لحظة هي الحياة. لحظة تأتي وتروح تختصر بها حياة كاملة.. وزمناً بأكمله...
أحبَّ الله الجمال فخلق من العدم الكون بأسره. من العدم ومن الموت كانت السماء في ليلها ونهارها نورا يبهر النظر بروعة الاشياء...
أحبَّ الله ... وإذ من العدم تأتي المياه تهدر وتروي أرضًا يابسة وقاحلة فتنبت ألوانًا ولا أروع، وروائح عطرة ولا أطيب، وثمارًا ولا أشهى، فكان للحياة أن تَدُبّ، تروح وتأتي وتمرح بسلام ...
أحبَّ الله ...
أحبَّ ما صنعته يداه من جمال.. أحبَّه لدرجة أنه صرخ "تعالوا وانظروا" فانحنت الخليقة والملائكة لذلك الصوت وأخفت عيونها بأجنحتها مهابةً... فعرف الله ان هناك شيئاً ناقصاً..
ولأن الحب يكون بين إثنين نظر الله الى ذاته، نظر إلى روحه.. نظر إلى وجه صورته... وابتسم..
ولم يتردد...
فالحب يدفعك لتُنَفّذ من دون تردد وأن... تعطي، تعطي ذاتك..
فأخذ بين أصابعه طينًا جَبَلَه وهو ينظر إلى ذاته الإلهية... إلى وجْهِ صورته... وعندما إنتهى حدّق إلى الطين بدهشة وإعجاب...
وللمرة الثانية لم يتردد...
نفخ به روحه بقوةٍ وإصرار ... ولكن كنسمة عذبة تحمل الحبّ.. كل الحبّ الذي في كيانه... فدبَّت الحياة في هذا العدم...
وكان الإنسان...
وكنتُ أنا... وكنتَ أنتَ...
منذ البدء كنا في قلب الله..
في روحه...
وفي كيانه... في كيان هذا الحب اللامتناهي...
وُلِدْنا مرة ثانية بلحظة حب بين إثنين...
"فيترك الرجل اباه وامه ويلزم امرأته"..
"والمرأة تنقاد بأشواقها الى زوجها"...
عظيم هذا الحبّ...
ولأن الحبّ عظيم، كثر مبغضوه..
كثر محتقروه... كثر محاربوه...
كثر مشوهو هذه الصورة..
حروب.. مجازر..سرقات..استعبادات...خطايا ولا اقبح.. واكثرها بشاعة من يصوّر الحب كسلعة للبيع تشتريها وتتصرف بها كما تريد...
ولأن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، تأتي البورنوغرافي لتحطم هذه الصورة لتحطم هذا الحب وهذا الإحترام للنفس، لروح الله الموجودة بداخلنا.
كيف لنا ان نبغض هكذا...
كيف لنا ان نرفض هذا الحب..
كيف لنا...
وكي لا نعود الى الموت.. الى العدم...
وللمرة الثالثة لم يتردد..
وكما أعطى من ذاته ليوجد الإنسان...
هذه المرة أعطى ذاته بالكامل لهذا المخلوق على صورته كي يصبح بالكامل على... مثاله.
عظيم هو الحب..
من الحب تولد الحياة...
صحيح ان البعض منا ولد بلحظة حبّ بين إثنين، أو بلحظة شهوانيّة بين إثنين، أو ربما بلحظة عدوانيّة بين إثنين.. ولكن في عين الخالق جميعنا ولدنا بلحظة حبّ منه الى كياننا.
"نظر إليه وأحبه"...
كم هي عظيمة هذه الكلمة وكم هي قوية هذه النظرة..
تدفعك لتفكر بالعمق بالكرامة التي اعطاك إياها الله والتي خصّك بها عن بقية مخلوقاته لتكون في عينيه المحبوب..
"المحبوب"..
نعم .." المحبوب"..
" معروفًا " لديه ولست " مجهولًا " بنظره..
""أحبب وافعل ما تشاء"" ...
فمن " الحب تولد الحياة " .
ريتا.ا.ش
0 comments:
إرسال تعليق