تأتي زيارة نتنياهو لسلطنة عمان والاستقبال الرسمي له، دون أن تثير أي ردود فعل عربية وشعبية قوية ورافضة، في ظل وضع عربي مهزوم متردي، وتصدع وتفكك في دول الخليج، وخوفها من " الخطر الايراني "، وفي خضم الفوضى الخلاقة العارمة التي تجتاح الوطن العربي بفعل ما سمي " الربيع العربي "، ناهيك عن ضعف الحالة الفلسطينية والموقف الرسمي الفلسطيني، وغياب أي أفق سياسي للمعضلة الفلسطينية، وانعدا م أية فرصة للحصول على أي نتائج ايجابية في حال العودة للتفاوض السياسي.
وفي حقيقة الامر ان هذه الزيارة غير مفاجئة للمراقبين والمطلعين على سير الاحداث وتطوراتها، وليس حدثًا خارقًا كما يصوره البعض، فعودة الى الوقائع والحقائق التاريخية تكشف وتظهر أن سلطنة عمان كانت لها طوال الوقت سياسة مختلفة وخاصة من مجمل الاحداث في العالم العربي، ومن المشاكل والقضايا العربية المصيرية، ومتحفظة من كل السياسات الرسمية العربية والايديولوجيات القومية العربية والحركات الثورية التحررية.
ثم فان سلطنة عمان هي من اوائل الدول العربية التي اعترفت بالدولة العبرية ( اسرائيل )، بعداتفاق اوسلو، وكان لها مكتب تمثيلي في تل- ابيب، ولاسرائيل سفارة في مسقط، وظلت هذه العلاقة الحميمة بين الجانبين حتى انفجار واندلاع الانتفاضة الفلسطينية العام ٢٠٠٠.
وعليه فان هذه الزيارة تجيء لتجديد عملية التطبيع بين البلدين واعادة العلاقات الدبلوماسية بين مسقط وتل ابيب.
وفي المجمل أنها زيارة مرفوضة لها مردود سياسي سلبي، وتعزز التهج العدواني لحكومة الاحتلال والسياسة الرافضة والمتنكرة التي تمارسها المؤسسة الصهيونية الحاكمة، وتدعم " صفقة القرن " المعادية لشعبنا ونضاله الوطني ومشروعه التحرري الاستقلالي، وتخدم الاجندات الاسراايلية والامريكية في المنطقة.
0 comments:
إرسال تعليق