رأي في سلوك ومواقف القائمة المشتركة/ شاكر فريد حسن
رغم الانتقادات الجارحة والهجومية الشديدة الموجهة الى القائمة المشتركة بخصوص مسألة التناوب، وممارساتها ومسلكياتها، والخطوة التي قام بها أعضاؤها أثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي بينس وخلال القائه خطابه في الكنيست، حيث قاطعوا جلسة الاستقبال، ورفعوا يافطات منددة بقرار ترمب بخصوص القدس، ومنها يافطة"القدس عاصمة فلسطين"، وطردهم من الجلسة بسبب ذلك.
ورأى الكثير من المغرضين والمزايدين والغوغائيين، أن خطوتهم بمقاطعة الجلسة تخدم مصلحة اسرائيل و"الديمقراطية"الاسرائيلية المزيفة.
وتبقى حقيقة واحدة أن المشتركة هي جسم سياسي فاعل، وانجاز كبير هام لجماهيرنا العربية، وكنز ثمين يجب صيانته والحفاظ عليه، ومنع انهيار القائمة وتفككها، رغم كل ما يقال، ورغم التطاول والمهاترات والنقاشات من على صفحات التواصل الاجتماعي. ويجب ان لا يغيب عن الأذهان أن أحد الأطماع الاسرائيلية هو تفسيخنا وضرب وحدتنا وطمس هويتنا وتشويه تاريخنا وتذويب لغتنا وسرقة تراثنا.
ومن أهم ما قامت به القائمة المشتركة هو تعرية سياسة حكومة الاحتلال والحرب والعدوان الكارثية، واظهار الوجه الحقيقي للنظام الابرتهايدي الحاكم، واسهامها ومحاولاتها في استئصال التمييز العنصري المتواصل ضد المواطنين العرب، واعتبارهم درجة ثانية، فضلًا عن الدفاع عن هموم شعبنا ورفع وطرح قضايا جماهيرنا في الاجندة المختلفة، ونضالها المثابر من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والسلام العادل، وانجاز الحق الفلسطيني.
وكذلك مساهمتها في تدويل القضية الفلسطينية، وفتح أبواب ونوافذ جديدة لتدويل مطالب شعبنا الحي الباقي في أرضه ووطنه داخل الخط الأخضر، سعيًا لنيل حقوقهم الكاملة، واقناع العالم الواسع انهم الأحق بهذا الوطن أكثر من سواهم، فهو وطنهم التاريخي الاصلي الذي ولدوا وكبروا وعاشوا وصمدوا فيه، وطن الآباء والأجداد.
وقد تجلى ذلك بالمشاركة في فعاليات لجنة حقوق الانسان في البرلمان الاوروبي، حيث قام النائب د.يوسف جبارين، الاخصائي الحقوقي والخبير بقضايا حقوق الانسان، ممثلًا عن لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة.
وفي نظري أن ما قام به النائب د.جبارين، لا يقل أهمية وبعدًا ومردودًا سياسياً ايجابياً عن الصفعة التي وجهها أعضاء المشتركة بوجه نتنياهو وحكومته العنصرية خلال زيارة بينس للكنيست.
فكفى للمزايدات والمهاترات والبيانات والتراشق الكلامي والاعلامي بين مركبات القائمة، ولنعمل جميعًا دون استثناء، وبكل قوة وشجاعة لمنع انهيار المشتركة، وصيانة وحدتها، خدمة لمصالح ومستقبل جماهيرنا العربية الفلسطينية، الطامحة والمناضلة من أجل حقها بالحياة الحرة الكريمة الشريفة، والصمود والبقاء في وطنها الذي لا وطن لها سواه، رغم أنوف العنصريين والترانسفيريين.
0 comments:
إرسال تعليق