جميع السكان،وما يقدم لهم لا يزيد عن (6%)،في حين تذهب بقية أموالهم ل"تسمين" المستوطنات" وتحسين البنية التحتية والخدمات في الشطر الغربي من المدينة.
أغلب رؤوساء الحكومات الإسرائيلية السابقة مروا الى رئاسة الوزراء والوزارات من خلال عملهم كرؤوساء لبلدية "القدس"،مروا من خلال زيادة حدة وشدة قمعهم للسكان العرب المقدسيين،عبر فرض المزيد من الضرائب عليهم،وهدم منازلهم وفرض الغرامات الباهظة على المنازل المقامة حسب وصفهم وزعمهم وبسبب إجراءاتهم البيروقراطية والتعجيزية بدون الحصول على التراخيص.
المتطرف" بركات" لا يريد ترشيح نفسه كرئيس بلدية في الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء القادم،بل من خلال اقتحامه لمخيم شعفاط وتعديه على عمل وكالة الغوث،وتهديداته بوقف عملها واغلاق مؤسساتها العاملة في المدينة،هو يريد ان يرسل رسالة للمجتمع الإسرائيلي،بأن حزبه " الليكود" جاد في ان تكون القدس عاصمة لدولة الاحتلال ولكل يهود العالم،وبان المشهد لن يكون في المدينة غير يهودي،ولا مكانة لللاجئين في هذه المدينة،ذلك الوجود الذي يذكر بإحتلاله وشاهد على جرائم دولته بحق شعبنا الفلسطيني،وبأن بقاء المخيم،يعني بقاء قضية اللاجئين حية ومتوارثة من جيل الى جيل.
ان هذا المحتل لن ينعم بالأمن والإستقرار بدون حل لقضية اللاجئين من شعبنا.تعودنا دوماً بان قادة الاحتلال،مع كل اقتراب لموعد انتخابات عامة او بلديه،يصعدون من عمليات قمعهم وتنكيلهم بحق شعبنا الفلسطيني،فمن يقمع وينكل أكثر يحصل على مقاعد اكثر في البرلمان" الكنيست" أو البلديات.ولذلك المتطرف" بركات في سلوكه الأرعن هذا،يريد ان يعبد لنفسه الطريق نحو رئاسة الوزراء،او الوزارة في الانتخابات الإسرائيلية العامة في اذار من العام القادم.
ولكن " بركات" وغيره من جوقة متطرفي حزبه وغيره من الأحزاب الصهيونية،عليهم أن يدركوا بان وكالة الغوث"ليست مؤسسة محلية سهل اغلاقها ووقف عملها وأنشطتها وخدماتها ،بل هي مؤسسة قامت بقرار دولي من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949،عقب طرد عصاباتهم وتشريدها لأكثر من نصف شعبنا خارج حدود وطنه وأرضه،والإستيلاء على مجموعه (78%) من مساحة فلسطين التاريخية،والوكالة لن تحل او يقف عملها وأنشطتها وتصفى مؤسساتها إلا بحل عادل لقضية لاجئي شعبنا وفق القرار الأممي (194)،وليعلم الاحتلال بأن دولته قامت بقرار من الأمم المتحدة،ولن يتوانى شعبنا وقيادتنا عن الطلب من الأمم المتحدة،سحب اعترافها بدولة الاحتلال.
ولذلك هذه الوكالة يجب العمل بكل الطرق والوسائل،ومن خلال موقف فلسطيني عربي اسلامي دولي صلب وضاغط على دولة الإحتلال الإسرائيلي وشريكتها امريكا، من اجل أن تستمر في عملها وفي تأدية دورها وخدماتها لأبناء شعبنا اللاجئين،هنا في القدس وفي الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان. والعمل على حث كل دول العالم على تجنيد الموارد المالية لها،تغطي نقص الموارد المالية التي قطعتها امريكا عن تلك الوكالة،ونحن اذ ندعو دولنا العربية الى زيادة دعمها وتمويلها لهذه المنظمة الدولية،ولكن علينا التيقظ والحذر،من ان تعمل امريكا ومعها اسرئيل والعديد من دول الإستعمار الغربي،لتحويلها لمنظمة إقليمة او محلية،لكي يسهل تصفيتها وشطبها.
CONVERSATION
الكارثة/ شاكر فريد حسن
ريح صرصر هبت
واجتاحت المكان
في جنون
أرعدت وأبرقت
هطلت مطرًاً
ففاضت السيول
داهمت أطفالا
في عمر الورود
كانوا يتجولون
ويتنزهون
ويتنسمون رائحة
الوطن والبحر
وعبق التاريخ
فكانت فاجعة وكارثة
انفطرت لها
النفوس
أدمت القلوب
وأبكت العيون
فيا لهفي وحزني
على زهور ذبلت
وصغار قضوا
كانوا بالغد
يحلمون
ويا أهلي وربعي
في الأردن
نشاركم الأسى
بمصابكم الجلل
ونواسيكم بالخطوب
CONVERSATION
صفقة القرن - مخبأ لفقدان الاستراتيجيه/ رائف حسين
تكاد لا تشرق شمس صباحاً الا وتطل علينا الصحافه العربيه والصحافه الفلسطينيه على وجهه الخصوص بمقالات وتحليلات تربط من بعيد ومن قريب كل شيء حول حدث سياسي معين او تصريح سياسي بصفقة القرن … وأصبحت هاتان الكلمتان كالجوكر في لعبة الورق تصلح لكل حركة ولكل تعليل ويلجأ لها السياسي لإخفاء فقدانه لاجوبه صحيحه على الأسئلة الملحه ويلجأ لها المحلل والصحفي لإعطاء مقاله زخماً سياسياً.
منذ إطلاق هذا البالون التجريبي، كما اسميه، من قبل إدارة الرئيس الامريكي ترامب لجس نبض الشارع السياسي العربي والفلسطيني ومراقبة ردات الفعل الرسميه بالشرق والكل بشرقنا العربي يضرب بالمندب ليقرأ بين السطور ما يمكن ان تحتويه هذه الصفقه المجهولة . أحداً منهم، أمريكي وعربي وأوروبي، لم يستطع ان يفصح لنا حتى كتابة هذه السطور ، عن محتوى هذه الصفقه … باختصار لا توجد تفاصيل ولا يوجد محتوى … الكل يركض وراء سراب والأمريكي وحليفه الاسرائيلي ينتظران كيف تتحرك السياسه والمجتمع في الشرق ويرصدون كل خطوة وكل ردة فعل لتأتي استراتيجيتهم المستقبليه، ان أتت اصلاً، على المقاس المطلوب.
منذ الإعلان عن صفقه القرن، او كما سماها ترامب بداية ؛ الصفقة النهائية، بخبر قصير والعالم ينتظر تفاصيلها … الإدارة الامريكيه، التي تفتقد اصلاً لاستراتيجية واضحة للشرق الاوسط بعد ان فشل مشروعها الاخواني المرتبط بالعثمانية الجديده وفشل حلفاءها، من سعوديين وقطريين وأتراك وصهاينه ومتصهينين، من زعزعة وتقسيم الشرق الاوسط كما خطط له المحافظون الجدد وفِي ظل التموضع الروسي والتقدم لحلف المقاومة، تتوعد إدارة ترامب بين الحين والآخر بقرب إعلانها عن تفاصيل الصفقه وفِي كل مرة والكل ينتظرالتفاصيل تزداد القراءات في فنجان القهوه والتكهنات في الشرق العربي.
من الواضح والذي لا يحتاج الى حنكة سياسيه عاليه ولا الى قوة تحليل استراتيجي عاليه، هو ان أية صفقه لإعادة ترتيب الشرق الاوسط لا بد لها ان تبدأ وتنتهي بالقضية الفلسطينيه . هذه القضية التي يعتبرها الجميع وبدون استثناء انها مفتاح السلام والاستقرار ومفتاح الحرب والفوضى في الشرق الاوسط وان لا حل ممكن لهذه القضية دون شريك فلسطيني .
الادارة الامريكيه وشريكها الاسرائيلي أطلقت كل ما في جعبتها من خطط ومشاريع وأسلحة ودسائس للاتيان بشريك فلسطيني يوافق على تصوراتهم للإجهاز على القضية الفلسطينيه وفشلت حتى الان … الكل الفلسطيني من الرئيس محمود عباس وحركة فتح مرورا بالفصائل اليسارية الديمقراطيه وصولا الى حماس وفصائل الاسلام السياسي رفضت الانجرار وراء الإغراءات والتهديدات والوعود الامريكيه والاسرائيليه واعلنت مراراً وتكراراً عدم القبول باقل ما نصت عليه قرارات الامم المتحدة ومجلس أمنها لحل القضية الفلسطينيه والوصول الى سلام توفيقي مع دولة الاحتلال .
ان افترضنا ان اصحاب الرأي الشائع بان العمل قد بدا منذ زمن بصفقة القرن كأنو على حق فدعونا اذا ان نتطرق الى هذه التطبيقات وتمحيص نجاحها وفشلها :
اولاً بعد فشل مشروع الأخونه والعثمانية الجديدة وانحصار دور الاخوان بالشرق وتراجع دور الراعي القطري وارباك الراعي التركي بمشاكل سياسية واقتصادية داخلية أتت الادارة الامريكيه بالأمير محمد بن سلمان ونصبته ولياً للعهد في السعودية ليكون اداة لينة بايديهم لزيادة وحشية الحرب على اليمن وسوريا وتحجيم الدور الإيراني بالمنطقه كبداية لرفع وتيرة الضغط على الطرف الفلسطيني لقبول ما يعرض عليه من فتات كونه، هكذا كان تخطيطهم، اصبح بدون داعم لقضيته ومطالبه الوطنيه بالمنطقه … محمد بن سلمان الذي وعد بالإتيان بالشريك الفلسطيني ليوقع على الصفقه فشل فشلاً ذريعاً في كل الجبهات … اليمن ما زالت صامدة امام العدوان وقوة اليمن وشعب اليمن تزداد يوما بعد يوم وسوريا من نجاح الى نجاح وحلف المقاومة وعلى راْسه ايران وحزب الله وصلوا الى ذروة تحقيق اهدافهم والعقوبات والشيطنة لم تثنيهم عن الصمود والتقدم على كل الجبهات، في سوريا ولبنان والعراق … محمد بن سلمان لم يستطع ان يأتي بطرف فلسطيني يوقع معه على ما اراده ترامب ووقع هو بقضية الخاشوقجي في كمين سوف يطيح به من كرسي العرش السعودي وأصبح همه الوحيد ان ينقذ نفسه وعرشه بعد ان دفع الغالي والرخيص للأمريكي لحمايته ودعمه في مشروعه الشيطاني الساقط .
ثانيا محاولة اسرائيل جر حلف المقاومة الى حرب مفتوحة تنتهي باتفاق وقف إطلاق نار وبعدها بداية جديدة بمفاوضات حول القضية الفلسطينيه من موقع قوه قد فشل ايضاً وادكرت قوى المقاومة مغزى هذه اللعبه وامتصت الاعتداءات الاسرائيليه وا قدمت على إرسال رسائل ناريه نوعيه اجبرت أسرائيل بعدها الى التراجع والاكتفاء بالتحرش بغزة تارة وبسوريا تارة اخرى لتحفظ ماء وجهها محاولة بعرض عضلاتها الحفاظ على اقل ما يمكن من استراتيجية الردع التي كسرت اصلاً في حربها الاخيره على لبنان وعدوانها المتتالي على قطاع غزه .
ثالثاً اعتراف الولايات المتحده بالقدس عاصمة ابدية لإسرائيل ونقل سفارتها للقدس عملا بقرار الكونغرس من سنة 1995 كان برأيي خطوة من موقع ضعيف كوّن امريكاً وحلفاءها بالمنطقة لم يستطيعوا خلال العشر سنوات الماضية تحقيق اَي إنجاز يذكر لوضع الفلسطينيين بالزاويه وإجبارهم على القبول بالفتات الاسرئامريكي … امريكاً التي أصبحت بعصر ترامب تختبأ كإسرائيل وراء جدران من الإسمنت والأسلاك الشائكة أصبحت عالمياً معزولة منبوذة ولَم تستطع ان تقنع بخطوتها اَي من حلفاءها بنقل السفارات للقدس، لم يستجب لها سوى ثلاث دول صغيره … العالم الغربي وآسيا وافريقيا وروسيا والعالم الاسلامي كلهم رفضوا الفكرة وادانوها وتراجعت اورغواي عن خطوتها وأغلقت سفارتها بالقدس .
رابعاً محاولة امريكاً رفع وتيرة الضغط على القيادة الفلسطينية بسحب دعمها لوكالة الأنروا تم تجاوزه بتعهد من دول غربية ودوّل اخرى بتغطية القسم الأكبر من الثغرة التي تركها خروج الولايات المتحدة من التزاماتها … ورغم ان الدول العربيه لم تشارك في تغطية العجز الا ان هذا لا ينقص من النجاح الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينيه في مواجهة الضغط الامريكي والعنجهية الإسرائيلية
ان كانت هذه خطوات تطبيق صفقة القرن كما يزعم البعض فهذه الخطوات بائت كلها بالفشل ولَم يبقى منها الى سراب تتناقله وسائل الاعلام الشرقيه صباحا مساءاً ويلوح به سياسيو الشرق كونهم لا يملكون استراتيجية مستقبلية واضحه لدولهم وشعوبهم … نعم محاولة ربط كل صغير وكبير بالحالة الفلسطينيه بشكل خاص وفِي الشرق الاوسط بشكل عام في صفقة القرن الهلامية ما هو الى اختباء وراء تلة رمل في صحراء وبرهان عن أزمة حقيقية تحيط في النظام السياسي الفلسطيني والنظام العربي كله .
التعاطي مع صفقة القرن الهلامية المهزومة يكون باستراتيجية واضحه المعالم وليس بالترويج لها اعلاميا صباحاً مساءاً وبتجاهلها كما يفعل الاعلام الغربي والاسرائيلي كونهم يعرفون انها وبدون شريك فلسطيني لا تسوى الحبر الذي ستكتب به …
الاستراتيجية الفلسطينيه يجب ان تكون بمحورين أساسيين :
أولاً الإسراع برفع الوطن والمصلحة الوطنية فوق الحزب والمصلحة الفئويه بتجاوز الانقسام ومواجهة كل اذى بصوت واحد وشرعية واحده وبنظام سياسي عصري مبني على الشراكة ونابذ للإقصاء والهيمنه
ثانيا التعاطي الإيجابي التكتيكتي وهذا لا يتم فقط برفض المجهول وإعطاء العدو من أمريكي واسرائيلي وانظمة عربيه حجج لاظهار الفلسطيني بانه عدمي وانه ليس بأهل بان يكون شريك … الجواب الصحيح على فقاعات صفقة القرن التي تنشر هنا وهناك يكون بجواب فلسطيني رسمي واضح : نحن مستعدون لأي حل يُؤْمِن للشعب الفلسطيني حق تقرير مصيرة وعودة لاجئيه وبناء دولته المستقله كاملة السيادة ضمن حدوده المعروفه ووفق قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي
CONVERSATION
القدس بين سلطان ودير/ جواد بولس
اعتدى أفراد من الشرطة الإسرائيلية على مجموعة من الرهبان الأقباط كانوا قد نظموا وقفة احتجاجية عند مدخل "دير السلطان" المحاذي لكنيسة القيامة في القدس، والتابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
انتشرت صور الاعتداء في جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتحوّلت مشاهد الهجوم على الراهب مكاريوس الأورشليمي، وهو يقاوم وحشية الشرطة، إلى أمر مستفز ومؤلم . أمّا عملية إسقاطه فوق أرض الكنيسة وربط يديه والضغط بركبتي شرطي على ظهره ومحاولة شرطي آخر إلصاق وجهه في بلاط الساحة، فكانت برهانًا على ألا حدود لهمجية الاحتلال وعلى عدم وجود كوابح لعربدة القوة العنصرية ولسياسات القمع العدائية.
لا جديد في القدس ؛ فالجميع يصلّون فيها ومن أجلها، لكنها لا تحب إلا تهاليل السيوف ولا تنصف إلا أصحاب الغبار وتجار الفضة وكهنة الذهب.
لم يكن هذا الاعتداء على الرهبان الأقباط هو الأول من نوعه ؛ ففي أيار / مايو من العام 2013 ، نفّذت عناصر الشرطة الاسرائيلية اعتداءً وحشيًا مشابهًا على الراهب أورانيسيوس، فضربوه بشدة وضربوا معه ديبلوماسيَّين مصريين كبيرين كانا قد حضرا للاشتراك في مراسم احتفال ديني تقليدي يقام سنويًا في دير السلطان.
"في هذه اللحظات التقطت عدسات الكاميرا صور العنف الذي مارسته الشرطة ضد أورانيسيوس بلا سبب يذكر . لقد بدأت الشرطة اعتداءها عليه وضربوه بقبضاتهم وبأرجلهم ثم قام شرطي بخنقه وبإلقائه على الأرض، في حين استمر ستة من افرادها بضربه بشكل عنيف جدًا" ! هكذا وصفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية اعتداء شرطة الاحتلال قبل خمسة أعوام، وكأنها تصف ما حدث قبل بضعة أيام في نفس المكان.
تلقي حادثة دير السلطان بعض الضوء على واقع الأماكن الدينية المسيحية في القدس وما واجهته من صراعات دامية عبر التاريخ حتى أيامنا الحالية ؛ فلقد شكلت معظم هذه الأماكن محجّاً لجموع المؤمنين والحجّاج المسيحيين، المحليين منهم والوافدين من جميع أرجاء المعمورة؛ لكنها استغلت مرارًا كمذابح تنحر عليها ومن أجلها أرواح البسطاء في حروب "العروش والممالك" ، حيث يصير الدين عند الحكام وقودًا للمصالح والاتّجار به حطبًا للنفوذ.
"دير السلطان" هو مثال على هذه الصراعات، فهو يقع على سطح "مغارة الصليب"، كما يؤمن أصحابه، ويقولون ان السلطان صلاح الدين الأيوبي كان قد أهداه للكنيسة القبطية تقديرًا منه لدورها في محاربة الجيوش الصليبية التي احتلت القدس، وتعويضًا لخسائرهم الناتجة عن اضطهادهم ومنعهم من الحج إليها.
ومع الوقت ادّعت الرهبنة الحبشية بأنها تملك حقوقًا في هذا الدير، مما خلق علاقة مضطربة بين الكنيستين القبطية والحبشية.
لن نسهب في كل ما واجهه هذا المكان من قلاقل عبر التاريخ ؛ لكنّ حدة الصراعات عليه وصلت أشدّها في سبعينيات القرن الماضي عندما استوعب الاحتلال الاسرائيلي أهمية "الكنوز السماوية" التي غنمها، وراح يمارس حولها سياسة التأجيج الطائفي والتفريق بين الكنائس.
وقفت إسرائيل، لأسباب سياسية، ساعتها مع الرهبنة الحبشية وضيّقت على الوجود القبطي وحاولت تسليم الدير للاحباش وطرد الرهبان الاقباط، فلجأ هؤلاء الى "عدل" المحكمة العليا الاسرائيلية ، حيث لم يجدوا في صفهم سندًا ولا أمامهم غيرها.
لقد اعادتني قضية "دير السلطان" إلى سنتي الجامعية الأولى حين علّمنا أساتذة القانون الدستوري عن معاني تداعياتها في أروقة المحاكم الاسرائيلية. لم ندرك حينها، وكنا متحفزين وراء حلمنا الوردي، كنه دور قضاة دولة الاحتلال ولا معنى العدل في فقهم ؛ ولم نكتشف، إلا بعد أن طال الخريف، كيف ساعدوا في الواقع دولتهم في بسط نفوذها على المناطق المحتلة وفي طليعتها كنائسها وأماكنها المقدسة، وخلقوا إزاءها واقعًا ملتبسًا، أفضى ، عمليًا ، وبشكل طبيعي، إلى تحويل ولاء معظم أرباب تلك الكنائس نحو "رب البيت" الجديد، وإلى ترجيحهم فرص الاحتماء برحمة فكّيه أو في ظل بنادقه.
سوف يستفيد القاريء المعنيّ من مراجعة فصول هذه المأساة، وسيَفْهم كيف قامت الكنائس وما ضرورة الحفاظ على رعاياها العرب؛ فلصراع الاقباط على وجودهم في القدس معنىً مميز؛ خاصة في ضوء دور جميع المسؤولين عن معظم الكنائس التي أسسها المستعمرون عبر التاريخ في بلادنا والتي استولت اكليروساتها الأجنبية على رقباتها وأوقافها وتحكمت في شؤون عبادها، فكانوا رسلًا لحكوماتهم ولعبوا أدوارًا لم يقرّها انجيل ولا كتاب ولم يجِزها أي دستور إيمان.
لا نعرف كيف سيكون الرد المصري الرسمي على إهانة المواطنين المصريين وعلى مرمغة أثواب "أبناء مرقص" ، كما شاهدنا في الصور المهينة المذلّة ؛ لكنني أقترح أن نتواضع بتوقعاتنا، فقد انتهت "الازمة الدبلوماسية" قبل خمس سنوات بين الدولتين باعتذار قدّمه نائب وزير الخارجية الإسرائيلية في حينه ، زئيف ألكين، وتأكيده للمصريين على أنّ ما حصل لم يكن أكثر من سوء فهم بين أصدقاء !
لم تستسلم الكنيسة القبطية لسياسة إسرائيل، رغم تقلب العلاقات السياسية بين الدولتين ؛ وقد تشهد مواقف البابا شنودة ، رئيسها الراحل، على صرامة مواقفه وعلى تمسّكه بحقوق كنيسته التاريخية في الأراضي المقدسة.
لن نتطرق الى تفاصيل تلك العلاقة، لكنها بقدر ما تعكس من صلابة مواقف أباء الكنيسة القبطية، تُبرز بالمقابل، ضعف الدور السياسي المصري في هذه المسألة أو حتى غيابه.
كنت أقرأ بيانًا يدين فيه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. صائب عريقات، الاعتداء على بطريركية الاقباط الارثوذكس في القدس، حين عادت زوجتي غاضبة من زيارة قامت بها إلى كنيسة القيامة.
كانت ساحة الكنيسة الخارجية مكتظة بالحجاج الآتين من جميع أنحاء العالم، وكذلك كانت أعداد الناس في الداخل، إلا أنها نجحت بالدخول الى الكنيسة بشق الأنفس كي تفي بنذر قطعته على نفسها ؛ هكذا أخبرتني وأضافت : " كان الكهنة اليونانيون يصرخون في وجهنا كأطفال صغار وينهوننا كالخراف"، قالت بحزن وأردفت: "يتصرفون وكأنها مملكتهم الخاصة، يعاملون المصلّين كأغراب غير مرغوبين ؛ لا يريدون أن نشعر بقداسة المكان ولا أن نتعبّد ولا أن نصلي". سمعت منها ما كنا نعرفه؛ فلقد نجح اليونانيون منذ عقود بالقضاء على الوجود العربي الأصيل داخل كنيسة القيامة.
كانت الأخبار تنقل شجب "لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في اسرائيل" لاعتداء الشرطة على الرهبان الأقباط، ومثلها فعلت "دائرة الاوقاف الفلسطينية" مؤكدةً تضامنها المطلق مع "كامل النسيج المقدسي بكل مكوّناته وأطيافه الاسلامية والمسيحية".
أصغت زوجتي قليلًا معي لسيل بيانات الشجب، كما نقلتها المواقع والمحطات ؛ لكنها سرعان ما عادت إلى حزنها وشكواها وقالت : "يحاول الأقباط حماية كنائسهم وقد يستعيدونها في يوم من الأيام ، ولكن من سيحمي حقوقنا، نحن بقايا العرب المسيحيين في فلسطين؛ فها هم تسعون راهبًا يونانيًا يتحكمون "بأم الكنائس" ويتصرّفون بمقدّرات وبأملاك أكبر الكنائس المشرقية، ويتعاملون معنا كسراب مسافر في طريق التيه والنسيان".
لم أوقفها، بل ذكّرتها أين قرأنا رأيًا لكاتب تنبأ كيف سيتحوّل مسيحيو الشرق إلى مجرد "محميّات بشرية صغيرة" تشهد على الهزيمة وعلى تاريخ هذه الأرض.
CONVERSATION
أساطيرُ العبوديّة ِ قراطيسٌ باليّة/ كريم عبدالله
جدّي أورثني قراطيسهُ الباليّة تتراءى أساطير عبوديّة ما كنتُ سيدَ نفسي المتلبّسة خرافة أنهكتها الغرائز الساكنة تحتَ جُبّةِ الجسدِ المثقل تكتويهِ همومُ الغياب تمارسُ غوايتها تتبخّترُ تتمدّدُ غامضة ترتدي الزمن المستغرق تغزوهُ الشكوك تزيّفُ الحقائقَ الغريبة ذهني المفطور تقايضهُ براثنها تحملُ الشرَّ مخيِّماً فوقَ أجنحةِ النور أزليّة تصارعُ غائيتها تشوّهُ الأنسجامَ ما بينَ الرغبةِ والخوف أستشعرُ الذنوبَ ناقصٌ أفتقدُ ما هيّتكَ وجودي عدمٌ وأنتَ الدائمُ فيَّ دليلي وجودها يحملُ الجمالَ اليقينيّ مستوثقاً حقيقة واحدة : أنا لستُ وحيداً زنزانة الكون تحبسني وإنْ أغلقَ العالمَ جهاتهُ , مفجوعٌ منذُ وجودها يتوارثُ قسوة خرافتها العاجزون ( مسحاتهُ )* أفعى تخشى الأرضَ مداهمتها قلبها قاسٍ كـ العشيرةِ لا يفقهُ صراخَ الدماءِ المنكسرةِ فوقَ جباهِ الصباحاتِ العبوسة صحّرتهُ الآثامَ لا تسكنهُ العصافير تبيضُ السعادة في دهاليزهِ المعتمة , الوقتُ رفعَ غشاوةَ الروح يبدّدُ الرمادَ وحدي أركضُ فيهِ مفزوعاً وراءَ الشمس توارتْ عن النفوس مسرعاً يأتي الليل يحملُ عواءَ الذئاب لا مذاقَ للحياةِ مجرّدة مشاعرها لا تستريح صراعٌ وصراعٌ يرسمُ مأساتي فـ هلْ مِنْ عونٍ , هلْ مِنْ سببٍ كاااااااااااااااافٍ يُزيدُ الوان الوجود حينَ أتأملُ ذاتي ... ؟؟؟ !!!!! .
*مِسْحاة : اسم آلة من سحا وسحى : أداة القشر والجرف , وهي مما يستخدم في الزراعة ايضا .
بغداد - العراق
CONVERSATION
إكدب إكدب/ محمد محمد علي جنيدي
إكدب إكدب قد ما تقدر
واقتل واخدع واسرق واغدر
دنيا عايشها ويوم راح تضعف
غصبن عنك يومها هتضعف
يوم ما تقوم لله ويحاسبك
على أعمالك وعلى مكاسبك
هتحاول تهرب مش هتهرب
والشاهد عالذنب جوارحك
هتدور على حد يسامح
مين اليوم دا هيرضى يسامحك
إكدب إكدب قد ما تقدر
واقتل واخدع واسرق واغدر
أقول عالشمس سراب وخرافه
سمِّي جرايم النصب حصافه
إملا الدنيا جحود وقساوة
واحسب طيبة القلب غباوة
هتحاول تهرب مش هتهرب
والشاهد عالذنب جوارحك
هتدور على حد يسامح
مين اليوم دا هيرضى يسامحك
إكدب إكدب قد ما تقدر
واقتل واخدع واسرق واغدر
إروي الأرض بدم فقير
واملا إيديك دم ودنانير
حاسب مالأيام يا مصاحب
بكره تعدي من غير صاحب
هتحاول تهرب مش هتهرب
والشاهد عالذنب جوارحك
هتدور على حد يسامح
مين اليوم دا هيرضى يسامحك
إكدب إكدب قد ما تقدر
واقتل واخدع واسرق واغدر
إظلم فالضلمه ما بيبانشي
وارفع راية الجهل هتمشي
بس اياك تفرحك من قلبك
على مظلوم عينه ما بتنمشي
هتحاول تهرب مش هتهرب
والشاهد عالذنب جوارحك
هتدور على حد يسامح
مين اليوم دا هيرضى يسامحك
– مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com
CONVERSATION
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)
إقرأ أيضاً
-
بحكم أن الجزائر خضعت للحكم العثماني لمدة تفوق 300 سنة ( 1518 - 1830 ) هذه المدة الطويلة كانت كفيلة لانتقال الموروث العثماني إلى المجتمع ...
-
NA VEIA DO AMOR * POEMA DO POETISA BRASILEIRO : MARIA APARECIDA MARQUES SOUZA / BRASIL - * TRADUÇÃO FEITA PELO POETA TUNISIANO : MOHY C...
-
مشاركة : مفيد نبزو ـ مهداة إلى أمي ، وزوجتي ، وكل أمهات العالم . من القصائد المعتبرة عالميا ًمن أفضل ما كتب عن الأم ، فقد كتبها الشا...
-
أولا : الهدف الأساسي : إبراهيم " عليه السلام" هو أبو الأنبياء " عليهم السلام" وهو الجذر الشائع بين الشرائع السماوية (الأ...
-
التكوين القاعدي للباحث خليفة حماش الباحث خليفة حماش من مواليد قرية بوعزيز بمدينة برج زمورة ولاية برج بوعريريج ، هذه المدينة التي أنجبت ...
-
مع افتتاح بازار الإنتخابات الرئاسية في لبنان بدأت سبحة الترشيحات لرئاسة الجمهورية منها المعلن سابقا وحديثا بالاضافة الى الترشيحات الكامنة ...
-
قال تعالى في مُحكم التنزيل : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَ...
-
(ملاحظة : لقد كتبت هذه المقالة التحليليَّة لكتاب (أيام فلسطينيَّة ) قبل وفاة الصديق الكاتب والمؤرح خالد الذكر الدكتور تميم منصور بعدة سنوات ...
-
ثديا المرأة أجمل ما فيها، وهما العضوان البارزان اللذان لا تستطيع المرأة - مهما حاولت - إخفاءهما، وهما من أكثر أعضائها شهوة وإثارة للرجل،...
-
وقفتُ فيما مضى، كظلٍّ يَتوكأ مُستندًا على نفسِه في ظهبرةِ الشّمسِ لادفئ كتابات بدأَ صقيعُ البَرْدِ ينالُ منها، ولأنَّ الأفياء تستهويني، وجدت...
0 comments:
إرسال تعليق